Ads by Google X

رواية زوجة علي الهامش الفصل الثالث

 


#زوجة_على_الهامش

#نداء_علي


كيف يبحث القلب عن مهرب وقد استوطنت روحها بداخله؛ ظننت واهما أن الفرار وغياهب الغربة قادرة علي دفعي نحو بئر النسيان؛ ولكن هيهات فما زادتني غربتي إلا حنينا وتخبطا وتيها؛ لا أجد طريقاً أسلكه ولا ظل أحتمي به من شمس الحياة الحارقة


ابتسم باشتياق الي تلك الذكريات البعيدة التي مازالت محفورة بعقله 

صوت والده الدافئ؛ لمساته الحنونه وتدليله له؛ كم كان وجوده فارقاً كما كان غيابه قاسما للكثير من الأشياء وأهمها هو.


لمَ تبدل الكون واختلفت الحياة بتلك الصورة المتعبه؛ لمَ لم يتزوج بها؛ ولم افترقا؛ تنهد بضعف فقد حان الموعد اليومي مع سلسلة التساؤلات التي لا اجابة لها 


بحث عن شئ يأخذ بيده بعيداً عن تلك الحرب الضارية واجرى اتصالاً بابنة خالته وصديقة طفولته؛ همس التي تتشابه معه في الكثير من الصفات ولمَ لا وهي شقيقته في الرضاعة 


لم تصدق همس أن هاتفها يعلن عن اتصال منه؛ لقد مضى عدة اشهر منذ أخر مكالمة بينهما؛ اجابته بلهفة قائلة:


بقى كده يابن خالتي؛ لسه فاكر تتصل يا ياسين


اجابها معتذرا:


أسف يا هموس؛ انتي عارفة اللي فيها 


همس : والله لو أعرف يابني كنت ارتحت؛ انت لغز ومحيرني؛ ايه مشكلتك يا ياسين ربنا كرمك من فضله ورزقك بكل حاجة؛ ليه دايما حزين وفرحتك ناقصة كده؛ انسى يابني وعيش حياتك


ياسين : وبعدين معاكي هنتكلم برده في نفس الموضوع 

همس : يعني انت مبسوط كده بسفرك وبعدك عننا 

ياسين : يابنتي ارحميني الناس الأول تسلم وتطمن علي أحوال بعض


تأففت قائلة:

طيب عامل ايه؛ اخبارك ايه؛ وحشتنا والله 


ابتسم بحب قائلاً :

الحمد لله؛ انتي وولادك وفيصل عاملين ايه؟ 


همس : احنا تمام الحمد لله؛ بس فيصل محيرني اليومين دول؛ حاسة انه متغير. 


استنكر حديثها قائلاً:

يعني الراجل طالع عينه في شغله تقومي تقولي متغير؛ الستات فعلا أمرهم غريب. 


همس بحزن

علي فكرة الست بتحس بجوزها اكتر من نفسه ومهما حاول يكدب بتفهمه


جال بخاطره طيف زوجته وانقبض قلبه مما قالته همس فقد ضحي بالكثير كي يبقي زوجته بعيداً عن دوامته الشرسة وصراعه القاسي 


ترى هل حقاً تستشعر شروده وانشطار روحه؛ وهل ان صدق ما تقوله همس فهل لديه القدرة علي المواجهة 


أحزن همس صمته فتحدثت برفق قائلة :

عارف يا ياسين؛ انت مفتقد للأمان؛ موت عمي سحب جزء من روحك إحساسك بالاحتواء انكسر وده سبب توهتك وحيرتك. 


ياسين بشجن:


سيبك مني؛ واستهدي بالله فيصل راجل محترم ومستحيل يلعب بديله


همس وقد احترمت رغبته في الهرب من مسار الحديث : ربنا يستر ويكدب ظني؛ المهم قولي أخبار الولاد ايه بقالي فترة نفسي أشوفهم بس فيصل معندوش وقت اليومين دول


ياسين : ولا يهمك يا همس؛ المهم عندي تبقي بخير


همس : اطمن يا ياسين؛ انا بخير خلي بالك انت من نفسك وياريت ترجع بقى؛ كلنا محتاجين وجودك


🍁🍁🍁🍁


وما أخرج إبليس من نعيم الطاعة ولذة القرب من الخالق سوى الكبر والغرور؛ رعونة الروح وكرهها للاعتراف بالحق والرجوع عن الخطأ


ونحن لا نتعلم من الدرس بل نكرر الخطأ ونتمادى.


ابتسم مصطفى بسخرية ووعيد لا يصدق ما أقدمت عليه رضوى؛ تلك الزوجة المطيعة الهادئة؛ صارت شرسة وقاسية؛ كيف تجرأت وقامت بفعلتها تلك


نظر إليه فيصل يترقب ردة فعله ولكن طال صمته فتحدث إليه بهدوء قائلاً:


طول بالك يا مصطفى مراتك معذورة برده؛ انت علي كلامك بقالك فترة مانع عنهم المصروف ومبتسألش


مصطفي بغضب : تقوم ترفع عليا قضية نفقة بنت ال....


فيصل : يابني استهدى بالله دي مهما كان أم بناتك وعشرة عمر؛ متنساش انها وقفت جنبك كتير في بداية حياتك واتحملت بعدك عنها سنين في الغربة


مصطفى : وأنا ياعم مغلطتش ومقعدها في شقة متحلمش بيها وبناتها داخلين مدارس لغات؛ ولما قررت اتجوز حاولت اعدل بينهم بس الهانم قالتلي مش عاوزاني وانها هتفضل علي ذمتي علشان خاطر بناتها


فيصل : والله يا مصطفى مش عارف اقولك ايه المهم انك تحاول تلم الدور علشان نفسية البنات وبلاش فضايح؛ حاول تراضيها وتفض الموضوع بعيد عن المحاكم والبهدلة


مصطفى : ربك يسهل المهم انت هتفضل كده لأمتى؟ 


فيصل بتوتر : كده ازاي يعني؟


مصطفى : فيصل بلاش لف ودوران أنا ملاحظ اعجابك بالدكتورة كاميليا والحقيقة البنت تستاهل عندك حق


فيصل بنفي : مينفعش يا مصطفى سني ومكانتي ده غير ان مراتي مش هتقبل بحاجة زي دي


مصطفي : سنك ايه يابني انت ٤٠ سنة يعني أجمل وأجمد سن وماشاء الله تقدر تفتح بيت واتنين ومراتك هتعترض في الأول وبعدين ترضى بالأمر الواقع


فيصل : يعني مراتك قبلت بالأمر الواقع؛ ماهي قالبه الدنيا عليك


مصطفي بغرور : سيبك منها المهم اني مبسوط واتجوزت اللي تليق بيا


فيصل : حتى لو حصل وهمس تقبلت الموضوع تفتكر كاميليا ممكن تتجوز واحد متجوز ومعاه ولدين؛ مستحيل طبعا

مصطفى : يابني بطل عبط؛ البت عينها منك يا معلم وانا مركز معاها وشايف نظراتها ليك من اول يوم


فيصل بنفي : لالا اكيد انت بتتخيل؛ ايه اللي يخليها تورط نفسها في علاقة صعبة زي دي


مصطفى : الحب يادكتَور؛ وبعدين انت بالنسبة لبنات كتير فرصة عريس لقطة؛ ايه اللي يخليها تروح تتجوز شاب كحيان مش عارف يجيب شقة محترمة ولا هيعيشها في مستوى يليق بيها؛ عموما انا شايف انك تتحرك بدل ما تلاقيها ضاعت من ايدك وجه غيرك وخطفها يلا سلام عندي معاد مع شركة الشفاء وهشوف العرض بتاعهم ايه!


فيصل بشرود : تمام؛ ابقى كلمني لما تخلص 


مصطفى : اكيد.... 


تركه مصطفى وقد حرك بداخله الكثير مما كان يخشى البوح به؛ هو بالفعل وقع في حبها لكنه يرى نفسه غير ملائم؛ ولكن هل ما قاله مصطفى حقيقة؟ هل تبادله هي الأخرى مشاعره؛ ابتسم بسعادة يشوبها أنانية تغلف قلوب الكثيرين منا؛ أنانية تبرر الخيانة وكسر قلوب من وهبنا روحه دون شروط....


🔸🔸🔸🔸

بعدما عاد مصطفى إلى بيته سحرته سوزان بهيئتها الجميلة وعطرها الذي يأسره؛ أخرجته من غضبه العارم وجذبته الي عالمها


همس بالقرب من شفتيها قائلاً:


هو في عندنا حفلة ولا ايه!!


سوزان بدلال : تقصد ايه بقى؛ هو أنا من وقت ما اتجوزنا عمري قصرت في لبسي أو اهتمامي بنفسي


مصطفى بإعجاب : ابدا يا قمري؛ ده انت حببتيني في الجواز

وكزته هي بغيظ شديد فقهقه باستمتاع ليتوقف عن الضحك بعدما تحدثت إليه بجدية يشوبها الترقب قائلة'


عموما مش هتقدر؛ لو نش علشاني فلعشان النونو الجاي

مصطفي بغضب : نونو ايه يا سوزي؛ اظن احنا متفقين قبل الجواز ان مفيش خلفة عالأقل لما يفوت علي جوازنا سنتين تلاته؛ انا متجوز لنفسي ومزاجي مش متجوز اجيب عيال ووجع دماغ


سوزان بحدة:


يا سلام واشمعنا أنا ولا انت واخدني تسلية ومتعة يا دكتور

مصطفي : أنا مضحكتش عليكي ولا قصرت معاكي في حاجة وكل طلباتك مجابة


اقتربت سوزان منه تسعى الي اقناعه مهما بلغ الأمر؛ نظرت إليه بحزن ممزوج بإغواء تجيده رغم حداثة عمرها وكالمعتاد استجاب مصطفى لمحاولتها تاركاً خلافهما لوقت لاحق


🔸🔸🔸🔸🔸

تعجبت همس من التأخير الذي صار ملازماً لزوجها؛ لم يكن يطيق الابتعاد عنها وعن أطفاله؛ لقد تبدل بأخر تعجز كلياً عن فهمه


تنهدت بيأس ولم يعطها طفليها مزيداً من الوقت للتفكير بل اقتحما الغرفة بقوة وكلاهما يصيح مستغيثاً بها


تيم : يا ماما مؤيد كسر الباتمان مان الجديد بتاعي


مؤيد : يا ماما كذاب؛ أنا مكسرتش حاجة


دفعه تيم بقسوة فصاحت بهما همس بغضب قائلة'


بس؛ ايه قلة الأدب بتاعتك انت وهو دي؛ انت بتقول علي اخوك كذاب ليييه وانت ازاي توقعه وتمد ايدك عليه؛ انت وهو محرومين من الأيباد والبلاي ستيشن طول اليوم


تيم ومؤيد : لالالا؛ خلاص يا ماما أسفين مش هنعمل كده تاني


همس : أنا قولت كلمة؛ ولو اتكررت عمايلكم دي هقول لبابا وهو يتصرف معاكم


غادر كلاهما وملامح وجهيهما يغمرها الحزن الشديد ولكن همس تماسكت كي لا يتكرر ما حدث بينهما.....


🔸🔸🔸🔸

جلست كاميليا قبالة فيصل تنتظر سماع ما يود قوله لكنه مازال يشعر بالتردد


تحدثت كاميليا برقة متسائلة:


خير يا دكتور فيصل؛ في ايه؟


فيصل : انتي مخطوبة أو مرتبطة؟


كاميليا بذكاء : ليه؛ حضرتك عندك عريس؟


فيصل : عندي عريس وقالي انه بيحبك أول لحظة شافك فيها


كاميليا : وبعدين!


فيصل : نفسه يصارحك بس خايف


كاميليا بترقب : خايف مني؟


فيصل : خايف ترفضيه؛ وخايف عليكي


كاميليا :لو بيحبني زي ما بيقول اكيد هحاول افكر في طلبه؛ بس مش فاهمه خايف عليا من ايه؟


فيصل : خايف يظلمك؛ انتي بالنسباله حلم؛ وكمان هو اكبر منك كتير


ازداد خفقان قلبها واستشعرت أن فيصل علي وشك البوح بمشاعره التي لاحظتها هي فأثرت الصمت


تبادلا النظرات وكلاهما يتمنى الأ ينتهى اليوم وساعات العمل فينتهي نعيم حبهما


قاطع تلك اللحظات رنين هاتفه المتكرر ليلعن بداخله زوجته التي تتفنن في تعذيبه وتهمس كاميليا إلى نفسها


إيه اللي انا بعمله ده؛ معقول انا أحب؛ واحب مين راجل متزوج وعنده عيال؛ ياربي ايه الورطة دي انا لازم ابعد قبل مشاعري ناحيته ما تزيد اكتر من كده.


لكن فيصل قد حسم أمره وغلبته رغبته قائلاً:


دكتورة كاميليا أنا بحبك وعاوز اتجوزك وقبل ما تردي أنا فعلا متجوز لكن قلبي مش بايدي وقلبي اختارك انتي؛ ياريت مترفضيش قبل ما تفكري كويس وصدقيني عمرك ما هتندمي

                              الفصل الرابع من هنا

     لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا عليا التليجرام من هنا



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-