روايه القديمة تحلي الحلقه التاسعه والعاشرة والحادية عشر

 

الفصل التاسع...ااعاشر.. الحادي عشر

بعد مرور يومان ...ذهب ناير الى زوجته فى الغرفة المحتجزة بها ..فقد اقنعه صديقه "يامن" بخطأ تصرفه معها ...وقف امام الغرفة واخرج المفتاح من جيب بنطاله..توتر يجتاحه عندما يقترب منها بعد فعلته الاخيرة...استعاد قوته وفتح الباب ثوان واندفع الادرينالين بأوردته وذهب ركضا اليها ...كانت تجلس بأحد اركان الغرفة يبدو انها لم تتحرك من مكانها طوال مده غيابه فقد كان يراقبها من خلال الكاميرا التي وضعها بالغرفة وكان هذا المشهد هو اخر ما رأها عليه...

جلس على الارض وجذبها الى احضانه بقوة وهو يبكي على حالها ...كانت كالزهرة بحياته تضفي جو من الحب والالفة بأى مكان توجد به..حتى انها لم تحمله معاناتها من معاملة اهله جميعا لها...

رفعت رأسها تنظر اليه ثم هتفت بضياع...

-مرة واحدة بس...صدقني يا ناير مرة واحدة ...اريح دماغي من الصداع ده...

نظر الى عينيها بقوة هاتفا...

-لا..



همست تترجاه ..

-والله مرة واحدة بس ..

-قولت لا..

توحشت نظراتها واسودت حدقتيها ودفعته بكل ما اوتيت من قوة ادت الى ترنحه قليلا اذ لم يكن مستعدا لتلك الدفعة منها ..

-يعني ايه لا؟؟..انت مين عشان تقولي لا؟؟...مش انت اللى سبتني ف اديهم ؟؟...مش اللى انا فيه ده دلوقتي كله بسببك..

نهضت من مكانها وخلعت التي شيرت الذي ترتديه وهى تشير الى باطن ذراعها نحو العلامات الزرقاء بسبب الابر..

-شوف..شوف نتيجة تخليك عني...خلوني مدمنه ف اقل من ست شهور..خلوني مدمنة وبجري ورا السم ده ...استنيتك تنقذني بس مجتش...بكل برود قولتلي انا اسف..سبتني ف اديهم مهمكش يعملوا ايه فيا حتى...مارست حياتك عادى واترقيت...اترقيت على حسابي...

وانفلتت اعصابها واصبحت تبكي وتصرخ فى آن واحد..اندفع اليها ولم يجد سبيلا لتهدأتها سوى ضربة تلقتها بسيف يده برقبتها ادت الى اغمائها...حملها ووضعها على الفراش وعاود البكاء عليها من جديد ...واتخذ قراره ...زهرة يجب ان تعود الى المشفي...كما انه يجب ان يبتعد عنها حتى يندمل جرحها الذي تسبب هو به ...

****************

تغيرت حالتها النفسية كثيرا ..يومان فقط بذلك النادي الرياضي برفقة شقيقتها ساهم بدرجة ملحوظة فى التغيير الذي طرأ عليها...انتهت من ارتداء ملابسها وذهبت الى النادى بمفردها فقد اخبرتها زمزم بأنها متعبة ولن تستطيع القدوم اليوم ...لم تضغط عليها تمارا وتركتها على راحتها داعية لها بالشفاء العاجل...

وصلت تمارا الى النادي مبكرا عن موعد تمارينها التى تؤديها بانتظام لمدة يومان فجلست على احدي الطاولات بالنادي المقابلة لحمام السباحة وطلبت فطورها...



على مقربة منها يجلس ذلك الشاب ذو البشرة البيضاء ...يرتدى سروالا من الجينز وقميصا ابيض اللون ويضع النظارات الشمسية على عينيه..كان يلتفت بالصدفة فوجدها ...تجمد مكانه لبرهة ثم نهض وسار باتجاهها..

-صباح الخير...

رفعت تمارا رأسها عن هاتفها عندما استمعت الى ذلك الصوت ثم قطبت جبينها باستغراب قائلة...

-صباح الخير...افندم؟؟..

افلتت ضحكة من ذلك الشاب ثم هتف بابتسامة...

-لسه زي م انت متغيرتيش ...مش فكراني؟؟..

هزت رأسها نفيا ..

-لا...الحقيقة معرفش حضرتك...وياريت تقول انت عاوز ايه ولا تعرفني منين اصلا..

جذب الشاب المقعد الاخر وجلس عليه قبالتها وخلع نظارته قائلا...

-انا احمد...احمد نصران زميلك بتاع الكلية...لسه مش فكراني؟؟..




هزت رأسها بعدم تصديق تحاول استيعاب هوية الماثل امامها..."احمد نصران"..عشق الشباب يجلس امامها الان بهيئته ...ترقرقت عيناها بالدموع وهى تتذكر ما عانته مع والدها بسببه...كانت تعتقد انه يحبها ...خيل لها انه لن يتركها تتزوج غيره....لكن ..ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...

اخفضت رأسها سريعا وحاولت ازالت تلك العبرات قبل ان تتخطي حدود عيناها ...

-عاملة ايه يا توتا؟؟..اخبار دنيتك ايه؟؟..

تعمدت ان ترفع يدها اليسار امام وجهه وهى تقول بابتسامة حاولت قدر استطاعتها جعلها طبيعية...

-الحمد لله يا احمد...اتجوزت ومعايا سجدة وعدي...وانت ايه اخبارك؟؟

انطفأت لمعة عينيه وهو يحدق بالحلقة الملفوفة حول اصبعها ...احس بها تلتف حول عنقه حتى كادت ان تخنقه...سافر الى الخارج حتى يحصل على فرصة عمل مناسبة على امل ان تنتظره...تنتظر رجوعه ويتزوجها...لكن على ما يبدو انه كان مخطئا...فهي لم تكن له مشاعر يوما وذلك واضح للغاية من ابتسامتها...

-الحمد لله...بس لسه ربنا مكرمنيش ...ملقتش اللى احبها وتحبني..واصدقها...

استطاعت فهم المعني المبطن لكلمته الاخيرة والتي لا تمت بصلة الى ما يتحدثان به من الاساس لكنها لم تكترث وتابعت الحديث معه ...بعد مرور ساعة تقريبا ...

-



سوري يا احمد لازم امشي ..معاد الكلاس بتاعي...فرحت جدا انى شوفتك النهاردة..

والتفتت حتى تغادر لكنه هتف...

-وانا كمان فرحان جدا اني شوفتك النهاردة...مع السلامة...

اشارت له مودعة وذهبت نحو الجيم الخاص بالسيدات وكل انش بها ينتفض رعبا وهى تتخيل معرفة عابد بتلك المقابلة مع رجل غريب فقط...تري ماذا ستكون ردة فعله عندما يعرف انه لم يكن بشخص غريب وانه الشخص الذي رفضته زوجته بسبب حبها له؟؟...من المؤكد سيقتلها دون ان يرف له جفن؟؟...

************************

بالمساء ...خرجت سيلين من غرفتها متوجهة نحو غرفة ابنة عمها حتى تري اذا كانت تجهزت ام لا...دقت الباب ودلفت اليها فوجدتها تقف امام المرأة وتفتح فمها بتركيز شديد وهى تضع خطا من الكحل بعيناها الزرقاوين...انتظرت سيلين حتى انتهت زمزم من وضع الكحل بنجاح ثم هتفت...

-خلصتي يا زوزة؟؟..

-ايوة يا قلب زوزة...بس ايه حلو ولا ايه؟؟...

اقتربت منها سيلين وهى تنظر الي هيأتها...فستان من خامة الستان اسود اللون يتناقض مع لون بشرتها البيضاء بأكمام قصيرة الي حد ما له فتحه مربعة تظهر عظمتي الترقوة طويل حتي قدميها كما تحب ان يكون...خصلاتها معكوصة علي هيئة كعكة كبيرة بأخر رأسها وتسدل بعض الخصلات القصيرة علي زمردتيها ...




اقتربت منها سيلين ونظرت الى هيئتها بانبهار قائلة...

-حلوة بس!!...انت قمرررر ..انا مش هلاحق عليكي النهاردة من فرح البت سارة...يلا؟؟

اومأت برأسها ثم سارت خلفها ...كان كل شئ يسير على ما يرام الى ان شاهدتهم السيدة نجاة ...

-سيلا حببتي..انت راحة فين؟؟..

ابتسمت سيلين ثم اجابت ..

-راحة فرح سارة يا ماما ..

اشارت نجاة باصبعها الى الواقفة بجانب ابنتها وهتفت بنزق...

-وديه راحة فين وانت مسكاها كده ليه؟؟..

شددت سيلين على يد زمزم ثم هتفت بحزم..

-سارة عزمتها يا ماما ع فرحها...عن اذنك ...

سارا حتى باب الفيلا وخرجا الى وجهتهما...طوال الزفاف لم تسلم سيلين من تساؤلات من بالحفل عن تلك الفاتنة التى دخلت الى الحفل برفقتها ...اقترب منها شاب ما متوسط الطول وجذاب ..

-تسمحيلي اقعد؟؟...

اومأت زمزم رأسها له بابتسامة مترددة..تحاول تنفيذ ما نصحتها به سيلين عن الحفل وتكوين صداقات خاصة بها ..

-انا عز..عز الدين سليمان...اخو العروسة...حضرتك تعرفي العريس ولا العروسة؟؟..

ابتلعت زمزم ريقها الجاف فهي لم تكن يوما على درجة القرب هذه من رجل لا تعرفه...ياسر حالة خاصة فقد استطاع الاستحواذ على جزء من قلبها بسبب معاملته الرقيقة معها...

-العروسة..سارة صحبتي..

اومأ عز الدين برأسه ثم هتف بتساؤل...

-حضرتك تعرفي الانسة سيلين النوساني؟؟..

-ايوة..هي بنت عمي..

ابتسم عز الدين باتساع ثم استأذن منها حتى يذهب ...

انتهي الحفل على خير اخيرا ..دلفت كل من زمزم وسيلين الى المنزل وهم يضحكان على ما فعله العريس فقد اخذ زوجته بمنتصف الزفاف مشيرا لهم ان يستمتعوا بقضاء امسية سعيدة..غافلين عن ذلك الذي ما ان سمع صوت الباب يفتح ويدلفا منه حتى اندفع اليهم...

-كنت فين يا هانم انت وهي؟؟..




قالها وقاص بغضب شديد وصوت حاد..

توقفت ضحكاتهما واخفضت زمزم رأسها تاركة سيلين تخوض الحديث مع اخيها الغاضب..

-ايه يا وقاص مالك؟؟..كنت ف فرح سارة زميلتي...وبعدين من امتي وانت بتسأل اصلا رحت فين وجيت منين؟؟..

-من دلوقتي يا هانم...لما ترجعي الساعة اتنين بالليل انت ومراتي المصون يبقي اسأل ...الفصل العاشر...

مر الاسبوع ثقيلا علي زمزم فقد اعتذر ياسر عن إشرافه علي جلستها علي أن يرشح لها طبيبا اخر من المركز يباشر معها الجلسة وبالطبع جاءه رفضها علي اقتراحه وآثرت انتظاره حتي يأتي من سفرته...

كانت لا تزال تنام على الفراش وهي تعبث بالهاتف وتتحدث الي شقيقتها الكبري تطمئن علي سير خطتها بنجاح..عندما دلف إليها وقاص دون أن يدق الباب...

شهقت زمزم ثم سارعت بتغطية جسدها العارِ بالغطاء..

نظر إليها وقاص بسخرية وهو يتابع حركاتها حتي تخفي جسدها عن عينيه وبسرعة فائقة كان يمسك بالغطاء ويزيحه ويسقطه أرضا لينكشف ثوبها البيتي القصير الذي يصل الي بعد ركبتيها بقليل..ضيق من الصدر ومتسع الي آخره ...

_ اظن كده كويس عشان لا تداري مني ولا تخافي اني اشوف حاجة مش حقي...

غلبت عليها طبيعتها الخجولة ...احمرت وجنتيها من الخجل والغضب لا تريد لأحد أن يراها بتلك الملابس البيتية سوي ياسر فقط...التقطت روبها بسرعة وارتدته واخفت كامل جسدها به ..

تابع وقاص ما فعلته بدهشة اخذت في الاتساع وهو يتابعها ...

_ حضرتك عاوز ايه؟؟..

صفق وقاص وهو يضحك بسخرية وتهكم قائلا...




_ براڤو..لا حقيقي براڤو...بقيتي شرسة اهو وبتعترضي...الظاهر أن الجلسات جابت نتيجة معاكي مش بس ع المستوي الجسدي لا والنفسي كمان ما شاء الله ..

تحلت بالبرود حتي لا ينكشف لها خوفها منه الذي تضاعف الان بعد تخلي عمها عنها بالامس وتركه يوبخها كيفما يشاء...

_ بردوا انا معرفتش حضرتك عاوز ايه؟؟...

اغمض عينيه بقوة يسيطر علي غضبه ...شكه بها وبعلاقتها بذلك الطبيب من الممكن أن تطير رؤوس من فوق اجسادها بسببه وهي تتمادي في استفزازه ...

_ النهاردة عيد ميلاد شيما..

_ كل سنة وهي طيبة...ايه علاقتي؟؟...

وقاص بحدة...

_ علاقة سيادتك انك لازم تحضري الparty وكمان محدش يعرف انك مراتي ..زي م الفرح اتعمل سكيتي كمان صفتك ف حياتي هتفضل سكيتي..

عاشت بهذا المنزل عامان كاملين تعودت على سلاطة لسانهم معها وجفاء علاقاتهم بها ...لكن يبقي للكلام أثره الذي يشعرها بدونيتها وأنها اقل منهم بكثير رغم أنها تمتلك ما يوجد عند زوجة عمها وابنها المبجل فقط الفرق الوحيد بينهما تلك الإعاقة التي كتبها الله لها...

سابقا كانت لتنخرط في بكاء ناعم أمامه لكن بعد دخول ياسر الي حياتها اصبحت عيناها تدمع فقط وتتماسك حتي لا تلفت الأنظار إليها ...

_ متقلقش...محدش هيعرف حاجة...وكمان ممكن محضرش الparty ديه خالص كده كده زي م قولت صفتي ف حياتك سكيتي ممكن تفضل كده علطول.. حاجة تانية؟؟...

مع سؤالها الاخير رفع وقاص معصمه ونظر الي ساعته ثم هتف..

_ مش المفروض أن جلستك دلوقتي؟؟..

هذه المرة لم تستطع اخفاء ارتباكها وهتفت بصوت مهتز..

_ أيوة ...بس انا مش هروح...



_ ليه؟؟..

_ تعبانة..بقالي اسبوع بروح يوميا ...انا كده هبقي بضغط على نفسي...

اومأ برأسه في شك ثم هتف بتحذير مرة أخري قبل أن يخرج من الغرفة...

_ اوكي..ع الساعة ٧ تكوني جاهزة...صفتك الأساسية انك بنت عمي غير كده متزوديش ف الكلام..اللهم بلغت ..

وخرج من الغرفة تاركا إياها وراءه تتنهد براحة فقد أوشكت أن تجعله يتأكد هذه المرة إذا علم بأنها رفضت الذهاب الي جلستها بسبب سفر ياسر وأنها لن ترضي بطبيب غيره...

******************

عادت مرة أخري للمشفي..لكن هذه المرة كانت المشفي جديدة...قوانينها صارمة..لم تستطع حتي تجاذب أطراف الحديث مع أيا من الممرضات حتي تطلب منها ما تريده...ذلك بكفة والطبيب الذي يراقبها كظلها بكفة أخري...

علمت مؤخرا أنه يلازمها بأمر من زوجها وليس من نفسه..لكنها لم تكترث فهو منذ أن يدخل الي غرفتها ويبدأ بالحديث وهي تتجاهل وجوده...

اليوم من الواضح أنه مل من طريقتها معه لذلك تفوه بما جعل شفتيها تنفرجان لاسفل بشكل مضحك للغاية ...

_ امم...متستغربيش كده...انا فعلا كنت مدمن...بس مش هنا طبعا ...



هنا انتبهت له زهرة بجميع حواسها وهتفت بصوت مشدوه...

_ ازاي يعني!!...

_ شوفي يا ستي..انا كنت عايش برة مش هنا اصلا ..كنت شاطر حبتين ف بقوا يخلوني اشرف ع الحالات الصعبة من ضمن الحالات ديه عيل عنده حوالي ١٨ سنة بقي مدمن طبعا الواد ده من عيلة معروف وشغالين ف الدولة كان ف المستشفي بسرية تامة ..

مكانش بيدفع عشان يجيب لا كان بيروح المكان ياخد اللي هو عاوزه ويطلع طبعا انا صعب عليا الواد وف مرة كده سبتهم من غير ما يربطوه هرب من المستشفي وانا وراه...

لحقته ودخلت وراه طلبت الشرطة وانا جوة بس اتكشفت..اتاخدت رهينة لان بفضل البلاغ اتقبض علي ناس كتير ...طلع المكان ده وكر فيه اكتر من مكان وساعتها بقي خلوني مدمن..

قصته وبطريقة ما تشبه خاصتها فهي لم تعرف طريقا لتلك السموم يوما ..

_ وبطلت ازاي؟؟...

لمعت عينا الطبيب ثم هتف بنبرة رقيقة للغاية...

_ خطيبتي...فضلوا يدوروا عليا لغاية م لقوني وكنت ضايع ..وهي اخدتني وعالجتني..

_ وازاي مارست مهنتك عادي؟؟...

_ مش قولتلك الواد كان من ناس تقيلة..وانا عملت كل ده عشان أنقذه يعني كانت تعويض..بس رجعت هنا بقي خطيبتي أصرت نرجع..

بللت شفتيها بطرف لسانها وهتفت بصوت متوتر..

_ هو..هو اانت بطلت ف أد ايه؟..

كتم الطبيب ابتسامة من الظهور على شفتيه بصعوبة فقد استطاع جذب انتباهها إليه كاملا...

_ بطلت ف سنة..قصدي يعني طول السنة ديه كنت بدور طبعا ع السم ده واهرب ويجبوني فيييين بقي لما هديت وانا قررت من جوايا اني اتعالج مهما اتوجعت...



اتخذت قرارها هي تريد أن تسحب ذلك السم من جسدها ...تريد التمتع بحياة طبيعية كأي شخص..كما أنها تريد رؤية شقيقتيها...

_ انا عاوزة اتعالج..

ابتسم الطبيب هذه المرة ثم هتف...

_ تمام...هتبدأي من النهاردة...بصي يا ستي..برنامج العلاج بتاعي مختلف والدكاترة هنا بتنتقده..بس انا مكمل فيه بردوا...هتتكلمي ف التليفون...هتنزلي الجنينة تحت...شهر بالظبط وهفكك من السرير ...كل ده بشروط طبعا...

زهرة بتلهف..

_ موافقة عليها...

_لازم تسمعيها بردو...اول اسبوع حاولي تسيطري علي نفسك وعلي غضبك كويس جداا..ده الشرط الاسبوع بدأ من النهاردة...

اومأت برأسها موافقة ..اسبوع فقط يفصلها عن محادثة شقيقتيها ...

**********************

بذلك الاسبوع كانت تمارا بدأت تعود لشخصيتها القديمة قبل زواجها من عابد ...رسائل تصلها علي الهاتف تدغدغ مشاعرها قليلا...لم ترد عليها ولن تفعلها ...لكن تلك الكلمات أعادت ثقتها بنفسها وأنها مرغوب فيها من الجنس الآخر...

لذلك أن تسعد نفسها بقراءة تلك الكلمات التي ترضي غرورها الأنثوي لن تضيرها في شئ...

دلف عابد الي المنزل وراح يبحث عنها حتي وجدها تقف بالمطبخ ..

_ تمارا...

انتبهت له تمارا اخيرا ...

_ نعم..

_ ايه امال بنادي عليكي من بدري كل ده عشان تردي..

_ مسمعتكش يا عابد...كنت عاوز حاجه؟؟..

_ اه...عاوز اتغدي ..ياريت عقبال م اغير هدومي تكوني حضرتي الاكل...

_ حاضر...



بعد قليل كانا يجلسان علي طاولة الطعام ...نظر إليها عابد وهتف باستغراب...

_ مبتاكليش ليه ؟؟..الفصل الحادي عشر...

انتهي الحفل بعد ساعتان تقريبا..لم تهتم شيما بزوجها مطلقا بل انشغلت في التعرف الي المدعوين بعيد ميلادها...بالأساس هذا ما كانت تريده..أن تكون نجمة ساطعة في الحفل وساعدها في ذلك السيدة نجاة...ولكن بالطبع هدف كلتيهما يختلف عن الأخري بمرااااااحل...

رحب قدري بشقيقه ناصر كثيرا عندما شاهده يذهب وراء زمزم ..خاصة وأنه وجد ابنته تنظر له بجفاء وجمود حتي انها لم ترحب به ..

دلفت زمزم الي المنزل برفقة سيلين ...تركتها سيلين وذهبت نحو عمها فهي تحبه كثيرا رغم أنها غاضبة منه مما فعله بزمزم لكن بالتأكيد يوجد لديه سبب..

رفعت قدمها حتي تصعد الدرج نحو غرفتها عندما صدح صوت والدها ...

_ مش عاوزة تشوفي وشي للدرجادي يا زمزم؟؟..

اخذت نفسا عميقا والتفتت حتي تخرج ولو قليلا مما تحمله بداخلها تجاهه..

_ حضرتك قعدت اكتر من سنة مختفي...تقريبا سنتين من يوم ما لبست عروسة..مسألتش عليك ولا افتكرتك اصلا..وده يخلي وجود حضرتك دلوقتي زي عدمه...

لم يحيد بعينيه عنها يريد ارجاع زمزم الرقيقة التي تنتقي كلماتها بعناية حتي لا تجرح احد ...

_يعني ايه؟؟..

ابتسمت ابتسامة صفراء قاسية واردفت بصوت هادئ..

_ يعني حضرتك بالنسبالي ضيف...صاحب ابويا اللي قاعد ده..غير كده لا..

قالتها مشيرة إلي عمها الذي ادمعت عيناه بلحظة وهو يتذكر ما مضي ...

كان وقاص وسيلين ووالدتهم يتابعون الموقف بذهول ...لكن وقاص كان يتابعه بصدمة وذهول شديدين ..فقد استطاع الان وببضعة كلمات بسيطة معرفة ما حدث بالماضي بين عمه وابنته من خلال كلمتين فقط تفوهت بهم زمزم..

"لما كنت لابسة عروسة"...زمزم لم تكن تريده..لم يدق قلبها له يوما...حتي انها لم تتمني الزواج منه لاعاقتها..والدها أجبرها بطريقة ما....

**************




تذرع الغرفة ذهابا وايابا ...منذ اخر مشاداة بينهم بوقت الغداء وحتي الان..الساعة تشير الان الي الثانية صباحا...

التقطت هاتفها حتي تعاود الاتصال به مرة أخري لربما يجيبها..

فتح الهاتف بعد قليل ...لم تعرف من الذي ضغط زر الايجاب فلم يصلها صوتا واضحا بالهاتف ...

ادمعت عيناها وقبضت على الهاتف بيدها عندما استمعت إلى تلك الحرباء ضرتها وهي تقول بميوعة...

_ كنت عارفة انك هتجيلي يا حياتي..انت اصلك متفق معايا من بدري...ربنا يخليك ليا يا بودي ..تعيش وتفرحني يا حبيبي..

عقبال م تطلق الارشانة مراتك ديه ..

لم تستمع الي صوته لكنها تعلم جيدا أن عابد لا يترك هاتفه مهما حدث ...اغلقت الهاتف ورمته أرضا ودموعها تسقط من عينيها ...

باليوم التالي استيقظت تمارا علي صوت ضجة بالغرفة فتحت عيناها وتفاجأت بوجوده ..لم تعطه اهتمام ووضعت الغطاء علي رأسها..

_ متدايقيش اوي كده ...انا جاي اخد اي ورق ليا هنا...انا همشي ومش هجيلك تاني ..مسافر كام شهر كده اسكندريه هفتتح شركة التأمين اللي هناك وهقعد اباشر الشغل فيها وهاخد امي معايا كمان...

تخيلت كل شئ ..واي شئ لكن أن يهجرها ..لا لم تتخيلها ..

لم تدري بنفسها الا وهي تستمع الي صوتها وهي تقول بنبرة مشدوهة..

_ هتسبني؟؟!!!...

لم تؤثر فيه نبرتها أو ما قالته...يعلم جيدا انها تجيد تعشيمه حد امتلاكها وفي النهاية يسقط علي جدور رقبته ..هذا ما كانت تجيده دائما ...

لكنه لن يستطيع تحمل خيبة أخري وخذلان اخر...آثر الابتعاد عنها وتركها كلاهما يريد فترة يبتعد فيها عن الاخر حتي يعيد ترتيب حساباته ...




_ وايه الفرق!!...احنا هنا مع بعض وكل واحد فينا لوحده...انا قررت اني اعيش حياتي مرتاح ...انا ماشي يا تمارا...هاخد امي واطلعلك العيال ...ابوكي رجع من السفر ابقي روحيله ..

وخرج من المنزل بأكمله بعدما جمع اغراضه ...

توقفت أنفاسها مع جملته الأخيرة..ناصر النوساني عاد من عمله اخيرا!!!!...

لم ترد علي مكالمات ابيها منذ أن سافر إلى عمله ...حتي أنه لم يرى سجدة فقد ولدت يوم سفره ...

**************★**

مر اسبوع كامل كانت تحاول قدر استطاعتها التغلب على ثورتها ...تريد أن توفي بكلماتها مع الطبيب الذي لم تعرف اسمه الي الان ...

تريد أن تحادث زمزم..تعلم انها كانت قاسية معها عند زواجها لإبن عمها البغيض...

دلف إليها الطبيب وهو يبتسم ...الان فقط انتبهت الي غمازتيه..

_ صباح الخير..

_ صباح النور ..

جلس الطبيب أمامها وهتف..

_ عامله ايه يا زهرة النهاردة؟؟..

ابتسمت زهرة بهدوء قائلة...

_ الحمد لله .. أحسن من اول الاسبوع اكيد...

اومأ برأسه ثم هتف...

_ ده باين طبعا...أن شاء الله زي م اتفقنا ...

وأخرج شيئا ما من جيب بنطاله وأمد يده لها به...

_ ده التليفون..طبعا انا معرفش ارقام اي حد ...بس اكيد انت حافظة اي ارقام ولا ايه ؟؟..

تعلقت عيناها بالهاتف بفرحة عارمة وهي تهز رأسها إيجابا...

_ انا...انا حافظة ارقام اخواتي وعاوزة اكلمهم...

اعطاها الطبيب الهاتف والتفت حتي يخرج من الغرفة قائلا...

_ تمام ...التليفون هيبقي معاكي النهاردة نص ساعة ونص ساعة كمان هتنزلي الجنينة...حسب تجاوبك هتزيد المدة..

*********************




استعدت حتي تنزل إلي الأسفل حيث طاولة الطعام ...تتعمد التأخير حتي ينتهي والدها من تناول طعامه ..لا تريد الاحتكاك به ابدا ...أصر عمها أن يجلس أخيه بالمنزل لحين الانتهاء من تجهيزات منزله الجديد...

رن هاتفها فالتقطته بسرعة ظنا منها انه ياسر فاليوم موعد قدومه كما قال لها..نظرت باستغراب الي الهاتف وهي تتطلع الي هذا الرقم الغريب..

ردت علي الهاتف فوصلها صوت شقيقتها الوسطي...الأقرب الي قلبها...

جاءها صوت زهرة الملهوف...

_ أيوة...أيوة يا زمزم..انا زهرة ..زهرة..

ادمعت عيني زمزم وجلست على الفراش مرة أخري ...لم تقوي قدماها علي حملها...

_ زهرة..زهرة حببتي ..وحشتيني...وحشتيني اوي ...انت فين لسه ف المستشفي؟؟..

_ أيوة لسه ف المستشفي..وانت كمان وحشتيني اوي...اتطلقتي ولا لسه؟؟.

_ لسه..بس خلاص كلها شهر ولا حاجة ..هنرجع نعيش مع بعض تاني..

استمعت الي صوت بكاء زهرة ...لم تستطع مواساتها فهي ادري الناس بها ...من المؤكد أنها تذكرت ايام زواجها من ناير...كيف كانت بوقتها ...رغم أنها لم تكن تريده لكن حالها في هذه الأيام كان افضل بكثير مما هي عليه الآن...

_ كل حاجة هترجع زي م كانت واحسن يا زهرة ..صدقيني..انا بعمل علاج طبيعي عشان رجلي وجاب نتيجة...تمارا بدأت تخس وترجع زي الاول..وانت اهو شدي حيلك وخفي ...

كل واحدة فينا مرت بحاجة وجعتها ومش عاوزة تجربها تاني...

هنرجع نعيش مع بعض...من غير اللوا ناصر...

ظلت تتحدث مع اختها لما يقرب الساعة ثم اغلقت الهاتف مع وعد بأن تزورها بالمشفي...

نزلت الي الاسفل عندما اتصلت بها سيلين تطلب منها المجئ فلبت طلبها ...

_ كل ده يا زمزم ..عمو ناصر مستنيكي من بدري ومش راضي ياكل...

لم يكن هذا الصوت سوي لشيما ...كانت تعلم جيدا ما تفعله فقد استطاعت رؤية الخوف بأعينهم جميعا من وجوده..كنا أنهم تجنبوا الحديث عن صلة قرابتها بهم لذلك تصرفت هي ...تأفأفت زمزم بنفاذ صبر وهتفت..

_ مطلبتش من حد يستناني يا شيما...تقدري تاكلي ..جوزك جنبك اهو هو وعيلته كلها ...

الحلقه الثانيه والثالثه والرابعه والخامسه عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1