رواية شيخ قلبي الفصل الثالث والعشرون
دفعت فوزية باب منزل خالد وهي تصرخ و تشتم
بغضب قائلة " انتوا يا اهل البيت يالي هنا حد يطلعلي
خرجت ناديه والدة خالد بانزعاج متسائلة بقلق " في
ايه يا فوزية في حد يدخل بيوت الناس كده يزعق
خير في ايه تعالي اتفضلي جوا
فوزية بغضب و سخرية " خير وانتوا يجي من وراكم
خير ابنك النطع فيييين ولا عمل اللي عمله و ارتاح
درت ناديه بضيق " عيب يا فوزية اللي بتقليه خالد
كبير برضو و راجل مش عيل هو علشان تقولي عليه
كده و بعدين مالك داخله بزعبيبك كده ليييه
ردت فوزية بأسلوب ردح قائلة " عيييييب وانتوا
تعرفوا العيب ابنك بعتني ليكي من يومين علشان
يستفرض ببنت و ديني وما اعبد لو ما صلح غلطته
لهكون مخليه فضيحته بجلاجل وسط الناس ولو
لسه ما يعرفش بنت مين اللي هو ضحك عليها و قرب
منها انا اعرفه يا عيني
ردت ناديه بغضب " عيب اللي بتقوليه ده يا فوزية
خالد لا يمكن يعمل حاجة زي دي ده بيخاف علي بنات
عمامه زي اخته و اكتر ومش ابني اللي يعمل كده في
بنات الناس ولا احنا مش هنخلص منكم الاول اتهمتوا
بنتي و دلوقتي ابني لاءءء كده كتير وانا لحد هنا
ومش هسكت
فوزية بغضب و صوت عالي " لا عمل ياختي و البجح
خله محمد يشوفه ومن يومها حابس بنتي في الاوضه
لا اكل ولا شرب يا حبت قلبي ابنك انتقم من بنتي
بسبب اللي عمله البلوه اللي ربنا بلاني بيها في بنتك
بس بنتي ذنبها ايييه تشيل ذنب واحد سكير وبلا
اخلاق كله علشان هو أخوها هي اللي اذنبت في حقكم
و اخذت تبكي كحية و تتحدث بمكر و تصيح
ردت ناديه بصدمة من كلامها في أبنها تود أن لا تصدق
لاكن شروده و ارتباكه في الفترة الأخيرة جعلت الشك
يدخل قلبها انه فاعل شي يخاف بسببه النظر إلي
عيناها شعرت بدوار وهي ترد علي فوزية الظاهر
الضغط مرتفع بسبب كلامها " انا هتصل بيه ولو ده
حصل فعلا هيكون لي معاه رد تاني و حق جنين في
رقبتي احنا مش بناخد حقنا من ولايا حقنا راح عند
رب العالمين خلاص ولو خالد عمل ده صحيح اتاكدي
ان محدش هيجيب حق حنين منه غيري و هيصلح
غلطه غصب عنه
أخذت فوزية تمسح في دموعها بمكر قائلة " انا عارفه
انك قلبك طيب و مش هيرضيكي اللي عمله ابنك و
هتجيبي حق بنتي انا همشي و هخلي كل حاجة في
ايدك وانا كلي ثقه انك قدها
قالت هذا ثم ذهبت بعدما شعلت النار في قلب هذا المسكينه
امسكت ناديه الهاتف و طلبت ابنها و عندما اتاها الرد
منه لم تقل غير كلمه واحد و قفلت " تسيب كل اللي ايدك انا عيزاك في البيت
_______________
_________________
بعد مده قليلا دلف خالد إلي المنزل بقلق توجه نحو
والدته الجالسه فوق أريكة في الصالون و علي وجهها
علامات حزن و ضيق ويبدوا عليها آثار بكاء وقفت
عندما راته يدلف و يقف أمامها قائلا بقلق " في ايه يا ماما مالك قلقتيني
لم ترد عليه بل رفعت يدها و صفحته بغضب
نظر خالد بصدمة و رفع يداه فوق وجهه هذا هي المرة الأولى الذي تضربه فيها
ناديه بغضب " هو سؤال واحد حصل حاجة بينك و بين بنت عمك
لم يتفاجا خالد من السؤال قد رد فعلها فهو كان يعلم
انها ستعلم ولاكن لم يتخيل أن هذا يكون رد فعلها
تحدثت ناديه بغضب " رد علي اه ولا لا
أخفض خالد نظره و هز راسه بنعم
عادت ناديه و سألت وهي تشعر بنار تاكل في قلبها
ناديه " واخدها غصب ولا بإرادتها رد علي
لم يجيب خالد مما جعل والدته تغضب اكثر و اخذت
تضرب في صدره و تدفع ببكاء قائلة بحسرة "
يا خسارة تعبي فيك يا خسارة تربيتي فيك انت انت
تعمل كده طول عمري فرحانه بيك قدام الكل و اقول
ابني شهم و بفتخر بربايتك اتريني ما عرفتش اربي
بتنتقم من وليا يا خالد يا راجل يا سيد الرجالة
انفجر خالد بغضب قائلا " انا ما عملتش حاجة غلط
وهما زعلانين ليه دلوقتي ما انا عملت نفس اللي عملوه
ولا بنتهم اللي غاليه و بنتنا الي رخيصه عيشوا اختي
في عذاب اخدوا شرفها داسوا علي حرمة بيتنا
و في الاخر طلعوا اختي الغلطانه و كنا هنجوزها
لكلب اللي تجرأ و تعدي عليها و كل الوقت ده فاهمين
انها الغلطانه و المذنبه بس اخو في المستشفى قال
قدام الكل بان زين اغتصب فاطمة طلع الكلب في
الاخر اغتصب اختي في بيتنا و عمي بدل ما بعاقبه
فهم الكل ان الوم علي أختي و احنا زي البهايم
نسينا أن دي بنتنا و عارفين اخلاقها كويس و تربيتنا
ردت ناديه ببكاء و خيبة أمل قائلة " وانت بقي عملت
ايه اخدت حق اختك بردت نارك رجعت كرامتنا
لاءءء بقيت حيوان اكتر من زين نفسه و لما حبيت
ترجع حقك ضيعت شرفك و كرامتك انت ما تفرقش
حاجه عن زين يكون في علمك عايز ترجع شرفك
شوف اختك فين من غير ما تهدد بقتلها رجعها حضنك
رجعها و حسسها بأمان
عمك قدامك و زين قدامك سبت المذنب و روحت
عملت ضحية جديدة من غير ذنب و بدلت ثوب
المظلوم و لبست ثوب الظالم يا ابني بطني
شعر خالد بشلل صاب جسده باكملة من حديث والدته
و شعر بنغزة في قلبه صحيح لقد خلع ثوب المظلوم
و ارتدا ثوب الظالم دون أن يشعر
مسحت ناديه دموعها بقهر قائلا " يكون في علمك
هنروح بيت عمك و تطلب ايدها لجواز ده لو قبلت
بيك أصلا و هتجوزها قبلت تعيش معاك قبلت ما
قبلتش بعد فترة تطلقها انت فاهم يا خالد و اللي لا
هتكون ابني ولا أعرفك و بريئة منك ليوم الدين
____________________
__________________
ذهب مصطفى من منزل والدته وهو يشعر بانه سوف
يجن او ينفجر واقع بين نصفين ما بين اخاه و ما بين
فاطمة الذي لا يستطيع تركها ولا يستطيع البقاء معاها
يشعر بظروف تخنق به من ناحية تعود علي رأيتها و
علي براتها خجلها و قلبه الذي لا يستكن ولا يرتاح
بوجودها بجواره و من ناحية زين لأول مره يراء
مدمر بهذا الشكل المرعب و من ناحية اخري فاطمة
نفسها لن تتقبل فكرة رجوعها لأهلها او لزين
غير الطفل الذي من المستحييل ان يكتب باسمه
ضغط علي راسه بألم كان يشعر بألم في كامل جسده
نظر وجد نفسه وصل بوابة الجامعة دلف
كان الجميع ينظر له نظرات عجز عن فهما ولاكن كل
الذي فهمه انه يوجد شي كارثة من نظرات الجميع
له و عندما دلف إلي مدرج المحاضرات وجد دكتور
ينادي عليه وقف باستغراب " السلام عليكم يا دكتور
جمال خير في ايه
رد الدكتور عليه ببرود استطاع من أن يتأكد أن هناك
شي مخيف وراء تعامل و نظرات الجميع له اليوم
الدكتور جمال " الشيوخ عايزينك جوا في الإدارة
ابتسم مصطفى نص ابتسامة و هو يشعر بعدم الراحة
و ذهب و لاكن قبل أن يدلف جاءه اتصال من رقم
غريب رد ليفتح عيناه بصدمة من صوت المتصل
صحيح انه لم يقابله و لاكن استطاع تمييز صوته
و هذا الشخص لم يكن سوا محمد والد زين
اجاب الشيخ مصطفى قائلا " خير
محمد ببرد و سخرية " خير بس انا كنت عامل لك
مفاجأة رد جميل من جمايلك علينا في الفترة الأخيرة
و حبيت اكلمك أخبرك اني انا صاحب المفاجأة قبل
ما تدخل و تعرفها يلا ما اطولش عليك سلام يا ... يا شيخ
نظر مصطفى في هاتفه وجده اغلف الخط أغمض
عيناه بقلق ثم سحب نفس طويل و دلف ليجد صدمة عمرة..........
