روايه حارس خاص ( الجزء الرابع )
توقفنا فيما سبق حينما فزعت وعد حينما وجدت ادم بغرفتها ، وطلب رياض من ادم وباقى الحراس تركه بمفرده مع وعد .
حاول رياض تهدئه وعد وبداء يتحدث معها فقال : جرى ايه يا وعد ، هو ينفع اللى انتى عملتيه دا ، انتى عرفه اللى كان واقف دا ، انا جيبه علشان ياخد باله منك ؟
وعد : لاء يا جدو ، انا مش بحبه ، دا مخوفنى اوى .
رياض : يا حبيبه جدو دا كويس ، انتى عرفه هو كان عاوز يقعد معاكى ويتكلم معاكى علشان يبقى صديق ليكى .
وعد : انا مابحبهوش يا جدو ، مش عوزاه .
رياض : طيب خلاص اهدى ، خليكى هنا وانا هنزل اكلمه .
ترك رياض وعد بغرفتها ، ونزل للتحدث مع ادم ، وجلس معه وقال : وعد رفضه انك تكون معاها يا ادم نهائى ، وانا مش عارف اعمل ايه ؟
ادم صمت لحظات وقال : انا عندى فكره كويسه ، انا هكون حارس ليها بس من بعيد .
رياض : يعنى ايه مش فاهم ؟
ادم : هبقى زى مراقب ليها ، هي مش هتشفنى وانا براقبها وبحرسها ، وطول ما هى بامان مش هدخل .
رياض : بس اللى انا اعرفه ان الحارس لازم يبقى قريب من الشخص اللى بيحرسه ؟
ادم : عندك حق ، هو الموضوع هيبقى صعب ، بس مش مستحيل ، ووعد عليها حراسه خاصه ، وانا هبقى تأمين مش اكتر .
رياض : اللواء جلال بيثق فيك اوى ، وانا بردو بثق فى اختيار اللواء جلال ، علشان كدا انا موافق على اى حاجه بتقولها .
ادم : شكرا حضرتك ، انا كدا محتاج مكان يكون بالفيلا بس ميكونش جوى المبنى الرئيسى بتعها .
رياض : فى اوضتين بجنينه الفيلا متوضبين زى الفيلا بالظبط ميفرقوش عنها ممكن تستعملها لو ينفع ؟
ادم : تمام يا باشا ، هستأذنك هلف حوالين الفيلا علشان ادرسها كويس ، وكمان قبل ما وعد تتحرك فى اى وقت تبلغنى علشان اكون مستعد .
رياض : اكيد طبعا .
ذهب ادم ليدرس الفيلا جيدا ، وبعدها استقر بغرفتى الجنينه يراقب منها وعد ، وقضى ادم بضعه ايام على هذا الوضع ، وفى احدى الليالى سمع صوت صراخ قادم من غرفه وعد ، كان باب مبنى الفيلا الداخلى مغلق باحكام ، وصوت صراخ وعد يتزايد ، ولمح ادم خيال شخص بغرفه وعد ظهر من بلكونه غرفتها ، حينها اسرع ادم وخلع حزام بنطلونه ، وقام بلفه على احدى العواميد الخاصه بالفيلا والذى متصل ببلكونه غرفه وعد ، وامسك ادم بطرفى حزامه ، وبداء بتسلق العمود ، وصل ادم اخيرا لبلكونه وعد ، ولكن كان وصول رياض الى وعد اسرع ، وكانت غرفه وعد ليس بها الا ضوء خافت ، وقام رياض بتشغيل الضوء الرئيسى ، وسئل وعد عن سبب صراخها ؟
وعد وهى تحتضن جدها وترتعش من الخوف : كان فى واحد لابس لبس غريب يا جدو بيخوفنى فى الاوضه .
نظر رياض حوله فلم يجد احد ، وحينها قال : تانى يا وعد هنرجع للموضوع دا تانى ، اكيد كنتى بتحلمى يا حببتى او كبوس وحش ، محدش بيدخل الاوضه خالص .
وعد وهى تبكى بشده وترتعش : والله يا جدو كان فى واحد ، ووشه كان مخيف اوى ، انا مش بكدب يا جدو ، انا خيفه اوى يا جدو .
احتضن رياض حفيدته ، فهى صعبانه عليه اوى ، هو غير مقتنع بكلامها نهائيا ، هو يرى انها تختلق كل ذلك او تتوهم كل هذه الاشياء ، وقال لها : بكره هبعت للدكتور بتاعك يجى يشوفك ، معلش يا حببتى ، هتبقى كويسه صدقينى ، حولى تنامى انتى بس .
وعد تشبست بجدها بشده : متسبنيش يا جدو لوحدى ، انا خيفه اوى .
اخذ رياض يطبطب على حفيدته وقال لها : خلاص متخفيش هفضل جنبك لغايه ما تنامى .
كان ادم يستمع الى كل ما حصل بين وعد وجدها رياض من خلف زجاج بلكونت وعد ، لم يظهر ادم نفسه ، فخاف ان تسوء حاله وعد ان شاهدته ، لذلك قرر ان ينزل بنفس الطريقه التى صعد بها ، وفعلا حدث ذلك دون ان يراه احد ، وعاد ادم لغرفته ، وفى عقله الف سؤال .
لم يستطيع ادم النوم تلك الليله ، فهو شاهد خيال شخص بغرفه وعد قبل صعوده اليها ، ولكن هل فعلا شاهد احدهم ان ان عقله مشوش ، هل ما رأه حقيقه ام خيال انسجها عقله ، كان ادم غير واثق من الذى رأه بالفعل ، فهو مدمن كحول وخمور ، ولم يقلع عن شرب الخمر سوى من بضعه ايام قليله حتى نتبه لعمله الجديد ، فهل عقله يوهمه بهذه التهيوءات ، ام ان هناك فعلا اشياء تحدث فى تلك الفيلا لم يعرفها بعد .
ظل ادم طوال الليل مستيقظ يفكر فى كل شيء ، ولكنه لم يستطيع الوصول الى اجابه لجميع تلك الاسئله ، وقرر ان يترك الامر حتى لا يشدد تركيزه اكثر من ذلك .
بعد مرور يومان حدث شيء اخر لم يكن بالحسبان ، خرجت وعد مع جدها لتغير الجو والذهاب الى احدى الملاهى ، بالطبع كان المكان مزدحم للغايه ، ولكن رضخ رياض لطلبات وعد ، فليس من الطبيعى ان تظل طفله بمثل عمرها محبوسه بالفيلا ، وبالطبع كان ادم يراقبهم من بعيد ، وكان هناك العديد من الحراس حول وعد ورياض ، وصممت وعد ركوب ما يسمى بقطار الرعب ، كان هذه اللعبه عن قطار يسير بداخل كهف مظلم للغايه ويظهر تماثيل باشكال مرعبه لتفزع راكبى القطار .
كان تأمين تلك اللعبه شبه مستحيل ، فلا يستطيع احد توقع ماذا سيحدث ، وحينما كان رياض ووعد متوجهين لتلك اللعبه مع حراسه اتصل به ادم ليقول له : يا رياض باشا ، مينفعش وعد تركب اللعبه دى ، دا خطر على حيتها ، المكان ضلمه وممكن يحصل اى حاجه .
رياض : وعد حفدتى عنيده اوى ، وصعب انى اقنعها متركبش اللعبه دى وهى مصممه تركبها ، وانا مقدرش اشفها زعلانه .
ادم : يا باشا اللى انت بتعمله دا غلط كبير ، لازم تمنعها ولو بالقوه .
رياض : انا قلبى ميطاوعنيش ازعلها ، ان شاء الله ربنا هيسترها ، انا واثق من الرجاله ومنك يا ادم .
ادم وهو غاضب : انت مدلعها ودا غلط ، على العموم انا حذرتك ، اللى اقدر اقولهولك ان انت تحجز اللعبه كلها ليك وللحرس ، محدش يركب اللعبه غريب ، وكمان تقعد انت وهى فى وسط القطار ، ابعد عن المقدمه وعن اخر عربيات القطار ، وخلى الحرس يقعدوا قدامك ووراك .
رياض : تمام .
لم يكن يستطيع ادم فعل اكثر من ذلك فى تلك الظروف ، ولكنه ليس كاحد من افراد الحراسه الخاصه ، كان دائما الافضل فى مجال عمله ، لذلك كان عقله يتقدم بخطوه ، اسرع ادم ووجد غرفه مراقبه الكاميرات ، ودخلها واخبر افراد العمل بها انه من الشرطه ، بالطبع كانت هيئته توحى بذلك ، لذلك لم يسئله احدهم عن بطاقه تحقيق الشخصيه ، وبداء ادم يراقب لعبه قطار الرعب من داخل غرفه مراقبه الكاميرات .
ركب رياض ووعد قطار الرعب مع الحراس ، وبداءت اللعبه ، واخذ القطار يجوب كهف مظلم به القليل من الاضاءه ، وتظهر اشكال وتماثيل للزومبى والدنياصورات وغير ذلك من الاشياء المرعبه ، والتى كانت تظهر بشكل مفاجيء ، مما يثير الرعب اكثر فى نفوس راكبى القطار ، وبينما هم على هذا الوضع فجأه تعطلت اللعبه ، كان المكان مظلم ، سئل ادم احد الاشخاص وقال : القطار دا وقف ليه ؟
فاتصل مراقب الكاميرات بالعاملين فى وحده تحكم اللعبه واجابه ان الكهرباء انقطعت بشكل مفاجيء .
فتكلم ادم حينها وقال : يعنى ايه الكهربا انقطعت ، هو مفيش مولدات كهربا ؟
فاجابه مراقب الكاميرات وقال : ماتقلقش يا فندم ، أي لعبه عندنا بيبقى ليها مولد كهربا احطياتى ، وهيشتغل بشكل اتوماتيكى بعد انقطاع الكهرباء بخمس دقائق تقريبا .
لم يكن ادم طبيعى ، فاحساسه الامنى يخبره ان الامر ليس مجرد صدفه ، هناك شيء مدبر يحدث ، وبداء عقله يعمل بسرعه ليجد حل لتلك المشكله ، وفعلا تحدث ادم لمراقب الكاميرات وقال له : جبلى كل طرق الخروج بتاعت اللعبه دى عاوزها كلها تتعرض قدامى على شاشات المراقبه .
مراقب الكاميرات : حاضر يا فندم .
الى هنا يكون نهايه حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا بعد ، ارجوا ان تنال اعجابكم