Ads by Google X

رواية زيغه الشيطان الحلقه الخامسه


 

 

Fatma Taha 

الفصل الخامس من #زيغه_الشيطان 

#اضواء_مبعثرة 

بقلم فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد.

_________


اذكروا الله 

_________ 


'هناك لحظة تجد نفسك فيها عاجز عن إضافة أو تغيير شئ ..! كل ما تكره لا يتبدل ، وكل ما تحبه يتم تدميره بعناية..!'

- أحمد خالد توفيق. 

_______ 


-اتفضل... 


رددت غرام تلك الكلمة على مسامع نجم الجالس بحديقة الدوار.... واضعه أمامه ذلك (البرواز) التي وعدت إياه بجلبه بعدما تسببت في تحطم الآخر.... 


سحب نجم نفسًا من الارجيلة القابعة أمامه...ثم نفث دخانها بعيدًا عنها مجيبًا عليها ببروده المعتاد...وعجرفته الدائمة ولهجته الصعيديه الذي تعمد الحديث بها معها كي يصبح أكثر صرامة معها:

-إيه ده؟ 


-أنت شايف ايه ؟ 


ردت بترقب..منزعجة من أسلوبه معها.... 


-اعتبريني مش شايف حاجة...جوليلي ايه ده ؟؟ 


قالها ساخرًا فأجابته عاقدة ذراعيها أمام صدرها:

-ده برواز بدل اللي كسرته...واللي قولتلك هجبلك غيره...عشان المفروض لما الواحد يبوظ حاجة...يصلحها... 


رمقه نجم بنظرة سريعة ثم عاد يطالعها متمتم بخشونة:

-طب كويس انك عارفة أن من أفسد شيء عليه اصلاحه...بس متعرفيش انه مينفعش تخشي اوضة راجل غريب.... 


ردت بعفوية:

-بس انت مش غريب أنت ابن عمي.... 


-برضو غريب..أن شاء الله اكون مين..مدام الاسم اللي ورا اسمك في شهادة الميلاد مختلف ابجى غريب...واضح أن في حاجات كتير محتاجة تتعلميها زين..ابجي خلي توحة تعلمك..ولا اجولك...ابقى أعلمك انا مع بنتي سندس..ما أنتِ برضو لسة عيلة.... 


اعتراها الغضب...قطبت حاجبيها وقالت بتشنج واضح على قسماتها ورد فعل جسدها:

-مين دي اللي عيلة....انا بقيت كبيرة خلاص...انا عندي عشرين سنة.... 


ارتفع حاجبيه استهزاءًا وصاح:

-برضو عيلة.... 


-قولتلك مش عيله...بقولك ايه يا ابن عمي متعصبنيش... 


-لا اتعصبي انا عايزك تتعصبي..عشان تقصري اكتر ما أنتِ قصيرة.... 


دبدبت بقدميها أرضًا وهى على وشك الأنفجار من تعمده بتذكيرها بفرق السن بينهم....وقرب عُمرها من ابنته.... 


كادت تلج الدوار لكنها عادت عدة خطوات وقالت بصوت مسموع وصل إليه:

-أنا مش عيلة...أنت اللي اتجوزت بدري...ولو كنت اتجوزت متاخر..وبنتك اصغر شوية..مكنتش هبقى عيلة في نظرك...مش ذنبي..انك انت اللي حبيت واتجوزت وخلفت بدري...وانا مش عيلة.....ولا صغيرة عشان تكلمني بالطريقة دي..... 


_________ 


تقف أمام إحدى اللوحات، تتأملها بأعين شاردة، من يراها من بعيد قد يظنها منبهرة بها لأقصى درجة، حتى تقف أمامها بذلك الشرود، لكن الحقيقة كانت على النقيض تمامًا…. 


فذهنها كان منشغلًا به، وبذلك القرار الذي سيجعلهم يمكثان تحت سقف واحد. 


ترى هل والدتها محقة بشأن تلك الزيجة؟! 


فـ كثيرًا ما تشعر بأنها لا تعلمه، كأنه شخص غريبًا عنها لا تستطع التعرف عليه!!! 


عصبيته المفرطة، تحكمه الزائد.. 


كل تلك الأشياء تقلقها وبشدة… 


أغمضت جفونها لثوانِ متذكرة ما فعله أمس مع جارها، الذي لم يفعل له شيء سوى أنه القى السلام عليها … 


-للدرجة دي اللوحة عجباكي. 


انتفض جسدها فجأة وفتحت عينيها على مصراعيها وهى تستمع لصوته الهامس جوار أذنيها.. 


التفتت حولها ترى مصدر الصوت، فقد ظنت لوهله أنها تتوهم حضوره واستمعها لصوته الرجولي العميق… 


وجدته أمامها حقًا، يناظرها بنظرات عميقه حنونه جعلتها تتصنم أمامه، خاصة عند رؤيتها لتلك الورود الحمراء الذي يحملها بين يديه، ثم خرج صوته مجددًا.. 


-مالك، مخضوضة كدة لية، وأنا اللي عملك مفأجأة وجايلك المكان الملل الفاضي ده، وجيبلك ورد أحمر زي العيال الفافي.. 


ابتسمت دون إرادتها مع كلماته الأخيرة، فـ اتسعت عين شهاب ورفع يداه واضعًا إياها موضع قلبه متمتم بأسلوب مرح: 

-آه قلبي مش مصدق، ريما بتضحك ولمين لـ شهاب 


ارتفع صوت ضحكتها، ورفعت يديها ملتقطة منه الورود متناسية تمامًا أي غضب تجاهه، مرددة بنعومة: 

-بس يا شهاب. 


قام بتقليد كلماتها، مغمغم بمرح: 

-بس يا شهاب، عارفة يا ريما احسن حاجة عملتيها أنك خدتي الورد، كنت حاسس ان شكلي عبيط أووي وأنا شايلة.. 


عبست ملامحها مستنكرة كلماته الأخيرة: 

-عبيط، عشان جايب لخطيبتك ورد؟ 


نفى برأسه وأجاب بصدق: 

-لا عشان اول مرة أجيب ورد، كنت علطول بتريق على اللي بيجيب ورد لمراته ولا لخطيبتة. 


ازدادت خفقاتها و تخضبت وجنتيها مستمعه لاعترافه ذلك، فقالت بلهفة لاحت بعيناها: 

-بجد يا شهاب أول مرة تجيب ورد، يعني افهم من كدة اني اول بنت تجبلها ورد.. 


أزدرد ريقه وحافظ على بسمته، وقال: 

-أيوة يا ريما.. 






أجابها بهدوء، ثم حاول تغيير مجرى حديثهم وقال وهو يلتفت حوله: 

-طب إيه بقى، خلينا نخلع من هنا، ونروح نتغدا مع بعض …. 


-ماشي، بس استني اكلم ماما و


كادت تكمل حديثها، فأوقفها قائلًا: 

-مفيش داعي، انا كلمت عمي، ومديه خبر وهو اللي قالي اني هلاقيكي هنا، ويلا بقى لحسن شوية وممكن أكلك عادي، انا مش نباتي… 


__________ 


نهض أمجد من خلف مكتبه مرحبًا به بحرارة، وبسمة واسعة على ثغره الكبير...خافيًا غضبه من نجم الذي لا يدري كيف علم بـ أمر الأرض فقد اخبر شقيقه فقط..و والدته و رقيه ليس لهم علم بأنه من طلب من شقيقه شراء تلك الأرض المجاورة لأراضيهم…. 


تمتم امجد بعدم تصديق وهو يمد يده معلقًا إياها بالهواء: 

-يا مرحب يا مرحب فهمي بيه مشرفني في مكتبي، ده أنا المفروض احتفل والله. 


قهقه فهمي عاليًا وهو ينصت لكلماته، رافعًا يده يبادله سلامه وتحيته، ثم عقب على حديثه، قائلًا: 

-يا راجل، لا احتفال ولا حاجة، قولي اخبارك ايه أنت وبتول؟ 


اماء له أمجد برأسه مشيرًا بيده ناحية المقعد القابع أمام مكتبه، ثم عاد يجلس خلفه مرة ثانية، ورغبة شديدة تعتريه لمعرفة سبب تلك الزيارة الغير متوقعة، فلو أخبره إحدهم بأن فهمي سيقم بزيارته لم يكن سيصدق هذا الشيء. 


-الحمدلله، حضرتك اللي عامل إيه، وشهاب وريما.. 


أجاب فهمي على استفساره، مغمغم بهدوء: 

-كويسين، وأنا جاي انهاردة عشان اعزمك على فرحهم إن شاء الله هيبقى اول الشهر الجاي، وأدي دعوتك يا سيدي، قولت أجي وادهالك بنفسي.. 


اتسعت بسمة أمجد تدريجيًا ملتقطًا الدعوة من يد فهمي، مباركًا له: 

-ياااااه وأخيرًا هنفرح بـ شهاب الف مبروك، واكيد مش محتاج دعوة، وأكيد برضو مش ده اللي مخليك جاي لحد مكتبي ولا إيه.. 


قال الأخيرة بمكر شديد، مما جعل البسمة تحتل ثغر فهمي وتتسع، مدركًا مغزى كلماته.. 


فخرج صوته مؤكدًا شكوكه تلك، قائلًا بغموض: 

-طول عُمرك نبيهه يا أمجد وبتفهمها وهى طايرة، وفعلًا مش ده السبب الوحيد اللي خلاني اجيلك لحد هنا، في موضوع تاني مهم، وأنت اللي هتقدر تحله…


________ 


"بعد مرور شهر" 


كانت ريما تتحدث مع شهاب بالهاتف حتى تعرف هل يشعر بالحماس مثل الحماس الذي ينتابها، قلبها سيقفز من الفرحة لا محال…. 


بينما هو فكان يقنعها بأن تهدأ قليلًا وتقلل من حماسها فالغد هو يوم زفافهم ويجب أن تكن مرتاحة لكنها لم تصمت واستمرت تخبره عن الصعوبة التي تواجهها فقد هرب منها النعاس… 


كما ظل يمرح معها ويحاول أن يقلل من التوتر الذي يصيبها، فأردفت ريما بنبرة هادئة عذبة:

- خلاص يا شهاب، هنام انا حاسة أني بنتك ورايحة امتحان بكرا وعايزني انام علشان اركز… 


دخلت والدتها الغرفة وعيونها متورمة بسبب بكائها فصاحت ريما بقلق :

- طب سلام دلوقتي يا شهاب هبقى اكلمك تاني… 


أغلق شهاب معها، فنهضت وأمسكت يد والدتها تجذبها ناحية الفراش:

- مالك يا ماما حضرتك كويسة ؟ 


- انا مش كويسة حسبي الله ونعم الوكيل في أبوكي…

 

جلست رشا على طرف الفراش وجاورتها ريما، متابعة بأستفسار:

- اتخانقتم!! 





- البية عمال يقولي أن بكرة فرحك وحاططلي حاجتك اللي كنتي نسياها وهيوديها الصبح الفيلا...في الرسيبشن..وانا قلبي بيتقطع، مش عايزة أصدق انك بكرة مش هتنامي في أوضتك ولا كل شوية افتح الباب عليكي اشوفك نايمة ولا سهرانة…. 


ابتسمت ريما ومسحت تلك الدمعة الهاربة من عيناها و قالت وهى مدركة أنها ورثت حساسية ورقة المشاعر من والدتها:

- جرا إيه يا رشا، هتفضلي تعيطي كده ليلة فرحي وبعدين مش انتِ اللي نفسك اتجوز واريحك مني قلبتي قطة عند الجد ليه ؟! 


- انتِ عمري يا ريما، عارفة أن أي أم الموقف ده صعب عليها، انا مش مجرد واحدة اتجوزت وخلفت 

انا وابوكي قعدنا عشر سنين رايحين على الدكاترة وجايين دايخين بعلاجات، ولما حملت قبلك سقط، ولما حملت فيكي أبوكي قال كلام عمري ما نسيته….قالي هى تيجي بالسلامة وحتى لو مش هيجي بعدها احنا راضيين...بس هى تيجي وتكمل... والحمدلله ربنا استجبلنا والحمل كمل...وجيتي أنتِ… 


قبلت ريما يد والدتها فهى مدركة كل ذلك، وتعرف تضحيات والدتها ووالدها من أجلها فمروا بكثير من الأزمات المادية والصحية لكن لم يشعروها بشيء فعلوا كل شيء من أجلها: 

- ربنا يخليكم ليا وبعدين ده انا كل يوم هكون عندك هو انا ليا كام رشا يعني؟

اضحكي بقى يا قلبي عايزة سكرك يعلى وتتعبي في فرحي يعني..


- خلاص يا بنتي دي دموع الفرحة أنا فرحانة بيكي صورتك وانتِ بتقيسي الفستان مش رايحة من قدام عيني، مش مستوعبة أن حد هيخطفك مني..


ابتسمت ريما وحاولت كبح دموعها وقبلت يد والدتها مرة أخرى؛ متلفظة بحب:

- حد مين بس..ده شهاب وعمو فهمي اللي طول عمرنا بنروح بيتهم وهما بيجوا عندنا، وبعدين مفيش حاجة في الدنيا تلهيني عنكم ولا حتى مليون واحد زي شهاب، اقعدي عيطي لحد ما اتصل بشهاب أقوله انا مش جاية الفرح… 


ضحكت رشا رغم ان الدموع تهبط من عيناها ووضعت وجه ريما بين كفيها وقبلت جبينها قائلة: 

- ربنا ما يجعل الضحكة تفارق وشك يا حبيبتي، عايزاكي تكوني مبسوطة وبس مش عايزاكي تغيري الطفلة اللي جواكي وكل حاجة زرعتها فيكي تفضل زي ما هى علشان تكوني زوجة وأن شاء الله أم…اوعى تتغيري يا ريما…. 


- حاضر يا قلبي انا عمري ما انسى كلامك وبعدين اهدي بقا علشان خاطري 


جاء والدها وهو يضرب كف على الآخر: 

- يعني يا رشا فاكرك دخلتي الأوضة ولا في المطبخ الاقيكي جاية تعيطي مع البت هتنكدي عليها، لازم تنام بدري احسن تدوخ وتتعب..


أجابت عليه ريما بنبرة مرحة:

- معايا دكتور ياسر احلى دكتور في الدنيا يعني مقلقش وبعدين رشا قلبها رهيف… 


تنهد ياسر بهدوء لا يدري متى كبرت صغيرته حتى تكن زوجه لأحدهما، فتحدث بنبرة حانية وهو يقترب منهما:

- هو انا مينفعش ارجع في كلامي يعني...لازم شهاب ياخدك بكرة… 


ضحكت ريما عاليًا واحتضنته هاتفه بمرح:

- واضح أنك انتَ اللي محتاج حد يهديك يا دكتور… 


- الف مبروك يا قلبي، ان شاء الله تشوفي أسعد أيام حياتك مع شهاب وبكرة هتكوني أحلى عروسة شافتها عيني… 


قالها باسر ثم نظر إلى زوجتة التي تسيطر عليها السعادة والحزن سويا: 

- بعد أمك طبعًا..


_____________ 


عاد من الخارج، وكاد يصعد درجات السلم الرخامي، قاصدًا غرفته، لكن أوقفه صوت والده الساخر الذي صدح من خلفه، متمتم:

-والله عال أووي، فرحك بكرة، وأنت ولا في دماغك سايبني أنا اللي عمال افكر واضبط، وأنت فين معرفش.. 


ألتفت شهاب بعدما توقف يناظره بأعين شاردة إلى حد ما، متحدثًا بهدوء تام:

-في إيه يا بابا، هكون فين يعني أكيد مش بلعب.. 


ارتفع حاجبي فهمي بأستهزاء، مقتربًا منه واقفًا قابلته:

-مش بتلعب بس كمان مش مهتم يا شهاب، بكرة فرحك انت وريما، تقدر تقولي هتسافروا فين عشان تقضوا شهر العسل، فين بدلتك وصلت ولا لسة، بلاش كدة، اوضتكم اللي كنا بنوضبها يا ترى توضيبها خلص ولا لا..ريما جابت حاجتها ولا لسة…. 


ظهرت تقطيبة على جبينه، مستمعًا لحديث والده، ثم سرعان ما أغمض عيناه بقوة، فليس مندهشًا من حاله، كان يتوقع ما يحدث الآن، فحتى الآن لا يزال يفكر بها، ولا يتمنى إمرأة سواها.. 


فتح عيناه على حديث والده، والذي رفع يداه مربتًا على ذراعيه يخفف عنه، يشعر به وبما ينتابه:

-تعال يا شهاب خلينا نتكلم في اوضة المكتب في كلام كتير عايز اكلمه معاك، قبل ما تبدأ حياتك الجديدة… 





استجاب له شهاب، وأومأ برأسه موافقًا على ما يريد، متحركًا خلفه صوب حجرة المكتب.. 


ولج برفقته لحجرة المكتب، ثم اغلق الباب من خلفه، وبارح مكانه جالسًا على المقعد المقابل للمكتب، وعيناه ترتكز مع والده يشعر برغبة كبيرة لمعرفه ما سيحدثه والده عنه.. 


وأخيرًا خرج صوت فهمي عازمًا على إنهاء ذلك الأمر و وضع حدودًا له، فلو تركه سيدمر حياته بيده لا محال… 

-أول حاجة عايزك تعرف أنك ابني الوحيد، وانك الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها من الدنيا، محدش هيحبك ولا يخاف على مصلحتك قدي، عارف أنك مش بتحب ريما، وأن قلبك عُمره ما دق غير لـ بتول وبس، عشان كدة بتكرهه أمجد، لأنك حاسس أنه خدها منك، بس صدقني بتول مش هى البني آدمه اللي هتعرف تسعدك، وده مش كلام يا شهاب دي حقيقة و واقع، أنتم الاتنين شبه بعض لدرجة تخليكم متنفعوش لبعض، وبصراحة عُمري ما تمنيت بتول ليك زي ما تمنيت ريما… 


صمت قليلًا يتابع تعابير شهاب التي تبدلت لأخرى تئن ألمًا، فأسترسل حديثه عله يدرك قيمة تلك الفتاة التي اختارها له:

-من انهاردة، عايزك تخرج بتول من عقلك وقلبك، انساها لانها عُمرها ما هتفكر فيك، أنا مش فاهم أنت ازاي قابل على نفسك تحب في واحدة مش حاسة بيك لا والانقح متجوزة غيرك، أنت تستاهل تحب وتتحب يا شهاب، تستاهل أن اللي قدامك قلبها يكون بيدق ليك انت وبس، مش تكون مش حسة بيك ومش شيفاك غير اخ وصديق.. 


شحب لون وجهه، شاعرًا بنصل حاد يغرز في منتصف قلبه، ابتسم بوجع وهو يؤما برأسه متمتم بصوت مبحوح:

-معاك حق في كل كلمة يا بابا، بس مش بأيدي، لو كان عليا نفسي اخرجها من قلبي، بس الموضوع مش سهل… 


توقف عن استرسال حديثه مبتلعًا تلك الغصة المريرة، مكملًا بإصرار:

-بكرة هبدأ مع ريما، وصدقني هحاول اعمل اللي قولت عليه، هحاول ابدء من جديد وافتح قلبي ليها، لأن ريما متستاهلش غير كدة، ومين عارف يمكن مع الوقت احبها… 


شعر فهمي براحة كبيرة تتغلغله بسبب حديثه ذلك، فأراح ظهره للخلف وهو يبتسم باتساع:

-عاش يا بطل هو ده اللي عايز اسمعه منك، وبأذن الله هتحبها لأنها فعلا تتحب، ودلوقتي عايزك تتطلع تقيس بدلتك لأنها وصلت من ساعتين واوضتك أنت وريما بقت جاهزة وريما نقلت حاجتها خلاص… 


أنهى حديثه وهو يفتح إحدى أدراج المكتب مخرجًا تذاكر سفر متمتم بمكر:

-دول تذاكر سفرك أنت وعروستك عشان تقضوا شهر العسل بعيد عن البيت…..وتقضوا وقت اكبر مع بعض…


______________ 


اليوم التالي .. 


- وانتَ ايه اللي خلاك تاخد أرض مسعود يا نجم؟ 


صدع صوت رضوان الجهوري بتلك الكلمات، فلما يفعل ذلك هل يريد أن يتم إعادة بحور دماء حاول وقفها وردعها منذ سنوات حتي يُحافظ عليه ولا يخسره، هتف نجم القابع أمامه علي المكتب قائلا بصوت هادئ فهو لم يتوقع ردة فعل غير هذه منه 





- أبدا يا چدي عايزها وبجت ملكي 


- مش تجول لچدك تأخد رأيي حتى .. هنهببوا إيه بأرض ملهاش عازة ... ملهاش مصلحة جنب أراضينا دي جنب أرض عيلة الشيمي يعني ملهاش حل غير أنك عاوز ترجعنا لايام لما صدقنا خلصنا منيها…


كان رضوان يتحدث بصرامة شديدة فلن يتحمل وقوع أي ضرر لنجم هو حفيده ووريث العائلة فلا يوجد له سند غيره لقد فقد أثنان من ابنائه ولكن تحمل من أجل وجود نجم .. فهو أغلى عنده من بناته حتى


هتف نجم بصوت رخيم محافظًا علي ثبات ملامحه وهدوءه 

- انا كبير يا چدي بما يكفي أقرر أعمل إيه .. مكنش له داعي أشغلك بموضوع زي ده .. لان زي ما قولت شيء مش هيفيدك بس أنا اللي عايز أجده ..


التمس حنق نجم ورغبته كالعادة بالشجار مع أمجد فهو ليس بأحمق حتى لا يفهمه، الا يكفيه شجاراته المستمرة مع أكرم كان يريد تغيير الموضوع وقبل أن يتحدث حتى دق الباب لتدخل الخادمة وتخبرهما بمجئ أيمن ثم غادرت …


فهتف رضوان بحنق بعد أن أخذ رشفة من فنجان قهوته :

- ناقصين أيمن .. هي خطوبة سودا .. 


أجابه نجم وهو ينهض من مجلسه باستغراب 

- مش عارف ليه انتَ مش طايقه يا چدي رغم أنه معملش حاجة لحد دلوجتي تضايقك 


- أنا مش بس مش طايقه أنا بفكر أفشكل الجوازه أنا وافجت علشانك وعلشان أخوه عامر وأبوه .. لكن انا مكنتش أحب العيلة المفعوصة تتخطب والكبيرة جاعدة جارنا .. يارب تتجوز راضية قبل فرح ياسمين…


قال رضوان تلك الكلمات بانزعاج جلي على ملامحه 


ليهتف نجم بهدوء فلن يتغير رأي چده مهما فعل:

- أنا هروح أرحب بيه عقبال ما يچهزوا السفرة علشان الغدا وتكون انتَ خلصت قهوتك…


________ 


كانت بتول تجلس في غرفة ملابسها أمام المرآة بعد أن ارتدت فستانها، الذي كان زيتي اللون ناعم الملمس يأخذ شكل جسدها لا يتواجد به شيء يكشف أي من اجزاء جسدها هادئ تماما لا يتواجد به شيء وأرتدت (حلق)... وتلك الأسورة التي أهداها أمجد لها في عيد زواجهم الثاني أما رقبتها فقد كان يزينها (سلسال) والدها والتي لاتنزعه ابدًا … 


لم يكن ذلك الفستان من الفساتين التي تفضلهم أو الأنيقة بالنسبة لها فكانت تنوي ارتداء ذلك الفستان الذهبي الذي أتت به من اجل المناسبة واختارته والدتها ولكن لم تستطيع 


فهى تشعر بالارهاق الشديد والتعب بعد أن اغشى عليها ليلة أمس مع صديقتها، فلم يكن لها جهد لارتداء ذلك الفستان الذي يريد خبيرة تجميل لتزينها حتى تتناسب مع فخامته وهى لم تستدعي أحد…


ولولا أن اليوم زفاف شهاب لم تكن لتذهب .. 

دخل أمجد ونظر على ظهرها ليظهر انعكاس صورته في المرآة خلفها… 

طبع قبلة هادئه على ظهرها الذي لم يغلق سحابه بعد… 

تسللت يديه وأردف بنبرة هادئة وهو ينظر لها في المرآة ويغلق سحابها: 

- واضح أنك كنتي مستنية مساعدتي..






ابتسمت له بتول بخجل وحب وتركت تلك الفرشاة التي كانت تداعب بها وجنتيها، ونهضت من مكانها فردد أمجد وهو ينظر على فستانها :

- مش كان gold كده هحتاج اغير الجرافته... 

- اه لقيت اني مش قادرة البس التاني وكمان مكلمتش الميكب ارتست وخلتها تيجي فقولت كده أشيك واهدا كتير..


هتف أمجد مضيفًا بخبث:

- أحسن التاني كان هيخليني اتجنن عليكي رغم انه مش مكشوف، بتجننيني وبتطلعي حلوة في أي حاجة تلبسيها… 

حاوط خصرها وكان على وشك أن يُقبلها ويبثها من عشقه وينهل من شفتيها، ولكنها منعته قائلة بدلال عفوي: 

- أمجد، انا حطيت الميكب خلاص وهنتاخر مش وقتك…


- عادي عادي نتاخر شوية صغيرين هكلمك كلمتين … 


قالها وهو يغمز لها بعبث فأعترضت بتول معلقة بنبرة هادئة حاولت الا تظهر ارهاقها فهى لا تقدر على مجاراته الآن فهى تشعر بالتعب الشديد: 

- أمجد، الفرح يا بيبي وبعدين كلامك مش بيخلص وممكن نأجله بليل، ويلا غير الجرافته….


- انتِ الخسرانة والله..


تنهد قليلا وتمعن النظر في عيناها فأردف بنبرة هادئة يغلفها شك طفيف:

- بتول انتِ كويسة ؟ 


- اه كويسة .. 


- حاسك مش كويسه 


- مرهقة شوية يا حبيبي متقلقش، دي الفترة الطبيعية اللي بكون تعبانة فيها بعد كل سيزون انتَ عارف بقعد شهور بصور … 


قالتها وهى تقبل وجنتيه وتحاول ألا تقلقه حتى تظهر النتائج وتعلم هل شكوكها في محلها، أم أنها مريضة ؟؟ 


____________ 


"في إحدى الفنادق" 


كانت ريما قد ارتدت فستانها وباتت مستعدة….صديقتها واقاربها يلتقطون معها الصور، ووالدتها كانت تبكي في زاوية وهى ترى ابنتها اميرة بفستان زفافها وابتسامتها وضحكاتها تعلو في الجناح هى وصديقتها…. 


فأردفت مها قائلة بمرح:

- بطلي عياط يا طنط هتبوظي الميكب، يلا بقى علشان العريس زمانه جاي علشان السيشن…


ذهبت لها ريما وتركت صديقتها وأقاربها ومسحت دموعها بحنان وقالت بنبرة هادئة: 

- جرا إيه يا ماما فوكي بقى والا والله هعيط معاكي..


- لا متعيطيش يا قلبي ربنا يتمم فرحتنا بيكي على خير يارب… 

احتضنتها والدتها بحب وهى تشعر بالسعادة رغم تقديم ميعاد الزفاف وكل تلك الأحداث، لا تنكر أن لا شيء يضاهي في الدنيا تلك اللحظة… 





دخلت إحدى الفتيات ونطقت بحماس: 

- العريس جه، شهاب جه يا ريما واقف برا … 


تسارعت دقات قلبها بعد ان ابتعدت عنها والدتها 

وصديقتها، فأردفت مها قائلة بمكر :

- عذبوه شوية يا بنات مينفعش يدخل ياخد المزة من وسطنا كده … 


فصاحت احدى الفتيات قائلة بمرح 

- تحبي الخير قد عينيكي يا مها … 


تنحنحت ريما قائلة بقلق وتوتر شديد وسعادة أيضا... مشاعر متناقضة تحتل قلبها، لا تصدق أنها ستكون زوجته اليوم … 

- دخليه يا مها سبيهم يدخلوه هتسبيه برا على الباب .. 


تصنعت مها الحزن والعتاب وأردفت:

- من دلوقتي بتبيعي صاحبتك وتفضليه عليا، أومال لما استغفر الله العظيم هتعملي فيا إيه … 


خجلت ريما وضحك الجميع ليدخل شهاب بعد أن افسحوا له الفتيات الطريق في الخارج، ليدخل وهو يحمل باقة من الزهور، وسيم إلى أقصي درجة لا تدري هل يراه الجميع بتلك الوسامة ام أنها وحدها هى التي تشعر بأنه أوسم الرجال على وجه الارض … 


انطلقت الزغاريط من الفتيات وصافح شهاب رشا والتي أوصته عليها كعادتها، وتبادلوا الإبتسامة، فاقترب أخيرًا منها ليحدد ملامحها، لطالما كان يراها حينما يذهب مع والده الي بيتهم منذ سنوات، فتاة جميلة ورقيقة أقرب إلى الأطفال... كان لا يتعامل معها كثيرًا وحتي هي كانت تصافحهم وتجلس في غرفتها كعادتها… 


كانت أميرة بفستانها الأبيض التي كانت أكمامة من الشيفون عليه بعض التطريزات من الدانتيل الرقيقة كمن ترتديه ويتسع من بداية الخصر ممتلكًا ذيل طويل، وطرحه طويلة…. 


لا يُنكر أنه افتتن بجمالها الناعم وابتسامتها الخجولة والمتوترة اقترب منها وهتف بعذوبة وابتسامة ارتسمت عنوة عنه بمجرد رؤيتها رغم أنه ظن أنه من الصعب الإبتسام في وجهها اليوم، ولكن ماتت ظنونه… 


- مبروك عليا يا ريما وجودك في حياتي .. 


أجابت عليه بخفوت وخجل قائلة 

- الله يبارك فيك يا شهاب 


مد الباقة لها لتمسكها وتنطلق الزغاريط وأحاديث الفتيات ليقترب منها مُقبلا رأسها وأمسك يدها ليقبلها، بل أنه جذبها لاحضانه، ومال عليها هامسًا لها بنبرة مرحة خرجت منه رغم عنه:

- مش هكدب مش شبه واحد صاحبي النهاردة، زي القمر يا ريما ربنا يقدرني واخليكي أسعد واحدة…

 




لم تبادله ريما ولم تتحرك فكانت تشعر بالخجل الشديد لأول مرة يقترب منها ويحضتنها … 


احتقن وجه والدتها على الجانب الآخر، وقالت رافضة ما يفعله: 

- كتب الكتاب لسه متكتبش ايه التهريج ده… 


- يا طنط اهدي بقى كلها دقايق وهتبقى مراته، مش وقت تقولي حاجة زي كده…


قالتها مها بلا مبالاة، وكانت رشا على وشك الذهاب تجاهه... لتمسك مها يدها، وكان وقتها شهاب قد ابتعد عنها وأمسك يدها وخرجا إلى الخارج، فلزمت الصمت مجبرة.. 


____________


تم عقد قرآنهم ، ثم سحبها من يديها بنعومة تحت أنظار الجميع، كي يتراقص معها على كلمات تلك الأغنية الرومانسية التي خطفت قلبها، وكأنها تصف حالها وحال فؤادها الملتاع، تتلهف للبقاء معه وتكملة عُمرها رفقته… 


"سمعني نبضك دفيني بنار حضنك

ابيك الليلة وحدك اليا تكون

قرب عليا حس النار اللي فيا

ابي ايديك بايديا نلف الكون

انا وش اقول وانت معايا

وش اقول انسى هوايا

وش اقول انت غلاي

يا فرح عمري معاك الوقت يجري

من شوفك ليه مدري تدوب الروح

انسى اللى فيني من حضنك بين ايديني

يا حبي وكل سنيني فداك الروح

كل شي نسيته معاك…" 


أما على الجانب الآخر…. 


كانت بتول تجلس رفقة داليا و فهمي على الطاولة تتابع العروسان بأعين سعيدة، أما زوجها فكان يجري مكالمة خاصة بالعمل بالخارج… 


اتسعت عيناها سعادة وهى ترى رفيقه قديمة لها أمامها، نهضت من مجلسها مرحبة بها لا تصدق رؤيتها بعد كل تلك المدة الطويلة، ثم فعلت المثل مع فهمي وداليا، وجلست رفقتهم منتظرة انتهاء العروسان من تلك الرقصة حتى تبارك لهم، خاصة شهاب …. 


انتهت الأغنية وبدأت أخرى هادئة مناسبة لتلك الأجواء الرومانسية، فصاحت بتول وهى تشير لصديقتها بمرح:

-أنا شايفة أنك تقومي تباركيله مع الناس اللي بتباركله دي، عشان الأغاني بالشكل ده مش هتخلص، واهو بالمرة بدل ما تقطعيه من الجو الرومانتيكي ده. 


وافقتها رفيقتها وقامت بجذبها معها حتى لا تذهب بمفردها، استجابت لها بتول ونهضت معها تاركة والدتها رفقة فهمي…. 





حركت داليا رأسها بيأس وضيق، ومالت برأسها قليلًا تجاه فهمي الجالس جوارها متمتمة:

-بذمتك شوفت أغبى من بنتي في حياتك؟؟ 


قطب فهمي ما بين حاجبيه وقال بدهشة :

-لية يا داليا بتقولي كدة، مالها بتول! 


ردت بغيظ مكتوم، غافلة عن الذي أنهى حديثه بالخارج وبات الآن خلفهم ينصت لحديثها:

-غبية يا فهمي، بنتي غبية، ضيعت ابنك اللي بيحبها وبيعشقها من أيدها عشان خاطر أمجد بيه، أنت فاكر أنه سهل اشوف ابنك بيجوز غيرها وانا اللي دايما نفسي يبقى من نصيبها، بس نقول إيه بقى غبية… 


رفع أمجد رأسه مطالعًا شهاب الذي يحاول رسم بسمة وسعادة زائفة… 


انتبه أمجد لقسماته المقتضبة، ونظراته المصوبة من حين لآخر تجاه بتول الواقفة بإحدى الزوايا رفقة فتاة أخرى يلقيان التحية على بعض الحاضرين وقد جاءت رزان وصاحبتهم…. 


ابتعد عن الطاولة وصرَّ على أسنانه لا يستوعب ما علمه للتو… 


رفع عيناه حادقًا بزوجته، وخفقاته تزداد بسرعة فائقة، لا يتخيل بأنها كذبت عليه وتعلم بعشق ذلك الشهاب لها…. 


اماء برأسه وبسمة ساخرة ترتسم على فمه متيقنًا سبب كرهه شهاب له… 


وكيف لا يطيقه.. فهو عاشقًا لزوجته…. 


بارح مكانه بسرعة الفهد لا يطيق ذرعًا حتى يخفيها عن نظراته، فلو كان في مكان آخر لكان نشب شجارًا لن ينتهي بسهولة… 





وصل أمامها فكادت بسمة تشق شفتيها لحضوره، لكان ما فعله صدمها بل صعقها… 


فلأول مرة يتصرف معها بتلك الهمجية والوحشية، محكمًا قبضته حول ذراعيها، ساحبًا إياها بقوة تحت مرآة صديقاتها خاصة رزان ومن حولهم… 


جحظت عيناها وتوقفت مانعة إياه من استرسال ما يفعله وجذبه لها بتلك الطريقة:

-إيه ده في إيه!! براحة يا أمجد أنت ساحب جاموسة وراك؟ 


عض على شفتيه وطالعها بعيناه التي تطلق شرار متمتم بتحذير رافعًا سبابته أمام وجهها:

-اه ساحب جاموسة وأخرسي خالص، مش عايز اسمع صوتك أنتِ فاهمة؟


حاولت نفض يداه منزعجة من حديثه معها بتلك الطريقة، معقبة على كلماته الفظة:

-لا مش فاهمة، أنت ازاي تكلم معايا بالطريقة دي أنت مش عارف أنا مين… 


-لا عارف بكلم مراتي يا مدام.. 


إجابته بقوة وفخر:

-وإيه يعني مراتك أنا يا استاذ بتول الحناوي، يعني مش واحدة من البلد عندكم ومينفعش تكلم معايا بالطريقة دي.. 


تفوهت بالعديد من الترهات، فكان ينصت لها بملامح لا تبشر بالخير، منتبهًا لتطاولها على مكان منشأه.. 


طفح الكيل ورد بوجوم وشر:

-لا ينفع وأمد أيدي عليكي كمان لو لزم الأمر يا بتول يا حناوي… 





ابتسمت بتهكم وهى تستمع لكلماته محاولة رسم بسمة على وجهها حتى لا ينتبه أحد لما يحدث بينهم، فقالت بتهكم واضح:

-متقدرش… 


-لا أقدر ومتستفزنيش.. 


-لا يا أمجد متقدرش ولو راجل بحق وحقيقي ارفع ايدك وفكر بس تل 


كادت تكمل لولا حركته المباغتة ورفع يداه أمام أعين الجميع، ليهوى بصفعة قوية على وجهها تزامنًا مع انتهاء الأغنية مما جعل الصمت يحل عدا من صوت صفعته وآنينها المكتوم من فعلته، واضعة يديها مكان الصفعة تطالعه بصدمه ليست بهينة…. 


انتبه البعض لفعلته، ومن ضمنهم داليا وفهمي…


فنهضوا من مجلسهم مقتربين منهم… 


كذلك شهاب الذي انتبه لما حدث...والتفاف الحاضرين حول بتول وأمجد…. 


ارتخت ملامحه ما أن أدرك ما يحدث تاركًا ريما تقف بمفردها، لاحقًا بـ بتول 


…….


__يتبع__


                       الحلقه السادسه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-