(الفصل السادس)
_لو سمحت ياكابتن.
حرك عنيه ناحيتي_أيوة؟
_انزل.
_نعم؟
رديت بنفاذ صبر_بقولك انزل.
_ليه خير ان شاء الله
_الفرس ده بتاعي ، ومحدش هنا غيري بيتدرب عليه.
_وأنا جايلي مزاج أتدرب عليه ، ودلوقت.
بصيتله بتركيز ومشّيت إيدي على وش الفرس وكلمته بصوت هادي جدًا ، فتحت ايدي أَكل مُكعبات السكر ، رجعت بصيت تاني للإنسان المستفز ده وضحكت بسخرية ومشيت.
_ليلى! انتِ سيبتيله ياسمينا كده عادي؟
ضحكت وأنا مركزة في كوباية القهوة_ياسمينا مش هتتحرك بيه أصلًا.
_انتِ ياا
من غير ما أبصله_أستاذة ليلى.
_الفرس مبيتحركش ليه؟
_ماتسألها.
_قومي حركيها
_وحضرتك اتشليت يعني؟ مبتعرفش تركب خيل داخل هِنا ليه؟
بصلي بتركيز_مكنتش حابب إن ده يكون أول لقاء بينا يا ، أستاذة ليلى.
_والأخير إن شاء الله ، قول إن شاء الله.
_ليلى ، ده زين ابن...
_ابن صاحب الإسطبل ، عارفة، بس من امتى وانتِ تعرفي عني إني بخاف من حد؟
أه بالمناسبة السمسار جابلنا شقة ، بيقول إنها حلوة جهزي نفسك هنروح نشوفها ، مش هنفضل صارفين مرتبنا على الأوتيلات كده.
_الشقة حلوة جدًا ، ايه رأيك ياندى؟
_فعلًا الشقة حلوة جدًا
بصيت لبلكونة في وشي_ زفت، الشقة دي زفت ومش عاوزاها.
_ليلى! انتِ مجنونة؟ ماكانت حلوة دلوقت.
_ورجعت في كلامي أنا حُرة ياستي، أنا عجباني الإقامة في الأوتيلات.
نزلت أشتري أكل علشان التلاجة طبعًا فاضية ، وست ندى ماصدقت وصلت الشقة وشافتها مسكت فيها واتخمدت ، هو أنا عملت ايه وحش في حياتي يارب علشان أشوف نفس الشخص مرتين في نفس اليوم.
_مش تحاسبي!
_لا حول ولا قوة إلا بالله ، انا أكيد أمي دَعت عليا في ساعة إستجابة ، ماهو مش معقول أصطبح بوشك الصبح وتأريف مزاجي ، وأشوفك ساكن في البلكونة اللي في وشي وبينا كام متر ، وأخبط فيك دلوقت ، أكيد أنا عملت ذنب وربنا بيعاقبني بيك.
مشيت قبل ما ينطق بكلمة دخلت السوبر ماركت اشتريت كُل احتياجاتنا ، وأنا راجعة لقيته واقف في جَمب بس شكله مكنش مُتزن نهائي.
قولتله بتردد_كابتن، في حاجة؟
_وانتِ مالك!
_أما إنك قليل الذوق صحيح و ..
عينيه بدأت تغمض وجسمه بدأ ينهار ، بدأت أهزه جامد مكانش بيفوق ، حتى البرفيوم مكانش معايا ، حظه مهبب ، وقفت تاكس وروحنا أقرب مُستشفى.
_يا مدام هو كويس ، اللي عنده دي غيبوبة السُكر بس.
_مدام مين؟ أنا مش مدام حد
في اللحظة دي كان بدأ يستعيد وعيه_انتِ مش قادرة تفصلي حتى في الأزمات؟
_أصل بيقولّي مدام.
ضحكلي بإمتنان ، قولتله بهزار_لأ متُشكرنيش لأ ، ولا تعتذر عن فعلك الزبالة بتاع الصبح ده ، متبوسش إيدي أبدًا لأ.
قالّي بتعب_ شُكرًا يا أستاذة ليلى ، وأنا أسف على أي فعل حصل مني.
وغمض عيونه ونام من التعب، كان ممكن أسيبه وأمشي وهو كبير كفاية يقدر لما يفوق يروّح لوحده بس حاجة جوايا صممت تفضل ، كان مغمض عينه وشعره بيطير بفعل الهوا ، كان زي الأطفال.
_صحيت لقيتها نايمة جمبي على الكُرسي وإيديها على خَدها ، كُنا المغرب ويادوب جيبتها وجيت ، هي في الشقة اللي في الوش دي يا أمي.
_بنت حلال والله ، كده يازين متجيبهاش عندنا تتعشى معانا وتشكُرها، تقول علينا إيه بقى دلوقت؟
_عزمتها على العشا في مطعم وكمان ساعتين بالظبط هكون بشكُرها يا أمي.
_رايحة فين ياليلى؟
_أصل...
_وكنتي فين طول اليوم ياليلى! نازلة من 12 الضهر رجعالي قبل العِشا؟
_ياندى أصل...
_أصل إيه؟
بعصبية خفيفة_ هو انتِ سيبالي فُرصة أقول ولا أتكلم؟إوعي من وشي خليني ألبس هتأخريني!
_وإيه ده إن شاء الله ، فُستان؟ ليلى وفستان! عيشت وشوفت والله.
أول ماشوفتها نازلة من العمارة بفُستانها القصير وشعرها الإسود اللي مغطي أخر رقبتها ، قولت لأ مش هي ، مش دي البني أدمة اللي بتلبس بناطيل چينز وتيشيرتات وكاب!
قادرة بكُل أوضاعها تِسحِرَك ، بتتحول من بنت بميت راجل لبنت بقلب طفلة وجمال سِت في نُص العشرينات ، سِت ومش أي سِت دي ليلى.
كان شيك أوي كإنه رايح يتقدم للبنت اللي بيحبها ، كانت كُل حاجة فيه بتكمل بعضها تسريحة شَعره وريحة البيرفيوم والساعة، استايل اللبس ، وبوكية الورد!
_ده ليا؟
_دي أقل حاجة أشكُرك بيها على اللي عملتيه معايا النهاردة.
_معملتش حاجة يابشمهندس والله ، ده واجبي.
طول الطريق بهرب من نظرات عنيه اللي محاوطاني ، طول الطريق ببص من الشباك وهو يبص للطريق دقيقة ويبُصلي 3 دقايق.
_هو مَطعم يُحتَرم وكُل حاجة، بس مش هنزل ولا هدخُله.
بإستغراب_ليه؟
_مش بحب المطاعم ، في بتاع كِبدة قريب من هنا بيعمل كبدة حلوة أوي ، هتعجبك ، تيجي؟
_رغم إني مجربتش قبل كده ، بس مافيش مانع، يلا.
كان بياكُل بنهم شديد وبيبصلي _عندك السُكر من إمتى؟
_وراثة ، وارثُه من أمي.
_بتجيلك غيبوبة السكر كتير؟
_مش دايمًا ، لما باكُل أكل المفروض ماكُلهوش، أو لما بكون مضغوط ، متعصب، زعلان.
_حلو الوَرد
ركز في عيني_مش أحلى منك ياليلى.
_يلا نمشي علشان الوقت اتأخر.
_نامي ياندى وسيبيني أنام أبوس إيدك عندي تدريب الصبح علشان المُسابقة فاضلها كام يوم
_مافيش نوم ياليلى غير لما أعرف مين اللي كُنتِ معاه ده، لأ ولا الورد اللي يجنن ده! اصحي فهميني بدل ما أرقع بالصوت ألم الناس.
بنفاذ صبر_ده زين.
_أيوة زين مين؟
_زين اللي شوفناه في النادي الصبح ، اللي نرفزني.
_طلب ايدك؟
_لأ
_طلب رقم عمو علشان يخطبك؟
_لأ
_أومال؟
_طلب تسيبيني أنام.
_صباح الخير ياليلى.
_زين ، جاي النادي بدري ليه؟
_بحب أجي في الوقت ده كُل يوم أفطر هنا ، تحبي نفطر سوا؟
_عندي تدريب حالًا مش هينفع ، وبعدين أنا مش بتاعة كيك وشاي! أنا بفطر فول من العربية اللي في وش النادي يامعلم.
معلم؟ هي دي ليلى؟ هي دي الـ lady اللي كانت معايا إمبارح؟
يمكن أحلى حاجة فيها تلقائيتها ، وإنها حابة حياتها زي ماهي ، مش مابتصدق تلاقي فرصة قدامها وتمسك فيها وتستغلها لأ.
بس مين يصدق إن اللي قدامي دي هي ليلى بتاعة إمبارح!
_ما انتِ شاطرة أهو ، أومال ليه بيقولوا إن الستات ملهاش فروسية!
_مين اللي بيقولوا؟ السِت تقدر تعمل كُل حاجة.
حط ايده على جبهته_ شوفتي كُنت هنسى!في حتة واحد بيعمل فول قدام النادي إنما إيه! أنا قولت لازم أخدك وتفطري عنده معايا النهاردة.
فيه حاجة غريبة كُل حاجة عادية بيفرح بيها كإنه مش بيعيش المواقف ولا الظروف دي ، كُل حاجة بسيطة بتحصل بلاقي على وشه ارتياح غريب.
_أكلت كويس؟
_أول مرة أشبع كِده.
كان كُل يوم يجي النادي في نفس الوقت ولازم أخليه يفطر فطار مُختلف على عكس عادته ، مرة واحدة لقيتني بتشدله ، فيه حاجة بتسحبني من إيدي تجاهه.
_مبقاش يجي ياندى! ده اليوم التاني
_عادي ياليلى ، ممكن مشغول
_كان نفسي يحضر المسابقة بكرة ويشجعني.
_بس انتوا مش صحاب ياليلى ، جايز كُل أفعاله دي كـ شُكر لوقفتك جمبه ، ومش شرط كان بيجي كُل يوم ليكي ، جايز كان بيبقى عنده حاجة فكان بيقابلك بالمرّة.
أنا معرفش عنه حاجة ، حتى رقم موبايله مش معايا ، مجتش فرصة نقول لبعض عليه ، أو جايز هو قاصد ميخلينيش أخده "
كُنت رايحة تاني يوم النادي بفتور شديد جدًا وماليش نفس نهائي ، مع أول خطوة ليا من باب العمارة لقيته في وشي.
_ليلى!
_بشمهندس زين؟ ازيك
_بشمهندس؟ إحنا مش إتفقنا نرفع الألقاب؟ هو إحنا مش صحاب ولا إيه؟
كان جوايا عتاب كتير_ أه طبعًا طبعًا ، عن اذنك علشان متأخرش.
_اركبي نروح النادي سوا.
_لأ هجري النهاردة لحد النادي ، علشان الكسل يروح ، أصل النهاردة عندي ..
_مُسابقة ، عارف.
_عرفت إزاي؟
_انتِ ناسية إننا لينا في النادي ولا إيه؟
_طبعًا جاي تحضر علشان والدك.
_لأ علشانك ، جاي أشوفك ، جاي أشوفك ومتأكد إنك هتكسبي.
لو نجحت فهيكون الفضل لكلامه بعد ربنا ، عيونه بتشع طاقة رهيبة ، أحيانًا بنتجاهل أي دعم ممكن يتقدملنا قصاد إننا عاوزين الدعم ده من شخص مُعين ، شخص واحد قادر يقوم بكُل الأدوار ، قادر يغنينا عن كُل الناس اللي في الدنيا.
كُنت كُل مااتوتر وأنا على الفرس أبُصله اشوف ابتسامته أهدى ، في الوقت اللي بدأت فيه المسابقة كُنت حاسة إن ياسمينا بتطير مش بتجري ، كان كلامه بيتردد في ودني حرف حرف.
_مَبروك علينا الميدالية.
_الله يبارك فيك يازين ، تسلملي.
_عارف إن المكان ميسمحش ولا التيشيرت والبنطلون الأبيض والكاب بتوعك دول يسمحوا ، ولا حتى شعرك اللي كُل خُصلة في إتجاه يسمح ولا ..
_اييييييييه!! في ايييييييه
_تتجوزيني ياليلى؟
"وقابلتك انتَ لقيتك بتغير كُل حياتي