روايه حارس خاص ( الجزء الثامن )
توقفنا فيما سبق حينما امسك ادم بالشخص الذى تسلل لغرفه وعد .
قرر ادم ان يحتفظ بهذا الشخص لنفسه ، قام بضربه على رأسه باحد الاحجار الموجوده على الارض ، ثم حمله ووضعه بشنطه سيارته ، وخرج ادم به ، وذهب الى شقته وقام بربطه باحكام وعاد الى فيلا رياض .
صعد ادم الى غرفه وعد ، كان صلاح وزوجته قد استيقظا هما ايضا ، وسئل رياض ادم وقال : فين الراجل اللى كنت بتطارده ؟
ادم : ملحقتهوش ، عرف يهرب ، اصل رجلى انجزعت وانا بنط من البلكونه .
صلاح موجه كلامه لادم : يعنى ايه ملحقتهوش ، انت مش شايف شغلك كويس ؟
ادم : المهم ان وعد بخير .
صلاح تحدث الى والده وقال : كل الحراسه اللى هنا دى لازم تتغير ، كلهم نيمين على نفسهم ، حتى الباشا اللى جبهولك اللواء جلال مش شايف شغله كويس .
رياض : صلاح مش وقته الكلام اللى انت بتقوله دا .
ادم تقدم خطوتين باتجاه وعد ، ثم بسها من رأسها وقال لها : عوزك ترتاحى ومتخفيش ماشى .
ثم غادر ادم غرفه وعد ، وعاد الى غرفته .
حينما اصبحت الساعه الرابعه فجرا خرج ادم من فيلا رياض دون ان يشعر به احد ، ذهب لشقته ، فوجد ذلك الشخص الذى قيده بشقته مازال موجود ولكنه كان مستيقظ ، فلقد افاق من اغماءه ، وحاول فك نفسه ولكنه عجز عن ذلك .
تقدم ادم الى ذلك الشخص وقال له : انا وانت عرفين ان الوقت مش فى صالحنا ، فاكلم بالذوق بدل ما اخليك تتكلم بالعافيه ؟
تبسم ذلك الشخص وقال : كلها شويه ساعات ويكتشفوا فى الفيلا انى مش موجود ، وطبعا سعتها هيدوروا عليا ، حتى الناس اللى مكلفنى بموضوع وعد هيدوروا عليا ، وسعتها هيوصلولى ويوصلولك اكيد .
ادم : دفعولك كام علشان تخون رياض ؟
فاجابه ذلك الشخص وقال : كتير ، دفعولى كتير ؟
ادم : انت واحد من حراس رياض الشخصين ، وبتقبض مبلغ كبير ، ليه الطمع والجشع اللى يخليك تحاول تقتل طفله ملهاش اى ذنب ؟
فاجاب الحارس : اولا انا مكنتش هقتلها ، كان المطلوب منى اخوفها بس ، ولما دخلت الاوضه ملقتهاش ، وفجأه دخلت هى عليا وصوتت ، كان لازم اسكتها ، وكنت هرش عليها مخدر بس انت عملت فيها بطل وجيت .
ادم : انا عارف ان انت مدرب كويس ، حتى التعذيب مش هيجيب معاك نتيجه بسرعه ، بس انا عارف هخليك تعترف ازاى على اللى خلاك تعمل كدا .
ثم ذهب ادم لغرفه مجاوره احضر ملف ورق وقامه بفتحه وقال للحارس : انا لما قبلت حراسه وعد كان لازم اجمع كل المعلومات عن فريق الحراسه اللى موجود بالفيلا ، وطبعا الموضوع دا سهل بالنسبه لضابط سابق زيي ، انا يدوب كلمت ضابط معرفه فى المباحث وطلبت منه تفاصيل عن فريق الحراسه وانت طبعا منهم ، تعالى كدا نشوف مكتوب عنك ايه فى التقرير .
واستكمل ادم حديثه فقال : الاسم سمير ، متجوز من سبع سنين ، لسه مخلف من سنه تقريبا ، بنوته صغيره عسوله ، بس للاسف عندها مشاكل فى القلب ، ومحتاجه عمليه درورى ، بس لازم تتم خمس سنين الاول .
ثم اوقف ادم قرايه معلومات سمير وقال له : ااه كدا فهمت ، انت بتعمل اللى عملته دا علشان عاوز فلوس لعمليه بنتك ، طيب تفتكر ان علشان تنقذ بنتك دا يديك الحق تعرض حياة طفله تانيه للخطر ؟
سمير : انا معملتش حاجه غلط ، وايه المشكله لما اخد من اكوام الفلوس اللى معاهم علشان انقذ بنتى .
ادم انتبه لكلام سمير ، فكلامه يوحى بان من قام بتحريضه من نفس العائله ، وحينها قال له : انت تقصد ايه من كلامك دا ، انت تقصد ان اللى مسلطك تعمل كدا واحد من عيله وعد صح ؟
توتر سمير فلقد عرف انه قام بغلطه كبيره حينما قال هذا الكلام ، وحاول ان يغطى على خطاءه وقال : انا مقولتش ان حد من العيله سلطنى على حاجه ، انا بقصد ان لو خدت وعد هيدفعوا فلوس قصدها كتير اوى .
ادم : بس انت مكنتش تقصد كدا ؟
سمير : انا قولت اللى عندى ، وانت حر تصدق اللى تصدقه ؟
ادم : طيب انا عندى فكره تخليك تتكلم ، هخطف رجلى لغايه بيتك اجيب بنتك قدامك هى ومراتك كمان ، ونشوف سعتها هتقول الحقيقه ولا لا ؟
سمير هاج غاضبا حينما سمع كلام ادم ، اخذ يحاول يفك نفسه ولكنه عاجز ، فاخذ يصرخ على ادم ويقول له : بنتى ومراتى ملهومش دعوه بالموضوع ، خرجهم بره الموضوع دا ؟
ادم وهو يتحدث بكل هدوء : واخرجهم ليه ، تيجى مراتك تشوف جوزها وهو مربوط كدا ، وكمان نجيب بنتك يمكن وحشاك وعاوز تشفها ؟
سمير وعيونه تدمع : بنتى تعبانه ومش حمل اى مجهود ، ابوس ايدك سيب بنتى فى حالها ، انت كدا هتموتها ، انت معندكش قلب ولا ضمير ؟
ادم انفعل على سمير وقال بصوت مرتفع : يعنى عوزنى ارحم بنتك وانت مرحمتش الطفله اليتيمه ، خايف بنتك تموت ، طيب ايه المشكله ما تموت ، هيحصل ايه لو بنتك ماتت ، على الاقل مش هتشيل هم عمليتها ، يا شيخ انا عاوز اريحك من وجع القلب دا ؟
سمير : انت مش انسان ، انت اكيد حيوان ، لا حتى الحيوان بيرقف بحال الاطفال الصغيرين ، انت وحش او جماد عديم القلب والاحساس ، انا عرفت ليه ربنا خد منك بنتك الصغيره ، انت متستهلش يكون عندك اطفال .
حينما سمع ادم كلام سمير ، تغيب عقله من الغضب ، واسرع ادم وامسك برقبه سمير يخنقه ليموت جزاء على ما قاله ، ظل ادم يخنق فى سمير حتى كادت روحه تفارق جسده ، ولكن ادم افاق فى اللحظه الاخيره ، وابعد يده عن رقبه سمير ، الذى لم يصدق انه مازال على قيد الحياه ، اخذ يستنشق سمير الهواء بلهفه شديده ، وقال له ادم : انت عندك حق بنتك ملهاش ذنب ان ابوها زباله زيك ، علشان كدا لازم اريحها منك .
ثم اخرج ادم مسدسه ، وقام بسحب الاجزاء حتى يكون المسدس جاهز للاطلاق ، وقال ادم قبل ان يضغط على الزيناد : بس انت لما هتموت دلوقتى ، اكيد بنتك هتحصلك ، مهى مش هتلاقى اللى يحاول يجمعلها فلوس العمليه ؟
وقبل ان يضغط ادم على زيناد مسدسه ، تحدث اليه سمير وقال له : صلاح هو اللى مأجر عصابه الصياد ، ودفعلهم مبلغ كبير علشان كدا .
لم يطلق ادم النار على سمير حينها ، ولكن اخفض سلاحه وقال له : وهو بيعمل كدا ليه ؟
سمير : صلاح وابوه خسروا معظم ثروتهم فى الكام سنه اللى فاتوا ، وحتى الملياردير اللى اتجوزته لمياء بنت رياض وخلفت منه وعد مرضاش يساعدهم ويديهم فلوس .
ادم : وهو مساعدهمش ليه ، انا اعرف انه كان عنده ثروه ضخمه اوى ؟
سمير : صلاح هو سبب فى ضيعان ثروه ابوه ، ضيعها على مشروعاته الفاشله ، وكمان ضيعها على المظاهر ، ولما جوز اخته الملياردير سلفه مره مبلغ صغير صلاح انكر انه خد منه حاجه ، وصرفه على نزواته والمظاهر ، سعتها قرر جوز اخته انه عمره ما هيساعدهم باى فلوس .
ادم : بس ثروه الملياردير كلها تحت ايده هو ورياض دلوقتى ، يعنى مش محتاج يعمل اللى بيعمله دا ؟
سمير : ثروه وعد كلها تحت حراسه النيابه الاداريه والمجلس الحسبى ، ومفيش مليم بيتصرف من ثروتها الا بموافقتهم ، والوصايه بتاعت رياض وصلاح على ثروه وعد مجرد اداره بس ، محدش يقدر يلمس حاجه لغايه ما وعد تكبر وتبقى وصيه نفسها ويتفك الوصايه وتتصرف فى ثروه ابوها .
ادم : يعنى الموضوع مش موضوع خطف وفديه ، دا علشان صلاح ياخد ميراث وعد لازم وعد تموت ؟
سمير : بالظبط كدا .
الى هنا يكون نهايه حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا بعد ، ارجوا ان تنال اعجابكم