رواية اريدك في الحلال الفصل الثاني 2 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الثاني 2 بقلم ايمان سالم


الفصل الثاني
أريدك في الحلال

في الصباح وجدته أمام العمارة ..
يقف وكأنه ينتظر أحد ..
كانت مترددة هل تتخطاه أم ترحب به لا تعلم!
لكنها قررت تعزيز نفسها رغم الشوق الكبير الذي يعصف بقلبها ستلقى السلام سريعا وتصعد سيارتها
وبالفعل أقتربت تنوي فعل ذلك ... وكلما اقتربت زاد توترها وعبثت رائحته الذكية بمفاتيح ثباتها
تحدثت بصوت مهتز قليلا: إزيك يا عدلي
بخير يا دكتورة أخبارك إيه دلوقت؟
تعجبت متى وضعت الالقاب بينهم لا تعلم ماذا يقصد بهذا اللقب تحديدا لكنها ابتسمت بتكلف متحدثه: الحمدلله
راحة المستشفى؟ .. سألها بهدوء وملامح خالية من أى تعبير
اجابته ودقاتها تتقافز: ايوه
تتذكر الماضي أو ربما أحداثه تضرب رأسها دون تدخل
سألها بلين: عاملة ايه في شغلك، اترقيتي اكيد؟ 
الحمدلله، أنت عارف وحمحمت متحدثه: أقصد كنت عارف إن المستشفى دي حلم أى دكتور أنه يشتغل فيها وكانت حلمي 

عارف .. قالها بنفس تلك الملامح الجامدة 
هترجع لشغلك الحكومي؟ سألته بتردد
ابتسم بجاذبية خطفت قلبها وهتف لأ معدش يناسبني
تطلعت لمظهره وهو يراقبها ثم لعيناه .. ما كل هذه القوة التي تكمن في نظراته لقد تغير كثيرا لم تكن تلك نظراته من قبل! 
سألته تحاول الوصول لما يفكر: هتشتغل في مكان تاني يعني ولا هتأسس لك شغل مستقل
لسه مش عارف في أكتر من حاجة قدامي وبفاضل بينهم، مش عاوز اعطلك عن شغلك أنا عارف إن المواعيد عندهم شيء مقدس ورفع النظارة لعيناه مبتسما واتجه للامام للسيارة التي تقف أمام سيارتها وكأنه يقصد هذا تماما ..
تفحصته وتفحصت السيارة لم تستطع ضبط نفسها وكان يراقبها من المرآة وهي تعلم ذلك لكنها لم تهتم

السيارة مثل ماركة سيارتها لكن الموديل أحداث أغلى وأثمن
تعجبت من أين له بسيارة كتلك .. غادر ببطء وكأنه يعطيها قدر كاف من الوقت لتتمعن ..هل يقصد ذلك؟!
فتحت باب سيارتها وهي تفكر .. لماذا عاد تشعر أنه ليس بخير .. اغلقت الباب سريعا من جديد تذكرت شئ فاتجهت لحارس البناية تناديه بصوت عال نسبيا: عم محمود وكررت النداء
جاء الرجل البسيط مهرولا وهتف خير يا ست الدكتورة؟
سالته بود: ازيك يا عم محمود اخبارك ايه؟
الحمدلله يا دكتورة في نعمة
دايما يا راجل يا طيب .. الا بالحق صحيح أنت شفت الدكتور عدلي قريب؟
انتفض الرجل متحدثا وكأنه تذكر شيء: هو انتي معرفتيش؟
هتفت تمثل الصدمة: لا معرفتش ايه اللي حصل؟
اجابها ببسمة: مش هو اشترى شقة في العمارة اللي جمبنا دي
اتسعت عيناه تلك المرة بصدمة حقيقية وهتفت: بتتكلم بجد؟
ايوه زي ما بقولك كده
سألته بشرود من امتي؟
معرفش من امتي بس هو جالي من اسبوعين وسلم عليا واعطاني فلوس كمان ربنا يعمر بيته ابن حلال اوي يا ست فريدة
ايوه قالتها وهي في الاساس لم تستمع لما قال غادرت تفكر في الامر
ماذا يقصد بكل ما يفعل ولما لم يخبرها بأمر الشقة .. لا تعلم فالتمست له العذر ربما الوقت كان غير مناسب لأن يخبرها بهدا الان
صعدت سيارتها متجهه للمشفى التي تعمل بها فاليوم تحديدا لديها عملية جراحية هامة ولا تريد التشتت

-------------------------------

صباح الخير يا ماما
صباح الخير يا كيان تعال يا حبيبي قهوتك جاهزة، عندك رحلات النهاردة؟
جلس لجوارها متحدثا: لا يا حبيبتي معنديش النهاردة أنا اجازة
طب كويس، ها مقولتليش إيه رأيك في العروسة اللي جيبهالك أنت بقالك اسبوعين بتفكر وأنا سيباك براحتك؟
بس أظن كده كفاية
عاوزه الصراحة يا ماما 
طبعا يا كيان
تنهد متحدثا: مش عجباني الصراحة
اعتدلت متحدثه بتعجب: بقى البنت دي مش عجباك طب إزاى دا جمال وتعليم ومال وعيله نسب فيها كل الصفات اللي ممكن تتخيلها
تناول رشفة من فنجانه ثم اتبع: عارف كل اللي بتقولي عليه يا حبيبتي لكن أنا ليا شروط في مراتي واللي هتكون شريكة حياتي .. مش عاوز كل الصفات اللي قلتي عليها فيها
مال ثغرها بتعجب وهتفت: امال عاوزها ايه رقاصة مثلا
ماما لو سمحتي أنا بتكلم جد
هتفت بغضب: شايفني أنا اللي بهز أصل دي مش طريقة يا كيان مش كل عروسه تقولي نفس الكلمتين مش مناسبة ليا أنا تعبت من اسلوبك ده ابتديت اشك أنك عاوز ترتبط اصلا
يا حبيبتي اهدي بس كده وقريب هتسمعي خبر حلو
كيان أنت ابني الوحيد وعاوزه افرح بيك واشوف احفادي اظن ده من حقي
نهض متحدثا: طبعا يا سيادة السفيرة حقك يالا عاوزه حاجة 
سألته سريعا: أنت هتخرج
اجابها ببساطة: ايوه لي في حاجة؟
تحدثت بهدوء: كنت مفكراك هتقعد في البيت النهاردة
تنهد متحدثا: حضرتك موركيش حاجة النهاردة
نظرت في ساعتها متحدثه: عنجي طبعا مواعيد أنت عارف مسئولياتي يا كيان
طبعا عارف ربنا يكون في العون .. وحيث أنتِ كده كده مش هتكوني في البيت فأنا مش هقعد لوحدي هحاول ارجع بدري
ماشي يا حبيبي
ابتسم لها وهو يغادر متناولا مفتاح سيارته السوداء

--------------------------------------------

على طاولة الطعام
التحقيق قائم ..
وهما صامتان تاركين مساحة لها كافية للتوبيخ «والتقطيم» كما يقولون 
هتفت وهي تشوح بيديها عاليا: مينفعش قعدتك كده يا آذار يا ابني في البيت من غير شغل أنت بقالك كتير
تنهد وهو يضع لقمه من الطعام في فمه
شعر والده بما في داخله فهتف ببعض الرجاء وهو ينظر لها لتصمت: مخلاص بقى يا أم مي
خلاص ايه يا اخويا أنا بتكلم في مصلحة ولا اكمني مرات ابوه يعني
تنهد مجيبا محدش قال كده كل اللي بقوله احنا على الاكل نأجل الكلام في الموضوع ده لوقت تاني
ماشي اللي تشوفه اه اتكتمت آه
لا اله الا الله قالها هامسا واكمل طعامه بعد أن فقد شهيته
أما عن آذار فظل على صمته وهدوءه انهى طعامه واتجه للشرفة يحاول استنشاق بعض الهواء النقى رغم برودة الجو
نظر له والده في عجز يعلم جيدا ما يمر به ابنه وكم هو شخص حساس رغم ما يظهر من جلد وصلابة
انهى هو الآخر طعامه ورفع الاطباق الفارغة مع زوجته للمطبخ واقترب يقبل يدها متحدثا: كوبيتين شاي من ايديكي الحلوة دي وهتهملنا البكونة
حاضر هعملكم الشاى بس اتكلم معاه بقى
هتف مؤكدا: طبعا هتكلم معاه دا انا رايح اتكلم معاه في الموضوع ده بالذات
تنهدت برلحة متحدثه: طب روح يا اخوي يالا وانا هعملكم شاي بالنعناع وهجيبه لكم هوا
ابتسم له وغادر المطبخ متحدثا: ربنا يهدي يا شيخة
حمحم ودخل متحدثا: ادخل ولا عاوز تقف لوحدك
اعتدل آذار متحدثا: تعال يا بابا
استند هو الآخر على السور متحدثا: مش عارفة أنت جايب الجنان ده منين حد يقف في التلج ده في البكونة
ضحك آذار متحدثا: جايبه من ماما الله يرحمها
عبس والده متذكر والدته
هتف آذار في شك: لسه فاكرها يا بابا
شرد الرجل يتذكر الماضي وخرجت من فمه دون شعور: وهي امك تتنسى يا بني دي كانت الحاجة الحلوة اللي في دنيتي
ابتسم آذار متحدثا: طب كويس أنك لسه فكرها في وجود مراتك دي
ولد عيب متقولش على طنطك شكشك كده
ضحك آذار بقوة وخرجت الكلمات من بين ضحكاته: من غير زعل يا بابا تصدق أنها شبه
ولد عيب أنا بس اللي أقول
أشار آذار بيده متحدثا: في دي عندك حق أنا اسف
ايوه كده اتعدل قالها والده ببعض المرحل
ثم اعتدل تنظر للامام متحدثا: مفيش جديد في موضوع الشغل بردة
تنهد آذار ثم اجاب: لا مفيش 
سأل والده رغم المعرفة: هي السبب بردة 
أنا مؤمن إن ده نصيب، كلامها عندي آخر اهتماماتي
إزاي يا آذار دي قالتهالك صريحة يا بني مش هكليك تتهنى على حاجة لا شغل ولا حب هخرب لك حياتك كلها
ابتسم آذار متحدثا: صدقني يا بابا كل حاجة في ايد ربنا ولو ربنا ريد لي شغل في مكان لا هي ولا ابوها ومنصبة هيعملوا ليا حاجة
منها لله قالها والده بحرقة واتبع بعد اللي حصل منها مستكفتش لأ عمري ما شفت بجاحة كده
أنا شلتها من حياتي وقطعت صفحتها للابد
كانت غلطة يا بني يارتني ما وافقت على ارتباطك بيها
كله نصيب يا بابا متشيلش نفسك ذنب أنت معملتهوش وبعدين زي ما قلت لك أنا شلتها وكل اللي حصل من حياتي نهائي 
بحاول اصدقك يا بني ونفسي ترجع حياتك زي الأول قبل ما كنت تقابل العقربة دي
انسى يا حاج مفيش حاجة بترجع زي الأول قالها اذار في نفسه لم يقدر على الافصاح بها فمشاعر والده عنده هامة للغاية
جاء الصوت الرعدي من الخارج الشاي يا أبو مي
تعجب آذار متحدثا: ابو مي مش أنا الكبير بردة ولا إيه يا حاج
رفع والده حاجبه يفكر متحدثا: ايوه صحيح أنت الكبير 
مرات ابوك كبرت وخرفت خلاص، مش عاوزك تزعل منها يا آذار هي مدب آه بس طيبة
مش زعلان منها يا بابا كفاية أنها أم اختى ومراتك
اتجه والده يقبل كتفه متحدثا: ربنا يكملك بعقلك يا بني ويعطيك على اد نيتك

النية ليست سوية تماما أبي
فالأمر مازال في القلب يؤلم
والروح منهكة تشعر بالتشوه

لم يشعر في شرود بذهاب ابيه واحضاره الشاي الذي تناول الكوب من يد ابيه الآن خارجا من شرود على ملمس الكوب الساخن ورائحه النعناع المنعشة 

-------------------------------------

مر يومان منذ أن رأته في اسفل البناية وحتى الآن تفكر لماذا لم يحاول أن يقابلها ثانية مفتعلا وكأنها صدفة حتى لو الحظة يشعرها أنها مازالت في باله ملعون الحب يذل صاحبه تفكر هل نساها الي تلك الدرجة هل الغربة افقدته حبها ومكانها في قلبه كيف ذلك السنين التي مرت من عمرها على أمل عودته من جديد فقلبها تعلق به دون ارادتها .. غير قادرة على تخيل أحد غيره زوجا لها

داعبتها حنة محدثة صوت تقلدي مع تلك الحركة انتفضت فريدة صارخة والتفتت تضربها على كتفها متحدثه: مية مرة قلت لك متعمليش الحركة دي
اجابت حنة وهي تتناول كوب الماء وأنا مية نرة قلت لك هعملها ها ايه تاني
استغفرت فريدة وهي تبتعد متحدثه على فكرة خالتو كلمتني النهاردة
توقفت حنة عن شرب الماء وتبدل لونها متحدثه وهي تنزل الكوب عن فمها: كانت عاوزه إيه

ضحكت فريدة متحدثه: كانت عاوزاني اكون حمامة سلام بينكم
بين مين قصدك؟ قالتها حنة بشك
بينك أنتِ ووسام أحنا هنستعبط منتي عارفة قصدي كويس

-وأنتِ قولتلها ايه؟
سكت معرفتش اقولها ايه بس هي قالت لي أن حنة قريبة منك واتكلمي معاها هتسمع لك

-وبعدين؟
مفيش حاجة تاني هو ده بس اللي حصل اقتصت فريدة كلمات خالتها اللاذعه لها ومصارحتها بأنها هي احد الاسباب لاستمرار الخلاف بينها وبين وسام وكلمات اخرى مفادها أنها تشجعها على البعد تريدها أن تكون مثلها تفقد من تحب .. وكم جرحها هذا التشبيه حتى لو كان بحسن نيه 
وطلب خالتها الاخير أن لا تؤثر على قرار حنة فهي ستتكلم معاها بنفسها ولا تريد لاحد مهما كان التدخل
فقررت فريدة الصمت نزولا لرغبة خالتها وستترك مساحة لاختها لتفكر ربما كانت خالتها على حق وهي بالفعل تؤثر عليها 

-----------------------------------------

لو سمحتى يا خالتو مش عاوزه اتكلم في الموضوع ده
يا حنة أنتِ غلطانه من البداية متنكريش ده أنا مبقولش إن وسام مش غلطان لكن هو كان عاوز يحافظ عليكِ
متخديش الصورة من زويتك بس اعرفي انه بيحبك وباقي عليكي لو راجل تاني في مكانه كان رمى لك الدبلة وقالك مع السلامة
براحته أنا مش ضرباه على ايده والجواز في العموم قسمة ونصيب
يا بنتي افهمي مش بقولك عشان اسمع منك الكلمتين دول اعرفي إني خايفة عليكي قبل منه انتي بنت اختى ومش عاوزه الشيطان يدخل بينكم مش بعد الحب ده كله يحصل كده ميبقاش بيتكم مبني من قش اول عاصفة تيجي تهده لازم تسلحوه 

مش قادرة اسامحه يا خالتو هو جرحني وعلى قد ما بنحب على قد ما بيكون الجرح يمكن مع الوقت اهدى واقدر اسامحه بس مش الوقتي لاني مش قادرة بجد

حاولي تفكرب تاني اسمعى صوت قلبك بلاش عقلك يا حنة
وقبلتها خالتها مغادرة الغرفة وتركتها تسبح في تيار على تغفر وتغلب القلب كما قالت خالتها ام يظل القرار للعقل لا تعرف 

-------------------------------------------

كلمت العريس النهاردة موافق على طلبك
قالت ضحى بشك: هو مين يا خالتو بليز عاوزه اعرف ؟
كيان ابن طنطك زينات
هتفت ضحى بتعجب وكادت عيناها ان تغادر محجريهما: ابن طنط جيجي
ايوه هو ايه رأيك؟
-----------------------------------------

على الهاتف تحدثها
الحمدلله يا حبيبتي
- وصلت لك الهدية
ايوه في ايدي اهي مكنش له لزوم تتعبي نفسك
-مفيش تعب ولا حاجة يا طنط المهم تكون عجبتك
نظرت للاسورة بشئ من التمعن وهتفت دي تعجب الباشا تسلم ايدك يا جمانة
نرجع بس زي الاول وانا هجب لك طقم كامل
اتسعت عينها بجشع متحدثه طقم كامل بجد اقصد ليه ملوش لزوم
ضحكت جمانة متحدثه: ميغلاش عليكِ بس همتك حنني قلبه عليا بقى
والله ولا ليكي عليا يمين أنا مكدراه في الراحة والجاية لحد ما يعرف ان الله حق ويرجع لك
لا متكدرهوش أنا عاوزاه يرجع لي بس أنا بموت من غيره وبكت دموع التماسيح
هتفت في حماس: هما كده الرجالة مبيقدروش حب الواحدة مننا بس ده ميمنعش انك غلطتي يا جمانة في حقه
عارفة واعتذرت له ولو عاوزني اعتذر له تاني معنديش مانع بس نرجع لبعض
خلاص يا حبيبتي سبيها عليا بإذن الله هخليني وراه لحد ما يرجعلك

--------------------------------

رسالة من رقم غريب «مش هزهق يا آذار
ارجعلى أنا مش عارفة اعيش من غيرك»

حظر لهذا الرقم الذي علم هويته لمن تكون
ثم ضرب الهاتف على الفراش بقوة متحدثا بهمس شرس: عاوز المغفل اللي كان في حياتك يرجع تاني 
ثم سقط على الفراش لجوار هاتفه يزفر بقوة يحاول الهدوء كلما تذكر ما حدث يشعر بالغضب لكونه كان مغفل والمياة كانت تجرى من أسفله وهو لا يعلم
حتى ذلك اليوم الذي أشفق عليه واحد من زملائه في العمل فهاتفه من رقم غريب ليخبره ما يجرى خلفه
ايوه يا آذار أنا واحد اعرفك
مين يعني؟ سأله لغرابة الموقف واتبع وعاوز ايه؟

مش مهم تعرف مين، وأنا مش عاوز منك حاجة بل بالعكس انت صعبان عليا هدخل في الموضوع مش هطول عليك، عارف خطيبتك المصون فين دلوقت
اعتدل آذار من مجلسه متحدثا بصلابه: مالك أنت ومال خطيبتي أنت مين وبتتكلم عليها ليه؟!

يا ابن افهم أنا بتكلم لمصلحتك خطيبتك مدوراها من وراك مع ابن رجل الاعمال .....
صمت آذار غاضبا ومتعجبا من كلماته لكنه خرج من صمته بصرخه غاضبة: اخرس، اكيد حد مسلط تقول لي الكلمتين دول فاكر إني هصدقك تبقى غلطان
براحتك يا آذار على العموم العنوان .... والحفلة تكدب الغطسان يا بني نص الشركة عارفة الكلام ده سلام

الووو قالها اذار وهو غاضب يكاد رأسه ينفجر
في الفيلا ...

حفلة بها اولاد النخبة كما يقولون ...
ينظرون له باستعلاء ...
تحرر زائد عن الحد ...
خمر وتعرى ..
هل هؤلاء هم اولاد النخبة!
يبحث عنها؟
لم يجدها 
حضر في ذهنه ابن رجل الاعمال يبحث عنه هنا وهناك 
غير موجود هو الآخر
امسك رأسه سيجن ماذا يفعل .. 
الشك يقتله نبرة الثقة التي تكلم بها الرجل الذي هاتفه منذ قليل تذبحه بسكين بارد 
اوقف أحد الخدم يحدث برجاء فين معتز
معتز بيه فوق قالها الرجل بثقه
فوق نظر لاعلى فاتبع الرجل: ممنوع على الضيوف الطلوع فوق من غير إذن
رمى قنبلة وغادر الخادم
ممنوع الصعود لاعلى ماذا لو كانت معه بالاعلى من سيمنعه الآن

صعد الدرجات سريعا يبحث عنها كالمجنون مازال لا يصدق ما قيل له لكن الشك يضرب عقله بمطرقة حادة 
مستحيل أن تكون بتلك الدرجة الكبيرة من الانحطاط وتصعد مع شاب غريب .. لغرفته 
سيتأكد ويطمئن قلبه 
يفتش عنها في كل الارجاء الغرف كثيرة .. حتى فتح واحده فوجدها .. صدمة عمره .. تمثال البراءة كُسر في عيناه
دخل بخطوات مندفعة كالاعمى صارخا بإسمها: جمانة
انتفضت من جوار معتز مرتبكة مذهولة فآخر شئ تتوقعه هو وجوده الآن
اقترب منها على بعد خطوات متحدثا بضياع وعجز: أنتِ هنا بتعملي إيه؟
اعتدلت سريعا تغلق قميصها المفتوح متحدثه بصوت مهتز ...آذار .. أنا أنا ... أنت عرفت إني هنا إزاي؟
تحدث بصراخ: هو ده كل اللي همك؟ إني هنا؟!
اسمع بس يا آذار قالتها برجاء وخوف

نهض من مجلسه «بجسد رياضي فارع لا يرتدي سو بنطال جينز وسلسلة ذهبية على صدره» هتف معترضا وهو يضربه بيده ليرتد للخلف: أنت مين يا عم أنت؟ وبتعمل هنا إيه؟
اعتدل آذار وانفاسه تكاد تسابق الزمن ..مسددا لكمه قوية وهو يجيبه: أنا خطيبها يا سافـ.... يا ....
صرخت جومانة وهي تحاول الفصل بينهم: آذااار 
دفعها بعيدا عنه حتى سقطت ارضا وصرخ من جديد متلمسنيش يا حقيـ.... يا خاينة

ضربه الشاب من جديد بقوه أسفل معدته توجع آذار بشده لم ينتهي الأمر عند هذا الحد بل أمسك تمثال لجواره وهشمه على رأسه متحدثا: هعرفك تمد إيدك على أسيادك إزاي 
نهض آذار يدفعه متحدثا بغضب: يا كلب دي خطيبتي، يحاول التوازن لكن الرؤية بدأت في التشويش .. ثوان قليلة وسقط في دمائه تحت صرخات جومانة القوية: قتلته ليـــه 
ضربه معتز برجله بهياج: ايه الاشكال الذبالة دي ازاي يطلع هنا 
امسكت جمانة كفه متحدثه بضعف معتز الله يخليك اهدى وخلينا نلحقه اطلب الاسعاف
دفع يدها متحدثا بغضب: اسكتى يا جمانه مسمعش حسك خالص
امسكت رأسها تصرخ: يا معتز ده هيموت اتصل بالمستشفى
جلس على المقعد يزفر ببطء ومد يده يجذب هاتفه محدثا المشفى الخاصة بهم ..
انتهى الحفل مبكرا وغادرت جمانة رغم خوفها مما قد يحدث واستيقظ آذار في المشفى بعد وقت لا يشعر بشئ فقط الم يفتك برأسه ولا أحد لجواره ويبدو أن جسده مشلول غير قادر على التحكم به يريد ان يتحرك دون فائدة عيناه تدور في الغرفة ..كل الارجاء
مر وقت حتى جاءته ممرضه ... كان استعاد بعد من قدرته لكن يعد الفتات سألها بصوت مهزوز: أنا فين وبعمل ايه هنا
جوابها كان مختصر: الدكتور هيجيلك دلوقت متخافش
تحدث بعصبية رغم انخفاض صوته: عاوز اعرف انا فين
تحدث بتعجب: اكيد مش في النادي يا استاذ دي مستشفى طبعا، عن إذنك
نداها لكنها لم تكلف خاطرها بالالتفات لندائه
مر وقت قليل حتى دخل طبيب مبتسما وهتف حمدلله على السلامة يا آذار
اعتدل اذار متحدثا وكمان عارف اسمي
اكيد قالها الطبيب بثقه واتبع حمدلله على السلامة انت اتكتب لك عمر جديد
كانت فصيلتك مش موجودة وكنا محتاجين دم بس لولا معتز بيه وتدخله كان زمانك ميت
عند ذكر اسمه نهض بقوة فشعر بدوار فصرخ بوجع على آثره
فهتف الطبيب وهو يقترب منه: خليك متأمش هتتعب عندك ارتجاج في المخ محتاج راحة تامة
انا عاوز اعرف انا فين وايه اللي بيحصل بالظبط
انت في مستشفى .... قالها الطبيب بثبات
تبدلت ملامح آذار فالمشفى إذن خاصة بعائلة معتز
تابع الطبيب مفيش تقرير طبي ولا حاجة وطبعا الامر هينتهي هنا ومش عاوزين شوشره لانها مش هتكون في مصلحتك
هتف آذار وهو يحاول ينهض مش هسكت وهوديكم كلكم في ستين داهيه ونهض بالفعل فلم يستطع السير شعر بأن الأرض ترتفع وتنخفض سقط ارضا وهو مازال تصرخ: مش هسبكم كلكم

-------------------------------------------

دلفت مكتبها لتجد باقة من الورد الحمراء
مطفت قلبها قبل بصرها من سيكون الفاعل
امسكتها تقلبها يمينا وشمالا علها تجد كلمة تخبرها من المرسل لكن كل المحاولات بأت بالفشل

خلعت معطفها وهي تتنهد ومازالت البسمة المكسورة على وجهها وارتدت بالطو العمليات واتجهت تستعد للدخول فهناك عملية ستقام بعد وقت قليل

في العملية وبينما هم يجرون الجراحة وجدت من يدخل عليهم دون سلام .. مرتدي الكمامة تخفي وجهه لكن تلك العيون تعلمها جيدا
توقفت عن العمل واهتز المشرط بيدها ..
دكتورة كان تنبيه الطبيب الزميل بالعمل معها فحاولت العودة من التشتت واستجماع تركيزها لتعاود الجراحة
اما هو فانتقى يقف لجوار الطبيب بينهم مسافة صغيرة وهو المريض فقط ..
رائحته لقد علمت انه عدلي الآن لكن ما لا تعلمه هو وجوده هنا تحديدا

انتهت العملية ...
وهم في الغرفة المجاورة تحدث الزميل بعتاب: مالك يا دكتورة فريدة كنتي النهاردة مش كويسه خالص
انا اسفة يا كتور أنا مقصدتش ده الامر كان خارج عن ارادتي
اختفى عدلي كما جاء وكانه شبح
مترددة هل تسأل عنه أم لا 
حسمت امرها بسؤال مبهم: هو مين الدكتور اللي دخل معانا العملية النهاردة
آه قالها الطبيب بشئ الثقة ده دكتور جديد يا ستي لسه مستجد وهيدخل معانا الفترة الجاية يتعلم
لم تسأله لتعرف تلك المعلومات
اسمه ايه يعني؟
دكتور عدلي
خرجت وهي في قمه الذهول ...
تريد أن تراه لتفهم ماذا يحدث!
هل يقصد ان تجن .. من تلك الافعال
انتهى اليوم ولم تراه ثانية بحثت في المشفى لتجده لكنه اختفى كالملح في الماء
انتهى اليوم وكادت تصعد سيارتها فوجدت من يقول لجوارها: كنتي بتدوري على حاجة النهاردة
عدلي! .. هتفت وبها وهي تشعر بأن اعصابها ماعادت قادرة على التحمل
فسألته مباشرة: أنت بتعمل كل ده ليه؟!


                      الفصل الثالث من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1