Ads by Google X

روايه القديمة تحلي الحلقه الرابعه والخامسه والسادسة والسابعه والعشرون



الفصل الرابع والعشرون...الي السابع والعشرون

بمنزل ياسر...منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها...اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها...

تلك الفتاة جارتهم "ميرنا" تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا...فكرت "امال" والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها حتى يخرج من حالة الحزن التى خيمت عليه تلك ...تمنت لو عاد بها الزمن الى كم شهر مضي وترفض ذلك الاتفاق اللعين بأكمله..




دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته..

-انت!!..نعم يا ميرنا عاوزة ايه؟؟..

ميرنا بهدوء...

-اتفضل...ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني...بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و..

قاطعها ياسر بغضب وصوت مرتفع..

-و ايه؟؟..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه؟؟..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ؟؟..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك...بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس...بحب زمزم وبس..

وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها...دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة...

************************

بغرفة زمزم...جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها...يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات...وبيده البوم صورها وهى طفله...صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص...

نمت ذقنه كثيرا...فقد شهيته لكل شئ...صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها...ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له...

دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد..

-نعم يا امي؟؟..

اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة..

-لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها ...يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك...

تنهد بمرارة وهتف بتهكم...

-كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني...رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف..




حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة...

-كان غصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها..

هتف وقاص بصوت مهتز ...

-غصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها...سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس...عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري...شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي...دبحتها انا وابوها...دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد...فكرتها سلمته نفسها بجد..

وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم..

بكت نجاة هى الاخري على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب ...بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها...

*******************************

بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شر تحطيم وهي تبكي بقوة ..لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها...ولم تسامحهم ولن تفعل...دمروها ...نهضت من مكانها بغضب شديد واصبحت تحطم كل شئ بالمنزل دون وعي...فقط تريد اخراج غضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر...يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر...

دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها "سعاد"تلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر..تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة ...لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم..

دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا...وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات ...قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها ...نحفت كثيرا ...وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها ..

كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها تحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها ...حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت بعنف وهي تري ما بها محطم ..

دفعت زمزم تمارا بعنف بعض الشئ وصرخت بوجههم بغضب ودموع..

-عاوزين منى ايه تاني؟؟..امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا..كفاية كده..

وقالت مشيرة الى والدها..وانت عاوز ايه تانى منى؟؟..مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين ..سبني ف حالى بقي..انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى...انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه...قولتلها كمان انت عملت فيا ايه..

امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي..هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك..سبني ف حالى بقي...دمرتوني بهدلتوني كتير ...روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص ...جوزتنا كلنا غصب ..جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني...عملتني خاينة..واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش...جوزها اللى رماها...

اتفقت مع جوز بنتك على بنتك...امشي امشي بقي اطلع من حياتي..




جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق بعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها البكاء...لم تمانع احتضانه لها ...كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا...لذلك لم تمنعه..

ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها..

*********************

بعد مرور يومان ..دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة..اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ..لا فرح ولا غضب...بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول...حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والتفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها...

-اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه...مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى؟؟..بس مش مهم..خدي..

قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام ..فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث...بذلك اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه...رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها...

ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها..يخبرها كم يحبها ...يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص..كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس...يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله..كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى..

تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها ...بعد قليل انتهي ناصر من الحديث...او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام...

-انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني...

وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته...

-انت بتحبني؟؟..

*****************




بمنزل زهرة النوساني...

كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد ...وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف..اخذته ودلفت الى الشقة...

جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو "ناير نصار "..وندي فوزى"...بتاريخ ذلك الشهر وتحديدا منذ اسبوع فقط...

دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة...قطب جبينه باستغراب وهزها برفق..

-زهرة..زهرة مالك فيه ايه؟؟..

التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة...

-طلقني...الفصل الخامس والعشرون...

ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأشار إلى الورقة بيدها قائلا...

_انت جبتي الورقة ديه منين؟؟...

قذفتها زهرة أرضا وهي تصرخ بوجهه...

_ ملكش دعوة جبتها منين...الكلام اللي فيها صح...ديه امضتك والتاريخ من اسبوع....يعني كل ده عايشة مع واحد كذاب..

بلل شفتيه بلسانه قائلا بصوت متوتر...

_ زهرة اسمعيني...والله العظيم اتجوزتها غصب عني... صدقيني ملمستهاش اصلا...

_ كل كلامك ده ميهمنيش ف اي حاجة...انا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس ...اتجوزتها امتي؟؟...ازاي اصلا وانا كنت نايمة علي وداني ازاي؟؟...

ستفسد حياتهم تماما اذا اخبرها بتاريخ زواجه بتلك الخبيثة ..وبالطبع لن يكون هناك فرصة لرجوعهم مرة أخري.

_ اتجوزتها قبل م يحصل اللي حصل بيوم...بس غصب عني والله...

ابتسمت بسخرية قائلة..

_ متفرقش عندي ..كلها واحد ف النهاية اتجوزت...طلقني يا ناير لاني مش هقعد علي ذمتك ولا هقعد ف بيتك دقيقة كمان...

_ مش هطلقك يا زهرة...مش هطلقك ...اتجوزتها غصب عني بقولك ...

_ غصب عنك ازاي؟؟..شربوك حاجة اصفرة يعني؟؟..

ناير بصوت حاد..

_ بلاش الطريقة ديه يا زهرة ...بقولك اتجوزتها غصب عني وملمستهاش لحد م طلقتها...متظلمنيش ..

نظرت اليه باحتقار قائلة..

_ انا قرفانة منك...قرفانة ويضرب نفسي مليون جزمة اني صدقتك وسامحتك...

وذهبت الي الغرفة حتي تلملم اغراضها ووراءها ناير يحاول منعها مما تريد فعله...

*******************

التفت ناصر الي ابنته ينظر إليها بحزن شديد...الي تلك الدرجة لا تصدقه...تشكك بحبه لها...

كيف لأب أن يكره اطفاله؟؟...وكيف يكره اي شئ من مادلين رحمها الله!!..كيف يكره نسختها الأخري بكل شئ والتي عوضه الله بها؟؟...

_ أيوة طبعا بحبك يا زمزم...ايه السؤال ده يا بنتي بس؟؟..مفيش اب بيكره عياله..

ردت عليه بصوت متحشرج...





_ بس انت كرهتني...لما ..لما انا كنت بندهلك عشان تطلعني من الاوضة مردتش عليا...كدبت عليا وقولتلي انك تعبان...وانا جيتلك عشان انقذك لاني بحبك ومش عاوزاك تموت..بس انت اتفقت معاه عليا...

هلكت روحه واجهدت عينيه من كثرة البكاء عليها...تزيد شعوره بالذنب تجاهها..واتجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه أمام مادلين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة...

_ كنت خايف تكوني عملتي حاجة غلط...مكانش قدامي الا جوزك يطمني عليكي...

_ بس انت مستنتش تطمن عليا لما جوزتني ليه ومشيت علطول ع شغلك...

هتف ناصر بصوت معذب ..

_ يا زمزم كفاية...كفاية بقي يا بنتي ..والله م قادر اتحمل حاجة تاني...كفاية بقي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده...

مكانش قصدي اني ااذيكوا..كنت شايفهم رجالة وهيحافظوا عليكوا...

لم تتأثر بكلامه..او انها لم تستمع له اصلا..واكملت حديثها..

_ انا قولتلك متجوزنيش لوقاص...قولتلك اني بخاف منه وأنه هيعاملني وحش...بس انت غصبت عليا ...انا كنت بحبك بس دلوقتي لا...

سيبني انام وامشي بقي..ومتجبليش اكل تاني مش عاوزة حاجة منك...

وتسطحت علي الفراش وأعطته ظهرها..نظر إليها ناصر بحزن شديد ووجع عليها وخرج من الغرفة وتركها كما طلبت حتي تخلد للنوم...لكنه بالطبع لن يتركها الا بعد أن يرمم علاقتهما من جديد...

**************

بقصر النوساني الصغير...

دلفت سيلين الي غرفة والدها حتي تخبره برجوع زمزم الي المنزل بعد أن وجدها والدها...

_ بابا...يا بابا...بابا..

_ ايه ايه يا سيلين استني يا بنت اما اخرج انا باخد شاور...

قالها قدري لسيلين من داخل المرحاض ...

بعد قليل خرج قدري من المرحاض ووقف أمام ابنته قائلا...

_ ايه فيه ايه ؟؟..

اتسعت ابتسامة سيلين وهتفت بصوت فرح...

_ زمزم رجعت البيت...تمارا لسه متصلة بيا دلوقتي وطمنتني عليها...رجعت من يومين وكانت تعبانة ف مكانتش فاضية تكلمني بس كلمتني دلوقتي وقالتلي ...انا عاوزة اروحلها يا بابا عشان خاطري ...وحشتني اوي بقالي فوق الشهرين مشوفتهاش...

ابتسم قدري بشوق وحنين الي زمزم قائلا بصوت ملهوف..

_ هنروح..هنروح دلوقتي...روحي البسي يلا يا حببتي..

اومأت برأسها بسعادة غامرة وذهبت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي منزل عمها لرؤية زمزم...

غافلة عن شقيقها الذي استمع الى حديثهم كاملا وعزم علي الذهاب إليها واخذها حتي تعيش معه...ببيته...بيت زوجها!!!....

*****************

بمنزل عابد سلمي...

كانت تمارا تجلس علي الاريكة تشاهد التلفاز وبيدها وعاء كبير به بعض حبات الكوسة ...وامامها يجلس عابد ينظر لها باستغراب شديد من صمتها وتجاهلها إياه بهذه الطريقة...

_ ايه يا تمارا مالك؟؟..

لم ترد عليه وتعمدت تجاهله...فزجرها عابد بضيق...

_ قولت مالك فيه ايه ؟؟..م كنا كويسين ولا انت يصعب عليكي ف لازم تقعدينا ف نكد علطول...




دبت السكين بالطبق بقوة محدثة صوتا مزعج والتفتت له قائلة بصوت حاد...

_ انا مش قولتلك اني مش هروح معاك!!..بس بردوا جبتني البيت هنا..

_ وسيادة البرنسيسه مش عاوزة تروح ليه بطفي السجاير ف كعب رجليها؟؟..

نظرت اليه بحدة وصوت غاضب..

_ انا قولتلك اني مسامحتكش علي جوازك عليا...وانت بردوا روحتني معاك...

امتدت يده الي الوعاء الموضوع علي قدمها ووضعه علي الطاوله وامسك بيدها واجلسها علي قدمه...

_ عارفة يا تمارا لما اتجوزت زينب...ملمستهاش الا بعد جوازي منها بشهر...ولما هي بدئت تشتكي... اتجوزتها اصلا عشان اقولك واكيدك وتغيري عليا بس اللي حصل العكس...ومن ساعتها وانا ملمستهاش...طلقتها عشان مش قادر يبقي فيه ف حياتي ست غيرك...مش عارف اعدل بينكوا...

_ بس انت كنت بتروحلها...وكمان كنت بتقولها انك بكرة تخلص مني وتطلقني وهي بس اللي تفضل علي ذمتك..

نفي عابد بقوة ..

_ لا...محصلش...عمري م جبت سيرة اني هطلقك معاها اصلا...ده هي اللي كانت بتتخنق مني لما اتلغبط ف اسمها واقول اسمك...عشان كده ضغط عليكي ورفضت قعادك عند ابوكي...لأنها مكانتش جوازة اصلا...

عانقته تمارا بمفاجأة وهي تقبل وجنته وتصرح بحبها له وولعها به...بادلها عابد العناق بقوة أكبر حتي كاد أن يحطم عظامها...

_ بحبك..بحبك اوي يا تمارا ...بعشق التراب اللي بتمشي عليه...

*******************

بڤيلا ناصر النوساني...

دلفت سيلين الي غرفة زمزم بالاعلي ووراءها والدها يحفر الالم والحزن لوحة علي وجهه عندما استمع الي حالتها من شقيقه الأكبر...

_ ازيك يا زمزم... وحشتيني...

قالتها سيلين لزمزم بشوق جارف ومالت عليها تحتضنها بقوة ...لم تتأثر زمزم بعناقها ولم ترفع يديها حتي...ابتعدت عنها سيلين باستغراب وهتفت...

_ ايه يا زمزم مكنتيش عاوزة تشوفيني ولا ايه؟؟..انا سيلين ...سيلين بنت عمك يا حببتي..

حولت زمزم بصرها الي حيث أشارت سيلين علي والدها وتوهجت عيناها بدموع ساخنه متذكرة ياسر وبداية دخوله الي حياتها...خداعه لها والذي كان السبب فيما هي عليه الآن..




عادت تضم قدميها الي صدرها وتدفن وجهها بين كفيها وتبكي بقوة وصوت مختنق...

جذب ناصر شقيقه من ذراعه واخرجه من الغرفة...فعلت ما فعلته الان عندما ذهب إليها حتي يأتي بها لتعيش معه...إذ أنه السبب فيما حدث لها علي يدي وقاص...والان فعلت نفس الشيء مع عمها بالتأكيد تذكرت ياسر...فقد اخبرته تمارا بالامس انها قصت عليها ما فعله ياسر بها وكيف خدعها...

_ ايه يا ناصر طلعتني ليه عاوز اطمن عليها...

_ ابعد عنها دلوقتي يا قدري...زمزم عرفت بحكاية الدكتور من اولها لأخرها ومش طايقاك...زمزم بتشك ف حبي ليها...انا شوفتلها دكتورة نفسية كويسة...هتجيلها النهارده ...وابنك لازم يطلق بنتي ...كفاية اوي اللي جرالها من تحت راسي انا وهو...

اومأ قدري بأسف علي حالتها....كانت نيته الخير والله يعلم لكن ما حدث العكس بسبب تصرفات ابنه الهوجاء وقسوته معها...

في تلك اللحظة كان وقاص يدلف الي الڤيلا واستمع الي حديث ناصر فهتف بصوت قوي...

_ مش هطلقها يا عمي...هي مراتي وهتفضل لحد اخر يوم في عمري وعمرها...انا جاي النهاردة عشان اخدها عندي..اخدها بيتها ..

احتدت عينا ناصر بغضب شديد وهتف...

_ انسي...مش هتروح معاك يا وقاص...كفاية اوي كده عليها...انا واقف عاجز قدامها ومش عارف اعملها حاجة...بتقعد تعيط قدامي بالساعات ومبقدرش اسكتها...بتفصل مني خالص ...مبتفتكرش الا اليوم الزفت ده ...بتفضل تعيط لحد ما تنام يا اما يغمي عليها ...مش هديهالك تاني .. انساها...

اهتزت حدقتي وقاص بحزن شديد عليها فتح فمه ينوي الحديث لكن قاطعه صوت الخادمة تقول ...

_ ناصر بيه..الدكتورة يارا اللي حضرتك طلبتها برة مستنيه اذن الدخول...

_ دخليها...دخليها بسرعة يا ميرڤت..

دلفت الطبيبة الي البهو الكبير بالڤيلا ابتسمت وتوجهت الي ناصر قائلة...



_ السلام عليكم...انا يارا عويس الدكتورة اللي حضرتك طلبتها يا استاذ ناصر...

ناصر بشبح ابتسامة...

_ وعليكم السلام يا بنتي ...اهلا وسهلا...اتفضلي ..انا عاوز اتكلم معاكي شوية ...

اومأت برأسها إيجابا واتبعته حتي جلسا بغرفة الصالون...

_ انت جاية هنا عشان بنتي...هي تعبانة شوية...يعني حصل حاجات بينها وبين جوزها ...وانا كمان كملت عليها ...التفاصيل هي تحكيهالك لو قدرتي تخليها تتكلم...انا عاوز اقولك الاعراض اللي ظهرت عليها..وشها دايما منفوخ ووارم من العياط...واحيانا بتنام وتصحي ويبقي وارم جدا...دايما بضم رجليها لصدرها وتدفن وشها بين اديها وتعيط...بتكتم صوت عياطها...بتفضل تعيط لغاية م تنام أو يغمي عليها...احيانا بتعيش ف حاجة عدت ده تفسيري...لاني بفضل اندهها كتير واهديها عشان متعيطتش بس هي مبتستجبش خالص ..

اومأت الطبيبة برأسها بنصف ابتسامة ثم هتفت...

_ اوكي...انا قدرت اجمع شوية عن حالتها...انا عاوزة أشوفها...هشوفها بصفتي الحقيقية عادي..

سار ناصر مع الطبيبة حتي غرفة ابنته مد يده إلى المقبض ليفتح الباب لكنه تفاجأ بسيلين تفتح الباب بذعر قائلة...

_ عمي زمزم..زمزم أغمي عليها ...قعدت تعيط كتير ومعرفتش اهديها ...

_ طيب...طيب يا حببتي اهدي...اهي الدكتورة يارا هي هتساعدها...اهدي انت وروحي اغسلي وشك كده...

التفت ناصر الي الطبيبة ينظر إليها بنظرة معناها " مش قولتلك"...

اومأت الطبيبة برأسها ودلفت الي الغرفة حتي تبدأ معها أولي مراحل العلاج..الفصل السادس والعشرين...

نهضت من مكانها حتي تفتح الباب...كانت تجلس وحدها بالمنزل كالعادة ظنت انها السيدة امال فقد تواعدا أن تزورها اليوم مساءا لذلك قامت بتوضيب المنزل بأكمله...

تفاجأت ميرنا بياسر أمامها ينظر لها بأسف شديد...

تجاهلت ميرنا معني نظراته رغم أنها تعرف ماهيتها جيدا وهتفت بصوت جامد...

_ افندم يا دكتور ياسر...اقدر اساعد حضرتك ف ايه؟؟..

حاول ياسر الخروج من ذلك الجو البارد قائلا...

_ طب مش هتقوليلي اتفضل ؟؟..

_ آسفة...بس زي م حضرتك عارف انا لوحدي ف البيت ...ومليش الا سمعتي...ف مقدرش ادخل حضرتك...حضرتك عاوز ايه؟؟..

زفر ياسر بتعب قائلا...

_ جاي اعتذر لك...

_ عن؟؟..

ثباتها وجمودها وتره فهتف بصوت مهتز...

_ عن اللي قولته من كام يوم كده...

ابتسمت ميرنا بسخرية قائلة...





_ عن اني لازقة عندكوا عشان تبصلي وتتجوزني مثلا!!...ولا عن اني كنت مخبية رسالة زمزم عشان عاوزة امحيها من حياتك وتتجوزني بردو!!!...عن ايه بالظبط يا دكتور...

وضع كفه علي جبينه يضغط عليه قائلا...

_ عن كل كلمة قولتهالك يا ميرنا...عن كل كلمة قولتهالك ف ساعة غضب وانت اللي جيتي قدامي من غير ترتيب لكده...

_ آسفة لتاني مرة يا دكتور...بس انا مش من اهلك عشان استحمل انك تفش غضبك فيا...وتسمعني الكلام ده..

_ عموما انا بكرر اسفي تاني وتالت وعاشر كمان...ماما عاوزة تشوفك ...

_ اهلا وسهلا تنور...بيتي هو بيتها هي اللي ربتني واهتمت بيا بعد موت اهلي...

ياسر بضيق...

_ ميرنا ماما متعرفش حاجه عن اللي انا قولتهولك...وانا نزلت اعتذرتلك من نفسي لاني غلط ف حقك...اتمني أن اللي انا قولتهولك اليوم ده ميغيرش معاملتك مع ماما...واسف كمان مرة ع اي كلمة اسأتلك بيها...عن اذنك...

وذهب من أمامها ...اما هي فأغلقت الباب واستندت الي ظهره تتنهد بتعب وحيرة ماذا عليها أن تفعل؟؟..هل عليها أن تقبل اعتذاره ؟؟..ام تتمسك بعدم الصعود الي والدته مجددا؟؟...

********************

بغرفة زمزم ...تمكنت الطبيبة من افاقتها من اغمائها ...كانت زمزم توقفت عن البكاء وعادت الي طبيعتها الساكنة من جديد...

اقتربت منها يارا وجلست علي طرف الفراش أمامها هاتفية بابتسامة ودوده...

_ انا يارا...وانت؟؟..

تجاهلت زمزم حديثها التافه ذاك وهتفت بجدية...

_ انت مين؟؟؟..وعاوزة مني ايه ؟؟...

_ انا دكتورة...دكتورة يارا عويس...وانت اسمك ايه؟؟..

تجاهلت زمزم حديثها للمرة الثانية وهتفت...

_ دكتورة ايه؟؟...

ردت يارا بابتسامة ..

_ نفسية...دكتورة نفسية...

_وجاية ليه؟؟...

_ جاية عشان اساعدك اكيد...

_ بس انا مش محتاجه مساعده من حد...شكرا بردوا انك جيتي ...بس مع الاسف انا مش مريضة عشان تعالجيني أو تساعديني...

اتسعت ابتسامة يارا اكثر فقد وجدت طرف الحديث حتي تبدأ معها...

_ اوكي...خلينا اصحاب...تحكيلي...احكيلك ...يعني .. ايه رأيك؟؟..

احتدت عينا زمزم بغضب وهتفت بصوت حاد...

_ قولت لا... قولتلك شكرا...اتفضلي امشي بقي...





_بس انا عاوزة اتعرف عليكي..

ربعت زمزم يديها واستندت بظهرها الي الفراش قائلة ببرود...

_ عاوزة تقعدي تحكي اقعدي براحتك ...لا هقولك اطلعي برة ولا هعمل حاجة...عشان مش بيتي اصلا..تمام كده؟؟..

بالخارج...

كان وقاص يحاول مع عمه حتي يسمح له بالدخول إليها ورؤيتها ...

_ لا يا وقاص..لا مش هتدخلها كفاياها كده اوي ...

وقاص بعناد..

_ وانا عاوز أشوفها ...بقالها كتير هربانة ..وديه مراتي ..

ناصر بصوت جهوري...

_ هطلقها منك يا وقاص...هطلقها ومش هيبقي فيه رابط بينكوا غير القرابة انا مش مستغني عن بنتي...واذا كنت زمان جوزتهالك ف كنت مفكرك راجل وهتحافظ عليها ..

لم يعبأ وقاص بكلام عمه واستدار حتي يصعد إلى غرفتها ووراءه والده وناصر يحاولان منعه ...

دلف وقاص الي الغرفة ونظر اليها ببهوت ...لم تكن هي نفس الفتاة التي عاشت معه ...تلك شخصا آخر..

اقترب منها بخطوات بطيئة وهتف بصوت متحشرج...

_زمزم...

لم تكن لتخطئ بصوته ابدا...انطلقت رأسها كالقذيفة باتجاه الصوت وبلحظة كانت تعاود البكاء من جديد...ولكن دون صوت هذه المرة...تابعت يارا تعبيراتها بتركيز شديد...من الواضح أنه زوجها الذي اخبرها به ناصر منذ قليل..

ظل وقاص يقترب منها ببطء حتي لا ترتعب اكثر لكنه كان مخطئ ...كل خطوة يخطيها وقاص كانت هي تزحف إلي الوراء مثلها الي أن التصقت بالجدار وكان هو يتابع السير نحوها ..هنا صرخت زمزم بقوة قائلة...

_ طلعيه...طلعيه برة والنبي وانا هعملك اللي انت عاوزاه....طلعيه..

هنا تحدثت يارا بقوة ..

_ لو سمحت اطلع برة...مينفعش كده ...





استطاع ناصر وقدري إخراج وقاص من الغرفة بالقوة رغم ممانعته...

بعد خروجهم اغلقت يارا الباب والتفتت عائدة الي زمزم تحاول تهدأتها...

_ اهدي...خلاص هو خرج....

بعد قليل هدأت زمزم وتوقفت عن البكاء ...

_ الحمد لله هديتي؟؟...

زمزم بصوت باكي...

_ أيوة هديت...بس انا مش عاوزة اتكلم عليه...

ابتسمت يارا ثم رفعت منكبيها قائلة..

_ مقولتش اتكلمي عليه ...اي حاجة ..قولي اي حاجة تانية اللي ييجي ف بالك تتكلمي عليه اتكلمي..حتي لو عاوزة تخرجي من هنا ..

لمعت عينا زمزم وهتفت بلهفة...

_ بجد...ممكن تخرجيني من هنا؟؟..

_ اممم...طبعا ممكن اخرجك...مش شرط نقعد هنا

نهضت زمزم من مكانها بسرعة وهتفت..

_ طيب ..انا ..انا هلبس وننزل ماشي..

اومأت برأسها وخرجت من الغرفة تنتظرها بالخارج..

**********************

لم يستطع ناير السيطرة عليها فقد خشيّ أن يأذيها هي وطفله فتركها علي راحتها ..وبالتأكيد لن يتركها ...

خرجت زهرة من الغرفة وبيدها حقيبتها ..وقف ناير أمامها يحاول تهدأتها وأثناءها عن رأسها ..

_ يا زهرة مش كده...بقولك اتجوزتها غصب عني..

اقعدي ونحل مشاكلنا مع بعض...

_ ديه مش مشكلة يا استاذ ...ده طلاق ..طلاق ومن غير رجعه ..انا هروح لبابا وهو بقي يتصرف معاك ويطلقني..

_مش هطلق..والله م هطلق يا زهرة...

_هخلعك يا ناير..مش هعيش معاك..

وخرجت من المنزل بأكمله تاركه إياه وراءها يحطم كل شئ بالمنزل بغضب اعمي...

بڤيلا ناصر النوساني...

دلف الي غرفة المكتب بعد أن شاهد رحيل زمزم وتلك الطبيبة..تنهد براحة بعض الشئ فها هي زمزم تبدأ أولي مراحل العلاج النفسي ...قطع سيل افكاره دخول زهرة بالاعصار من الباب...

_ طلقني من ناير يا بابا...مش عاوزة اعيش معاه تاني...

اغمض عينيه بتعب ...إنجاب البنات متعب حقا..قصفوا ظهره الي نصفين...عندما يتخلص من واحدة تظهر الأخري بمشكلة جديدة ...

_ ايه اللي حصل يا زهرة؟؟..عاوزة تطلقي ليه يا ماما؟؟..

زهرة بحدة...





_ عشان خاين ...كان متجوز عليا بس ربنا كشفه وحد بعتلي الزفت علي راسه صورة قسيمة الطلاق..

_ طب وهو برر موقفه ازاي؟؟..

_ هيقول ايه يعني!!!..قال ايه اتجوزها غصب عنه..

امسك ناصر بهاتفه واشعله وهو يقول...

_ طيب ...انا هتصل بيه دلوقتي عشان يوضحلنا الموضوع كله...واللي انت عاوزاه انا هعملهولك...

************************

بعد مرور ثلاثة أشهر...

تجلس زمزم علي طاولة الطعام أمام شقيقتها الوسطي ويترأس الطاولة والدها ...وبجانبهم يجلس عابد وزوجته وأطفاله الاثنان..الفصل السابع والعشرين...

بمنزل ياسر..

يجلس علي الطاولة امام زوجته " ميرنا"...يحاول اقناعها بتقديم موعد زواجهم لكنها ترفض...

_ يا ميرنا انا بحبك والله بحبك...وعاوزك ف بيتي النهارده قبل بكرة..

ميرنا باصرار..

_ يا ياسر انت اصريت نكتب الكتاب رغم اني قولت لا...كنت عاوزة نبقي ع البر كده لغاية م نشوف هنتفق مع بعض ولا لا...

امسك بيدها يقلبها وهتف بابتسامة...

_ يا ميرنا انا مأخدتش خطوة كتب الكتاب ديه الا لما أتأكدت فعلا اني بحبك..

زفرت ميرنا بتعب وقررت مصارحته بما يخيفها...

_ يا ياسر انا خايفة بصراحة

قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل...

_خايفة؟؟...خايفة من ايه يا ميرنا ...مني؟؟..

_ مش منك انت لشخصك...بس خايفة تكون بتنسي حد بيا ...وانا مليش الا طنط امال مش عاوزة علاقتنا ببعض تبوظ علاقتي بيها...




نظر إليها ياسر ببهوت قائلا بصوت متفاجئ...

_ انت تظني فيا كده يا ميرنا!!!...ده انا رفضت اي واحدة ماما حبا تجوزهاني بعد موضوع زمزم...

_ يا ياسر اسمعني انا ااا...

أشار لها بيده حتي تصمت قائلا...

_ بس بس مش عاوز اسمع حاجة تاني ...براحتك يا ميرنا وقت م تحبي تتجوزيني ف انا مستعد...قبل م امشي هقولك حاجة صغيرة ...من ساعة م قعدت الف علي زمزم عشان تسامحني وسامحتني فعلا وانا بقيت بعتبرها اخت ليا مش اكتر...وبحاول ابعد عنها علي أد م اقدر لاني عارف أن مهما مر وقت هيبقي فيه حساسية بينا..انا رايح شغلي...

وغادر المنزل تاركا إياها وراءه تعض علي أصابعها من الندم...

*****************

باليوم التالي ..

ذهبوا البنات جميعهم الي سيلين بالمنزل...رفضت احداهم تركها بما فيهم زمزم...منذ أزمتها تلك وهي لن تخط عتبة هذا المنزل ...لكنها لم تنسي وقفه سيلين معها منذ أن تزوجت بأخيها وحتي أزمتها الأخيرة وسؤالها الدائم عليها ...لذلك لم تستطع تركها بهذا اليوم...

دلفا جميعهم الي المنزل فقابلتهم السيدة نجاة صافحت تمارا وزهرة وعانقتهم وقبلتهم بحب...أما زمزم فقد تظاهرت بالانشغال بالهاتف والحديث به حتي لا تراها...جاءت الي هنا في مهمة محدده ولن تفعل اكثر من ذلك...

_ اتفضلوا يا بنات ..ادخلوا البيت بيتكم...

مالت تمارا علي اذن زمزم قائلة ..

_ اتعاملي عدل مع الوليه يا حبيبة اختك...بلاش كده ده انت سامحتي جوزها ...

_ والله جوزها كان قصده خير ...مش من ساعة م جيت هنا وهو بيمرمط اللي جابوني...روحي اقعدي وسيبك مني خالص...





بعد قليل كانت سيلين تقف أمام زمزم وتحتضنها بقوة وزمزم تبادلها العناق بقوة أكبر...

_ مبروك يا لولو عقبال الفرح بجد بقي...

_ الله يبارك فيكي يا قلبي...عقبالك...

وضعت سيلين يدها علي فمها ...لم تقصد أن تقول لها ما قالته حولت بصرها ناحية الموجودين فوجدت والدتها تنظر لها بغضب وشقيقتيها يحاولان تلطيف الأجواء بابتسامتهم...لكن ما صدمهم حقا هو رد زمزم عليهم...

ابتسمت زمزم باتساع وهتفت...

_ أن شاء الله قريب يا سيلا...

تحطم الكأس بيده عندما اخترقت جملتها أذنه...ماذا تقصد بقريبا تلك؟؟...هل وقعت بالحب مرة أخري ؟؟...ماذا عليه أن يفعل الان؟؟...هذه المرة عمه يقف بصفها...لم يخطو خطوة بموضوع الطلاق الي الان لأنها لم تطلب...لكن عمه أخبره بصريح العبارة أن ما تريده زمزم سيكون مهما طلبت...

التفتت نجاة الي مصدر الصوت فوجدت ابنها يقف أمام المطبخ وبيده الكوب الذي تحطم للتو...

_ ايه يا حبيبي فيه ايه؟؟..انت كويس اتعورت طيب؟؟..

قالتها نجاة بنفس واحد وهي تركض نحو ابنها ..

_ مفيش حاجه يا ماما ..انا كويس...وانت..

قالها مشيرا إلي زمزم...

_ الحاجة الوحيده اللي قريبة فعلا هي رجوعك البيت هنا...غيركده مفيش..

ابتسمت زمزم باستفزاز والتفتت الي سيلين قائلة..

_ ها يا سيلا ...هنعمل ايه دلوقتي ...مين اللي هيزوقك بقي؟؟..

هتفت سيلين بصوت مهتز..

_ الميكب ارتيست جاية دلوقتي يا حببتي ...

اومأت زمزم برأسها إيجابا وجلست معهم الي أن جاءت المزينة وصعدا الي الغرفة....

*




*************

مساءا بالحفل...

لم تترك زمزم سيلين ابدا كانت تتابعها بالحفل جيدا اذا ما احتاجت شئ ...

علي طاولة ما تجلس تمارا أمام زوجها تبتسم بسعادة قائلة ...

_ فاكر اليوم ده يا عابد؟؟..

ابتسم عابد بحب قائلا..

_ طبعا وده يوم يتنسي...قال ايه خرجتي م الحفلة عشان اللعب اللي ف السما كان هاين عليا اضربك ساعتها وقدام ابوكي كمان ...

ضحكت تمارا بقوة هاتفة من بين ضحكتها ...

_ ومن ساعتها وانا لبست فيك ...بس احلي لبسة ف حياتي يا بودي...

_ لا لا استني كده براحة عليا ..انا مش قد الدلع ده كله ...قلبي يقف منك ..

_ بعد الشر عن قبلك يا قلب قلبي انت من جوة ..

اقترب منها عابد يهمس بجانب اذنها بصوت مغرِ...

_تيجي اخطفك م الحفلة دية...مش جينا وعملنا الواجب خلاص...

التفتت تمارا له فأصبح وجهها أمام وجهه مباشرة لا يفصلهما انشا واحدا حتي..

وقالت بهمس...

_ وايه اللي مانعك...انا عن نفسي موافقة جدااا اني اتخطف...

امسك عابد بيدها يجرها وراءه نحو السيارة منطلقا الي مكان هادئ يستطيع فيه بث اشواقه إليها دون مقاطعة من احد...ودون مقاطعتها هي شخصيا...

جاء موعد رقصة العروسين ومن يريد من الاصدقاء...

سار ناصر باتجاه ابنته الصغيرة ومد يده إليها قائلا...

_ اميرتي تسمحلي بالرقصة ديه؟؟..

نظرت زمزم إليه ونقلت بصرها الي يده الممدوده وببطء شديد رفعت يدها تضعها بكف والدها الضخم قائلة...




_ أيوة ...اسمح طبعا...

جذبها ناصر من يدها الي ساحة الرقص وظل يتمايل معها وهي تنظر له وتبتسم ...

بعد انتهاء الموسيقى تعلقت زمزم فجأة بأحضان والدها وهي تضمه إليها بكل قوتها وتبكي...

تفاجأ ناصر من فعلتها كثيرا لكنه سعد كثيرا منها فبادلها العناق بقوة أكبر وهو يبكي ...

كانت العائلة جميعا تتابع ما يحدث أمامهم بملامح متأثرة ودموع بما فيهم العروس التي سعدت كثيرا بإذابة الجليد بين عمها وابنته ...

_ هو فيه ايه يا سيلا؟؟؟..

قالها عمرو خطيبها بتساؤل...

أمسكت سيلين بيده قائلة بفرح ودموع عالقة بعينيها...

_ ده عمو ناصر وديه بنته اللي كانت تعبانة اتصالحوا اهم...

هناك أمام البار الموجود به العصائر وقفت زهرة أمام النادل ..

_ عاوزة عصير خوخ..

اومأ النادل برأسه وذهب حتي يجلب لها طلبها عندما سمعت صوته خلفها يهتف...

_ انا مش قولت خوخ لا عشان الحساسية؟؟...

_ وانت مالك انت ...روح للست ندي قولها ده غلط وده ممنوع..انا ف بيت ابويا يا بابا وقريب هطلقني...

امسك ذراعها بقوة قائلا بصوت غاضب...

_ مفيش زفت علي راسك اتهدي بقي...فيه عيل جاي ف الطريق..هتفضلي بالتصرفات بتاعت العيال ديه لحد أمتي ..

ردت ببرود..

_ لحد م تطلقني...

صرخ بها بغضب...

_ قولت مفيش زفت...ويلا عشان هتروحي معايا..انا واخد الاذن من ابوكي..

فتحت فمها تنوي الحديث فهتف هو يحذرها...

_ كلمة كمان وهرقعلك سداغك اتعدلي ويلا قدامي ...

سارت زهرة أمامه تدب بقدميها في الارض بنزق ووراءها هو يحاول كتم ضحكته ويتفحص جسدها متفجر الأنوثة بفعل الحمل ..بالتأكيد سيتعرف الي كل شئ ظهر جديدا بجسدها بمنزلهم ..بين أحضانه ...

     الحلقه الثامنه والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-