(الفصل السابع)
_خطوبة إيه دي اللي أروحها يا سلمى انتِ اتجننتي؟ عاوزاني أسيب سريري ولكلوكي وأفُك القطتين اللي في شعري دول وأجي معاكي خطوبة؟ نو نيڤيرررر.
_علشان خَطري ياليلى ساعة ونص بس وهنرجع تاني!
_متحاوليش مش هيحصل.
_لأ بس الفُستان ده هياكل منك حتة.
بصيتلها بعصبية_ أنا مش عاوزة أسمع صوتك ممكن؟
مبحبش جَو الخطوبات والأغاني والصوت العالي والإختلاطات ، بحس إني مضايقة ، واحدة متوحدة زيّ تنزل ليه في مكان مليان ناس بالطريقة دي! منك لله ياسلمى.
_تحبي نُرقص؟
كان شاب وسيم أطول مني بحوالي 20 سم ، ملامحه ثابتة زي نظرات عينيه.
_لا ماحِبش.
_مالك لاوية بوزك ليه ، ده انتِ في فرح حتى.
_لأ حوش الإبتسامات اللي انتَ ماشي توزعها على المعازيم!
_طب أنا ليا أسبابي و...
رديت بإقتضاب_وأنا مطلبتش أعرفها.
حسيت إني قليلة الذوق سيكا ، كان فعلًا شكله مضايق ، كُل الوسامة دي ميليقش عليها تكشيرة الوش دي أبدًا
روحتله وقربت منه بحذر_إحم، تحب نرقص؟
_لأ ماحِبش.
_وأنا هحترم حُريتك ومش هضغط عليك أبدًا.
شديته من إيده وأخدته لساحة الرقص لحد ما الرقصة بدأت
_تحكي؟
_عن إيه؟
_شاب وسيم زيك مثلًا ، شيك ، كُل حاجة فيه مُنظمة بعناية ، تفتكر ايه ممكن يزعله كده؟
ابتسم_انتِ عندك كام سنة؟
_تفتكر أكون كام مثلًا؟
_علميًا طفلة بتتكلم ، عمليًا 23 سنة مثلًا؟
_أو 26 برضو.
_مقولتيليش اسمك ايه؟
في اللحظة دي كانت الرَقصة خِلصت وكان الوقت اتأخر فـ كان لازم أخد سلمى ونرجع البيت.
قولتله بإستعجال_بعد إذنك ، أنا لازم أمشي
_لأ معرفش اسمها ايه.
_كانت حِلوة؟
_أوي ، تحسيها جاية من زَمن تاني
_كانت لابسة ايه؟
_فُستان نبيتي ، شعرها الإسود مغطي ضهرها ، عيونها زَرقا و..
_دي ليلى ، دكتورة ليلى
_تعرفيها بجد؟
_أه دي دكتورة الأزمات الصعبة ، ليلى الدكتورة النفسية بتاعة العيلة بما إننا مبنخرجش من الإكتئاب يعني.
_وسألني إسمك إيه
بإبتسامة بلهاء_قولتيله؟
_هو انتِ اديتيني فُرصة أفتح بوقي! عمالة تشاوري كُل ثانية ،مقولتش طبعًا مشيت بسرعة.
_أه منك يا سندريلا الغلابة انتِ أه
_طب اتفضلي امشي علشان عندي شغل ، انتِ ايه اللي جايبك أصلا؟ سيباكي في البيت علشان ألاقيكي هنا ومن بداية اليوم كمان؟
بعد ماسلمى مشت لفيت بكُرسي المكتب واديت ضهري للباب وبدأت أشرب قهوتي بهدوء وأنا مغمضة عيني ، دي عادتي
_إحم، دكتور ليلى تسمحيلي أقعد!
ركزت في الصوت ولفيت بسرعة لقيته_ طبعًا طبعًا ، اتفضل يا
_زين ، اسمي زين ، كُنت جاي أديكي السلسلة دي ، وقعت منك إمبارح وإحنا بنرقص
حطيت إيدي على رقبتي بنفاذ صبر ومسكت من ايده سلسلة فضة عبارة عن بلارينا بترقص_شُكرًا ، بجد شُكرًا انتَ متعرفش السلسلة دي مُهمة عندي إزاي ،،دي كانت من بابا الله يرحمه ، الحاجة الوحيدة اللي فضلتلي مِنه.
ياخبر نسيت أسألك تشرب إيه؟
ركز في عيوني_شربت ياليلى ، شربت خلاص
_جالي العيادة وجابلي السلسلة ، أنا كل ده ومكنتش أخدت بالي إنها ضاعت مني أصلًا.
_اسمه ايه؟
بصوت هادي_زين ، اسمه زين
_حِلو؟
_عَادي بس يخطف.
_عيونها حِلوة أوي ياداليا
_ليلى مش سهلة يازين ، مش سهلة أبدًا ، ذوق في كلامها ، مُرهفة شويتين بس كُل ده بمزاجها ، متفتكرش ذوقها في الكلام معاك ده شطارة منك ، هي لو عاوزة تستنكرك وتلغي وجودك هتقدر تعمل ده وبكُل سهولة.
نزلت أجري على البحر شوية ،دي عادة كُل جمعة ، أجري شوية أقعد على البحر شوية أروح الچيم شوية وأرجع البيت أفطر وأقضي يومي بطريقة غير روتينية.
_دكتورة ليلى!
_أهلًا ياكابتن
_بتجري كُل يوم بقى؟
_لأ يوم الجمعة بس ، بس أنا أول مرة أشوفك هنا.
_أنا لسه راجع من فلسطين مكملتش شهر، ولسه باديء أسستم حياتي على العِيشة هنا وأرتب يومي.
_حلوة فلسطين زي مابنسمع؟
_شبهك
سكَت فكمل_ برغم كُل الحروب والمعارك إلا إنها جميلة ودايمًا قادرة تسحِرك ، حتى لو كانت لابسه ترينج رياضي ورابطة شعرها
_دي فلسطين؟
_أيوة
_لابسة ترينج رياضي؟
_أيوة ، ورابطة شعرها
مقدرتش مضحكش ، دمه خفيف منكرش ، شخص مش رخم بالمرّة ، برغم إني عمري مااديت حد حق كسر حواجز أنا حطاها في التعامل بينا ، إلا إنه اكتسح الحواجز وقدر يوصل وبسرعة.
_تسمحيلي أشاركك قهوتك؟
ضحكتله_رغم إني مبشربش قهوة دلوقت يعني ، بس مافيش مشكلة تطلب قهوة وتشربها معايا
_بتحبي مهنتك؟
_جدًا ، أكتر حاجة بلاقي نفسي فيها ، مُتخيل إن ربنا يجعلك راحة للناس؟ أي حد عنده مشكلة أو أزمة يجيلك وتشاركه هَمه ، إنك تكون مكان آمن لشخص دي فكرة في حد ذاتها مُريحة.
_حلو إنك تشوفي شُغلك من منظور إنساني.
_انتَ ايه رجعك من فلسطين؟
_نعم؟
قولت بسرعة_لا لا مش قصدي والله ، قصدي ايه السبب
ركز في عيوني_مَصر
_مالها؟
_حلوة
_فعلًا مصر حلوة و..
_وعيونها حلوة
_مصر؟
_أيوة
_طب أنا هقوم أتمشى شوية
وقبل مايعرض عليا يتمشى معايا كُنت مشيت ، مكنش هيحرجني بطلبه لإني قادرة أرفضه بس أنا مبرفضلهوش طلب من يوم ماشوفته وده عكس عادتي.
_بتحبيه ياليلى؟
_مش عارفة بس لما بشوفه كده بيبقى إحساسي وقتها زي نسمة الهوا اللي بتشُق الحر الشديد في عِز الصيف ، بشوف كُل حاجة بتضحك حتى أيامي ، لون السما بيصفى والبحر موجه بيهدى ، كُل حاجة بتبقى أجمل من العادة.
_ليلى إزيك!
_باشمهندس زين! صُدفة غريبة.
_في الحقيقة هي مش صُدفة
اتوترت_حضرتك كُنت عارف إني هِنا؟
_من يوم ماشوفتك وأنا عارف كُل خطوة بتخطيها ، شهرين من يوم ماقابلتك مغفلتش فيهم عنك ثانية ياليلى.
سكَت فكمل_كُل حاجة في وجودك جميلة وبتضحك ، أنا حاسس إن كُل حاجة قبلك مكنش ليها معنى والمعنى الحقيقي لكُل حاجة بدأ من يوم ماشوفت عينيكي ، حتى حياتي كانت فاضية ومملة وملهاش مَعنى ولا لازمة ، من يوم ماظهرتي فيها وأنا حاسس بالحياة ، كُلك حيوية وطاقة وفيكي حنية العالم كُله.
قَدملي عِلبة كُحلي قطيفة وهو مركز في عينيا_تتجوزيني ياليلى!
لبست الخاتم وبدأت أحركه في إيدي _قولتلي بقى مصر مالها؟
_حِلوة "ركز في عيني واتكلم بنبرة دافية" وعيونها حِلوة.
في الخلفية كان عَمرو حسن بيهتف بصوت عالي "عاوزين يعرفوا حبيتك ليه يجوا يشوفوا، القمر اللي سلامُه بعنيه مش بكفوفه
