Ads by Google X

رواية حكاية غنوة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الرابع عشر 14 بقلم سوما العربي


رواية حكاية غنوة
الفصل الرابع عشر

كانت تتلفت حولها بتوجس ،تبتلع رمقها بعدم ارتياح،ارادت التنزه مع شقيقتها والاستمتاع بجو اخوى دافئ تجرب شعوره لأول مره.

لم تكن تعلم أن شقيقتها والتى من المفترض أنها أكبر منها بعامان ستفعل ذلك.

أجلت صوتها محمحمه ثم قالت:غنوة انا مقدره مشاعرك ومش عايزه اجرحك بس ليه ؟هااا ليه؟! أنا قولتلك تعالى نخرج.

نظرت غنوة لها بعبوس تردد:مش انتى الى قولتيلى خدينى لأكتر مكان بترتاحى فيه ؟!

صرخت نغم بجنون: تقومى تجبينى المقابر!!!

ردت غنوة بإصرار شديد:ايوه عند أبويا.

غزى الشجن صوتها ولمع الدمع بعينها تخبرها بصوت مبحوح بعدما ضمت كتفيها نسبياً فظهرت ضعيفه لأول مره وهى تقول:كنت عايزه أعرفه عليكى،واقوله  يطمن وانه ماسبنيش بطولى فى الدنيا.

رفعت وجهها لشقيقتها فشهقت نغم وهى ترى الدمع قد اغرق وجهها تردد: اصله كان شايل همى طول ماهو تعبان ،كان خايف يموت ويسيبنى،بس انا كنت دايما متأكدة أنه هيفضل معايا ،انا عارفه إن كلنا هنموت بس عند الى بنحبهم بيختفى المنطق ،كنت مهما يتعب ونلف على مستشفيات ويتعالج ويتعب ويقوم بردو ببقى شايفه انه هيفضل معايا وعمره مايفارقنى،كنت اهله مش بنته وهو كان كل دنيتى،ولحد دلوقتي هو كل دنيتي وحياتى واقفه عليه.

اخذت نفس عالى تحاول كبت دموعها وقالت:من يوم موته وانا مش عارفه أخد خطوه جديده فى حياتى وبضيع فرص كتير.

زوت نغم مابين حاجبيها تسأل مستغربه: أيوه بس انتى شاطره اوى فى شغلك،انا عملت سيرش كده بالصدفة على الأماكن الى بتشتغلى فيها ،كنت فاكره مش هلاقى معلومات وأنها شركات كده مش اوى ،بس اتفاجئت إنها شركات كبيره.

لكزتها فى كتفها مع غمزه عابثه تردد:وبتاخدى مرتب واو على فكره.

اعتدلت فى وقفتها تسأل:بس سؤال ضرورى بقا،فلوسك دى كلها بتروح فين.

ضحكت غنوة وقالت: اصلى مبذره أوى مش بعرف اشيل قرش.

نغم:غريبه جدا انتى حتى لحد دلوقتي مش عندك عربيه ولا جبتى شقه حتى ولو صغيره ،ولبسك حلو اوي بس مش براند يعنى ،مبذره ازاى بقا.

التفت لها غنوة تردد: خروج بقا وأكل ،اكل ،يااااه أنا بحب الأكل اوى،هو بالنسبة لى ألذ لذة فى الحياه.

نظرت حولها وجدت الشمس اوشكت على الغروب وبدأ ضوء النهار يخفض تدريجيا ممتزجا بسواد طفيف من بداية الليل .

اخذت نفس عميق ووضعت يدها على كتف شقيقتها مردده:الجو بدأ يضلم يالى بينا نمشى.

نغم متنهده:ايوه أنا تعبت ومحتاجة أروح.

غنوة: لأ تروحى ايه؟انتى أكلتى كشرى مصرى من يوم ما جيتى؟

التمعت أعين نغم تردد: لأ لسه.

غنوة بعدم رضا:طب وده ينفع بردو،لازم نروح دلوقتي وبعدها اقدر اقولك Welcome in Egypt.

ضحكت نغم تسير معها وتخرج من ذلك الحوش الواسع مردده السلام على أهل المكان الذي يعمه السكون تدعو بالرحمه والمغفره لوالدها.

لكنها لم تغادر المكان بعد وإنما تقدمت تدفع أحد الابواب والقلق ينهش قلبها أكثر وأكثر.

ترى رجل ثمين الجثه بملامح غليظه وصوت اغلظ يردد: أنتى مين يا ابله.

رمشت بعيناها تردد: امال فين أهل المكان.

رد عليها بصوته الغير مريح يقول:عم شعبان مات اديلوا اسبوعين وبنته جت عربيه فيخمه وفيها اتنين رجاله واخدوها ومشوا .

ارتعد قلب غنوة تردد صارخه به: إيه؟!اتنين رجاله ايه؟مين دول ؟وازاى تسيبوهم ياخدوها ويمشوا عادى؟!

تحدث الرجل بقلة حيلة: والله ما نعرف يا ابله ،انا اصلا ماكنتش هنا دول الناس الى حكولى وقالوا إنهم أبوها وأخوها عشان كده سابوها وأنا لما لاقيت المطرح بقا فاضى اخدته بدل النومه فى الطل.

كانت نغم تستمع لكل شيء بجهل شديد عن مايقال او حتى عن هوية تلك الفتاه بينما غنوة تهز رأسها باستنكار شديد تردد: هو إيه الى أبوها واخوها ،مانت بنفسك لسه قايلى عم شعبان مات من اسبوعين يبقى أزاى أبوها بالعقل كده؟ايه ليها أبين؟!

فكر الرجل قليلا بحديثها يقول:اى والله عندك حق ،بس وانا بأيدى ايه نعمله بس يا أبله؟

زمت شفتيها بضيق وقلق كبير ينمو بداخلها على تلك الفتاه ذات العيون الرماديه.

تعلم أنها عانت الكثير فى حياتها،حتى تعليمها لم تستطع إكماله رغم ذكائها واجتهادها.

هزت رأسها بتصميم تردد:ماشى ماتعملش انت حاجه،بس أنا مش هسكت.

خرجت من المكان تتبعها نغم تسير بمحاذتها تسأل بفضول واستغراب: مين البنت دى يا غنوة وتعرفيها منين؟وايه حكاية باباها مات وجه راجل اخدها.

غنوة بعدم ارتياح تفكر فيما يمكن أن يحدث لتلك الفتاه وهى وحدها ،نظرت لأختها تقول بقلق:دى بنت اعرفها من كذا سنه ،عايشه هنا فى المقابر قريبه من مدفن بابا زى ما شوفتى،اهلها فقرا او تقريباً معدمين،اتعرفت عليها وساعدتها أنها تلاقى شغل كويس فى مكان كويس عشان تساعد فى علاج مامتها وباباها،الموضوع أخد وقت لانها تعتبر معاها اعداديه بس؟

نغم بصدمه: معقول؟

غنوة متنهده بأسى:ده كده حلو او على ظروفها هى تعتبر بطله ،كمان هى خلصت ثانوي بمجموع كبير بس ماكنتش أد مصاريف الكليه الى بتحلم بيها ،لا دى ماكنتش معاها حتى تمن سحب الملف من مدرستها،انتى متخيله؟

خرجت للطريق العام توقف إحدى سيارات الأجرة تصعد فيه هى وشقيقتها التى اردفت بحزن وفضول:كملى.

بغصه يملؤها الألم أكملت: ساعتها أنا كمان كنت لسه متخرجه ومامسكتش شغل جامد يعنى ،دخلت مجال تنظيم الافراح والمناسبات ده صدفه،كنت معزومه فى فرح واحده صاحبتى من الكليه بس كانت متجوزه واحد ابن ناس اوى،حصل أعطال كتير فى اليوم كان قرب يبوز،حاولت أتدخل واساعد فى تنظيم اليوم،صاحبتى بقا ،كانت منهاره وبتعيط وأنا نفسى الحق معاها يومها،وبس....شافتنى مديرة المكان وعجبها زوقى وان عندى حسن تصرف،اخدتنى علمتنى الشغلانه ومنها بقا اتنقلت من حاجه لحاجه.

كانت نغم تسمعها وهى فخوره بها تبتسم مردده: براڤو بجد يا غنوة انا مبسوطه انى عندى أخت زيك.

ابتسمت لها غنوة ونظرت بجوارها من النفاذه تشرد فى الطريق وهى تكمل:حسيت اني ربنا رزقني لمجرد بس انى فكرت أساعد البنت دى ،وفعلا ماهدتش إلا لما لاقيت لها شغل كويس فى محل الماظ،سيلر .

زمت شفتيها بحزن وأسى تكمل: فرحت اوى بالمرتب،مكان نضيف زى ده بيدى مرتب واو،افتكرت إن الدنيا خلاص ضحكت لها وهتقدر تكمل تعليمها من مرتبها .

ضحكت بحزن تكمل :راحت الدنيا قالت لها تعالى حلوه رايحه فين انتى هتفرحى وتعيشى سنك وكده ،خدى عندك امك عندها كانسر ومرتبك يادوب يادوب حق الجلسات والعلاج، ماتت امها بعد مده طويله من المرض والبهدله، قامت الدنيا بردو قالت لها لأ صحصحى معايا كده ابوكى مريض عنده مايه على الرئه ولازم يتعالج،وفضل ابوها يتعالج وهى مابين شغلها واللف بيه على المستشفيات لحد ما مات.

دمعه حاره هبطت على وجنتها ،اغمضت عيناها بأسى ثم قالت:وكأن الدنيا دى مش بتمس إلا الطيبين،تدوس عليهم وتخلى الناس كمان تدوسهم،كانها بتخاف تهوب ناحية الوحشين ... تقريبا الشخص الوحش هو الى بيعرف يعيش يا نغم،اوعى،اوعى تكونى طيبه.

التفت تنظر لها بأعين حمراء بها رساله واضحه وقالت: اوعى تبقى طيبه ولا تعملى الى يرضى الناس ،خدى من الدنيا كل الى انتى عايزاه،حتى لو هتاخديه منى أنا شخصياً،الطيبه مش بتنفع صاحبها ،بالعكس بتأذيه.

شعرت نغم بوضوح رسالة شقيقتها لها،حسن هو المعنى بالتأكيد.

اشاحت بعينها تتهرب من شفافية أختها،الكلام سهل،لكن تطبيقه صعب،هناك عقبات كثيرة.

شعورها بوجود شئ حتى الآن بينه وبين شقيقتها الوحيده،والدته والتى على مايبدو رافضه تماماً لأى صله قد تجمع ابنها بها،كذلك فرق الشخطيه والطباع.

فكأن كل منهما قدم من عالم موازى مختلف.

حاولت تغيير مجرى الحديث وقالت بمشاكسه: المهم تقوليلي وخدانى كده ورايحه فين ،اوعى تكونى خطفانى.

ابتسمت غنوة بألم تتغاضى عن مراوغة شقيقتها وأنها تتعمد التشويش عن الحديث فى هذا الأمر خصيصاً،لم يفت بكل تأكيد عليها عدم خروجها ثانيه من البيت ولا هروبها من واقعها بالنوم،كذلك حسن الذى على ما يبدو قد خاصم بيتهم رغم عيناه الخائنه التى تتلهف بوضوح كلما فتح باب او شباك من طابقهم.

بالتأكيد العشره تحكم عندما استطاعت رؤية الإحباط يقفز من عيناه وهو يراها هى من ظهرت وليست نغم.

على مايبدو ان حسن استطاع أخيرا تحديد هوية مشاعره ،تقريبا بفعلته هذه لم يساعد نفسه فقط وإنما ساعدها أيضا فى تحديدها.

صدح صوتها توقف السائق مردده:ايوه هنا لو سمحت.

ترجلت من السياره تقول لشقيقتها التى ترجلت بعدها هى الأخرى:هأكلك كشرى،يخليكى طول الليل تسقفى.

ضحكت نغم ومشت بحماس لجوارها تقول:يااااااه انا متحمسه اووى،يالا بينا.

سحبتها غنوة سريعا ودلفت بها للداخل .

________سوما العربي__________

كانت أعين الكل مسلطه عليها بأتهام واضح وصريح لا ثانى له.

اغمضت عيناها تبتسم بألم،فماذا ظنت هى،كم كانت ساذجه جدا.

فتحت عيناها تأخذ نفس عميق ونظرت لمحمود وقالت: إيه رأيك في الكلام ده؟

صرخ مصطفى بها يردد : أنتى كنتى بتنصبى علينا يا بنت؟

أخذت نفس عميق ثم نظرت لماجد الذي ينظر لها بألم عيناه تخبرها أنه لم يكن يملك خيار آخر كى يمتلكها.

عاودت النظر لمحمود تسأله: إيه ؟!ماردتش يعنى.

مازال بموقفه الضغيف السلبى ،الطبع لا يتغير ولا الشخصية حتى لو تقدمت السنون.

ابتسامة ألم تكونت على جانب ثغرها المزموم ،اخذت نفس عميق تنظر لماجد.

لتنتهز فريال الفرصه التى أتت تحت قدميها وصرخت : أنا قولت دى حتة بت نصابه جت تتبلى عليا ،كانت عايزه تولع البيت حريقه ، طماعه وكمان بتتطاول على اسيادها بنت امها فعلاً.

اتجهت لها على الفور عيون فيروز ترتكز عليها بغضب وهى تردد من بين أسنانها وانيابها:اخرسى ،سامعه أخرسى خالص.

اتسعت أعين فريال من تلك الأهانه الشديدة تصرخ بها:يا جربوعه يا زباله أنا هعرفك ازاى تتكلمى معايا كده.

فيروز بوعيد وغل: انا الى هعرفك أزاى تتكلمى معايا كده وازاى تتجرأى تجيبى سيرة أمى.

نظرت لمحمود تقول له باحتقار:خليك فاكر أنها وقفت هى وابنها شتمونى انا وامى وكمان شككوا فى نسبى،يعنى شككوا فى شرف امى وأنت واقف ساكت مادفعتش عنى.

كان محمود صامت بضعف وتشويش ،لكن فريال كان لديها من الغل والتبجح مايكفى لتصرخ بها:ده تحليلDNA يعنى من الأخر.

نظرت لهم جميعاً ،واختصت ماجد بنظره مطوله ثم قالت:خليكوا فاكرين الى حصل دلوقتي عشان انا مش هنساه عمرى كله.

بحركه سريعه منها تحت ترقب واستغراب الجميع خلعت جوارب قدميها تظهر قدمها اليسرى ،تحديا إصبع قدمها الكبير .

اتسعت أعين مصطفى ومحمود وهم يشاهدون شكل عقلة إصبعها وتلك العاهه المختفيه التى يحملها محمود بتقوص ظافر قدمه مع بروز صغير فى عظمتها كذلك لديها نفس "الوحمه "البنيه على جلد قدمها اليسرى كما هى بنفس الشكل الأستداره بنفس القدم اليسرى عند محمود.

اغمض مصطفى عينه بخزى وألم،لثانى مره يشعر بالضأله أمام تلك الصغيره.

ومحمود يتفاقم الألم داخله ينظر لها بعجر لا يستطيع النظر بوجهها.

الكل منشغل مصدوم وكانت هى بالقرب الكافى لفريال تقول لها من بين اسنانها: أنا كنت ساكته عليكى انتى والواد ده ،بس خليكى فاكره انتى بديتى الحرب بطريقتك ،نهايتها بقا عندى.

بكل ثقه ورأس مرفوع عاليا تقدمت بخطى ثابتة نحو الباب .

اتسعت أعين الكل ينظرون لها بصدمه ، ماجد كان أكثر لم تكن صدمه واحده بل صدمات علاوة على ورطه وقع فيها.

اول من استطاع التحدث كان محمود،يصرخ بها عاليا: فيروز ،انتى رايحه فين.

وقفت عند الباب تردد: ماشيه.

تدخل مصطفى يردد:تمشى ازاى ،فى بنت محترمه تسيب بيت اهلها.

نظرت له بحاجب مرفوع فحمحم يخفض حدة صوته قليلا ثم يقول: إحنا غلطنا بس ماعلش ده كان هيبقى تصرف اى حد فى موقفنا ،احنا كلنا متفاجئين.

ظلت واقفه لم تتحرك بها عضله واحده ،اخذ نفس عميق ثم قال:طب ايه يرضيكى.

 
بأنف مرفوع واعين متبلده تنظر عليهم من فوق رددت: فريال تعتذرلى.

صرخت فريال وسط صدمتهم تردد:اييه ،انتى اكيد اتجن....

قاطعتها فيروز بقوه وثبات رهيبان: تعتذرلى وتعتذر عن أنها بس جابت سيرة امى.

صدح صوت مصطفى يأمر فريال:اعتذرى لها يا فريال.

استطشاطت عيناها بغل وهمت كى تصرخ رافضه ،لكنه ضرب الارض بعكازه يأمرها مجددا بحسم: قولت اعتذرى لها.

ضيق عيناه بنظراته عليها واردف:دى أقل حاجه بالنسبة للى عملتيه فيها هى وأمها يابنت عمران.

ظل الصمت الرهيب يخيم على المكان لدقيقة كامله،الى ان تقدمت فريال بعدما حسبت حسبتها سريعاً ووقفت مرغمه أمام فيروز التى تناظرها بكره وقالت:بعتذرلك،انتى والست...والدتك.

بأبتسامه مهينه رددت فيروز فوراً:اعتذارك غير مقبول يا فريال.

تحركت خطوات أمام الجمع المصدوم تنوى الصعود لغرفتها.

لكنها توقفت فجأة واستدارت ببطء تنادى:ماااجد.

اغمض عينيه،هل حان دوره هو الأخر؟

فتح عيناه يراها تبتسم له وكأنها تخبره استعد للقادم.

بالفعل صدح صوتها بسؤال ضرورى وبديهى تقول: السؤال هنا بقا ليه ماجد اخووويا،يعمل كده ،ليه يزور نتيجة التحاليل،هو أصلا جاب منين عينين لينا يحللهم؟بينجم ولا بيسحر؟ولااا يمكن مخاوى.

غمزت له بعينها عبثاً،وهو فمه مفتوح بصدمه يدرك.

ببساطه فيروز كانت تتلاعب به،هى على علم بأدق أدق التفاصيل.

لعن نفسه وغباءه مره واحده،فإن كانت على علم بحساسيته الوراثيه وأيضاً سره الخطير هو وفريال ،ألن تعلم بأن والدها لديه نفس أصبع القدم حتى تلك البقعة على الجلد فى نفس المكان.

يظن نفسه ذكياً ولا غبى سواه هنا،تلك الصغيره تلاعبت به ،كانت كمن وضع على جبينه ملصق طريف جعله شديد الغباء مثير للسخرية.

صدح صوته عاليا ينقذ ما يمكن إنقاذه: وانا هعمل كده ليه،أكيد فى غلطة من عند المعمل،انا شايل العيله دى بروحى وعقلى.

نطق بصوت متضرع يخصها وحدها: وقلبى.

كان الغل مازال يفوح من عينها ،بل ربما زاد معدله عنما قبل.

صدح صوت مصطفى يردد: أكيد غلطه ،ماجد يفضى روحه بالعيله كلها وهو الى شايل كل حاجه فوق كتافه.

كتفت ذراعيها حول صدرها تردد بحسم: بردو ماحدش رد على سؤالي جاب عينة التحليل منين.

جاوب سريعاً:كنا بنحلق انا وهو اول امبارح سوا واخدته من بعد ما خلص من غير ما يعرف.

زمت شفتيها معجبه بسرعة تحضيره الرد تسأل: وأنا؟

تنهد مجيبا:من فرشة شعرك.

هزت رأسها تردد: لأ برافو يا ميجو.. فعلاً برافو.

تقدمت تصعد الدرج تاركه الجميع يغروقون بمشاعر متضاربه .

____________سوما العربي________

تقدمت فى الشارع الضيق المؤدى للحاره التى تقطن بها تتحدث مع شقيقتها بعدما قضيا وقتا طويلا خارج البيت .

كانت نتيجتها أنه لا يوجد بينهما أى شىء واحد مشترك،سوى تلك الروح الجميله والملامح خصوصاً العينين فهى واحده رغم اختلاف لون حدقتيهما.

كأنهما الشرق والغرب ،لكنهما عالم واحد بكل تأكيد.

تنظر كل واحدة للأخرى وتبتسم مقره ذلك.

تنهدت غنوة مفكره:لازم ادور على فيروز،اكيد هى دلوقتي في مشكله كبيره.

نغم:فيروز مين؟

صكت غنوة أسنانها تردد:البنت اللي حكيتلك عنها.

نغم:اااااه،،طب وانتى هتوصلى لها أزاى؟

غنوه:هروح بكره محل المجوهرات الى بتشتغل فيه يمكن تكون عرفت تروح،او اى حد عارف اى معلومة عنها.

توقفا على صوت أحدهم ينادى،ومن غيره.

أنه الشاطر حسن،ينادى بأسم غنوة،لم ينادى بغيره.

بالتأكيد فهى الأقرب له،وهلى مايبدو ستظل.

هذا ماجال بخاطر نغم وهى تتعمد عدم النظر له،الرساله واضحه ومباشره،لا يهتم سوى لغنوة وهو جارها منذ زمن،بالتأكيد لديهم حكايات سويا 

حتى لو كانت غنوة تقارب على الميل ناحية ذلك المدعو هارون ،لكن حسن،المهم حسن ومن يريد الآن.

بينما هى تفكر بهكذا طريقه تتحاشى النظر له،كانت عيناه ترجو نظره واحده منها له لتخبرها عيناه كم أشتاق لها.

منذ فتره وهو يجلس فى مهنته الجديدة الذى امتنها حديثا مذ قدمت تلك الماكينه الألمانية وقد عين نفسه حارس شخصي لها يربط أمام البيت يترقب كل تحركاتها.

مجرد خمس دقائق،خمسة دقائق فقط غاب فيهم داخل دكانه وخرج ليجدها تسير بجوار شقيقتها بنهاية الحاره لا يعرف لاين تتجهان.

ومن لحظتها وهو لم يتوارب عن مراقبة الحاره ربما تعود.

أول ما رأهم لم يستطيع سوى اتباع عادته ونادى على صديقة الطفولة لكن المقصد كان محبوبة القلب والعين.

-كنتوا فين.

كان يتحدث بها بصوت ونظرات لهوفه لم تتوارى عن وجه نغم.

فهمت غنوة مشفقه عليه ورددت:كنت بفسح نغم وكمان ندردش سوى انت عارف،احنا اخوات مابقلناش كتير وكان لازمنا خروجه.

بنفس متهدج وقلب ملتاع على تلك التى تحرمه حتى النظره سأل:طب انتو كويسين؟!

ابتسمت غنوة،تقسم أنه لا يهتك سوى لنغم،نظرته واضحه للأعمى ،تتمنى ان يكن حدثها صحيح رغم خوفها من العواقب.

تعرف والدته جيداً وتعلم طباعها.

رددت وهى تنظر لوجه اختها تمثل به الامبالاه لا تنظر لحسن :الحمد لله.

بصدر يصرخ يأس خرج صوته يسأل من جديد:مش محتاجين اى حاجه؟

غنوة بيأس وإشفاق: لأ ياحسن شكراً.

عندما فقدت الامل في استجابة شقيقتها رددت:عنئذنك .

ردد بصوت لولا الملامه لظهر به البكاء يقول:اتفضلوا.

سحبت شقيقتها معها للداخل تغلق الباب تهم بفتح الموضوع معها لن تترك كل شئ غامض مبهم هكذا .

لكن نغم كانت وكأنها قرأت افكارها وعلمت نوياها فقالت مباغته: محتاجه انام.

بالفعل تحركت سريعاً فنادت عليها: نغم احنا محتاجين نتكلم.

رددت نغم بتعب: أكيد ،بس ممكن بكره.

ابتسمت مكمله: هنروح من بعض فين؟

غنوة بتنهيده حاره:ماشى يانغم،تصبحى على خير.

صباح يوم جديد

كان كالشريد يجلس على أعتاب شركة لمى ينظرها.

الفرق الوحيد بينه وبين المشردين أنه يملك سياره يجلس بها.

كانت عينه حمراء لم يذق طعما للنوم ،لقاءه بعمه كان كارثى.

غياب غنوة عنه يحرقه حيا،الغيظ بداخله ينمو ،من أين ظهرت له من الأساس كى يفعل به غيابها كل هذا.

انه يوم،مجرد يوم...لكنها تبدو وكأنها معتمده غيابها بدليل أنها أتت عملها أمس وانهته على اكمل وجه حسبما عرف من موظفة الأستقبال،ايضا تغلق هاتفها كى لا يتمكن من محادثتها.

من هى كى تسمح لنفسها ان تفعل بهارون الصواف كل ذلك،ليراها فقط ،يقسم أن يجعلها تعرف جيدا مقامها.

اهتز فكه بغل وهو يرى سيارة أجرة تتوقف بعد سيارته وتترجل منها بكل حسنها وبهائها.

بمنتهى الثبات والوقار ترجل من سيارته،تحرك بخطى ثابتة نحوها.

لا سلام ولا كلام فقط سحبها بيده من يدها وعينه تنذر عن غضب شديد.

كانت تتحرك خلفه مٌسيره وليست مٌخيره وهو يقودها يفتح باب السيارة لتصعد دون اى اعتراض وهو التف حول السياره يصعد هو الآخر.

انفاس عاليه غاضبه،وصمت تام مخيف.

بصوت خافت لكن به من الرعب والحسم مايكفى ردد:إحنا هنتجوز النهاردة......
 

                 الفصل الخامس عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-