رواية القوية الفصل الثامن والعشرون

 



بعد مرور خمس سنوات.

في الإمارات 

السابعة بتوقيت دبي

في مبنى مكتبي كامل لافتة كبيرة مكتوب عليها( الزين) للديكورات والتصاميم الهندسية. 

داخل المبنى... 

يركض الموظفين هنا وهناك كالنمل فاليوم اجتماع طاريء حدده رئيس مجلس الإدارة لجميع رؤساء الفروع والمستثمرين

يدخل نائل آل أسد بكامل هيبتة فأصبح عمره ٣٦سنه وقد علم ان زوجتة تعمل في هذا المكان بعد عذاب وشوق جارف فأخيراً سوف يلقها بعد كل هذا العذاب وتأنيب الضمير الذي جعل حبيبته تفضل البعد عنه بدل التمسك بأحضانه وهو المذنب الأكبر لانه لاتوجد أنثى على هذا الكوكب تتحمل بأن يخونها زوجها حتى ولو كان في خياله.

وعند دخوله الاستقبال. 

نائل:صباح الخير. 

موظف الاستقبال:صباح النور تفضل إستاذ. 

نائل:ممكن اقابل المهندسة زمزم شاهين. 

موظف الاستقبال برق بعيونة واندهش  من طلب نائل:عفوا... بس في ميعاد سابق. 

نائل بإبتسامة استهزاء:اعطي ليها الكارت دا. 

موظف الاستقبال بعد قراءة الاسم:نائل بيه اتفضل... انا بعتذر منك... ياإقبال وصل البية لغرفة الاجتماعات.

إقبال:From here Sir... (من هنا سيدي) 

نائل بكبرياء:Follow me... (اتبعني)

فكان الكل من مساعدين ومهندسين تابعين لشركة آل أسد يمشون خلفة كأنهم كتيبة ونائل قائدهم.

دق إقبال الباب وفتحه لنائل.

نائل:يا أهلا وسهلا بيكم.

كل من في الغرفة اهلا وسهلا يانائل بيه.

بعد مرور ١٤ دقيقة. 

نائل بخنقة :أومال فين رئيس الشركة المبجل الساعة ٨.

زمزم:إلا دقيقة ياباشمهندس نائل. 

نائل ودقات قلبة مش بس بتخفق لا دا بقت عاصفة من المشاعر نائل أغمض عيونه ووعي على نفسة وفتح عيونه ببطء شديد ايوة انا مش بتخيل هي ورايا بالظبط انا حاسس بيها سامع صوتك يا ملكة الأسد روحي زمزم.

تدخل زمزم بتعالٍ وهي ترتدي بنطلون جينز اسود وهيلز بيضاء وبلوزة بيضاء وتتزين رقبتها بقلادة شعارآل أسد وشعرها البني المنسدل على ظهرها وعلي رأسها نظارة شمسية وتضع مساحيق تجميلية خفيفة وروج درجته رقيقة من درجات البني وجلست في مواجهة نائل فهي تترأس طاولة الإجتماعات ونائل في المقابل.

نائل والغيرة تنهش كيانه فكل الحضور رجال ويختلسون النظر الى جمالها الفتان بتفحص دقيق وهويريد ان يسجنها خلف مليون باب وباب لكي لا ينظر إليها أحد. 

نائل وهو يشد على قبضة يده:ممكن اعرف فين رئيس مجلس إدارة الشركة. 

زمزم بكبرياء:انا رئيس مجلس إدارة شركة الزين للديكورات والتصاميم الهندسية. 

نائل بعملية :حلو يبقى نبتدي الشغل ياباشمهندسة هو انت اسمك ايه. 

زمزم بغرور:زمزم شاهين... المهندسة زمزم شاهين. 

نائل :تشرفنا.... احم... ايها السادة الحضور من شركة الزين احب اعرفكم انكم مش هتندموا ان شركة الزين يحصل مابينها وبين شركات آل أسد تعاون ولو بسيط زي المشاريع المشتركة على مستوى البلدين في مصر أو الإمارات مهندسة جنا ممكن نتعرف على المشاريع. 

جنا بصوت انثوي ناعم:اكيد يافندم...السادة الحضور احب اقدم ليكم مشروع ملكة آل أسد وهو عبارة عن بداية امل وحياة لكل الفئات المجتمعية. 

زمزم في نفسها:ملكة الأسد. 

وبالفعل شرحت جنا المشاريع من الناحية المعمارية ببراعة وإتقان مدهش.

نائل:كدا من الناحية المعمارية ممكن تتفضل شركة الزين لتقديم مشروعها. 

زمزم كانت في دنيا ثانية ملكة الأسد ياترى اي واحدة فيهم يا نائل. 

ريما المساعدة الشخصية لزمزم:زمزم هانم... يازمزم هانم. 

زمزم :ها.. خير ياريما. 

ريما:الدور علينا يافندم... المهندس حمد هو اللي بيقدم المشروع. 

زمزم:لا انا اللي هقدم مشروعي وبنفسي قومي قولي كدا. 

ريما:عفوا منكم جميعا سيادة مجلس الإدارة المهندسة زمزم شاهين هي اللي بتقدم المشروع. 

زمزم قامت وجعلت شعرها على كتف واحد مما زاد براكين الغيرة عند نائل أضعاف... وشرحت الديكورات وتصاميمها بكل احترافية وثقة بدون غلطة وبعد الانتهاء. 

صفق لها الحضور على احترافيتها وانقذها لهم من هذا المأزق مع شركة آل أسد. 

نائل وقام بشموخ وقفل زرار بدلته واتجه الي زمزم بخطوات بطيئة نظرت زمزم اليه بنظرات تفحص فجسدة أصبح اكثر لايقة وضخامة وأصبح وسيما اكثر من الاول وظهرت بعض الشعيرات البيضاء في رأسة فأصبح اكثر وسامة بظهورها. 

نائل وصافح يديها اليمين الناعمة الرقيقة  وشد عليها:مبروك عليكي يا مهندسة زمزم.

زمزم وتشعر بأن يديها سوف تنكسر داخل كف يدة ولكن تحملت ونظرة له بثقة كأنها تقول انت لاتؤلمني ابدا:مبارك عليكم شراكتنا يامهندس نائل. 

واتجه كل واحد الي مقعده ليوقع العقود. 

نائل:بالمناسبة دي انا عزامكم جميعا علي حفلة بسيطة لشراكتنا في فندق آل أسدوهزعل جدا لو حد اعتذر اورفض العزومه... ولا ايه يا مهندسة زمزم. 

زمزم:اكيد ياباشمهندس نائل... لازم نحضر وهيبقي عيب قوي في حقي قبل مايبقى عيب في حقك. 

نائل:يبقى اتفقنا بعد بكرة الساعة ٦ ميعاد الحفلة. 

وبعد الانتهاء من الاجتماع خرج الجميع وكل واحد ذهب إلى رأس عمله ماعدا نائل امر بذهاب فريق عمله واخذ ميعاد لمقابلة زمزم وانتظر ميعادة في الكافية. 

في مكتب زمزم 

زمزم تراجع بدقة شديدة للمشاريع الهندسية ويرتفع رنين هاتفها. 

زمزم :ألو زينة حبيبتي هكلمك كمان شوية. 

زينة ببكاء:مامي زين وقع ورجلة بتنزف دم كتير وياسمين بتعيط. 

زمزم بفزع:طب ماري عندك. 

زينة:لسة ماوصلتش يامامي اناخايفة قوي. 

زمزم ببكاء:اوعي تخافي انا جاية حالا. 

زمزم اخدت مفاتيح سيارتها وخرجت بسرعة. 

نائل خلص قهوته وطلع بالأسانسير للمكتب زمزم 

في اللحظة دي المصعد انفتح وخرج منه ناس كتير زمزم ما اخدت بالها من نائل الواقف بيتفرج عليها وهي خايفة ومتوتر وداست على زار القفل وضغطت على زر الدور الأرضي. 

زمزم حاطة فونها على ودانها:زين حبيبي انا جاية حالا ياروحي ماتخفش انا جايه ياروحي. 

نائل شاط من الغيرة😠🔥

زين:يامامي رجلي بتوجعني قوي مش قادر. 

زمزم :خلاص يا قلبي والله خمس دقايق وهكون قدامك ياحبيبي اجمد انت بس ماشي. 

زين:ماشي يامامي باي. 

زمزم:باي يا حبيبي. 

نائل شدها من ظهرها عليه ووقف الاسانسير. 

زمزم وهي بتحاول تبعدنفسهاعنه ولفت ليه. 

زمزم:نائل! 

نائل ورفع إيديها بإيد واحدة وثبتها على الحيطة. 

نائل بغضب:ايوة نائل ياحلوة اية ماواحشتكيش ولا ايه ياروحي. 

زمزم :ابعديانائل انا لازم امشي بسرعة. 

نائل:ليه عشيقك للدرجة دي مش قادر على فراقك ولا عايزة تكملي وتدوسي علي شرقي اكتر. 

زمزم بصدمة من كلامه وضربته في بطنه بعد عنها غصب عنه. 

نائل :دا انت اتجننتي.

زمزم بعصبية رفعت إيديها وضربته بالقلم على وشه. 

نائل بغضب اكبر مسك دراعها ولواه وراء ظهرها وكان هيكسره. 

نائل:إيه وجعتك قوي الكلمة دي ولا ايه...بس هدفعك ثمن القلم دا حياتك. 

زمزم بغضب:الخاين هو الوحيد اللي يفتكر بس ان الكل خاين ولا ايه ياخاين قصدي يانائل. 

نائل:بس انا ماخنتش اناااا. 

في اللحظة دي رن موبيل زمزم بإسم زين... نائل ثبت زمزم وردعلي الموبيل وفتح الاسبيكر. 

نائل بغضب:الوووو. 

زينة ببكاء هستيري:مامي بسرعة الحقني زين اغمى علية. 

زمزم بصراخ:ابني!!!!.... سيبني يانائل ابني تعبان ابعد عني. 

نائل بعد عنها وهو مذهول يعني زمزم احتفظت بالأولاد ما اجهضتش. 

زمزم حركت الاسانسير ووصل وجريت اول ما الاسانسير اتفتح وجريت على سيارتها وبأقصي سرعة وصلت للبيت ومعاها الدكتورة. 

في عمارة كبيرة وراقية جدا 

تدخل زمزم ومعاها الطبيبة وتذهل من جرح ابنها فالزجاج واقع عل قدمه والطفل لا حول له ولا قوة وبجانبه اختيه ياسمين وزينه.

زمزم جريت على فلذات اكبادها والطبيبة

اتصلت بالاسعاف. 

في المستشفى. 

الممرضة:حضرتك والدة الطفل زين. 

زمزم:ايوة. 

الممرضة:حضرتك لازم الاوراق تتوقع لان الطفل لازم ليه عملية بالضروروة. 

زمزم:اعملوها ليه بسرعة وانا تحت امرك. 

الممرضة:الأمر لله... هو الحين بيتجهز للعملية وبيدخل بس لازم توقيعك في الاستقبال. 

زمزم:حاضر وأنا جاية معاكي تعالوا يابنات. 

بعد الانتهاء من الإجراءات دخل زين للعمليات وزمزم تضم لصدرها زينة وياسمين ويتابعهم نائل من بعيد وهو يتأمل هاتين الجميلاتان. 

فالتي تدعي زينة عيونها زرقاء مثل عيون نائل ولكن ملامحها ملائكية كزمزم وشعرها اشقر وبيضاء في درجة امها.. اماياسمين عيونها أيضا زرقاء وشعرهااسود مموج بسيط وبشرتها بيضاء صافية مثل نائل. 

نائل ويرجع بذاكرة من خمس سنوات 

فلاش باك 

بعد مرور ٤شهور على اختفاء زمزم

نائل تعب من كتر التفكير ومش قادر يقاوم احساس الذنب والوجع والندم اللي بينهش فية. 

دخل بيت شاهين وهو شارد ودخل الغرفة وتمدد على سرير زمزم وغمض عيونه بألم. 

في الصالة 

مي بصراخ:لا دا انتي مجنونة والله يازمزم لوحصل لتكوني بنتي ولا اعرفك انت فاهمة. 

نائل جري على الصالة بعد ماسمع اسم زمزم من امها. 

نائل بلهفة :امي دي زمزم ادهالي. 

مي ارتبكت جدا بس ما نائل ما أعطى ليها فرصة واخد الموبيل. 

زمزم بزهق:يووووة بقى ياماما انت روحتي فين. 

نائل بدموع:دا انا ياروحي انا نائل. 

زمزم حست بكهربا لما سمعت صوته بس اتجمدت واتكلمت بكبرياء:اسمع يانائل انا اجهضت لاني اخترت حياتي ومش مستعدة اخسر نفسي ولاعمري علشان خاطر عيال. 

نائل:في داهية بس ارجعي ليا انت يازمزم مش عايز عيال ولا عايز حاجة انا عايزك انت يازمزم. 

زمزم بغضب:وانا مش عايزاك يانائل روح لواحدة تستاهلك مش واحدة خلاص باعتك انا عايزة اي حاجة منك واظن الفلوس اللي اخدتها وصلت ليك امبارح وعيالك خلاص انا اجهضتهم انا سقط النهاردة الصبح يانائل. 

نائل بصدمة:اجهضتي!!!!! مش عايزة مني عيال يازمزم للدرجة دي. 

مي:مش عايز عيال ايه ادهالي كدا. 

نائل أعطاها الموبيل وهو مقهور من كلامها الجارح. 

مي:قسما بالله يازمزم لو نزلتي اللي في بطنك لا انت بنتي ولا اعرفك. 

زمزم ومسكت بطنها:بس انا اجهت ياماما. 

مي:إيه!!! بتقولي اية... انت اكيد بتكدبي. 

زمزم:دي حقيقة ياماما. 

مي:اخرسي انا مش امك انت مش بنتي انا بنتي ماتت لما اختارت انها تموت ضناها انت تنسى أن ليكي ام او اب او عيلة لعنة الله عليك وعلى امثالك... أاااااه ياخسارة تربيتي فيكي. 

واغلقت الهاتف في وجهها ونائل كان خرج وقرر انه يرجعها مهما كلف الأمر. 

باااااك


بعد ساعة خرج الطبيب. 

زمزم:خير يادكتور. 

الدكتور بنظرة اعجاب وابتسامة:ما تشيلي هم الحمدلله هو بخير بس عاملنا ليه اللازم وممكن انه يترك المشفى بكرا ان شاء الله. 

زمزم ببكاء:الحمدلله يارب. 

الدكتور بإعجاب:انتي اختة ياانسة. 

نائل بصوت عالي نسبيا:لا بتكون امه يادكتور. 

الدكتور بإحراج:ما على قلبة شر استأذن منكم. 

زينة وياسمين:بابي!!! . 


الفصل التاسع والعشرون من هنا

تعليقات