رواية حكاية غنوة الفصل التاسع 9 بقلم سوما العربي


 رواية حكاية غنوة الفصل التاسع 9 بقلم سوما العربي


رواية حكاية غنوة


الفصل التاسع


الأمر أصبح مريب وغريب بشكل غير عادى،كاظم الأن بالسجن وها هو يتعرض للقتل للمره التى توقف عن عدها.


عقله سيطير منه،من يفعل به هذا.


فتح الباب ليدخل الطبيب المعالج بابتسامة مهنيه بارده .


يمد يده للوحه المعلقه على مقدمة السرير باهتمام وتركيز ثم يرفع عينه له يردد : لأ عال عال،أنت ....


قاطعه هارون يردد بتعب :أنكتبلى عمر جديد.


زوى الطبيب مابين حاجبيه ينظر لماجد باستغراب فرد ماجد على الطبيب ساخرا: لأ ما تاخدش فى بالك ،بس اصله سمعها كتير.


رمش بعينيه مستغربا ثم اكمل: الحمدلله الرصاصه جت فى كتفك،انت إن شاء الله يومين وهتبقى تمام.


امتعض وجه هارون يردد: اقدر أخرج امتى يادكتور؟


رد عليه الطبيب:يعنى مش اقل من ٣ أيام.


عاد هارون للخلف برأسه من شدة الضيق ونظر له ثانيه يردد:لو سمحت يا دكتور تكتبلى على خروج انا مش بكره أد قاعدة المستشفيات.


قاطعه ماجد يردد: هارون انت واخد طلقه يا حبيبى..دى مش حتة ازازة دخلت فى رجلك،وكويس إننا هنا عشان نعمل كل الفحوصات على قلبك.


هارون بسأم: اهو ده اللي ناقصنى فعلاً.


نظر ماجد للطبيب وقال: إحنا محتاجين نعمل رسم قلب وشوية فحوصات طبية كده.


استغرب الطبيب كثيرا يسأل: ليه؟الرصاصه الحمدلله كانت بعيده تماماً عن القلب


مط هارون شفتيه وردد بسخرية وهو يشيح بيده:اتفضل احكيله مأساتى وقصة حياتى.


ضحك ماجد بخفه ثم أشار للطبيب أن يذهب معه كى يشرح له الوضع.


وبعدما خرج،القى هارون برأسه للخلف يتنهد بأرهاق.


ثوانى وارتفعت رأسه عن الوساده فى وضع مستقيم قليلا كأنه تذكر شيئا مهما لتوه.


حاول جذب هاتفه بيده الحره يفتحه بصعوبه ويطلب رقم ما.


انتظر ثوانى يستمع صوت الهاتق دليل على الإتصال إلى أن أتاه الرد من صوت ذكورى يردد: هارون باشا..يا مساء الخيرات.


ردد هارون :ازيك يا منير عامل ايه؟

منير: الحمدلله تمام.


صمت لثوانى ينتظر الطلب الذى أتصل به من أجله شخص كهارون الصواف ، ولم يطول انتظاره إلا وتحدث هارون سريعاً: بما إنك مدير الأتش آر عند لمى مختار فأكيد أكيد ماحدش هيقدر يخدمنى الخدمه دى غيرك.


جاوب منير سريعا بلهفه: أنت تؤمر امر يا باشا. 

رد هارون برضا عنه يقول:فى موظفه اتعينت النهاردة واكيد الCV بتاعها عدى عليك ،فانا عايز رقم تليفونها.


لم يفكر مجدى كثيرا،حتى لم يسأل لما،هارون تسبقه سمعته ،رجل ويريد رقم فتاه فلما سيحتاجه ،الأمر بديهى.


فتحدث على الفور:سهله يا باشا عشر دقايق ويبقى عندك.


هارون: دلوقتي يا منير،افتح الاب بتاعك وابعته دلوقتي.


اخذ منير نفس عالى وقال بإذعان: أوامر معاليك،ثوانى ويتبعتلك على الواتس،بس هى اسمها إيه.


التمعت أعين هارون وارتسمت ابتسامة جميله على شفتيه يردد بنعومه ودفئ:غنوة،اسمها غنوة صالح.


منير: تمام يا باشا دقايق ويبقى عندك.


اغلق معه الهاتف يعود برأسه مره أخرى للخلف والابتسامه تعود لوجهه  تلقائيا تتسع وتتسع .


يفكر بها وبكم سيفيده وجوده بالمشفى رغم كرهه المكوث بها.


ثوانى وعلى صوت هاتفه برسالة على تطبيق الواتساب من منير بداخله رقم صاحبة العيون الساحره.


التمعت عيناه بتلهف يتصل بها دون تفكير.


_________سوما العربى___________


استيقظت من غفوتها ،فهى لم تنم جيداً من شدة التفكير،تشعر بالتخبط والتذبذب واشيااء اخرى لم تقدر على وضع مسمى لها .


لكنها تستشعر زيادة في معدل خفقان قلبها لا يمكن التغاضى عنها كلما تذكرت حديثهما أمس.


وقفت تؤدى روتينها اليومى ثم تخرج من خزانتها (هاى كول) ابيض ساده مع بنطال من الجينز الأسود ومعطف من قماش الجوخ الثقيل يتناسب مع الطقس الغير مستقر بهذا الصباح،ومعه وشاح من التريكو السميك بأحدى درجات العسل تلفه حول رقبتها يعزز شعورها بالتدفئه مع حجاب من الوان ممتزجه متداخله صنعت شكل جميل أضفى وهجاً على بشرتها الجميله الصافيه ،فهى وإن تخلت فى أيام كثيره عن وضع اى مساحيق تجميل فلم ولن تتخلى يوماً عن كحل عينها الأسود ،هو جزء لا يتجزأ من شخصيتها إطلاقا.


ألقت نظره واثقه متباهيه على هيئتها فى المرأه وأخذت نفس عميق تقوى حالها ككل يوم وخرجت.


سارت بخفوت حيث غرفة نغم شقيقتها تفتح الباب بهدوء تنظر عليها وهى تنام على جانبها الأيسر موليه ظهرها للباب متدثره بغطائها الثميك وعلى ما يبدو أنها غارقه فى النوم 


لكن الأمر أصبح غير عادى،بالأمس حينما عادت كانت نائمه والان لم تفق بعد....ماذا هناك؟


كأنها تتهرب من شئ ،هل تتهرب منها هى ؟أم ان هناك ما يحزنها؟!

كانت ستقترب من الفراش توقظها لكن توقفت تسأل نفسها،هل تضايقت من خروجها مع حسن؟

وهل خرج معها فقط لأنها لاتعرف هنا أى شىء ام لوجود سبب آخر؟وهل ذهابها مع هارون كان بسبب ماحدث وما شعرت به؟


وهل لهذا تتهرب منها شقيقتها؟أم أنهما تشاجرا؟


هزت رأسها باستنكار ،لم يمض على مجيئها لهنا يومان هل سرعان ما تولد بينها وبين حسن اي مشاعر،بيومان....يومان فقط؟


نظرت على شقيقتها ،عيناها عليها لكن عقلها يشرد ويعود ليتذكر حديث ذلك الضخم حين أخبرها انه فقط انجذاب وتلاقى إما أن يحدث منذ البدايه أو يظل الشخصان معا سنوات دون الشعور بأى شئ.


هل كانت هى هكذا وحسن؟!


هل كل ماهو بينهم فقط شعور بالعشره والتعود والألفه،انه منها وهى منه،عشرة عمر طويله،بينهما ذكريات جميله.

أم انها تحبه بالفعل،لو كان لما لم تدافع عن حبها بشراسه،هل هى بتلك الطيبه والسماحه كى تتنازل عنه لشقيقتها التى علمت بوجودها فقط اول امس؟!


لم تكن يوما بتلك السماحة،تعلم أنها شرسه عنيده لا تتنازل عما تريد ابدا،لو أحبت شخص ما تركته بتاتاً،لو أرادت شئ لا ترتاح إلا بعدما تملكه حتى ولو بعد فتره،إن وضعت برأسها هدف تتوقف عن رؤية أى شىء غيره،لو ذهبت يمينا وضعته يمينا ولو اتجهت يساراً اخذته معها يسارا حتى يتحقق .


استدارت تخرج من الغرفه وبعدها البيت كله وهى مازالت تفكر.


حسن كان أمامها لسنوات ،تعلم أنه يريد الزواج منها،ووالدته مرحبه جدا ،فاتحها بالموضوع من سنتين مروا وهى أجلت النقاش متحججه بمواضيع واشيااء غير مهمه وهو تفهم وصبر.


السؤال هنا... إن كانت تحبه لما لم تفعل وتزوجته حتى الآن أم ان أهدافها كانت أكبر واهم منه..من حسن.


تحركت وهى تريد مغادرة الحى سريعاً تتجنب الحديث مع أى شخص ،هى اليوم بمزاج متضارب غير مستقر ولا تريد التعامل بشكل غير جيد مع أى شخص.


تقابلت مع حسن الذى يجلس على أحد الكراسى الخشبيه أمام محله .


تحاشت عن عمد النظر له وهى تنظر لهاتفها الذى صدح صوته يخبرها بوجود اتصال من رقم غريب.


زوت مابين حاجبيها تنظر للهاتف باستغراب ،فى العاده ما كانت لتجيب لكنها ودت الهرب من الحديث مع حسن.


تعلم أنه كان يجلس ينتظرها،فتحت الهاتف تجيب وهى تتحرك ناحيه البيت وقد لاحظت انتصاب جسد حسن عن مقعده يبدو متأهب كى يتحدث معها.


فتحدثت بهدوء: ألو.

كانت تتحرك خارج باب البيت متجهه للشارع وعلى يمين يدها محل حسن عندما أتاها الرد من صوت عميق يردد:غنوة.


ضيقت عيناها بشك ،وتحدثت تسأل:هارون؟


لم ترى تلك الأبتسامه السعيده التى ارتسمت على شفتيه وهو يعود برأسه للخلف يستريح ،لكن وصلها صوته الذى تبعه تنهيده حاره وهو يقول:عرفتى صوتى لوحدك،وده له معانى كتير ،وكلها حلوه.


لكن حسن لم يستطيع الصبر وقطع ردها الذى همت بنطقه ليتحرك تاركاً محله للشخص الذي يعمل معه.


وتوقف لجوارها تمام يقول: غنوة،استنى عايز اتكلم معاكى .


استمع هارون لصوته بوضوح يصك أسنانه وشعور بشع ينهش احشائه ويشعل صدره لم يحدد ماهيته للأن.


لكن وجد صوته يخرج من بين أسنانه المصكوكه بغل وغضب يسأل بخفوت حذر:مين ده؟


صمتت لا تعلم أى منهما تجيب واضعه الهاتف على أذنها تنظر لحسن.


لكن هارون صرخ بغضب صم اذنها :بقولك مين ده وعايز منك ايه؟ردى عليا.


صمتت لثوانى ثم قالت للذى على الهاتف:ثوانى .


أبعدت الهاتف عن أذنها تسمع بضعف صوته وهو تقريباً يردد صارخا: أنا ثوانى .. انا يتقالى ثوانى.


إنما نظرت لحسن تقول بوجه به قدر لا بأس به من الصلابه والحياديه تردد بفتور: صباح الخير يا حسن.


تلبك قليلا من طريقة حديثها معه الجديده بعض الشيء،لكن... الغريب أنه يشعر ناحيتها بالتقصير...التقصير فقط وليس شئ آخر كما أعتقد.


تحدث بحرج وتردد: أنا أسف أنى اتأخرت عليكى امبارح بس ....قاطعته بأشاره من يدها أن يتوقف .


علام يعتذر...لقد ترك المكان كله وذهب أول ما عرف أن نغم ستخرج وذهب معها... لا يوجد تفسير آخر إلا الذى وصلها.


فهى لا تعلم بأن احدهم هاتفه كى يأتى لفض نزاع نشب داخل محله ،آخر شئ حدث بينهما هو توصيله لها ووعده ان يظل اسفل الشركة حتى تنتهي هى .


اذا فما التفسير الوحيد لكل هذا... وإن كان..فما على القلب من سلطان.


نغم شقيقتها وهى احبتها جدا... لذا ستصمت وتنسحب بهدوء.


كان يقف مبهوت من إشارة يدها التى تعنى أنه لا حاجه للمزيد وتحدثت بعدها تقول:حصل خير يا حسن،انا الى كنت عايزه اشكرك على توصيلك لنغم وانك اخدت بالك منها..بس عنئذنك عشان عندى شغل مهم ومستعجله.


هم حسن كى يتحدث بلهفه لكن هاتفها قد ارتفع رنينه،نظرت له باستغراب فأخر شئ كان هارون على الخط ،الغريب أن هناك اتصال بأسمه.


هل اغلق المكالمه وهاتفها من جديد.


تحدثت هى على عجاله تسكته:ماعلش يا حسن متأخره دلوقتي ..سلام.


ظل ينظر لأثرها بندم،ود أن يسألها عن نغم ولما هى مختفيه منذ الأمس.


يريد الأطمئنان على حالتها بعدما حدث .


أما غنوة فقد فتحت الهاتف تجيب عليه باستغراب تهم بسؤاله لما أغلق الهاتف لكنه بادر بهجوم عنيف عباره عن سيل من الأسئلة: دلوقتي حالا عايز اعرف مين وليه وبأمارة إيه ...بسرررعه.


وقفت فى منتصف الحاره مذهوله لا تعلم عما يسأل ،وقد كان لهجومه الضارى أثر كبير عليها جعلها ترتبك قليلا.


تسأل بجهل حقيقى:هو إيه؟


كانت النار تستعر داخله زياره وهو يقابل برودها هذا،تتحدث وكأن لا شئ قد حدث.


صرخ بها وقد تمكن الغضب علاوه على ألم كتفه منه: ردى علياااا.


استجمعت تركيزها وتحدثت: في ايه..ده حسن.


اتسعت عيناه وهو يتذكر ذلك الشاطر حسن وطريقتها المتلذذه بنطق اسمه حينما كانا بالمصعد معا،انه ذلك الوسيم الذى اوصلها صباح أمس.


خرج صوته منخض مخيف يردد:يا سلام..ده حسن؟!ايه يعني مش فاهم.


همت كى تتحدث :هو فى ايه انا.... أنت اصلا جبت رقمى منين؟


اخذ نفس عميق يحاول استدعاء هدوءه ثم قال: انا فى المستشفى،اتضرب عليا نار بعد ما مشيتى.. وانا دلوقتي في مستشفى****.


قالها بحزم لكن بطريقته الكثير من الابتزاز العاطفى واستدرار العطف بطريقه مستكبره لكنه محتاج.


واضاف بطريقه ممتزجه مابين الرجاء والكبر يسأل مستنكراً بترقب: إيه مش هتيجى تطمنى عليا؟!!!


ابتسمت بضعف وهى تستشعر نبرته المتوسله يحاول أن يخفيها فى كبره اللعين وقالت: لأ هجيلك أكيد عشان اتطمن عليك...بس ..


صمتت تفكر بحيره وخوف وصل له فأثلج صدره:مين بيعمل فيك كده،وازاى اتضرب عليك نار كده كتير اوى انت تقريباً مش بتلحق تقوم من الوقعه الى قبلها.


اخذ نفس عميق متعب وقال بصوت حاول الا يظهر مختنق لكن معها خانته قواه وظهر عليه التعب يقول:تعالى عندى يا غنوة،أنا محتاجلك.


صمتت تزم شفتيها،اليوم أول يوم عمل لها عند لمى.. ماذا تفعل؟


حاولت التحدث وقالت: هحاول استأذن من شغلى واجيلك اتطمن عليك.


وجد نفسه يصرخ بها مرددا: بقولك مضروب بالنار ومرمى لوحدى فى المستشفى وانتى تقولى هحاول .


صمتت لا تعلم بماذا تجيب،فصمت هو الأخر يشعر بحزن عميق ثم ردد: خلاص يا غنوة خلاص.


استغربت وهى تسمع صوت الهاتف يغلق تردد مناديه:هارون... هارون.


مطت شفتيها تتنهد بحيره ثم تخذت نفس عميق وتقدمت فى خطواتها بقوه .


___________سوما العربى__________'


عاد بظره للخلف يتنهد بحزن وأسى تزامنا مع دخول ماجد مره أخرى.


حاول التظاهر بالا شئ ينظر له لثوانى ثم يغمض عيناه ليتحدث ماجد متسائلاً بحيره: هو بعد إذن السياده عايز أفهم لما النيابه تيجى أنت هتتهم مين ؟


فتح عينه يردد بخفوت:مش عارف..مش عارف.


ماجد بحيره:تفتكر مين.

رفع هارن حاجبه الأيسر يردد:مش عارف بس .. كاظم محبوس،ده معناه أنه مش هو .


فكر ماجد قليلا ثم قال:مين قال..سهل اوى يعمل كده وهو جوا ،خصوصا بعد ما حبسته بأيدك وهو عرف.. وأنت عارف سهل أوى بالفلوس تأجر ناس من جوا السجن تعملك الى انت عايزه،ده فى ناس عايشين على المصالح دى هما وعيالهم يعنى مش بعيد يكون هو.


فكر هارون لثوانِ ثم قال:عندك حق.


تنهد ماجد يردد: بس زى كل مره مافيش فى ايدينا دليل على أى حاجة ولما النيابة تيجى هتتقيد ضد مجهول تانى.


صمت لثوانِ وحاول تغيير الموضوع ينظر لماجد متسائلاً: ماقولتش صحيح كنت عايزنى فى ايه امبارح.


تنهد ماجد بحزن شديد ثم قال متهربا:مش مهم.. خلاص،خلينا فى إلى انت فيه دلوقتي.


نظر له هارن ياستغراب يردد: امال بس كنت مهموم وحزين ولازم اقابلك دلوقتي ومحتاجك وبتاع ..جتك آلارف.


ابتسم ماجد بحزن ووقق على قدميه يغادر قائلا: أنا لازم امشى دلوقتي،هروح اغير ماغيرتش هدومى من امبارح،ماتقلقش فى بادى جرادات مأمنه اوضتك.


هز له رأسه بلا إهتمام ينظر على صديقة وهو يغادر بحزن وتيه.


زفر هارون هو الآخر بتعب،كل شئ حقا أصبح بلا طعم أو معنى،فحتى حياته اصبحت مهدده،لم يمض يومان على محاولة قتله بالسم ليرقد فى اليوم التالى بنفس المشفى بعد ضربه رمياً بالرصاص على يد قناص محترف كان هدفه صميم قلبه  لولا ذلك النادل الذى خرج خلفه كى ينبهه على رنين هاتفه المتواصل والذى تركه على الطاوله مع باقى متعلقاته حين وقف سريعاً بلهفه كى يوصل غنوة للباب .


على ذكر سيرة غنوة أخد ينظر حوله فى كل ركن يريدها هى... هى فقط ،ان تكن معه تراعيه.

اعتمل الحزن قلبه يشعر بغصه قويه من الوحده واليتم والاحتياج.


انتفض يرفع رأسه بلهفه للباب الذى فتح يسبقه رائحة عطر خفيف لا يخطئ فيه أبدا.


يمنع عيناه من البكاء بضعف،فشعوره الأن كطفل يتيم حرارته عاليه لا يجد من يدفئه وقد عادت له أمه من الموت تقول له أنا هنا صغيرى اطمئن.


نظر لها بأعين حمراء فيها ما يكفى من الضعف والإحتياج .


ثوانى وحاول مزج نظرة عينه ببعض من القوه والثبات ،والا يظهر عليه الضعف أبدا .


لكنه فشل وهو ينظر لها بروح منهكه يفتح ذراعه لها يستجديها أن تقترب سريعاً يردد:غنوة.


اقتربت منه سريعاً وقد هالها هيئته ،فكم بدى ضعيف مهزوم كطفل ضائع من عائلته فى شوارع مدينة ملبده بالغيوم والمطر يقف يرتجف بحثاً عنهم.


نظرته لها هزتها كليا فقد بدت له وكأنها عائلته ووجدها ينظر لها بلهفه يستجدى الدفئ.


لكن سرعان ما عاد ذراعه لجواره يشيح بنظره عنها بنفس نظرات ذالك الطفل،عابس حزين منها جدا لأنها تخلت عنه ولم تأتى سريعاً.


اخذت تقترب بخطواتها لا تفهم ما هذا التطور الرهيب والغير عادى بعلاقتها معه ،وكيف أنها تفهم عليه لهذا الحد؟! أم أنه فقط يخيل لها.


توقفت قريبه منه جدا مقابل وجهه تردد بخفوت: صباح الخير.


التف بوجهه للناحيه الأخرى عابس الوجه يزم شفتيه غير راغب بالرد عليها لكنه يريد المزيد من التدليل وسيجيب ، ابتسمت له تردد بنعومة تمط حروف إسمه قاصده المزاح ربما تخفف عنه:هارووون.


التف بوجهه لها على الفور يردد بابتسامه واسعة: عيون هارون.

رفعت حاجباها من تحوله المريب ،لتتسع عيناها وهى تسمعه يردد بصوت مختنق:اتأخرتى عليا ليه؟!


لم تجد ما تجيب عليه به ،بللت شفتيها بارتباك تردد:ماعلش بس كنت لازم استأذن بتأخير لاول يوم 


زمت شفتيها تنظر له بلوم واتهام مردده:بسببك انت كذبت وقولت أن اختى تعبانه.


عاودت تلك الإبتسامة الجميله تزين ثغره ،ثم توقف عنها ينظر لها مليا وهى تبادله بتوتر إلى أن قال بتعب منهك:انتى وحشتييينييي.


اتسعت عيناها الجميله تأسره تبلل شفتيها بارتباك مجددا وهى تنظر له بتوتر وهو يبتسم من تأثيره عليها.


_________سوما العربي___________


أما ببيت غنوة 


فللآن لم تستطع نغم النهوض من سريرها ولا حتى الأستجابه للطرق المتواصل على الباب تردد داخلها فليحنترق الجميع.


تسب ذلك الطارق الذى ايقظها من نومها مجبره،انها إحدى سماتها ،عندما تحزن كثيرا تنام كثير هربا من كل شيء.


تنهد بخفوت حين توقف أخيرا الدق على الباب ،تبتلع غصه مسننه بحلقها تتذكر ماحدث أمس من أول حزنها وتوبيخها لنفسها على ما فعلته بأختها ثم إلى التحرش ،ثم دخول حسن بسببها فى شجار مع مجموعة من الشباب،وشجارهم معا.

وصولا إلى الهم الإكبر حين عادا للبيت وتشاجرت معه عازمه ايقاف نفسها على الإنجراف معه نحو الأعمق تعلم أنها احرجته كثيرا.


تتذكر انها دلفت لبيتها وهى تسمع صوت أحدهم يناديه وعلى مايبدو كانت والدته .


ذهبت للشرفه تفتح شق صغير لا يظهرها من الداخل تراها وهى تتحدث معه بطريقة عصبيه فعلى مايبدو كانت توبخه رافضه شئ ما رفض قاطع وهى تشير بيدها على بيتها هى وشقيقتها.


بالطبع الأمر لا يحتاج للذكاء الكبير كى تفهم ،كانت هى المعنيه بكل ذلك.


تنهدت بحزن وألم تغمض عيناها تنوى النوم مجددا تهرب فيه وهى تفكر بحزن أنه فى الكثير من الأحيان إكرام الحب دفنه.


_______سوما العربي________


دلف صبى بعمر الثالثة عشر لعند حسن بالمحل يردد بعدما وضع كيس بلاستيكي شفاف به الكثير من الجبن والأطعمة : ماحدش فتح ياعم حسن.


حزن كبير غمر قلبه لا يستطيع التصرف ولا الذهاب لها وهى وحدها.


منذ أمس لم تظهر ،المفترض أنها بالداخل فلما لم تفتح.


هل أصابها مكروه؟؟


وقف عن مقعده ضارباً كل شيء عرض الحائط ينوى الذهاب لها وليحدث مايحدث.


________سوما العربى____________


ولج ماجد للبيت الساكن تماما.


نادى إحدى الخادمات يسأل: امال فين باقى الناس.


أخبرته الخادمه بلكنتها العربيه الركيكه إن الجميع بالخارج وهى لا تعلم اين.


أماء لها بلا إهتمام وصعد الدرج والتعب قد بلغ منه ما بلغ .


ليتوقف فى منتصف الردهه التى تصل بين الغرف وهو يرى تلك الحوريه تخرج من غرفتها ترتدى منامه بيتيه من بنطال أسود معطف ثقبل اسفله توب قطنى من اللون الابيض مرسوم عليه قطه حمراء.


وشعراتها السمراء المموجه تزين وجهها وتزيده جمال.. يظهر عنقها المرمرى الطويل بتلك الشامه التى تزينه في منتصفه وبدايه صدرها ظاهره قليلا .


توقفت قداماه مع انفاسه التى تهدجت ينظر لها بصدمه صامت تماما وهى على مايبدو لم تراه للأن وهى تخرج من غرفتها.


توقفت قدماها عن السير تتسع عيناها وهى تراه ينظر لها هكذا .


صدمت تماما  صرخت فيه:انت جيت امتى،المفروض إن مافيش حد هنا.


لم يهتم كثيراً بما تقصد ولا لما تهتم، بل كان مشدوه بيئتها هذه كأنها مصباح من النيون مضئ بڤولت عالى .


تقدم منها عدة خطوات ليجدها تسرع الخطى وتعود ادراجها ناحية غرفتها سريعاً.


اتسعت خطواته أكثر ينوى الذهاب خلفها ،يجب ان يفهم كل شئ والأم...ما عاد يطيق كل هذه المشاعر الجديده التى يشعر بها وتفتك به ........

                     الفصل العاشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-