رواية استاجرنى لاكون عاشقة الفصل الثالث

 


الفصل الثالث 


حل الليل سريعاً، مازالت جالسة أمامه، تنظر له وينظر لها
لا يستطيع أن يحايلها ويتعامل معها وكأنها طفلة، هو لا يعرف كيف يوسيها، رفع حاجبه ببرود، فضل ألا يفتح معها الكلام، ويتركها حتى تبدأ هي بالحديث، أغمض عينه بشدة، فراقبته، فكرت كثير، ونظرت لغرفة السفرة باستغراب، أيعقل أنه سـ ينام على المقعد هكذا، تأففت بشدة، فهي لا تفعل شيء غير ذلك، ملت من جلستها، فـ وقفت، وبدأت في ضبط ملابسها، فتح عين من عيناه راقبها إلى أن عادت وجلست، أمسكت محرك التلفزيون، وبدأت في المشاهدة، ثم عادت وأغلقته وتركت المحرك، بتلك اللحظة تكلمت بضيق:-

_
أوف إيه الملل اللي أنا فيه دا أنا زهقت...؟!

جحظت عيناها به، اتجهت له وقالت بحنق:-
_
قوملي كدا؟

حاول ألا يبتسم على أفعالها، فتح عينه ورسم ملامح الغضب، قام من مكانه وربع يده ليقول باستفزاز:-
_
نعم عاوزة إيه مني عاملة دوشة ليه ها...

فتحت عيناها بقوة، برقت له، كيف يتعامل معها بهذا الأسلوب، حدقت به بانفعال وقالت بنبرة شبه باكية:-

_
إنت ليه بتحرق ليه في دمي، هو إنت عاوز مني إيه جاوبني، أنا عاوزة أعرف آخر اللي بتعمله فيا دا إيه؟

عاد وجلس ولم يبالي لما تقول، التفت بتلك اللحظة للخادمة التي كانت تسأل عن:-
_
احضر لك حاجة تأكلها يا فندم؟

لوت "دمعة" فمها حين سألته هذا السؤال، ردت عليها بعصبية:-
_
لا ويأكل ليه ما أنا موجودة بيتعشى بيا وبيحرق في دمي أنا يا "سناء" بيخلي بطنه تشبع

كادت "سناء" أن ترحل ولكن أوقفها "صقر" بغضب ومن ثم هتف:-
_
أنا قولتلك تمشي، هو إنتوا صدقتوا إنها بقت هانم فـ بقيتوا ما بتسمعوش كلامي والله مستغربكم

أعتذرت "سناء" منه، حدقت بالأرض بخجل ثم أردفت:-
_
آسفة يا فندم تأمرني بأيه

أشار لها ثم قال بكل تحدي:-
_
تسالي لأن القعدة هتطول وحضري أي لقمة لإني جوعت وكوباية لبن وكوباية قهوة ليا

باقتضاب شديد ردت "يقين":-
_
أنا مش عاوزة شكرا ليك!!

رفع حاجبه ثم هتف باستفزاز:-
_
مش بمزاجك يا قطتي البرية...!!

قامت من مكانها وأخذت أشيائها، كادت أن ترحل من مكانها ولكنه أوقفها بـ:-
_
أنا مقولتلكيش تمشي إنتي ملكي يا " دمعة" هانم
وأنا حر أشربك لبن أو لاء.....

حدقت به بقرف، اقتربت منه ثم صرخت بوجهه:-
_
أوف... أنا زهقت...!!

وضعت يدها في جيبها، أخذت أنفاسها ثم بهدوء:-
_
ممكن نتفاهم.... تعالى نتفاهم بقى...!!

اعتدل في جلسته ثم وضع قدم على الأخرى وقال بصوت هامس كـ سخرية لها:-

_
ها يا طفلة قولي الشئون اللي لأزم نتكلم فيها...!!






بكره شديد قالت:-
_
إنت ليه بتعصبني عاوز مني إيه بقى؟!

ابتسم باستفزاز ثم قال:-
_
لا مش عاوزة منك حاجة؟! عاوز بس كل خير

عادت وجلست بحيرة، لا تعلم ما الذي يريده منها، وضعت يدها على وجهها بعدم اقتناع لما يحدث قط...

ردت عليه برواق:-
_
طب خليني أفهم بس إنت حالياً كـ "صقر" عاوزني أخلي حبيبتك تغير صح كدا

هز رأسه وقال باندهاش مصطنع:-
_
أوف طلعتي بتفهمي ما شاء الله عليكي مش قادرة أقولك فرحان قد إيه بيكي!

تجاهلت أسلوبه معها ووأصلت حديثها:-
_
أنا هعملك المهمة وسيبك من موضوع أمي واللي مضته لأبوك لأنه مش داخل دماغي أقولك بقى على المفيد

قام من مكانه وجلس بجانبها ثم قال بفخر:-
_
هقعد جنبك عشان اعرف اسمعك يا روحي لأنك بتقولي كلام فل

هزت رأسها ولم تبالي لجلسته، أكملت حديثها:-
_
المهم أنا هعمل كدا بكرة ولمدة شهر وهشتغل مع التمثيل اللي هقدمهولك وأصرف على نفسي وأعتبر أي حاجة أمي عملتها باطلة وكمان واجبك كصديق تقرء فاتحتي على "حمدي"

بعصبية شديد، حاول بها أن يمسك نفسه بشدة:-
_
قومي نامي يا "دمعة" عشان ما مدش إيدي عليكي

بالفعل قامت من مكانها بعد أن قال باستفزاز:-
_
إنا كدا كدا كنت طالعة

أمسك الوسادة المتواجدة بجانبه ثم ألقها بوجهها بشدة وقال بأمر:-
_
اللبن هيوصلك الأوضة أشربيه ها...

ابتسمت على أصراره، برغم من وجع قلبها الذي يحدث من التحدث معه إلا إن تمرده يعجبها، تعشق استفزازه، هي أصبحت لا تحترمه بسبب أفعاله وسـ تلعب على تلك النقطة

........................................






مازال نائم، ظلت تتامله، تتذكر حالته حين جلبت له الطعام، كيف كان كـ الثور الهايج الذي لا يتوقف عن الركض، سبحان من خلق وجهه الملائكي، كيف لهذا الوجه البريء برغم من جسده العريض وطوله، كيف له أن يتحول لذئب مفترس، ملست على شعره وقالت بعتاب:-

_
أنا بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس هتنفسه أصلا مش هقدر أشوف حد غيرك في قلبي بس إنت بعتني ميت مرة ونهتني بشكك ليا....!!

تقلب بنومته مما جعلها تسحب يدها في سرعة حتى لا يشعر بها ولا بحديثها، قامت من مكانها، اتجهت نحو خزانة الملابس، أخرجت جلباب له وبعد ذلك دلفت إلى الحمام حتى تجهزه له

بتلك اللحظة فتح عينه لقد سمع كل ما قالته، حديثها لمس قلبه بشدة، تحدث بخفوت:-
_
أنا كمان بحبك يا "نورهان" بس إنتي وجعتيني أوي

شعر بأنها قادمة من الداخل فـ أغمض عينه مرة أخرى، في هذا الوقت سمع صوتها العذب يناديه، كم يعشق اسمه من شفتيها التي تشبه حبات الكريز:-
_"
سالم" يا "سالم" قومي الليل ليل والكل مستنيك تحت

فتح مقلتيه بتثاقل ثم قال بصوته الرجولي الخشن:-
_
الساعة كام يا "نور" ...!!!

ردت عليه باقتضاب:-
_
الساعة 11 يا "سالم"
وقفت أمام المرآة تظبط حجابها، بتلك اللحظة استقام "سالم" قليلاً من نومته، فـ وجدتها ترتدي عباءً تجسم جسدها، وتجعل جمالها يتزايد، تشبه الفراشة بها، قام من مكانه وملس على شعره ثم هتفت وسألها باستفسار:-

_
هو أنا ينفع أسالك سؤال؟!

انتبهت له وهزت رأسها، تنتظر أن يلقي عليها سؤاله، وبالفعل هتف بغيظ:-
_
هو إنتي هتخرچي برا بعبايتك دي أنا بس حابب استفسر

حدقت به بصدمة، ونظرت لنفسها باستغراب، واقفة أمام المرآة، تظبط حاجبها، بالتأكيد، سـ تخرج بها، أجابته بهدوء:-
_
أيوا مش بلبسها وبلبس الطرحة يعني هخرج بيها

بغضب جامح أردف:-
_
لا أنا مش عاوزك تخرچي بيها برأ الأوضة مچسمة چسمك يا هانم وبعدين دي خروچ مش للبيت هو إنتي خارچة..!!

ابتلعت ما في حلقها، كيف لها أن تطلب منه أن تذهب إلى بيت أمها لتتمتع ببعض الراحة، شبكت يدها بتوتر ثم قالت بخوف:-
_
الصراحة يا "سالم" من يوم ما أتچوزنا ما روحتش بيت أهلي والصراحة تعبت من دوشة البيت واللي بيحصل عاوز ارتاح يومين






ضرب يده بالجدران ثم صرخ بها:-
_
متچوزة عاد خروف، واخدة القرار ولابسة وهتمشي لا اله إلا الله عليكي يا شيخة، بتحبي تعكنني عليا لا وماشية بعباية ملزوقة على چسمك ووسطك

صمت قليلاً ليبتلع ما في حلقه ثم أكمل بغضب:-
_
على إيه ها، الواحدة چوزها بيكافها لما بتعطي له واچباته لكن أنا أصلا ما باخدش منك حاچة...!!

عاد لهذا الموضوع مرة أخرى، كانت تعلم بأنه سـ يرفض، بتلك اللحظة تمردت عليه وقالت:-
_
بس أنا عاوزة أروح إنت كل شوية بتقول واچبات يأخي حسيت إن الحب معاك مش في القلوب، وبعدين حقي أروح لأهلي وأقعد يوم والتاني يأخي عاوزة ارتاح منك زهقت والعباية مش هقلعها...

قرب منها ببطء شديد، ليمسكها من تلك العباء وبدون تردت مزقها بشدة، وقال بتشفي:-

_
وادي العباية اللي عاملة عليها مشكلة وبالنسبة لأهلك بكرة الصبح أخدك تشوفيهم وترچعي هنا الواحدة ملهاش غير بيت چوزها وعيلها

دموعها بتلك اللحظة نزلت من عيناها بشدة ثم قالت بعتاب:-
_
إنت لأزم تكون عادل بين زوچاتك كل واحدة فيهم بتروح بيت أبوها أشمعنا أنا اتحبست بيت چدران بيتك

أمسك يدها بقوة ثم قال بغلٍ:-
_
عشان إنتي ملكي
غير نبرة صوته للحنان وأكمل حديثه:-
_
طب هما ما يهمونيش أكتر ما إنتي بتهميني

تركته وذهبت تخرج لها ملابس ثم دلفت للحمام وبدلت ملابسها، بتلك اللحظة دلفت ابنة زوجها الصغيرة من زوجة الأولى تبكي بشدة مما جعلها تنزعج عليها

اتجهت نحوها ثم أخذتها بأحضناها وقالت:-
_
مالك يا روحي مالك يا "نورهان"

أجابتها الصغيرة ببكاء شديد:-
_
ماما "نهلة" ضربتني عشان اتخانقت مع بنتها وماما كمان ضربت "إلهام" أختي وهي بتعيط وأنا چيت اشتكي لبابا
شعر "سالم" بالغضب الشديد من أجل بناته، خرج من الغرفة بانفعال مستحلف لهم...

....................................................







انتظرت زوجها ولم يأتي، ظلت تتجول بالشقة من التوتر، عيناها على باب منزلها، أمسكت هاتفها وحاولت أن تهاتفه، تحاول مراراً وتكرارًا الوصول له ولكنه لا ياتي، بتلك اللحظة سمعت صوت ابنها الذي يبكي بشدة، تأففت بشدة ثم صرخت به:-

_
هي ناقصة بس بقى أبوك مش عارفة فين حاسة بالقلق عليه

القلق والخوف والفزع، يلحقونها بشدة، قررت أن تنزل وتبحث عنه بكل الأماكن الذي يجلس بها ولكن الساعة دقت الثانية عشر بعد منتصف الليل، إلى أين هي ذاهبة في كحلة الليل الداكن، الموحش بظلمته

تذكرت صديقه المقرب فـ قررت أن تهاتفه ولكن قبل أن تهاتفه، سمعت صوت دكات الباب التي فتحت ما أن وضع زوجها مفاتحه، اتجهت في سرعة نحو الباب، ودموعها تملأ وجهها بشدة، بلهفة شديدة سألته:-

_
كنت فين كل دا؟

لاحت باسمة السخرية على وجهه ثم قال ببرود:-
_
والله بعود الهانم على غيابي يمكن ترجع في قرارها

صرخت به بعلو وقالت بعصبية:-
_
أفرض إن أنا وإبنك حصل لنا حاجة ما تردش علينا

ببرود شديد رد عليها:-
_
عادي ما حصلش حاجة كنتي اتصلتي بابن عمك

جلس على المقعد ثم أكمل:-
_
شنطك جاهزة وعربيتك تحت والسواق موجود ما شرفتيش فيلا عمك وضلمتي بيتي ليه

تأففت من حديثه الذي يغضبها، ردت عليه بعلو:-
_
إنت ليه حابب تنرفزني ليه بتعمل كدا ها أنا ماقولتش حاجة غلط إنت دايما بتغلطتني بس عمرك ما فكرت تغلط نفسك

قام من مكانه ومازال يتعامل معها كـ لوح الثلج البارد، اتجه نحو غرفة ابنه وقال:-
_
أنا هنام في أوضة ابني، خدي ابنك في حضنك ونامي وفكري للصبح لأنا لا "صقر".....!!!!!!!

...............................................







وجد زوجاته يتعاركن، بصرامة شديد وصراخ قال:-
_"
نهلة" و "قمر" عاوزكم تعالوا

جحظت كل منهن بالأخرى بخوف، ملامح وجهه لا تتدل على الخير، أسلوبه وطريقته تعني إنه سـ يقتلهم، همست "نهلة" في أذن "قمر" بانفعال:-
_
مقصوفة الرقبة اللي سمها على اسم اللي ما تتسمى راحت اشتكت اتفضلي يا ختي

كورت "قمر" يدها بخوف وردت عليها بهلع:-
_
لو جيت قدامي هضربها على لسانها اللي بتفتن بيه

دلف غرفة مكتبه ولحقوا بيه، ابتعلت "نهلة" مافي حلقها بخوف وسالته بتلعثم:-
_
مالك يا سيد الناس في حاچة يا أخويا

صرخ بها بانفعال:-
_
بدل ما تچيبوا البنات وتصلحوهم وتقولولهم ممنوع تتكلموا كدا مع بعض بتضربوهم وكمان بتتخانقكم

أمسك بالأثنان معاً ثم صدم رأسهم ببعض وأكمل:-
_
دي غلطة والغلطة التانية بحچة إني انفعل على "نورهان" چيبتوا سيرة بنت الچبلاوي بالشر دي التاني والتالتة إنكم بتكرهوا "نورهان" ضرتكم

جلب العصاه الخاص به ثم نزل عليهم بالضرب الشديد، صرخ بقوة:-
_
إنا حاسس إني أريل معاكوا عاوزين تچيوبوا زي ما إنتوا عاوزين كل واحدة منكم تروح لبيت أبوها لحد ما أصف لكم ومن غير العيال أمهم "نورهان" هتربيهم

قامت "نهلة" بصعوبة ثم قالت بغلٍ:-
_
أمهم!! هي اللي حملت وربت زي اللي چت على الچاهز
أمسكها من خصلاتها بقوة ثم قال بجموح:-
_
هو مش أنا قولت كدا ببقى آه هي أصلا بالنسبة لي أمهم عنكم غوروا

بالفعل أسرعوا من أمامه، بتلك اللحظة دلفت "نورهان" وقالت بعتاب:-
_
ليه ضربتهم كدا هما حريمك وكمان مخلفين وبعدين عندهم حق أنا مش أم لعيالهم على الچاهز

بضيق شديد قال:-
_
اطلعي من نفوخي وروحي نامي خلي الصبح يطلع عليكي على خير

ابتلعت ما في حلقها ثم قالت برجاء:-
_
طب ممكن أطلب منك طلب

بصرامة شديد قال:-
_
إلا اللي في دماغك ممنوع وبعدين أنا قولت بكرة

يفهما بدون كلام، هي تصر على قرارها، تريد الراحة، اقتربت منه قليلاً ثم وبنبرة حزينة لعله يلين:-
_
طب ما هما راحين عند أهليهم هروح يومين بس







صرخ بها بغضب:-
_
هما يا هانم راحين عشان مش طايق وش أي واحدة فيهم حريم هم لكن إنتي لا

بنبرة طفولية صرخت:-
_
خلاص أنا كمان هنرفزك وهعمل زيهم وأضرب عيالك وأضربك منك بس أروح عند بيت أهلي

اقترب منها ثم أمسك يدها وقال بغضب مكتوم:-
_
دا على الأساس إنك مش منرفزاني إنتي أكتر واحدة منرفزة أمي أنا لو عاوز أضربك هضربك بس مش هوديكي بيت أهلك لإن هنا عقابك أما هما فكل واحدة عقابها هناك

نظرت له قبل أن تخرج من الغرفة ثم صرخت:-
_
ربنا على الظالم

وقبل أن تخرج للخارج جاءت في مخيلتها فكرة:-
_
هو إنت هتنام فين؟؟
_
هنا!!!
_
وبكرة عندك شغل؟؟

لا يعلم ما السبب وراء أسئلتها الغريبة، رد عليها باقتضاب:-
_
رايح شغل وهتاخر.... بس هوديكي عند أمك وأنا راچع هچيبك

لقد سمعت بأنه من الممكن أن يتأخر ليلتين آخر الأسبوع، تحدث بلهفة:-
_
خلاص هروح بكرة ولما ترچع خدني يأ أخوي

رفع حاجبه بشك وقال بسخرية:-
_
الأسئلة الكتيرة دي بتخليني أشك فيكي أوي معرفش ليه بس هكتم في نفسي وهحط سد الحنك يا حبيتي

.................................

بصباح اليوم الآخر، أشرقت الشمس، ودلفت بنورها الساطع لغرفتها، فتحت عيناها بتثاقل حين رن منبه الغرفة بقوة، وجدته يجلس بجانبها ويقول بأمر:-

_
يالا يا هانم صحصحي معايا وفوقيلي بقى
ما الشيء الجديد حتى يجعلها تستيقظ، بانفعال شديد قالت:-
_
أنا ما بحبش حد يصحيني بالطريقة دي قولتلك كدا مليون مرة ومع ذلك داخل تصحبني في إيه الساعة تمانية الكلية ومانعني أروحها إيه الجديد

أشار نحو المرحض ثم حدق بساعتها قائلاً ببرود:-
خمس دقايق تغسلي وشك وتاخدي شاورك وتلبسي وتصلي فيهم يالا







وضعت يدها بين نواجذها وضغطت عليها بغيظ، تمتمت بخفوت:-
_
منك لله يا شيخ!!
حدقت به بملل وقالت:-
_
هو إحنا هنروح فين؟!
رفع حاجبه وبنظرات عاشق ولهان قال:-
_
حبيبتي جاية وهنروح نستقبلها عشان تقعد هنا معانا

هزت رأسها بسخرية، وجدت السكين بصحن الفاكهة كادت أن تسحبها وتقتله بها ولكن أمسكت أعصابها

قالت فقط بتمني:-
_
إنت عارف أنا لو هتمنى حاجة هتمنى يكون ليا أهل عشان ينقذوني

همس بوجهها:-
_
ضيعي في وقتك برحتك هاخدك بهدوم البيت
متيقنة بأنه من الممكن أن يفعالها معها، قامت من مكانها في سرعة ودلفت الحمام لم تتاخر بالداخل كثيراً، اتدت فريضة الصلاة ثم وقفت أمام المرآة وبدأن تضع بعض مساحيق الجمال مما جعله ينظر لها باستغراب ويقول بغضب:-
_
هي الهانم من أمتى بتبوظ في بشرتها وتحط روچ ها ممنوع

كادت أن تسب أمامه وتخرج من فمها لفظ لا يليق بها كفتاة ولكنها أمسكت نفسها وقالت بحنق:-

_
أنا حاسة إني في سجن والشويش مورهوش غيري ممنوع ممنوع زهقت والله العظيم وبعدين أنا كبرت والمفروض إني عاملة حبيبتك

قام من مكانه واتجه نحو التسريحة أخذ كل من عليها من أدوات التجميل وألقها من نافذة الغرفة لتصرخ به بقهر:-
_
عااااا بقى بجد إنت تعبتني وزهقتني أنا خلاص مش قادرة استحمل أكتر من كدا بقولك إيه ارحمني

أمسكها من يدها وبدون سابق أنذار سحبها معه وهو يقول:-
_
يالا مش لسه هنرغي على الصبح
اتجه نحو سيارته وجعلها تجلس بالمقعد المجاور لها ثم انطلق بها إلى المطار وفي الطريق هتف:-
_
طفلة أنا خليت "سناء" تعملك سندوتشات كلي بقى

لم ترد عليه قط حدقت بالطريق فقط، بعد مرور نصف ساعة من أستفزازه الذي لم يتوقف وصل إلى المطار
صف سيارته ثم نزل منها، وجد ضيفته تنتظره في الخارج

بعلو قال:-
_"
مايا" أيتها الجميلة!!
انتبهت له "مايا" و اتجهت نحوه وقامت باحضتانه مما جعل "دمعة" تستغرب تلك الفتاة، حدقت بملابسها فوجدتها ترتدي بنطال قصير و قميص يظهر بطنها ومفاتنها







تركتهم وعادت تصعد للسيارة، لا تعلم ما الذي أصابها
سمعت تلك الـ "مايا" تقول:-
_
من تكون تلك الفتاة "صقر"؟
رد عليها بندم:-
_
حبيبتي وقريباً سـ تكون زوجتي ولكن هي مملة للغاية

أحزنها بحديثه، شعرت بالندم لأنها جاءت معه، حين شعرت ببعده عن السيارة، نزلت منها وأخذت سيارة أجرة وطلبت أن تذهب بها إلى المنزل

بدموع كثيرة قالت بهمس:-
_
أنا مملة ياديل الكلب ياللي شبه العفريت ماشي أنا هوريك النكدية دي هتعمل إيه

......................................................

بينما في المطار حين تفاجيء"صقر" بغياب "دمعة" شعر بالخوف الشديد عليها، تلك الصغيرة إلى أين سـ تذهب، شعر بأن أحدهم قام بمضايقتها
هاتفها ولم ترد وعاد وهاتفها مرة أخرى ولكن مازالت لا ترد، بتلك اللحظة قالت "مايا" بتواسي:-
_
بالتأكيد هي بخير يا عزيزي من الممكن ان تكون ذهبت إلى المنزل

هز رأسه بلا وقال بثقة:-
_
لا هي مش هتعرف تروح لوحدها، هي لسه صغيرة مش بتخرج لوحدها آخرها جامعتها بس وبعدين هتركب تاكس لوحدها أنا مانعها

رن تلك اللحظة فـ ردت عليه، بحنو شديد قال:-
_
إنتي فين يا حبيبتي؟!

أجابته ببرود مما جعله يغضب بشدة ويتواعد لها:-
_
مشيتي ليه من ورايا حضرتك فين أجيلك

أنكمش حاجبه وقال:-
_
نعم مليش دعوة طب روحي على البيت ولما أجي أقسم بالله العلي العظيم لتشوفي اللي عمرك كله ما شوفتهوش يا "دمعة"
قفل بوجهها الهاتف ثم أسرع للسيارة وأمر "ماريا" بـ:-
_
هيا بنا اتمنى أن تكون رحلتك سعيدة يا "ماريا".




                                                            تابع الفصل الرابع هنا 


نيما
نيما
تعليقات