Ads by Google X

رواية عهد الحب الفصل الثامن والعشرون28بقلم نور بشير


 رواية عهد الحب الفصل الثامن والعشرون  

البارت الثامن و عشرون:

سقطت عهد بداخل أحضان عاصم ، غارقة فى دمائها ، فاقدة للوعى ، و سقط عاصم أيضاً معها و هو لايزال محتضنا إياها ، فى صدمة و ذهول مما حدث ، فرفع يديه وجدها مليئة بدماء زوجته ، فنظر لها بصدمة و بدء فى هز جسد عهد بصراخ و نبرة مرتجفه: ععععععهد ، عهد فوقى ، عهد متعمليش فيا كده لااااااا لااا أنتى مش هتسبينى دلوقتى صح 
و عند هذه اللحظة أقتربت منهم سمية صائحه بصريخ و هى تجذب يد عهد إليها مقبلة إياها: بنتاااااى ، عهد ، لاااااا لاااا أنتى بتهزرى أكيد صح ، لااااا لاااا أنتى مش هتعملى فينا كده دلوقتى مش هتسبينا صح ، ثم هزت رأسها بعنف و أكملت بعدم تصديق؛ لاااااا لاااا
و فى هذه اللحظة حضر عمر فهو كان بالخارج و عاد للتو فوجد المشهد كالأتى 
 الجميع تلجمهم الصدمة ، يقفون كالتماثيل ، و الصغار يقفون يبكون دون أن يفهمون شيئاً 
فهم لا يعلمون ماذا حدث ؟
و لماذا والدتهم فاقدة للوعى هكذا ؟
و لماذا الجميع يصرخ و يبكى ؟ 
 و عاصم محتضنا عهد الغارقة فى دمائها يقبل كل أنش بها بصريخ و هستيريا ، و والدته جالسه على الأرض تقبل فى يد عهد بلهفة و عدم تصديق لما يحدث ، فأسرع عمر إليهم بصدمة جاثيا على ركبتيه يتحسس نبضها قائلاً بنبرة فزعه و خوفاً شديد: النبض ضعيف أوى يلاااا بينا بسرعة على أقرب مستشفى ، فلم يستمع عاصم إلى باقى حديثه و هب واقفا حاملاً إياها بين يديه راكضا بأتجاه السيارة ، ففتح له عمر الباب الخلفى ، فمدد جسدها على الأريكة و صعد معها واضعا رأسها أعلى قدميه ، يبكى و يعول كالطفل الصغير الذى على وشك أن يفقد والدته ، يبكى بحرقه بكاء لم يبكى أحد من قبل ، فهو على حافة الجنون ، لا يستطيع تصديق ما يحدث ، لا يستطيع تصديق بأنه على وشك أن يفقد محبويته بهذه السرعة ، ظل يبكى و هو يقبل يديها بترجى من بين دموعه: أرجوكى ، أرجوكى يا عهد متسبنيش ثم هطلت دموعه بغزارة؛ مش بعد ما بقينا مع بعض و مصدقت لاقيت نفسى و لاقيتك تسبينى كده و تمشى ثم جثى بجسده عليها حاضنا إياها و أجهش فى بكاء مرير لم يسبق له من قبل أن يبكى هذا البكاء بحياته قط حتى عندما كان طفلاً صغير لم يبكى هكذا ، فشعر عاصم بأن جسد عهد ينتفض من بين يديه فشدد من أحتضانه لها و أردف بعنف موجها حديثه إلى عمر: بسررررعة يا عمرررر بسررررعة مراتى بتموت 





فنطق عمر بزعر و خوف شديد: خلاص يا عاصم وصلنا خلاص ، و بالفعل هبط عمر من السيارة ثم فتح الباب لعاصم ، فهبط هو الآخر حاملاً عهد بين يديه مسرعا بها إلى داخل المشفى ، و بمجرد دلوفهم إلى الداخل حتى أتى الطبيب مسرعا برفقه مساعديه ، و وضع عاصم عهد أعلى الترولى و أسرعوا فى أروقه المشفى فى طريقهم إلى غرفة العمليات ، و عندما وصلوا إلى قسم العمليات ، منعهم الطبيب من الدلوف إلى الداخل و أغلق الباب خلفه ، و هنا وصلت أمينة بصحبه والدتها و والدها ،  فهتفت سمية بلهفة و دموع: طمنونى بنتى عاملة إيه ، ثم تابعت بصريخ؛ حد يرد عليا 
فأجابها عمر بهدوء مصتنع فهو يحاول أن يطمئنها برغم الذعر و الخوف البادى على ملامحه: أن شاء الله هتبقا كويسة يا ماما ، هى دلوقتى فى العمليات 
فتحدث غريب داعيا بدموع و قهره: يارب ، يارب متوجعش قلبى عليها ، أنا خلاص والله ما حمل وجع تانى ، و المرة دى هروح فيها بجد ، يارب أحفظها لشبابها و لجوزها و ولادها و لينا كلنا يارب ثم أجهش فى البكاء من جديد ، فجثت أمينة على ركبتيها أمامه قائله ببكاء و صوتاً مخنوق: أهدى يا بابا ، أهدى و أدعيلها و هى ه


تقوم بالسلامه والله ، عهد قوية أنا عارفة و هتستحمل




و لكنها هبت واقفة عند مجئ شريف برقه هشام و يسرا و زياد ، فهى قد أخبرتهم منذ قليل بما حدث و ها هم قد حضروا جميعاً فى غصون دقائق فقط ، فصاحت يسرا ببكاء و إنهيار تام: بنتى ، حد يطمنى عهد عاملة إيه ، ثم وجهت حديثها إلى سمية الباكية مردفه بذعر؛ أنتى بتعيطى ليه بنتى مالها يا سمية حد يرد عليا ، ثم أكملت بتساؤل و لهفة؛ هى فين دلوقتى
فأجابتها أمينة بدموع: عهد فى أوضة العمليات يا طنط أدعيلها هى دلوقتى محتاجة الدعا أوى
فرد زياد بانفعال: إيه اللى حصل طيب ، حد يقولنا
فاستطردت سمية ببكاء و شحتفة: عاصم كان بيلعب مع الولاد فى الجنينة و مرة واحدة سمعنا عهد بتصرخ بأسمه و نزلت جرى من الأوضة و أول ما وصلت حضنت عاصم و سقطت غرقانة فى دمها و محدش عارف لحد دلوقتى إيه اللى حصل 
عند هذه النقطة أستمعوا جميعاً إلى صوت صراخ عاصم ، فهو منذ أن دلفت عهد إلى الداخل ، و هو يقف بعالم آخر بعيداً كل البعد عن هذا العالم ، فهو منذ ذلك الوقت و هو يسترجع كل ما حدث له طيلة حياته بذاكرته ، يسترجع الحادث الأليم الذى تعرض له و كيف نجى منه ، يتذكر أول لقاء جمعه بمحبوبته ، و كيف تزوجها و ظفر بها بعد معاناة مع عائلته ، تذكر كيف جرحها و كسر قلبها الذى أحبه و بشدة ، تذكر لحظات حياته جميعاً الذى مر بها و لكنه أستوقف عند حدثين من أهم أحداث حياته ، و هما الحادث الخاص به الذى أصفر عن فقدانه لذاكرته و لهويته ، و هذا الحادث الذى حدث الآن مع زوجته ، ظل يصرخ و يصرخ قائلاً بعصبية و إنهيار تام: آااااااااه ، آاااااه 
 ثم رفع يديه واضعا إياها أعلى رأسه ،جسده يتصبب عرقا غزير ، يبكى و يصرخ فى آن واحد ، ظل يمرر عيناه بين الحضور جميعاً 
 كل هذا و هو يضع يديه أعلى جبهته يحاول أن يوقف سير كل هذه الذكريات و لكنه لم يقدر 
ظل يصرخ و يصرخ .....
الجميع يحاول الإقتراب منه لمعرفه ما به إلا أنه لم يشعر بهم لم يعطى لهم الفرصة حتى لتهدئته ، فأبعد الجميع عنه بعنف ثم أقترب من الحائط و بدء يلكم بيديه الحائط لكمات قوية و عنيفة ، إلى أن سالت الدماء منها ، فحاول شريف و عمر و زياد توقيفه و لكنهم فشلوا جميعاً فى ذلك ، ثم نظر إليهم جميعاً بثقوب يهز رأسه بعنف و هو لايزال يبكى و يصرخ و بدء بالطرق على رأسه فى محاولة منه لتوقفها ، إلا أن قواه قد خارت و لم تصبح قدميه قادرة على حمله فسقط على الأرض و ظل جسده ينتفض 
 يصرخ و يصرخ ....







و بدء جسده بالتشنج  مصدرا حركات غريبة و كأنه مصاب بمرض الصرع و ليس فاقد للذاكرة  إلى أن فقد وعيه 
 فجلست سمية على الأرض رافعه رأسه بين راحتها و أسرع الجميع إليه فى خوف و ذعر شديد ، فما حدث للتو لم يحدث له من قبل ، فهم منذ عودة عاصم إلى المنزل من جديد لم يروه قط بحالة مثل هذه الحالة ، فصاحت سمية بصريخ: أبنى ، عااااصم ، حد ينده الدكتور بسرعة 
و بالفعل حضر الطبيب و أدخله إلى غرفة خاصة به و أعطاه إبرة مهدءه ، و أخبرهم بأنه يعانى من حالة إنهيار عصبى شديد و أنه سيفيق بعد مرور عدة ساعات .....

و بعد مرور ثلاث ساعات ....
فى المشفى و تحديداً بداخل غرفة عاصم ، يبدء عاصم بفتح عيونه بألم شديد ، فهو يشعر بصداع مميت برأسه ، رافع يديه مدلكا بها أعلى جبهته ، فلمح هذا الخيط الأبيض الملتفه به يديه ، فأستغرب كثيرا لهذا ، ثم بدءت عيناه تدور فى جميع أنحاء الغرفة ، إلى أن استوعب للتو مكانة ، مسترجعا ما حدث له منذ عدة ساعات ، فهو لم يعرف كم من الوقت أستغرق فى تلك الغرفة و لكن الوقت يشوبه الظلام و على ما يبدو أن الليل قد حل 
 تذكر عهد ، عهده ، فهب واقفا بسرعه شديدة ، و ما أن وقف على قدميه حتى شعر و كأن الأرض تدور من تحت قدميه ، فلم يبالى بدواره هذا و أستند إلى الحائط يحاول أن يستعيد توازنه ، و أسرع إلى غرفة العمليات حيث تقبع زوجته ، و ما أن وصل حتى صاح بلهفة و هستيريا: عهد فين ، عاملة إيه دلوقتى
فألتف الجميع حوله بلهفة مردفين فى نفس واحد: عاصم أنت كويس
فتجاهل عاصم حديثهم هذا و نطق بلهفة أكبر و نبرة يشوبها الحدة و الانفعال: مراتى عاملة إيه ، انطقوا
فهتفت يسرا ببكاء: أدعيلها يا عاصم ، بقالها ٣ ساعات فى العمليات و محدش بيطمنا ، أنا قلبى مش مستحمل والله كل ده ، و ما أن أنهت حديثها حتى أنفتح الباب سريعًا و خرج منه الطبيب ، فأسرع إليه الجميع مرددين بلهفة: طمنا يا دكتور من فضلك 
فنطق عاصم بذعر و لهفة:مراتى عاملة إيه يا دكتور ، أرجوك طمنى 
فأجابه الطبيب بعملية: قلبها حالته وحشة أوى ، ومستحملش للأسف ، ثم هز رأسه و تابع بأسف؛ البقاء لله
فصرخ الجميع و صرخت سمية بعدم تصديق قائله بقهرة و وجع: بنتى ، عهد ، بنتى ماتت ، ثم أكملت و هى تلطم وجهها بعنف؛  يارب هى متستهلش النهاية دى يارب ، يارب خد من عمرى و أديها يارب ، يارب عشان خاطر شبابها يارب  ثم صرخت بعدم تصديق؛ يارب ، يارب أنا مقدرش أدخل البيت و لا أعيش فى ثانية من غيرها يارب ، فأضافت بذهول و ذعر و هى تستمر فى لطم وجهها؛ طب هقول إيه لولادها ، هقولهم إيه ، فنطقت بحسره؛ هقولهم أمكم ماتت و سابتكم ، هقولهم أنتم مش مكتوب عليكم تفرحوا و تعيشوا بين أبوكم و أمكم ، يا جمال قلبك يا عهد ، و يا وجعى عليكى يا حبيبتى فرفعت يديها مخبئه وجهها خلفه و هى لاتزال تبكى و تصرخ
و بدءت أمينة هى الأخرى بالبكاء و أسرعت بأحتضان زياد يبكون سويا بكاء يقطع له نياط القلب 
 و غريب يجهش فى بكاء مرير ، ظل يبكى و يبكى إلى أن شعر بأن قلبه يكاد أن يتوقف و تابع بألم و وجع دافين: ياااارب ، ياااارب ، هو أنا مكتوب عليا أودع عيالى واحد ورا التانى يارب ، يارب ليه كده يارب ، ثم أكمل بهستيريا؛ أنا عملت إيه وحش فى حياتى بتعقبنى عليه بالشكل ده يارب ، يارب خدنى أنا مكانها ، أنا خلاص معدش ليا لازمه فى الدنيا دى ، بس هى ولادها و جوزها محتاجينها يارب ، يارب خدنى أنا و بلاش هى يارب ، آااااااه أهههههى أهههههى ، ثم أضاف بصريخ ، يا مقرب البعيد يارب ، يا مقرب البعيد يارب و عاد للبكاء من جديد
و شريف و عمر يقفان كالتمثال لا يفعلان أى شئ سوى البكاء ، فدموعهم تهطل دون صوت من شدة صدمتهم ، الجميع يمتلكهم الصدمة ، فهشام هوى على أقرب كرسى واضعا يديه أعلى قلبه قائلاً بنبرة مكسورة و صوتاً مخنوق من شدة دموعه يشوبه عدم التصديق: لااااااا ، لاااا يارب مش بسرعة دى تسبنى و تمشى كده لاااا ، يارب خدنى أنا ، ثم تابع بهستيريا؛ أنا عشت كتير و فرحت ياما بس هى لاااا ، هى لا فرحت و لا عاشت يوم حلو حتى ، يارب خدنى أنا و رجعها هى لولادها و لشبابها يارب ، يارب أنا خلاص راجل كبير المرض هدنى و قربت أروح ، فخدنى أنا و سيبها هى ثم أضاف بصريخ؛ يااااااااااااارب يااااااااااب ياااااااااارب 
و يسرا تقف قدميها غير قادرة على حملها فهوت هى الأخرى على الأرض و صرخت صرخة مدوية مفرغة من خلالها وجعها و قهرتها على فقدنها لصغيرتها صارخه بتأوه: آااااااااااااااه ، قلبى قلبى ، ثم بدءت تأخذ أنفاسها بسرعة شديدة و واصلت بإنهيار تام و عاويل: يا وجع قلبى عليكى يا بنتى ، يا حسرة قلبى عليكى يا عهد ، يا عمرى اللى راح ، يا حياتى اللى هتندفن فى التراب ،  كده هتمشى و تسبينى و تسيبى ولادك بالسرعة دى  ، ده أنا ملحقتش أفرح بيكى يا حبيبتى ، ملحقتش أشوفك فرحانة من قلبك يا عهد ، فرحتى ناس كتير يا حبيبتى بس أنتى ملحقتيش تفرحى ، فأقترب منها شريف محتضنا إياها و أجهش هو الآخر فى البكاء 
كل هذا يحدث فى ثانية واحدة ، الجميع يبكى و يصرخ و يعول على فراق عهد ، و بالوقت نفسه الذى يصرخ فى الجميع أقترب عاصم فى صدمة من الطبيب ، ممسكا إياه من تلابيه قائلاً بعصبية و عدم وعى: أنت إيه اللى بتقوله ده ، ثم أضاف بعدم تصديق؛ أنا مراتى ما ماتتش أنت فاهم ، عهد عايشة أنت اللى حمار و مش فاهم حاجة ، ثم صرخ بأعلى صوته يملكه؛ حد يشوف لى دكتور تانى غير الحمار ده ، أنا عايز دكتور هنا بسرعة ، ثم زج بالطبيب بعيداً عنه و ركض إلى غرفة العمليات حيث تقبع حبيبته ، و وجد الممرضة ترفع الغطاء لتغطى وجهها ، فأمسك بيديها مسرعا ثم صرخ ببكاء: أنتى بتعملى إيه يا غبية أنتى ، أنا مراتى عايشة ما ماتتش ، أنتى فاهمه ، ثم صرخ بهم جميعاً قائلاً بانفعال شديد: برررررره اطلعوا بررررره ، و بالفعل شعر الجميع بالخوف من نبرته هذه و أبتعدوا عنه مسرعين ، فألتفت عاصم بجسده إلى عهد ناظرا إليها بوجع نظرة مكسورة يشوبها الضعف ، ثم أقترب من وجهها ملامسا إياه بحب شديد و تابع بأستعطاف و نبرة مكسورة مختنقة و دموعه لاتزال مستمرة فى الهطول: أنتى هتمشى خلاص ، هتمشى يا عهد ، ثم نظر لها بأستعطاف و نبره متقطعة مختنقة بالبكاء؛ مش أنا وعدتك أنى أعوضك عن كل حاجة وحشة حصلت لينا ، أحنا لينا بيت و أحلام عاوزين نحققها سوا ،طب بلاش عشانى أنا ، أنا عارف أنى مستهلش حاجة خالص ، بس ممكن تقومى عشان ولادنا ، عشان عز و زين و ليا ، ثم أضاف بوجع و أستعطاف؛ لا لاااا أنتى هتقومى عشانى أنا كمان ، أنا هموت من غيرك يا عهد ، فرفع رأسها بين راحته ضمما إياها إلى داخل أحضانه مؤكداً على حديثه السابق و هو يهز رأسه بتوهان و وجع؛ ايوه ايوه هتفوقى عشانى أنا عارف  ، ثم هتف بلهفة و كأنه قد تذكر شيئاً للتو؛ مش أنا رجعت أهو و هنكمل حياتنا سوا ، ليا بقاااا أنتى عاوزه تسيبنى دلوقتى ، أحنا متفقناش على كده يا عهد متفقناش على كده ، ثم أكمل بصراخ و صوتاً عال؛ أنتى مش بتردى عليااااا ليه ؟ ثم وضع رأسها بين يديها يهز إياها بعدم تصديق؛ ليه يا عهد ليه ، ردى يا عهد ردى عشان خاطرى  ، فأحتضن بطنها قائلاً بأنهيار تام و بكاء ممزوج بتأوه؛ آااااااااه يا عهد آاااااه ، متسبنيش ، متسبنيش يا عهد ، أنا كده هموت بعد ما دبت فيا الروح التانى ، ثم رفع رأسه ناظرا إليها من جديد و هو يحتضن بشرتها بين يديه قائلاً بجنون و لهفة؛ مش أنا أفتكرت كل حاجة ، ثم تابع بتأكيد و هو يهز رأسه بجنون؛ آه والله أفتكرت كل حاجة يا عهد ، أفتكرت كمان كنت بحبك قد إيه ، طب أنتى عارفة أنا كمان أفتكرت إيه تانى ، فنطق بوجع و دموع غزيرة؛ أفتكرت لما قولتيلى أنك نفسك نعيش فى بيت أسوان طول العمر أنا و أنتى و منخرجش منه أبداً ، فهطلت دموعه بغزارة فرفع يديه ماسحا إياها مسرعا؛ ساعتها أنا قولتلك ياريت بس مش هقدر عشان الشغل و بابا و العيلة ، فتابع ببكاء و نبرة مستعطفه؛ أنا موافق ، موافق أعيش اللى باقى من عمرى معاكى لوحدينا فى أى مكان ، أنا موافق أسيب الدنيا كلها و أكتفى بيكى و بحضنك ، بس فوقى يا عهد ، فوقى عشان خاطرى ، ثم أنخرط فى بكاء مرير و هو محتضنا إياها بين أحضانه مقبلا كل أنش بها؛ أنا بحبك يا عهد بحبك و مش هقدر أعيش و أكمل من غيرك 
و عندما شعر باليأس رفع عيونه إلى أعلى متحدثا بنبرة يشوبها الأنكسار مليئة بالقهر و الوجع و الدموع: ليييييه يارب ، لييييه بتعمل فيا كده ، يارب أنا صبرت كتير أوى و أتعذبت أكتر ، يارب أنا مش قد ده كله  أنا مش هقدر أكمل من غيرها يارب ، فأضاف بصريخ ممزوج ببكاء؛ يارب أنت لو بتختبر صبرى فأنا صبرى خلاص نفذ ، صبرى نفذ ياااااااارب ، فأجهش فى البكاء من جديد ، ظل يبكى و يبكى مترجيا المولى عز وجل تارة و متراجيا إياها تارة أخرى  حتى فقد الأمل و شعر باليأس و أحس بأن روحه تحترف من شدة الألم و كان على وشك أن يعلن إستسلامه ، لكنه فى هذه اللحظة أستمع إلى صوت صفير جهاز القلب الخاص بها معلنا عودته مرة أخرى إلى الحياة ، ينبض نبضا جديد ، نبضا معلنا معه حياة جديدة لهذا الجسد الساكن ، و حياة جديدة أخرى لكل من تعلق بهذا القلب المحب قلبا و قالبا 

يتبع....

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-