روايه اسميته زين الفصل الثامن


 (الفصل الثامن)

_ايه اللي هببتيه ده؟
_أصل ك كنت بـ
_انتِ مين سمحلك تدخلي اوضتي اصلا!
بصيتله بلا مُبالاة_كُنت داخلة أرتبها.
_وأنا نايم؟
_والله مش مُشكلتي إن حضرتك ناموسيتك كحلي
_اطلعي برا ياليلى علشان أنا خُلقي في مناخيري دلوقت.
_وكُل وقت.
قولتها وأنا بقفل الباب وروحت وقفت في البلكونة شوية.
_أنا مش قايل مليون مرة متقفيش في البلكونة دي؟
_ماهو بتخنق يعني و
_تتخنقي ولا تتنيلي، مش مشكلتي! اتفضلي ادخلي.
_أنا اتخنقت.
_ومين سمعك ، ده أنا مستني السنة تخلص على أمرّ من الجمْر علشان نخلص من الجوازة المهببة دي.
بصيتله بتركيز_أنا عاوزة أشتغل يازين.
_أه حوار كُل اسبوعين تحديدًا يوم الحد عارفُه أنا الحوار ده.
بصيتله بتحدي_وهشتغل.
_متتحدينيش ياليلى.
_إحنا اتفقنا إن الجواز هيبقى على ورق وبشروط إني أهتم بكل حاجة تخصك ، أكلك ، لبسك ، شغلك ، حتى مواعيد نومك وخروجك ، وفي المقابل أنا أشوف حياتي ومُستقبلي.
_ورجعت في كلامي ياليلى مافيش شغل ، وإوعي من وشي بقى ، إوعي.
سابني ونزل زي كُل مرة، اتعلمت مزعلش أو إتعودت مزعلش في كُل الأحوال زعلي مش فارق ومش بيتلاحظ ومش هتراضى، يبقى الحل أقوم أشوف اللي ورايا في المطبخ.
4سنين عايشين مع بعض بالإكراه ، كُل واحد فينا مستني التاني هو اللي يطلب الإنفصال علشان يبقى هو الغلطان قدام أهله ، ومحدش بيطلب.
سمعت مُفتاحه في الباب ، اتأخر أوي النهاردة بس تصنعت اللامبالاة، مايتأخر وأنا مالي؟
_حُطي الأكل قومي، انتِ لسه هتبُصيلي!
_الأكل على السُفرة ، تصبح على خير.
_أنا هخطب
بصيتله فكمل "ندىٰ اللي معايا في الشغل ما انتِ عرفاها".
_طبعًا عرفاها ، مَبروك.
طول الليل بتقلّب ،عنيا مغمضتش لحظة، إزاي يفكر يخطب وأنا موجودة؟ كُل السنين دي ومتعلقش بوجودي حتى! ليها حل أكيد ليها حل.
دخل وأنا بشرب قهوتي في البلكونة
_خير مسمعتش صوتك النهاردة بتصحيني يعني؟ ومسمعتش كركبة ولا تحريك الكنب من مكانه ولا سمعتك بتهدي الحيطان ولا شيلتي سيراميك الحمام من مكانه! أتمنى يكون خير.
مردتش.
_وبعدين انتِ إيه اللي مقعدك في البلكونة ، وإيه القهوة دي؟ مش كُنتِ مبتعرفيش تعمليها ومن يوم ماا اتجوزنا بتطفحيني شاي؟
بإيجاز_اتعلمت أعملها.
_ولاوية بوزك ليه على الصبح؟
_وألوي بوزي ليه ، اليوم مافيهوش مساحة للزعل الحقيقة.
_ليه ، الهانم وراها إيه غير الطبقين اللي هتغسلهم والقميصين اللي هتكويهم!
_وراها شُغل ، أنا لاقيت عيادة بيطرية قريبة من هنا وهشتغل فيها.
_و ايه؟ علشان أنا وقعت على ودني تلتاشر مرة وأنا صغير بس!
عليت صوتي_وهشتغل فيها بقول.
_ده مين اللي قال!
_محدش ليه الحق يقول، انتَ اتجوزتني وأنا متفقة معاك إني هشتغل ، وحاليًا أنا هنزل أشتغل أعتقد مش شيء جديد يعني!
_هحبسك ياليلى.
_إيه أسبابك!
_معنديش أسباب ، لما أموت ابقي اشتغلي.
_الأعمار بيد الله ، عاوزة ألحق أبني نفسي من دلوقت علشان لما تموت أكون أنا كبّرت نفسي.
بصلي بنفاذ صبر_طب ممكن أفطر؟ ولا أروح أفطر في الشغل؟
فهمت قصده_مافيش مشاكل وأهو تبقى وفرت يعني.
فضل يحرك في الأكل شوية وأنا باكُل بعمق بس ملاحظاه
_ليلى!
_اممم
_أنا مش عاوزة أكُل الأكل ده.
_مافيش غِيره.
سكت شوية_ليلى!
_ها؟







_العيش نشف
_قوم هات غِيره.
بعد دقيقتين_ليلى!
_يكش نخلص
اتردد شوية قبل مايتكلم_هو انتِ متضايقتيش؟
بلا مُبالاة_من إيه؟
_إني يعني هخطب وكده.
_إطلاقًا ، ما إحنا كده كده كام شهر وهنتطلق وأنا برضو هتخطب وأتجوز فـ هتضايق ليه بس، صحيح مقولتليش إيه رأيك في الفول النهاردة حطالك عليه فلفل بارد إزاي مخدتش بالك؟
_أخدت بالي إنه أبرد منك.
ساب الأكل ونزل وأنا لبست ونزلت أشوف العيادة دي، أنا مش من مُحبي الشغل بس لازم أكون علشان لما نتطلق وأستقل بحياتي أعرف أعيش ، ماهو مش هفضل عُمري كُله معتمده عليه.
من يوم ما بابا مات وأنا وماما عايشين عند عَمتي ، كانت أم تانية ليا الحقيقة وجوزها كان أب بعد أبويا ، زين كان ملازمني في كُل حاجة أكبر مني بسنة واحدة ، كنا بنروح المدرسة سوا ونرجع سوا ، وحتى لما دخلنا الكلية والتنسيق جالي القاهرة حَوّل كُليته علشان يبقى معايا.
_فين ياليلى الغدا ، مش شامم ريحة أكل شايط النهاردة يعني!
_ما علشان معملتش.
_يعني إيه؟
_يعني معملتش.
_وكُنتِ بتعملي إيه طول اليوم!
_كُنت في شُغلي.
_ش إيه ياختي؟
_شغلي ، ماي ورك يعني!
_أه يور ورك ، ومين قالك تنزلي بقى؟
_هو أنا المفروض حد يقولّي؟
_علشان مش متجوزة رجل كُرسي السفرة مثلًا.
_انتَ أناني ليه؟ أنا زهقت منك ومن أنانيتك ، طول عمرك أناني من وإحنا صغيرين لا بتسيبني أكلم حد ولا أصاحب حد وحتى لما جامعتي بقت في القاهرة جيت معايا وطبعًا علشان مينفعش يسيبونا لوحدنا هنا فكان لازم نتجوز! بما إنك ابن عمتي وإن دي وصية بابا ، أنا كُل حاجة عايشاها مش إختياري ، حتى انتَ مفروض عليا ، وبعد ما استحملت اسلوبك وطباعك كل ده! ياريتك بتشكر لأ بتتأمر وتزعق وتتعصب وأحيانًا بتحبسني ، وكمان رايح تخطب وهتشوف حياتك وعاوزني أنا أوقف حياتي؟ ليه وعلشان إيه! أنا بكرهك ياشيخ وبَكره أنانيتك.
كانت أسوأ ليلة عدت عليا ، افتكرت فيها كُل حاجة ، كُل إحساس وحش كان بيحصلي منه في اليوم مليون مرة وأعديه بإبتسامة رضا وأتكلم وأهزر ، وافتكرت ازاي اتجوزنا وإني مختارتهوش ولو رجع بيا الزمن مش هختاره ، وإفتكرت إني وقعت فيه، صحيح القط مايحبش إلا خنّاقُه.
_ليلى
هي فين دي كمان؟ شكلها نزلت شغلها بدري علشان مكلمهاش ، ماشي لما ترجعيلي ياليلى.
وطبعًا محضرتش الفطار ، ما أصل حضرتها مُهمة ولازم توصل في الميعاد.
بدأت أدور في التلاجة وملقيتش غير الجبنة ، نفس الجبنة والفول اللي باكل منهم كُل يوم
_طعم الجبنة وحش والفول أوحش! رغم إن هما نفس الأنواع اللي باكل منها كُل يوم.
_يمكن بايظين!
_لأ ليلى مبتسيبش في التلاجة حاجة بايظة.
_ليه ياليلى؟ ماطول عُمره عصبي وخنيق وطول عمرك مستحملة، ايه الجديد؟
_الجديد إني تعبت واتخنقت وصَبري نفذ ، 4 سنين بنام على صوته وبصحى على شكله ، لو كُنا طول عمرنا عايشين سوا وفي بيت واحد الأمر دلوقت اختلف ، دلوقت بقى أقرب ليا ومحاوطني ، أنا كُل يوم بتعلق بوجوده أكتر.
_ليه متصارحيهوش؟
ابتسمت بحُزن_إزاي أصارحه! انتِ مش شايفة بيعاملني إزاي؟ أنا بقيت أحس إن زمن العبودية والرِق رجع، لأ وأخرة المتمة رايح يخطب ، خطبه قرد.
_والست هانم ياترى جت ولا لسه!
لما مسمعتش صوتها بدأت أدوّر عليها في الشقة كلها وبرضو مش موجودة، الساعة 8!
حاولت أكُل أي حاجة وبرضو طعم الأكل مش هو ، مش نفس الطعم رغم إن نفس هي هي البطاطس المحمرة اللي بتأكلهالي في الغدا كُل يوم!
لمستها في الحاجة ونفَسها هو اللي بيميز الأكل وبيميز الشقة والعِيشة وكُل حاجة.
_هتكون راحت فين بس أنا قلبت عليها الدنيا كُلها!
_وموبايلها؟
_مقفول ، بقالي يومين مستنيها ، قلقان يكون حصلّها حاحة ، متكتف ومش عارف أتصرف هي اللي كانت بتعرف تتصرف في كُل المواقف.
دخلت الشقة فاقد الأمل ألاقيها سمعت صوت في أوضتها.
_ليلى!
بصيتلي_وكملت في لم حاجتها ، مكتنتش بتاخد كُل حاجتها بس أخدت حاجات كتير أوي.
_انتِ بتعملي إيه ياليلى؟
_مسافرة البلد.
_لوحدك؟
_أه لوحدي، أومال هاخد الجيران معايا يعني؟
_خُديني أنا
بصيتلي ببرود_لأ.
_الوقت متأخر خليني أجي معاكي ومش هضايقك.
هزت راسها بموافقة وسكتت
مش متعود أشوفها ساكتة كده ، دي عُمرها ما سكتت من صغرها وهي قردة بتتحرك مليون حركة في الدقيقة الواحدة، دلوقت ساكنة بتعمل كل حاجة بهدوء.
حجزنا القطر وركبنا
اتردد قبل مايتكلم_كُنتِ فين؟
_مكُنتش.
_بقالك يومين فين ياليلى وياريت متعصبنيش
_كُنت ببات عند واحدة صاحبتي في الكلية ، ها خلاص؟
_مسافرة البلد ليه بقى؟
_أمي تعبانة ولا هتمنعني أشوف أمي كمان؟
_أنا أسف.
_متأخرة ، متأخرة والحاجة لما بتتأخر بتبقى باردة وملهاش طعم.
سندت راسي على شِباك القَطر ، وأنا بفتكر حياتي معاه من وإحنا صغيرين لحد ماكبرنا ، افتكرت كُل مرة كُنت بسرق النوت بتاعته وأعرف الحاجات اللي بيحبها وأعملهاله علشان أشوف نظرة رضا في عنيه بس كانت بتخيب ظنوني في كُل مرة نظرات عنيه بتقابلني ببرود.
أنا مكُنتش أستاهل حياتي تبقى قاسية كده ومكنتش أستاهل أبدًا زين يعاملني كده.
_زعلانة مني أوي كده؟
من غير ما أبصله_مقدرش أزعل منك يازين، اللي بينا مش شوية، انتَ أخويا وابن عمتي وصاحبي اللي كُنت دايمًا بروحله بمشاكلي.
إبتسم_ياه على الإنسان لما ينسى أهم الأشياء!
_هو أنا نسيت حاجة؟
بص في عينيا_أهم حاجة ياليلى ، إني جوزك وإني بـ
قاطعته_صحيح ندى عاملة إيه؟ والخطوبة إمتى!
_إيه ده هي ندى هتتخطب؟ محدش قالّي.
كتمت ضحكتي وسكت.
دقايق ونامت على كتفي كالعادة
أنا لا كُنت هخطب ولا نيلة،هي مفروضة عليا أه لكِن العمر اللي بينا وقربنا لبعض بعد الجواز خصوصًا خلاني أحِبها ،لا بقيت أحب أشوف حد غيرها ولا بحب أتعامل مع غيرها.
_ليلى!
_اممم
وأنا ببعد شعرها عن وشها_قومي ياليلى وصلنا.
_يا أهلًا وسهلًا ياولاد ، نورتي ياليلى وانتَ عامل ايه يازين يا ابني؟
_أهلًا ياعمي كويسين الحمد لله
_إيه مافيش حاجة جاية في السكة؟








بصيتله بسخرية_لأ مافيش.
_طب اطلعوا ارتاحوا من السفر.
لأول مرة هتجمعنا أوضة سوا، لأول مرة هنكون مُجبرين على القرب والتعامل بكُل ود علشان محدش يلاحظ خلافاتنا.
_زين؟
_عيون زين.
اتنهدت_جهز نفسك علشان هنتطلق.
_ده قرارك يعني؟
_أه.
_ماشي، شُكرًا على القرارات الجميلة دي، متقرريش تاني.
عنيا لمعت_أنا من حقي أختار حياتي ، كفاية اللي ضاع من عُمري محاولات وتعب وخناقات ، أنا من حقي أعيش حياة هادية، فـ لو سمحت حققلي رغبتي.
_ومين يعملّي فطاري كُل يوم!
_مش مُشكلتي.
_ومين يسقي النعناع اللي في البلكونة علشان يعملّي بيه شاي كُل يوم.
_معرفش.
_ومين يختاري لبسي في كُل مناسبة مهمة؟
_
_أنا مش هينفع ..
_والله أنا اللي مش هينفع أعيش من غيرك، أنا بحِبك.
جايز فاشل في التعبير،وطباعي صعبة وردودي ناشفة وفيا العِبر كُلها بس أعيش عُمري كُله في قربك ولا أعيش دقيقة وانتِ بعيدة عَني.
في الخلفية هشام الجخ بيقول :
وجودك معصّبني
غيابك معصبني
يا سهم الغرام الغريب اللي صابني
هزمني وغصبني
وفاتني في بحور الليالي التقيلة


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1