Ads by Google X

رواية القاسي الفصل الثامن 8 لرونا فؤاد

 


اظلم عالمها حينما اعادها مجددا لتلك الغرفه التي أيقنت انها بالفعل لن تبارحها الا جثه هامده كما قال لذا بيأس شديد قبضت بيدها علي احدي قطع الزجاج التي وجدتها علي الارضيه وبأيدي مرتعشه كانت تغرسها ببطنها بقوة قبل ان ترتخي قبضتها المجروحه من أثر الزجاج الحاد وتسيل دماؤها علي الارضيه بجوارها حيث سقطت....!
انتفض حسان من مكانه وركض حرفيا ماان هاتفه احد رجاله يخبره بتلك الكارثه..... دخل حسان الي الغرفه حيث يحتجزون ليلي التي كانت ممدده فوق الارضيه وبجوارها بقعه دماء كبيره ليهتف بالرجال ; يانهار اسود مين عمل فيها كدة... ؟
قال الحرس بخوف : محدش قرب لها.... بشير دخل لاقاها كدة
اسرع ناحيتها ينحني علي الارض بجوارها يتفحص نبضها وهو يأمر احد الرجال ; كلم الباشا بسرعه عشان نشوف هنتصرف ازاي في المصيبه دي
زم شفتيه بغضب شديد وهو يجيب علي هاتفه : الحق ياعثمان باشا.. مصيبه... ؟!


توقفت خطواته علي باب الغرفه ماان وقعت عيناه عليها بتلك الحاله ليتطاير الشرر من عيناه يصيح بهم بشر ; مين عمل فيها كدة..؟
قال حسان :محدش ياباشا.....
أشار الي قطعه الزجاج الكبيرة الملقاه بجوار يدها قائلا : هي كانت عاوزة تموت نفسها...بس الحمد لله لسه فيها النفس .
صاح به بغضب ; انت لسه هتحكي
شوف دكتور بسرعه وهاتها علي جوه
ارتبك الرجال ليوقفهم بنبره أمره وقد تراجع ان يدخلها بتلك الحاله لمنزله ويراها ادم والحرس
ليتفاجيء حسان به ينحني ناحيتها يحملها وهو يقول : كلم حاتم بسرعه وخليه يحصلني علي البيت التاني
قال حسان بتردد ; بس ياباشا هتخرج بيها كدة ازاي.. افرض حد شافها في العربيه
قاطعه بحدة : حسااااان نفذ اللي قلت عليه
........
....
زفر اسامه المنياوي بغضب وقال باعتراض : هو ايه اللي خلاص ياسياده العميد..؟
نظر مجدي الهواري احد عمداء الشرطة الي تلميذه المقدم اسامه قائلا : يعني خلاص يااسامه الموضوع بتاع عربيه الباشا اللي كسرت الكمين اتقفل
التوت شفاه اسامه بمغزي ; ده زي امر تفتيش بيته اللي اتوقف..... وزي محضر خطف البنت اللي اختفي
هدر مجدي بتحذير : حضره الضابط ....!
قال اسامه بانفعال : ضابط ايه يافندم هو مين الراجل ده عشان بمكالمه واحدة يعمل كدة


تنهد مجدي قائلا : انت عارف هو مين كويس يااسامه...
اومأ له بعناد : بس محدش فوق القانون
قال مجدي بشرح : لغايه دلوقتي محصلش حاجة تستدعي دخول القانون
قال بجبين مقطب ; كل ده ومحصلش يافندم
اومأ له : ايوة كسر الكمين متسببش في اي مشاكل.. جايز كان سايق بسرعه
قال بتهكم : او جايز كان بيحاول يخفي حاجة
قال مجدي بنفاذ صبر ; مش مشكلتنا
أجاب اسامه باصرار ; لا مشكلتنا يافندم
اوقفه باشاره من يده : اسامه بلاش ندخل في مشاكل احنا في غني عنها
قال بعناد ; متأسف يافندم انا عن نفسي مرحب اوي بالمشاكل ومش هقفل المحضر وبالفعل طلبت من النيابه اذن بالقبض عليه
قال مجدي بضيق ; الموضوع اتقفل من اللي فوق يااسامه وخلاص ومفيش ولااذن نيابه ولاحاجة هتتطلع لعثمان الباشا
وعشان متتعبش نفسك افهم ان حتى لو اذن النيابه طلع زي ماانت عاوز برضه مكنتش هتوصل لحاجة
..... وقتها اي راجل من رجالته بتلاته تعريفه هيشيل موضوع كسر الكمين عنه وخصوصا ان مفيش إثبات انه هو اللي كان سايق
انسي الموضوع احسن يااسامه وخلينا نشوف شغلنا مش خلاص كل حاجة اتحلت في، البلد وبقي اكبر مشاكلنا كسر الكمين
خرج اسامه من مكتب العميد مجدي ينفث النيران ليقابله وليد زميله : في ايه يااسامه... ؟
قال بغموض : في ايه بقي ده اللي انا ناوي اعرفها
:انا مش فاهم
: ومش مهم تفهم..... المهم ياوليد انا عاوز تحريات كامله عن علاقه عثمان الباشا بعم البنت دي وليه ممكن يخطفها اصلا



قطب الطبيب جبينه ماان رأي تلك الفتاه المصابه : اية اللي حصل ياعثمان.. ؟
قال عثمان باقتضاب : متسألش
نظر الطبيب حاتم الي عثمان صديقه بقله حيله وبدأ باسعاف ليلي مؤجل اي حديث الان
........ استغرق وقت طويل وهو يعالج جرحها الغائر بصعوبه لنقص الامكانيات...... بعج ان انتهي من تقطيب الجرح وضع ضماده كبيرة علي بطنها ثم غرز احدي الحقن المضاده للالتهابات بذراعها
خرج من الغرفه ليسأله عثمان ; اية
سحب حاتم نفس مطولا وتجاهل اجابه سؤال عثمان ليقول : مين البنت دي..؟
قال عثمان باقتضابه المعروف : قلت متسألش
قال حاتم باعتراض : لا لازم اسأل هي مين ومين عمل فيها كدة
زمجر عثمان بانفعال : حاتم..!
بادله حاتم الانفعال قائلا : عثمان احنا مش لسه هنعرف بعض النهارده عشان متكونش واثق فيا
قال عثمان بعصبيه : مش قله ثقه ولاحاجة انا مش عاوز اتكلم
اومأ له حاتم بتفهم : بس لازم تتكلم عشان الموضوع مش مجرد اني عالجتها دلوقتي وخلاص علي كدة
عقد حاجبيه باستفهام ; امال... ؟
قال حاتم ; الجرح عميق ومؤذي وفي احتمال كبير انه وصل للرحم وده لو صح اعرف كويس انه هيأثر علي قدرتها علي الخلفه قدام
فهمت بقي ليه عاوز اعرف مين اللي عمل فيها كده ودمرها بالطريقه دي.....
ظل عثمان صامت صمته الحجري الذي يخفي خلفه اي مشاعر نتجت عن صدمته بما استمع له فماذا فعلت تلك الفتاه بنفسها او بالاصح ماذا فعل هو ليدفعها لتلك الفعله.... ؟!! ليعقد حاتم حاجبيه قائلا بتوجس : اوعي يكون انت
هز عثمان راسه ; لا طبعا وانا من امتي بمد ايدي علي واحدة ست


قال حاتم باستفهام ; طيب حد من رجالتك
هز راسه : لا
: امال
زفر بعصبيه : هي.. هي عملت كدة في نفسها
اتسعت عيناه بعدم تصديق مرددا : ليه..؟
اشاح عثمان بوجهه بعصبيه : وبعدين بقي ياحاتم قلت مش عاوز اتكلم يااخي ولا هو تحقيق
: ولا تحقيق ولاحاجة قلتلك بفهم... انت مستوعب انا بقول ايه... مستوعب اصلا لما تفوق وتعرف حالتها هتكون ايه
دار عقله للحظات في دوامه تأنيب الضمير ولكنه سرعان ما زفر بحنق وقال بجمود : هي اللي عملت كدة في نفسها
انصدمت ملامح حاتم ولكنه يعرف جيدا قسوه الباشا الذي سأله باقتضاب
: هتبقي كويسه
هز حاتم كتفه قائلا : من الجرح اه.... هياخد وقته وتبقي كويسه إنما الموضوع التاني لازم نعمل شويه فحوص واشعه عشان اتأكد
: ومستني ايه ماتعمل اللي بتقول عليه
قال حاتم باستنكار ; وهو لو كان ينفع مش كنت عملتها...... هجيب الاشعه هنا ياعثمان
: اخلص ياحاتم وقول عاوز ايه..؟
: ولاحاجة ياسيدي بما اني عارف انك مش هتوديها المستشفي يبقي ولاحاجة ولما تبقي
تتحسن وتقدر تقف على رجليها جيبها المستشفي وانا اعمل اللازم
قال بجمود ; ودلوقتي.. ؟
: انا كتبت علي ادويه هتمشي عليها بانتظام وعاوز غيار علي الجرح كل يوم
وهبقي اجي اتابعها كل يومين
اومأ له قائلا ; طيب ابقي ابعت ليا ممرضه من عندك تهتم بيها
; حاضر


نظر عماد الي يوسف بترقب قائلا : ها قلت ايه..؟
قال يوسف بهدوء : مش موافق
امتعضت ملامح عماد قائلا : يعني ايه مش موافق..؟! .... انا بقولك هسفرك برا وهديك فلوس مكنتش تحلم بيها مقابل الفيديو تقولي مش موافق
قال يوسف : موافق انك تعمل كل ده من غير ماتاخد الفيديو
هتف عماد باستنكار ; واعمل كل ده ليه أن شاء الله
قال يوسف بثبات ; مقابل سكوتي
ووعد مني اني مش هفتح بوقي بكلمه
رفع عيناه الي عماد وتابع : انا هعيش عمري كله مهدد وانت بتطلب الحاجة الوحيده اللي هتضمن ليا الأمان عشان كدة مش موافق
تنهد عماد بحنق قائلا : وانا ايه يضمن ليا انك تفضل ساكت
صمت يوسف بتفكير قبل ان يلقي كارته الرابح الذي استغرق منه ايام تفكير ليستغل الفرصه التي أتت اليه ; ضمان واحد..!
نظر له عماد باستفهام ; اية هو..؟
قال يوسف وهو ينظر لعيون عماد ; اتجوز نادين
استهجنت ملامحه : نعم
اومأ يوسف له : اه..... ده ضمان ليا وليها
لما اتجوزها وقتها هيبقي مصيرنا واحد انت هتصكن سكوتي وانا هضمن حمايتك


..... بقلم رونا فؤاد
بصعوبه شديده حاولت ليلي رفع جفناها الثقيلان لتدور عيناها ببطء في ارجاء تلك الغرفه قبل ان يخرج صوتها الواهن وهي تري تلك المرأه التي اقتربت منها : انا فين..... ؟! اية اللي حصل.. انتي مين.. ؟
.... ؟
قال المرأه الاربعبينيه بهدوء ; انا نجوي الممرضه..... انتي كويسه... ؟
صرخت من الألم ماان حاول الجلوس لتساعدها نجوي سريعا وتعيدها الي مكانها لتستلقي قائلة : لا متتحركيش زي ماانتي عشان الغرز
قالت بصوت متألم... هو ايه حصلي.؟
نظرت الممرضه لجرح بطنها المقطب أسفل تلك الضماده وهي تتساءل بدهشه
:انتي كنتي حامل يابنتي
عقدت ليلى حاجبيها وهزت راسها : لا حامل ايه......صمتت وهي تتذكر مافعلته بنفسها في لحظة صعف قادها لها هذا المتجبر
قالت الممرضه بفضول: امال الجرح ده من ايه
: اتفضلي انتي ...... كان هذا صوت عثمان الحاد الذي توقف لدي باب الغرفه يتطلع الي ليلي التي ماان رأته حتي احتقن وجهها الشاحب بالدماء
لماذا انقذها من الموت...؟
لماذا فعلها... ؟!
ليستمتع بعذابها... ؟
هتفت بقهر : مسبتنيش اموت ليه.... ؟
قال بجبروت وقسوة يخالف به أي تأنيب لضميره : عشان حتي الموت انا بس اللي اسمحلك بيه
احترقت مقلتيها بالدموع التي شقت طريقها الي عيونها الجميله وهي تقول بألم ;


انت عاوز مني ايه..... حرام عليك انا معملتش حاجة..... انا عمري مااذيت حد في حياتي..... كل ذنبي اني كنت انسانه مقدرتش اشوفك بتقتل روح واسكت..... لو كان يوسف او غيره كنت هعمل كدة
... مش عشان خايفه منك ولا بدافع عنه
بس عشان ده الطبيعي في البشر.. عمري ماكنت هقف اتفرج عليك وانت بتقتله
تألم داخله دون ارادته من كلماتها ولكن كلماته عكست ذلك الشعور الغريب الذي انتابه ليقول بجمود : يبقي تتحملي نتيجه كونك بشر ووقفتي قدام شيطان زيي
نظرت له بأسي وقهر : انت فعلا شيطان.....معندكش انسانيه ولا في ذره رحمه في قلبك
اهتز داخله من كلماتها التي تقطر قهرا ووجعا ولكن نظرات عيناه ظلت جامده كما هي لتكمل بصوت اجتاحته العبرات الساخنه التي انهمرت من عيونها : انا ماليش، في الدنيا غير ابويا كل دقيقه بتحبسني فيها جايز تكون اخر دقيقه في حياته وانت بجبروتك بتحرمني اني اكون جنبه فيها .....!!
: ادم اتحرم من أمه وابوه
هتفت بفوران مشاعر من ظلمه وتأنيبه لها يلا رحمه لذنب لم تقترفه: قلتلك مليون مرة مش بسببي... اعمل ايه عشان ترحمني
امسك ذراعها وهتف بدون وعي وهو يقبض عليها بشده : عوضيه
تالمت من قبضته ونظرت له ليكمل بجمود : عوضيه عن امه....!!
قالت بنبرة ضائعه : بس انا مش امه..
انحني ناحيتها وقد انفلتت اعصابه من عقالها بعد كل تلك الضغوط : ومش هتكوني ام......!!
رفعت عيناها المصدومه نحوه ليكمل بقسوة انجبر عليها وهو يخبرها بتلك الحقيقه : بسبب اللي عملتيه في نفسك حرمتي نفسك تكوني ام....!!
فجأه لم تعد تفهم معني الكلمات وكأن الابجديه غابت من عقلها... فماذا يقول بالأساس....... لن تكون ام...؟! مامعنى كلامه
ماذا نطق وكيف نطق بتلك القسوة والجبروت وكأنه لم يقل شيء كفيل بزلزله عالمها وامادته أسفل قدميها
هزت راسها بهستريا بفعل الصدمه القويه لما نطق به...انت بتقول ايه ..... ؟!
اشاح بوجهه وتابع بجمود : اللي سمعتيه.....؟! انتي اذيتي نفسك ومش هتخلفي


: لا لا حرام عليك..... هستيريا كلماتها ومشاعرها ودموعها غزت داخله ولكنه قاوم.. قاوم وبشده اي شئ يحمل احساس بداخله فهي من جنت على نفسها بالنهاية وليس هو.... هي من طعنت نفسها..... بيدها هي من قتلت امومتها وليس هو... نعم ليس هو.... ليس عليه أن يشعر بتأنيب ضمير
فيدها هي من فعلت وليس هو حتي وان كانت يداه هي اليد الخفيه التي دفعتها لتلك الهوه السحقيه من اليأس ظنا منها انها تنهي حياتها لتجد نفسها بالنهاية قضت علي أعظم شئ تملكه اي أنثى وهو امومتها
صرخت به بهياج غير مباليه بذلك الألم الفظييع الناتج عن حركتها ; انت بتكذب كذاب....... كداااااب...... لا.... لا كداااااب
صرخ بحده ينادي نجوي ; انتي ياللي برا
هرعت نجوي علي صوته الجهوري بينما يريد أن يختفي ولايري حالتها
: افندم
قال بجموده الذي لايزحزه شئ وهو يغادر : هديها
دفعتها ليلي بعيدا عنها تهتف بدموع مقهورة رافضه تصديق ما نطق به ; اللي بيقوله ده صح انا مش هخلف تاني...
اشفقت المرأه عليها لتقول بتعلثم : اهدي يابنتي
صرخت ليلي فبأي هدوء تطالبها ; ردي عليا. ... اية اللي بيقوله... انا مش هخلف
نظرت لبطنها بضياع بينما قالت المرأه بتعلثم ;بصي انا مش عارفه حاجة..... دكتور حاتم هو اللي عارف كل حاجة
اهدي يابنتي
: بنتك.... بنت.... انا مش هبقي ام..... انا...... انااااااا
نوبه بكاء ومشاهد اجتاحت مخيلتها جعلتها تصرخ بقهر فيكفيها ظلم... لن تتحمل المزيد يكفيها تجرع قسوة الحياة التي لم تبتسم لها يوما
تفاجأت نجوي بليلي تنزع ذلك السيرم من يدها لتهتف: بتعملي ايه...؟
: انا لازم امشي من هنا
صرخت نجوي وهي تحاول إيقافها : ياعثمان بيه
اسرع لباب الغرفه ليري سوء حالتها وهي تدفع الممرضه بعيدا عنها.... في ايه. ؟
اية اللي قومها من السرير
اسرع يحاول إعادتها لتصرخ به بعنف : ابعد عني...... ملكش دعوه بيا انا ماشيه ومفيش قوة في الأرض هتمنعني
تركتها نجوى له بعدم فهم فما تلك الحاله الغريبه التي كلفت برعايتها وقد ظنت انه زوجها وهو الوحيد القادر على تهدئتها
هتف بها بغضب وهو يحاول إعادتها للفراش : اعقلي وبطلي جنان
صاح بنجوي : رجعيها سريرها


صرخت وهي تطيح بمحاويات الغرفه ;مش راجعه..... اوعي من قدامي
تراجعت نجوي للخلف ليتوقف عثمان امامها فتضربه ليلي بقبضتها الواهنه بقهر ;انت عاوز مني ايه تاني حرام عليك.... كفاااااااااية
كفايه
ظل واقف امامها يتنفس بصوت مسموع وحينما لم يجد مفر امسك بمعصمها دون قوة ولكن بحزم فهي ستتسبب بأذى لنفسها و ستفتح غرز جرحها
:اهدي
صرخت وهي تنزع يدها من قبضته ;مش، ههدي ياحيوان...... سبيني بقي حرام عليك
اااه صرخت بألم شديد من جرحها ولكنها ظلت تضربه في وجهه وجسده واي مكان يقابلها
لتجد نفسها بين ذراعيه يكبلها ليوقف عنف حركتها الهائجه بجسده وبقوة يعيدها الي الفراش... قوة كانت تضاهي حرب اندلعت بداخله بينما لأول مرة يكون بهذا القرب من فتاه
:سيبني
ظل مكبل جسدها بجسده هاتفا بصرامه :بطلي اللي بتعمليه هتاذي نفسك
لم تتوقف الا حينما نطق :عشان تشوفي والدك
توقفت حركتها تماما ونظرت له ليوميء لها
: لازم تخفي عشان تشوفيه
رددت بضياع : هتسبيني... ؟!
: هسيبك تشوفيه وتتطمني عليه
دفعته بعيدا عنها باشمئزاز : كداب
نظر لها بحنق قائلا : براحتك انا قلت اللي عندي عاوز تصدقي صدقي
خرج من الغرفه قائلا بنبره أمره : خدي بالك منها واياكي تتحرك من مكانها
....... خرج يقطع الممر بين الغرف بحنق وهو يهتف بحاتم : تعالي بسرعه
قال حاتم بقلق ; في ايه..؟... عرفت.. ؟!
........
جثا عمار علي ركبتيه امام ادم الجالس بالشرفه يستند بجذعه للدرابيزين : مالك ياباشا...؟
: ليلي فين.. ؟
تنهد عمار بضيق قائلا : تعالي ياباشا الجو برد
قال ادم بعناد : مستني ليلي....
هي فين.. ؟
حمله عمار برفق قائلا : تعالي ياباشا نلعب سوا
: مش عاوز العب... انا عاوز ليلي


قال حاتم بعدم رضي : لية قلتلها ياعثمان وهي لسة تعبانه.. قلتلك نتأكد الاول
قال عثمان بضيق رافض اي تأنيب : اهو اللي حصل.؟
تنهد حاتم ونظر الي عثمان الذي قال ; هديها....
: ازاي
قال بنفاذ صبر ; معرفش اعمل اي حاجة مش شغلتك دي... اتصرف
; وهي بزرار هدوس عليه تهدي وتنسي اللي قولته ليها
عثمان دي بشر..... فاهم يعني اية بشر
يعني روح اتجرحت واتكسرت مش ببساطه تتعالج
نظر له عثمان بسخط ليهز حاتم كتفه بقله حيله ويدخل لليلي التي لم تهديء مؤقتا الا بالمهدئات
عقد عثمان حاجبيه لدي عودته للمنزل حينما وجد هدي واقفه أسفل الدرج :ايه اللي موقفك هنا..؟
اشارت بقله حيله لادم الذي تفاجيء به جالس اعلي الدرج
: اية اللي مخرجه في البرد ده


قالت المرأه بقله حيله : مش قادره عليه ياباشا و مفيش علي لسانه غير ليلي
قال بلهجه أمره : يعني ايه مش قادره عليه.... اتفضلي خديه طلعيه اوضته عشان ميبردش
انصاعت المرأه لاوامره ليتطلع له ادم بعتاب من عيناه الجميله قبل ان يصعد برفقه هدي الي غرفته
التفت الي أخيه الذي دلفت سيارته من البوابه وترجل منها
:انت كنت فين كل ده ياعمار وسايب ادم
تنهد عمار قائلا :خرجت شويه مش مستحمل اللي بيحصل
نظر له بغضب : كنت فاكرك راجل
نظر له عمار بعتاب قائلا :وايه قله الرجوله اني ابقي بموت كل لحظه علي فراق اختنا الصغيرة..... اية قله الرجوله اني ابقى مش قادر اتحمل اشوف ابنها في الحاله دي وانا مش عارف اعمله حاجة
ضغط عمار علي الجرح بصراحته المعهوده وكذلك وجد عثمان ان الغضب هو الطريق المثالي لتفادي الوجع كعادته ليهدر بحدة : وعشان كدة سبته وخرجت
هز عمار كتفه بقله حيله : اعمل ايه ياعثمان...... نظر الي أخيه وتابع بمراره :وجودك ووجودي مش فارق معاه...... الولد عاوز امه
انفلتت الكلمات من لسان عثمان الثائر بمقدار احتراق قلبه :اجيبها منين... ؟!! اجيب ندي منين ياعماااار...... ضرب الحائط بقبضته وتابع بقهر ; لو كان ينفع ازود في عمرها دقيقه واحدة بس مقابل عمري كله كنت عملتها......
فرك عمار وجهه يبعد الدموع التي غزت مقلته لينظر الي عثمان باسف فهو طوال عمره متحمل همهم حتي ظنوا انه جبل ولكن حتي الجبل يتألم وهاهو الجبل ينفث ولو جزء من وجعه بتلك الكلمات الموجعه
: اسف ياعثمان ...
اومأ له ليكمل : حقك عليا اني فكرت في نفسي بس غصب عني لقيت اني مش عارف اعمل لآدم اي حاجة تخفف وجعه
ربت علي كتف أخيه متنهدا : هنلاقي حل....
نظر اليه عمار قائلا : مش محتاجه حل....هاتله البنت اللي متعلق بيها...
عقد عثمان جبينه ليقول عمار : ايوة ابعت حسان يجيبها من الاوضه اللي انت حابسها فيها وخليها تطلع له ده مش مبطل سؤال عليها
اومأ له ; هجيبها بس مش دلوقتي
: ليه..؟ هي فين اصلا.... ؟!
: لية بس كدة ياعثمان... حرام يااخي
: معملتهاش حاجة
: بس بسببك انتحرت
: وانقذنتها خلاص
: لا مش خلاص...
عثمان انت لو زي مابتقول فاكر اني راجل لازم تبطل تتعامل معايا اني عيل وتسمعني..... انت اخدت البنت دي بذنب ابن عمها
وجايز انها فعلا مكانتش معاه وده واضح شكلها اصلا متعملش كدة


:مفيش دليل
:مش كل حاجة دليل في حاجات بتتحس
: سامح يفوق واعرف الحقيقه
; ولو عرفت وطلعت مظلومه هتعوضها ازاي
البنت كانت هتموت مفتكرش واحدة زيها تموت نفسها الا من الياس بسبب الظلم اللي شافته..... تنهد واكمل بتفكير : ربنا اكيد خلي ادم يتعلق بيها بالطريقه دي لسبب... اكيد عشان يقولنا ان بالرغم من القوة والنفوذ وكل الثروة الا ان البنت دي هي الوحيده اللي في ايدها سعاده ادم
استنكر عثمان بغضب : محدش في ايده ... قاطعه عمار ; لا ومتنكرش ياعثمان.... ربنا بيوريك اد ايه انه وضع قوته في مخلوق ضعيف زيها
: انت بتديني محاضره
; لا بس بحاول اكون اخوك ومرايتك. .... كفايه كان ياعثمان
انت تعبت عشاني انا وندي اللي يرحمها كتير وبقيت كدة عشان تحمينا من غدر الدنيا بس متخليش حفاظم علينا يخليك وحش ويمحي انسانيتك
فكر هتعمل ايه معاها وقرر اما تسيبها ياتسلمها البوليس وتقول شكوكك ياتدور على المجرم الحقيقي
ومن قال انه لايفعل فهو لا يترك انش الا ويبحث به ولكن عماد اخفاه جيدا ولم يتخيل أحد ان يكون بمنزله خاصه ولا يوجد أي خيط بمعرفته اصلا بفتاه كنادين الرواي
.........
دخل عثمان الي غرفه ادم الذي كان جالس يضم ركبته الي صدره شاردا في الفراغ بحزن ;اية ياباشا منمتش ليه
:مستني ليلى.... رفع عيناه الي خاله قائلا :هي هتسبيني زي مامي
هز عثمان راسه وابتلع غصه حلقه فيبدو ان تلك الليله ستكتمل بتأنيب صغيره له
: ليلي كمان سابتني وراحت لمامي ومش راجعه
قال عثمان : لا مش هتسيبك
هز الطفل راسه ليقول عثمان بحنان : وهو
انا عمري قولت لك حاجة ومنفذتهاش
هز الطفل راسه ليقول : كام يوم وهرجعهالك
:وعد
:وعد


قالت مروة : وفيها ايه ياعماد
قال عماد باستنكار : اجوزه لبنتي يامروة انتي اتجننتي
; وفيها ايه..... ده حتي بنتك مفيش وراها غير المصايب..... اهو تبقي خلصت منها
هز راسه : بس برضه ازاي اجوزها لولد زي ده
قالت بشفاه ملتويه : هو الوحيد اللي هينفع لبنتك اللي مفيش واحد هيرضي بيها بعد اللي انا وانت عارفينه وطبعا بلاويها واستهتارها سابقينها.... إنما ولد زي ده هيبقي زي الخاتم في صباعك..... واهو تضمن ان للفيديو ميظهرش،
: بس عثمان الباشا عارفه وبيدور عليه
: اهي دي بقي انا بفكر فيها وقريب اوي هلاقي ليها حل
: حل ايه..؟
: حل يشيل الموضوع لأي حد غير يوسف ونقدمه لعثمان ونتقي شره
: تفتكري
:طبعا ليها الف حل..... عثمان زيه زي اي راجل ناجح له أعداء احنا بقي ندور على حد نلبسه الليله ويوسف يثبت علي كلامه انه مقصدش ويبقي زيه زي ندي في الحادثه ضحيه والعربيه التانيه هربت .... اديني وقت وانت هقدملك الحل بس حاليا
...... اسمع كلامي ياعماد وجوزه نادين واهو نبقي خلصنا من اول تهديد وانا هقولك نعمل عليه عشان نضمن انه يفضل تحت ايدينا
وبعدين نفوق للباشا
........
مرت عليها الليله مابين بكاء مقهور ومابين ثورة ومابين مهدئات حتي استسلمت كعادتها لحكم القدر والي ظلم الحياة التي دوما ما تجعلها في النهاية تخضع لها لتتقبل الظلم وتعود واقفه من جديد.... حقا انها فتاه قويه... هذا ما فكر به ماان رأها في الصباح التالي بهذا السكون... فقط دموع متحجرة بمقلتيها وهي تقول : عاوزة اشوف ابويا
اومأ لها باقتضاب : لما تخفي
نظرت له بتهكم فكم هو رحيم : انا كويسه
قال بضيق لعنادها ; قلت لما تخفي
هتفت بعناد فولاذي : وانا قلت عاوزة اشوف ابويا


نظر بضيق لها وهي تتحامل علي جرحها الغائر الي غرفه ابيها بعد ان استجاب لرغبتها
قبلت يد ابيها النائم بفعل الادويه التي يخضع لها لتخفيف المه وشكت لها بدموع صامته قسوه الحياة.....تلك الحياة التي ظلمتها وهي تنتزع منها سعادتها دوما ولكن الغريب انها راضيه..... نعم دوما راضيه.... تحزن قليلا ولكن سرعان ما تجتاح راحة غريبه اوصالها بسبب الرضي تلك الهبه التي تجعلها تري بكل حزن طريق للسعاده..... انحرمت من امها في سن صغير ولكن لديها اب حنون يمثل العالم بأكمله.... انحرمت من الحياة الرغيده ولكنها دوما كانت لا تشعر بهذا بسبب وجود ابيها ..... حتي يوسف تدرك الان كم هي محظوظه بخروج شبه رجل مثله من حياتها....ولكن أين هي حياتها التي تدمرت بقاياها علي يد ذلك القاسي التي لاتعرف اي ذنب اقترفته لتتعذب على يده بتلك الطريقه ...... تنهدت بألم ووضعت يدها علي صدرها المختنق تبحث عن راحتها بالرضي لما حدث لها ولكنها تلك المرة لتجدها فوجعها مؤلم للغايه تلك المرة ....!! نظرت الي ابيها النائم بوجهه شاحب تناجيه الا يتركها فهو كل ماتبقي لها...!!
استرسلت بحزنها وهي ماتزال ممسكه بيد ابيها و من اقسي منه لينهي تلك اللحظة حيث قال بصوته الذي دوما يحمل لهجه أمره وهو يقف علي باب الغرفه ; كفايه كدة
نظرت له بشراسه وهي تزيح دموعها بظهر يدها وظلت مكانها دون قول شئ
اتجه ناحيتها وامسك بمعصمها يوقفها وهو يعيد كلماته ضاغطا على أسنانه : قولت كفايه
نظرت له بقهر قبل ان تدفع يداه : فعلا كفايه اللي عملته
امسك بمعصمها مجددا متجاهل رفضها : يلا قومي معايا
نظرت لابيها وتشبثت به بيأس تعرف ان جسده الواهن لايقدر علي شئ ولكنه ابيها بكل حال هو الحضن الذي يحميها من ظلم الحياة ليقول بتحذير وقد فهم نيتها بمقاومته وعدم العوده معه
: بلاش يفوق دلوقتى.... مش من مصلحته
هل مازال يهددها بعد كل ما تسبب بها به لتنظر له بحقد.... فكم هو ماهر بالضغط علي وجع وضعف من امامه


: حرام عليك ابويا محتاج ليا جنبه....
نظر لها بغضب دون قول شئ لتتابع : انت شايف حالته وهو مالوش، غيري في الدنيا... سيبني افضل جنبه وانا لو عرفت اي حاجة عن يوسف هقولك وال...... ماتت الكلمات علي لسانها حينما أطبقت يداه علي ذراعها بقوة وقد التهبت نيران غضبه لمجرد سماعه لاسم يوسف الذي اختفي وكأنه تبخر من فوق الأرض فجعل شعور العجز يلازم عثمان وهو الذي لايعرف لليأس او العجز طريق ولكن امام ثأر اخته واقف عاجز ولا احد امامه سواها....... جذبها من ذراعها للخارج ووضعها بسيارته لتنفلت دموعها من عقال عيونها الجميله وهي تقول : حراام عليك كفايه بقي... انا ماليش ذنب في اللي بتعمله فيا.... انت مفيش في قلبك رحمه بقولك ابويا مالوش غيري ومحتاجني جنبه
انتفضت بخوف ماان دعس المكابح بقوة والتفت لها بكامل جسده لتتراجع في مقعدها للخلف بخوف منه بينما قال من بين أسنانه :
كفايه بقي دور الضحيه اللي عايشه فيه
نظرت له بينما ارتجفت شفتيها وغلبتها العبرات فهل يظن انها تدعي كونها ضحيه لتقول : بعد كل اللي عملته فيا ومش شايف اني ضحيه لظلمك وجبروتك
اطبق علي ذراعها بقسوة : اللي عملتيه في نفسك
صرخت به من بين دموعها : بسببك...!
التهبت نظراته بينما واجهته تلك العيون الخضراء الجميله باتهام قاسي : بسبب اللي عملته فيا انا يأست من حياتي وكنت عاوزة اموت.... بسبب ظلمك ليا طول الوقت في حاجة انا ماليش ذنب فيها..... خنقتها العبرات لتتابع : لو فاكر ان يوسف هيظهر عشاني تبقي غلطان لأنه لو كنت فارقه معاه كان ظهر من بدري....سيبني اروح لابويا
ترك يدها وضرب المقود بيده بقوة جعلتها تنتفض خوفا منه وهو يقول :وآدم....!!
رفعت عيناها تجاهه بينما ظل يكور قبضته وهو من لا يطلب من احد وعليه ان يطلب منها ان تكون بجوار ابن اخته الذي ترك العالم باكمله وتعلق بتلك الفتاه
هل يطلب منها ان تهتم بأبن اخته.... انها أحبت الطفل كثيرا ولا تمانع لتقول : انا ممكن اجي كل يوم لآدم
نظر لها بطرف عيناه ساخرا فهل ظنت انها تتكرم عليه : هتتعطفي عليه
هزت راسها سريعا ; لا طبعا انا حبيته جدا ومعنديش اي مانع اهتم بيه....سيبني وانا كل يوم هاجي لأدم و.... قاطعها بحزم ;
قلت لا
انفلتت اعصابها لترد عليه بانفعال : مفيش حاجة اسمها لا....... اللي بتعمله ده حرام عليك..... ترضاها على اختك
عضت علي شفتيها سريعا وخفضت عيناها بأسف فهي لم تقصد ابدا ذكر اخته المتوفاه : اسفه
لتحمر عيناه غضبا ويمسك ذراعها بقوة مزمجرا : اخرسي


بدأ صدرها يعلو ويهبط من الانفعال بينما يعود بها مجددا لأسره وكأنه اصبح امر مسلم به لتنظر الي جانب وجهه المنحوت كالصخر بصلابه لم تعهدها في احد من قبله هزت راسها بمشاعر كثيرة غلب عليها الحقد والغضب من هذا الرجل الذي لم تري في مثل جبروته وقسوته
انفتحت البوابات الحديديه لهذا المنزل الكبير الذي يمثل سجنها لتغمض عيناها بقوة وقد بدأ صدرها يضيق من مجرد التفكير انها ستعود لنفس المكان.....
لتستدير بجسدها النحيل ناحيته ماان أوقف السيارة قائلة : انت هتفضل حابسني لغايه امتي.. ؟
نظر لها دون قول شئ بنظرته المليئة بالغضب الذي لايهدا فما الذي لاتفهمه بقراره انها ستبقى اسيرته الي ان يجد ذلك اللعين الذي سيذيقه كافه الوان العذاب ماان تقع عليه يداه.....
تنهدت ونظرت له برجاء لعله يستمع لها :ممكن تسمعني
: لا اللي عندي قلته.... هتفضلي هنا لغايه مااقرر العكس
: وهتقرر امتي.. ؟ مش،من حقك تربط مصيري وحياتي بظهور واحد ندل عمره ما هيظهر
: ولما انتي عارفه كدة دافعتي عنه ليه وخلتيه يهرب
قالت بمراره : عشان غبيه بتخدع في الناس
كنت فاكراه هيخلصنا كلنا
نظر لها بتهكم : هو فعلا خلاصك في ايده... انتي هنا لغايه مايظهر
نظرت له ليتبادل معها النظرات التي تخبرها انها امام جبل لن يهتز ولن يغير قراره

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-