كريمة برغم كم الغضب اللى جواها الا انها مكنش عندها اى استعداد انها تخسره ، ورغم ان مكالمته مع مراته الاولانية كانت مؤلمة نفسيًا بالنسبالها لكن من جواها كانت بتتمنى ان يخرج بأى اعذار للمكالمة دى .
واول ماواجهته سألته:
= هو انت رجعت لطليقتك نيرمين؟!
ابتسم بكل هدوء ورد عليها
.. اه ، رجعتلها من كام اسبوع
= بكل البساطة دى؟
.. اه بكل البساطة دى ، والاكتر من كده اعملى حسابك انها هتيجي تعيش معانا فى الشقة هنا
= اممممم طيب مادام كده بقى يبقى اعمل حسابك انى هقعد من الشغل واصرف علينا بقى احنا الاتنين
.. لا مبصرفش على حد ، انتوا الاتنين هتشتغلوا وهتصرفوا فى البيت
كريمة مقدرتش تمسك نفسها من بجاحته وجبروته وبدأت انها تنهار وتعيط قصاده ، بدأ سعد يعدل فى كلامه لكن بطريقة الامر الواقع وقالها
= العيال لازم تتربى مع بعض وبعدين انتى الحب كله ، انا معاها بس علشان الواد نفسيته متتعبش وانتى هتشوفى بنفسك واحنا عايشين مع بعض هعاملك ازاى وهعاملها هي ازاى
مكنش قدام كريمة اى حاجة غير انها تسكت وتتمنى ان يكون كلامه صح وانه مش بيكذب عليها وانه بيعمل كل ده علشان الولاد يتربوا جنب بعض خاصة ان ابن كريمة لسه 8 شهور وابن نيرمين سنتين ، وفى النهاية قبلت بالامر الواقع
واتفاجئت بعدها بيوم وهو داخل عليها وفى ايده نيرمين ، اللى اول مادخلت بصت لكريمة من فوق لتحت وقالت لسعد:
= يلا بقى وريني اوضتى فين علشان انا تعبانة وعايزة انام
كيد النسا اللى كانت بتعمله مع كريمة كان بيقطعها من جوه ، لكن كان لازم تبين عكس كده علشان متبنش انها ضعيفة او انها مكسورة من جوه ، بقت كل يوم بتروح الشغل بجسمها لكن عقلها معاهم فى البيت وخاصة انها لاحظت ان نيرمين مبتخرجش من البيت ، يعنى ده معناه انها مبتشتغلش زى ماسعد قالها فى البداية ان الاتنين هيشتغلوا ، وقررت انها تفاتحه وتكلمه فى الموضوع لكن فى الوقت المناسب .
ولما رجعت من الشغل ، لقت سعد قاعد بره فى الصالة وسمعت نيرمين جوه عمالة تتكلم وتهزر مع حد فى التليفون وبتقول كلام كله تلميحات وحاجات وسخة ، فرحت جدًا كريمة باللى سمعته وقررت انها تصبر وتحاول تسجل لنيرمين مكالمة من مكالمتها وتسمعها لسعد وبالطريقة دى تضمن ان نيرمين تطلع بره حياتها للابد .
استغلت ان نيرمين نامت وقامت جرى خدت تليفونها ونزلت عليه برنامج لتسجيل المكالمات وعملتله اخفاء من على سطح التليفون بتاعها وراحت الشغل واول مارجعت لقت البرنامج سايبلها كنز من المكالمات ، اكتر من 25 مكالمة مختلفة مع شخصيات مختلفة وكلهم يدينوها ويخلوا سعد يطلقها للابد وميفكرش بيها ابدًا ، ده مش بس كده ، اى مكالمة من دول كفيلة ان تخليه يشك فى ابنه من نيرمين ، هل هو ابنه ولا لا
نقلت كل التسجيلات على تليفونها وطلعت لسعد اللى كان نايم على كنبة الصالة ، ماسك الشيشة فى ايده والايد التانية كباية الشاي ، وحطت الهاند فرى فى ودنه علشان تخلى كل كلمه تعدى عليه ومفيش حاجة تفوته ، قعد شوية يسمع فى المكالمات اللى اديتهاله واتضايق جدًا وحط الشيشة من ايده وركن كباية الشاى جنبه وقام وقف قصاد كريمة وبعزم مافيه واداها بالقلم على وشها لدرجة ان سنانها نزفت وقالها:
= جرا ايه يامرا ، انتى بتتجسسى عليها ، فاكرة انك هتكسبي بنط عندى ، لا انا معنديش واحدة تخبص على التانية واللى تعمل كده اقطع رقبتها ، هو انتى متعرفيش ان الفتنة اشد من القتل وبعدين انا عارف كل اللى انتى بتسمعيهولى ده ، نيرمين بتشتغل زى ماانتى بتشتغلى بالظبط بس كل واحد بيشتغل حسب امكانياته كل المكالمات دى بترجعلنا كروت شحن واحنا بنبدلها فلوس علشان نقدر نعيش ، وسط مابيتكلموا وبيزعق لكريمة خرجت نيرمين من اوضتها وبكل بجاحة وهي ماسكة التليفون بتاعها وبتكلم واحد وقالتلهم ، اسكتوا بقى مش عارفة اتكلم فى التليفون وقالت للى بتكلمه وهي بتبص لكريمة نظرة كيد
= معلش ياحبيبي الدوشة فى البيت كتير شوية النهاردة بس انا سكتهم علشانك
كريمة ملقتش كلام تقوله ولا الصدمة اللى اتصدمتها من الموقف ده غير انها تخش تنام .
تانى يوم راحت الشغل والشاب اللى كان فى الشقة حاول المرة دى انه يعتدى عليها بشكل كامل مش بس يتحرش بيها ، لكن جينات النضافة فيها غلبت وزقته وسابت الشغل ومشيت ، وده طبعًا من حظنا الاسود لان بعدها بفترة كانت سيادتها مشرفة الملجأ عندنا
حياة كريمة استمرت فى صراعات مع جوزها بسبب انها سابت الشغل وطبعًا بعد مالفت على كعوب رجليها لحد مادابت لقت شغل فى الملجأ
اول يوم لكريمة فى الشغل كان هو اول يوم ليا فى الملجأ ، كان عندى وقتها حوالى ست سنين ، كنت خايف جدًا ومرعوب من اللى حواليا ، المكان غريب عليا ويادوب بتحسس كل حاجة فيه ، طفل صغير ومش فاهم اى حاجة فى الدنيا ، طفل صغير الدنيا خدت منه اهله فى حادثة مرة واحدة ووحيد ومالوش اخوات ولا اى حد يعرفه ، كل اللى كنت اعرفه ان اسمى عزيز .
كان فيه مربية فى الملجأ اسمها سميرة استلمتنى وفى نفس الوقت كانت بتعلم كريمة الشغل ، كريمة اللى اساسا رايحة الشغل مش طايقة نفسها ولاحياتها ، جاية بتربي اطفال يتامى ومساكين ومالهمش اى امل فى الحياة غير كلمة طيبة وحنية من اى حد يحسوا بيها.
كنت بعيط ومنها وسألتنى سميرة
= انت فين اهلك
قولتلها بكل براءة
.. معرفش
= اه لقيط يعنى
مكنتش اعرف يعنى ايه الكلمة اللى قالتها دى وجاوبتها وقولتلها اه، كل الاطفال اللى فى الملجأ مسكولى الكلمة وبقوا بينادولى يالقيط ، قعدت اعيط بزيادة رغم انى مش فاهم الكلمة لكن حاسس انها كلمة بتوجع
شدتنى من ايدى بكل غباء وقالتلى
= تعالى علشان تغير هدومك الزفت دى
ولفت لكريمة وقالتلها
= لازم تتعاملى بشدة معاهم علشان يخافوا منك ويسمعوا كلامك والا مش هتعرفى تشتغلى هنا وكان اول تعامل لكريمة معايا فى اليوم اللى بعده وياريتها ماكانت اتعاملت معايا.