رواية عهد الحب الفصل السادس والعشرون 26بقلم نور بشير


 رواية عهد الحب الفصل السادس والعشرون 

البارت السادس و عشرون:

أردف عمر بمرح: لا أنا كده أخلع بقا ، و أسيبكم لوحدكم 
فرد عاصم بحماس: معاك ربنا يا حبيبى 
فغمز له عمر قائلاً بمداعبة: بتوزعنى يعنى يا عصوم ، ثم أكمل و هو يعدل من ياقة قميصة؛ و بعدين عاملونى كويس لو سمحتم و متنسوش أنى عريس
فأجابه عاصم بمرح: مش ناسين يا أخويا و يلااااا بقا من هنا ، عندنا شغل
 و بالفعل أنصرف عمر تاركا عاصم و عهد بمفردهم ، فصاحت عهد بخجل و انفعال طفيف: عاصم ممكن تلم نفسك ، و متنساش أننا دلوقتى فى حكم المخطوبين ، و المفروض محدش يعرف أى حاجة عن رجوعنا
فقهقه عاصم قائلاً من بين ضحكاته: ما خلاص يا حبيبتى ده كان زمان 
ففرغت عهد شفاها و تابعت بتساؤل: يعنى إيه كان زمان ، يعنى أنت مش هتوفى بوعدك معايا يا عاصم و كنت بتأخدنى على قد عقلى كل ده
رد عاصم و هو لايزال يضحك: يا حبيبتى أنا قصدى قبل الفضيحة اللى فضحتهالنا بنتك الصبح ، ثم أكمل مقلدا صغيرته؛ مش نزلت قالت قدام الكل مامى كانت فى حضن بابى



فرفعت عهد يديها محبية وجهها خلفها: متفكرنيش يا عاصم ، أنا كنت بموت من كسوفى الصبح من اللى بنتك عاملته ، و الحمدلله أن أميرة جت فى الوقت المناسب ، عشان سمية و أمينة مكانوش هيسكتوا و هيفضلوا يحفلوا عليا طول القعدة ، ثم رفعت يديها من أعلى وجهها و أردفت بتحذير و كأنها تذكرت ما حدث للتو؛ لو قربت منى قدامهم و لا عملت أى حركة من حركات دى أنت حر يا عاصم
فهتف عاصم من بين ضحكاته: هو أنا عملت حاجة لسه يا عهد ، ده أنا لسه متعرف عليكى أمبارح ، ثم تابع هو يغمز لها بعينيه؛ ده أنا حتى فاقد الذاكرة و تعبان و مش فاكر حاجة ، و أنتى مفترية و مستكترة عليا حتى الحضن 
فهتفت عهد بحدة مصتنعه تحاول أن لا تضحك الآن على حديثه هذا: عاصم أتلم و بعدين كفاية دلع بقا أحنا فى الشغل ، لينا بيت نتكلم فى ، و نشوف حوار الدلع بتاعك ده 
فأبتسم لها عاصم بحب و تابع بنبرة لا تخلو من المداعبة و المشاغبة: خلاص نشوف حوار الدلع ده لما نروح 
فهتفت عهد بغيظ: ممكن دلوقتى تركز بقا معايا فى الورق اللى قدامنا ده عشان تفهم طبيعة الشغل ماشى أزاى و هتعمل إيه بالظبط
فأوما لها عاصم عدة مرات ثم زفر فى حماس: أنا معاكى أهو و تركزى كله عليكى ، ثم تابع مصححا؛ أقصد ليكى ....
فنظرت له عهد ثم أنفلتت منها ضحكة تنم عن مدى سعادتها و فى الوقت نفسه تعلم أنه لن يترك لها أى فرصة لإنجاز ما تريده بخصوص العمل




و فى ڤيلا الأسيوطى ، يجلس غريب بصحبة سمية يتحدثون فى أمور عدة ، و من بينها زيارتهم لعائلة لؤلؤ أخر الأسبوع لطلب يد لؤلؤ لعمر ، أثناء حديثهم هذا دق جرس الباب و أسرعت الخادمة بالفتح ، فوجدت شريف قد أتى لزيارتهم ، فأدخلته الخادمة بالفعل إلى غرفة الصالون حيث يمكث كل من سمية و غريب ، الذى بمجرد رؤيته لشريف تهللت أساريرة و أردف بحب أبوى: شريف يا حبيبى ، وحشتنى أوى ، كده تغيب عنى كل ده
قبل شريف يديه و أبتسم بحب: مقدرش أغيب عن حضرتك ، بس غصب عنى والله كان عندى ضغط شغل 
فأبتسمت له سمية و أقتربت منه محتضنه إياه هاتفه بحب: نورت البيت يا حبيبى ، كنت وحشنى أوى يا شريف 
فبادلها شريف الأحتضان و تابع بحب: أنتى أكتر يا سوسو والله ، و بعدين ما أنا بكلمك كل يوم فى التليفون
فتحدثت سمية بحب: برضو بتوحشنى و لازم أشوفك قدام عينى عشان أكون مطمنة عليك ، ثم أضافت بلهفة؛ أقعد يا حبيبى أقعد ، و أعمل حسابك أنت هتتغدا معانا إنهارده
فأجابها شريف بمرح: هو أنا أطول أتغدى معاكى يا سوسو يا قمر أنتى 
فقهقهت سمية على حديثه هذا و أردفت بمرح: لمض بس بحبك ، ثم واصلت بحب؛ هعملك إنهارده الفريك اللى بتحبه
فصاح شريف بسعادة: ايوه يا سوسو ، خشى عليا بالتقيل ، ما أنا مش بحبك من فراغ ثم أكمل مضيفا بتساؤل؛ إلا صحيح عاصم فين 
أخبرته سمية بسعادة: عاصم يا حبيبى راح إنهارده الشغل مع عهد و عمر ، و شكله كده أتصالح هو و عهد 
فرد شريف بصدمة: أتصالح هو و عهد ، ثم اضاف بتفكير؛ طب أزاى ده ؟ و أزاى عهد وافقت ترجع له و هى عارفة بوجود فرحه مراته أنا مش فاهم حاجة
فقهقهت سمية هذه المرة و رددت بحب: ما خلاص بقا ، كل سنة و أنت طيب ، عاصم و فرحه أطلقوا
نظر لها شريف بذهول و صدمة ، و لكنه لم يرد فالصدمة بادية و بشدة على ملامح وجهه
فأبتسمت سمية و تابعت بحماس: إيه أنت ساكت كده ليه
فردد شريف بعدم تصديق: لا و النبى وحدة وحدة كده و أحكيلى من الأول يا سوسو وحيات عيالك
فضحكت سمية على أسلوبه هذا و نطقت بهدوء: الحكاية كلها أن عاصم و فرحه أتجوزوا لظروف خاصة جداً و كان مجرد كتب كتاب بس ، و هى البنت يا روحى محترمة و غلبانة أوى و لما عرفت قصته مع عهد أنسحبت بهدوء و طلبت الطلاق ، بس يا سيدى و قد كان 
فصاح شريف بسعادة: يعنى هو كان كتب كتاب بس 
أومات سمية برأسها مردده: بس
فتساءل شريف مجددا: طيب و هى فين دلوقتى
أجابته سمية بهدوء: قعدة معانا لحد ما يجيلها أبن الحلال ، لأنها أمانة فى رقبة عاصم و مينفعش تعيش لوحدها ، دى يا حبيبتى ملهاش حد بعد باباها الله يرحمه
فهمس شريف فى سره بسعادة دون أن يستمع أحد له: حلو أوى ده




فتمتمت سمية بتساؤل: هو إيه يا حبيبى اللى حلو أوى
نظر لها عاصم ببلاهه ثم أردف بتصنع الصدق؛ الفريك يا حبيبتى اللى هتعمليه إنهارده ، كان نفسى فى أوى
فنطقت سمية مسرعة: بألف هنا عليك يا حبيبى ، ثم أستأذنت منه للحظات حتى تذهب بصحبه غريب لتعطيه الدواء الخاص به و تتركه يستريح قليلاً حتى عودت عهد برفقه عاصم و عمر من العمل 
فجلس شريف شاردا بسعادة يفكر فى محبوبته 
نعم ..... فهى محبوبته 
الآن يستطيع أن يقول هذا بكل تأكيد و فخر ، فحبيبته أصبحت حرة و أصبح من حقه النظر لها و التحدث معها ، فهو قديما كان يؤنب ضميره كثيرا ، و كان يشعر بأن ليس من حقه النظر لها حتى ، و الآن فرحته أصبحت حرة و أصبح من حقه أن يشبع عيونه منها ، و التحدث معها دون خوف ، فألتفت بعيونه بسعادة ناظرا إلى الخارج ، حيث الحديقة و المسبح الخاص بها ، فوجد فرحته جالسه شارده فيما تفعل ، فشعر بقلبه يترقص فرحا بداخله ، و كأن الفرصة قد أتيحت له الآن للتحدث معها و كأن الله قد أستجاب له ، فذهب مسرعا إلى الخارج و أخذ يقترب منها روايدا روايدا ، حتى أقترب منها و لاحظ ما تفعل ، فهى جالسة و بيديها دفتر و قلم رصاص ، فعلى ما يبدو أنها ترسم صورة لأحدهم ، و عندما دقق النظر إلى رسمتها هذه ، فؤجى برسمها لصورة رجل يبدو على ملامحه الكبر و الشيب فأحس بأن ذلك الرجل ما هو إلا والدها ، فتنحنح بحرج ، فألتفت له فرحه بفزع ثم هبت واقفة و هى تلملم أشيائها ، قائله بنبرة يشوبها الأسف و هى تضع وجهها بالأرض: أنا أسفة والله مكنتش أعرف أن فى حد هنا فى الجنينة ، فقعدت براحتى ، ثم همت بالذهاب مسرعة إلا أن يد شريف منعتها من ذلك ، فرفعت فرحه عيونها ناظره إليه بحدة: شيل إيدك أحسن لك
فرفع شريف يديه مسرعا قائلاً بأسف: أنا أسف يا أنسة فرحه ، مكنتش أقصد أضايقك ، بس لو تسمحى أخد من وقتك دقيقتين بعد أذنك
فنظرت له فرحه ثم هنفت بنبرة قوية لا تقبل النقاش: معتقدش أن فى حاجة مشتركة بينى و بين حضرتك ، اللى بيها ممكن نقعد و نتكلم مع بعض
فنظر لها شريف بحرج ثم هتف بترجى: أرجوكى أدينى دقيقتين بس أشرحلك فيهم ، و بعدها أنا واثق أن هيكون فى بينا حاجات كتير مشتركة 
فوضعت فرحه ما بيديها أعلى المنضدة ثم جلست عالأريكة قائله بفضول: خير يا أستاذ شريف
فجلس شريف على الكرسى الذى يقبع قبالها ثم هتف بهدوء و صوتا رحيم: أنا عارف أن ممكن أنتى تستغربى كلامى ، أو متحبيش أصلاً أنك تسمعيه ، بس أتمنى أنك تدى نفسك فرصة و تدينى أنا كمان
فنظرت له فرحه و أردفت بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح ، ثم أكملت بحدة؛ هو حضرتك هتفضل فى المقدمة دى كتير
فزفر شريف بحرج: أرجوكى قدرى موقفى أنا متوتر و أول مرة أتحط فى الموقف ده 
فتفوهت فرحه ببلاهه: موقف إيه 
فنظر لها شريف ثم فرك جبهته بيديه و أردف مسرعا فى محاولة منه للتخلص من الموقف الموضوع به: أنسة فرحه أنا بحبك و عاوز أخطبك من عاصم ، أنا عرفت أنك أنفصلتى عنه و هو حاليا معتبرك فى مقام أخته ، و يشرفنى طبعاً أنى أطلب إيدك منه و أنك تكونى مراتى
فنظرت له فرحه بصدمة و عدم تصديق و نطقت بحدة: أنت مستوعب أنت بتقول إيه يا سيادة العقيد ، أنت مستوعب أنك بتطلب من واحدة لسه مطلقة من يومين أنك تتجوزها لا كمان هتخطبها من الراجل اللى كانت مراته ، ثم ضحكت بسخرية و أستهزاء و هى تضم يديه إلى صدرها و أكملت بتساؤل؛ معناه إيه الكلام ده يا سيادة العقيد ، معناه أن سيادتك كنت بتدخل البيت ده و بتأكل مع أهله عيش و ملح و أنت عينك من مرات أبنهم 
فصرخ شريف بحدة: أسكتى أوعى تكملى ، أنا راجل أعرف ربنا كويس أوى و بتقى الله فى كل حاجة بعملها و الأهم من ده كله أنى عمرى ما أخون الناس اللى حسيت وسطهم أنهم أهلى و عزوتى بعدم ما أتحرمت من العيلة ٢٠ سنة بحالهم ، و كنت دايما بغض بصرى عنك و بحاول أنى ما تجاوبش مع أحساسى ده لحد ما عرفت إنهارده أنك حرة و أن علاقتك بعاصم كانت جواز على ورق بس ، أنا ساعتها قولت دى فرصة ربنا بعتهالى عشان عارف أنى جاهدت نفسى كتير و حاولت أبعد عن البيت و عن العيلة بقدر الإمكان عشان مشلش ذنب أنا مش قده أو أنى أخون ثقه أهل البيت ده فيا ، أنا أول ما جاتلى الفرصة مقدرتش مستغلهاش يا أنسة فرحه ، خوفت لكون بضيع الفرصة من أيدى بس من واضح أنى كنت غلطان لما افتكرت أن ربنا عاوز يعوضنى بيكى عن اللى عملته فيا الدنيا من ساعة ما أهلى سابونى لحد دلوقتى ، فوضع وجهه بالأرض و أكمل بأسف؛ أنا أسف يا أنسة فرحه لو كنت ضايقتك بكلامى ، عن إذنك
كل ذلك و فرحه تفكر فيما ينطق به ذلك الشريف ، شارده بكل حرف يتفوه به ، تفكر فأنه من الممكن أن يكون شريف هذا العوض الذى سيكافئها به الله عما عاشته كل تلك السنوات و تحديداً ما حدث معها أخيراً .....
لماذا لا تعطى له فرصة واحدة فقط ؟
فرصة واحدة فقط له و لها ، فهى أضاعت الكثير من الفرص السابقة من أجل عاصم و هو بأول فرصة أتيحت له أدار له ظهره تاركا إياها من أجل امرأة أخرى ، عند هذه النقطة تحمست كثيرا ، و أعتزمت على أتخاذ قرارها فأوقفته سريعًا مردفه بحزن: أستاذ شريف أنا أسفة جداً والله ، بس أنا الفترة دى مضغوطة أوى ، و مريت بظروف صعبة كتير الفترة اللى فاتت ، و مش عارفة أنا بعمل إيه ، خصوصاً بعد موت والدى اللى مكملش شهر ، أنا أسفة جداً و أتمنى أنك تعزرنى و تتقبل أسفى





فأوما لها شريف بأبتسامة يشوبها الأمل و أكمل بحماس: طب قولتى إيه موافقة أنى أطلب إيدك من عاصم
فنظرت له فرحه بأرتباك و تحدثت بربكة: أنا بقول يعنى نأخد فترة نعرف فيها بعض أحسن ، و بعدين لو أرتاحنا كلمه ، لأن حالياً هيكون صعب و خصوصاً بعد طلاقى منه بيومين ، و الناس هنا أنا معرفهاش ، فممكن يأخده عنى فكرة مش كويسة 
فأوما لها شريف بحب و سعادة مفرطة: عندك حق فعلاً ، أحنا لازم نعرف بعض فترة الأول عشان كمان تكونى مطمنة من ناحيتى ، بس كنت محتاج رقم تليفونك لو ينفع عشان أبقا أكلمك 
فنظرت له فرحه بتوتر فهى لا تعلم كيف لها أن تتصرف فهذا الموقف ، و لكنها جلبت ورقة من أوراقها الخاصة الموضوعة أعلى المنضدة و كتبت له رقم هاتفها بيد مرتعشة من فرط توترها و أرتباكها ، و مدت يديها بها إليه ، فمد شريف يديه مسرعا ساحبا الورقة من يديها و لكن لامست أنامله أناملها دون قصد ، فشعر كلايهما بأن هناك صاعق كهربائى قد ضرب بهم أثنانهم معا ، ففرت فرحه هاربة من أمامه فى خجل شديد ، تاركة شريف يقف يشعر بسعادة بالغة ، فرفع يديه ماسحا أعلى خصلاته مرددا فى حب: شكلك هتغلبينى معاكى يا فرحتى

على الجانب الآخر ، ما أن وصلت فرحه إلى غرفتها ، حتى رمت ما بيديها على الأرض ، و أغلقت الباب خلفها و أستندت بظهرها عليه ، واضعة يديها أعلى صدرها ف سعادة شديدة ، فعلى ما يبدو أن الله قد أراد لقلبها أن يحيا من جديد ، فهى تشعر و كأن شريف قد جاء لها من السماء هدية من الرحمان ، تعويضا لها عن كل ما مرت به عبر سنوات حياتها ، فهى متفائله بشدة بحديثه هذا معها ، تشعر و كأنها مراهقة ،  فى عمر السابعة عشر ، لا تستطيع أن تتحكم بمشاعرها ولا قلبها ، فهى برغم من أنها لم تلاحظ يوماً وجود شريف قط أو حتى مشاعرة هذه تجاهها ، إلا أنها تشعر بقلبها يقفز فرحا من جمال ما سمعت منذ قليل ، ظلت تضحك و تضحك بصوتا مسموع ، و بدءت تدور بالغرفة من فرط سعادتها ....
أيعقل أن الحياة ستضحك لها من جديد ؟
أيعقل أنها ستخرج عاصم أخيراً من قلبها ؟
أيعقل أنها ستجد من يحبها من كل قلبه حقا ؟
أيعقل أنها ستكون الشخص المفضل لأحدهم ؟
أيعقل أن شريف هذا هو العوض الذى أنتظرته لسنوات على أساس أنه عاصم و لكنها كانت مخطئه ، فعاصم قد تنازل عنها بكل سهولة من أجل حبه لامرأة أخرى 
فرمت بجسدها أعلى الفراش فى سعادة ثم نطقت بهمس: أنا مش مصدقة ، يارب يارب عوضنى بيه يارب عن أى حاجة وحشة حصلت معايا

و فى المساء كانت تجلس أميرة على حافة المسبح ، شاردة الذهن ، ساكنه لا تفعل أى رد فعل سوى البكاء ، تفكر كثيرا فيما يجب عليها فعله فهى يجب عليها أن تسترضى مراد ، فهى قد زادت بردة فعلها هذه المرة ، و لكن كبرياءها يمنعها عن ذلك .... ظلت تبكى و تمسح دموعها ، تبكى و تمسح دموعها ، إلى أن جاءت لها عهد قائله بنبرة حانية: مرمر يا مرمر بتعملى إيه
فنظرت لها أميرة بدموع مردفه بشحتفه: بعيط ، بعيط يا عهد على خيبتى 
فقهقهت عهد و أكملت بمرح: سكر يا ميرو حتى و أنتى بتعيطى شربات 
 أميرة ببكاء: اعااااا
فنظرت لها عهد ثم أردفت بجدية: نتكلم جد بقا شوية ، ثم طلبت منها بلطف؛ ممكن تبطلى عياط 
فمسحت أميرة دموعها بظهر يديها فى حركة طفولية و تابعت بشحتفة: أدينى بطلت عياط أهو أتكلمى بقاااا
نظرت لها عهد ثم نطقت بجدية: أميرة أنتى لازم تعرفى حاجة مهمة أوى أن علاقتك بمراد علاقة Safe أوى ، و أن اللى أنتى بتعمليه ده دلوقتى و أسلوبك فى التعامل مع المشاكل اللى بتقابلكم ، ده هيأثر على ولادكم أولاً ، و ثانياً هيخلى مدة صلاحية علاقتكم قليلة ، مراد بنى آدم طيب أوى و الأهم من كل ده أنه بيحبك ، و أنتى بتحبيه فليه تحكمى على علاقتكم بالأعدام ، ليه متبقيش هادية و تفكرى بعقل و حكمة ، ثم تابعت بحماس؛ أقولك على حاجة ، لما تلاقى نفسك هتتعصبى و هتبدءى فى جنانك ده ، افتكرى كلامى ده و أن ممكن مراد يمر عليه لحظات من لحظات الجنان دى و ميقدرش يتحمل و أعصابة تفلت منه ، و ساعتها رد فعله هيكون مش متوقع 
فهمهمت أميرة ببلاهه: هيضربنى ولا إيه
هزت عهد رأسها بيأس منها ثم تابعت بهدوء: بصى البنى آدم لما بيتعصب ، و بيضغط ممكن يعمل حاجات كتير أوى غصب عنه فى لحظة غضب ، يضرب ، يكسر ، يطلق ، بس فى الآخر ده بيكون بسبب أن طاقته نفذت و أستهلكت ، و مبقاش عنده حاجة تانية يطلعها أو يديها للطرف التانى ، فأضافت بحب و نبرة حانية؛ أنا مش عوزاكى أنتى و مراد توصلوا للمرحلة دى ، لأن صدقينى مراد بيحبك ، و محتاج منك أنك تثقى فى شوية أكتر من كده ، عشان تقدرى تشوفى الحب ده 
فرفعت أميرة كتفيها و تساءلت بحزن:  أنا مش عارفة أعمل إيه دلوقتى
نظرت لها عهد بحب و أستطردت بهدوء و نبرة حانية: أنتى بتحبيه يا أميرة ، و صدقينى لو مراد حس لمرة واحدة أن أميرة حبيبته ، تنازلت و أعترفت بغلطها و راحت لحد عنده و راضته ساعتها أميرة هتعلى فى نظرة أوى ، و الحب اللى بينهم هيتجدد من أول و جديد ، و كل واحد هيعرف قيمته اللى بجد عند التانى ، طاوعى قلبك يا أميرة و أركنى عقلك دلوقتى لأن قلبك فى اللحظة دى أصدق بكتير
فأبتسمت لها أميرة بحب ثم أقتربت منها محتضنه إياها و تحدثت بسعادة: أنا مش عارفة أقولك إيه يا عهد ، أنتى بجد أحسن أخت 
فربتت عهد على يديها و واصلت هى الأخرى بحب: و أنتى أجن أخت فى الدنيا 

يتبع....

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1