Ads by Google X

رواية شغف الفصل الرابع عشر


 الفصل الرابع عشر


تزامن وقت عودة "عصام" و"كاميليا" مع خروج الطبيب فصدم "عصام" بشدة لأنه كان يعرف الطبيب فقد كان جارهم فخاطب "أدهم" بقلق قائلاً :
ـ أيه الي حصل يابني الدكتور هشام هنا ليه ؟! طمني
ـ متقلقش يابابا هفهمك ...ثم قال مخاطباً الطبيب :أتفضل حضرتك يا دكتور آسفين اننا أزعجناك
ـ عيب متقولش كده ده احنا أهل
وبعد ان ذهب قال له "عصام" بخوف شديد :
ـ يابني م تفهمنا في أيه
توتر أدهم قليلاً الا انه قص عليهم كل ما حدث من بداية سماعه لحديث "يارا" و"شغف" حينما عاد لأنه تذكر نسيانه هاتفه الي إغماء "شغف" ومعرفته بأمر حملها ...هو أدرك ان أمر "يارا" سيكشف الآن أو فيما بعد فرآي ان يقول الآن وتأخذ جزائها علي أفعالها ...
صعق كل من "عصام" و"كاميليا" لما سمعوا فلم يكن الأمر بالهين أبداً ...فقالت كاميليا بوهن وقد جلست علي أقرب كرسي بجوارها لأن قدميها لم تعد تحملانها :
ـ طاب ليه ؟! ليه يارا تعمل كده ليه ؟! ازاي تهين نفسها وتهينا كده ؟! ازاي تكون سبب في ان حياة أخوها تتدمر ؟! والبت الغلبانة دي هتعمل أيه مش كفاية الي بيجرالها كمان عيل من واحد زي جوزها ده ...ليه بس بيحصلنا كده ليه
قال "عصام" بجمود :



ـ أستغفري ربك ده قدرنا ...وبننتك دي انا طول عمري كنت شايف تربيتها غلط وأديها حطت راسي في التراب ...أدي اخرة دلعك ليها
ـ انت هتطلعني انا السبب كمان !! بس تصدق معاك حق انا الي فعلاً معرفتش اربيها ...وانا الي ساعدت ان ابني يوصل للي بقي فيه دلوقتي ...وانا كنت السبب ان شغف يجرالها الي يجرالها لو كنت سكت كان زمانها هي وأدهم متجوزين و مرتاحين دلوقتي...انا السبب...وأخذت تبكي بحرقة بالغة رق الها قلب "أدهم" فقال محاولاً التخفيف عنها :
ـ ماما ده قدرنا زي م بابا بيقول انتي ملكيش ذنب ...المهم دلوقتي نفكر في شغف هي لسه نايمة متعرفش انها حامل ...انا مش عارف هتعمل ايه لما تعرف ؟!
ـ ربنا يسترها الأيام الجاية دي يارب احنا مش حمل مشاكل تاني ...كان ذلك ما قاله "عصام" فقد أُثقل كاحله بكل تلك الهموم المتزايدة ..
.................................................
حينما علمت بأمر حملها بكت كما لم تبكي من قبل ...هي لم تتمني شئ في حياتها قط بقدر ما تمنت ان يكون عندها طفل يؤانسها في وحدتها ويكون سبباً لتعيش من أجله ولكن الآن ؟! من ذلك الرجل الذي لا يصلح ان يكون أباً أبداً ...أكثر ما كان يقلقها هو انه لن يترك طفلها معها أبداً ...ان علم بوجوده سيأخذه منها بالقوة والاحتيال ولن تستطيع ان تراه مجدداً وان لم يفعلها هو سيفعلها أباه الذي كان مستعد لبذل كل غالي ونفيس لرؤية حفيده ...وهو معه المال والسلطة والجاه وهي ...هي ليس لديها أي شئ ..هنا سمعت آذان الحق ينادي مما جعلها تنهر نفسها بشدة فهي معها الله تعالي الذي هو أقوي وأعظم من أي شئ الحياة
حينما وصلت لتلك النقطة قامت وتوضأت وصلت فريضة الفجر وهي تبكي لله عز وجل وتشكو اليه وتدعوه كما عاهدت نفسها ألا تضعف الا لسواه ...وهي تؤكد لنفسها انه لن يتركها وسيحل لها مشاكلها وينعم عليها بالراحة والسعادة



............................................
مرت الأيام حزينة علي الجميع فكل مشغول بهمه لم يتخللها سوي سعادة النصر ل"شغف" فقد حكمت لها المحكمة بالطلاق بسهولة بعد استسلام "عمر" وعدم دفاعه عن نفسه وأيضاً تم حجزه في مستشفي أمراض نفسية وعقلية كي تتم معالجته ...
وأكثر ما كان يعكر صفو الجميع هو خوفهم من أخذ "عمر" وأبيه لطفل "شغف" فالكل يعلم انهما ان علما بأمره لن يترددا في فعل أي شئ للحصول عليه وان لجئا لأختطافه مثلما فعل "عمر" معها ...نعم عمر في المصح الأن ولكن أبيه ورجاله خارجه وان أراد ذلك سيفعل
الا ان الله تعالي كان رؤوفاً بها فقد أهتدت "كاميليا" لحل لتلك المعضلة سينفع جميع الأطراف وقد شعرت انها بذلك تعوض "شغف" و"أدهم" عن كل ما لاقاه من ألم ...
أختارت الوقت المناسب لتعرض الأمر علي كل من "أدهم" و"عصام" فقالت بأرتباك حاولت أخفائه :
ـ بصوا انا وصلت لحل لمشكلة شغف دي هيضمن ان عمر وابوه ميعرفوش انها حامل
أندفع أدهم وقال بنفاذ صبر :
ـ طاب قولي بسرعة
نظرت نحو كل منهما بتوتر ثم قالت :
ـ أنت وشغف تتجوزوا ...وجدت نظرات الصدمة مرتسمة علي وجهيهما فبادرت موضحة : بص دلوقتي لو انت وهي اتجوزتوا انت ممكن تقول ان الولد ده ابنك وبكده محدش هيقدر يعرف ...انا مش بقولك اتبناه لا طبعا هيتكتب بأسم أبوه بس في الظاهر قدام الناس هتبان انت ابوه لحد ميجي الوقت المناسب الي تتطمنوا فيه من ناحيتهم وهنقول الحقيقة عادي
قال "عصام" برفض تام:



ـ ازاي يعني طاب وبطنها الي هتبان ؟! وشهور العدة !! انتي بتقولي كلام مستحيل ينفع
ـ أسمعني بس ...هي دلوقتي حامل في شهرين وشهور العدة 3 شهور يعني همه ممكن يسافروا مثلا محافظة تانية أو أدهم يسافر تبع شغله زي م كان بيقول بس يخليها بعد 3 شهور وهي تفضل في البيت وتحاول تقلل نزولها لحد م تولد ...انا عارفه ان الحامل عدتها لحد م تولد بس الناس متعرفش فقدام الناس هنفهمهم انهم اتجوزوا بعد ال3 شهور وفي الحقيقة هيتجوزوا بعد م تولد ويبقوا يسافروا يعيشوا في حتة تانية ويرجعوا علي أساس انه خلف منها وهي ولدت في السابع مش التاسع كده عمر م حد هيشك في حاجة ونبقي حافظنا عليها ..وغير كده أدهم بنته صغيرة وهو بيبقي في شغله وهيحتاج حد ياخد باله منها وانا الي شفته انها بتحبها اوي وهتحطها في عنيها .
نظر لها الأثنان بدهشة كبيرة فبادر عصام قائلاً :
ـ انتي دماغك دي أيه بجد ؟! مخططة للموضوع بكل تفصيلة صغيرة فيه ...بس يمكن همه ميرضوش بحكاية الجواز ..ولا ايه يا أدهم ؟!
رد "أدهم" بسرعة وتوتر قائلاً :
ـ لا يا بابا انا موافق طبعاً ...ثم أسترك سرعته فقال : عشان اقف جنبها طبعاً في الوقت ده بس هي الي ممكن متوافقش
ـ بص انا هكلمها في الموضوع ده وهي ان شاء الله هتوافق
كان قلب "أدهم" يزقزق من السعادة فقد شعر أخيراً ان أمنيته المستحيلة علي وشك ان تتحقق وسيجتمع بمن أحب أخيراً ...فأخذ يدعو كثيراً ان تقبل بالأمر كي تريح قلبه الملتاع ...
.......................................
عقب ما حدث أصبح الجميع يكرهها ...لا يحدثونها ...لا يهتمون لأمرها ولا لبكائها ...فقط يغرقونها بكلامهم الذي يمزق روحها ...رخيصة...حاقدة ...ذهبت بسمعة العائلة ...لا تستحق تعبهم عليها ...وأكثر من ذلك بكثير ..لا يهتمون سوي ب"شغف" وكل ما يخصها أما هي فلتذهب الي الجحيم فهي الأبنة العاق التي خيبت آمال عائلتها ...



شعرت ان الجميع صار يبغضها حتي من أحبت لم يهتم لأمرها يوماً ...شعرت ان حياتها لم يعد لها قيمة فقررت ان تريحهم من عارها وتريح نفسها من عذابها ...
كانت تلك أخر أفكارها عقب أن تمسك الشفرة الحادة التي توضع بآلات الحلاقة وتمزق شراين يديها تاركة ذلك العالم الذي لم يرغبها يوماً


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-