(الفصل الخامس)
_صَباح الخير ياليلى ..
بنعاس_صباح النـ .. ، هو انتَ مين يارايق؟
_يابنتي أنا زين جوزك ، مش معقول كل يوم كده!
_جوزي منين يعني! واتجوزنا امتى إحنا؟
_ياليلى ياليلى انتِ حامل وهتولدي الشهر الجاي ياليلى.
_أه صَح انتَ جوزي فعلًا ، علشان انتَ لو مش جوزي مكنتش هتعرف إني هولد الشهر الجاي واضحة يعني!
_يعني نومي جمبك ميثبتش إني جوزك؟
_تؤتؤ ، علشان عارف إني هولد الشهر الجاي.
"كُل يوم بَصحى أستهبل عليه ، هو فاكر إن دي طبيعة الحوامل إنهم لما يصحوا من النوم يجتاحهم هالة من الزهايمر كده ، زين طيب وبيصدقني ودي مُشكلته ، ربنا وقعه فيا ، في شر أعماله ، وده من نيته السودا"
_بتقول حاجة ياحبيبي؟
_بقولك فين اللبس ياليلى؟
_لبس إيه!
_اللي كان هِنا "وشاور ع مكان في الدولاب".
_معرفش يازين مشوفتش لبس ، إلبس أي حاجة غير البدلة دي!
بص في عيني بتركيز_وانتِ عرفتي منين إنها كانت بَدلة؟
اتوترت_توقعت يا أخي ايه مبتتوقعش!
_لأ بتوقع طبعًا ، أنا مجهز البدلة دي من بليل وكانت هنا ، البدلة فين ياليلى!
اتوترت_ م م معر فش
رد بخُبث_متعرفيش؟ طب أوكاي مافيش مشكلة هلبس حاجة تانية.
"خبيت البدلة علشان بيبقى شكله حِلو أوي فيها وأنا مش بحبه يمشي حلو في الشارع ، بس هو طلع أذكى مني ولبس حاجة كلاسيك وكان أحلى فيها من البدلة! طب أبلعك يعني؟"
كنت بتحرك ببطء وأنا بقربله_قهوتك.
بَصلي وهو بيشرب_عُمرك ما فشلتي تعمليها حلوة ، بتعمليها إزاي ياليلى؟
_مش عارفة ، بس أنا عُمري ما كُنت بعمل قهوة قبل كده ، وأول مرة عملتها كانت ليك في بداية جوازنا ، وقتها إنتَ فضلت تشكرلّي فيها ، أنا بعملها بكُل حُب فـ بتطلع كده!
باس إيدي بهدوء_ انتِ دفا البيت ياليلى ، وكُل حاجة انتِ مش فيها بَرد.
"زين مبيعرفش يعبر عن حُبه ليا أوي ، مش أكتر حد رومانسي ولا أفضل حد يحتوي ولا أشطر حد يطبطب ، بس دَافي ، نظرته بتعوضني عن أي كلمة مقالهاش ، عينيه دايمًا بتتكلم ، مكنتش أعرف إني هحبه كده"
_أنا بولد يااازيين إلحقنااااي.
اتخض_ ط طب يلا يلا نلبس وننزل ..
"كان بيلف حوالين نفسه حرفيًا في ثانية إلا ثانية صحى من نومه فايق بيدور على هدومه في الكومودينو اللي جمب السرير"
_انت بتدور على ايه؟
_بلبس علشان ننزل يالـ ..
"كان استوعب إن الكومودينو مافيهوش لبس أصلًا لإن اللبس في الدولاب سبحان الله ، وكان استوعب أكتر إني بستهبل عليه"
_استنى بس متقفشّ كده!
_مسمعش صوتك ياليلى النهاردة خالص سمعتي؟
_زين والله كنت بهـ..
قاطعني بعصبية_سمعتي؟؟
"إداني ضَهره ونام وأنا فضلت أعيط ، يعني مش مكفيني إني مصحياة الساعة 3 الفجر علشان استظرف لأ وكمان بعيط مني لله والله ، دقايق ولف وشه ليا ومسك ايدي طبطب عليها بهدوء من غير ولا كلمة ويكأنه بيراضيني يعني."
_أه ياازيين منك لله.
_حتى وانتِ بتولدي لسانك طويل!
_هموت ياللي حسبي الله ونعم الوكيل فيك همووت.
"كُنت ماسكة في دراعه جامد وبشِد هدومه وشعره ووشه ، الواد بقى عجوة ياعيني"
_إهدي ياليلى هانت خلاص
_أهدى! طلقنااااي ، مش عاوزة أولد ولا عاوزة أتجوزك تاني.
_طب إهدي بس لما نخلص وبعدين متبقيش تتجوزيني تاني ، بس إيه ده انتِ مناخيرك صغرت مرة واحدة كده ليه؟
رديت بتعب_بجد يازين! يعني مبقتش قد الطبق؟
_وهو في طبق حلو كده برضو؟
"طبع بوسة على جبيني في اللحظة دي البنج كان عمل مفعوله ومحستش بأي حاجة تاني"
أول حاجة فتحت عيني عليها كان هو ، كان قاعد على كُرسي جمب السرير ماسك إيدي بإيد وماسك المصحف في التانية ..
_شوفت إبننا؟
_لأ.
جيت أقوم مقدرتش فـ قعدني كويس_ ابني في حاجة يازين؟
_لأ ياليلى الحمد لله الممرضة قالت إنه بخير ، أول ما غيبتي عن وعيك وبعدها ولدتي كُنت فاكر إني ههتم بإني أدور على البيبي وأشيله ، بس أنا مهتمتش بحاجة غيرك انتِ ، كُنت قلقان عليكي لمجرد إنك قافلة عينك كُل الوقت ده رغم إن مافيش دكتور شافك و مقالش إن حالتك كويسة ، كُنت قلقان أوي علشان عندك الضغط كُنت خايف يحصلك حاجة ، مقدرتش أهتم بـ حد غيرك ياليلى ، ابننا أشوفه بعدين ، بعد ما أشوفك انتِ.
"زين فيه طبع الحنية ، كان مُقدِر إني معنديش أهل وإني اتربيت في ملجأ ،، عُمره ما حسسني بـ ده بالعكس كان هو أهلي وناسي ، مقدرش ياخد أجازة من شغله بس كان كُل يوم يصحى بدري عن ميعاد شغله ساعة ينضف البيت ويعملّي فطار خفيف ويصحيني أفطر وينزل هو ، كانت أكبر صدمة ليا وقت ماعرفت إن جاله كانسر ، دي المرة الأولى اللي الواقع يلطشني فيها بالقلم على وشي"
_طب انتِ بتعيطي ليه دلوقت ياليلى بس؟
ببراءة وأنا ماسكة فيه_علشان انتَ هتموت وتسيبناااا.
_حالًا موتّيني؟ ما أنا عايش أهو ، وبعدين ما الدكتور قال إنه حَميد ، يعني كام جلسة ولو الامر يستاهل هيبقى عملية والدنيا هتخلص!
_انتَ بتتكلم ببساطة كده ليه! ده كإن عندك صداع؟
_تعرفي نِعمة الحمد!
_الحمد؟
_أه الحمد لله ، ما دي نِعمة إسمها نعمة الحمد ، النعمة دي مبتبقاش موجودة عند أي حد ، بتبقى عند الناس الصابرة الواثقة في الله الراضية بقضاءه ، أنا جالي ورم حميد غيري كتير جالهم خبيث! أنا جالي مرض ما لكن عندي بيت كويس بيأويني وعندي زوجة زي القمر وعُمر صغنن عامل حِس للبيت ، بنعرف ناكل ونلبس وبنقدر نقوم ندخل الحمام من غير ما حد يسندنا ، بنخرج ونسهر برا ، يبقى الحمد لله ولا لأ؟
_الحمد لله على وجودك معايا يازين قَلبي))'
"عُمر كان بيكبر قُدام عيني ، كُنت شيفاه وهو بيحبي لحد ما قام وقف ووقع ولحد ما اتعلم المشي ، أول كلمة ماما ، وأول بوسة في الهوا ، وأول ضِحكة بصوت ، وكف الإيد والعيون والشفايف الصغننين بدأو يكبروا ، وزين كمان كان خير أب ومُعلم وصَديق"
_بتفكر في إيه؟
_عُمر بيكبر ياليلى ولازم نأمنله مستقبله واللي جاي قد اللي رايح ، أحسبها من هنا تبوظ من هنا ، مبقتش عارف ألاقيها منين ولا منين!
_تعرف نِعمة الحمد!
_أه بعرف أحمِد ربنا على وجودِك كويس أوي.
"سندت راسي على كِتفه في اللحظة اللي كان جاي فيها صوت عمرو حسن من البلكونة اللي جمبنا بيردد بحُب:
راجِل في وقت الضيق وصديق ما بعده صديق وطريق إذا مشيتيه هتلاقي فيه نَفسِك".