(الفصل الرابع)
_مافيش كُنت خارجة من الشغل مستنية أي مشروع علشان أركب وأروّح ومرة واحدة لقيت صوت عالي وواحد ماسك واحدة من دراعها فـ ..
_فـ روحتي إتخانقتي معاه وجيبتيلي مُصيبة وجيتي!
_لا لأ
_بنتي اللي كَبرت وعقلت حبيبة ماما ، هي دي ليلى بنتي..
بلا مُبالاة_سفخته حتة قلم على وشه الشارع كُله يحلف بيه.
ردت بخضة_يامصيبتي!!
_لأ وخُدي الكبيرة بقى اللي هتخضك أكتر وأكتر ، اللي اتضرب بالقلم ده زين مُديري في الشُغل.
"من بعد ما بابا مات وأنا نزلت أدوّر على شُغل في أي مكان ، أي شركة ، إن شالله لو كشك في الشارع ، مكنش ينفع أنا أقعد وأمي تنزل تشتغل ، غيبوبة السكر ممكن تجيلها في أي وقت وتجنبًا لأي ضرر وبعد مجهود كبير قدرت أقنعها إني هقدر أشيل ،وعلشان ربنا دايمًا كريم إشتغلت في تخصصي ، وقع في إيدي إعلان إن في شركة محتاجين فيها مهندسين ديكور ولحُسن الحظ اتقبلت في الإنتر ڤيو"
_البشمهندس زين عامل إجتماع كمان نص ساعة علشان نتناقش فيه في المشاريع الجديدة ..
"حاسة إن قلبي وقف وبطني وجعتني سيكا"
_ليلى .. ليلى!!!!
_إيه! مش معقول النص ساعة عدت هوا كده! لا مش عاوزة أروح هاتولي ماما
''

_ماما؟ ماما إيه ياشحطة إنتِ! مالك مش على بعضك ليه؟
_باين عليا؟
غمزتلي_ هو حلو وزي القمر أه، بس ياخد قلب ليلى لدرجة إنها تتوتر من مقابلته دي اللي غريبة.
_ياخد قلب ليلى! قومي يابت إتكلي على الله من هنا..
وإيه المشكلة يعني أنا هدخل كده عليه زي الأسد ويعمل اللي يعمله ، هيعمل إيه يعني!
_بَشمهندسة!
_يانهار إسود!
"فضلت واقفة بالجمب زي ما أنا لزقت مكاني متحركتش"
كمل كلامه_فين ورق المشروع؟
_د د دقيق دقيقة هجيبه وهاجي..
رجعت جيبت الورق ودخلت في اللحظة اللي كان بيتكلم فيها في الموبايل وباصص من الشباك فمشافنيش الحمد لله ..
_عاوز أسمع رأي كُل واحد فيكم ووجهة نظره في تطوير المكان المُتفق عليه لإقامة مشروعنا ، هسمعكم بالترتيب ..
"بالترتيب؟ ياميلة بختك ياليلى ، يا قلبك اللي هيقف ياليلى ، ياكرامتك اللي هتتسرسب في الأرض ياليل.."
_إتفضلي يابشمندسة
بتوتر_حالًا وهسرسبلك المشروع ، هشقلبلك الموضوع ، هـ ...
_إنتِ كويسة؟
_أه، لأ ، أه أه
في اللحظة دي رفعت وشي فـ شافني ..
بَص في عيني بـ شَر _ اتكلمي يابشمهندسة ولا مبتعرفيش!
"قولت فِكرتي اللي عجبته جدًا والغريب إنه مأبداش أي رد فعل على موقف إمبارح ، معقول يكون نسى؟ جاله زهايمر! طب يارب يكون جاله زهايمر".
"استنيته بعد الميتينج ما خلص يقول حاجة، يرفدني ، يردلي القلم حتى لكِن محصلش قال جُملة واحدة بس"
_بشمهندسة ليلى!
بصيتله بتوتر_ هه!
_الشاطر اللي يضحك في الآخر ، وأه انتِ شاطرة بس مش أشطر مني ، اتفضلي.
"طول الطريق وأنا بفكر هقدم إستقالتي إزاي وأنا محتاجة الشغل ده! ببص جمبي لاقيت بنت بتبيع ورد ولسه بتعدى الطريق العربية فرملت على آخر لحظة .."
_والله عال ، رجعالي البيت الساعة 11 ليه؟ ما كُنتي تباتي بره أحسن؟ وعربية مين اللي رجعالي فيها دي؟ انتِ بتعرفي شباب يابت!
_شباب؟ والله ولا حتى بنات ، ماتفتحيلي الباب ياماما ولا هتكلميني من الشُراعة كتير كده!
_مش فتحالك ياليلى إرجعي مكان ما كُنتي، أنا قيلالك مبدخلش حد البيت بعد 8
_ حد إيه ياماما أنا بنتك ، وحدي الله بس ودخليني وهحكيلك..
بصتلي بنفاذ صبر وهي بتبصلي من تحت لفوق_ قولي حالًا كُنتِ فين وإلا هدبحك وأشرب من دمك
_أصل شوفت واحد كان هيخبط بنوتة صغننة وكان ماسكها من إيدها جامد..
_طب سيبها بس وإيدك لاتوحشك
_نعم ياحلوة؟
_الحلو في التلاجة ، وقصّر علشان مقطعش الشبشب على وشك دلوقت.
_يامصيبتي السودة وبعدين؟
بعدم إكتراث_ولا قبلين طلع أمين شرطة ..
_ادخلي يختي بتتعدي على أمين شرطة وهو ببدلته العسكرية؟ ده انتِ قادرة!
_يعني هو انتَ حضرتك يعني مشكلتك في البَدلة؟ خلاص ياسيدي هاتها أخلي أمي تغسلها وتكويها ، عداني العيب أنا كده؟
_وكمان بتهزري؟ ده انتِ هتشوفي يوم متحلميش بيه.
_يخربيتك انتِ بتعملي إيه هنا؟
_هو إنتَ!
الظابط بإستغراب_انتَ تعرف البت دي يازين؟
_أه للأسف ، هي عملت إيه؟
_اتعدت على أمين شُرطة!
بَصلي بذهول وقالّه_طب عَندي أنا الموضوع ده خلاص ..
بصيتله بلا مُبالاه_بقولك إيه بلا عندك بلا عندها متقرفونيش خلصوني علشان خُلقي يادوبك.
"معرفش الشجاعة دي بتجيلي إمتى ومنين رغم إني أكبر خوافة ، بس للأسف لساني دايمًا مسحوب مني"
ماما بنفاذ صَبر_قوليلي أعمل فيكي إيه؟
_نيميني ، عاوزة أنام ننه هُو علشان مفرهدة جامد أوي بجد.
_قَهوتك ياليلى..
_هو بشمهندس زين جوه؟
_أه قدامه تِلت ساعة ويمشي
"استجمعت كُل الشجاعة اللي في الدُنيا ورتبت كلامي كويس جدًا ، ويارب لساني يتعدل ويسلك كده علشان نخلص"
خبطتين ،، وبعدهم خبطتين ، هو شايفني في الكاميرا ومبيقولش إتفضل كمان!
_ده إيه قلة الذوق د ...
"كان فتح الباب في اللحظة دي"
_كُل يوم كده الإنسان يقابل حجات قليلة الذوق وحجات غريبة كده والله و ..
بَصلي بتركيز_كُنتي عاوزة حاجة!
بتوتر_لأ ، أه ، لأ يخربيتك ياجدع!
_نعم؟
_والله ما قصدي انتَ ، بشتم لساني والله ، بقولك إيه بص! دي استقالة ، بتاعتي ، استقالتي ، انا بقدمهالك ، بص أنا جاية أقدملك استقالتي ، وامضي هِنا علشان عاوزة أمشي أروح عند ماما دلوقت.
"مش شُجاعة أبدًا ، بعمل مشاكل الدنيا مع أي حد ، مبسكتش على ظُلم حد لحد ، مبسيبش حد يتكلم عن حد وحش قدامي ، بواجه العالم لكن برجع أخر اليوم دموعي بتعلّم على المخدة ، أنا ببقى مرعوبة من جوه في كُل موقف بواجهه ، دايمًا بتظبط معايا وبقدر أواجه وأحيانًا خيبتي بتبان زي ما حصل في مكتبه كده بالظبط."
_اقعدي ياليلى واشربي ماية..
بعياط_عاوزة عصير فراولة
_عصير فراولة إيه يابني أدمة انتِ دلوقت! احنا في إيه ولا في إيه! عاوزة تقدمي إستقالتك ليه؟
_علشان انتَ شرير وهتردلي القلم اللي سفختهولك قدام الناس!
ضيق عينه بعصبية_ بس أنا متكلمتش في الموقف ده.
ببراءة_علشان انتَ طيب؟
_يعني أنا دلوقت طيب ولا شرير؟
_انتَ طيب بس شرير
_ها عنده كام سنة؟ بيحب المكرونة بالبشاميل فراخ ولا لحمة! أما أنا بقى هعمله شوية بامية باللحمة إنما إيه حكاية! ليلى؟
بنفاذ صبر_ نعم ياماما؟
_يابنتي هو أنا بكلم نفسي! انتِ كمان مبترديش عليا وبتبجحي! منك لله ياليلى انتِ مش بنتي لأ
_أنا بقول أقوم أنام علشان عندي شغل بكرة.
بعد يوم طويل مليان شُغل وإرهاق وأخيرًا باقي دقيقتين وأسلِم شُغلي وأروّح بيتي ، ياه أحلى حاجة بتحصلي اللحظة اللي بترمى فيها على السرير دي وأسحب في النوم ..
_إستني، هاخدك على طريقي.
بصيت حواليا ملقتش حد_ بتقول حاجة يابشمهندس!
_بقولك اللي سمعتيه.
_ليه شايفني سكرتيرة سيئة السُمعة ولا علشان يعني انتَ مُديري في الشغل المفروض أوافق وهيء وميء و....
"لاقيت صوت خارج من موبايله فجأة كده : ماتتكتمي شوية ها ، اتكتمييي شوية وانجزي"
_الصوت ده أنا عرفاه.
_دي مامتك.
_مامتي؟ ست الكل! طب والله هي لأ ورقمها عندك كمان وريني كده! فعلًا رقمها ، الله ، متقولش إنك قريبنا من بعيد ولسه راجع من السفر وبالصدفة ياعيني إكتشفت إنك أخويا في الرضاعة وإن أمي دي ...
_ماتفصلي! دي التلاجة بتفصل.
"معرفش بيعاملوني كده ليه الحقيقة ده أنا حتى كلامي قليل"
_اتفضل يابشمهندس ، اتفضل يازين يابني " شدتني من دراعي بقوة" إوعي انتِ إوعي خلي البشمهندس يدخل.
_هو مين اللي إبن مين؟
"مش مهم ،معنديش فضول من أي نوع أعرف سر زيارته السعيدة دي فقررت أنام لإني اتسحلت جامد النهاردة "
_انتِ بتعملي ايه؟
_نايمة ، ولا بلاش أنام كمان!
_أومال اللي جاي بره ده جاي يقعد مع أمي؟
_لا مع أمي أنا ، فـ اطلعيله بقى وسيبيني أنام في هدوء
_بشمهندسة ليلى!
_أيوة؟
_البشمهندس زين عاوزك.
هزيت دماغي بـ ماشي وقومت خبطت خبطتين سمحلي بالدخول ..
_خير يابشمهندس!
_شعرك.
_ماله؟
_يتغطى
_وانت م...
قاطعني_تتكلمي لما أكون أنا خلصت كلامي ، وفين يونيفورم الشركة؟
_مش بحبه.
_بكرة تيجي زي ما أنا قولت بالحرف ، سمعاني ياليلى!
"سمعاني ياليلى نينينيي ، تاني يوم لبست اليونيفورم قال يونيفورم قال رايحة المدرسة أنا ، منك لله يازين ، بس مغطتش شعري ، شعري قصير لبست كاب متشقلب زي الشمامين ونزلت! هي شركة تُحترم وكُل حاجة بس لازم التاتش بتاعي"
_هي حلوة أوي كده؟
_جَميلة يا ماما ، حد كده محصلش ، حاجة مشوفتش زيها قبل كده بريئة جدًا ، لسانها طويل ولمضة بس طفلة جدًا ونظرة واحدة بتخليها مُرتبكة ومش عارفة تتصرف ، كُل تفصيلة فيها مش شبه التانية عنيها بريئة براءة الأطفال وشعرها القصير مبين قد إيه هي ليدي ، وضحكتها النادرة أوي لو حصلت دي مع غمازاتها ، ده غير إن شخصيتها ميكس كده ، بصي انتِ تحسيها مكركبة لكن حلوة.
"قلبي بدأ يدق من جديد ، أول ما بشم البيرفيوم بتاعه وأعرف إنه وصل الشركة بتشتت وأرتبك جدًا ، لو طلبني في المكتب يناقشني في حاجة من توتري بحس إني عاوزة مترجم يترجملي كل كلمة بيقولها ، أنا عمري ما اتوترت في وجود حد كده"
_يعني إيه؟
_يعني مش عاوزة أكمل في الشركة ، عاوزة أستقيل فيها إيه؟
اتعصب_وأخر مشروع ده اللي انتِ مسكاه ومخططاله.
_حد تاني يكمل مكاني ، الدنيا مش هتتهد يعني ، وبالنسبة لأفكاري أنا مستغنية عنها.
"هي مستغنية عن أفكارها وعن وظيفتها وعن المركز القيادي اللي وصلتله بشطارتها بعد ما كانت موظفة عادية ، بس أنا مش مستغني عنها ، مش مستغني عن شوفتها كُل يوم"
_ماشي ياليلى موافق على استقالتك ، تقدري تسيبيها وتتفضلي.
"كُنت مُتخيلة إنه هيمسك فيا أكتر من كده ، أو حتى يقولّي إن الشغل هيقف من غيري أو إن مافيش حد هيقدر يقود المشروع اللي أنا مسكاه غيري ، كُنت فاكرة إني ليا أثر أو ممكن يضايق لغيابي ، بس الدنيا كده وأنا هفضل طول عمري عايشة اتلطش على وشي وكُل مرة بعتقد فيها إني مهمة عند حد بكتشف إن الشجرة أهم مني على الأقل الشجرة بتاخد ثاني أكسيد الكربون من الجو وتطلع أكسچين للتنفس."
_اتأخرتي بره كده ليه ياليلى!
_كُنت بتمشى شوية والوقت سرقني معلـ .. ،، _عيني وقعت عليه _ انتَ! جيت إمتى وليه؟؟
_أنا كلمته أسأله لما معرفتش أوصلك ، بحسب إنك بتشتغلي وقت زيادة قولت أسأله..
بصيتله بهدوء_شُكرًا يابشمهندس ، معلش تعبناك معانا.
_لو انتِ فاكرة إن إستقالتك دي هتمنعني أشوفك ، وهتخليكي تهربي مني تبقي بتحلمي ، أنا مبفرطش في حاجة عيشت بيها ، كفاية إن طلّتك كُل يوم عليا كانت بتخلق جوايا شُعاع أمل جديد ، كُل مرة كُنت بشوف حماسك كُنت بحس إن في طاقة جوايا أنا ، قولتلك الشاطر اللي يكسب في الآخر وانتِ طلعتي أشطر وعرفتي توقعيني ، معرفش أنا إمتى حبيتك كده وليه؟ بس اللي أعرفه إني طول الفترة اللي فاتت دي كُنت عايش بيكي ،تقبلي!
_أقبل إيه؟
_أعيش بيكي اللي باقي من عُمري!

في الخلفية كان عَمرو حسن بيهتف بنبرة عالية بكُل حُب "كان قلبي يوسع لما بتزُورني وإن هي تُهجرني، تهجرني روحي وتمشي تتبعها" )