Ads by Google X

زوجة علي الهامش الفصل الحادي عشر

 



#زوجة_على_الهامش

#حصري

#نداء_علي


بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


💬💬💬💬💬💬

بحور الحزن قد تهدأ الالامها قليلاً ان مد لنا أحدهم يده بكلمة تهون حدة الخوف وتبتلع ما يطاردنا من هواجس، ربما يكفي أن يستمع أحدهم إلى ما نقول، يكفي أن نرى أحدهم إلى جوارنا


ازدادت مخاوف ياسين، الآلام باتت تلازمه كظله يتوسلها أن ترأف به قليلاً فلا تمنحه جواباً بل تقهقه باستمتاع من فرط أوجاعه


خرج من منزله يود الذهاب الي أحمد كي يشاطره الحديث فيهون عليه لكنه تراجع عن ذلك، خوفاً من لقاءه بفرح، استبدل وجهته وعزم الذهاب إلى بيت وحيد، الضلع الثالث لمثلت صداقتهم، طرق بابه عدة مرات لكن أحدا لم يجب، تنهد بضيق وهمَ بالانصراف لكنه لمح طيف وحيد بالقرب من المنزل، واقفاً بساحة المنزل الخلفية يتحدث بهاتفه ويبدو من طريقته الغضب الشديد


ابتسم ياسين واقترب بخطوات هادئة ينتوي مفاجئته لكن ما قاله وحيد اطاح بكل شيء من حوله، كان يصيح بحقد قائلاً:


يابني بقولك اتقدمتلها ويومها طردوني زي ما اكون جربان ولا مش أد المقام، وأحمد بيه يومها قالي انت مش عارف ان ياسين بيحبها وفي حكم المخطوبين، طول عمره بيفضل ياسين عليا، ورحت وعملتلهم عمل يكرهم في بعض وقولت خلاص بعد ما رفضوه مرة واتنين وتلاته هقدر اتجوزها برده معرفتش


استمع قليلاً إلى الطرف الاخر عبر هاتفه ليصيح بكره:


ياعم بكرهه، معرفش بيحبوه على ايه بس والله ماهسيبه أبدا، هفضل مكرهه في نفسه وعيشته هخليه طول عمره لا طايل سما ولا أرض ورغم ان متجوزتش فرح بس كفاية انه اتحرم منها


ابتعد ياسين، لم يستطع مواجهته الأن فصدمته جعلت رأسه مشوش، كيف استطاع أن يخدعه سنوات بصداقة زائفة، ولمَ الحقد القاتل الذي يضمره له


ما الفائدة التي عادت عليه بعدما فرق بينه وبين فرح، لم يتزوجها هو ولم تصبح ملكاً له بل تزوجها أخر 

سنوات يعاني أشد أنواع الألم والصراعات النفسية ولم يخبر أحدا، وفي نهاية الأمر يجد أن صديقه السبب 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


همَ مصطفى بالخروج يود اللحاق برضوى لكن سوزي لم تتركه بل وقفت بوجهه قائلة:


مش هتسيبني وتروحلها؛ خليك معايا انا وبناتك 


مصطفي : انتي مبتزهقيش! 


سوزان : لأ؛ ومش هسيبك تروحلها انت هتضحك عليا ولا علي نفسك؛ انا عارفة انك مش بتحبها يبقى بتتعب نفسك ليه؛ طلقها يا مصطفى طلقها انا مبقتش طيقاها ومش عاوزاها تشاركني فيك


مصطفى : اطلق مين؛ انتي هبله رضوى مراتي قبلك ومع ذلك مطلبتش مني اطلقك تقومي انتي تقولي كده !!


سوزان : انا مش زيها؛ انا احسن منها ومن حقي تبقى ليا أنا وبس 


مصطفى : ومين قالك بقى انك احسن منها؛ انا اتجوزتك لأنك عجبتيني يا سوزي؛ وانت وافقتي وانتهينا انا مش هطلق مراتي مهما حصل. 


سوزان : يبقى تطلقني انا 


مصطفى : أنا ماشي؛ واضح ان اعصابك تعبانة 


صرخت بحدة وغيرة وقسوة :


انت مجنون، مش طبيعي راح فين كلامك ليا، مش دي رضوى اللي نكدية ومش قادرة تحس بيك، مش هي دي اللي سبتها سنة كاملة كنا فيها أسعد اتنين في الدنيا


مصطفى بغضب أشد:


كنت غبي، مغيب، قدرتي بحركاتك وجمالك اللي بتعرفي تستغليه صح تبعديني وأنا مش هنكر اني ضعيف، مشيت وراكي لأن عمايلك كانت على هوايا، بس خلاص العسل خلص يا سوزي، مفيش حد بيفضل مغيب طول عمره 


أزاحها من أمامه بغضب وندم، ندم لن يفيد ولن يجبر قلوباً كسرت علي يديه لكنه


🔸🔸🔸🔸

كانت رضوى هائمة بلا وجهة محددة، تسير بين المارة بتيه وضياع، للمرة الأولى تشعر باشمئزاز من استمراها مع مصطفى، تتمنى الانسحاب ولا تقو عليه، تكرهه بشدة وترجو أن يبقى قلبها معلق به، علاقتها به ليست مفهومة ربما تفتقد ثقة بنفسها منذ الصغر وتوحش ذاك الاحساس بعدما تزوجت مصطفى، لم يسمعها من قبل كلمة تعبر عن اعجابه بها كأنثى بل كان حديثه وحياته بأكملها فلك يدور به هو فقط، حياتهما تعني نجاحه فقط، وجوده يقتضي الاهتمام به والسهر على راحته، كم أهانتها والدته في حضوره وغيابه وكم امتنعت هي عن الرد وبداخلها رجاء أن يدفع ولو مرة واحدة عنها الأذى لكنه لم يفعل، لمَ هي امرأة تعسة هكذا أم ان التعاسة اختيار البؤساء ويلقون باللوم على الحياة والظروف 

انهمرت دموعها رغماً عنها، لقد صعقتها سوزان بثباتها في تلك المواجهة بينهما، هل يحبها مصطفى بالفعل، ازداد نحيبها فهي فيما مضى كانت راضية بوجودة ولم تكترث ان أحبها ام لم يفعل وتقبلت زواجه مرغمة، فربما لم تكن كافية له، لكنها مطلقاً لم تتخيل أن يحب أخرى فعزاؤها الوحيد أن مصطفى لا يعرف الحب 


هل من الممكن أن تجبره سوزي علي تطليقها وهل يوافق ان وضع في اختيار بينهما 


بحثت بعينيها عن شيء تجلس فوقه فقد عجزت عن مواصلة السير، وجدت مقعد خشبي مهتريء كحياتها، جلست فوقه وأغمضت عيناها وكأنها تفر من العالم بأسره 


تساءل مصطفى في قلق متحدثا بناته قائلاً :


يعني ايه متعرفوش ماما فين، الساعة داخلة على واحدة بالليل، هتكون راحت فين !!


اجابته تقوى :


يمكن راحت لتيته، بس ماما مش بتروح عند تيته من غيرنا

مصطفى : انا اتصلت على جدتك وقالت انها مش عندهم

تدخلت روفيدا في الحديث قائلة:


يمكن رجعت لطنط همس 


مصطفى بترقب : اه ممكن، هتصل عليها


اجابت همس بعد عدة محاولات من اتصاله وقد بدا من صوتها النعاس والهدوء

مصطفى !!!!


_مساء الخير، هي رضوى عندك


انتبهت همس كليا واجابته بنفي قلق :


 لأ، هو في حاجة حصلت!!


مصطفى بهدوء ويأس فقد تمنى أن يجدها :


لأ، بس انا جيت البيت ملقتهاش، ومنعرفش راحت فين

همس : ربنا يطمنكم عليها انا هجرب اتصل عليها يمكن ترد


مصطفى : موبايلها مغلق، انا هتجنن راحت فين بس 


همس بتردد : هي رضوى جتلك البيت التاني 


مصطفى بندم وخفوت كي لا تنتبه فتياته : ايوة، وللأسف اتخانقت معايا ومشيت 


همس بحزن : ربنا يستر، للأسف رضوى طيبة والطيبة بقت عيب في الزمن ده، الناس بتستغلها غلط


صمت مصطفى ولم يتحدث وتنهدت همس وانهت الاتصال لتدعو بقلب صادق :


يارب تحفظها لبناتها ولنفسها 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


 تحدث فيصل إلى مالك العقار الجديد قائلاً :


ان شاء الله يومين وابلغك ردي 


المالك : وماله يا بيه، احنا تحت أمرك


فيصل : الله يحفظك، أنا هاخد رأي العروسة ونشوف 


المالك : عالبركة ان شاء الله ولو محتاجين أي تعديل احنا في الخدمة 


اومأ اليه فيصل وانصرف، تردد بعقله سؤال عدة مرات، هل بعدما تنتهي تلك اللعبة ويحظى بكاميليا وينقطع أي أمل له مع همس هل يتقبل اطفاله تلك الحياة، وان منحته كاميليا اطفال اخرون، هل يتقبلهم أولاده، وان فعلوا لمَ لم يتقبل هو أشقاءه، هو لا يعلم حتى أسماءهم، هل القى بنفسه إلى مصير مجهول نهايته لا شيء 


انتهى به المطاف فوق إحدى الطاولات بمطعم للمأكولات السريعة والتي لا يستصيغها لكنه يشعر بالجوع 


تناول شطيرة علي مضض ليترك ما تبقى منها ويرتشف بعض قطرات من الماء ليبتسم بحنين عندما تذكر قول همس:


أنا مش بحب المطاعم 


اجابها هو انذاك بتعقل :


 ولا أنا، بس ولادك عاوزين بيتزا 


همس : والله انت فاضي انت وولادك، المطاعم دي بتشبع أساساً، ده غير انهم مش نضاف 


صاح طفلهما الاصغر بتذمر :


يوووه بقى، خليها هنا يا بابا ونروح احنا التلاته 


اعترض أخيه قائلاً :


لأ، مش هينفع نسيب ماما، كده هتزعل 


قبلته همس بسعادة ونظرت الي صغيرها بغيظ وعتاب قائلة:


كده عاوز تسيب ماما لوحدها


لم يحتمل الصغير عتابها وأسرع يحتضنها بحب قائلاً :


لأ، أنا أسف متعيطيش 


قهقه فيصل بعدما حمل ابنه بخفة يقبله بحب قائلاً :


ياض اجمد شوية، استرجل 


همس بدلال : انت غيران منه؟!


نظر اليها بإعجاب طاغي من اناقتها وجمالها الرقيق هامسا:


أه ياهمسي، غيران جدااا، بقولك ايه ما نسيب العيال دي تروح المطعم ونسهر انا وانت ناكل فشار 


توترت همس وتوردت بشدة فازداد قرباً منها إلى أن قالت بتلعثم'


يلا يا فيصل خلينا نخرج، انت فظيع جدا 


ضرب بيده علي جبينه وكأنه بين شقي رحي جانب يلوم ويعتب وجانب يشتاق ويئن من فرط حنينه وبينهما عناده يحول بينه وبين العودة، عناد لا يمت بأي صلة لما يريده القلب 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬


لم تطأ قدمها مدخل العمارة لتجد مصطفى بوجهها ملامحه جادة حد الهلاك لكنها بالفعل قد هلكت روحها فلم تعد تكترث، ضغط بقسوة علي ذراعها يجرها خلفه وتبعته هي دون مقاومة، أدخلها إلى غرفتهما متجاهلا فتياته اللائي وقفن دون حراك خوفاً من ثورته واشفاقاً عليه وعلى والدتهن


تساءل بصوت حاد قائلاً  


كنتي فين لحد دلوقتي، الفجر قرب يأذن كنتي فييين!!!!


نظرت إليه بتقييم لتزيد من غضبه بعدما ابتسمت بسخرية مريرة قائلة:


تصدق بالله عمري ما تخيلت انك تيجي ورايا، أنا كده هصدق اني أهمك 


مصطفى محاولا التحكم في غضبه:


رضوى انتي ليه بتتكلم بالطريقة دي، اكيد تهميني أنا بقالي كام ساعة بلف في كل مكان ممكن تروحيه، كلمت مامتك وهمس ومفيش حد قالي كلمة تطمني


رضوى بقهر : هي سوزي بتحبك يا مصطفى، قدرت تخليك تحبها؟ 


مصطفي بغضب :

سيبك من زفته دلوقتي وقوليلي كنتي فين؟!


دفعته بجنون واخذت تدور من حوله وصياحها يزداد وهي تقول :


طب ليه، يعني ده جزائي، انا عملتلك ايه ده انا وافقت اديلك فرصة ونبدأ من جديد، رديت انها تفضل على ذمتك وقولت حرام اخرب عليها، ليه مكملتش شهر وقدرت ترجعك ليها، طب خلاص سبني في حالي، سبني بقي حرااام عليك، رجعت ليه ووعدتني تعدل وتديني جزء من حقي فيك، لييييه؟ 


مصطفى بخزي : والله ما كنت اعرف انها بتكدب، اتصلت وقالت والدتها تعبانه اوي رحتلها وفضلت معاها ولما قولتلها اني هبات هنا فضلت تعيط وتقولي خايفة، صعبت عليا بس اقسم بالله كنت هكلمك واقولك الأول 


رضوى : سبحان الله، صعبت عليك من أول ما عيطت قدامك، ده أنا فضلت سنين ابكي وقلبي بينزف وانت ولا هنا، ياما اترجيتك تفضل معايا وانت مكنتش حتى بترد، بس انت عندك حق، دي سوزي الدلوعه، مالية عينك ومتقدرش على زعلها، لكن انا عادي مفروض اتحمل واسكت واحمد ربنا، صح يا مصطفى صح؟ 


مصطفى : لأ يا رضوى مش صحيح، أنا والله ما كان في نيتي حاجة ولا تخيلت انها بتعمل حركات زبالة علشان تضايقك 


رضوى بجدية غير قابلة للنقاش :

روحلها، انا مش عاوزاك لا النهاردة ولا بعد سنه، مش عاوزاك تاني 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


لم يتعجب أحمد كثيراً ولم يصدق بل كان بداخله الكثير من الأسئلة وجه إلى ياسين ما يدور بخلده قائلاً :


انت متأكد يا ياسين؟ 


ياسين بحدة :

بقولك سمعته بنفسي، عارف لو حد جه قالي انه عمل كده كنت هكذبه واقول مستحيل، مستحيل اخويا وعشرة عمري يعمل فيا كده، ده أنا كنت رايح اشتكيله، اقوله اني بموت من وجع جسمي وألم روحي، حاسس اني ميت على وش الدنيا، طب ليه، ليه يا أحمد، ده دمرني وضيع فرحة عمري 


ده الشيخ لما قالي انت في حد بيكرهك قولتله لأ، كنت بقوله لا وانا متأكد، لأني عمري ما اذيت حد، قالي ازاي يابني ده انت معمولك سحر سفلي قذر ومفيش حد بيعمل الحاجات دي غير اللي ناوي عالأذية 


بسببه ظلمت نفسي ومراتي وولادي، ابتلع ريقه بقهر ليقول وفرح 


تحدث أحمد بجدية وتعقل وحب قائلاً :


يمكن فعلا هو قدر يبعدك عن حاجة كنت بتتمناها بس صدقني وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله، انت واختي ملكمش نصيب مع بعض 


ياسين : أنا تعبان أوي، نفسي اقتله


أحمد : ميستاهلش، نحمد ربنا انه انكشف على حقيقته، حسابه على ربنا 


صمت ياسين وكذلك أحمد وكلا منهما يتمنى لو عادت الأيام إلى الماضي ولكن هيهات…. 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


اسرعت سوسن لاستقبال مصطفي، تطلعت إليه بقلق فلم يذهب إليها من قبل في ساعات متأخرة كهذه 

سألته قائلة:


في ايه يابني، انت كويس !؟


مصطفى بتعب : ايوة يا امي متقلقيش، أنا هبات عندك النهاردة


سوسن : ليه، انت متخانق مع سوزي، اه بنت الرفدي شدت حيلها أوي 


مصطفى : يا ماما دخليني الأول


ادخلته سوسن : معلش ياقلب أمك، انا اتخضيت عليك، تعالي ياحبيبي ارتاح وانا أجوزك ستها وتجبلك الولد


فاض الكيل واطاحت والدته بتعقله فصاح بوجهها :


ايه اللي حضرتك بتقوليه ده، ولد ايه وزفت ايه رضوى وسوزي الاتنين طالبين الطلاق، تقوليلي اتجوز تاني، قصدي تالت طب ايه رأيك اتجوز أربعة مرة واحدة ونخلص واللي تجبلي الولد تفضل والباقيين اطلقهم 


والدته بحدة 

انت بتتريق عليا علشان عاوزة مصلحتك


مصطفى : مصلحة ايه دي وأنا مش لاقي حته أنام فيها 


والدته : ماهو من خيبتك سايب النسوان تركب وتدلدل رجليها بدل ما تديهم علي دماغهم


مصطفى بدهشة : هو حضرتك مفكراني عربجي، عاوزاني اضرب مراتي وام بناتي


والدته ببرود : خلاص ياخويا طلقها، ان كان دي ولا دي فقر، بس سوزي لو طلقتها هتاخد علي قلبها مؤخر ومهر أد كده، لكن رضوى مقدور عليها، طلقها وريح نفسك واهي سوزي صغيرة وتقدر تخلف تاني لما تجيب الولد 


نظر اليها بترقب شديد ولم يصدق :

حمل مفاتيح سيارته أوشك على الذهاب فتساءلت والدته قائلة:


انت رايح فين !؟


مصطفى : رايح لفيصل 


سوسن : مش قولت هتبات هنا، ولا كلامي زعلك


مصطفى : لأ يا ماما مش زعلان، أنا محتاج اتكلم مع فيصل، تصبحي علي خير 


نظرت في اثره بسخط لتهمس بغضب:


معرفش ايه الخيبة دي

💬💬💬💬💬💬💬💬


انتهت الاخصائيه من سرد ملاحظاتها حول التغير الظاهر بسلوك الطفلين لتنظر همس إليها بحزن قائلة:


للأسف أنا ووالدهم انفصلنا قريب، والولاد متعلقين بيه جدا

 

الاخصائية بتعاطف : كده أنا فهمت، وفعلا الولاد ماشاء الله عليهم كانوا شعلة نشاط وذكاء فجأة بدأ مستواهم الدراسي يقل بشكل ملحوظ ده غير تصرفاتهم العدوانية مع زمايلهم

 

ادمعت عينا همس فاستكملت الاخصائية قائلة :


أنا مقدرة ظروف حضرتك، بس ياريت يبقي فيه اتفاق بينك وبين والدهم بحيث انهم ميحسوش باختلاف كبير، الطفل في السن ده بيكون حساس جدا ومبيعرفش يعبر عن مخاوفه وبيترجم مشاعره في صور احنا بنعجز عن فهمها


الطفل بيحتاج أمان اكتر من الحب، الأمان بالنسبة له زي الماية بالنسبة للنبات 


همس بصدق : أنا بحاول أعوضهم والله 


الإخصائية : حضرتك أنا متأكده من ده، بس للأسف مش كفاية


همس بجدية : حاضر، أنا هتفاهم مع والدهم ونلاقي حل، اكيد هنلاقي حل 


غادرت همس مكتب الاخصائية ولم تتردد في الاتصال بفيصل الذي اجابها مسرعاً وكأنه ينتظر اتصالها قائلاً :


همس، انتوا كويسين، حد من الولاد حصله حاجة


همس بجدية : احنا بخير، بس ولادك محتاجين وجودك اكتر من كده، لو تقدر تمر عليهم النهاردة ويقضوا اليوم معاك ياريت. 


فيصل بسعادة : اه طبعا، اجيلهم أمتي 


همس باقتضاب : وقت ما تحب، مع السلامة. 


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


نظر طاهر إلى صورته بالمرآة وتنفس بعمق قائلاً:


أن الأوان تتصرف بنفسك يا طاهر مفيش وقت ولا مفر من الخطوة الجاية


كانت كاميليا تطالع والدها بإعجاب وعجب شديدين فهو في ابهى صوره متأنق ببراعة؛ من يراه يخيل إليه أنه شقيقها الأكبر ليس إلا ....


تحدثت اليه بحب قائلة:


ايه الجمال ده يا بابا؛ ماشاء الله شيك جدا البدلة دي؛ هو حضرتك رايح فرح!؟


طاهر بسعادة : اقعدي يا كاميليا 


جلست الي جوار والدها وداخلها أمل أنه في طريقه الي اعلان موافقته علي زواجها من فيصل لكنه صدمها بعد أعلن قائلاً :


انا قررت اتجوز


كاميليا بصدمة:


تتجوز! طب وماما؟


طاهر : والدتك الله يرحمها هتفضل أول حب واكبر حب في حياتي


كاميليا : ولو هي كده حضرتك هتتجوز ليه؟! 


طاهر : اعتقد اني مش كهل للدرجة دي أنا ٥٢ سنة والحمد لله صحتي كويسة محتاج ونس وواحدة تراعيني بعد ما انتي تتجوزي 


كاميليا : أنا مش هسيب حضرتك؛ وممكن اقنع فيصل نقعد معاك لو تحب 


طاهر : لأ مستحيل؛ مينفعش 


كاميليا بتعجب : يا بابا والله فيصل شخص كويس جدا؛ ليه واخد منه موقف كده؟ 


طاهر : بصي يا كاميليا؛ أنا الست اللي هتجوزها مستحيل يبقي في تعامل بينها وبين فيصل وعلشان متقلقيش أنا خلاص موافق علي جوازكم ربنا يسعدك


احتضنت والدها بسعادة تغمرها وهرولت الي غرفتها تهاتف فيصل وتخبره بما قاله والدها 

                           الفصل الثاني عشر من هنا

    لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا عليا التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-