رواية حكاية غنوة الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي


رواية حكاية غنوة
الفصل الثالث عشر


كان يقترب بشفتيه من شفتيها دون تفكير يمد يده يكشف ملابسها عن مقدمة صدرها وهى متسعة العين متوقفة العقل.

علت انفاسه واصبحت كاللهيب يلفح بشرتها التى ظهرت أمامه ،اتسعت عينيه وطار عقله لحد الجنان.

كان يتلاعب بها فى البداية يريد بث الرعب بقلبها كى تتوقف عن استفزازه،لكن بمجرد ما ظهر له جلد بشرتها الابيض ودخل لأنفه رائحة جسدها اختل عقله وجن جنونه.

اقترب بالفعل ولامس شفتيها بشفتيه يهم كى يقبلها كما يتطلب جسده بل إنه ينهار متضرعا كى يفعل.

كانت حاضرة الذهن والتصرف،استغلت انهيار جسده أمامها وقبضت بسرعه على تلابيب قميصه تستدير بسرعة الضوء مبدله الأدوار.

تحاصره هى بين جسدها والحائط ،عينها تلمع كالشرر المتطاير،تصك على أسنانها بغل تردد: إيه رأيك يا أخويا يا حبيبي لو أصرخ دلوقتي وألم البيت كله واقول إنك بتتحرش بيا؟

كانت عيناه متسعه،لا يعلم هل من صدمته بحديثها ...يعلم أنها قادره وتفعله.

أم لأنها حرمته تلبية نداء جسده المنهار تحت اقدامها؟!

أمام صدمته وابتلاعه رمقه شعرت بالانتشاء،تبتسم وهى تكشر عن انيابها تربط بكف يدها على كتفه عدة مرات مردده بما يكفى من التهديد مع الإهانة :ايوووه... شاطر يا كوكو،اتقى شرى أحسن،مره تانيه لو فكرتنى قطة شوارع وهتقدر تتحرش بيا ولا تزنقها شمال ويمين أنا ساعتها هوريك القطة دى ممكن تعمل فيك إيه.

اغمض عينه يأخد نفسه بعد هوجة مشاعره تلك التى تحكمت فى جسده واشعلت بها نار لم تنطفئ بعد..مازالت عينه تزوغ منه لصدرها المكشوف نسبيا وشعرها المنسدل حول وجهها يزيد بهاءه.

اعتدل فى وقفته بصعوبه ييتلع رمقه يمد يده يغطى مقدمة منامتها ،فابتسمت تردد بتشفى:ايوه كده الأدب فضلوا عن العلم.

اشار لها كى تتقدم وهو يردد بوقاحه: لأ ده عشان طول مانتى قدامى كده مش بعرف اتلم على نفسى،وانا عايز اتكلم معاكى كلمتين بجد...يمكن نتفق.

قلبت عيناها بملل واستهتار به،فهى بمركز قوى.

رفع حاجبه الأيسر يخبرها: إيه مش عايزه نتفق؟

نظرت له وهى تكتف ذراعيها حول صدرها بتحدى تردد: لأ..اتقاقنا مايلزمنيش.

التوى شدقه بابتسامة وقحه يردد:انا عارف إنك ذكيه ودى تانى حاجة عجبانى فيكى.

شملها من أصابع قدمها من منامتها التى تحدد خصرها صعوداً الى صدرها ثم الى شفتيها..عيناها الرماديه وشعرها الليل ثم وبوقاحه فجه اكمل: طبعاً انتى عارفه ايه هى الحاجة الأولى .

مد يده يهم كى يتحسس وجنتها بحراره يكمل:من أول مره شوفتك فيها .

احبطتت محاولته فى لمسها تزيح كفه بعنف عنها تردد: يمكن عشان من اول لحظه عارف إننا مش اخوان ولا حتى فى صلة قرابة بتجمعنا.

التمعت عيناه بلمعة غريبه ثم ردد:كنت فاكرك هتلفى وتدورى كتير .

ابتسمت باستفزاز وتشفى تردد متسائله: من بعد الفراوله؟
اكملت سريعا وعيناها تلمع هى الأخرى:تؤ..ماظنش.

اخذ نفس عميق وردد:صح.

صمت دقيقه كامله فى حرب من النظرات بينهم إلى أن أبتسم هو يردد: قولتلك من شويه أنتى فعلاً ذكيه.

رفع يداه عاليا علامة استسلام يردد: أنا بنفسي أشهدلك بكده،وبقولك يا فيروز انتى ذكيه ،وذكيه جدا كمان.

بابتسامة واثقه رددت:كويس إنك عارف.

ابتعدت خطوه ثم اعطته ظهرها تهم كى تتركه ،لكنه خطى خلفها يقبض على ذراعها وجعلها تلتف له يردد:أمشى يا فيروز،أمشى.

اتسعت عيناها بغل تنوى الصراخ عليه لكنه أحبط محاولاتها يردد سريعا:أنا عارف عايزه تقولى إيه،بس أسمعى كلامى وامشى،امشى وأنا هرجعك.

تقدم خطوه يحتجزها مجددا وهو يقول بينما يمرر عيناه على شفتيها ووجهها بشغف يكمل:هرجعك وانتى مراتى.

صدمت من نواياه،لا تأمن أحد وخصوصاً هو ،لكنها تكاد تقسم أنه يتحدث بصدق،صدق شديد بل مجنون... بالأساس نظرته لها مختله..يبتلع رمقه بصعوبه ولا يستطيع إبعاد عيناه عنها.

اكمل بوله ونفس متهدج: أنا عايزك يا فيروز،عايز اتجوزك.

كانت تجاهد كى تستفيق من هيمنته عليها وتعمل عقلها بينما هو يردد:حليها أنتى وامشى.

ازاحت يداه التى تثبتها على الجدار خلفها بعنف محاولة الإبتعاد عنه تردد: ده فى أحلامك.

جذبها لعنده فى وقفته مجدداً و اقترب منها حتى انعدمت المسافات يناظرها بشغف خطير بينما هى نظرتها متحديه مستفزه .

وتحدث بنفاذ صبر وهو يمسك ذراعيها يهزها   يقول : انتى ايييه مابتفهميش
عادت له نفس اللمعه وتهدجت أنفاسه  يكمل :طب مابتحسيش.

ابتسمت ابتسامه شامته تقول بفحيح:بقا عايز تتجوز أختك..بتوصلنى انت لهدفى بسهوله يا ميجو.. انا كده سهل اوى احطك فى مستشفى المجانين.

صرخ بها بشراسه وجنون: أنتى عارفه إننا مش اخوات.

التوى ثغرها بابتسامة مستفزه متحديه ثم اقتربت من أذنه مردده:خلاص... أثبت إن انت مش انت...

نظر لها نظره طويله غير محددة المشاعر ثم اقترب منها ظنته سيقبل وجنتها.

لكن اتسعت عيناها بصدمه وهى تدرك أن هدفه أذنها يهمس داخلها بفحيح:طب ما أثبت العكس.

ابتعد عنها يناظرها بتحدى،يكتف هو ذراعيه حول صدره يشملها بنظره متغطرسه.

وهى تنظر له بعمق تحاول الوصول لمقصده وما يدور بخلده.

رمشت بأهدابها وعقلها يعمل فى كل اتجاه تسأل: مش فاهمه قصدك.

بابتسامة متسليه يتلاعب بأعصابها يستلذ بذلك لأول مرة فمنذ عرفها وهى من تفعل وعلى ما يبدو أنه اخيرا قد تبدلت الأدوار وحان وقته كى يحرق هو أعصابها.

فبعد دقيقه من صمت يعد كضغط نفسى يوتر به الأجواء أكثر ردد:قولتلك أنى بعترف أنك ذكيه،ومش ذكاء عادى وانا بتعجبنى البنات الى كده بس ....

صمت يزيد من الضغط النفسي ثم زم شفتيه وكأنه مشفق عليها يكمل:تفتكرى الذكاء لوحده كفايه؟العلاقات والسلطة والفلوس والنفوذ...كل دى حاجات مهمه من غيرها البنى آدم ولا حاجة.

فعليا؛
لقد نجح فى إثارة رعبها.. لن تنكر على الأقل بينها وبين نفسها وسألت محاوله الحفاظ على ثباتها الأنفعالى أمامه ببراعه: حلو.. إيه بقا الى ممكن تعمله ؟

تقدم خطوه حتى وقف أمامها ثم ردد: لو ما مشتيش بالزوق همشيكى أنا بالعافيه.

ملس بأنامله على خصلاتها وردد بعشق:وارجعك بعدها.

أبتسم بمجون يكمل:وانتى بتاعتى..بالعافيه بردو،هتبقى حرم ماجد الدهبى.

كانت تعلم بمدى نفوذه،وحاولت كسب الوقت تتلاعب على نقاط ضعفه التى انجلت لها بوضوح.

تتصنع بوادر الرعب والترقب بينما تسأله: أنت تقصد إيه؟

بأعين متلاعبه وقحه ردد: انتى عملتى تحليلDNA؟

اتسعت عيناها متفاجئه لكنها حاولت الثبات وقالت: ولا يهزنى،اعمله الصبح.

أبتسم بأعجاب ثم ردد:مش بقولك ذكيه بس.. انا اصلا كنت حابب أبقى بعلمك كل حاجه على أيدى .. وده اول درس يا نونتى.

لكز عقلها عدة مرات بسبباته يردد: دايماً وانتى فى سباق مع حد لازم تبقى عارفه اسلحتك إيه ،وايه هى أسلحة الى قدامك وقدراته،وقدرتك إيه وقدرته هو ايه.

التوى شدقه بابتسامة ساخره يكمل:كمان لازم ماتنسيش أنك لو ذكيه فأنا كمان ذكى .

ارتسم الرعب بوضوح على وجهها تردد: لأ..انت أكيد مش هتعمل كده.. مستحيل.

ابتعد يتجه كى يفتح الباب مغادرا،لكنه توقف قبلما يخرج منه ونظر لها مرددا: فكرى فى عرضى ليكى يا فيروز،كده كده انا خلاص مش هسيبك فكونى ليا من غير مشاكل وعيشى فى عز بيت الدهبى براحتك،بلاش سكة العند عشان طويله وأنا هكسب فى النهاية.. لأن باختصار مهما كنتى ذكيه فأنتى ضعيفه قدامى اووى.

القى لها قبله فى الهواء مع ابتسامه خاليه من التلاعب ،بل كان بها من اللهفه والتمنى ما يكفى يردد: فكرى.

ثم غادر وتركها تهوى بجسدها على الأريكة خلفها تحاول تهدئة جسدها ،تعيد ترتيب أفكارها.

________سوما العربي__________

يقسم أن يخرج كل غضبه هذا عليها،تلك الفتاه التي نجحت في الوصول به لتلك الحاله المزريه.

غاضب بل ناقم عليها،تعدت الساعه الثالثه عصرا وللأن لم تأتيه او حتى تتصل تطمئن عليه.

لا بل والأكثر أنها تغلق هاتفها تمنعه من الوصول إليها.

اجبرته على أن تصبح محور تفكيره يدور حولها ويطوف.

فهو الأن يجلس على طرف سرير المشفى وقد جمع كل متعلقاته ينتظر صديقه كى يأتيه بسيارته.

زمجر بغضب داخلى وهو يخرج هاتفه يعيد الأتصال به يتعجله وهو يردد:الغبى ده اتأخر كده ليه؟

صدح صوت هاتف ماجد قريبا منه يقترب أكثر وأكثر إلى أن فتح باب الغرفه ودخل وبيده هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين ينظر لصديقه بحاجب مرفوع يردد:لسعت خلاص يا هارون،ما قولتلك جاى فى ايه؟ليه الاستعجال ده كله؟

وقف يحاول التغاضى عن آلم كتفه يتحدث من بين أسنانه المصكوكه:اتأخرت ليه يا زفت؟

زم ماجد شفتيه يردد ببرود وسخريه: انا ولا اتأخرت ولا حاجة أنت الى مش على بعضك .

ضيق عينيه بتركيز ثم سأل بشك: فيك إيه؟قولى يمكن أساعدك. 

اخذ نفس غاضب وزفره عاليا ثم قال:مش شغلك..اوعى من وشى.

تحرك خطوات ناحيه الباب فأوقفه ماجد يسأل:هو إيه الى مش شغلى استنى هنا.

تقدم خلفه ووقف امامه ينظر له بتدقيق وسأل: إيه الحاجة إلى مخلياك مستعجل عليها للدرجه دى .

صمت لثوانى يكمل:وماتقوليش شغل عشان أنا عارفك.

حرفياً إلحاح ماجد هو أخر ما ينقضه الأن،صك أسنانه بغضب مكظوم وردد بسماجه:خليك فى حالك يا ماجد..تعرف ولا ماتعرفش.

ضحك ماجد يهز كتفيه وردد:ماعرفش يا صديقي مانت عارف.

كان هارون يتحرك ناحية الخارج لكنه تذكر شئ ووقف فجأة يسأل ماجد:ماجد صحيح ،انت إيه حكايتك مع الفرواله.

صدم ماجد فعلياً،فاجئه هاروه.

التمعت عيناه ببريق ينم عن تفاجئه وردد بنبره مستغربه: فراوله؟فراولة إيه؟

زم هارون شفتيه وردد:مش عارف الدكتور هو إلى قالى بعد ما كنت عندى ومشيت ،وانك قولتله إنك اكلت فراوله هى الى عملت فيك كده .. الغريبه بقا إن الدكتور قالى دى حساسيه بالوراثه.

اتسعت حدقتى أعين ماجد ،لم يتوقع او يحسب حساب لحديث الدكتور مع صديقه،دائما ما كان متحفظ كتوم .

لكن ذلك اليوم ألح عليه الطبيب فى اسألته وهو كان مفتقر للتركيز والثبات بعد يومه مع فيروز.

أكمل هارون يسأل سؤال بديهى:هو عمى محمود ولا طنط فريال عندهم النوع ده من الحساسية؟

ابتلع رمقه يفكر،هارون يغوص فى العميق،سر تافه لكن يخبئ خلفه الكثير والكثير.

حاول التحدث بنبرة بها من السخرية والثبات ما يكفيان وردد:يااه عليك يا هارون يعنى أنت واقف وسايب الى وراك عشان تسأل إيه علاقتى مع الفراوله ؟!ايه يعنى ضاربين ورقه عرفى من ورا ضهر التفاح ،ده انت تافهه،انت مش كان وراك مشوار ومستعجل عليه.

رمش هارون بأهدابه متذكرا وقال :اه صحيح.

التوى ثغره بابتسامة وقحه وردد: وبالنسبة للورقه العرفى أنا الى هكتبها النهاردة.

تقدم تاركاً ماجد الذى التقط انفاسه بعد حديث هارون عن مرضه الوراثى.

ضيق مابين حاجبيه يفكر عن اى زواج عرفى يقصد وبمن .

هرول خلفه يحدثه وهارون مازال يتقدم نحو المصعد ووقف ينتظره فسأله ماجد:عرفى إيه الى تقصده ،انت هتتجوز؟!

وصل المصعد وفتح الباب فولج هارون داخله ومعه ماجد يضغط على ذر الطابق الأرضي فى حين أكمل هارون: أيوه،ومالهاش عندى ازيد من الجواز العرفى لا تكون بتحلم بأكتر من كده.

هز ماجد رأسه بعدم فهم يحاول التذكر وسأل:هى مين أصلا؟

وصل المصعد ففتح هارون الباب بيده السليمه يصك أسنانه وهو يردد:غنوة.

تقدم ماجد خلفه يسأل: إلى كنت بتكلمنى عنها؟هى لسه معصلجه معاك،طب ماترميلها قرشين.

اخذ هارون نفس عالى بضيق وقال:شكلى هضطر أعمل كده فعلاً.

التف له يردد بغضب:بس هو مليون واحد،ده آخرها عندى مش هدفع اكتر من كده.

ماجد: طالما عايزها اوى كده هزهم حبه ،واهو كله لمزاجك.

نظر له هارون شزرا وقال:هو انا بلاقى الفلوس دى فى الشارع،كتير عليها،هى تمامها مليون واحد..واوعى بقا من سكتى.

تركه هارون وتحرك ناحية سيارته التى جلبها ماجد،لكن صوت ماجد العالى اوقفه يراه وهو يتقدم منه مرددا:انت رايح فين وسايبنى..انا مش معايا عربيه،خدنى معاك،اهو حتى اتفرج واقولك تسوى مليون ولا اكتر.

لا يعلم من اين طفى ذلك الغضب داخله وردد بصوت عالى: ماجد..لم نفسك فى ايه.

رفع ماجد حاجب واحد يردد بعبث: الله وفيها إيه ماطول عمرنا بنتشارك الحاجات دي،اشمعنى المره دي واخدها على صدرك اوى كده؟!

اخذ نفس عالى ثم ردد بصبر وهو يغمض عينيه: امشى يا ماجد من قدامى.

حاول ماجد التحدث فردد هو بنبره أعلى: قولت امشى.
ماجد ببرود: امشى انت،انت الى معاك العربية.

هارون:صح عندك حق.

فتح باب سيارته العاليه يصعدها بصعوبه بسبب ألم ذراعه ثم تحرك بها سريعاً.

ترك ماجد يقف خلفه يفكر فيما سيفعله متذكر ما يخطط له.

__________سوما العربي___________

وصل لعند مقر شركات ML التى يملكها مختار وتديرها ابنته لمى.

صف سيارته ودلف للداخل بقوه يبدو أنه قد نفذ صبره.

حاول أن يبدو هادئ رزين كما اعتادوه ،لكن لم يفلح او يدم كثيرا فقد بدأ يسأل عنها الموظفين ،كلما رأى أحدهم سأله عنها.

ومعظمهم اجمع على عدم معرفتهم بها.

كان يقف فى المصعد يغمض عينيه يتمتم يغضب: اتجننت خلاص على اخر الزمن يا هارون،ماشى تسأل عليها زى العيل الى تاهت منه أمه،وبتسال الموظفين والنهارده اول يوم شغل ليها،ماطبيعى ماحدش يكون لحق يعرفها،وحتى لو عارفينها هو معقول هيبقى معاهم خط سيرها هنا؟خلاص جننتك ؟!

مع كل حركه،كل اختفاء،كل شعور بالأختناق من لهفته عليها وافعاله الخرقاء ،جعله يتصرف بهوجائيه بعيدا عن حدود المنطق ...يزاد غضبه منها ووعيده لها،هى من اوصلته لهكذا حاله.

وصل لمكتب لمى ولم يجدها هى الأخرى،يسير فى الرواق يبحث عن لمى كى يسألها عن غنوة.

أغمض عينه مجددا بغضب يسب نفسه للمره المئه وواحد،تلك الفتاه تجعله الأم يسير بحثاً عن خطيبته التى اتم خطبته عليها من أيام كى يسألها عن فتاه تعجبه.

يرى لأى درجه قد أوصلته هى....

لمح لمى تسير في أحد الأروقه قادمه من مكتب ما.

سار لعندها بقوه مرددا: مساء الخير.

ابتسمت متفاجئة ورددت:هارون؟! مساء النور.

شهقت برعب تسأل: إيه الى فى كتفك ده.

صدم..تبا له.. أثناء لهفته عليها لم يتذكر او يفكر فى إصابته التى أخفى امرها عن الجميع.. يبدوا أنه قد وصل لحاله مزريه.

حمحم بخشونه ثم قال: حادثه بسيطه امبارح..المهم أنا كنت عايز اسألك على...

قاطعته برعب وأعين متسعه تسأل:تسأل عن ايه بس ،حادثة إيه الى بسيطة وانت بالشكل ده.

صدح صوت خشن مستغرب ينادى:هارون؟!

التف وأخذ نفس عالى بضيق،اخر من يود رؤيته الأن هو مختار الذى تقدم يقف أمامهم يسأل باستغراب: هارون! إيه الى حصلك يا ابنى؟!

هارون: حادثه بسيطه.

التمعت أعين مختار وردد:مش تبقى تاخد بالك يا بنى..حوادثك كترت اووى.

ضيق هارون عينيه بشك وعدم راحه انتابته فجأة يسأل:شكلك تعرف عنى كتير ياباشا.

التوى شدق مختار يردد بعدما هز كتفيه: أكيد مش خطيب بنتى،لازم أبقى عارف كل اخبارك.

صمت ثوانى بينما حرب النظرات بينه وبين هارون لم تتوقف .

لكن صوت لمى استرعاه وهى تسأل:ماقولتش ليه  ياهاورن إنك تعبت ،ازاى ماعرفش حاجه زى كده؟

مازالت عينه فى أعين ذلك الثعلب يردد:ماحبتش اقلقك عليا.

سألت هى بشك: وكنت جاى تسأل عن ايه ؟! إيه أصلا ضرورى اوى بالنسبة لك يخليك تنزل وانت بالشكل ده؟

رمش بعينيه يبحث عن حجه،مهما كان وقح لكنه لم يستطع فعلها.

اخشوشن صوته ثم قال بثبات: فى شغل مهم بينى وبين الباشا لازم يخلص ومافيش وقت.

امأت لمى برأسها لكن مختار أبدا لم يقتنع يرى أعين هارون هنا وهنا تبحث عن أحدهم...شخص مهم جدا بالنسبة له بكل تأكيد.

كانت لمى هى اول من كسر ذلك الصمت تقول:طيب أنا فى مكتبى عنئذنكوا.

غادرت سريعاً مابين إهتمام وعدم إهتمام ،موضوعه فى خانه غير صحيه ،لا تعلم هل هى تهتم لأمر هارون فهى خطيبته وقد سبق وقبلت بذلك أم لا تهتم كونها معجبه بأخر لكن أولا وأخيرا هو خطيبها ولو لم تكن تريد لما وافقت ،أم..... أم إنها لم تقدر حبها لزيدان إلا بعدما خطبت لأخر،أم يقع جزء كبير من اللوم على زيدان السلبى كونه يقف بعيد متفرج لا يملك سوى نظرات تمطر قلوب دون اى فعل منه!

بابتسامة مستفزه وأعين كالصقر نادى مختار على هارون وهو يراه مازال يفتش بعينه كل الأروقه يردد: إيه هنفضل واقفين كده،يالا على مكتبى،هو مش انت جايلى انا عشان شغل بردو ولا ايه؟

زم هارون شفتيه بضيق ثم قال: آه اه اكيد طبعا اتفضل يا باشا.

أشار له مختار بابتسامة مستهزءه مستفزه كى يتقدم معه للمكتب يقسم أنه لم يأتى من أجل عمل ولا اى شئ من هذا القبيل ،وقد تأكد من ذلك بنفسه بعدما دلفا للداخل وبدأ هارون يتحدث فى الاشئ إلى أن أنهى الحديث وغادر.

خرج من مكتب مختار غير مرتاح له ،شئ ما به اصبح لا يأمن ذلك الرجل ،هو من الأساس لا يأمنه بدليل أنه يقبض على اشياء كثيره تدينه مثلما يفعل هو،لكن الأمر الأن تعدى قصة أوراق ،شئ أكبر.

لمح منير مدير الأتش أر يمر من أحد الأروقه ويدلف لمكتبه.

أنير عقله يخبره انه ربما لديه معلومه عنها مثلما فعل مسبقاً .

دلف لعنده فوقف منير باحترام يردد: هارون باشا،اهلا أهلا ده المكتب نور والله.

هز هارون رأسه وردد: شكرا يا منير.

ابتلع منير رمقه يدعو ويبتهل ألا يطلب منه شئ يخص قطة الشوارع تلك.

لكن لم يستجاب لدعاءه فقد تحدث هارون بثبات: فاكر البنت اللي جبتلى رقمها.

حمحم منير يفرك ظهر عنقه وهو يردد بخوف: إلا فاكرها.

ناظره هارون بغيره شديدة لكن هذه المره يتخللها شك كبير وردد بعدما اخشنت نبرته:قصدك ايه؟

اتسعت عيناه مذهولا وهو يرى منير يتحدث متوسلا: أبوس ايدك يا باشا ،انت عارف أنا عينى ليك واخدمك برموش عينيا وده مش أول تعامل بينا .

ضيق هارون مابين حاجبيه وهو يسمعه يكمل:بس الله يخليك ابعدنى عنها،دى رهيبه،حضرتك مش عارف عملت فيا ايه عشان بس اديتك رقمها،فظيعه،فظيعه ياباشا .

ارتياح غير عادى وفخر غزى جسده بارتياح يخرج من صدره وابتسامه حلوه تنمو تدريجياً ،اخذ نفس عميق بحاول كبت فرحته برد فعلها حتى لو عليه هو وقال:تمام،اسمع كلامها ،وإياك،سامع إياك تدى أى حد معلومه عنها.

حمحم مبتسماً وأكمل بعدما هز كتفيه وهندم معطفه:غيرى طبعا.

رفع منير يديه مستسلما وردد:اعذرنى ياباشا انت حبيبي بس العمر مش بعزقه .

هارون: ياسيدى خلاص ،بس هى فين حتى؟

منير:وحياتك يا باشا ما أعرف.

زفر بغضب يزم شفتيه معا ثم وقف قائلا:ماشى يا منير،سلام.

خرج من المكان كله بعدما يأس من معرفة اين هى.

جلس فى سيارته يغمض عينيه بتعب يفكر اين يمكن أن تكون او حتى ماهو عنوان بيتها يفكر هل سيذهب بنفسه الى منطقه عشوائيه كهذه حتى لو من أجلها؟

انتفض على رنين هاتفه يأمل أن تكن هى لكن ذهبت كل أحلامه سدى بعدما شاهد الأتصال من رقم غريب.

اخذ نفس عميق ثم فتح المكالمه يقول: ألو.
اتاه الرد من صوت ذكورى يردد:الو.. هارون الصواف؟

هارون: ايوه.
رد الطرف الآخر: أنا مأمور قسم مدينة نصر،انت عارف إن عمك محجوز عندنا على ذمة قضيه ولسه التحقيقات شغاله بس هو بقاله كذا يوم تعبان وفى المستشفى وحالته بتسوء يوم عن يوم.

رمش هارون بعينيه مصدوم يفكر ثم قال: بقاله كذا يوم؟!يعنى أول امبارح كان فين؟

المأمور:فى المستشفى،قاطع أكل وشرب،بصراحه هو من ساعه ما كنت عنده ومشيت ودى حالته حتى رفض إننا نبلغك بس دلوقتي الحالة ساءت اكتر وكان لازم حد من أهله يعرف وتقريبا مالوش حد غيرك .

خرج نفس متعب من فم هارون يكاد يبكى،تأكد.... عمه برئ من محاولات قتله،لم يبادر بأذيته بينما هو فعل وألقاه فى السجن ،حتى لم يكلف نفسه عناء البحث اكثر حول الموضوع.

دارت الدنيا به ينزل الهاتف من على أذنه تدريجياً يبحث بل يستجدى وجود شخص واحد فقط...غنوة.. أين هى الأن كى يشكى لها كل ما بصدره.

ما يٌفعل به وما فعله هو وذلك الشخص الذي يريد حياته،يريدها الآن حقا

اغمض عينيه بتيه وضياع لا يعلم أين يذهب أولا ؟ايذهب ليرى عمه ،ذلك المسكين الذي ظلمه دون أى تريث او تدقيق،ام يذهب لمن يجد بها راحته يلقى بما فى قلبه ربما يستريح.

ضرب مقود السيارة بيده ثم مال ينام عليه يردد باحتياج: أنتى فين يا غنوة....

____________سوما العربى_________

-انت فين يا ماجد لحد دلوقتي.

كان هذا صوت فريال يخرج بغل من بين اسنانها المصكوكه تتحدث بخوفت نظراً لذلك التجمع العائلى خلفها بناء على أمر مصطفى كبير العائلة فكما قال يجب أن يحاسب كل شخص بما فعل فى الماضى .

رد ماجد عليها بهدوء شديد ثم قال:اهدى بس مش عارف إيه الى معصبك أوى كده؟!

استطشاطت غضبا من بروده تردد:انت إيه البرود ده،بقولك عاملين قاعده والكل هيتحاسب،البت دى شكلها عارفه كتير ولو نطقت هنضيع انا وأنت.

زمت شفتيها بغل تردد: انا مش عارفه ازاى سمعت كلامك سبتها عايشه لحد دلوقتي.

زجرها بغل يردد:فريااااال،لو حد مس فيروز بحاجة مش هتقدرى تتوقعى رد فعلى،انتى ليكى أن كل حاجه تفضل ماشيه تمام ،لكن فيروز لأ ،فيروز لأ ،لو حد مسها أنا هقلب الليله كلها .

زاد الغل بقلبها وهى تجد اصبعها تحت أسنانه تردد:ماشى.. هتعمل ايه بقا فى التحقيق ده.

تحدث بمنتهى البساطة يقول:انا جاى اقلب لهم القاعدة دى حالا أنا على الباب خلاص.

بالفعل دق جرس الباب وذهبت الخادمه تفتح له فدلف للداخل يقبض على مجلد ورقى بيده يرى الكل مجتمع حتى ندى حاضره.

ابتسم بتلاعب يقول: الله الله إيه القاعدة الحلوه دي،متجمعين عند النبى أن شاء الله.

لم يهتز ثبات مصطفى إنما تحدث برزانه: القاعدة دى عشان أن وقت الحساب،والكل هيتحاسب.

خص محمود بنظره حاده وأكمل:وأولهم ابنى الكبير الى ضحك على عقل عيله صغيره واستغلها عشان غلبانه وكمان رمى لحمه،ومرات ابنى الى كذبت وقالت أنى ورا كل ده و...

قاطعه ماجد يردد: جدى... انا أسف على قطع كلامك بس مش أسف على إلى هقولو ده،بس أنا امى مظلومه.

اتسعت أعين مصطفى وكذلك فيروز تترقب القادم،وبالفعل التف لها ماجد يشير عليها ثم قال:البنت دى هى الى كذابه،هى مش بنت محمود الدهبى اصلا.

وقفت تصرخ به عالياً:انت كذااب.

أبتسم لها وكأنه يقول إنه قد سبق وطلب التفاوض معها وهى رفضت.

أخرج اوراق من ذلك ثم قال:بابا جابها ودخل بيها هنا بس مافكرش يعمل لها DNA.

صمت خيم على الجميع فأكمل هو:اعذرنى يا بابا انى اخدت الخطوه مكانك،بس كان لازم أتأكد ،للأسف فيروز مش مننا خالص وادى نتيجة التحاليل.

هب الكل من مقعده انظارهم مسلطه كالسوط على فيروز المصدومه....               

                     الفصل الرابع عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-