رواية شيخ قلبي الفصل الثاني والعشرون
في اليوم التالي
كان محمد يجلس بعصبية و يهز رجله بغضب و زوجته
تهدي به و تحاول الاستعطاف علي ابنتها بخلق مبررات
فوزية " انت هتفضل حابس حنين لحد امتي يا محمد
البنت ما غلطتش وحدها ما ابن أخوك كمان غلط زيها
ولا انتوا كده تسيبوا الولد و تمسكوا في البنت
محمد بغضب " اخرسي خالص لا عايز اسمع لا صوتك
ولا صوت بنتك اللي حطت راسنا في الأرض و خلت
خالد يشمت فينا و يذلنا واحنا ولا قادرين ننطق بحرف
و راسنا في الأرض ماشي ماشي يا خالد ان ما وريتك
مبقاش انا محمد الحسيني
فوزية بسخرية " انت مش عايز تسمع صوتي و صوت
بنتي و احنا اللي حطينا راسك في الارض اومال
المحروس ابنك ايه ولا عشان حنين دي بنت اللي
حصل ده السبب الاول و الأخير فيه المحروس ابنك
حتي خالد مش مذنب زي ابنك ولا نسيت المصيبة
اللي هببها و دلوقتي بتلوم في بنتي و انتوا حطين
راسكم في الأرض ومش قادرين تكلموا ليه هه مش
علشان ابنك عملها قبله وانت أقنعت الكل ان اللي
حصل كان بموافقة بنتهم
خالد حاله اتشقلب من يوم ما شاف مصطفى في
المستشفى ابن مراتك قال قدام الكل ان زين اغتصب
فاطمة ولا حضرتك ما كنتش واخد بالك من ده
ومش بعيد يكون خالد انتقم من بنتي علشان يرد
لكم نفس القلم
نظر محمد إليها صحيح كلف نسي ما قاله مصطفى
ضغط علي أسنانه بغضب قائلا " ماشي يا مصطفى
حساب معاي تقل اوي من يوم ما عرفناك ومش
بتجينا غير المصايب من وراك و بسببك ابني حاول
ينتحر و بسببك خالد عمل كده في بنتي
في منزل الشيخ مصطفى
خرجت فاطمة من غرفتها بخجل و توتر مما فعلته
مع مصطفى في الامس ذهبت إليه كي تعتذر منه
وجدته يصلي جلست فوق الأريكة حين انتهائه
من الصلاة
أنتهي مصطفى من صلاة الضحى ليجد فاطمة تجلس
انتظره
فاطمة بحزن " مصطفى ا..انا آسفة والله ما...
قطع مصطفى كلامها وهو يمسك حقيبته قائلا "
اقفلي الباب علي نفسك كويس احتمال اتأخر برا شويه
بعد الجامعة
قال هذا وكاد يخرج دون أن يلقي نظره عليها حتي
لتمسك فاطمة بيده علي الفور قائلة باسف " انا آسفة
يا مصطفى والله ماكنش قصدي ا......
قطع كلامها لمره الثانية قائلا بحزم " ما تعتذريش
انا اصلا اللي غلطان و صدقيني مش هتكرر تاني
و لو سمحتي يا فاطمة تقفلي على الموضوع ده
نهائي أنا والله تعبان ومش حابب افتكره ماشي
من انهاردة هرجع الجامعة ف متخافيش مش
هتشوفيني كتير زي الاول
قال هذا ثم سحب يده و خرج دون النظر في عينها
في منزل خالد
كان خالد يجلس يتناول فطارة بشرود مع حنين
حتي لم يسمع صوت والدته وهي تحدث به
والدته " خالد يا خالد
فاق خالد من شروده بارتباك قائلا " ها بتكلميني يا ماما
والدته " ها بتكلميني يا ماما ده انا لي ساعة بتكلم
وأنت ولا هنا
خالد بتوتر " معلش يا ست الكل الشغل واخد كل تفكيري اليومين دول كنتي بتقولي ايه بقي
والدته " ربنا يكون في عونك يا حبيبي كنت بقولك
باباك و اخوك راجعين الاسبوع اللي جاي من امريكا
خالد بحزن " ليه راجعين بابا لسه تعبان يا ماما
والدته بحزن " اخوك بيقول مافيش تقدم في حالته
و العلاج في مصر زي برا و باباك عايز يرجع بيقول
مصر علي الرجوع و علطول بيقول حاجات مش
فاهمها عن عمك..........أكملت بحزن مافيش أخبار
جديدة علي فاطمة يابني
خالد باسف " لا مافيش يا أمي بس أوعدك اني مش
هسكت و هرجعهالك بين حضنك قريبا جدااا
والدته " صحيح يا خالد مرات عمك جات امبارح
و قالت انك جاي وراها انت و حنين و استنت كتير
لحد ما زهقت و مشيت ليه ما جيتش زي ما قلت لها
وقف خالد و تحرك بعيد عن السفرة يريد يذهب
قائلا بلا أهمية " كنت عندي شغل كتير و لغيت الجايه
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في منزل مروة
كانت مروة تفكر في طريقة تصلح بها بين أولادها
و تقربهم منها مرة أخرى او لا تقربهم اليها لمره الأولي
أمسكت هاتفها و طلبت رقم زين ليجيبها بعد مده
من تكرار الإتصال قائلا بصوت منخفض جريح " خير
مروة بحزن " عامل ايه يا حبيبي
رد زين بصعوبة " كويس انتي متصله عشان تقولي الكلمتين دول
مروة " ايه ما ينفعش اطمن علي ابني.
زين " لا ازاي تسألي طبعا بس من الاخر انتي عايزة
ايه دلوقتي لاني مش قادرة اتكلم
مروة " اخوك هنا و عايز يشوفك تعالي ضروري
زين بقلق " مصطفى عندك في ايه هو تعبان فيه حاجة
مروة مطمئنة " مفهوش حاجة بس هو قلقان عليك و عايز يطمن عليك
في غرفة زوجة والد زين
كانت فوزية تدور حول نفسها بلوم قائلة في نفسها "
انتي السبب يا فوزية في اللي بنتك فيه دلوقتي
بسببك بنتك محبوسة في اوضتها دلوقتي بسببك
خالد استغلها علشان ينتقم من زين يوم ما كنتي
السبب في اللي زين عمله نسيتي انو زين بيكون اخو
حنين سوا عجبك او لا
لالالا بس انتي ما كنتيش تعرفي انه هيروح و يعمل
اللي عمله انتي كنتي عايزة يبقي مسخرة بمركزة قدام
الناس بس زين الزفت كل مصيبة بتحصل في حياتي
بسببك اما انت يا خالد صبرك علي و هتزوج بنتي
غصب عنك انا هوريك ؟؟
في منزل مروة
حضر زين بعد نصف ساعة و تحدثت أيضا مع مصطفى
و اقنعته بصعوبة ان يحضر هو الاخر
زين بتسأل " فين مصطفى الي قولتي انه هنا مش شايفه يعني
مروة. اهو جاي في الطريق
بعد مده قليلا دلف مصطفى أيضا بخطوات مترددة
أبتسم زين عند مشاهدته وقف من جلسته يضمه
بشوق قائلا " وحشني يا درش
مصطفى " عامل ايه دلوقتي خارج ليه من البيت
وأنت لسه تعبان لسه جرحك جديد ما ينفعش تحرك
كتير
نظر زين إلي والدته اذن كانت تكذب عليه و مصطفى
لا يريد رايته ولا شي أبتسم بحزن قائلا " كنت عايز
أشوفك و اشكرك
رد مصطفى بلين هذه المره قائلا " علي ايه يا عبيط
انت أخويا و أبويا و كل حاجة حلوة في حياتي
أبتسم زين بحزن علي الرغم من غضبه منه ولاكنه لا
يستطيع أن يجرحه بكلمة " مكنش في أدعي
تعرض نفسك لخطر عشان واحد ميت اصلا
تدخلت مروة في الحوار قائلة بحزن " بعد الشر عليك
مصطفى بجمود " خد بالك من نفسك يا زين بلا انا
ماشي عايز حاجة
نظرت له والدته بحزن حتي لم يسلم عليها او يطمئن
عليها
كاد مصطفى يستدير و يذهب لاكن اوقف صوت مروة
ايه مش هتسلم علي امك داخل و خارج حتي من
غير ما تقول في كلبه واقفه اشوفها عامله ايه
مصطفى ببرود " لا ازاي معلش ازي حضرتك
مروة بغضب " حضرتك حضرتك ايييييه نسيت اني
انا أمك ولا لسه زعلان مني علشان ست الحسن
تهجم وجة زين و قبل أن يسمع رد مصطفى الذي كاد
ينطق لاكنه يسبقة و يتكلم باندفاع " فاطمة انتي
عملتي حاجة ضايقت فاطمة .............. توقف عن
الحديث و هو يشاهد نظرات أخاه المنزعجة و عيناه
التي تتسع دهشة علي اندفاعه في السؤال عنها
و كانه نسي انها الآن زوجة أخيه و كانها مزالت له
له ملكه تراجع إلي الوراء شعر بخجل الشديد من
نظرات مصطفى له هو الآخر شعر بغيره من اندفاع
زين هذا
ابتسمت مروة بسخرية وهي تمد يدها بإشارة بسخرية
نحو زين الذي وضع يده فوق وجهه بإخراج و الحزن
قائلة لمصطفى فيما معناه أرأيت ما أحدثك عنه "
شعر زين بالاختناق من حالة و وضعه كل يوم يفقد
الأشخاص الذين يحبهم واحد خلف الآخر
وضع يداه فوق جهه يحاول السيطرة علي صرخات
الألم الذي تعصر به و يتمسك بحصن قوته ولاكن
انهارت جدرانه و انفجرت دموع القهر و الذل الذي
يشعر به أخذت دموعه تهبط بقهر علي حاله خسر
حب عمره بخطأ لا يمكن غفرة ولا نسيانه بعدها
اخيا الذي يري فيه حياته القلب الذي ينبض به
ابن عمه الذي كان يعتبره صديق و أخ الآن كل طموحه
ذله و كسره و تحولت الصداقة لكره و عداءة
و أخيرا شقيقته الذي خسر حق محسابتها او حتي
اخذ حقها
أسرع مصطفى يضمه بخوف من حالته الذي يراها
لأول مره شعر انه سوف ينفجر في البكاء هو الآخر
وهو يضمه بخوف عليه و يحاول تهدأته
زين ببكاء قهر " تعبت يا مصطفى تعبت حياتي كلها
بقت ذل خسرت نفسي حاس... حاسس نفسي ولا
شيء تعبت و الكل مش رحمني انا عارف اني استاهل
بس لو تموتوني أرحم من الذل والاحتقار اللي انا فيه