(الفصل الثالث)
_إعملي قهوة يا ليلى وتعالي هِنا دقيقتين ..
حطيت ستارة المطبخ على شعري وخرجت وشي بس _ مبدأيًا كده القهوة مبعرفش أعملها ، تاني حاجة مش فاضية ياماما ورايا حجات كتير معرفش هي إيه.
بَصتلي بتوعد_ أكرر الجملة ولا هتيجي بالذوق!
_دقيقة والقهوة تبقى عندك يا أُماه.
"لبست إسدالي الأبيض المنقط وخرجت بالقهوة حطيتها قدامه ونفخت في وشه وقعدت"
_أستاذ زين، هو حضرتك تعرفني؟
رد بإستفهام _ لأ محصليش الش..
_ومش هيحصل يافندم
_فندم؟
_إيه عاوزني أدلعك؟
_لأ خالص يا أستاذة ليلى
_مطحونة 8 سنين في كلية طب علشان تيجي تقولي أستاذة بكل سهولة كده؟
_دكتورة ليلى عندك أي أسئلة!
_سؤال واحد بيراودني من وقت ماعرفت إنك جاي النهاردة ، سؤال مش لقياله إجابة، أول سؤال معرفش إجابته طول مسيرتي التعليمية وبعد العُمر ده كله.
بإستغراب_اتفضلي
_ليه اختارتني أنا؟ فيا ايه مميز! "مسكت وشي" ده منظر واحدة حد يبصلها؟ اومال لو مكنتش بنزل الصبح من غير ما اغسل وشي بقى!
_نعم؟
كررت كلامي وانا بضغط على كُل حرف_مبغسلهوش خالص علشان مكسلة ومعفنة.
_والله يا أستاذة ليلى تغسلي وشك تنزلي بيه كده فـ انتِ حُرة لإن ده وشك انتِ.
_أنا خايفة عليك ، الناس هتقول خاطب واحدة مبتغسلش وشها، وانا مرضالكش الإهانة والله.
رد ببرود_هما هيقولو وشك انتِ مش وشي أنا ، يعني اللي هيتهان انتِ مش أنا ، هسيبلك فرصة تفكري وهستنى ردك بكرة " ضغط على سنانه وهو بيكمل كلامه" يادكتورة.
"كُنت عارف إنها قاصدة تطفشني فـ قررت أكمل مش حُبًا فيها لأ بس حاجة جوايا عاوزة تغامر ، تغامر معاها ، مع ليلى ،، مكنتش أعرفها ولا أعرف عنها حاجة .. ليلىٰ جميلة ، ليها كاريزما من نوع خاص وجودها في أي مكان بينوره وبيخلي ليه حِس ، مُلفتة بدون ما تقصد تلفت حد ، طِفلة تبص في عيونها تشوف براءة الأطفال وصوت ضحكتها كمانجات بتعزف"
_يا ماما مش موافقة عليه ، مش عاجبني ، وبعدين رِخم مستلطفتهوش!
_الواد جايلك متشيك لابس الإستايل المُفضل ليكي ، حاطت بيرفيوم يجنن شماه من وهو في أول الشارع ، الساعة والشوز وطريقة الكلام مختارهم بعناية شديدة وتيجي انتِ يابتاعة تقوليلي مش مستلطفاه!
_أنا حاسة إنه عاجبك سيكا ، تاخديه؟
_بت!
حطيت وشها بين إيديا وبصيتلها بحُب_ طب والله ما يغلى على سِت الحبايب.
"وطبعًا علشان أنا رأيي بيتلغى دايمًا في كُل حاجة ومبعرفش أعلّي على سِت الكُل تمت الخطوبة بنجاح"
جالي قدام باب الشقة خبط خبطتين فتحتله بَصلي بهدوء وقالي : اتفضلي ياليلى ..
بإستغراب_ ايه ده؟؟
_الفُستان اللي كان عاجبك يوم مانزلنا نشتري الدِبلة.
_عرفت منين إنه عَجبني؟
_شوفتك مركزة عليه ولما بصيتله شوفتك فيه فـ مترددتش أجيبهولك ، باقي اسبوع على خطوبتنا وأعتقد دي فرصة كويسة جدًا علشان نقرب لبعض فيها .. القاعدة الأولى الميكب ملمحهوش في وشك يوم الخطوبة ..
"سَابني ونزل ، مين قاله أصلًا إني هحط ميكب؟ الميكب ده حجات كتير وفرهدة أنا مش قدها ماله ماسك استاركي أبو 12 ج يعني مش فاهمة وشوية زبدة كاكاو بالفراولة علشان طعمها حلو؟ ،، قال ميكب قال ، مسكين"
يوم الخطوبة كُنت حاسة إحساس مُختلف كإن القفص الصدري عندي محبوس فيه عصافير ملونة بتطوف حوالين قلبي ..
_أنا شايفة إن الجراي حلوة أوي وهتبقى شيك ومظبوطه عليك أكتر من الجَملي ..
_تفتكري!
_أه جدًا وساعة سودة وشوز كمان وبكده كُله هيبقى تمام ..
_بيكِ ، كُل حاجة هتبقى تمام بوجودك ياليلى.
"غمضت عيني وابتسمت بهدوء وبعدين قومت وقفت أبُص على نَفسي في المراية بفُستاني الإسود رغم الإنتقادات اللي هسمعها بخصوص الفستان لكن ميهمنيش كُل ده ، المُهم أنا وهو وبس"
_ليلى! زين برا
"كانت هيّ والقمر واحد ، كُل تفصيلة فيها تشبه لـ لِون جَميل ، وضِحكة طفل ، وطعم القهوة ، وجَو الشِتا ،، كانت أكتر حد مُختلف في وسط كون كُله متشابهات"
بَصيتلها بهدوء وإبتسمتلها_مَبروك انتِ عليا.
"لما خرجت بَرا وشوفته كُنت حاسة بزغزغة في قلبي ، بصيت في الأرض بعد ما إبتسمتله ومشيت جَمبه ، فاجئني بالمأذون قلقت شوية من الموضوع وترددت دقيقتين كده بس بعدها حسيت إن ده أفضل علشان نقدر نتعامل بسهولة أكتر"
_مش هتقوليلي بحبك بقى؟
_بحبك!!! ده حصل إمتى وإزاي وليه؟ لأ أنا مش بتاعة هو انتَ جيت منين حبيتك بالتلاتة والكلام ده! اثبت مكانك كده وايدك جمبك متتحركش علشان متوحشكش ، أمين؟
بُعد ما المأذون تمم كتب الكتاب ضغط على إيدي بهدوء وقالي بإبتسامة " إن شاء الله طول العُمر مع بعض ونبني بيتنا بالوِد"
قبل ما يبني بيتنا بالود بَنى قلبي ، بَدِلني ، مكنش باين عليه إنه متدين ، كان في نَظري شاب عادي مُحترم وبس ، مع كُل خطوة قرب بينا بقيت اكتشفه من قريب ، طِفل وقت التعب ، ضَهر وقت الأزمات ، طَبطبة في الضغوطات والأوقات الصعبة ..
_إيه رأيك في الفستان ده؟
"كنا بنتمشى سوا فـ شوفت أتيلية شدني فأخدته نتفرج ، شاورتله على فُستان مَفتوح من الضَهر "
رد بتوهان_ أوبااا ، أنا شكلي نسيتهم.
_هُما ايه؟
_القرون! إزاي متفكرينيش ألبسهم وأنا نازل بس!
_أنا مش بهزر ، دي ليلة في العُمر ، فـَ ليه لأ؟
مسك إيدي وسحبني برا الاتيلية بهدوء_يلا ياليلى ربنا يهديكي ..
"وطبعًا كـ أي بنت مصرية بيجري في عروقها نكد يشوبه العياط والشحتفة على الفاضي وعلى المليان ، نكدت عليه الخروجة وعيشته ورَوّحنا."
_ربنا يهديني؟ ليه يعني هو أنا مجنونة!!
_إهدي ياليلى ووطي صوتك علشان يومك يعدي.
رديت بعصبية وصوت عالي_ متقولش إهدي!! أنا هادية أصلًا.
_يابنتي ده عم إبراهيم اللي في الشقة اللي تحت صحى على صوتك! هادية إيه ونيلة إيه بس!
_ ......
_هي ربنا يهديكي بتضايق أوي كده؟ طب تعرفي! الرسول كان بيدعي دايمًا ربنا يهديه ،، دي من الدعوات الثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم .. شوفتي إنها مش بتتقال على المجانين بقى؟
_أه ، طب فهمني إنتَ معترض ليه؟ ده هو يوم واحد نقضيه بطريقتنا ، ليه بتعقدها أوي كده؟
_مُعترض علشان الجواز ده مش إجتهاد شَخصي ده نِعمة ربنا بينعم علينا بيها ، المفروض إن لما حد بيساعدنا أو بيدينا حاجة بنحبها بنقوله ايه؟
بإستغراب_شُكرًا بنقوله شكرًا ، ده ايه علاقته بكلامي بقى؟
_الشكر ده يعني امتنان ولما بنمتن لحد بنقوله ده بطريقة كويسة وبنبين امتناننا ده في أفعالنا قصاد الشخص اللي قدامنا ، ده نفس المبدأ ربنا ادانا حاجة حلوة وهي اننا عرفنا بعض وهنتجوز! يسرلنا أمورنا لدرجة إني قدرت أجيب شبكة وشقة وأعمل خطوبة وأهو هعمل فرح وأشيل مسؤلية ، إننا نكون مع بعض دي حاجة حلوة ولا وحشة؟
_حِلوة..
_يبقى نقوله شُكرًا ، شكرًا دي بالأفعال يعني نعمل فرح عادي جدًا منصرفش فيه 50.000 جنيه في قاعة وفستان وحجات غالية إسم بس رغم إن في حجات تانية تأدي دورهم بطريقة أبسط وأهدى ومُفرِحة برضو ، نحِد كُل الحجات اللي ممكن تزعل ربنا علشان يباركلنا في يوم زي ده ، ولا إيه؟
"اقتنعت بس كنت متشتتة ما أهو أنا مش أقل من حد ، عاوزة فرح زي أي بنت حَس بتوتري فـ قالي"
_عارف إنها ليلة في العُمر وأحلى ليلة ، مسمعتيش عن عريس مات يوم فرحه؟ أو العكس! تخيلي وانتِ لابسه فستان عريان أمة لا إله إلا الله بتتفرج عليكي وعلى شكلك في الميكب والضوافر وبتتمايلي كده وكده على الأغاني موتي؟ هتقدري تواجهيه؟
"عَلمني فَن الشُكر ، وإن شُكرًا مش كلمة بس لأ دي أفعال ومواقف ، بيقولوا القلوب بيوت وأنا أخدت أحلى وأدفى بيت"
"يوم في الفَرح في الفيريست لوك أنا اللي لفيتله علشان أشوفه ، كُنت ملهوفة أوي أشوف البدلة السودة فيه مع ساعته والبيرفيوم بتاعه المميز ، كُنت ملهوفة أفصصه كده ، كان كُل مرة بيبهرني أكتر، ليه طَلّة تسحِر"
النهاردة وبعد سنتين جواز ربنا ابتلاني وشيلت الرَحم وبكده أنا مُستحيل أبقى أم في يوم ، كِتفه كان ساندني وقت ما كتافي كانت اتخلعت تمامًا وكان لي ضَهر وقت ما ضهري اتقسم نُصين ، رُزقت حُبه فِعلًا ، محسسنيش مَرة إني ناقصني حاجة ..
_طب انتِ زعلانة ليه دلوقت؟
_علشان انتَ مش هيبقى عندك طفل!
_طب ياستي هو انا اشتكيتلك ده انتِ رخمة أوي،روقي كده أنا عندي أجمل طِفلة في الدُنيا ..
وفي سهرة لطيفة بصيتله وسَرحت عيشنا قَد ما عيشنا وكان بيجي علينا أوقات من كتر الضغوطات والظروف كنا بنمشي في البيت نتنفخ في وش بعض لكن مافيش مرة هونت عليه ، مافيش مرة نمت زعلانة ، مافيش مرة اتعصب عليا وقال كلام مااحِبش أسمعه ، كان ليّن إذا غَضب ، أنا أخدت نَصيبي الحلو من الدنيا كُله فيه ، بَصلي بإبتسامة هادية وقالي " انتِ أجمل سِت في العالم أو عمومًا إنتِ أجمل ما رأيت بنت! بيت ، حتى في جنانك ياستي ، عصبيتك ، افراطك المُدهش في أيام عُزلتك وأنا اللي خارج من جيوب حنيتك بضحك لأيامي اللي جاية"