روايه القديمة تحلي الحلقه الثانيه والثالثه والرابعه والخامسه عشر

الفصل الثاني عشر...الثالث عشر... الرابع عشر.. الخامس عشر

انتهي ناصر من جمع اغراضه داخل الحقائب التي اتي بها صاماً أذنيه عن توسلات اخيه وابنته حتي يتراجع عن قراره...لكنه لم يستمع له فقط ما يتجسد أمامه معانات زمزم..معانتها حتي أصبحت بهذا الجمود ..

ناصر تقريبا يعاقب أخيه وعائلته بسبب تغير زمزم ..لطالما كانت رقيقه ..تتأثر بالنبرة الضعيفة المنكسرة ...كان مطمئنا لضعفها فهي كارته الرابح والذي سيضغط به علي ابنتيه الاخرتين...ولكن لم يجد ما يريده...فقد أصبحت زمزم مثلهم ...ابتلع غصة مسننة بحلقه وهو يتذكر زوجته الراحلة وهي توصيه علي جواهرها الثمينة...طلبت منه عدم الانشغال عنهم بعمله...لكن ماذا فعل هو؟؟؟!!...

_ يا ناصر اقعد..هتروح فين بس ..م البيت موجود اهو...كل حاجة هتتحل صدقني..

استلمت سيلين دفة الحديث من والدها قائلة بنبرة متوسلة...

_الله يخليك يا عمو اقعد...انا مبطقش اللي برة ديه..انا مش هقدر اقعد من غير زمزم..هي بتحس بيا..

جلس ناصر علي الفراش بتخاذل ..انهكته ذكرياته مع زوجته ..طلباتها ووصيتها التي خيل له أنه اتمها...

_ هقابل امهم ازاي يا قدري!!..هقولها ايه ولا ايه؟؟..وهقدر اصلا احط عيني ف عينها؟؟...دمرتهم يا قدري ...انا رجعت ..رجعت عشان هطلع ع المعاش كمان سنة..جيت عشان اخد زمزم ووقاص يقعدوا معايا ،يملوا عليا البيت بعيالهم...انا تعبان ..تعبان وقلبي واجعني...

اقترب منه شقيقه يربت علي كتفه مواسيا واكتفي بالصمت ..فلن يفيد الكلام بعد ما فعله ابنه...فماذا سيحل بأخيه المسكين إذا علم بما تواجهه ابنته علي يد زوجته؟؟..ماذا أن علم ان قدميها بدأت تنزلق نحو الخطأ وأنها تكن مشاعر لرجل اخر وهي متزوجة؟؟..متزوجة!!!...زمزم ما زالت كما هي ..وقاص لم يقترب منها قط...حتي أنه لم يضعف ويتجه إليها كنوع من تفريغ شحنة غضب أو ضعف..

***********************

جلست تبكي بنشيج صامت وحار حتي لا ينتبه صغارها لها ويرتعبوا...نظرت من نافذة الغرفة وازداد بكائها عندما رأتها بالسيارة وهو ممسك بيد والدته يساعدها علي السير نحو السيارة...جلست والدته بالسيارة والتفت هو عائدا الي خمسة رجال أقوياء يملي عليهم أوامره بحمايتها هي وأطفاله ..

لم يخطئ وينظر الي النافذة فقد انتهي من إلقاء اوامره وصعد الي السيارة وابتعد ...

أصبحت قولا وفعلا وحيدة..تركها زوجها لأن قلبها لم يخفق له..ما ذنبها هي؟؟..

شردت رغما عنها متذكرة بداية دخوله إلى حياتها منذ البداية....

كان هو احد المدعوين لحفل خطبة سيلين فقد استعان به عمها حتي يؤمن الحفل بالمنزل..

######




"نفسي افهم بس ايه لازمتهم البادي جارد دول؟؟"

قالتها تمارا باستغراب وخوف قليلا..

ابتسمت سيلين هاتفة...

_انتوا ناسيين انتوا ولاد مين يا تمارا ولا ايه؟؟.. انتوا ولاد الفريق ناصر النوساني...

ابتسمت زهرة بسخرية هاتفة...

_ومالك بتقوليها وانت مبسوطة كده؟؟..

شهقت سيلين بخفة وهتفت بدهشة..

_ بقي حد يبقي عمو ناصر أبوه وميبقاش مبسوط؟؟!!!...

نظرت زهرة الي شقيقتها الكبري تمارا وهتفت بصوت ساخر..

_ اللي أيده ف الميه...ها خلصتي ولا ايه ؟؟..

_ اه خلصت..

نزلوا جميعهم الي الاسفل بعد أن انتهت سيلين من زينتها وانطلقوا في الحفل خاصة مع انشغال سيلين بصديقاتها ...رفعت رأسها للأعلي تنظر الي تلك الألعاب النارية جذبتها كثيرا ..كانت تنظر لها وهي تشرد بخيالها بعيدا نحو ذلك الذي سرق فؤادها وانطلق حيث لا تعلم ..ظلت تسير وهي تطارد الالعاب دون انتباه الي أن اصطدمت به..

_ انا آسفة..مم..مأخدتش بالي..

والتفتت حتي تعود إلى الحفل مرة أخري لكنه جذبها من ذراعها..

_ أيوة يا آنسة حضرتك عاوزة مين ولا راحة فين؟؟..

نظرت اليه باستغراب والتفتت حولها ووجدت نفسها بالخارج..

_ حضرتك انا لسه خارجة من جوة ..انا بنت عم العروسة و..

قاطعها بنفاذ صبر وصوت صارم..

_ التفاصيل وقصة حياتك ديه متخصنيش...ثم اني مشوفتكيش خارجة من جوة اصلا انا جيت لاقيت سيادتك واقفة قدام الباب...حضرتك بقي معاكي دعوة ولا مفيش؟؟..

هزت راسها نفيا ببراءة ولم تحاول الكذب حتي ورفعت رأسها حتي تنهي المشكلة قبل أن يلاحظ والدها غيابها ويعنفها كعادته ولكن لم يستجب الله لامنيتها وشاهدت والدها وهو يبحث عنها حتي وجدها وهو يصوب نحوها تلك النظرات النارية التي ارعبتها..

_ فيه ايه يا عابد؟؟..

عابد بجدية مشيرا إليها..

_ مفيش يا باشا..الآنسة تبقي قريبة العروسة وجاية ومش معاها دعوة وزي ما حضرتك عارف مقدرش ادخلها من غير دعوة حتي لو كانت قريبتها فعلا...

ربت ناصر علي كتفه قائلا بتشجيع..

_ عندك حق يا عابد..هو ده الشغل المظبوط...

والتفت بوجهه إليها قائلا بحدة...

_ وسيادتك ايه اللي خرجك من جوة اصلا؟؟..

شبكت كفيها ببعضهما وهي تلعب بهما من شده توترها وخوفها..

_ ما تنطقي انا مش قايل مفيش واحده فيكو تخرج من جوة؟؟..

دمعت عيناها وهتفت بصوت حزين....

_ كان فيه لعب بتنور ف السما وروحت أشوفها...مش قصدي..

هتف ناصر بصوت افزعها...

_ سيادتك خارجة برة عشان روحتي تشوفي اللعب في السما!!..حسابنا في البيت يا تمارا...عابد تمارا تبقي بنتي وانا معايا الدعوة بس جوة مع الاسف خليها تدخل تجبها وانا هفضل معاك هنا...

رد عابد بلهفة...

_ العفو يا ناصر باشا...هي مقالتليش انها بنت حضرتك...

دلفت تمارا إلي الداخل وهي ترتعد من ابيها ...فهو صارم جدا خاصة مع من يخالف أوامره حتي أنه يعاقبهم وهم بهذا السن ...وبالفعل منعها من الخروج مع صديقاتها بعد أن اعطاها موافقته غير عابئ بتوسلاتها حتي يتراجع عن كلامه ...




بعد ما فعله والدها بذلك اليوم تجنبته ولم تتحدث إليه مطلقا خاصة ان صديقتها اخبرتها بأن احمد نصران سيسافر الي الخارج حتي يحصل علي فرصة عمل تناسب مكانة والدها وأنه يطلب رؤيتها...وأنها علمت ذلك من صديقه ورأته بالفعل لكنه غادر بعد أن اخبرته أن والدها منعها من الخروج...

بعد مرور يومان دلف ناصر الي غرفة ابنته وجلس أمامها قائلا..

_ اوعي تكوني مفكرة أن أسلوب القمص ده هيجيب معايا نتيجة...تبقي غلطانة..انت غلطي وانا عاقبتك..تقدري تقوليلي بقي لو كان حد خطفك ولا اذاكي كنت هعمل ايه؟؟..

_ بس حضرتك لقتني كويسة...وبرغم كده هزأتني قدام اللي كان واقف ده..

لم يستمع الي حديثها من الاساس ..أو تجاهله عمدا...

_ المهم...جايلك عريس..

صمت حتي يري تعبيرات وجهها وتابع حديثه عندما رأي الارتباك يحتل ملامحها...

_ اسمه عابد...عابد سلمي..اللي هزأتك قدامه..

_بب..بس انا مش موافقة...

##############

"ياريتك كنت سبتني يا بابا...ياريتك مضغطش عليا...اتسبب ف قلة راحتنا احنا الاتنين "...

مسحت عبراتها والتفتت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي النادي عندما أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله...

"اجمل وردة ف حياتي...صباحك بلون عيونك.. بحبك"...

هنا سقط الهاتف من يدها وهي ترتجف بخوف صاحب الرسائل يعرفها..وهي تعرفه..لكن من هو لا تعلم...

*************★*****★

لم يستطع ناير زيارتها بالمشفي...كلماتها بأخر مرة مازالت ترن بأذنه...ذراعها المتأذي بفعل الابر ما زالت صورته نصب عينيه...الي الان لم يستطع سؤالها عن هوية ذلك الشخص...توالت عليه ذكريات كم شهر مضي وتوقف عندما هبطت دموعه لأول مرة عليها بهذه الطريقة...

##########

_ ها يا سيادة الرائد جاهز؟؟..

_ أيوة يا يامن انا جاهز...بس الإخبارية اللي عندنا لسه فاضل ع المعاد نص ساعة بحالها اكيد مش هنروح من دلوقتي يمكن المكان يبقي مترشق جواسيس ويبلغوهم..الفصل الثالث عشر

لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك...يريد أن يراها...يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها ...يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل ...ابتعد عنها فقط اسبوعان ..كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر...يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها نار شوقه إليها وولعه بها....رغم علمه انها لن تتجاوب معه...يستشعر نفورها منه ...يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه...التقط هاتفه حتي يتصل بها ..

_ الو..

كان ذلك صوتها ..نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا...يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان اخر...

_ عاملة ايه يا تمارا؟؟..والعيال عاملين ايه؟؟..

ردت هي بجفاء...

_ الحمد لله...كويسين..

وصمتت..طمأنته علي حالهم وصمتت..

_ تمارا انا عاوز اشوفك...عاوز اشوف مراتي..

قالها بهمس ونبرة ضعيفة مكسورة لم يستطع السيطرة عليها ..

تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاسِ..

_ مراتك معاك يا عابد...زينب معاك..انا ام ولادك...سلام..

وأغلقت الهاتف وبكت...لم تنكر احساسها بالنقص بدونه...لم تكرهه يوما...لكنها لم تستطع تقبله كزوج...تحسست تلك الحلقة حول اصبعها..وشردت في ليلة زفافها...كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها..

#####




تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا..

_ طب انا عملت ايه دلوقتي؟؟..بطلي عياط انا معملتش حاجة..

لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو بغضب...

_ بطلي زفت وقوليلي فيه ايه؟؟..

توقفت عن البكاء خوفا منه وعدلت من وضع الشرشف حول جسدها ...

_ انا خايفة...

تبدلت ملامح وجهه الي اللين وحاوط كتفيها بذراعه...

_ متخافيش..انا معملتش حاجة وانت عمالة تعيطي..اهدي طيب...

بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت ..سحب يده برفق ودثرها بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء ..

بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا...

_ ربنا يسامحك يا بابا..ربنا يسامحك..

توقف مكانه بصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها ...تمارا تزوجته رغما عنها..أو بالاحري بضغط من ابيها...

وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم ...

اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء والتشنج من مجرد لمسه لها..هنا لم يستطع التحلي بالصبر وهتف بغضب...

_ بقولك ايه..خايفة ومش خايفة ده مش عندي...ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك..مش هتموتي..

بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة...تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد ...أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت..

لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول...اتخذته كإجراء روتيني...تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال....

#############

وكالعادة أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله..التقطت الهاتف وفتحت الرسالة...هذه المرة لم تكن مديح بها أو غزل...

"الساعة ١٠ ونص...بحبك"...

قطبت حاجبيها باستغراب ولم تفهم ..قلبت شفتيها بجهل وتركت الهاتف واخذت طفليها حتي تذهب الي موعد تدريبها وتري زمزم...فقد اخبرتها بالامس بوجود ناصر النوساني بالمنزل....

****************

ارتدت زمزم ملابسها تحت أنظار سيلين التي لم تتوقف عن الحديث عن عمها وترجوها أن تتحدث إليه لكن زمزم لم تستمع لها ...

_ يا زمزم حرام ...عمو تعبان والله...طب كلميه حتي لو بالكدب..

تأفأفت بنفاذ صبر وهتفت بصوت حاد قليلا..

_ قولتلك لا يا سيلين...لا...انا ابويا مات..اللي تحت ده ضيف ف البيت..متكلمنيش عنه تاني لو سمحتِ..

آثرت سيلين تغيير الموضوع حتي لا تعاند اكثر وهتفت...

_ مش قولتيلي أن ياسر لسه مرجعش راحة فين كده؟؟...

_ امم..لسه مرجعش...انا راحة النادي هقابل تمارا هناك..ما تيجي معايا...

_



 هنزل معاكي بس مش هروح النادي...خارجة مع صحابي...

غمزتها زمزم بخبث وابتسامه ...

_ طب تصدقي بقي انك سافلة..

وقذفتها بالوسادة...

نزلا الي الاسفل فقابلهم وقاص وهو يصوب نظراته نحو زمزم بحدة...

_ رايحة فين انت ومراتي يا سيلين؟؟...

تعمده الضغط علي كلمة " مراتي"أثارت غريزتها بالضحك بقوة حتي أثارت غضبه...

_ انا مقولتش حاجة تضحك ...واحسنلك تقولي راحة فين ؟؟...

توقفت عن الضحك حتي لا تثير المشاكل فقد ساورها القلق عندما استمعت الي صوت شقيقتها عبر الهاتف كما أنها اتفقت معها علي زيارة زهرة بالمشفي اليوم...

_ راحة النادي...هشوف اختي هناك...عندك مانع؟؟...

وقاص بغموض وصوت هادئ...

_ لا...معنديش مانع..روحي...

تعجب من هدوءه المفاجئ ذاك ولكن الان تهمها شقيقتها اكثر لذلك تركته وخرجت ...

بالنادي ...تركت تمارا طفليها بالمكان المخصص للأطفال وأمرت احد الحراس بمتابعتهم وحمايتهم وذهبت حتي تجلس علي طاولتها منتظرة زمزم...رغما حولت بصرها بأنحاء المكان تبحث عنه ولكنها لم تجده ...رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين...تري والدتها بزمزم...زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء ...

عندما اقتربت منها زمزم اسرعت تمارا باحتضانها بقوة وبادلتها زمزم العناق...

زمزم بضحك...

_ خلاص كفاية بقي خلينا نقعد...

ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد...

_ ناصر بيه عندك ف البيت ازاي بقي؟؟..وازاي رجع اصلا؟؟...

تنهدت زمزم ثم هتفت...

_ ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا...

تمارا باستغراب ...

_



 اسبوعين؟؟...وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس..

ضحكت زمزم بسخرية قائلة...

_ أصله جه واتخانق معايا ومع وقاص ومع عمك...

_ ليه ده كله ؟؟مش معقوله ندم يعني؟؟..

_ حب يعمل اب ويتقن الدور...اتخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واتخانق مع عمك عشان ممنعوش..واتخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله...سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه..شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه...عارفة با...عارفة ناصر بيه راجع ليه؟؟...راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية..كان جاي هنا يقعد ف وسطنا...شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة..واحنا صغيرين مع ماما بترعانا...وبعدها احنا كبرنا وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره...بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش...وادينا قاعدين اهو...

انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم ...تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم...الفصل الرابع عشر....

بعد مرور شهر...

دلف الي المشفي ركضا حتي يلحق بها قبل أن تخرج من المشفي...فقد هاتفه طبيبها يطلب منه الحضور لاستلامها كما طلب عند تعافيها وللصدفة استمعت هي الي حديثه وأصرت علي الخروج وحدها ...

_ انا هخرج...انا مش فاقدة للاهلية عشان تمنعوني..وحضرتك يا دكتور واقف تتفرج!!..قولهم يسيبوني...

حاول باران تهدأتها قائلا...

_ يا زهرة اهدي ...دلوقتي جوزك ييجي ياخدك وتحلوا مشاكلكوا مع بعض...

صرخت هي بحدة وغضب...

_ وانا مجبتش سيرة اي مشكلة بيني وبين جوزي...انا قولت عاوزة اخرج من هنا...

في تلك اللحظة كان ناير وصل إليهم ...لم يكن من الصعب الوصول إليها فقد خرقت أذنه بصوتها الغاضب وهي تنهرهم لمنعها من الخروج...




اقترب منها وجذبها من يدها على حين غرة والتفت برأسه قائلا...

_ دكتور باران انا همشي دلوقتي وبكرة أن شاء الله هاجي عشان الإجراءات...

وخرج دون أن يأخذ إجابته منشغلا في تلك المخلوقة التي تحاول الفرار منه بشتي الطرق الي أن وصلا للسيارة فدفعها واغلق الباب...

_مش عاوزاك يا ناير ابعد عني وسبني ف حالي بقي...

نظر إليها بحدة وغضب قائلا بهدوء ظاهري...

_ مش عاوز اسمع صوتك لحد م نروح البيت ..تمام؟؟...

حولت بصرها نحو زجاج السيارة تتابع حركة السيارات حتي يصلا الي المنزل...

******************

اغمضت عيناها بتوتر وهي تقف علي ذلك الجهاز لقياس الوزن..شهران من المجهود المضني حتي تفقد وزنها ..كان من المفترض أن تقيس وزنها كل شهر لكن خوفها من الاحباط منعها لكن اليوم زارتها زمزم وجلبت لها هدية وأصرت أن تقيس وزنها...

ضحكت زمزم بقوة وقالت...

_ يا بنتي خلاص فتحي عينك..خسيتي..

فتحت عيناها بسرعة عندما استمعت الي الكلمة الأخيرة وهي تقول بلهفة...

_ بجد!!..وحياة امك خسيت؟؟...

اومأت برأسها بسعادة بضحك مشيرة إلي الشاشة الصغيرة...

_ اهو شوفي كنتِ كام وبقيتِ كام...

وامدت يدها واخرجت كيس صغير من حقيبتها..

_ خدي...اكوي ده والبسيه بقي..هيبقي حلو اوي عليكي..انا هقضي اليوم معاكي النهاردة وهتصل بالزفتة ديه أشوفها اتأخرت ليه ..

أخذته تمارا منها ودلفت الي الغرفة وقامت بكيه وإرتدته..ظلت تدور حول نفسها بانبهار وهي تتفقد الثوب فقدت الكثير من الوزن ..نظرت إلى شعرها بالمرأة وابتسمت وهي تمد يدها نحو ربطة شعرها وحررته ثم خرجت من الغرفة...

خرجت زمزم من المطبخ بيدها زجاجة ماء قاطبة جبينها باستغراب...

_ البت ديه مبترودش بتكنسل...

واصدرت صفيرا دلالة على اعجابها بشقيقتها..

_ ايه الجمال ده !!...أيوة بقي هي ديه تمارا ...مش فاهمة انا ايه القرف اللي كنتِ عملاه ف نفسك ده...

اقتربت تمارا من زمزم وعانقتها بقوة وبادلتها زمزم العناق...

_ يلا..يلا روحي اقعدي عقبال م اشوف الزفته ديه فين ...

وعادوت الاتصال بها من جديد لكن هذه المرة اغلق الهاتف تماما...

**********

علي الجهة الاخري ...خطف ناير الهاتف من يد زهرة واغلقه ..

_ ايه اللي انت عملته ده؟؟انت اتجننت؟؟...

صف السيارة بغضب محدثا صريرا مزعج والتفت إليها بغضب..

_ انزلي..

نظرت حولها باستغراب تحول إلى خوف وتوتر وهي تشاهد المنزل الذي سبق واختطفت به...تابع ناير تعبيراتها باستغراب ثم تحولت ملامحه الي الالم وشتم نفسه علي نسيانه مثل هذا الشي الهام...كيف نسي حادثة اختطافها بهذا المنزل !!..

عاد يأمرها بصوت أقل حدة...

_ انزلي يا زهرة ...




فتحت الباب بأيادي مرتعشة تشعر بحاجتها الي الراحة ..تشعر ان قدميها ستخذلها...

امسك بيدها حتي يدلفا الي المنزل ...تركها ناير بعد أن اجلسها علي الاريكة وذهب حتي يجلب لها ماء ..

_ خدي..اشربي واهدي كده ...

اخذت منه الكوب وتجرعته كاملا ثم وضعته على الطاولة أمامها والتفتت إليه حتي تبدأ العراك...

_ انت جايبني هنا ليه؟؟...انا مش عاوزاك يا ناير..حاول تنساني..طلقني وانساني ..

من الغباء الان ان يستخدم اسلوب الشدة معها ..ببداية زواجهم رفضته صراحة بسبب عمله وأنها تخاف من ضباط الجيش والشرطة ولكنه وعدها انها ستكون خارج دائرة الخطر تماما...ورغم اعتراضها بوقتها الا انه وجد والدها يهاتفه يتفق معه علي موعد حفلة الزفاف...

_ يا زهرة انت بتحاسبيني علي ايه؟؟..انا أمنت البيت كويس..بس اللي ربنا كاتبهولك اكيد هتشوفيه حتي لو انا عملت ايه..

دمعت عيناها وهي تتذكر حديثه معها وانتهاءه باعتذاره عن انقاذها...

_ بحاسبك علي ايه!!!...بحاسبك انك بديت شغلك عني وسبتني ف أيديهم...انت متعرفش كانوا بيعملوا فيا ايه...انا مبقتش مدمنه وبس..لا انا كنت يوميا بضرب الا بس الكام يوم اللي قبل م تلاقيني فيهم...كنت بترجاهم عشان يريحوني يا اما يدوني الجرعة يا اما يموتوني..بس كانوا بيستمتعوا وهما شيفني بتلوي ...

فاكر قولتلي ايه لما اتصلت عشان تتصرف وتتجدني؟؟..قولتلي ايه كل ده تليفونات عندي شغل...سبني امشي يا ناير انا مش عاوزاك..

طوال فترة حديثها كان ينظر إلى الأرض لم يستطع رفع بصره إليها...خذلها كثيرا ويعلم ذلك..

_ امشي يا زهرة....

نظرت اليه مصعوقة من تخليه عنها بهذه السرعة...ثم تداركت نفسها سريعا واخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت حيث اختيها....

********************

انتقل ناصر النوساني الي منزله بعد ان انتهي من توضيبه...لم يستطع البقاء بمنزل أخيه وهو يري معاملة ابنته له وتجنبها إياه في كافة تصرفاتها ...كما أنه غاضب حقا من وقاص ولا يريد رؤيته ...

انتقل الي منزله منذ اسبوع فقط ...كان يحاول معرفة كل شئ عن حياة بناته ...صعق عندما علم ان عابد وناير متزوجان علي بناته..لكن ما دهشه اكثر هي زهرة..كيف توافق على زواج ناير من اخري؟؟!!!!...

وكيف يستجري عابد أن يتزوج علي ابنته التي سحرته من اول مرة رأها بها؟؟؟...

دلف إليه الخادم يقول بتهذيب...

_ وصلوا يا فندم ...ادخلهم؟؟..

اومأ برأسه إيجابا ..يجب أن يضع النقاط علي الحروف الان ويصلح ما اتلفه بحياتهم بجهل منه...

دلف ناير وعابد ووقاص الي المنزل منهم الذي يشعر بخطأه في الزواج مرة أخري ومنهم من يتبجح ويسير بكل عنجهية وغرور...

_ تعالوا اقعدوا...كلامنا احتمال يطول شوية ف اللي عنده معاد ...

توقف عن الحديث وحول بصره ناحية ناير الذي تهللت اساريره فمن المؤكد أنه سيتحدث معه عن ابنته وهو غير مستعد الان...

تابع ناصر حديثه بحدة وصوت مرتفع قليلا...

_ يلغيه...




جلسوا جميعهم علي المقاعد منتظرين حديثه...الي أن هتف بجدية ..

_ تعالي ورايا يا وقاص...

دلفا الي غرفة المكتب الخاصة به حتي يستطيعا التحدث بحرية..

_ اتجوزت علي بنتي ليه يا وقاص؟؟...ناقصها ايه عشان تتجوز عليها؟؟...الفصل الخامس عشر...

باليوم التالي...

كانت العائلة جميعها تقف أمام الغرفة منتظرين خروج الطبيب حتي يطمئنهم علي حالة ناصر ...

بما فيهم عابد وزوجته فقد أصر عليها بالمجئ والاطمئنان على والدها ..

بعيدا عنهم تجلس زمزم علي احدي مقاعد المشفي وبيدها الهاتف تتحدث مع ياسر...

تطورت علاقتهم كثيرا ..أصبحت تخرج معه في اي مكان ...تقضي اليوم معه ..مستغلة في ذلك عدم معرفة أي شخص من طبقتهم الراقية بحقيقة زواجها من وقاص...

خرج الطبيب من الغرفة وأسرع قدري إليه يسأله بلهفة عن حال أخيه...

_ طمني يا دكتور ...هو عامل ايه دلوقتي؟؟..

رد عليه الطبيب بعملية...

_ هو الحمد لله كويس...ويقدر يروح معاكوا كمان...صحته الكويسة ساعدته أنه يتخطي الجلطة ...بس طبعا مش محتاج اقول إنه يبعد عن اي ضغط...

بعد رحيل الطبيب ...دلف قدري وابنته وازواج بناته الثلاث للاطمئنان عليه فيما اتجهت كل من زهرة وتمارا نحو زمزم وجلسوا بجانبها...

اغلقت زمزم الهاتف ونظرت إليهم هاتفى بسخرية...

_ ناصر النوساني ميوقعش ابدا...ده صحته ادنا احنا التلاته مرتين تلت مرات...قال يبعد عن اي ضغط قال...هو احنا اصلا جينا ليه؟؟...مش اخوه وبنته وعياله التلاته معاه..

ونهضت من مكانها وعدلت من ثيابها واكملت حديثها قائلة..

_ حلو جدا ...انا ماشية ...خارجة مع ياسر لو حد سأل عليا ..ده لو طبعا...ف انتوا متعرفوش انا فين ..

التفتت حتي تغادر لكن صوت شقيقتها الوسطي اوقفها...

_ اللي انت بتعمليه ده غلط يا زمزم ...عارفة انك متجوزاه غصب عنك...بس الطلاق كان احسن ليكي وليه...ع الأقل مش هتحسي انك خاينة....

انت طول عمرك بريئة ...متخليش الظروف اللي حواليكي توسخك...

جاءها صوت زمزم الجامد...

_ انا مبعملش حاجة غلط ...ابن عمك من ساعة م اتجوزني وهو رميني ومش معتبرني مراته..جبلي مراته ف البيت وعمل وعمل ..و ع الأساس ده انا بتصرف....ولو حاسة بالذنب ف انا مش هقولك ع اي حاجة تاني يا زهرة ...سلام...

بعد رحيل زمزم التفتت زهرة الي تمارا قائلة...

_ عقليها انت يا تمارا ..اللي هي بتعمله ده غلط...واكبر غلط كمان...تطلق احسن..

صعقت تماما عندما صدمها رد تمارا عليها...حتي انها أثارت الشك داخلها ..

_ محدش فينا عاش اللي هي عاشته..يمكن ياسر ده هون عليها وجع حياتها كله..بتصرفات بسيطة...ويمكن ب..بكلام بسيط كمان...



وشردت في الرسالة النصية التي جاءتها أمس...رسالة باللغة الإنجليزية ...

"I miss.the beautiful eyes that I can sail through forever. I miss The smile that send me to heaven"...

افتقد العينين الجميلتين و التي أبحر فيهما إلى مالا نهاية. افتقد الابتسامة التي ترسلني إلى السماء ""..

فاقت من شرودها علي صوت زوجها وهو يهزها بعنف بعض الشئ..

_ ها..ايه يا عابد فيه ايه؟؟..

_ ها ايه...بقالي ساعة بقولك ادخلي لابوكي سأل عليكوا ...بس زمزم فين؟؟..

نهضت من مكانها حتي تذهب الي إليها وهي تقول...

_ معرفش هي راحت فين..قالت هتمشي...

دلفت تمارا إلي الغرفة دون تعبير..حتي انها لم تسرع نحو ابيها تطمئن عليه...فقد سارت نحو شقيقتها ووقفت بجانبها...

حفر الالم ملامحه علي وجه ناصر وهو يراهم بعيدا عنه..وتذكر أيامهم القليلة سويا عندما كان يجتمع معهم علي الافطار...تذكر زمزم وابتسامتها التي تذكره بوالدتها...قطب جبينه وبحث عنها بالغرفة لكنه لم يجدها...

_ زمزم فين يا تمارا؟؟..

_ زمزم مشيت..

ناصر بقلق...

_ راحت فين؟؟...

_ معرفش...هي اول م الدكتور خرج وقال إن حضرتك كويس مشيت...قالت وجودها ملهوش لازمة..

كانت تعلم جيدا وقع كلماتها علي والدها...لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها ...أرادت أن تشعره ولو بلمحة بسيطة مما عانته احداهم بسبب السنة ازواجهم أو عائلاتهم...

عم الصمت بالغرفة وتوجهت الابصار جميعها الي تمارا...كان من المفترض ألا تفصح عما قالته زمزم لها إذا كان جارح بهذا الشكل... اصطدمت عيني تمارا بعيني زوجها ..نظراته النارية الغاضبة تلك لم تعد تخيفها..ستنفصل عنه وتتحرر منه...لا تريده ولا تريد والدها...فقط شقيقتيها وصاحب الرسائل المجهول....

*



**********************

بمكان اخر...

تجلس زمزم علي الطاولة وامامها ياسر ينظر لها بحب صادق...لم ينتبه الي اي شئ ..يعلم جيدا أنه سيواجه ضغوط من والدته حتي يتزوج جارتهم والتي تعتبرها والدته بمثابة ابنتها بعد موت والديها ..لكنه لن يستطيع فقد تعلق بها وانتهي الأمر ...

_ مالك يا ياسر؟؟..ساكت ومبحلق فيا كده ليه ؟؟...

ياسر بعبث ..

_ م ابحلق...عندك مانع ولا ايه ؟؟...

هزت رأسها نفيا وهي تبتسم بحب...دائما ما تقارن بينه وبين وقاص..ماذا اذا كان وقاص يعاملها كإنسانة طبيعيه؟؟...ماذا كان سيحدث إذا عاملها برفق ؟؟..حتي اذا كان لا يريدها ...

_ ايه مبتاكليش يعني؟؟..

ابتسمت زمزم بحب وهتفت...

_ انا الحمد لله يا عم..شبعت اوووي كمان...وانت اكلت ؟؟..

اومأ برأسه هاتفا...

_ امم.. اكلت...

أمسكت زمزم حقيبتها واخرجت منها شئ ما وامدت يدها به أمامه قائلة...

_ طيب...انا حجزت امبارح تذكرتين عشان نروح سنيما...ينفع؟؟..

اومأ برأسه وامسك بيدها ولثمها بقبلة رقيقة وناعمة...ثم نهض من مكانه واوقفها وخرجت من المطعم ممسكة بيده وهي تبتسم بحب...غافلة عن ذلك الرجل الذي يرصد جميع تحركاتها لزوجها ...



عادت زمزم الي المنزل بمنتصف الليل بالضبط سعيدة بدرجة لا توصف ...توقفت مكانها عندما شاهدت وقاص أمامها ينظر لها بغموض..

_ راجعة مبسوطة ما شاء الله..

ابتسمت زمزم نصف ابتسامة وهتفت..

_ فعلا..وماليش مزاج أن حد يعكنن عليا..ف ياريت اي مواقف شهامة ولا حاجة تأجلها لبكرة..عن اذنك..

توقفت مكانها كتمثال من الرخام عندما قال..

_ بس انا عاوز اخلي جوازنا حقيقي..والنهاردة... ايه رأيك؟؟..

التفتت له ببطء شديد ونظرت إليه بقوة وهي تقول بابتسامة وقسوة...

_ عمرك..شوف عمرك ف حياتك م هتلمسني...ولو حصل مش هتردد لحظه اني انتحر عشان اخلص منك انت والشخص اللي ف المستشفي اللي محسوب اب عليا ده..

وضع يده بجيب بنطاله قائلا بشراسة وهدوء...

_ تعرفي أن رفضك المتكرر ليا ده يخليني اشك فيكي؟؟..

بادلته الابتسامة بقسوة شديدة وهتفت بصوت متهكم..

_ لا معلش..شك براحتك..لو لاقيت حاجة ابقي قولي...تصبح علي خير يا..يا ابن عمي..روح لمراتك بقي زمانها قالبة الدنيا عليك..

وصعدت الدرج بهدوء وهي تردد احدي الاغاني الرومانسيه القديمة مما جعله يتميز غيظا بقوة أكبر وغضب شديد...

******************

بمنزل عابد سلمي.. 


    الحلقه السادسه عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1