رواية زيغه الشيطان الحلقه الرابعه عشر


 

الفصل الرابع عشر من #زيغه_الشيطان

#أضواء_مبعثرة

بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان.

_________


اذكروا الله.


_________


'مشكلة الحياة هي أننا نظل ندفع ثمن خطايانا مرارا .. إن القدر لا يغلق دفتر حساباته مع الإنسان أبدا.'

- أوسكار وايلد.


_________


لم تبالي راضية بوجوم عامر رغم تفاجئها من ظهوره ذلك.. 


أعادت النظر تجاه أيمن وقالت بنبرة ذات مغزى: 

-فكر في كلامي واحسبه كويس. 


تلفظت بها مغادرة من أمامهم تاركة إياه رفقة شقيقه الأكبر، والذي يكون اقرب شخص لـ نجم أبن أخيها. 


استقلت سيارتها وغادرت تاركة المكان بأكمله.. 


أما على الجانب الآخر، دنا عامر من أيمن بنظرات حادة تقدح بالشرار، ازدرد أيمن ريقه خوفًا من أن يكون قد استمع لـ شيء.. 


اغتصب أيمن ابتسامة وحاول الحديث بنبرة عادية: 

-أنت ظهرت منين يا ع 


ما لبث أن يتحدث حتى وجد لكمة قوية تسدد له في وجهه، لم يستطع استيعاب ما يحدث حتى وجده ينتشله من ملابسه مسددًا له لكمة أخرى، مقربًا إياه من وجهه، متحدث بفحيح الأفاعي: 

-عارف لو متچوزتهاش مش هسمي عليك، وبدل ما صاحبي يلوث أيده بيك، أنا اللي هجتلك وهشرب من دمك. 


أدرك أيمن استماعه، فحاول نفي تلك الحقيقة مردد بكذب: 

-أنا معملتش حاجة انا كنت سهران مع سامي صاحبي و


قاطعه عامر بصوت أجش، قائلًا: 

 قولت أنك كنت سهران مع سامي الليلة دي، معأن سبحان الله سامي كان مسافر، اومال أنت كنت قاعد مع مين بجى، الكدب ملوش رجلين يا خوي، ومدام كدبت يبجى الغلط راكبك من ساسك لرأسك. 


شحب وجه أيمن، فأسترسل عامر، وهو يهزه بقوة ونبرة وعيد وتهديد: 

-انهاردة هكلم ابوك واقوله أنك عايز تقدم ميعاد كتب الكتاب عشان وديني لو ما تحملتش نتيجة اللي عملته هجتلك، ياسمين مغلطتش لوحدها ... ياسمين دي مش خطيبتك وبس .. دي عمه نجم اللي أغلى عندي من أي حد ..أنا أعرف نجم وصاحبي من قبل ما أنت تتولد فلو حد هيطعنه في شرفه حتى لو كان اخويا مش هرحمه…


_____________

  


-يا بنتي بقى ارحمي اللي جابوني...هو أنا حد باصصلي في الجوازة دي ولا إيه؟!!!!!




تلفظ شهاب كلماته وهو يقف أمام باب غرفتها يحاول معها كي تحن عليه وتفتح له...لكن باءت جميع محاولاته بالفشل…


مسح شهاب على وجهه بنفاذ صبر ومشاعر متأججة تطالب بها…. ثم عاد يصيح:

-يا بنت الحلال..افتحي…


تنهدت ريما التي تتمدد على بطنها...معلقة قدميها وتقوم بهزها..مستشعرة الانتصار...سعيدة بتلك الحالة الذي وصل إليها…


فـ جاءه صوتها الناعم ناطقة:

-مش هفتح يا شهاب..وبطل زن عايزة انام..اوووف…


-اوووف !! أنتِ اللي بتقولي اووف اومال انا اقول ايه..احسبن عليكي طيب…روحي إلهي ما تعرفي تنامي…


انتهى من إلقاء كلماته تزامنًا مع علو رنين هاتفه..فأخرج الهاتف و وجده فهمي..

رمق الباب بنظرة أخيرة ثم تحرك من أمامه كي يتحدث مع والده…

وضع الهاتف على اذنيه وسرعان ما أتاه صوت فهمي المرح:

-ها اقول مبروك…


صفع شهاب ذاته وقال بخفوت وحسرة:

-مبروك مين..انا عايز دعاك و النبي يا بابا..


-ليه يا ابن الكلب..اوعى تكون لسة 


قاطعه شهاب مؤيد:

-ايوة بضبط هو لسة دي…


التوى فم فهمي وعلق ساخرًا:

-وعاملي فيها صايع وبتاع بنات...وكسه عليك وعلى اللي خلفك.


ضحك شهاب واضاف:

-اسكت ده كان زمان...بس متخفش بعون الله ابنك قادر على التحدي والمواجهه وفي ظرف شهر هقولك مبروك الحفيد جاي في السكة…


__________


مساء اليوم التالي. 


كانت بتول تجلس في غرفتها تبكي وبشدة منذ ليلة أمس لم تستطع أن تغفي ولو ساعة، فلم يكتفي أمجد بصفعها أمام الناس وفضحها…..

أمجد الذي تحدت والدتها أنها ستتزوجه رغمًا عن أنف الجميع، الآن كان يحاول صفعها للمرة الثانية، لم يأتي منذ خروجه ليلة أمس…

 

دخلت الخادمة بعد ان دقت الباب وأذنت لها بتول بعد أن مسحت دموعها، فهتفت باحترام: 

- مدام بتول، حضرتك مش هتتعشي ؟؟؟ 


- لا مش هأكل سبيني لوحدي..

 

- حضرتك مكلتيش من ساعة الفطار وده غلط على حضرتك..


صاحت بتول بغضب وارتفع صوتها لاول مرة تتحدث بتلك النبرة الحانقة مع أحدهم: 

- مش عايزة أكل سبيني قولت 




شعرت العاملة بالحزن الشديد فهتفت بتول بغضب وهي تمسح وجهها وتنهض من فوق الفراش مقتربة منها 

- انا اسفة مش قصدي حاجة انفعلت عليكي، معلش انا مخنوقة شوية؛ وممكن أكل شوية كده، متزعليش مني والله ما قصدي.ظ


هتفت المرأة بنبرة هادئة 

- مزعلتش يا مدام بتول انا مقدرة الفترة اللي حضرتك بتمري بيها، انا بس خايفة على حضرتك وعلشان انتِ حامل لازم تهتمي بنفسك


- حاضر، ساعة كده وهنزل اكل ومتزعليش مني مرة تانية..


ابتسمت بتول في وجهها، لتبادلها المرأة ثم ذهبت وقبل أن تغلق الباب خلفها كان أمجد يقف امامها فهتفت بتول بنبرة حارقة ومتألمة: 

- أياك يا أمجد، اياك تظهر قدامي دلوقتي أبعد عن وشي مش طايقة أشوفك ولا حتى أعرف أنك في نفس البيت معايا .. انا بس اللي مقعدني أني مش عارفة بأي وش أروح بيت أهلي .. وأقول لماما أن اللي بدافع عنه .. بيكرر نفس الغلط..


دفعها برفق إلى الداخل غالقًا الباب خلفه، فصاحت بنبرة غاضبة:

- أمجد، قسما بالله انتَ لسه متعرفنيش متفتكرش انك هتضربني مرة وعلشان سامحتك وقدرت موقفك أنك تدوس عليا، ده انا ملحقتش اتجاوز اللي عملته فيا يوم الفرح، فقولت تكمل وأحاول أمد أيدي عليها تاني

انا مش جاريتك يا أمجد، مكنتش متوقعة أنك شايفني قليلة كدة..

 

- خلصتي خلاص؟؟؟؟ 


- أمجد انا عايزاك تطلقني، انا لازم انفصل عنك ... 


صاح أمجد مقاطعًا أياها بتملك شديد:

- اياكي يا بتول قولتلك متفكريش تنطقيها مش هطلقك لو عملتي أيه، انا بحبك وبحبك أكتر من أي حاجة في دنيتي، مهما حصل ما بينا مشاكل ومهما حصل مش هسيبك انتِ فاهمة..


- أمجد كل حاجة اتغيرت أحنا في أقل من شهرين حصل ما بينا اللي مكنتش اتخيله، كأني كنت عايشة مع واحد تاني غير اللي قدامي، انتَ أي مشكلة بقيت بتزعق وتهين انتَ فضحتني قدام الناس ولسه مكملة معاك انتَ متخيل بتعمل فيا أيه، انتَ دبحتني أكتر من مرة مبقاش في حب متقولهاش يا أمجد..

 

كانت كلماتها غاضبة وصارخة بشكل لم يصدقه أمجد ليحاول تهدئتها وضع يده على كتفها:

- خلاص يا بتول أهدي..

 

لتنهار في البكاء حاول أخذها في أحضانه وبالفعل صرخت وبكت في أحضانه رغم كونه الجاني؛ فليتحمل أي شيء في تلك الدنيا سوى دموعها، لا يحبها فقط بل جعلته مهوس بها، مازالت لا تفهم عشقه لها، هتف قائلا بنبرة حانية وهو يمرر يده على خصلاتها: 

- خلاص يا بتول، ارجوكي أهدي علشانك وعلشان اللي في بطنك لو مبقاش ليا خاطر عندك اهدي علشان نفسك..


حاولت استجماع قواها وابتعدت عنه وجلست على طرف الفراش، فنطق أمجد قائلا بنبرة حانية :

- بتول انا بحبك ومفيش حاجة اتغيرت، بس انا ساعتها كنت متعصب لما ماما مشيت، كنت مخنوق يا بتول امي بتقولي أنها اتهانت في بيتي عايزاني أعمل ايه؛ انا عارف اني في غضبي وحش بس غصب عني والله…


- احنا معملناش ليها حاجة، ولا اقولك انا مش هدافع يا أمجد عن نفسي ولا عن أمي، وشكرا أنك عيرتني أنك استحملت ماما.. 


قالت كلماتها الأخيرة بحنق شديد وهى تجز على أسنانها، فهتف امجد قائلا بغضب مكتوم:

- خلاص يا بتول مكنتش أقصد وحتى لو امي غلطانة مش هقبل بأهانتها، زي ما كنت مش بقبل تنامي يوم وانتِ زعلانة من مامتك..أمجد هو هو متغيرش، انتِ اللي بتحاولي تعصبيني وتخليني أتجنن، بقيت طول الوقت حاسس أنك مش معايا يا بتول وبتبعدي عني 

يوم بعد يوم مبقتش لاقيكي معايا زي الاول، بقيتي تبعدي عني بسهولة ورافضة قربي، مبقتيش متحملة تتناقشي معايا طول الوقت انا غلطان معاكي وبس..


تنهد ليستكمل حديثه قائلا بنبرة صادقة:

- انا بحبك يا بتول، وغلطت في حقك وأسف ليكي بس متشكيش في حبي ليكي ابدا، صدقتي مصدقتيش انا محبتش قدك، بعدك عني خلاني احس ان كل الناس بقت بيني وبينك وبتحاول تفرق ما بينا وبينجحوا، ومهما حصل مش هسيبك يا بتول تضيعي مني..


- انتَ اللي ضيعتني، انا كنت شرياك عن الدنيا كلها، واستحملت مامتك بدل المرة عشرين ومشتكتش ولو حابب أسال اختك كانت بتبقي قاعدة وشايفة واسال دادة مريم، انا مغلطتش فيها، واللي واجعني مش كلامها ولا كلام ماما لانهم من الاول مش طايقين بعض..

اللي مزعلني الانسان اللي اختارته مبقتش واثقة فيه مبقتش عارفة اكون في حضنك، الأمان اللي كنت بلاقيه راح يا أمجد..


تنهدت وهي تمسح دموعها وهتفت قائلة بنبرة جامدة: 

- لازم نبعد يا أمجد انا هلم هدومي وهروح عند ماما وهحاول أخبي عليها..أو افكر فـ


قاطعها بشراسة: 

- مش هتسيبي البيت يا بتول، وعلشان اريحك يا ستي خليكي انتِ في البيت وانا هسافر البلد بكرة ولو حابه هاتي مامتك تقعد معاكي، وهرجع وقت ما تقوليلي يا أمجد أرجع علشان وحشتني ومتأكد انك هتقوليها، وحتى لو اتاخرت منك هرجع القاهرة وهقعد في شقة عمي مدام وجودي مضايقك…





توجه ناحية غرفة الملابس أخذًا بعض احتياجاته وملابس له يرتديها الان بعد الاستحمام، وملابس تنفعه عند ذهابه إلى المكتب صباحًا لأخذ الأوراق الخاصة ببعض القضايا ثم ينطلق في طريقه إلى الصعيد ... 


قائلا بنبرة خافتة وهو يمسك مقبض الباب قبل ان يغادر 

- تصبحي على خير يا بتول…

 

أغلق الباب خلفه تاركًا إياها تبكي بحرقة….


__________


في دوار عائلة النجم…


كان محمد ( والد أيمن ) وأبنائه عامر وأيمن يجلسون مع رضوان ونجم في زيارة مفاجأة؛ فاستطاع عامر السيطرة على أخيه المتهور، بل أنه دخل لوالده من ثغراته وحبه لهذا المنصب الخاص بمجلس الشعب ويعلم أن والده سيقبل بأي شيء من أجل أن يقرب الناس منه، فاقنعه أنه بهذا الزواج قبل الانتخابات وليالي الفرح وتوزيع الطعام والذبائح على الناس سيكن شيء في صالحه وكونه سيناسب عائلة النجم فهذا سيقرب منه الناس فلما لا…


صاح رضوان رافضًا وبشدة تلك العجلة: 

- لا مش موافق على الحديث الماسخ ده، احنا متفقين كتب كتاب ودخلة بعد ما تخلص البت چامعتها ليه السرعة دي..


هتف عامر قائلا بهدوء: 

- يا عم رضوان خير البر عاجله بجالهم سنة وشوية مخطوبين، وكمان يعني ليه الاعتراض وليه يستنوا سنتين وبعدين حضرتك عارف انه لو قعدوا سنتين كمان ا

 

فهتف رضوان مقاطعًا بلا مبالاة واستنكار 

- لا، احنا جولنا اجده من الأول أنه نستنى شوية بس أنتم أصريتم على الخطوبة لكن الدخلة وكتب الكتاب لا..


فأردف محمد بنبرة هادئة بعدما تبادل النظرات مع أبنائه: 

- انتَ عارف يا حاج رضوان أني داخل على فترة انتخابات و.... 


قاطعه رضوان بنبرة متفهمة منذ البداية أنه يفكر في ذلك من أجل اثارة ضجة لايام في البلدة:

- انا فاهمك يا محمد وخابر زين السبب اللي خلاك تفكر في الموضوع ده، بس جواز أيمن وياسمين دلوجت لا..


جاءت الخادمة لتضع القهوة أمامهم، وبعض المعجنات ثم ذهبت، فهتف عامر بأنزعاج شديد فهو لن يترك الأمر ولن يذهبوا قبل أن يوافق رضوان مهما حدث :

- ما تتحدث يا نجم، وتجول حاجة..


تنحنح نجم ثم تحدث بهدوء:

- مليش عازة ولا كلامي هيفرق الكلام الاول والأخير لجدي هي بنته وهو ادرى بمصلحتها وبرضو احنا معرفناش رأي ياسمين نفسها ايه …




نكز عامر أيمن ليتحدث فهو ووالده فقط من يتحدثوا منذ ان أتي، فهتف أيمن على مضض 

- يا عم رضوان؛ فرقت ايه دلوقتي من بعد سنتين..


علق رضوان بنبرة ساخرة: 

- ياض انتَ مستعجل على ايه، انتَ يدوبك لسه متخرج من جامعتك، لا اشتغلت ولا عملت حاجة…


تنهد محمد ثم أردف بنبرة حانقة من تصميم رضوان 

- يا حج رضوان، يلا خلينا نفرح ونجهز الفرح يتجوزوا دلوقتي ويعقلوا سوا، ويبنوا مستقبلهم وحياتهم وخد رأي العروسة برضك الأول..ومتنساش أن نجم اتچوز وهو لسة عشرين سنة..يعني كان أصغر من أيمن ابني..


هز رضوان رأسه بتفكير والرفض يتملك منه 

-بص يا حج محمد انا هخبرك، أنا مكنتش موافق على الخطوبة دي من أساسه لأن أنا مش هجوز الصغيرة قبل جواز نجم وراضية ويمكن في السنتين دول اكون خلصت من الكبار عاد وبعدين نشوف الصغيرة…


رد نجم بهدوء وهو يرمق جده بنظرة هادئة: 

- يا چدي، ملكش صالح بيا انا اتچوزت غرام وقريب فرحنا، وراضية مش هتقول حاجة ولما يجي نصيبها هتتجوز، لكن بلاش تأجل فرح ياسمين وايمن علشان السبب ده..


- هي كلمة وقولتها خلاص يا جماعة، الحديث خلص جواز الصغيرة دلوجت لا، وبعدين كلمتي اللي هتمشي على بنتي…

 

قال رضوان كلماته بصرامة كبيرة لينظر عامر إلى ايمن الصامت بجانبه، ونجم الذي يغضب من صرامة جده فهو لا يفرق معه تتزوج الآن او بعد عامين، اما محمد كان على وشك ان ينفذ صبره فهتف عامر بنبرة مندفعة:

- خلاص يا حج رضوان، انا لقيتلك الحل عاد، انا بطلب ايد الدكتورة راضية على سنة الله ورسوله، جولت ايه ولو حضرتك موافق فرحنا يبقي انا واخويا في نفس اليوم .. 


لينظر له الجميع بصدمة ودهشة ..... 


بعد مرور ساعة..


في غرفة ياسمين..


كانت غرام تقص عليهم ما سمعته في الأسفل، فهتفت غرام بهدوء: 

- الحمدلله، خلصنا من الموضوع ده وهيتجوزك، يلا بقا يا راضية جدو عايزك تحت ..




كانت ياسمين تشعر بالسعادة او الرضي على الأقل فقد استطاعت راضية إجبار أيمن ولن تحدث الفضيحة: 

- الحمدلله يارب..

 

شكرت ياسمين ربها، فصاحت راضية بهما بغضب شديد فلما يشعروا بالراحة لتلك الدرجة :

- انتم مجانين كلكم، فرحانين على أيه، غرام انتِ بتهزري صح، اللي اسمه عامر ده متقدمليش..


تمتمت غرام بنبرة هادئة وهى تعقد ساعديها: 

- انا سامعه جدو بيقول لستو توحيدة انه عامر طلب ايدك لما جدو كان مصمم ميمشيش الجوازة الا لما تتجوزي ..اصلا جدو مستنيكي يلا..


- لا انا مش هدفع تمن غلطة حد، المهزلة دي لازم تنتهي.. 


كانت تتحدث بانفعال وغضب شديد، لتفتح الباب صافعة أياه بغضب شديد، فهتفت غرام: 

- هي اختك دي مش هتهمد، نحمد ربنا ان الموضوع خلص من غير فضيحة تتجوزه وخلاص..


شعرت ياسمين بالانزعاج الشديد بسبب ما تسببت به لشقيقتها، ولاول مرة تدرك مغزى والدها من تأخير زواجها وعدم موافقته على خطبتها في البداية، فأردفت بانزعاج:

- يعني علشان غلطتي تتصلح، اوقع اختي معايا في جوازه، مش كفاية اللي عملته عشاني…


_________


حينما خرجت من الغرفة أمسكت بهاتفها وأخذت تبحث عن رقم ايمن لتتصل به، وهي على وشك الفتك بالجميع، دخلت غرفتها 

بمجرد أن أجاب لم تنتظر منه رد فصاحت به 

- فين اخوك ده شجيع السينما، هو بيعمل كده ليه ؟؟؟


- بقولك ايه يا دكتورة حلي عن دماغي؛ اللي في دماغك حصل وهتجوز أختك، عامر مكنش لاقي حل غير كده ابوكي كان منشف دماغه…

 

أغلقت الهاتف في وجهه بغضب شديد، وخرجت من الغرفة وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة..


_________


في الأسفل هبطت راضية وهي تحاول السيطرة على غضبها، لتجد والدها يجلس بمفرده لتعلم ان نجم قد صعد الى غرفته بينما والدتها صعدت إلى الصغيرة سندس وتطمئن عليها هل نامت ام مازالت منشغلة بواجباتها 

ابتسم رضوان بمجرد أن رأها فهتف قائلا وهو يشير لها :

- تعالي اقعدي يا دكتورة..

 



ابتسمت راضية بخفوت فلطالما كانت محل فخره، ثم جلست بجانبه، كانت على وشك التحدث فهتف بمرح: 

- اكيد البت غرام مسكتتش الا لما جالتلك ايه اللي حصل..


- عامر اخو أيمن اتقدملي وانا مش موافقة يا بابا..


- ليه اجده يا بنتي انا مددتهمش كلمة، بس جولت تفكري يعني يابنتي علام واتعلمتي شغل واشتغلتي هتفضلي مأجله الجواز لحد امته اللي قدك عندهم عيل واتنين وتلاتة..

 

تنهدت بانزعاج من تلك السيرة فهتفت بنبرة حاولت جعلها هادئة: 

- بابا انا مش عايزة اتجوز بالطريقة دي، يعني حتى لو هتجوز أكيد مش هتجوز واحد معرفهوش لا وكمان في ظرف شهر ده ازاي ده بس..


- عامر مش واحد من الشارع؛ ده طول عمره صاحب نجم من وهما صغيرين؛ وعارفين أصله وفصله حتي أكتر من اخوه أيمن وانا بعزه وبحبه اكتر من أيمن وراجل يعتمد عليه مع أنهم من نفس البطن بس مش زي بعض…

 

كان رضوان لا يقبل التنازل تلك المرة تحديدًا من الكلمات التي سمعها من نجم عن عامر فهذا ما يجعله يفضله عن أي رجل، فهتفت راضية في نبرة هادئة عكس النيران المتواجدة بداخلها :

- طب بص يا بابا جوز ايمن وياسمين ونفرح بيهم وأوعدك خلال المدة دي انا أفكر في عامر ونبقي نرد عليهم بعدين حصل نصيب الحمدلله محصلش خلاص بقا، متربطش الجوازتين ببعض.. 


- اقسم بالله وانتِ عارفة قسمي يا بتي كتب كتاب ياسمين مش هيحصل قبل كتب كتابك انتِ يا دكتورة

إذا كان على عامر أو غيره ولو مش موافقه انا مش هوافق على جواز ياسمين وبالمرة هديهم شبكتهم ويهملونا بقا لغايت ما اجوزك واشوفلها واد غير أيمن…

 

قال كلماته بحدة أجاد صنعها فتحدثت راضية وهي تحاول اللعب على تلك النقطة: 

- يا بابا حضرتك بتقل مني كده..

 

- انا أقل منك يا بتي.. 


قاطعت راضية حديثه قائلا 

- يا بابا يعني ايه الناس جاية تتقدم لاختي تقولهم مش هجوزها الا لما اجوز الكبيرة فعامر يتقدملي علشان يخلص الموضوع ولانك احرجتهم تتفهم ايه غير انها 




قاطعها رضوان بغضب أجاد رسمه، فهتف صائحا 

- اتكلمي عدل يا راضية شكلك اتجنيتي مش انا اللي اعرض بنتي على حد، وهما جايين يتكلموا في موضوع وهو طلب أيدك شكله كان منتظر الفرصة بلاش تجولي كلام تفوري دمي بيه واتعصب عليكي..

هي كلمة واحدة جواز ياسمين مش قبل جوازك، لو مش موافقة على عامر خليها قاعده بقا جارك..

 

انهي كلماته صاعدًا إلى الأعلى ليتركها غاضبة وبشدة فلو رأت عامر ستقتله مع شقيقة وشقيقتها دون رحمة منها فلن تكن الضحية .. 


__________


اليوم التالي..


في فيلا أمجد الشيمي... 


وصلت داليا في الصباح الباكر بعدما هاتفتها بتول وطلبت منها المجئ والجلوس معها لعدة أيام مخبرة إياها بسفر زوجها، تناولوا الطعام، ثم جلسوا في الحديقة سويًا بعد أن اعدت الخادمة لهم مشروباتهم..


فهتفت داليا بنبرة حانقة وهى ترى ابنتها الهادئة بطريقة مريبة منذ أن آتت:

- يعني مش هتروحي تباركي لشهاب وريما..

 

رمقتها بتول بسخرية وغضب فهي تفوق توقعاتها، فصاحت قائلة بنبرة حانقة :

- اه فعلا، انتِ مش واخده بالك جوزي مد أيده عليا ليه؟؟؟ علشان امي مستحملتش تشوف شهاب بيتجوز واتكلمت وجوزي سمعها، فاروح اقوله انا رايحة ابارك لشهاب كمان، وبعدين غير اني اروح لشهاب انا مبخرجش من البيت، عايزة اخرج وخايفة اخرج بعد الفضيحة اللي حصلت…


هتفت داليا بلا مبالاة:

- انتِ معملتيش حاجة؛ ومرواحك يبين أن مفيش حاجة بينك وبين شهاب زي ما جوزك فاكر..


- ماما لوسمحتي انا مش مستحملة اني اتجادل أو اتناقش معاكي انا في اسوء حالاتي و والله ما طايقة نفسي حتى، عايزاكي جنبي فبلاش تقعدي تيجي على جرحي وتفكريني بحاجة انا منستهاش أصلًا، مفيش واحدة بتنسى إهانة جوزها ليها…




صمتت داليا قليلًا ثم اخذت رشفة من فنجان قهوتها، محاولة تغير مجرى الحديث قائلة: 

-تعرفي احلى حاجة أن اللي اسمها صفية دي مشيت، وأمجد سافر وراها عشان اجي اقعد مع بنتي الحلوة واهتم بيها شوية، صحيح جتلي كذا فكرة للسيزون الجديد قولت لازم اقولهوملك افكار تهبل وهتعجبك.


-مش عايزة اسمع حاجة يا ماما، اصلا ممكن مقدمش السيزون ده.


ردت داليا بوجهه مكفهر:

- طبعا مش البية عمل اللي في دماغه وخلاكي تحملي علشان متعرفيش تبدأي الـ season الجديد، وبطلتي برشام منع الحمل فده شيء وارد..


تأففت بتول وصاحت:

- انا حامل من قبل ما ابطله يا ماما دي إرادة ربنا فافرحي انك هتكوني جدة..

 

تبخر غضب داليا واردفت بأبتسامة هادئة نوعًا ما متخيلة حفيدها بين احضانها:

- مفيش حد مش بينبسط أن هيكون له حفيد يا بتول وانا فرحانة اكتر مما تتصوري، بس عمري ما هفرح ان بنتي هتخلف من واحد مد أيده عليها، مش بس كده ده كان قدام الناس كلها حتي لو انا السبب انا مقولتش حاجة خاصة بيكي طبيعي يكون في حد بيحبك، بس هو شاكك فيكي وانتِ سامحتيه يا بتول ياخوفي هيحصل ايه بعدين خصوصًا بعد ما عدتيها كأنه معملش حاجة.

 

تألمت من كلماتها التي تدرك بأنها صائبة فقد أصابتها بمقتل خاصة بعدما رفع يديه مرة ثانية ورغب بصفعها، ازدردت تلك الغصة المريرة وتحدثت بكذب ومرارة:

- أمجد غلط وكلنا بنغلط وهو اتعصب من غيرته يا ماما بلاش تحاولي تخليني ازعل وافكر واتعب بكلامك ده، أمجد بيحبني واكيد مش هيمد أيده عليا تاني…عشان لو كررها تاني مش هتردد اني اسيبه وساعتها هكرهه...هكرهه اووي يا ماما..


__يتبع__



               الحلقه الخامسه عشر من هنا 


لمتابعة باقي الرواية زوروا موقعنا على التليجرام من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-