رواية بنت الشيخ الفصل العاشر
فى الأسفل دخلت سيارات محمله بالأسلحة والقنابل وخلفهم سيارة بها العمدة الذى ضحك بسخرية وقال :
_عاوز البيت كله يتفتك وتطلع من البيت صفية وبس
رد الرجل بطاعة :
_أوامرك يا عبد الجوى بيه... يلا يا رجالة شوفوا شغلكوا
عاوز البيت يكون رماد
تغلغلت رجال العمدة فى القصر و أصبحت حرب ضخمة بين كبير البلد و شيطانها عاصى ، وبالرغم من ذلك كان عاصى يثق ثقة كاملة فى أن جبروته أقوى ألف مرة من كل قوة البلد .
كان توفيق يجرى برعب قاصدا غرفة كبيره وسيده عاصى كى يخبره بما حدث و من بشاعة الموقف و خوفه دفع الباب دون مراعاة ان عاصى بالداخل أو حتى ما سيحل عليه بعواقب بسبب فعلته!
عاصى بغضب : عارف يا توفيق اللى بيحصل عاوز رجالة العمدة يتقطع رقابيهم عشان محدش يفكر يعمل كده تانى
نظر توفيق برعب الى عاصم و كانت صفية خلف عاصم تختبئ، كأنه الملجئ الذى يحميها من الوحوش أو أنه جدران ستحميها من بطش من بالخارج!
نظر عاصى لعاصم نظرة التحدى و أشتعلت بينهم النظرات أكثر مائة مرة من النيران التى أشتعلت فى القصر و أكلته!
عاصى : هطلع منها و هتشوف يا عاصم
عاصم : أتكلم على قدك إنت عارف أنا أقدر أعملك أيه يا عاصى ... ده لو طلعت منها حى!
صرخ جميع من بالمنزل وحتى صفية صرخت رعبًا لما تراه فكأن النار أسد جائع يلتهم كل من بالقصر فضجت الفوضى بالمكان الجميع يجرى و عاصى خرج قاصدًا العمدة وهى وحدها!
صفية بخوف شديد : عاصى .. ألحجنى عــــــــــــــــــــــآصــى
أصبحت النار تحاوطها من كل مكان و فى لحظة ظهر من العدم وكأنه ظلها الحامى أختبئت بداخل ضلوعه طالبه الأمان : ألحقنى يا عاصم همووت
رفع يده و كادت أن تلمس ظهرها لكنه تراجع وهو يغمض عيونه ليخلع جلبابه ووضعه عليها ثم جذبها للخارج بسرعة
من باب خلفى .
عاصى وهو يلتقط أنفاسه : أهربى من الباد يا صفية .. أهربى من شر عاصى وخلى بالك من نفسك
أنتاب صفية القلق بشأنه فهى كانت تعتبره أكثر من رفيق لتردف بقلق : وأنت هتروح فين يا عاصم
أردف بإبتسامة بالرغم من هول الحدث لكن قلقها بشأن أعطى قلبه بعض الراحة وكأنها القهوة التى تنعش أعماقه بالرغم من مرارتها: متجلجيش فى حد ملوش ذنب يموت .. روحى يا صفية
سقطت دمعة صفية عندما رأته يُدفن داخل دوانة النار و خرجت كما قال لها من باب القصر الخلفى ، كانت تشعر بأن رأسها يدور ولكنها جرت بسرعة كى تهرب من البلد و من بطش عاصى والحريق وبعد مسافة طويلة ظهرت سيارة تجرى بسرعة الفهد كما صفية لتضربها ضربة قوية!
※※※
كانت سريعة الخطى بالسيارة فلأول مرة تقود سيارة حيث كانت الثقة كل أملاكها فى تلك اللحظة ، وبينما كانت رقية هكذا تجرى بإندفاع جاءت تلك الغريبة عنها والتى ترتدى زى صعيدى و تجرى بعدم أنتباه فصدمتها بسيارتها ، لحظة كان قلبها قد أغشى عليه من الصدمة ولم يتبقى سوى صراخ من منظر الدماء التى تسيل!
وفى لحظة كانت الناس أجتمعت وحملوا صفية فى سيارتها!
رجل منهم : منه لله اللى ركبك عربية موتيها
رقية برعب : انا مليش ذنب والله هى اللى بتجرى و ...
رجل أخر : يا أنسة أطلعى على المستشفى ولا عاوزاها تموت!
وبسرعة كانت السيارة تجرى على الطريق بل تحولت الى طائرة من شد القلق على تلك الصفية التى جعلت العربية وكأنها ملونه بطلاء أحمر من الدماء و بالفعل كانوا فى المستشفى فى وقت وجيز وشالتها سيارات المستشفى بسرعة .
بعد ساعة وصل الى المستشفى حيث كانت ملقاه أرضاً ترتجف برعب و تبكى
وليد : حصل أيه بالظبط
ردت بصوت مخلوط ببكائها : مش عارفة يا وليد ... والله كنت بسوق وهى اللى ظهرت فجأه .. هتسجن يا وليد صح
أحتضنها وليد وقال : ربنا يستر بس .. وتطلع منها زمان أهلها خايفين عليها ..لو كان أبونا معانا كان خاف عليكى برضوا
نظرت له رقية وعبرتها تنزف بقوة من عيونها فمسحهم برقة وقال : بكره كون أسمى وليد مجاهد .. أبن الشيخ الشيخ اللى رمانا وراح الصعيد لمراته وعياله كأننا مش عياله
بعد ساعات خرج الطبيب و لاحقه وليد بسرعة متسائلاً : ها يا دكتور طمنى؟! عايشة
نظر له الطبيب وعدل نظراته التى تظهر زرقويتاه ثم قال : الحالة نزفت كتير جدا الدم فى جسمها قل ومعندناش سيولة كفايا .. محتاجين متبرع
أسرعت رقية بكل تلقائية وقالت : انا انا أتبرع بس تعيش
نظر لها الطبيب نظرات الغيظ وكأنه يعرفها جيدا .. إنتى؟!
توقفت رقية عن البُكاء وقالت فى تعجب : انت تعرفنى منين أساساً
خلع الكمامة فكان ....
يا ترى هو مين ويعرفها منين و أيه اللى هيحصل مع صفية .
عاصم وعاصى هيموتوا وهينتهوا وفاطمة هتتحرق ومحدش هينقذها ولا ايه اللى هيحصل
صفية و فاطمة ورقية ووليد ولاد الشيخ بس محدش يعرف السر غير واحد ياترى ممكن يتجمعوا
ياترى مين الدكتور وايه اللى هيحصل
يتبع....
جاري كتابه الفصل الجديد للروايه حصريه لعالم سكيرهوم اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله