Ads by Google X

نوفيلا حالة الاقدار الفصل الحادى عشر


 الفصل الحادي عشر

مر ما يقارب العشرون يوم عاد علي لعمله وتحسنت علاقته مع زوجته فها هي تحمل باحشائها طفل منه طفل تمناه كثيرا على مدى سنتين كاملتين ولكنه ظن ان الله لم يأذن بذلك
اما حنان فمنذ معرفتها بحملها قد حسمت امرها ان لا يكون هنالك عمر لهذا الجنين الذي لم يتعدى عمره الشهرين ولكن حين رأت فرحة علي بهذا الخبر رسمت خطة لتتخلص من الحمل دون افتعال اي نوع من المشاكل فهي ان اخبرته بعدم رغبتها بالاحتفاظ بالجنين ربما يشدد حصارها ويمنعها من التخلص منه
.....
حاتم يرتب امور بيته وزفافه القريب على قدم وساق
نور كانت سعادتها تزيد في كل يوم بسبب حاتم
كان يشركها بكافة اموره واخبرها انه بعد زواجهم يحضر لها مفاجأة سوف تسعدها جدا ... حاولت كثيرا معرفتها ولكنه لم يخبرها وكان دائما يذكرها بالمفاجأة ليرى طفولتها وهي تتوسله ان يخبرها
تامر بجانب عمله بالمكتب مع حاتم قرر ان يعمل عمل اخر فهو سوف يخرج شقيقته من بيته بأفضل حال ولن ينقص عنها شيء فعمل مع نجار قريب من الحي وكان يذهب معه للبيوت لتركيب المصنوعات اليدوية وكان ماهرا جدا ويتعلم بسرعة كبيرة وهذا ما اسعد المعلم جمال صاحب ورشة النجارة فكان تامر لديه رؤية مختلفة للديكور والتصاميم من خلال عمله مع حاتم فأصبح يقترح بعض التعديلات لجمال وهذا لاقى استحسان كبير من جمال خاصة ان التعديلات لم تكن مكلفة وكان تسهل عليه بعض الأعمال
جمال لديه ابن يدعى فارس وهو مدرس في احد المدارس الحكومية كان ببعض الأحيان يمر على ورشة ابيه وأعجب بتامر ورجولته وعقله ...كان يشعر وهو يحادثه انه يتكلم مع شخص من عمره ومثقف يحب ان يتعلم وان يسأل عن اي أمر لم يفهمه فهو شخص غير طائش كما هم الكثيرين من ابناء جيله ... علم فارس من تامر انه سيكمل تعليمه عن بعد (تعليم منزلي ) وهذا زاد اعجابه به فأحضر له بعض الكتب والملخصات وأخبره انه سيساعده بدراسته وهذا اسعد تامر كثيرا وكان دائما يقول ان رضا والدته عنه ومخافته من الله هي ما تجعل اموره ميسرة وسهله



.........
حنان ذهبت الى احدى العيادات النسائية التي تقوم بالإجهاض بمساعدة احدى صديقاتها حين كان علي بالعمل وقامت بعملية اجهاض دون ان تشعر بذرة ندم او شعور بالحزن على فقدانها جنينها وعادت للمنزل وهي تظن ان مخططها سيمر كما رسمت
من شدة تعبها نسيت ان تتناول الأدوية التي وصفتها لها الطبيبة واستلقت على سريرها وغطت بنوم عميق وهي تفكر انه بعد عودة علي من العمل ستمثل ان وقعت وبذالك ستكون خسرت جنينها قضاء وقدر
في المساء عاد علي من عمله واستغرب الهدوء والظلام المخيم على منزله ... اشعل الإضاءة ونادى على حنان ولكنها لم تجب فدلف لغرفتها وناداها فلم تجب اقترب منها وهزها قليلا ليتفاجأ بارتفاع حرارة جسدها وما ان ازال عنها الغطاء حتى تسمر مكانه وهو يرى بقعة الدماء الكبيرة على السرير
حملها بسرعة بين يديه وجرى بها لأحد المستشفيات القريبة وبعد ان ادخلوها غرفة الفحص اتصل على والدتها وقام بالاتصال على حاتم فهو يريد ان يكون احد ما بجانبه ليسانده
وصل حاتم ووالدته بسرعة للمشفى فحين هاتفه اصرت هدى على ان ترافقه
خرجت الطبيبة وملامح الوجوم على وجهها ونظرتها لعلي بها اتهام واضح وهذا ما دب الذعر بقلبه
علي بلهفة وخوف : ها يا دكتورة طمنيني
الطبيبة بغلظة وصوت مرتفع : انتو ازاي تعملوا كده دي جريمة ... وانا هبلغ عن الدكتورة اللي عملتها انما انتو ربنا ينتقم منكم انتو مش بتخافوا ربنا ... مش عارفين ان ده رزق من ربنا
كانت تتكلم وهو لا يفهم عن ماذا تتكلم هذه الطبيبة اصبح كالضائع كالتائه كالشاة التي تساق للذبح دون ذنب .... نظر لها بعيون متحجرة وقال بصوت عال : ممكن افهم مراتي مالها ... قالها بصوت ارعبها واسكتها عن اكمال ثرثرتها لتبتلع ريقها وتقول : للاسف مراتك عندها نزيف بسبب عملية الاجهاض ...احنا اديناها ادوية .. عادت لثرثرتها ولكن من يسمعها فهو منذ وصلت لأذنه كلمة اجهاض شلت حواسه ومات ادراكه ونزع قلبه من صدره ... لا يصدق ان حلم عمره بان يكون اب قد تبخر ... تلاشى ..... ويا الهي بفعل من احب .... هل يعقل ...ام ان هذه الطبيبة لا تفهم ...
كان حاتم واقف بصدمة كبرى ولكنه تماسك ليكون عون لصديقه ... هو يعرف ان حنان مهملة و طائشة ولكنه لم يتخيل يوما ان تصل لهذا المستوى وان تقتل طفلها ...
هدى منذ سمعت كلام الطبيبة شهقت ووضعت كفها على فمها عيونها تبكي بغزارة .... طفل بريء لم يعي النور بعد هل تخلصت منه ...كانت تنظر لعلي وهو يمشي بخطى ثقيلة نحو غرفة زوجته تراه كمن كسر و دمر .... وتنتظر لحظة الانهيار ....هي تعلم مدى فرحته بالحمل .... حين اخبرها بحمل زوجته كان كالطائر مع العصافير عيونه تضحك قبل ثغره ... والآن يصطدم بمثل هذا الخبر ... ليس فقدان ابنه فقط بل ان زوجته التي يعشقها هي من فعلت ذلك
فتح باب الغرفة بيد ترتعش واقترب من فراشها ففتحت عيونها بخوف مما هو مقبل عليه ... نظر لها بعيون متوسلة ضعيفة متألمه ... همس بكلام متقطع : قولي انو كدب .... قولي محصلش ... ثم انفجر بها واخذ يصرخ وهو يهزها : قولي انك معملتهاش .... قتلتي ابني .... انتي مجرمة انا ازاي مكونتش شايف حقيقتك ..... للدرجادي كنت اعمى .... كنتي بتستغفليني ..... قتلتي ابني ليييييه .... سحبه حاتم للخلف وهو يقول ببكاء : انتي اكتر وحدة كنتي عارفة قد ايه كنت مستني الطفل ده ... كنتي شايفة فرحتي وبرغم ده قتلتيه ... قتلتيه وقتلتي فرحتي ... قتلتي قلبي .. طول عمرك بتغلطي وبعدي وبسامح ...لكن ديلوقت(انتي طالق) .......
كان الجميع في ذهول مما حدث لم يتوقع احد ان يطلقها



شعرت الطبيبة بالندم على كلامها مع علي فهي ظنت به سوء وشرعت بتأنيبه
حنان كانت بحالة انكار لا تصدق ما سمعت ... نعم هي لا تحبه ولا تريده ولكن شعورها الآن بعد ان نطق بهذه الكلمة كان شعورا قاسيا مؤلما ... ان تشعر ان الشخص الذي عنده استعداد ان يموت في سبيلك قد تخلى عنك .... استطاع ان يفصل بينك وبينه بسهولة بكلمة واحدة فهو شعور سيء للغاية
كانت تنظر له لعله يكذب ما سمعت وان طلاقها لم يحدث
هدى وقفت بجانب علي وهي تقول بصوت هادئ حنون لعلها تمتص غضبه : اهدى يا ابني واخزي الشيطان .. كل حاجة قسمة ونصيب
نظر لها وابتسم بألم : قسمة ونصيب..ههههه لا يا طنط ... اللي حصل ده بسببها هي ... قال بهمس يقطر ألما : قتلت ابني .... ابني اللي كان هيعوضني عن وحدتي ويتمي .. اشار باصبعه على حنان وقال : هي عارفة الكلام ده .... لكن هي اللي طول الوقت بتدور ايه بيوجعني وتعمله ... ثم اشار لنفسه : وانا ... انا زي الأهبل بسامح واطبطب واقول المهم انها بتحبني ... لكن اللي بيحب مبيجرحش ... خصوصا جرح كبير زي ده .
فتح باب الغرفة لتدخل سيدة بكامل اناقتها ... تضع على وجهها الكثير من مساحيق التجميل لتقترب من حنان وتقول : ايه يا مامي مالك ..
امسكت حنان يد والدتها لتسحبها والدتها بسرعة : اوووو ريحتك بنج وانا ورايا موعد مهم ... ثم نظرت لعلي : انت ازاي تجيب بنتي مستشفى زي ده ... ايه ممعكاش فلوس تعالجها ... تنقلها حالا لأكبر مستشفى وانا هدفع تكالفها
هز رأسه علي بقلة حيلة ليقول ؛ بنتك عندك خديها مطرح مانتي عاوزة ... هي معدتش تلزمني .. لينظر لحنان بغل ويكمل : انا طلقتها
(ويااااال سخرية القدر ) نظرت له بعنجهة وفوقية لتقول : وايه يعني انت يا دوب واحد جربوع مش عارفة هي اصرت تتجوزك ليه .... ثم نظرت لحنان وقالت : بكرة اجوزك سيد سيده ... اجوزك واحد من مستوانا ابن عيلة وغني مش يتيم زي البتاع ده
كانت كلماتها كالصواعق تنزل على مسامعها ...
شعر حاتم بتصلب جسد علي من كلام حماته .... ود لو يستطيع ان يخرسها وان يطردها من هنا فهي سيدة سيئة الطباع ... لا تراعي مشاعر غيرها ولا تحترم ألمهم

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-