رواية زوجه علي الهامش الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نداء

رواية زوجه علي الهامش الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نداء

رواية زوجه علي الهامش الفصل الرابع والعشرون

نداء علي

بسم الله الرحمن الرحيم

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

نداء علي

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


وللحياة بريق اخاذ ينادينا فنهرول إليه ولا نكترث لتلك الزهور اليانعه التي ندهسها في سبيلنا إليه، وما ان نصل حتى يختفي ويحل الظلام فنتلفت ولا نجد سوى حطام صنعناه في غفلتنا.

ابتسمت همس بود ممزوج بفضول ودهشة وسعادة لما تراه من حنو يهديه محمود لطفليها، للمرة الأولى يأت إلى بيتها ضيف تربطه صلة قرابة بفيصل، ومن هو، شقيقه!

لم تتوقع يوما أن تلتق به ولكن الحياة تخالف توقعاتنا على الدوام.


تذكرت ما حدث بينها وبين فيصل منذ سنوات عقب زواجهما بأشهر معدودة وفي حضور والدته عندما تساءلت هي بتلقائية


فلاش باك


شفت يا فيصل، الفيلم ده مستفز جدا، ازاي البطلة قدرت تسامح وتنسى خيانة البطل وترجعله عادي

فيصل بثقة : معندهاش كرامة

ابتسمت والدته بضعف قائلة

اللي بيحب بيسامح يابني

فيصل : واللي بيحب مبيقدرش يخون ولا يوجع اللي حبه ووثق فيه، بس في ستات ضعيفه معندهاش كرامة

ابتلعت ريقها بحزن قائلة

محدش له في نفسه حاجة والقلوب بين ايدين اللي خالقها

همس : والله يا ماما كلامك حقيقي بس لما يكون الشخص معترف بغلطه او عالأقل عنده عذر، لكن البطل ده مغرور اوى وشايف نفسه

اجابتها هي بحنين إلى من تركها منذ سنوات ومازالت تكن له من العشق ما لا تستطيع البوح به

كل شيء نصيب يابنتي، واللي بيحب حد بيتمناله السعادة حتى لو بعيد عنه

هب فيصل واقفاً يتطلع إلى والدته بغضب من أجلها ورفضاً لضعفها تجاه والده، تحدث إلى والدته بحدة لم تعهدها هي ولا همس قائلاً

بتتكلمي عن البطلة ولا عن نفسك

شهقت همس بصدمة وخوف من فرط انفعاله ونهرته بحذر قائلة

فيصل، انت بتقول ايه

استمر في صياحه وتألمه من أجل والدته ومنها قائلاً بصوت يملؤه العتب والقهر

بقول الحقيقة، بواجه أمي بضعفها اللي قاتلني بقاله سنين، بفكرها ان الراجل اللي بتتمناله السعادة داس علينا برجليه ورمانا بنتهى البساطة كأننا زبالة وبيتخلص منها، اقولك ايه تاني علشان تبطلي تحبيه وتتمنيله السعادة!

اقولك انه دلوقتي في حضن ست غيرك ولامم ولاده حواليه، اقولك انه لو شافني في الشارع مش هيعرفني ولو عرفني هيتجاهل وجودي، ردي عليا.

وقفت همس بمواجهته وكأنها ترجوه أن يعود إلى رشده قائلة بحنو

حبيبي، فيصل، اهدي ياقلبي، مينفعش تكلم ماما بالأسلوب ده

ادمعت عينا والدته ووجهت حديثها إلى همس قائلة

دخليني أوضتي يابنتي، معلش عاوزه انام شوية

همس باعتذار : اقعدي يا ماما، فيصل ميقصدش يضايقك

مسدت والدته فوق رأسها بحب وامتنان هامسه بخفوت

عارفه يابنتي، أنا بس محتاجة ارتاح

ساعدتها همس على الهروب إلى غرفتها واختبأت تلك المرأة التي نجحت في كل شيء وعجزت عن تخطي رجل لم يفلح سواه في احتلال فؤادها فباتت على هامش الحياة عاجزة عن النسيان ورافضة للاستمرار، لكنها مازالت تهواه رغم كل ما مضى

عادت همس إلى زوجها الواجم بمكانه وامسكت بيده قائلة

ليه كده يا فيصل، من أمتى بتتعصب على والدتك كده

ضمها إليه بشدة أوجعتها لكنها تمالكت نفسها وهمست إليه

أنا معاك، اطمن

أخبرها بصوت كسير قائلاً

شفته النهارده ياهمس، كنت في حفل تخرج لدفعة جديدة ولمحته بالصدفة، كان هيطير من السعادة بابنه، أخويا اللي معرفش اسمه كان بيتخرج وابويا اللي عمري ما شفته كان بيحضنه بسعادة، سعادة مفيش حد فيهم يستحقها لأنها بتوجعني وبتحرق قلبي.

ضمت وجهه بين كفيها العاشقة لكل ما فيه قائلة بخجل وثقه في مستقبل قادم إليهما بحلو الأيام

متفكرش فيهم، فكر في والدتك، فيا وفي حياتنا وأولادنا

بقي صامتاً ينظر إليها باحتياج إلى أن اوضحت مقصدها قائلة

أنا حامل يا فيصل

انتظرت منه حماساً، سعادة، فعلاً يعبر عن رأيه لكنه لم يبادر بأي شيء بل تحرك مبتعدا ينظر إليها بحزن قائلاً

تفتكري أنا ممكن أبقى أب، وليه أخلف اطفال وتبقى حياتهم زي حياتي

اقتربت هي والقت بنفسها إليه تستمد منه وتمده بعض الأمان، تدرك مخاوفه رغم رفضها لما يقول إلا انها لن تسمح لماضيه أن يحرمهما تلك اللحظات الفارقه، ضمته بضعف واستكان هو متنهداً بتيه، تحدثت إليه بتفهم قائلة

انت هتكون أجمل وأحن أب في الدنيا، مفيش غيرك يستحق يبقى أبو ولادي يا فيصل، أنا متأكدة وواثقه من ده

فيصل : خايف يا همس.

همس بصدق : وأنا خايفة اكتر منك، بس وجودك بيقويني، وبعدين ينفع كده تضيع فرحتي، أنا كنت عامله خطه علشان افاجئك انت وماما.

حملها دون جهد فشهقت بفزع قائلة

بتعمل ايه يا مجنون ، هتوقعني.

فيصل : بحبك

ضمت جسدها إليه تختبيء بين أضلعه وغابا سويا يغتنمان لحظات من السعادة اضاعها فيصل من بين يديه ويديها.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


نفارق ونلتقي من جديد، ونبتعد ونقترب من أخرون وتبدو بعض الوجوه مألوفة وبعضها لا تألفه الروح ويأبى وجوده القلب إلا انه يبقى ونصبح محاصرين به، ورغم رفضنا له يساورنا شعور بالتملك تجاهه وعندما يقترب أحدهم ينتوي انتزاعه نستشعر الخوف ونتربص بلحظة الهجوم


تحدث تامر بسعادة بما وصل إليه بجهده دون مساندة من أحد قائلاً

المصنع ده بقالي سنين بجمع في تمنه، اشتغلت ليل نهار لحد ما قدرت اوصله للشكل اللي قدامك

كانت سوزي شارده وبصرها مسلط فوق تلك الشقراء المائعة التي تخص تامر بنظرات لم تستصيغها سوزي

اقتربت منها تتساءل بغرور وفضول

انتي شغاله ايه هنا، سكرتيره

اجابها تامر بامتنان واعجاب

استاذه هاله دي ست الكل، من غيرها منعرفش نعمل حاجة، مسؤولة العلاقات العامة وماشاء الله بتتكلم ٥ لغات

سوزي باستعلاء : اهه، تشرفنا

اقتربت من تامر قائلة بدلال

ممكن ندخل المكتب أنا تعبت من اللف

تامر بحب : آه طبعا، بعد اذنك يا استاذه هاله المدام تعبت من الواقفه

هاله بنظرات غامضه

اه طبعا، اتفضلوا

تحركت سوزي بمشاعر متقده، بين غيرة وغضب وشعور بالتهديد من منافسه تعلوها جمالاً


ما ان أغلق تامر باب المكتب، اندفعت سوزي صوبه تهتف بشراسة

مين البت الملزقة دي، وبتبصلك كده ليه

تامر بهدوء : مسمهاش بت، وملزقه فين دي لبسها محترم أوي

سوزي : وانت بقى بتقعد تتأمل لبسها وجماله

تامر : لأ مقصدش، وبعدين اللي يشوفك يقول غيرانه

سوزي : أنا اغير من دي!

تامر : أنا اقصد تغيري عليا

سوزي بمكر : اكيد بغير عليك، مش جوزي

تامر : طيب كويس الحمد لله

سوزي : انت بتتريق، طب ايه رأيك بقى البت دي مش سهلة وعينها منك

تامر بثقة : عارف!

سوزي بصدمة : عارف ايه؟ وعادي بالنسبه ليك يعني انها تبقى عينها منك

تامر بهدوء : ما قولتلك قبل كده، اللي مش عاجبك ممكن يعجب غيرك كتير

سوزي : اه، ده انت قاصد تحرق دمي بقى، المفروض تحط في بالك انها لو هتبصلك هتبقى طمعانه فيك يا حبيبي

تامر بنظرات ساخرة : اطمني، أنا واخد بالي كويس ومفيش واحدة تقدر تلعب بيا، وعارف ان كل حاجة وليها سعرها

سوزي : تقصد ايه يا تامر؟

تامر : ولا حاجة، تحبي تشربي حاجة ولا نخرج نتعشى بره

اجابته على مضض : خلينا نخرج أنا اتخنقت من المكان ده

اومأ إليها وانصرفا تتبعهما نظرات هاله التي لن تمرر الأمر هكذا فتامر زوجها هي الأخرى ولها فيه ما لتلك الفتاة الحمقاء حتى وان كان زواجهما طي الكتمان فقد أن الأوان لكي تعلن زواجهما.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


عادت تجر أذيال الخيبه من جديد، لقد تشاجرت مع شقيقها، لا تنته زيارة لها إلى بيت والدتها إلا بشجار مؤلم بينها وبين ماجد، لم يلحظ مصطفى عودتها فقد كان منشغلاً بشرح بعض المصطلحات العلمية لطفلته، تناست رضوى احزانها وتطلعت إلى نظرات ابنتها المتعلقة بوالدها وكأنه فارسها المغوار

تساءل مصطفى بترقب : ها يا ست مرام فهمتي ولا نعيد

اجابته بتآكيد

لا فهمت يا بابا، ماشاء الله حضرتك شاطر اكتر من الأبله بتاعت الأحياء

مصطفى : احتمال أكون دكتور ودارس الحاجات دي

التفت عندما استمع إلى ضحكات رضوى، بادلها الابتسام قائلاً

بتضحكي، ماشي يا ستي عندك حق، البت مفكراني ساقط اعدادية

رضوى : أصل دي أول مرة تذاكرلها فيها

مصطفى : مكنش في وقت، بس حاليآ عاطل عن العمل وشكلي مطول قولت اعمل حاجة مفيدة، المهم انتي عاملة ايه، مامتك اتحسنت ولا لسه؟

رضوى : الحمد لله احسن، بتسلم عليك، وبتسلم عليكم يا بنات

مصطفى : الله يسلمها، يس ليه شكلك معيط، في حاجة؟

رضوى : لا، مفيش بس كنت تعبانه شوية

مصطفى بقلق : مالك، نروح للدكتورة لو حاسة بحاجة

رضوى : لأ، اطمن انا هغير واحضرلكم العشا

مصطفى : أنا طلبت بيتزا، اقعدي ارتاحي

رضوى : ليه، ما أنا جيت أهو

مصطفى ناظراً الي فتياته : ضحكوا عليا واستغلوا فرصة غيابك

مرام : دي تقوى يا ماما مش أنا

تقوى : لا والله، انتي هتلبسيني الليلة، انتي وجود اللي قولتوا مش أنا

مصطفى ضاحكا : وربنا بناتك عصابة ومسجلين خطر، ربنا يستر واللي جاي ميبقاش زيهم

تقوى : كده يا درش، تبيع بناتك علشان الواد اللي جاي

مرام : ولسه لما ستك تعرف، احتمال تقوله اتبري منهم يابني كفايه علينا عتريس

مصطفى بغيظ

لسانك ده عاوز قصه، عيب يا مرام تيته بتحبكم

شهقت جود قائلة

حرام الكدب يا بابا، بتحب مين دي دايما تقولي يا مزغودة، مع اني قمر.


امتعض وجهه حرجاً وحاولت رضوى مساعدته فتحدثت بجدية قائلة

يلا شيلوا الكتب وجهزوا السفرة طالما طالبين بيتزا، وانت يا دكتور ادخل بقى خرج الهدوم من الغسالة وواحدة من بناتك تنشرهم

مصطفى : انتي بتكلميني! أنا اطلع هدوم من الغسالة

رضوى بتحذير : اه انت، عندك مانع

مصطفى باستسلام : لا طبعا، انت تؤمر يا قلبي

ابتسمت رضوى بهدوء قائلة

متشكرين يا دكتور مصطفى


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


تبادل اساف اطراف الحديث مع محمود الذي استطاع ببراعة كسب ثقته واجبار فيصل على المشاركة في الحوار إلى أن لاحظ محمود نظرات فيصل المعلقة بهمس الشاردة كما لو كانت مغيبه في عالم أخر فتساءل بمرح


حضرتك معانا يا مرات أخويا، شكلك مشغوله في موضوع مهم

نظرت إليه همس بحرج ومازالت صامته فقد انجرفت مع تلك الذكريات وتغافلت عن وجودهم، تحدثت باختناق سعت إلى اخفائه لكن فيصل استنبطه من نبرة صوتها الخافت قائلة

لا والله معاكم، أنا هعمل قهوة حضرتك بتشربها ايه

محمود : اسألي استاذ اساف الأول

همس : لأ اساف أنا عارفه انه بيشربها ساده

فيصل : اخلص وقولها بتشرب قهوتك ايه

محمود : يابني بالراحة عليا، انت ناقص تقولي قوم روح

فيصل : يعني لو قولتلك هتروح

محمود : لأ

ابتسمت همس وعلق اساف قائلاً


ربنا يخليكم لبعض، علاقة الأخوات من أجمل العلاقات في الحياة

وصلت تلك الجملة إلى مسامع فيصل لينفجر ضاحكا إلى أن ادمعت عيناه ونظر إليه محمود بحزن وتعاطف بينما تألمت همس لضحكاته الكاذبه التي تعلم يقيناً أنها بكاء مستتر يخفي خلفها صفعات والده الجاحدة


لم يستطع فيصل التوقف عن الضحك إلا عندما اعتدل محمود واقفاً معتذراً بلباقة قائلاً


انا لازم امشي حالاً، متشكر جدا عالعشا وان شاء الله نتقابل قريب


اساف وقد استشعر توتر الأجواء من حوله : أنا كمان مضطر امشي، فرصة سعيدة جدا يا دكتور فيصل، تسلم ايدك يا همس الأكل اكتر من رائع


همس : بألف هنا، هسيبك ترتاح وبكره ان شاء الله نتكلم


فيصل بجدية وكأنه لم يكن يقهقه منذ قليل : شرفتونا يا جماعة


مد اساف يده مودعاً اياه، وفعل محمود نفس الشيء لكنه همس إليه بصوت خافت

أنا أسف يا فيصل، رغم اني مليش ذنب في أي حاجة حصلت بس صدقني أنا اسف جدا


انتظرو بقية البارت الرابع والعشرون

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1