البارت الخامس
بسم الخالق
حسناء بصدمة :انت ازاي ؟!
:ادخلي بس وهقولك وبعدين صوتك ماله كدا
حسناء:ازاي لا لا اكيد بتخيل انت ازاي عايش
:لا مش بتتخيلي ي حسناء ادخلي عشان وحشاني خالص
حسناء دخلت كالمغيبة عن العالم نظرت اليه ثم قالت :انت ميت وإذ بها تسقط مغشيًا عليها من هول ما رأت ولكن قبل ان تحضتنها الارض كانت بين احضان ذلك الذي عاد الي الحياة
"ليتك لم تفارقني يومًا فإن الحياة بعد رحيلك اصبحت تؤذي وانا بعدك ما بين الحياة والموت انا علي ذلك الهامش لا استطيع ان اعبر "
استيقظت حسناء وجددت نفسها في غرفتها نائمة لابد وانها كانت تحلم فالعيش وحدك بعد رحيل من تحب يجعلك تعيش في عالم انت صنعته لك عالم تظن فيه ان من مات يعود الي الحياة عالم تكون فيه بين احضان من اخذه الموت علي حين غفلة
خرجت من غرفتها تلتفت بعينها هنا وهناك لعل ما رأته لم يكن حلمًا
سمعت اصوات تأتي من المطبخ ذهبت سريعًا ولكن خاب ظنها رأت سماح هي من تقف وتجهز الفطار
لا حول ولا قوة الا بالله
حسناء بتعب : معلش ي ماما مش عارفه انا نمت ازاي هغير هدومي واجي اجهز معك الفطار
سماح بحب:لا عادي ي حبيبة ماما انت ارتاحي اصلك من ساعة ما ....رأت من يأتي من الخلف ويخبرها ان تدعه هو يكمل الحديث عنها ابتسمت بود واكمل هو:اصلك ي ست حسناء من ساعة ما شوفتيني وانت نايمه وكأنك شوفتي عفريت
التفتت بسرعه فهذا هو نفس الصوت مهما مر من الوقت لن تنسي صوته
حسناء بتعب وبكاء:بلال انت ازاي ازاي عايش
بلال اخذها بين احضانه يروي شوقه لها شوق حرم منه اكثر من خمس سنين ظلت تبكي وتشهق بشدة وهو يربت عليها بحنان ودموعه ترك لها العنان لتشاركها حزنها
حسناء فجاءة:انت مش بلال لا بلال مات في حدثه من خمس سنين انا شوفته بعيني وهو ميت شوفته وهو بيدخل القبر انت اكيد كداب وظلت تصرخ كدااااااااااب كداااااب بلال مات ماااااات
بلال بإشفاق علي حالها :حسناء حبيبتي انا بلال صدقيني بلال بس كنت مضطر اموت قدام الناس غصب عني
حسناء كانت تشعر انه صادق وأيضًا ذلك الحضن تميزه من بين ألف حضن هو بلال ولا احد غيره
ولكن كانت تحتاج ان تنهار بين يديه فهي لم يكن لديها المقدرة بعد موته علي الانهيار
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
حسناء بنهيار لم يعهده احد منها من قبل:انت بلال يعني بلال بلال ال مات ولا ال خدعنا وعمل نفسه ميت انت عارف ايه ال حصل بعد موتك انت متخيل يعني ايه اخويه مات اخويه يعني روحي الدنيا من بعدك انتهت حسناء ال كانت مش تعرف زعل ولا انها تقعد في الاوضة وتطفي النور عشان تتعود مش تخاف تاني من الضلمة كنت بكون مرعوبه كنت بحلم ب بابا وهو بيسبني ومش كنت بعرف اعيض بعد موت ماما عشان بابا كان لازم اكون قويه عشان ملهوش غيري وكنت بسمع بابا وهو بيدعي ليك وبيبكي ولا ماما ال ماتت بعدك انت متخيل كانت بترفض العلاج عشان تشوفك في الاخره هي كدا حبيتك اكتر مني اختارت تكون معك وتسيب حسناء ال كانت شويه زعل بيغمى عليها ولو خافت بسيط بيغمي عليها بس هي دلوقتي اتغيرت بعد موتك ماما مش قدرت تتحمل المرض كان اقوي منها وهي استسلمت ولا بابا ال كان بيضحك في وشي ويدخل الاوضة ويدعي ويقول يارب بعد موته انا ضهري اتكسر انا لو موت حسناء مش لها حد يارب بعدك انت متخيل حياتي عملت ازاي انا مش كنت بسمح لنفسي اضعف كان لازم اكون قويه بس لو انت كنت موجود كنت هضعف وانهار لان عارفه ان انت في ضهري انت متخيل كنت بخاف يغمي عليا عشان مش حد هياخف ويجري عليا زيكم لولا الست الطيبة دي كان زماني جثه في الشقة دي الدود بياكل فيها ومش حد عارف هي عايشه ولا ميته
بصريخ اعلي وانهيار رجليها مش قدرت تتحملها:انت اكتر اخ اناني شوفته في حياتي كان في اقولك بكرهك بس للاسف انا بحبك ومش ليا غيرك انت ليه رجعت بلال رد عليا انت ليه رجعت ولا ليه موت من الاول اكملت بضعف :بلال انت هتسبني تاني صح اوعدني ومش تخلف بوعدك بابا قال مش هسيبك ومشي ومش رجع تاني بلال رد عليا انا اول ما شوفتك حسيت روحي رجعتلي وكمان القوة ال كنت بتصنعها طارت رجعت حسناء الضعيفه بلاش تمشي ارجوك أنا مسامحك علي كل حاجه بس خليك جنبي
اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا
كان بلال يجلس بجانبها اخذها في حضنه ويبكي حالها وحاله الامر كان شاق علي صغيرته وطفلته لقد كانت عندما تحزن من امر ما تركض اليه لقد كان أخًا وصديقًا لها كانت لا تشتكي ألا اليه واذا غضبة عليها والدتها لانها كسوله كانت تركض وتشتكي له ويخبرها انه لن يسمح بحزنها أبدًا ولكنه تركها تركها وغادر ولم يكن بيده
ولكن صغيرته كانت تعاني بعده كان الامر اكثر من مميت بالنسبه له وابنته المدللة اصبحت كبيره اعتنت بوالدها ولكنها اهملت نفسها
اشدت من احتضانها وقال بدموع تبكي حالهم:حبيبتي اسف والله اسف كان غصب عني حسناء سامحيني مش كنت عارف انك بتعاني كدا بس كان لازم اموت قدام الكل
حسناء بضعف ودموع:مش هتسبني تاني صح اوعدني وانا هسامحك
بلال بحب:مستحيل اسيبك بمزاجي ابدا بس لو اضطريت اعملها تاني هعملها ي حسناء اسف الامر مش بأيدي
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
حسناء برعب :ايه تموت تاني وتسبني بلال انت بتهزر لا لا بلاش حرام عليك والله اموت
بلال بأسي :اسف ي حسناء في حاجات كتير انت مش تعرفيها عني انا مش الدكتور بلال اخوك وبس
واكمل بغضب :انا رجعت عشان اخد حق والدي للاسف هو مات بسبب انه قابلني وعرف اني عايش بس دا كان غلطي بعد ما عرفت ان ماما ماتت مش قدرت وكلمته وياريتني ما كلمته كان زمانه معانا دلوقتي ولكن دا قضاء وقدر هو كان مكتوب يموت كدا وفي الوقت دا
حسناء بخوف :بلال في ايه انت مخبي عني ايه وبابا مات بسببك ليه هو كان بيدافع عن شرف بنت في الشارع
بلال بسخريه:طول عمرك طيبة وغلبانه ي حسناء بابا مات مغدور حد قتله ودا كان بس عشان كلمته بعد موت ماما بكتير لان مش كنت عارف كان ممنوع عني اي اخبار تخصكم عشان ممكن اتهور لو حد حصله حاجه زي ما تهورت كدا ولكن اوعدك ان بابا دمه مش هيروح كدا
حسناء بقلب يتمزق من فكرة ان بلال قد يتعرض للخطر أيضًا:حبيبي بلاش عشان خاطري وبابا ربنا هياخد حقه خليك انت بعيد انا ما صدقت رجوعك ليا
الله اكبر ولله الحمد
بلال بغموض:حسناء انا رجعت لغرض معين وعشان اشوفك ومش ينفع ارجع منغير ما احقق ال جاي عشانه
"ياليت من يموت يعود للحياة كقصة بلال لكان الامر الان مختلف ولم يكن ذلك الملكوم يعاني منذ رحيلك ولكن نكتب بعض كلمات تشتهيها الروح ولكن لا مفر من الواقع ولكن اعدك اننا سنلتقي في الفردوس باذن الله سيكون القاء هناك وكما فرقنا الموت يجب عليه ان يجمع اروحنا مع بعض ولكن هذه المرة سنكون بين يدي الرحمن"
حسناء :بلال ممكن افهم في ايه ومش تتكلم بغموض كدا تاني
سماح كانت تفهم كل شىء ولا تسألني كيف لها ان تعلم هذا ولكن بعض الغموض لن يضر احد
سماح هزت رأسها بانه اخبرها ببعض الحقيقه وليس كله حتي لا تكن سببًا في هلاكها
اللهم صلي علي خير البرية
بلال بتنهيدة استسلام:هقولك كل حاجه اقدر اقولها بس وعد انه لو هيكلفك انك تحفظي الكلام دا سر روحك تدفعيها تمن ان مش حد يعرف الكلام دا
حسناء الخوف تملك روحها ولكن تريد ان تفهم كل شئ ولماذا مات بلال ولماذا عاد الان وهل حقًا والدها لم يمت بسبب دفاعه عن الفتاة هناك غموض كثير تريد ان يتضح أمامها الآن حتي وان كلفها حياتها ان تهتم فهي لا تحتاج من الحياة شئ بعد الان :قول ي بلال ووعد حسناء سيف قول ومش حد هيعرف
بلال يتذكر منذ عشر سنين مضت : هحكي من البداية حسناء انا مش كنت دكتور زي ما انت كنت مفكره المهنه دي كانت بس عشان تغطي علي شغلي التاني
نظر الي حسناء ووجدها تنظر اليه باهتمام فاكمل:انا لما دخلت الطب عادي كأي طالب عادي كان ليا صاحب عزيز عليا ويعتبر اخويه هو صاحبي من ايام الثانوي ولكنه دخل كلية تانيه وكنا علي اتصال مع بعض ولكن وانقطعت اخباره فترة كويسه اكتر من سنة ولكن في يوم اتصل عليا
فلاش باااااك
حسبي الله وحده يكفيني
بلال يجلس في غرفته بين كومة من الكتب وفنجان من القهوة ولكنه فارغ ويخرج منه القليل من البخار يبدو انه اخذ في رشفة واحده فقد كان يستعد لامتحانات اخر العام فهو الان في السنة الخامسه له ويريد ان يحافظ علي تقديراته ولكن قطع كل هذا اتصال محمد
استغربت بلال اتصال محمد في هذا الوقت وأيضًا هو لم يحدثه منذ فترة ولكنه فرح بشدة لحديثه فاجاب علي الفور:السلام عليكم ي اخويه فينك وحشني ي عم دي كلها غيبة بس اما اشوفك هقتلك
محمد يرد بسرعه وهو ينهج وكأن احدهم يركض خلفه :مش وقته ي بلال اسمعني كويس ابوس ايدك
بلال بخوف علي صديق عمره :محمد في ايه وصوتك ماله كدا
محمد : ......؟
اللهم القدس بدون دماء اهله بل دماء من سفك دمائهم وأهدر ارواحهم اللهم القدس فليس بيدي الا الدعاء