روايه حارس خاص ( الجزء التاسع )
توقفنا فيما سبق حينما كان ادم يتحدث مع سمير ليعرف منه كل شيء عن صلاح .
ادم : انت قولت ان انت كنت بتخوف وعد بس ؟
سمير : اه ، كان دورى انى اخوف وعد ، وتشوف شخص غريب فى اوضتها ، ومحدش يصدقها لما تتكلم عنه .
ادم : وصلاح طلب منك تعمل كدا ليه ؟
سمير : عاوز يطلع وعد مجنونه ، يمكن بيعمل كدا من باب الانتقام من ابوها ، بس اللى حسيته انه بيحب يشوف وعد خيفه .
كان دم ادم يغلى مما يسمعه ، ولكنه يريد معرفه كل شيء ، لذلك استمر يسئل سمير عن كل شيء ، فقال له : رياض مشترك مع صلاح ولا لا ؟
سمير : مش عارف ، انا عمرى ما شوفت رياض فى الاتفاق ، بس بردو مره شفت وعد وهى بتشتكى من صلاح ورياض حاول يراضيها ويقولها انه خالها واكيد ميقصدش انه يزعلها .
ادم : ايه علقتك بعصابه الصياد ؟
سمير : مليش اى علاقه بيهم .
ادم : ازاى ، مش هم اللى عرفوك بصلاح ؟
سمير : بالعكس يا باشا ، صلاح اللى عرفنى بواحد منهم علشان هما اللى يخططوا .
ادم : انا مابقتش فاهم حاجه ، المهم انا هديك فرصه عمرك .
ثم قام ادم بفك قيد سمير ، ثم كتب شيك بمبلغ كبير واعطاه لسمير وقال له : اظن ان المبلغ دا كفيل انه يغطى عمليه بنتك ، عوزك تاخد بنتك ومراتك وتختفى من اسكندريه خالص ، اعمل لبنتك العمليه وعيش حياتك من غير ما تضر حد .
سمير امسك بالشيك ، لم يصدق ما يحدث ، وسئل ادم : انت ليه بتعمل معايا كدا ؟
ادم : ان كان عليك انت انا عاوز ادفنك مكانك بسبب اللى عملته فى وعد ، بس علشان انا كنت اب ، وعارف قيمه الفرصه التانيه ، فحبيت اقدمهالك ، انا محدش قدملى فرصه تانيه ، بس صدقنى لو خيبت ظنى فيك ورجعت للى كنت بتعمله ، مش هرحمك وهجيبك لو فى سابع ارض .
شكر سمير ادم وتركه ورحل ، ولم يبقى ادم طويلا بشقته ، وذهب هو الاخر الى فيلا رياض ، وقرر ان يستمر فى الاحتفاظ بما عرفه لنفسه فقط .
مر يومان ولاحظ الجميع غياب سمير ، كان صلاح كثير السؤال عنه حتى ان امره كاد يفضح من كثره سؤاله عن سمير ، لم يفهم احد اين هو ، فكل ما يعلمه باقى الحراس انه متغيب فقط ، اما صلاح فكان قلق لانه يعلم بان سمير هو الشخص المجهول الذى كان يخيف وعد وطارده ادم ، ومن حينها اختفى ولم يعد مره اخرى .
اتصل ادم باللواء جلال لانه يريد مقابلته باسرع وقت ممكن ، وتقابل ادم واللواء جلال باحدى الكافيهات ، واخذ ادم يحكى للواء جلال كل ما عرفه ، ويحكى له شكوكه ايضا كلها .
جلال : الكلام اللى انت بتقوله دا يا ادم خطير ، انت متأكد من الكلام دا ؟
ادم : انا حكتلك كل حاجه شاكك فيها سيدتك .
جلال : يعنى انت شاكك فى صلاح ورياض نفسه ، دا مش كلام منطقى خالص ؟
ادم : صلاح انا متأكد من انه متورط ، بس رياض مجرد شك بس .
جلال : طيب ازاى ورياض هو اللى طلب منى ادور على حارس كفء علشان وعد ؟
ادم : مش يمكن لعبه سيدتك ، عاوز يبعد عن نفسه الشبوهات ؟
جلال : لا يا ادم رياض انا عرفه كويس ، مستحيل يفكر فى كدا ، دا شخص طيب ومحترم وبيحب عيلته اوى ، انا اعرفه من زمان ، ومستحيل اصدق اللى انت شاكك فيه دا ؟
ادم : احنا اتعلمنا فى شغلنتنا دى ان الواد مايثقش فى اى حد ، وكل الناس داخله فى دايره الشبوهات سيدتك ، دا حضرتك اللى علمتنا كدا .
جلال : طيب انا هعمل تحريات الضروريه عن رياض وابنه صلاح ، متشغلش بالك وركز فى حراسه وعد ؟
ادم : معلش يا باشا ، ديما بنحتاج ماشورتك ، حتى وانا بره الخدمه .
جلال : متقولش كدا يا ادم ، وعلى العموم كلها كام شهر واطلع معاش واقعد بقى فاضى ، وياعالم سعتها هتكلمونى ولا لا ؟
ادم : ازاى تقول كدا يا باشا ، انت قيمه كبيره لينا كلنا ، الشرطه متنكرش تاريخك وشغلك .
جلال : اهى اجيال بتسلم اجيال ، والبركه فى الشباب ، صحيح ايه رأيك فى حسام ؟
ادم : حسام مين يا باشا ؟
جلال : حسام اللى بعتهولك يقولك انى عاوز اشوفك ، لما كنت سكران طينه ومجتليش .
تبسم ادم وقال : اه حسام ، دا انا لبخت معاه فى الكلام خالص ، بس غريبه ان حضرتك تسئلنى عن رائى فيه ؟
جلال : وغريبه ليه ، من الطبيعى اخد رائى ضابط قديم وشاطر زيك فى حسام ؟
ادم : اعذرنى يا باشا مش فاهم تقصد ايه ؟
جلال : هو حسام مقالكش اسمه ايه ؟
ادم : لا قالى اسمه حسام .
جلال : معلش كدا انا فهمت ، هو اسمه حسام جلال ، دا ابنى يا ادم .
تبسم ادم وقال له : ايوه كدا انا فهمت ، هو شاب كويس بس انا عكيت معاه ، ربنا يحفظهولك يا باشا .
جلال : الله يخليك ، يلا هو بقى يكمل فى خدمه البلد بعد ما اطلع انا معاش ، المهم روح انت شوف شغلك ، وخليك معايا على اتصال ، ولو عرفت اى حاجه بلغنى ، وانا بردو هبلغك باى حاجه جديده .
ادم : تمام يا باشا .
عاد ادم لعمله كما اخبره اللواء جلال ، وايضا ظل صلاح وزوجته بفيلا رياض لفتره كبيره وكان هذا على غير العاده ، كان يشعر ادم بالقلق على وعد ، فهو متوقع ان يحدث حاجه غريبه فى اقرب وقت ، ولكن لم يكن يستطيع معرفه ماذا سيحدث .
فى احدى الليالى كان الجو شديد البروده ، معظم الحراس كانوا بداخل غرفهم ، وكان صوت الرعد عالى جدا لدرجه تخوف اى احد ، وزاد الامر سوء حينما امطرت السماء بشكل مخيف يصل الى حد السيول ، لم يتحرك احد من غرفته ، وكانت ليله طويله للغايه ، فبعد ان اطمأن رياض على حفيدته وعد بانها نائمه ، تركها وذهب الى غرفته ، وفى اليوم التالى استغرق ادم فى نومه بشكل غريب ، ولكنه استيقظ على صوت خبط مفزع على باب غرفته .
قام ادم وهو مفزوع واخذ يسرع لفتح الباب ، كان الطارق احد افراد الحراسه ، فسئله ادم : ايه بتخبط كدا ليه على الباب بالشكل دا ؟
فاجابه الحارس قائلا : رياض باشا عوزك ضرورى فى الفيلا ؟
ادم وهو مستغرب : ليه حصل حاجه ؟
الحاس : وعد مش لقينها فى الفيلا ؟
ادم : يعنى ايه مش لقينها فى الفيلا ، يمكن بتلعب فى اى مكان ، دورتو عليها كويس ؟
الحارس : المشكله مش انها متغيبه بس ، فى حاجه اسوء حصلت .
ادم : حصل ايه اتكلم بسرعه ؟
الحارس : اللبس اللى كانت وعد لبساه ، مرمى فى اوضتها على سررها ، وغرقان دم .
فزع ادم حين سماعه هذا الكلام ، قام بدفع الحارس بسرعه للخروج من الغرفه والتوجه الى اوضه وعد .
اخذ ادم كل الطريق من غرفه لغرفه وعد جرى ، وصعد لغرفه وعد ودخل فوجد بها افراد شرطه ، ووجد ايضا ان اللواء جلال كان قد حضر بنفسه حينما اخبره رياض بما وجده ، دخل ادم غرفه وعد وهو فى حاله من الذهول والشرود ، نظر الى ملابسها ووجد ان الدم يملاء سريرها وملابسها ، حاول ادم وضع يده على ملابس وعد ولكن امسك بيده احد الضباط وقال له : لا يا ادم باشا مينفعش تيجى يم مسرح الجريمه .
فنظر ادم الى ذلك الضابط فوجده حسام ابن اللواء جلال .
الى هنا يكون نهايه حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا بعد ، ارجوا ان تنال اعجابكم