روايه القديمة تحلي الحلقه السادسه عشر


 

الفصل السادس عشر...

بشركة المقاولات الخاصة بقدري النوساني ...

كان يجلس علي الكرسي ويتحدث في الهاتف بملامح متجهمة وغاضبة...ذلك الشاب يركض وراءه منذ أكثر من شهران منذ حفلة عيد ميلاد شيما...تلك الحفلة الملعونه...

جاءت المصائب فوق رأسهم بعدها تباعا...مجئ ناصر ..وما حدث له..وما حدث لبناته وكشف بتلك الفترة...

_ طيب..طيب انا هقفل واتصل بيك تاني ..هفهمك كل حاجة يا غانم باشا..سلام...

اغلق الهاتف وتأفاف بضيق ثم رفع سماعة الهاتف ..

_ أيوة يا بنتي..اطلبيلي الأستاذ وقاص ضروري..

بعد قليل دلف وقاص الي مكتب أبيه بعد أن سمع الاذن بالدخول..

تحدث قدري بحدة وملامح غاضبة للغاية...

_ تشوف حل ف موضوع بنت عمك يا وقاص ...ابن غانم طلبها للجواز..وانا مش هفضل اداريها كتير ..الاستاذ شافها ف عيد ميلاد الهانم اللي من ساعة م دخلت البيت والمصايب نازلة على دماغنا....واللي انت اصريت انها تحضرها بردو...يا تعلن جوازك منها وساعتها هتبقي ملزم تعملها فرح يا اما تطلقها و محدش يعرف كده كده انت ملمستهاش..

اتسعت عينا وقاص بصدمه مما قاله والده ..مستغربا من معرفته بمعلومه شخصية كهذه...

_ كلنا عارفين انك ملمستهاش..كان زمان يخصني لكن دلوقتي لا..اللي انت عاوز تعمله اعمله بس تخلصني من غانم وابنه مش ناقص زن انا...اتفضل علي شغلك ومش عاوز اسمع كلمة واحدة ..

خرج وقاص من المكتب وهو يكاد ينفجر من الغضب بسبب تلك المدعوة زوجته...

لم يكن يريد أن يجرحها أو يقضي على مستقبلها..كان سينهي الأمر بكشف صغير حتي يتأكد من عفتها...لكن الان وبعد أن تحدث مع والده محي ذلك من رأسه تماما ...

رن هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله..تفاجأ عندما رأى رقم ذلك الرجل المكلف بمراقبتها...لماذا يتصل به الآن فهو يقوم بسرد تحركاتها له عن طريق تقرير أسبوعي...من المؤكد أنه قد حدث أمر جلل ..ولكن ما هو؟؟؟..

_ أيوة يا سيد...




اغمض عيناه بقوة يعتصرهم بغضب شديد...لم يكن يتخيل أن تفعل ما فعلته ...كان يحاول كبح جماح غضبه منذ أن علم بعلاقتها مع ياسر لكن الان لن يستطيع... بالنهاية هي زوجته كما أنها تحمل اسم عائلته ودمه..ابنه عمه...

********************

ساوره الشك نحوها عندما تحدثا بالامس...كانت تتحدث كمن تملك درعا حاميا اذا ما تخلي عنها أو اذاها...لكن ذلك السند ليس بوالدها فهي لا تتحدث معه...اذا من يكون؟؟؟؟...

لم يفته ذلك التغيير فيها ..لم يطلب منها قط اتباع حمية غذائية لانقاص وزنها ..اذا لمن فعلتها ونجحت بها وهي التي تفشل وبجداره في كل شئ يخصه!!!...

كان سيواجهها ويطلب منها ردا علي تساؤلاته لكنه تراجع فهي لن تريح باله ولن تفصح عن الشئ الذي بدل حالها تماما...لذلك ترك الأمور كما هي عليه وقرر الحديث معها بشأن موضوع ما...

_ تمارا...

كانت منشغله بمسلسل تتابعه علي التلفاز ..

_ هممم؟؟...

نفخ بضيق قائلا ..

_ طب وطي الصوت واتفرجي عليها ف الإعادة..لاني عاوز اتكلم ف حاجة مهمة...

كانت الصوت والتفتت له بضيق شديد وهتفت...

_ ها...نعم اديني قفلته اهو...

_ حضرتك بقالك سنه اهو ومحملتيش ...ايه السبب بقي؟؟...

رمشت بعينيها بدهشه وبلاهة ثم قالت...

_ نعم!!!!....ده ع أساس اني مخلفتش يعني؟؟...

احتدت نظراته النارية نحوها واستأنف حديثه...

_ اتكلمي عدل يا تمارا...انت جبتي عدي وكما سنه وقبل م يكملها كنتِ حامل ف سجدة...المرادي لا ليه؟؟...

نهضت من مكانها بعصبيه ورمت الريموت كنترول علي الاريكة بغضب شديد...

_ المرادي لا عشان عاوزة احس اني ست مش أرنبة عمالة بتخلف وترمي وياريت اللي بتحمل منه قاعد معاها مثلا لا ده بيدور ع مزاجه وراح اتجوز...محملتش عشان باخد مانع حمل ومش هبطله...حس بيا بقي يا اخي...حس بيا شوية مش كل حاجة عاوز تربطني جنبك وتقتل احلامي...كفاية ابويا قتل طموحي ومنعني اني اشتغل وانت جيت كملت...لا ازاي عمال تتفنن ف اذايا...اوف...

دلفت الي غرفتها تبكي علي عنفه وقسوته معها في أبسط تفاصيل حياتهم...جارية ...جارية عرضها والدها للبيع ودون تعب ...

بعد مرور نصف ساعة جاءتها تلك النغمة التي خصصتها للرسائل ...وبالطبع كانت سببا في تبدل حالها أو نسيان ما حدث مع زوجها لدقائق وهي تعاود قراءة تلك الرسائل مرة أخري ....

********************

دلفت زمزم الي المنزل وهي تدور حول نفسها بسعادة غامرة وتدندن بعض الأغاني الرومانسيه القديمة..اندمجت كثيرا خاصة وأنها تعلم أن السيدة نجاة والسيد قدري خرجا من المنزل حتي يزورا أقاربهم ..فقط سيلين هي من توجد بالمنزل ...فكت ربطة شعرها وأصبحت تتمايل به بسعادة الي أن وقف أمامها وقاص يحدجها بنظرات حارقة ..

_كنتِ فين؟؟...

وضعت قلبها علي صدرها الذي خفق بجنون عندما تفاجأت به أمامها...

_ كنت ما كان م كنت...وسيبني بقي ف حالي...

وتركته وصعدت علي الدرج...دلفت الي غرفتها واسرعت بخلع ملابسها وتبديلها..اليوم ستظل مستيقظه مع ياسر علي الهاتف حتي ينتهي من عمله الليلي بالمشفي...

أمسكت الهاتف واتصلت به ...

_ زمزم!!...فكرتك مش هتتصلي بيا..

قالها ياسر بدهشة ..

ابتسمت زمزم بحب وهي تقول برقة حقيقية...

_ انا نيتي اني مرجعش ف كلامي وعشان كده اتصلت...انت بقي لو اتصالي مدايقك ف خلاص ممكن اقفل...عاوزني اقفل؟؟...

اسرع ياسر يرد عليها بلهفة...

_ لا لا تقفلي ليه ..انا اصلا كنت هكلمك بس اتفاجئت انها جت منك...المهم اكل الحاجة عجبك؟؟...

امتعضت ملامح زمزم بعض الشئ عندما تذكرت معاملة والدته لها ولكنها تحملتها فلن تكون اسوء من السيدة نجاة...

توجس ياسر من صمتها ذاك ..ظن أن والدته وبختها بكلامها خاصة وأنها تعلم الموضوع كاملا ...

_ زمزم هي ماما ضايقتك ولا حاجة؟؟..

اصطنعت ابتسامة علي ثغرها وهتفت بصوت متداعي...

_ لا لا..بالعكس مدايقتش خالص...انا اصلي عارفة طنط ...تقريبا كده هي مبتاخدش ع الناس بسرعة بس متقلقش هتحبني أن شاء الله...

زفر ياسر براحة فقد كان قلبه علي وشك التوقف من أن تكون والدته فعلت شئ لا يليق...

بالاسفل وبعد أن صعدت زمزم قام وقاص برمي هاتفه علي الارض الصلبه حتي تحطم تبعه بالطاولة الموجودة أمامه واسقط ما عليها من تحف غاليه الثمن...

جلس علي المقعد يلهث بعنف وغضب عارم وهتف بشراسة....

_ تقلي حسابك...تقلي حسابك معايا يا زمزم هتدفعيه أضعاف مضاعفة...صدقيني...

******************

مر اسبوع كامل وهي بعيدة عنه...عن أحضانه..عن عالمه...تركته وذهبت حتي تجلس مع اختها الكبري تمارا...لم تهاتفه مرة واحدة حتي ولو بالخطأ ...




ركب سيارته وأدارها عازما علي تصفية الأمور بينهم حتي لا تتعقد اكثر...خاصة وأن ما حدث لم يكن له ذنبا به..

صعد إلى شقة عابد اولا حتي يستأذنه بالدخول الي منزله...

_ السلام عليكم..

قالها ناير وهي يمد يده حتي يصافح عابد...بادله عابد السلام قائلا..

_ وعليكم السلام...اتفضل يا ناير ادخل...

هز رأسه نفيا وهتف بابتسامة...

_ ربنا يخليك يا درش..انا بس جاي استأذن اني اطلع للمدام بتاعتي لأنها قاعدة ف بيتك..

قطب عابد جبينه قائلا باستغراب..

_ وجاي تستأذن ليه!!...ما هي مراتك ثم إنها اصلا مش قاعدة حبي ديه أصرت انها تدفع حق قعادها رغم أني اصريت بس دماغها ناشفة وانا مش حمل مناهدة ف سبتها ع راحتها...

اومأ برأسه بابتسامة فأكمل عابد...الفصل السابع عشر...

بالسادسة صباحا دلف ياسر الي المنزل فقد انتهى دوامه ...يضع يديه علي قلبه من والدته ومن رأيها بزمزم...

دلف الي غرفته الخاصة وذهب في سبات عميق بعد ساعات من الارهاق المتتابع والمستمر ..

استيقظ ياسر من نومه يشهق بمفاجأة فقد سكبت والدته عليه كوب ماء مثلج...

_ قوم..قوملي يا عين امك..هي ديه بقي اللي انت بتفضلها ع ميرنا ...متخشش ذمتي ببصلة حتي...كفاية اوي اللي نعرفه عنها...واحدة معاقة ومش متربية ودايرة علي حل شعرها ..عاوزني اقولها ايه؟؟..خدي ابني اهو واتجوزيه!!..

حاول ياسر الحديث وتهدأة الوضع قائلا...

_ يا ماما...يا ماما اهدي..اهدي بقي الله يخليكي...اولا انها تبقي معاقة ده مش عيب ...ومش دايرة علي شعرها ولا حاجة حد قالك اني باخدها شقق مفروشه؟؟...

_ المرة الجاية تاخدها وماله يا حبيبي...عشان تبقي ديوث..تتجوز ديه وتبقي عارف اللي بتعمله بس هي ركباك ومدلدلة رجليها...

م انا اربي وديه تيجي تخطف عقلك ع الجاهز ومن غير مجهود ...

ثم صاحت بغضب ...

_ البت ديه تقطع علاقتك بيها...انت سامع ولا لا؟؟..وهتتجوز ميرنا..ولو مش عاوزها ف هتبقي لا ديه ولا ديه...قعدتك عندي هنا اكرملي..

وخرجت من الغرفة بغضب...اما هو فقد دفن وجهه بين كفيه وهو يفكر بزمزم وحدها .. شريط ذكرياتهم القصيرة معا يلوح أمامه ...

****************

انتظر ذلك الاسبوع حتي يستطيع الوقوف علي قدميه ..لم يفته ما رأي عليه ابنته الكبري بالمشفي...كانت اضخم بكثير من حجمها عندما تزوجت وانجبت عدي حفيده...

هاتف عابد يطلب منه المجئ إليه حتي يتحدث معه..كان عابد يحمل هم تلك المقابلة علي كتفيه...ماذا سيقول لوالدها اذا ما سأله السؤال المعتاد؟؟...ما سبب زواجه من اخري؟؟..ليس ذلك فحسب بل أنه جاء بها الي ابنته بمنزلها دون أن يعرف له جفن..حتي أن ابنته لم تعترض فمن المؤكد أنه ينتظر سببا جلل ...

بعد مرور ساعة كان يجلس عابد أمام ناصر يتصبب عرقا من أسئلة ناصر المتكررة عن سبب زواجه من أخري..

خبط ناصر علي المكتب بقوة قائلا بصوت حاد...

_ انا مجوزتهاش عشان تتهان يا عابد...اتجوزت علي بنتي ليه؟؟...

الي هنا وفقد صبره فهتف بضيق شديد..

_ عشان عاوز احس اني راجل...

تجمد ناصر بمكانه لم يستطع فهم ما يقوله عابد ..كيف يريد أن يشعر برجولته؟؟؟...ألم ينجب منها عدي؟؟..

_ يعني ايه ؟؟؟..

حك ذقنه قليلا ثم هتف بنبرة حزينة جادة...

_ عاوز احس اني مرغوب فيا عندها...عاوز لما ابقي ف اوقاتنا الخاصة معاها محسش اني بغتصبها...عاوزها تستني رجوعي من الشغل بابتسامة وهدوم خليعة..عاوز وعاوز وعاوز عشان احس بس اني راجل...




لما اتجوزت عليها جريت ع البيت ورحت قولتلها كنت عاوز اشوف غيرتها عليا..بس لاقيتها بتزعق ف وشي وبتعيط ..قالتلي اني ناقص وحاسس انها كتيرة عليا..وعشان كده رحت لواحدة ناقصة زيي عشان اسد فراغات شخصيتي..

عاوز لما اشوف عدي مفتكرش كل مرة بلمسها فيها بتبقي عاملة ازاي بين ايديا..بتسكت وبتكتم نفسها..بتخاف..دايما شايفاني حد جاحد وقاسي انا معرفوش...

انا معرفش انا قولت لحضرتك الكلام ده ازاي..بس انا بعتبرك زي والدي وهي بنتك ومن حقك تطمن عليها...

من بينهم جميعا لم يتعاطف مع احد كما تعاطف مع كلاهما...نهض من مكانه وربت علي كتفه ...الان فقط فهم جملة زهرة بوقت زواج تمارا ...

" حضرتك هتبقي السبب ف عدم راحتهم هما الاتنين...معرفش هييجي اليوم ده وانا عايشة ولا لا...بس ده حضرتك هتشوفه ف اول الجواز بينهم...ولو كابروا ف ساعتها هيهدوا حياتهم بأديهم"...

_ طلقها يا عابد..طلقها وارتاح وريحها يا ابني..

ابتسم عابد بسخرية مريرة قائلا...

_ حضرتك عاوزني انا اقول لتمارا ..انت طالق!!!...طلاقها وإني احررها مني يبقي انا بنتحر...انا بحبها...بحبها من اول يوم شفتها فيه...بحبها ...جبت منها سجدة عندها سنتين ..تمارا الصغيرة نسخة شكل وطباع...هي اللي بمسكها وابوسها والاعبها عشان احس بوجود تمارا جنبي...

قطب جبينه قليلا وهتف بحيرة...

_ سجدة مين؟؟..وشبه مين؟؟..

_ سجدة يا عمي ..سجدة عابد سلمي...حفيدتك التانية اللي مكنتش تعرف بوجودها...

استند ناصر بكفيه علي طاولة المكتب وعادت تلك النخزات مرة أخري...فاته الكثير والكثير بحياة بناته وجميعها ذكريات سيئة تري اي منهما سيستطيع محوه؟؟؟....

*********************

بالشقة التي استأجرتها زهرة بمنزل عابد...دق الباب فذهبت حتي تري هوية الطارق اولا..وجدته رجل يرتدي زي ما مدون عليه اسم محل الورود الموجود بالمنطقة لكنها شكت به فلم تفتح الباب وسألته من الداخل...

_ أيوة..حضرتك عاوز مين؟؟..

_ انا شغال ف محل الورد اللي تحت والبوكيه ده جه لحضرتك..ولا تستلميه وتمضي علي استلامه...

عادت تسأله من جديد..

_ طب لو فيه كارت علي البوكيه لو تسمح تقولي من مين؟؟..

تأفأف الشاب بنفاذ صبر..منذ أن دخل تلك البناية ويوجد بها شئ غريب ..التفتيش الذاتي عندما حاول الدخول ...

_ من ناير يا فندم..ممكن بقي تفتحي الباب وتمضي بالاستلام؟؟...

فتحت زهرة الباب بحذر وبيدها الأخري سكين حتي تدافع عن نفسها...أمد الشاب يده بباقة الورود وبالدفتر ..

_ اتفضلي يا فندم...البوكيه وياريت تمضيلي ع الاستلام هنا..

فعلت زهرة كما املاها الشاب واخذت الباقة ودلفت الي المنزل وهي تضم الباقة الي صدرها ..

اشتاقت الي أفعاله قبل أن تكون زوجته فعليا وأمام الله..ثلاثة أشهر كان يغدقها بحنانه وحبه لها حتي ترضي عنه ...ولم تتغير أفعاله تلك بعد زواجهم الفعلي لكنها كانت تقل بسبب انشغاله بعمله...

_ بحبك بردوا..بحبك وكل اللي انا بعمله ده فترة بحاول انسي فيها اللي حصل أو اتعايش معاه...

ووضعت يدها على بطنها قائلة بحزن شديد..

_ عاوزة حته منك جوايا..عاوزة احس بيك ف كل نفس بتنفسه...

اخرجها رنين هاتفها من شرودها ..أمسكت الهاتف ثم ابتسمت عندما شاهدت رقمه يضئ شاشه الهاتف..

_ ايوة؟؟..

_ يا ستار يا رب...بقي ديه طريقة يا شيخة تعاملي بيها واحد لسه جايبلك ورد؟؟...



هتفت هي بجدية مصطنعة...

_ بقولك ايه ...هتقول انت عاوز ايه ولا اقفل ؟؟..

جاءها همسه الخبيث الوقح الذي تعشقه ولكن رغما عنها تصاعدت الحرارة الي وجنتيها...

_ اللي انا عاوزه مبيتقالش ف التليفون وانت ست العارفين انا مواضيعي بتطول ...انا هقفل بقي لاني عارف انك مش هتردي...بس كلها كام يوم وتبقي ف بيتي وتحديدا ف حضني ...سلام يا زهرتي..

اغلق الهاتف معها وظل ينظر إليه وهو يبتسم بعشق خالص يريدها بين أحضانه الان حتي يطفئ نار شوقه إليها...منذ حادثة اختطافها وبعدها دورانها علي المشافي وهو لم يلمسها قط..

تمهيد براحة فقد اثمرت أولي مراحل استردادها...

*********************

توعك معدتها أصبح مميت...منذ فجر أمس وهي تجئ وتذهب الي المرحاض تفرغ ما بجوفها..لا تعلم السبب لكنها بالنهاية علمت أنه بسبب اكل ذلك المطعم الذي أصرت الدخول إليه بالرغم من تحذير ياسر لها...

دلفت إليها سيلين بعد أن دقت الباب لفترة ولم تستمع لصوتها ففتحت الباب بقلق...

اقتربت منها سيلين عندما شاهدت جلوسها منحنية اعلي الفراش..

_ ايه ده؟؟..مالك يا زمزم ..

ردت بصوت واهن..

_ مفيش تعبانة بس شوية...

سيلين باصرار...

_ قوليلي مالك انت شكلك عاوزة دكتور اساسا..

أشارت لها زمزم حتي تقف مكانها وتحاملت علي نفسها...

_لا لا...مفيش داعي انا بس اكلت امبارح اكل الظاهر كده إنه مش نضيف وهو الي بهدلني كده...بصي انا بس عاوزة حد يجبلي العلاج ده ..الفصل الثامن عشر...

غلي الدم بعروقه بعد ما سمعه من زوجته ...الجميع بالمنزل يعلم بعلاقتها مع ذلك الطبيب..كيف كان هو كالابله بينهم..

عقد العزم على تنفيذ خطته هو وعمه وبأسرع وقت..اليوم سيقوم بها...لن ينتظر اكثر من ذلك ..بالاحري لا يستطيع..

اجري اتصالا هاتفيا مع عمه..



_ أيوة يا عمي...هجبها النهاردة..كل حاجة هتخلص النهاردة اه...بس حضرتك اللي هتتصل بيها تجبها..بحجة ايه؟؟...اي حجة يا عمي اي حجة...طيب سلام...

اغلق الهاتف ونظر أمامه بشر ..

_ لو طلعتي مدوراها يا زمزم موتك هيبقي علي ايدي النهارده ...

وخرج من المنزل كاملا حتي لا تشك به....

بعد مرور ساعتان خرجت زمزم من المرحاض افضل حالا بكثير يوجد بعض النغزات لكنها ليست كالسابق..بفضل ذلك الدواء الذي وصفه لها ياسر حتي تخرج ما بجوفها كاملا....

_ اوف...اخيرا هديتي ووشك رجع للونه..الحمد لله..

قالتها سيلين بتعب شديد..

_ الحمد لله..أن..

قاطعها رنين هاتفها كان والدها ...تعمدت زمزم تسجيل رقمه حتي تعلم هوية المتصل اذا كان هو ولا ترد عليه...

_ مين يا زمزم؟؟..

رفعت الهاتف أمام وجهها قائله بفتور..

_ ناصر باشا..

_ طب ردي شوفيه عاوز ايه..

_ لا مش لازم يتصل بحد تاني يطلب منه اللي هو عاوزه...

ظل ناصر يتصل بها لمده خمس دقائق متواصلة كلما فصلت المكاملة أعاد الاتصال بها من جديد..

سيلين بحدة خفيفة...

_ يا زمزم حرام عليكي لا يكون تعبان ولا حاجة وملقاش الا انت يتصل بيها..ردي شوفيه عاوز ايه ..اعمليها ثواب يا ستي...

تأفأفت زمزم بضيق وردت علي والدها ..

_ نعم؟؟..

ابتسم ناصر بمرارة وهتف بصوت ضعيف...

_ اخيرا رديتي...عموما انا تعبان وملقتش غيرك انت اللي تليفونها بيدي جرس...هتيجي تلحقيني ولا هتتمني موتي ...

ردت بتردد وصوت متحشرج ..

_ هه..هاجي...

اغلقت الهاتف مع والدها ونهضتها بسرعة من مكانها حتي ترتدي ملابسها تحت تساؤلات سيلين المتكررة ..

_ تعبان يا سيلين تعبان ومحدش معاه ..انا هروحله هنقذه لازم الحقه لازم...

كانت انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفه أما سيلين فلم تستوعب شيئا مما قالته ...جمل متقطعه غير متصله ببعضها لذلك ذهبت الي غرفتها وجلبت هاتفها تحدث عمها وتفهم منه...

_ أيوة يا عمو..حضرتك كويس؟؟..امال البت ديه خرجت بسرعة كده ليه ي المجنونه وعماله تقول لازم الحقه؟؟...

وبضحك...

ربنا يعينك وتصالحها زوزة طيبة وبعدين اخويا مش سئ اوي يعني هي بس الحرباية اللي جابهالنا ديه ...سلام يا عمو...

***********************

"انت مين؟؟..وتعرفني منين؟؟"..

بعثت بها تمارا إلي ذلك الرقم الذي يطاردها منذ شهر ونصف تقريبا..تريد تحديد هويته ..وربما تطورت علاقتهما وأصبحت صداقة بريئة!!...

جاءها الرد بعد ثوان..

"واحد معجب بيكي"..

"تؤ تؤ..انت واحد عارفني..عيوني اللي بتتغزل فيها جمالي لما كنت لسه شباب...كل كلامك بيقول انك تعرفني"...

اجفل ذلك المجهول من صراحتها وذكاءها ورد بعد فترة ليست بقصيرة قائلا..

" عاوزة ايه انت بالظبط؟؟"..

عادت تسأله مرة أخري..

"انت مين؟؟...وتعرفني منين؟؟"..

تجمدت عيناها علي شاشة الهاتف وهي تعيد قراءة تلك الرسالة مرة أخري غير مصدقه عيناها..

" انا احمد ...احمد نصران يا تمارا....اعرفك من زمان واعرفك اكتر من نفسك كمان ...انا قبل م اكلمك كنت بقول سيبها ف حالها هي مبسوطة ف حياتها وبلاش تدمرها...بس لما قربت منك وكلمتك لقيتك تعيسة ف حياتك...

انا بحبك يا تمارا..اطلقي من جوزك وانا هتجوزك...عيالك هيبقوا عيالي...هتعيشي ف نفس المستوي بتاعك..




مستني ردك كمان اسبوع...فكري كويس واحسبيها صح...

حولت عيناها نحو باب الغرفة الموجود بها زوجها...رغم قوتها أمامه إلا أنها لا تستطيع الإفصاح عن أمر احمد نصران تحديدا ...كانت تريد الانفصال عنه بهدوء لا يثير ريبته...

ولكن بما حدث الان اصبح عليها طلب الطلاق والحصول عليه بأسرع وقت حتي لا ينكشف أمرها أمامه...

كما أنها تعلم جيدا أن حديثه بشأن الأطفال بالامس لم يكن سوي لضيقه لانشغالها بشئ اخر يجهله...لذلك يريد اقحامها بفترة حمل أخري ورعاية طفل مجدداً...

ستطلب منه الطلاق وعلاقتها بأحمد لابد أن تنقطع وتتحول الي صداقة...فقط صداقة...

******************

دلفت زمزم الي ڤيلا والدها ركضا حتي تنقذه يكفي ما اهدرته من وقت ..بحثت بجميع الغرف لكنها لم تجده ...بقت غرفة واحدة فقط لم تبحث عنه بها ...فتحت الباب بسرعة لكنها توقفت مكانها بصدمة ودهشة عندما شاهدت وقاص يدلف الي الغرفة ويغلق الباب خلفه بالمفتاح...

اقترب منها بابتسامة عابثة قائلا بهدوء...

_ نورتي اوضتك يا زوجتي العزيزه...

نيته كانت واضحة للاعمي ...اندفع الادرينالين الي أطرافها وسارت بسرعة باتجاه الباب لكنها وجدته موصدا...

_ افتح الباب يا وقاص...افتحه خليني امشي...

رد عليها وقاص وهو يخلع چاكيت بذلته ..

_ شوفي ...مفيش ببان هتتفتح...انت جاية هنا عشان مهمة..تخلص ارمي عليكي اليمين وتمشي أو تقعدي مش هتفرق...هتعافري وتصرخي مياكلش معايا همد ايدي وهتزعلي مني جامد..

كان داخلها يرتعش من الخوف منه...لعنت نفسها مئات المرات علي استماعها لصوت قلبها وزن سيلين عليها ..

_ مهمة ايه؟؟..

اخرج شيئا ما من جيب بنطاله قائلا...

_ ده..بس ده ...ده مقابل خلاصك مني واني ارمي اليمين حالا...قولتي ايه؟؟...

هزت رأسها نفيا بهستيريا وعادت تلك الدموع تلسع عيناها وتسقط علي وجنتيها ...

_ لا...لا مش عاوزة سيبني ف حالي بقي وطلقني...حرام عليك..

_ ومكانش حرام لما خنتيني مع الدكتور بتاعك؟؟...مكانش حرام لما زنيتي وانت علي ذمتي!!...

التفتت زمزم الي الباب ودقت عليه بقوة قائلة بصوت باكي...

_ بابا افتحلي الباب...والنبي افتحلي ومشيني من هنا...مش عاوزة حاجة منكوا بس سيبوني...قوله ميعملش فيا كده...

لم يرد عليها ايا منهم تركوها تتحدث ولم يرف لهم جفن...والدها لم يستطع التدخل خاصة بعد أن جلب له وقاص ما يثبت صحة كلامه بخيانتها له...منذ يومان رأي صورهما سويا وهما يدلفا الي بناية ما ظلت معه فوق الأربع ساعات وبعدها ذهبت الي بيتها وبالتأكيد ما حدث بينهم لا يحتاج إلى تفسيرها...

انشغل وقاص بتشمير ساعديه ولم يعبأ بها فقط ما يوجد نصب عينيه الان خداعها له...خيانتها...جريمة الزنا التي ارتكبتها بحقه وحقها وحق عائلتهم جميعها...

اكملت هي نشيجها الحار مستمرة بالدق علي الباب قائلة ببكاء..الفصل التاسع عشر...

صعد وقاص الي الغرفة بعد أن حادث الطبيب ووراءه ناصر يريد الاطمئنان على ابنته...للمرة الثانية يخطئ بحقها...والان اذاها ...

دلف وقاص الي الغرفة فوجدها فارغة...ارتعب من أن تكون قد فعلت شئ سئ بنفسها...دلف الي المرحاض بسرعة فلم يجدها ...دلف الي شرفة الغرفة بخوف ورعب لا يريد أن يعيش بذنبها طوال عمره اذا رمت نفسها من الشرفة...




_ مش موجودة يا عمي...مش موجوده...هربت...أو بالأصح مشيت...مشيت وهي ف حالتها ديه...

تحدث ناصر بعدم تصديق وتلعثم...

_ مم...مش موجوده..ازاي؟؟..

جلس وقاص علي المقعد بهدوء حزين...

_ يعني مشيت...زمزم هربت مني ومنك...هربت من اخواتها...هربت من ياسر...خسرناها خلاص...خسرناها...

قال جملته ووضع رأسه بين كفيه بتعب شديد...ماذا سيفعل الان حتي يجدها؟؟؟....

*******************

بعد مرور يومان ...

دلف ناير الي الغرفة حتى يوقظها ..منذ ان جاءت اليه وهى تقضي اكثر من نصف يومها فى النوم وعندما تستيقظ يصاحبها الم رأسها وذلك ما اثار شكه ناحيتها...

هزها برفق حتي تستيقظ نومها اصبح ثقيل للغاية...

-زهرة...زهرة قومي يلا ..

تململت فى فراشها بانزعاج ورفعت الغطاء فوق رأسها ..جذب ناير الغطاء من عليها مصرا علي ايقاظها..

-قومي عشان انا رخم ومش هزهق...قومي..

فتحت عيناها ونظرت اليه بضيق هاتفة..

-ما تسبني نايمة بقي..

ناير بصرامة محببه...

-قومي مفيش نوم يلا...انا مستنيكي برة عشان نفطر ونتكلم مع بعض..

-طيب..اوف منك ..

بعد خروجه من الغرفة عادت تغمض عيناها وتتسطح على الفراش ولكنها فزعت عندما عاد ناير مرة اخري يقول بصوت مرتفع..

-زهرررررة...قومي يلا بقول..

ردت بسرعة ..

-حاضر حاضر جاية اهو...

بعد قليل كانت زهرة تجلس امام ناير تحاول معرفة ما يقوله ..

-يعني انت عاوز ايه يا ناير مش فهماك ؟؟..انا مش عارفة اقولك ايه يعني؟؟..

تأفأف بضيق ونزق قائلا..

-بصراحة كده انا عاوز افهم ايه اللى حصلك ..وليه جتيلي بالحاله ديه؟؟..

لم يفته ارتباكها وخوفها الذي حاولت مداراته قدر الامكان وذلك ما جعله يجن اكثر وتيقن انها عادت للمخدرات مرة اخري..

-زهررررة..انت رجعتي للمخدرات تاني..والله العظيم المرادي موتك هيبقي على ايدي..

صاحت فيه بغضب..

-انت بتقول ايه؟؟..انا مستحيل ارجع للقرف ده تاني يا ناير..ولو حصل ف مش هستني اعيش العذاب ده تاني وانا اللى هموت نفسي...انا بس شوفت حاجة وخفت...وجيتلك عشان زي م انت بتقول انت ابويا..بس الظاهر اني غلط..انا ماشية..




ونهضت من مكانها حتى تذهب فجذبها ناير من ذراعها واسقطها حتي جلست على قدميه ...

-تمشي تروحي فين؟؟..انت مفكرة اني هسيبك تمشي مثلا بعد م جتيلي؟؟...تبقي عبيطة ..

اقترب منها يقبل رقبتها بشوق وجوع..تململت منه فلم تستطع التحرر ..

-نا...ناير ابعد..ابعد مينفعش...

ابتعد عنها وامسك بوجهها بين كفيه قائلا بنبرة رقيقة للغاية..

-انا بحبك يا زهرة..واللى حصل ده مكانش بايدي..بحبك زي م انت بتحبيني بالظبط..متمنعنيش اني اقرب منك..من ساعة م فتحت الباب ولقيتك قدامي وانا حلفت بيني وبين نفسي انك متخرجيش من تحت جناحي ابدا..مش هقدر ابعد..مش هقدر..

ذابت معه هي الاخري...بالنهاية هو زوجها وحبيبها ووالدها...هو من عوضها عن قسوة ابيها..بالامس عندما دلفت الي الفيلا وشاهدت ابيها يقف امام باب الغرفة ومن الداخل صوت زمزم اعتقدت انه يراضيها عما فعله بها لكنها اخطأت فقد استمعت الى صرختها وبعدها خروج وقاص من الغرفة وبيده المنديل...لم تلجأ لأحد فى محنتها دونه..لم تفكر بأي شخص..ذهبت اليه ..تشعر بالامان بقربه..تشعر بالامان بالمكان الذي توجد به رائحته فقط..يحاوطها من كل جانب..يحاوط روحها المتعلقة به..

******************

بقصر النوساني الصغير..يجلس كل من وقاص ووالده وعمه ووالدته وسيلين...يخيم الحزن عليهم جميعا عدا السيدة نجاة بالطبع..حفر الحزن ملامحه على وجه ناصر وقدري اضعافا...كلاهما تهمه زمزم..عمها اعتبرها ابنته كما انه يحب وجودها امامه طوال الوقت ولا يمل منها ابدا..

ناصر فقد ابنته وهذه المرة للأبد...وبلا رجعه..محببة اليه اكثر من شقيقاتها هى من تذكره بوالدتها رحمها الله..زمردتيها وشعرها البرتقالي الطويل..الذي رفض ان تقصه حتى تكتمل صورة والدتها فيها...هدوءها...رقتها..بكاءها الناعم الذي يثير غرائزه نحو زوجته الراحلة...




طوال اليومان الفائتين لم يتحدث قدري او يوبخهم مطلقا املا فى ايجادها لكن الان بات الامر مستحيل..مر اليومان ولم يجدوا لها اثر لم تذهب الى اي من شقيقتيها ولم تهاتفهم كما انها لو فعلت بالطبع لن يقولا لهما...اخبر قدري ياسر باختفاءها لاسباب مجهولة خوفا منه فهو عشقها...

-خلاص...خربتوها وقعدتوا علي تلها؟؟...ضيعتوها خالص مننا!!...اطمنت على بنتك دلوقتي يا ناصر؟؟...حسيت برجولتك دلوقتي يا وقاص؟؟..محدش يعرف هي فين ولا جرالها ايه؟؟..

اغمض واقاص عينيه بقوة قائلا بصوت جامد...

-لو سمحت يا بابا مش ناقص تقطيم فيا..سبني باللى انا فيه ..

قدري بغضب عاصف وصوت مرتفع...

-اسيبك باللى انت فيه؟؟...ايه اللى انت فيه فهمني ايه اللى انت فيه؟؟..هي اللى فيها ..هي اللى سابتنا كلنا عشان اب ميستهلهاش وواحد مش راجل اتحسب عليها جوزها...واحد سابها سنتين وراح شاف مزاجه ...سبها تستحمل الاهانة هنا وهناك هو داير على حل شعره...ضيعتولي بنتي..ضيعتوها ومش هقدر اشوفها تاني...

والتفت ينظر الى اخيه بغضب وحقد...

-انت شايف نفسك اب كويس؟؟...شايف نفسك تستاهل النعمة اللى ربنا ادهالك؟؟..بدور عليها فين بقي يا اخويا يا محترم...ف الاقسام المستشفيات..وو..المشــ..رحة..

شهقت سيلين ببكاء عندما استمعت الى الكلمة الاخيرة لم تتخيل موتها او ايذاءها مطلقا...عاشت معها سنتان كانت نعم الاخت والصديقة...تنصحها دائما ..

-انا همشي...هروح اقعد ف شقة المعادي..مش طايقكوا كلكوا...تعالى معايا يا سيلين انا مش هأمن عليكي مع امك..ولا اخوكي يا بنتي..




امتعضت ملامح نجاة بغضب وحزن دفين من زوجها...لا يستطيع الاطمئنان على ابنته معها..امها!!..

نهضت سيلين وذهبت الى والدها مسرعة تتشبث بذراعه بخوف..منذ ان علمت بما حدث لزمزم على يد اخيها وهى تهابه وتهاب امها ..هما الاثنان لم يروا اى خطأ فى تصرفهم وقاص الذي نفذ مخططه بالفعل مع والدها..وامها التى شجعته بعد ضياعها..

التفت قدري اليهم قائلا بألم ودموع ..

-ياسر..الدكتور كان من طرفي انا..عمل كده باتفاق منى انه يهتم بيها ويخليك تغير عليها او تنتبهلها..انا كمان غلط معاكوا..بس انا مكنتش اعرف ان ابني غدار ولا كنت اعرف ان اخويا قاسي وجاحد كده...كان لازم اعمل حساب تربيتها الغلط..كان طبيعي انها تحب واحد بيعاملها انها انسانة طبيعيه ومش بيعايرها باعاقتها...زمزم حبت ياسر وهو كمان حبها...هدور عليها وهلاقيها ساعتها هطلقها منك وانا اللى هسلمها بإيدي لياسر...يلا يا سيلين..

خطأ اخر يضاف الى قائمته بحقها...تركها ولم يسأل عنها لسنتان..تركها وهو يعلم جيدا كره والدته الغير مبرر لها..وعاد يطالبها بدفن نفسها فى الرمال كالنعام بسبب اعاقتها واجبار والدها لها بالزواج منه...ما فعله قبل رحيلها كان ابشع مما يتصور...كانت تصرخ امامه وتتوسله ان يتركها لكنه لم يعبأ...لم تكن تريد سوى ياسر..ياسر فقط..من خانها وتقرب منها باتفاق مسبق مع عمها...شعر بالشفقة ناحيتها كل من حولها يخونها..




اما والدها فمن كثرة اخطاءه بحقها لم يستطع حصرهم...شك بها وبتربيتها ..اتفق على ابنته مع زوجها..كيف فاتته نبرة الذعر التى كانت تتحدث بها حتى يخلصها من براثن زوجها...لاول مرة منذ سنتان يسمع منها هذه الكلمة "بابا"...ترجته بها وتوسلت حتى يجعل وقاص يتركها...فماذا فعل هو؟؟..صم اذنيه عنها وعن خوفها ومضي فيما يفعله...والنتيجة سيحيا بذنبها هى وشقيقتيها طوال عمره...اخبره الحراس بدخول ابنته الوسطي الى الفيلا بذلك اليوم وخروجها مرة اخري بعد مرور دقائق قليلة..ومن وقتها وهى تتجنبه وترفض الحديث معه...

*********************

بالامس كانت على وشك الحديث معه بشأن موضوع الانفصال لكن منعها صوت هاتفها...نظرت الى شاشة الهاتف باستغراب "سيلين"..تتصل بها منذ متي وبينهما هواتف؟؟..ردت عليها بالامس وهى تبكي وتتحدث في وقت واحد..ظلت تهدأها لاكثر من نصف ساعة وبعدها اخبرتها سيلين بما فعله اخيها وعمها بزمزم...بكت ..بكت وهى تسمع الى سيلين..

"زمزم اختفت..مشيت يا تمارا ومحدش عارف هي فين..حتى تليفونها مقفول ومش عارفين نوصلها..انا خايفة اوي يكون حصلها حاجة..وقاص بيقول انها مكانتش طبيعية لما سابها...حاولى توصليلها يا تمارا الله يخليكي..وطمنيني عليها...مش هقول لحد والله بس طمنيني عليها"...

لم يزور النوم جفنيها بعد ان اغلقت مع سيلين...ظلت تفكر بما ستفعله بحياتها وبما ان الله رزقها بنسخة ابيها -كما تظن-يجب عليها التخلص منه والخلاص بروحها منه ومن والدها...تريد اطفالها فقط من تلك الزيجة برمتها...

دلف عابد الى المنزل يبحث عنها..يريد اخبارها بما فعله ..يريد البدء معها من جديد ...بحث عنها بالمنزل الى ان وجدها بغرفة المعيشة تجلس بشرود..

-تمارا..تمارا انا عاوز اقولك حاجة انا ...

قاطعته هى بقوة وجمود...

-انا عاوزة اطلق يا عابد...حياتنا لغاية هنا انتهت مع بعض...


        الحلقه السابعه والثامنة والتاسعة عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1