روايه وقعت في قبضة الوحش الحلقه الثامنه عشر


 الفصل الثامن عشر من رواية:وقعت في قبضة الوحش.

بقلم/رولا هاني.


توقف بها الزمن لعدة لحظات..أهل كان مجرد وهم!؟....أم إن ذلك الأحمق يجلس خلفه بالفعل و علي وجهه تلك الإبتسامة المستفزة، و فجأة أتي صوته الهادئ لينتشلها من زوبعة أفكارها الشرسة:


-متركزيش مع أي حاجة ولا أي حد، أنا عارف إنتِ تقصدي مين بالظبط، كل اللي عايزه إنك تهدي و تتوقعي أي حاجة تحصل خصوصًا اليوم دة.


رمقته بذهولٍ و هي تزدرد ريقها بتوترٍ، أي هدوء يتحدث عنه و ذلك الرجل يجلس بالمكان ليراقبهما بنظراته المبهمة!؟..لذا همست بنبرتها الصادقة و هي تتحرك معه لتشاركه الرقص مجددًا:


-أنا مش مطمنة حاسة إنه ناوي علي حاجة!


هز رأسه بتفهمٍ، ثم جعلها تتمايل بين يديه ليهمس بعدها بجانب أذنها بنبرة جعلتها تتنهد براحة:


-متخافيش، ميقدرش يأذيكي هو محتاج مساعدتك عشان كدة إستحالة يفكر إنه يأذيكي.


اومأت بخفة و هي بين أحضانه تتابع أعين الناس المصوبة عليهما، و تتابع أيضًا الصحفيين و المصورين الذين يراقبونهما بترقبٍ و كإنهم ينتظرون شئ مريب لكي لا يتوانوا عن الكتابة عنه لإثارة الجدل!


بينما هو نظراته مصوبة تجاه شخص واحد فقط، و بالطبع لم يكن سوي "صخر" الذي يرمقه بنظراتٍ غامضة لا تبشر بالخير، "زياد" ليس بالغبي فهو يعرف نواياه الخبيثة جيدًا، يعلم و يزكن إن تلك الليلة لن تمر بسهولة، يعلم و يزكن إن لقدومه لذلك الحفل هدف، و أكثر ما يخشاه أن تكون تلك التي بين يديه هي الهدف!


صوبت نظراتها تجاه "سالم" لتجده مشغول بهاتفه، و بالرغم من إن كل شئ يبدو طبيعي و لكن قلبها كان ينقبض بصورة مؤلمة تخيفها من المجهول، توقف هو عن الرقص ليصفق لهما الجميع، ثم سحبها خلفه ليتجهوا ناحية الناس ليرحبوا بهم!


-" نورسين".


إستدارت "نورسين" تلقائيًا عند سماع تلك النبرة العالية التي تعرفها جيدًا، و فجأة إرتمت بين أحضان تلك الفتاة صائحة بشوقٍ وسط نظرات "زياد" التي تراقبها عن كثب:


-وحشتيني يا "هايدي".


لفت "هايدي" كلا ذراعيها علي خصر صديقتها لتهمس بإشتياقٍ جنوني لم تستطع إخفائه:


-إنتِ وحشتيني أكتر يا "نورسين".


إبتعدت "نورسين" قليلًا لتوجه نظراتها ناحية "زياد" الذي إصطنع الإهتمام بهاتفه لتهمس هي بنبرة شبه عادية و هي ترمق ذلك الرجل الذي يقف بجانب صديقتها:


-مين دة يا "هايدي"!؟


رد عليها وقتها "نادر" بنبرته المستفزة و إبتسامته المعهودة تزداد إتساعًا:


-أنا "نادر" دكتور في نفس المستشفي اللي...


قاطعته "هايدي" و هي تضع كفها الصغير علي فمه لتهتف بعدها بتأففٍ:


-هبقي أفهمك بعدين.


ثم تركت الجميع لتسحبها خلفها بإرتباكٍ غافلة عن تلك النظرات التي تراقبهما منذ وقت طويل!

____________________________________________

دلف" نادر" لتلك الشرفة و هي يضع الهاتف علي أذنه ليهتف بحنقٍ ظهر علي قسمات وجهه:


-مش كفاية كدة، أنا نفذت اللي قولتيلي عليه، إديني فلوسي و خليني أخرج من حياتها بقي.


أتاه نبرتها الغاضبة و هي تصرخ بإحتجاجٍ، ليمرر هو كفه علي خصلاته بعنفٍ من فرط النزق:


-مش دة اللي إتفقنا عليه، بنتي لسة محتاجاك جمبها، و لو منفذتش اللي قولتلك عليه إنتَ فاهم أنا ممكن أعمل إية.


تنهد بإستنكارٍ ليهمس بعدها بتلك النبرة الشبه راجية:


-بس هي دلوقت لقت صاحبتها "نورسين" دي، و أنا دلوقت لازم أسافر عشان علاج أمي دي تقريبًا بتموت. 


إستمع لردها بحماسٍ و هو يبتسم بإمتنان لم يستطع إخفائه:


-خلاص إنتَ ممكن تسافر يوم و ترجع تاني، و متقلقش هديك الفلوس اللي إنتَ محتاجها. 


تنهد بحبورٍ ليصيح بفرحٍ ظهر بوضوحٍ من خلال نبرته:


-ربنا يخليكي يا "هادية" هانم. 


ثم أغلق معها الخط ليخرج من الشرفة و لكنه إنتفض بفزعٍ عندما وجده أمامه، لذا همس بتلك النبرة الخافتة المذعورة:


-"زياد" باشا! 

____________________________________________

-صدقيني لو فضلتي معاه محدش هيخسر غيرك،دة مبيحبكيش ولا عمره هيحبك. 


قالها "هلال" بحنو مزيفٍ و هو يرمق تلك ال"روضة" بمكرٍ إزداد خاصة عند ردها بتلك النبرة المترددة، و هي تمرر كفها الصغير علي خصلاتها التي باتت قصيرة تكاد أن تصل لعنقها:


-إستحالة أقبل إني أخونه يا "هلال".


وجدته يقهقه بسخرية و هو يرمقها بدهاء أصابها بالرعب، ثم همس بتهكمٍ و هو يلوي شفتيه:


-طب ما إنتِ عملتيها قبل كدة و خُنتيه مع "أسامة". 


ثم تابع بخبثٍ و هو يرمق وجهها الذي إمتقع ليشحب بتلك الصورة الملحوظة بتسلية:


-ولا فاكرة إننا مش عارفين إن اللي في بطنك دة يبقي إبن "أسامة"!


شهقت بهلعٍ عندما وجدته يكشف كل ما تخفيه بلا تردد، و زاد ذعرها عندما همس ببراءة مزيفة و هو يقلب نظره بالمكان المزين بصورة مبهرة:


-يمكن "زياد" يكون عارف الكلام دة بس مستني اللحظة المناسبة عشان يقتلك!...ممكن لية لا!؟


تلاحقت أنفاسها لترمق الجميع بتوترٍ و هي تهز رأسها بإستهجان، و فجأة إنتفضت بإرتعادٍ عندما إستمعت لنبرته القاتمة التي كانت بمثابة دلو الماء البارد الذي إنسكب فوق رأسها ليجعلها تفيق علي واقعها المرير الذي يلاحقها بلا هوادة:


-فوقي يا "روضة"، حُب إية و كلام فارغ إية!؟...."زياد" عمره ما حبك ولا هيحبك!....إنتِ ناسية أبوه عمل فيكي إية!؟..ناسية مين السبب في اللي بقيتي فيه دة!؟


هزت رأسها نافية لتهمس بعدها بخفوتٍ، و قد توقدت في قلبها جمرات الإنتقام الذي إستطاع "هلال" بدهائه إشعالها:


-لا مش ناسية، ولا عمري هنسي.

____________________________________________

-إنتِ قصيتي شعرك!


قالتها "هايدي" بتعجبٍ و هي ترمق خصلاتها القصيرة تلك بدهشة، و قد نست ما أتت لأجله بتلك اللحظة فردت وقتها "نورسين" و هي تتنهد بعمقٍ وضح مدي ضيقها الذي تحاول إخفائه عن الجميع:


-مش وقته يا "هايدي"، لازم تبقي عارفة إن اللي إنتِ جاية عشانه مش هيحصل، أنا إستحالة أمشي معاكي أو حتي أهرب معاكي.


إقتربت منها "هايدي" لتهتف بثقة أثارت فضولها:


-متخافيش أنا مرتبة كل حاجة، خليكي واثقة فيا أهم حاجة.


هزت "نورسين" رأسها نافية لتهمس بعدها بثباتٍ و هي ترمق حالها بتلك المرآة الكبيرة التي كانت أمامها مباشرةً:


-مبقاش ينفع يا "هايدي".


عقدت "هايدي" حاجبيها بعدم فهم لتصيح بعدها بإهتياجٍ لم تستطع السيطرة عليه:


-يعني إية الكلام دة!؟


إلتفتت لها "نورسين" لتهمس بعدها بنبرة قوية أصابت "هايدي" بالقلق:


-يعني إسمعي اللي هقولك عليه دلوقت حالًا و نفذيه بدون نقاش. 

____________________________________________

-غبية أوي اللي إسمها "هايدي" دي، و أمها كمان أغبي! 


قالها "زياد" بنبرة ماكرة و هو يتابع تعابير وجهه المذعورة بتسلية، و فجأة وجد رده المتوقع ب:


-إنتَ سمعت المكالمة اللي بيني و بين أمها؟


قهقه "زياد" بتلك النبرة العالية ليسخر وقتها من سذاجته الشديدة قائلًا:


-تبقي غبي لو مفكر إني هحتاج أسمع لمكالمتك دي عشان أعرف الإتفاق اللي بينك و بين "هادية". 


وجده يزدرد ريقه بخوفٍ حقيقي قبل أن يتسائل بنبرته الخافتة:


-إنتَ عايز إية مني!؟


أشعل سيجارته الفخمة قبل أن يهمس بنبرة قاتمة فهم "نادر" مغزاها سريعًا:


-"نادر" إنتَ دكتور لسة متخرج بقالك كام سنة و لسة قدامك فُرص كتير عشان تبقي فيهم دكتور ناجح و مشهور. 


ثم تابع بتحذيرِ خفي و هو ينفث دخان سيجارته لتتلاحق أنفاس "نادر" بإرتباكٍ جلي علي قسمات وجهه، و قد ظهر توتره عندما ظهرت قطرات العرق علي جبينه من فرط الخوف:


-بلاش تضيع الفُرص دي بغبائك. 


لعق شفتيه ليهمس بترددٍ ليحاول فهم سبب تهديده المبهم ذلك:


-يعني إية!؟ 


رد عليه وقتها بنبرة تهديدٍ صريحة لتشتعل حدقتاه بنيران قاتمة مخيفة:


-إبعد "هايدي" عن "نورسين" و فهمها إن اللي بتحاول تعمله إستحالة يحصل....و إلا... 


رمقه "نادر" بترقبٍ ليهمس بتلك النبرة المتقطعة:


-و....إلا...إية!؟


إبتسم "زياد" بسخرية قبل أن يهمس بتلك النبرة المتوعدة:


-أظن إنتَ فهمت كلامي كويس، و أنا مش محتاج أشرحلك أكتر.


اومأ له" نادر" ليتحرك من مكانه باحثًا عنها بعينيه بينما "زياد" يصوب نظراته علي "هلال" الذي كان يلاحق "روضة" بكل مكان تذهبه، تنهد بعمقٍ غير مكترث لإنه و بكل بساطة يعرف جيدًا نوايا ذلك الأحمق، يعرف و يزكن جيدًا رغبته في التخلص منه ليأخذ مكانه بكل شئ، و لكنه يعرف جيدًا كيفية كسب "صخر" بصفه مهما حدث، كل ما يخشاه الآن فقط هو هدفهما المبهم حتي الآن!

____________________________________________

-كمان اللي في بطنك مش إبنه! 


قالتها "سيدة" و هي تدلف المرحاض لتجد "روضة" تغسل وجهها لعل أن يتلاشي شعور الدوار الذي يلاحقها ذلك. 


جففت "روضة" وجهها بالمنديل الورقي قبل أن ترد عليها بتلك النبرة الحادة بالرغم من ضعفها بسبب حالة الإرهاق التي سيطرت عليها:


-ميخصكيش. 


رفعت "سيدة" حاجبيها بتعجبٍ لتصيح بعدها بدهشة و هي ترمقها بنظراتها المشدوهة:


-مش خايفة أقوله!؟ 


و هنا فاجأتها بتجاهلها لما قالته، لتتسائل بنبرتها التي كانت تحمل السخرية المريرة بين طياتها:


-فاكرة حاجة عن أبويا يا "سيدة"؟.....أنا مش فاكرة عنه أي حاجة حتي شكله نسيته!


أشاحت "سيدة" بنظراتها عنها لتتذكر تلك الطفلة التي كانت تخدمهم، نعم و لم تكن سوي "روضة"! 


ربما الأيام قاسية تجعل المرء كما تريد، ربما الأيام مجحفة لا تترك المرء دون أن تترك بداخله جراح غائرة، ربما الأيام ظالمة تجعل المرء وحش لا يبالي ولا يكترث، وحش من كثرة الألم أصبح لا يهتم لأي جرح جديد يصيب قلبه الذي إمتلئ بالجروح التي لا تندمل، و كأن الألم أصبح شعور معتاد لا يتركه بل يبقي علي عاتقه طوال الوقت!


إنتشلتها "سيدة" من دائرة أفكارها التي كادت أن تنساها و لكن أتي "هلال" بكل سهولة ليذكرها ألمها المدفون بصياحها ب:


-إية فكرك بيه دلوقت!؟


تنهدت "روضة" بتمهلٍ لتقاطعها "سيدة" قبل أن تجيب قائلة:


-"هلال" مش كدة!.....إنتِ أكتر واحدة عارفاهم يا "روضة"، إنتِ لو ساعدتيهم نهايتك هتبقي معروفة، هيقتلوكي. 


إرتسم  علي ثغرها إبتسامة ساخرة لتهمس بعدها بتهكمٍ واضحٍ:


-دة علي أساس إن "زياد" مش هيقتلني!


رمقتها بتمعن من خلال إنعكاس صورتها بمرآة المرحاض و لم تستطع الرد عليها، فوجدت وقتها هتافها بتلك النبرة المختنقة لتنهمر دموعها تلقائيًا علي وجنتيها:


-مبقتش فارقة يا "سيدة"، النهاية واحدة في كل الحالات.


كادت "سيدة" بتلك اللحظة أن ترد عليها و لكنها لم تعطيها فرصة، بل خرجت من المرحاض و هي تجفف عبراتها الحارة التي وضحت مدي ألمها الغير محتمل!

____________________________________________

-ممكن أفهم خليتنا نمشي لية!؟...هو إنتَ مش قولت إنك هتعملي أي حاجة عشان إنتَ بتحبني!


صرخت بها "هايدي" بعدما تحرك "نادر" بسيارته من أمام منزل "زياد النويري"، فرد هو عليها بغضبٍ مكتومٍ:


-إنتِ تسكتي خالص، أنا كنت هتأذي بسببك إنهاردة.


إشتعلت حدقتاها بعصبية خاصة عندما لاحظت نبرته العالية التي أصابتها بالإستفزاز، لذا لم تتردد لتصيح بعدها بإهتياجٍ:


-فهمني،يعني إية كنت هتتأذي؟


لم تجد منه أي رد فقط كان شارد بالطريق و كإنه غير منتبه لها، لذا حاولت تجاهله و هي تتذكر كلمات صديقتها العجيبة، لم تكن تتوقع ذكائها الحاد ذلك!؟..كيف إستطاعت التخطيط بتلك الصورة الشيطانية بالرغم من الوقت و ما يحدث لها!؟....و بالرغم من كل شئ إلا إن التردد كان يراودها بلا رحمة....و بالرغم من كل شئ كانت خائفة علي صديقتها الوحيدة التي حذرتها بعدة كلمات!....ما معني إن إختفت بتلك الفترة يجب عليها أن تتوجه للشرطة لتصرح بهوية "زياد النويري" كتاجر مخدرات!؟....أهل سيصيب صديقتها "نورسين" شئ ما!؟...أم إن هناك شئ ما لا تزكنه جيدًا!؟

____________________________________________

إقتربت منهم لتقف بمنتصف المكان صائحة بتلك النبرة العالية ليصوب الناس أنظارهم ناحيتها:


-يا جماعة كنت عايز أقولكوا حاجة.


وجهت نظراتها نحوه ففهم هو ما الذي ستصرح به لذا تمتم بتوعدٍ و هو يهز رأسها برفضٍ:


-إياكي يا "نورسين".


شعرت بتحذيره الذي حاول إيصاله لها بكل الطرق و لكنها لم تهتم بل صاحت بترحيبٍ مزيفٍ و هي تشير ناحية "روضة" ذات الوجه الشاحب، لتشهق الناس بصدمة ملحوظة، بينما "زياد" يستشيط غضبًا بسبب تصرفاتها الغبية الحمقاء بالرغم من تحذيراته لها من قبل:


-عايزاكوا ترحبوا معايا ب "روضة" مرات خطيبي "زياد النويري"، و تباركولها عشان هي حامل!


.....................................................................

الحلقه التاسعه عشر  والعشرون من هنا😘❤️

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1