الفصل العاشر
بعد مرور اسبوع
إيلينا تجلس بغرفتها كما اعتادت طوال الاسبوع الذي مضى لم تراه طوال الاسبوع ولم تخرج من غرفتها ابدا البتا فقط تأتي عاملة لها بالطعام ولكن لا تأكل منه الا لقليل جسمها قد هزل من قلة الاكل ووجها شاحب بشدة هالك من التعب لاتفعل شيء سوى النوم على السرير والتفكير بعمق والجلوس على الاريكة والتفكير بعمق
تبا للتفكير فقد تأكلت روحها من شدت التفكير تنهدت بألم وهي تشرد بما هو حياتها مقبلة عليه هدوئ إلياس لا بد أنه وراءه كارثة
أ
ما بطلنا فلم يختلف حاله قضى الاسبوع بالتفكير يكاد يجن يجلس بغرفة المكتب وقد اطفئ انوار الغرفة وانزل الستائر لتصبح الغرفة سوداء حالكة كحياته فقد من ضوء صغير خافت من على المكتبة يدخن السجائر بشراسة وعمق وقد غلف الضباب الغرفة من السجائر وتعكرت هوائها أما هيئته رثة ومشعث الشعر مزري بحق فهو على حافة الجنون والقسوة قد قبضت على قلبه بقوة
شد على شعره وهو يصرخ بكتوم من تفكيره فكلماتها لم تذهب من عقله صوتها يصدي بأذانه وهي تقول له:
لقد امتلكني منذ زمن وتتحدث بعشقها له
تمنى لو أنه صم لا يسمع او مجنون لا يفهم
يرن ويرن ويرن صوتها لا يذهب البتا اللعنة اللعنة هذا مانطق به وهو يهب واقفا ويضرب بيده على اذانه وهو يقول : اصمتي اصمتي لا اريد السماع فقد اصمتي
جن جنونه وكأنها أمامه الان وتعيد كلامه عقله يخيل له صورتها وهي واقفه وتتحدث بأستفزاز وقوة بأن غيره امتلكها
اااااااااااااااع هذا مانطق به وهو يكسر كل ما على طاولة المكتب يصرخ بشدة صوته هز ارجاء القصر وهو فقد يصرخ بجنون اصمتي ايتها اللعينة اذهبي من عقلي فلتموتي فلتموتي
كسر كل شيء كل اثاث المكتب وقف امام المرأة ونظر الى هيئته يراها امام بالمرأة يرى صوتها ويسمع صوتها جن بالتاكيد جن هذا مايفكر به اغمض عيناه بقوة وصرخ بصوت عالي جدا وهو يكسر المرأة بقبضة يداه وهو يصرخ بشدة اااااااااااه لمااااا لمااا فعلتي ذلك اكرهك بشدة واكره قلبي ابن اللعينة الذي احبك تباااا لك تبااا لكك عروق رقبته قد ظهرت واحمر وجهه من الغضب والصراخ
جن جن هذا جل تفكيره مسح بيده على وجهه وجلس على الارض وقد خارت قوته وصلابته وقسوته وأخذ يبكي بشدة وهو يضرب على رأسه ويقول بصوت خافت شبه مسموع : اخرجي من هنا اخرجي واصمتي لا اريد ان اسمع كلامك لا اريد لا اريد
مكان أخر
في أحدى الكافيهات المطلة على البحر يجلس رحيم ويظهر على وجهه معالم الاسف ويتحدث الى أب إلياس محمد: والأن أين هم ألم تعلم اخشى أن يأذيها إلياس بشيء
رد محمد بيأس وخوف : لا أعلم لا أعلم اكاد أجن هيثم لن يصمت فهو يبحث عنهم وهذه المره لن يصمت لإلياس فهو يتوعد بأنه سيأخذ إيلينا وزوجته ويغادر وإن علم إلياس ذلك سيجن وسيخرج شيطانه علينا جميعا لن يرحم أحد حتى وأن كان عمه سينساه بمجرد تعلق الأمر بصغيرته نهى كلامه بعجز وخوف من القادم
قال رحيم بهدوئ وهو يربت على يديه : لا تخف سأبحث عنهم وسأجدهم وإلياس سيتحسن هو فقد يحتاج الى العلاج النفسي
تنهد محمد ورد بعجز: أتمنى ذلك أتمنى أن يتحسن ويعود لسابق عهده
رحيم : لا تقلق سيعود ثق بذلك والأن عن أذنك سأذهب وأجري كم مكالمة للبحث قال ذلك وهو ينهض وصافح محمد وذهب خارج الكافي ناحية سيارته واتكأ على مقدمة السيارة وأمسك الهاتف يتحدث ليأتي ببعض المعلومات التي قد تفيده
أما عند بطلتنا إيلينا التي ماتزال على حالتها راقدة بالسرير بوضعية الجنين صامتة تنظر بلا شيء طرق على اذانها صوت خطوات بطيئة وكأنها ناحية غرفتها تنهدت وهي تعلم....
أما في القصر الكبير داخل البهو مكان الجلوس يشب الجدال بين هيثم وزوجته علياء ويعلو صوت صراخهم
هيثم : اهدئي اقسم لك أني لست صامت فأنا ابحث عنهم وعندما اجدهم سأخذها ولو كلف ذلك حياتي اهدئي حبيبتي ارجوك تحدث بهدوئ وحنان شديد
صرخت علياء بوجع وألم أم على ابنتها : كلا لن اهدئ حتى ارى ابنتي لن اهدئ لن اهدئ
نظرت له بعيون مليئة بلخذلان والألم والدموع تتدحرج على خديها وهي تقول بوجع حقيقي: لا بد أنها تتألم لا اعلم اتبكي الأن اتأكل أمازالت على قيد الحياة لا اعلم أن كانت تنادي لي أن كانت تشتاق لي لا اعلم كل ذلك ولما بسببك فأنت لم تحافظ عليها نهت كلامها بصراخ شديد وانتحبت ببكاء مرير وهي تتذكر ابنتها تنظر الى ارجاء القصر وتراها هنا تضحك هنا تلعب هنا تأكل تفتقدها بشدة أسبوع كامل وهي لا تعلم حالها تكاد تجن عليها
نفى هيثم برأسه بشدة وقد ألمه قلبه على حالها وأكثر ما كسره نظرة الخذلان والعتاب بعيناها يكره فكرة أنه لم يستطيع حماية ابنته
وقعت علياء على ركبتيها وبكت بألم شديد ومراره وهي تقول إيلينا ابنتي اين انتي سامحيني ارجوكي سامحيني لم استطع حمايتك سامحيني وضعت يداها على وجهها وانتحبت بشدة وبكاء مرير
نزل هيثم الى مستواها وامسك بوجهها بحنان وتحدث....