الفصل السادس
قال كلامه وخرج تارك اباه شارد وعلى وجهه معالم الحزن والاسى الشديد من الحال الذي وصل له ابنه الوحيد لم يكن يعلم ان قسوته عليه بالماضي بعد ترك زوجته له سيسبب مايحصل مع إلياس هو يعترف انه قسى عليه بشدة وزرع في قلبه ان النساء خائنات وانهن لا يوفون بالوعود ولكن إلياس يريد ان يثبت له العكس فهو يريد ان يمتلك صغيرته وإن كان غصب عنها لا يهمه مشاعرها فهو يعتبرها احد املاكه
فقد كان يحبها حبا جما بالصغر ولا زال كذلك ولكن مع اختلاف ان بالصغر كان مليئ بالحنية والحنان اما الأن فهو قاسي متحجر زاد امتلاكه عليها يغضب ان رأها تعانق والدها او تتكلم مع اخيها إياد حبها اوصله للجنون وكل ذلك بسبب مااخلفته زوجته بعد تركها له
تنهد بعد تذكره للماضي لأليم وهو بأشد الندم لانه لم يحتوي ابنه
مسح على وجهه بحزن شديد وخرج من غرفة المكتب ورأى هيثم متوجه إليه تنهد بتعب وهو
يقف أمامه
بادر هيثم بالحديث وهو يقول : سأتكلم مع إلياس أجن هو حتى يتزوجها بعد أسبوع قال كلامه بغضب وهو ينفس
رد محمد بهدوء وعقلانية يحاول ان يهدئ من اعصاب شقيقه : اهدئ يا هيثم أنت تعلم أنك لا انت ولا أنا سيمكننا من الاعتراض بوجهه خاصة وهو مصر على ذلك وهو قد حذرني لن يرحم من كائن يكون أن فكر بمخالفته ارجوك ليتزوجوا وسنحميها وهو رغم كل قساوته الا انه يحبها
هز رأسه هيثم بأقتناع بينما من بعيد تراقبهم علياء وهي تبكي بصمت على مايحل بصغيرتها واخذت تمتم بلأدعية لحفاظها
اسبوع مر على القصر وكل من فيه يعمل على اكمل وجه استعدادا لتحضيرات زفاف الصغيرة إيلينا والسيد إلياس
لم يجرء أحد على معارضة قرار إلياس والزفاف سيقام بالوقت الذي حدده
غدا الزفاف والمشاعر مختلفة بينما إلياس يشعر بنشوة الانتصار وأنها اخيرا ستصبح صغيرته على اسمه قانونا وسيثبت لأبيه أنها لا يمكن ان تتركه أو الاصح لن يسمح لها بذلك
وأما الصغيرة إيلينا فهي طوال الاسبوع اعتكفت في غرفتها ودموع لم تجف فقد كان لديها أمل بالفرار منه ومن تحكماته وسيطرته عليها الا ان كل يوم يمر يثبت لعكس كل يوم تغرق في بئر سيطرته الجنونية فهي تتمنى ان يعود لسابق عهده معها يعود إلياس الحنون فقد كانت ستعشقه ولكن لا ترى الان الا جنونه وهوسه وسيطرته عليها يمنعها من ابسط الامور واكثر مايحزنها ان لا احد من عائلتها يعارضه ترى نظرات الشفقه من أمها على حالها ولكن اقسمت على نفسها أنها لن تستسلم وستفعل المستحيل ليتركها وشأنها هذا مافكرت به بأصرار وعزيمة وهي تتوعد
ولكنها غبية ان اعتقدت انه سيتخلى عنها إلياس
صوت الطرق على الباب قطع افكارها لم تنظر ناحية لباب ولم تتكلم
دخل الياس ونقل ابصاره بأرجاء الغرفة ووقع نظره عليها وهي جالسة على الكرسي المقابل للشرفة تنظر بلاشيء سمعت خطواته وهو يتقدم ناحيتها
بقت على صمتها الذي اعتادها بأخر الأيام الماضيه
تكلم إلياس ببرود جليدي وهو واضح يده بجيوب بنطاله ويقف بهيبته الطاغية وقال ببحة رجولية : تجهزي سنذهب لجلب فستان الزفاف بعد قليل
لم تظهر منها أي ردة فعل ولم تنظر له بقت نظرها معلق ناحية الشرفة والتزمت الصمت متجاهلته وهذا مما اغضب إلياس بشدة فأنحنا مقابلا لها وقد اصدرت شقهة خفيفة منها
مسك إلياس فكها بحدة وقال بصوت خافت شديد :إياك إياك وتجاهلي لديك عشر دقائق وأجدك جاهزه وإلا جهزتك عنوة
شهقاتها فقط مايسمع منها والدموع تتسابق على وجنتيها لم تتحدث من فرط الألم
شد إلياس أكثر على فكها وقال بصوت أعلى : أفهمتي
هزت رأسها إيجابا وهي تحاول أن تحرك يديه عنها وتدفع صدره الصلب ليتراجع
شد على قبضة يديه من الغضب وتركها قائلا انتظرك في الاسفل وذهب مسرعا خارج الغرفة تارك ورائه تلك الصغير تبكي وتنتحب بشدة
كان واقف في بهو القصر ويتحدث مع عمه هيثم واصواتهم خافتة ولكن يظهر من معالم وجه هيثم الغضب الشديد بينما إلياس لا يظهر عليه الا لبرود ولكن فكه احتد مما يظهر ان مايتكلم به عمه لايروقه ابدا قاطع حديثهم نزول إيلينا من الاعلى توجه إليها وهو يتفحص هيئتها حيث كانت...