رواية زوجتي طفلتي الفصل الخامس


  رواية زوجتي طفلتي الفصل الخامس

بينما هي تبكي بقوتها وجدت يد تسير علي ظهرها مربتة بحنان بالغ.


التفتت مسرعة لمصدر ترويضها , لتجدها مني تظهر علي ملامحها الشفقة علي حال تلك الفتاة الصغيرة..
ارتمت سمر علي صدرها لتعود لمغامرة البكاء المريع , ربتت مني علي ظهرها برفق و اخذت تساعدها بكلماتها الهادئة :
-سمر , بس بس خلاص مالك
اشتكت بصوت قاهر :
-انا مخنوقة , انا بكره مازن اوي
-ليه بس يا حبيبتي عملك ايه
ابتعدت من حضنها الطيب بعينين حمراء من اثار كثرة البكاء , توردت منحدر انفها ايضًا بشكل رقيق لتتخذ نفس عميق مستعدة لفرج عن شكوتها بتركيز :
-ا.انـا مش بحبه بيضايقني و بيغظني انا مش متقبلة فكرة اني متجوزاه , انا مش متجوزة محدش فاهم كدة ليه,,انا موافقتش علي الجوازة ديه , انا اتجوزت بالغصب من ده
لتضيق عابسة الوجه :
-الي معرفش عنه حاجة الا اسمه و انه كان بيشغتل عند بابا , طب بزمتك ده سبب كافي اني اتجوزه.
ثم وضعت كلتا يديها علي وجهها حاجبة رؤية مني لبقايا دمعاتها و قالت بحزن :
-انا صغيرة اني ابقي اسمي زوجة و ام و اشيل مسؤولية بيت , بابا قتلني مش حماني بقراره
يظهر انها تعاني من فكرة الزواج من مازن , الخوف يضطرب بعينيها و يزيد تألقًا كلما مرت فكرة معاشرة مازن كانت ستعاود البكاء لكن اوقفها صوت مني الراقي :
-يا حبيبتي انا حاسة بيكي عمري ما كنت هرضي ان بنتي يحصل فيها كده بس ده امر ربنا هتعترضي بقي !
بصي يا حبيبتي مفيش احن من مازن بس انا امه بس بقولك خلي بالك من عصبيته , انا عمري ما هرضي يأذيكي في يوم لو عملك حاجة تعالي ليا و اشكيني زي دلوقتي و انا هوريكي هعمل فيه ايه
ضحكت سمر برفق حاولت اخفاء ضحكتها بيدها لتجد مني تقول ببسمة بشوشة :
-ضحكتك جميلة اوي يا سمر , بجد اوعدك ان مازن هيخلي باله منك
رفعت سمر كلتا كتفيها بحركة بريئة و صمتت بطبيعتها الهادئة رغم عدم اقتناعها بكلامها.
وقفت مني باستقامة لتقول بحماس :
-انا بقي عمالة اكل انما ايه , يلا ارتاحي كدة و هصحيكي علي الغدا
اماءت رأسها موافقة علي رأيها خرجت مني تلك السيدة الفاضلة التي تتسم برقي العقل و اتساع قلب حنون بالفعل لم تذق مذاق الامومة الا في تلك اللحظة حينما جمعت قوتها و دفستها في احضانها.
استلقت بجسدها علي فراشه , لتتحرك علي الجنب الايمن كالقرفصاء تتمسك بكامل جسدها الصغير , تضايقت من فكرة النوم بثيابها تلك.
زفرت بضيق لتحاول لاغصاب عينيها علي النوم , لكن لم تجد لنوم سبيل.
وقفت علي قدميها لتتحرك بشغف ناحية مكتبة كبيرة تملئها الكتب من شتي الاقسام.
لا تبدو عليه الثقافة بتًا..قالتها ساخرة لتقف علي اطراف قدمها و تمرر باصابعها القصيرة علي اسماء الكتب , لم تكن اي من وقعت عينيها عليه من ميولها , قررت الاختيار عشوائي لتمسك اي من الكتب و تقلب في صحفه بشغف.
جلست علي مكتب تتناثر الورق في كل شبر به و اخذت تقرأ محاولة فهم ما بيدها.
اخذها الوقت لساعات و هي غير مبالية فقد شدها مغزو الكتاب , لم تبالي بوجع ظهرها حينما كانت تتكئ عليه او حتي بعرق يدها من امساك الكتاب.
اخذت تتخيل بعض المشاهد في ذهنها ليقطع تلك اللحظة مازن حينما فتح الباب فجأه , اسرعت بوضع الكتاب في رفه الخاص و من الربكة في قلبها اوقعت كل الكتب علي الرف.
صدمت و قررت الثبوت في مكانها بدون تحرك , اكتفت برعب قلبها شعرت شعور السارق حين يقبض عليه لم تود النظر له من شدة الخجل مما فعلته لتوها.
شعر بالفزع هو الاخر من وقوع مكتبته كاملًا مع رمشة عينه , نظر لمجرم ليجد الخجل قد تعدي عليه , ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغره.
اقترب بهدوء منها مصر علي اللصمت ليزيد الرعب بها , لم تكن تملك الجراءه لرفع نظرها و استكشاف ملامحه الساكنة.
وقف امامها لتزيد دقات قلبها كان سيهم بالقول لتنطلق هي من عبق صمتها :
-والله من غير قصدي انا كنت بحط الكتاب بس..بس بس هو وقع انا اسفة
ضحك ساخرًا علي طريقة حديثها و امسك بذقنها ليرفعه له , رأي بها الخوف و الرعب ليتمتم ضاحكًا :
-هو انا هاكلك خلاص عادي انا هبقي اللمهم
لتسرع مضيفة علي كلامه :
-انا هلمهم معاك
اماء رأسه باسمًا و علامات الرحب تتسمه , انحنت لتلملم الكتب , اخذ يساعدها لتضع لمستها الرقيقة و ترتبهم بشكل اكثر اناقة.
كانت تلاحظ تلك الحقيبة التي لم تفارك يده مذ ما جاء , تنتظر منه الحديث ليكشف عن ما ببطنها لكنه لم يتفوه بشيء.
-احم هي ايه الشنطة ديه , شكلها شنطة بناتي
قالتها بخجل لكن لا نفع لخجل حاليًا تريد ارضاء فضولها.
رفع كلتا حاجبيه و كأنه تذكر لتوه ليمد يده بها و هو يقول :
-ديه بتاعتك صحيح , جبتلك لبس عشان تقعدي بيه و بكرة هنروح نلم كل حاجتك من الفيلا
لم تتفوه بشيء ففكره العزلة عن منزلها التي تربت به منذ سنين بتلك السهولة تزعجها,امسكت بالحقيبة و اختلصت نظره بما داخلها ابتسمت ابتسامة رقيقة من شده اعجابها بالثياب الجديدة.
نظرت له ببسمة صغيرة :
-زوقك حلو ميرسي
امسك بكف يدها ليتقرب منها بهدوء تراجعت خطوة لخلف ليقول مروضًا اياها :
-سمر متزعليش مني انا مش قصدي اضايقك و لة حاجة , انا جوزك و اخاف عليكي من وجودك مع فارس بالذات
لتنوح به بأسي :
-انا مش بطيقه و عمري ما اتكلمت معاه حتي , ده انا بكلم معاك عنه والله
-انا بقول بخاف عليكي منه
عبست بوجهها و اخفضته للاسفل بحزن , حرك رأسه باعتراض ليقترب منها و يبعد كل المسافات بينهما , خافت و ظلت علي حالها ساكنة , جذبها له ليضمها بقوة محاول ارضاءها بأي طريقة.
شعرت بالنفور منه لتدفعه سريعًا بفزع و تتراجع بخطواط لخلف خائفة من يداعبها بعاطفته العنيفة.
توردت جبينها حرجًا و تربكت قائلة :
-هروح اللبس
اسرعت بالذهاب من امامه , ليضع يده علي حاجبيه و احساس الغيظ ناحيتها يزداد , تذكر تلك الفتايات الفرنسية التي تترك جسدها له فور ما تقع عينها عليه.
تعجب من اقتضابها و خوفها منه الي هذا الحد , زفر بحنق من اللعابها الطفولية..
-مازن عاوزة اتكلم معاك
التف لصاحب الصوت ليجد والدته واضعة يدها علي كتفه و يبدو علي ملامحها الاقتضاب :
-ايوة يا ماما
نظرت له مطاولة ثم قالت بصوت لين :
-مازن مضايقش سمر و رجعها بيتها تاني و قبل ما تعمل حاجة زي كدة قولها
-لا هي ملهاش دعوه
-لا وحياه امك
ثم همست ببصوت خافض :
-انت عاوزها تكرهك , هي لازم تكرهك بالي انت عملته ده
انفعل قائلًا بغيظ :
-انا حر بقرارتي
الام باعتراض :
-لا انت غبي , عمرها ما هتسمع كلامك بالطريقة ديه
تنهد و ادار وجهه لتقول بصوت رقيق :
-البنت غلبانة و باين انها فعلا محتجاك خليك طيب معاها
اماء برأسه متفهمًا لتقوم و تقبل رأسه بهدوء و حنان امومي , ارتسم علي ثغره الابتسامة التلقائية و قال بسعادة :
-بس باين عليكي حبتيها
اماءت رأسها موافقة علي كلامه ليسعد من قلبه لانها كانت من قبل رؤيتها تنفر منها و من فكرة زواجه منها.
-يلا انا حطيت الاكل علي السفرة هات سمر و تعالي
ذهبت لطاولة الطعام ليتجه هو ناحية المرحاض و يطرق الباب عدة طرقات و هو يهتف باسمها :
-يلا يا سمر الاكل
فتحت بابها و تقدمت بخطواطها الصغيرة , كانت ترتدي ثياب لبيت تتتجسد لون جسد النمر , تدلي الاكمام منها من شدة طولها ضحك علي منظرها الذي يتشابه مع المهرج , ليضحك و يقول :
-ايه ده هي البجامة كبيرة لدرجادي
وضعت كلتا يديها علي خصرها و قطبت حاجبيها :
-قول لنفسك انت جايبلي مقاس واسع اوي
-انتي الي معصعصة اعملك ايه
اخرجت له لسانها سريعًا ليضحك و يجذبها من قميصها و هو يقول مازحًا :
-يلا يا غلطة عمري
***
في المساء حينما عمت الظلمة في انحاء مصر و تألقت النجوم الامعة في جو عاصف يهم علي هطول الامطار به..
دلفت الام لحجرتها لتنام في سلام لم يتبقي سواهما الي الان , وثب واقفًا و قال :
-يلا مش هتنامي
سمر بحرج :
-فين
اشار لغرفته برأسه و قال ببراءه :
-تعالي متخفيش في سريرين انتي في واحد و انا في واحد
هزت رأسها مسرعة و الخوف يطبع علي ملامحها :
-لا انا هنام هنا و مش عاوزة انام دلوقتي اصلًا
تنهد بضيق قائلًا :
-خايفة من ايه بس , تعالي ده الجو ساقعة
بالفعل كلامه صحيح تشعر ببرد يسير في جسدها لتوافقه الرأي و تقوم معه متجه ناحية الغرفة , حاولت اطمئنان نفسها و عدم سماح لغزو الافكار السيئة عقلها.
استلقت علي اول فراش واجهها , و انغمست تحت الغطاء الصوفي الدافئ سريعًا , اتجه لسرير المجانب له ليلقي بجسده المنهك عليه..
ظن انها نامت فمنذ ما دلفت لغرفة و هي صامتة , اغمض عينه و استعد للنوم ليسمعها تقول :
-انت لاحقت تنام


ابتسم لها و رد نافيًا لتقول بفضول و شغف :
-اممم طب عاوزة اسألك سؤال هو انت فعلًا كنت في فرنسا
ثم وضحت :
-اصل عمو سامح اول ما شافك قالك رجعت امتي من فرنسا , انت كنت في فرنسا ليه
حك شعره بتعجب من سؤالها ليقول مازحًا :
-هو انتي متأكدة انك بنت مستر صلاح , يا بنتي ابوكي ليه شركات في اوروبا و انا كنت معاه في فرنسا من ساعة لما عرف انه مريض
اندهشت و فتحت ثغرها :
-بتكلم جد الله تصدق اول مرة اسمع الكلام ده
-و اديكي سمعتي ياستي
ثم تنهد و قال باسمًا :
-سمر الصبح هترجعي القصر عادي
همت جالسة علي الفراش و قالت بسعادة كست وجهها :
-بجد يا مازن
اماء راسه بالايجاب و الابتسامة لا تفارق وجهه لتقول ببراءه :
-تعرف رغم انك رزل بس طيب ميرسي اوي يا مازن
-تصدقي شكلي هغير رأي
اسرعت بالقول معتذرة عما صدر منها لتو :
-اسفة اسفة
ضحك ليقول مداعبًا :
-شاطرة كدة
سمر ببسمة رقيقة :
-بقولك ايه انا مش عارفة انام ينفع تجبلي كتاب اتسلي بيه من مكتبتك
ثم اكملت ببراءه و هي ترفع كلتا حاجبيها و احدي كتفيها بدلال :
-بليز
هز رأسه نافيًا و قال قاصدًا غيظها :
-نو الي معايا لكبار فقط
-عشان خاطري بجد زهقانة
ضحك علي طريقة طلبها منه , قام متجهًا لمكتبته الضخمة , عقدت ذراعيها و هي تنتظره بحماس , لم يمر ثوانٍ حتي عاد محملًا بمجلد.
جلس علي حافة فراشها و مد يده قائلًا بسخرية :
-ميكي موس هيعجبك اووي
اخذت منه المجلد لتنظره له بملل و بحركة لا ارادية ضربت بالمجلد علي رأسه و هي تقول مازحة :
-يا ظرافتك
امسك بكلتا معصمي يدها و هو يظهر علامات جادة اصطناعية و يقول :
-انتي اد الحركة ديه
صاحت صارخة :
-بهزر بهرز
اضربها بجبهته علي جبهتها بقوة و اخذ يذغذغها في بقية جسدها , لتصيح منه محاولة الاعتراض علي فعلته و اواقفه لكن لم يبدي نفعًا..
اخذ يمازحها بضرباته و هي تقهقه و تبعد يده عنها , تركها بعد معاناه طويلة بينهما لتضحك و تقول و هي تعبس بوجهه :
-حسبي الله و نعمة الوكيل فيك يا بعيد
-يلا يا بت اتخمدي
استلقت علي فراشها ليضع عليه الغطاء باهتمام , كان قريبين من بعضهما كثيرًا , لتغمض عينيها سريعًا بخجل.
زرع قبلة هادئة علي جبينها و داعب بانماله علي خدها , بحركة لا ارادية اشاحت وجهها لناحية الاخر خوفًا , ليستمع لنصيحتها البريئة و يعود لفراشه ليخلد لنوم بسلام .
***
عادت لقصرها ثانيًا بسلام , و من هنا بدأت اول خطواطها في الاطمئنان لشريك عمرها.
كانت تستقبله بابتسامة , بدأت تقص عليه بعض من احلامها و تكثر من الكلام معه في شتي المواضيع المختلفة.
فلم يؤذيها يومًا لكي تقلق منه و تكرهه , قاطعت الكلام نهائيًا مع من يشاركها بيتها.
طرق علي بابها لكي يسمع اذن موافقتها بدخوله , دلف و هو يدندن بصوته العذب :
-مبروك مبروك مبروك يا ست البنات
اسرعت بالركض له و قالت بشغف :
-انت جبت نتيجتي
قرص انفها و هو يقول ببسمة وواسعة :
-ايون ياستي مبروك
قلقت لتعض انمالها و تسأله بقلق :
-جبت كام ؟
هز رأسه نافيًا :
-مش لازم تعرفي المهم ياسستي مبروك
ثم اخرج من جيبه علبة صغيرة , كانت تتفحصها باهتمام ليخرج منها خاتم ذهب و يلبسها اياه في اصابعها , نظرت له باعجاب لكن فور ما تحولت ملامحها لفزع :
-انا جت كام يا منازن انا فاكرة اني عكيت في الامتحانات
-يا بنتي سيبك
-والله كانت الضغوط مش مساعداني اذاكر
حاول ترويضها و عدم اخبارها بالامر لتشرع في البكاء و تلح عليه بافصاح سره , تنهد بضيق و قال :
-عوضيه في تالتة ثانوي يا ستي
-طب جبت كام
اخذ نفس عميق و قال بعد تنهيدة قوية :
-83%
وضعت يدها علي فمها و شهقت من الصدمة لتبكي بقوة , ربت علي ظهرها و قال بهدوء :
-خلاص يا سمر مش وحش اوي كدة انا عارف الظروف بس خلاص اهيه تالتة ثانوي و شدي حيلك السنة الجاية
و حاول اخرجها من محنة بكاءها ليقول بحماس :
-انتي عاوزة تبقي مهندسة زي
اماءت رأسها و الدموع مذالت متعلقة علي عينيها , امحي بابهامه الدموع بطريقة لبقة ثم طبع بين حاجبيها قبلة رقيقة و همس سعيدًا :
-سيبك دلوقتي بقي و قومي غيري لبسك و تعالي اخدك افسحك
نظرت لعينيه و قالت ببسمة رقيقة علي وجه حزين :
-بجد
-ايوة يلا بقي يا حبيبتي
طبع قبلة علي يدها لتخجل سحبت يدها برفق لتقوم متجه لخزانته و تحضر ثيابها , خرج من حجرتها و اغلق الباب باحكام..
لم يسمع صوت لأي من فارس و مدحت , ود لو كانا قد رحلا اخيرًا , فهو لا يخاف الا علي عزيزته الصغري منهما.
خرجت سمر من غرفتها و قد انهت ارتداء ملابسها , امسك بكف يده و جذبه بطريقة لبقة , سارت معه بهدوء و الخجل يترسم علي ملامح وجهها.
مازن بتساؤل :
-صحيح فين عمك و الزفت
سمر بحرج :
-احم الزفت امبارح كان جايب واحدة البيت و ابوه طردها و قعدوا يتخانقوا و بعدين عمو مشي معرفش راح فين , و فارس تلاقيه نزل يتمشي شوية
قطب حاجبيها غاضبًا و قال بتماسك :
-انا مستني اعرف بس دول ايه الي مقعدهم عايز افهم عاوزين يوصلوا لايه بس باين اني همشيهم بقي
سمر باشمئزاز :
-ياريت يا مازن , انا مقروفة من فارس من ساعة ما جاب البت هنا
لف يده حول خصرها ليجذبها اليه , توعد لفارس بالقتل من تلك الحركة الجريئة , الا يراعي وجود ملاك صغير معه في المنزل.
***
اخذها في نزهه صغيرة حول المدينة , حاول بقدر الامكان الا يمنع عنها اي شيء تطلبه.
اشتري لها دمية تجسد شكل دب كبير محشوه بالقطن يفوق طولها الضعفين , كانت تحمله طوال طريقها من دون خجل من اي احد.
اصرت ان تتصور معه كثيرًا بهاتفها الحديث , كانا يشكلان شخصان ملفتان في الطريق بطريقة طريفة..
اخذ يلاعبها ببعض اللعاب في ملهي الاطفال , لم تبالي بمنظرها و هي تركب اللعاب صغيرة الحجم , فقد كان هدفها ان تستمتع و فقط.
توجهها لمطعم فرنساوي فخم في المدينة بعد انتهاءهما من جولتهم المرحة , لم تسعد يومً بتلك الطريقة.
فلم يكن مسموح بالخروج بمفردها دائمًا ما كان يرفض والدها –رحمه الله- كان كثير القلق ان يصبيها اي ضرر و يفقدها كـزوجته المتربعة علي قلبه رغم موتها.
انتهي يومها معه كم شعرت بالحزن , توقف بالسيارة امام القصر و التفت اليها و هو يقول بسعادة :
-ايه رأيك بانهاردة
صاحت سمر من السعادة :
-جميل اووي يا مازن ربنا يخليك ليا بجد
امسك باطراف اصابعه بمنحدر انفها و قال بمكر :
-قولتي ايه
سمر بدلال و هي تعض علي شفتها السفلي برقة :
-قولت ربنا يخليك ليا
ضحك بسعادة لم يتوقع ان تلك النزهة ستؤثر بها لهذا الحد , اقترب منها لم يجدها تتراجع ليتأكد ان الفرصة جاءت له و عليه ان يستغلها , اسرع باندفاع لالتهام شفتيها و تقبيلها بقوة و هو يحاصر خصرها بذراعيه.
دفعته بكل قوتها بخوف و فزع , ابتعد عنها عندما وجد النفور مذال علي وجهها منه , اقتضب وجهها ثانيًا و قالت مسرعة :
-افتح الباب
امسك بمعصم يدها و قال مسرعًا :
-سمر انتي زعلتي
اشاحت بوجهها بخجل و الحت في طلبها :
-افتح الباب يا مازن
ضغط علي معصم يدها و قال بالحاح :
-استني بس يا سمر
التفتت له و قالت بملامح خائفة :
-نعم
امسك بذقنها و قال بهيام و هو ينظر لعينيها :
-انا مكنش قصدي ازعلك بس انا قدامك مبعرفش اقاومك متزعليش مني
تورد خدها و قالت بخجل يكسو وجهها :
-معلش , افتح الباب عن اذنك
فعل ما تطلبه و مال علي خدها قبل ان ترحل و طبع قبلة علي جبينها الايسر و هو يقول :
-خلي بالك من نفسك
اماءت رأسها ليمسك بمعصمها فجأه و هو يقطب حاجبيه :
-استني مين في البيت دلوقتي
نظرت لقصر و دققت لتعيد نظرها بعينيها البنية و تقول ناهية :
-محدش في البيت باين النور كله مقفول و تقريبا فارس ناو مع صحابه انا هطلع انام علطول متقلقش
اماء برأسه بتفهم لتحمل دميتها و تتجه لباب القصر و قبل ان تدلف التفتت له ببسمة واسعة.
طبع بقبلة علي يده و ارسلها لها في الهواء مودعًا اياها , ابتسمت ليرتفع خديها بطريقة رقيقة.
دلفت لمنزلها لتجده ساكن علي غير عادته يبدو ان الكل نائم او ليس بالبيت.
اتجهت لمطبخ لتأخذ كوب ماء و تسقي نفسها من ظمأها و بينما هي ترتوي سمعت صوت تخابط اشياء ببعضها , التفتت بكامل جسدها لمصدر بخوف.
ليخرج من الظلام بعينين بها نظره غاممضة لا تسر ابدًا , كان يسير بعينيه علي بمفاتن جسدها , تربكت من نظرته الشيطانية لها عادت بخطوة لوراء و ترتعش شفتيها و هي تنطق اسمه :
-فارس
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1