Ads by Google X

رواية حياة التوليب الفصل السادس عشر 16 بقلم ندي

 

رواية حياة التوليب الفصل السادس عشر 


البارت السادس عشر..

#حياة_التوليب🪩💙!

(في بيت التوليب..)***

الساعة 7 مساءاً، بيرن جرس الباب.. و بيروح زياد أخو توليب الصغير بيجري و بيفتح الباب بحماس و فرحة...
أكرم بإبتسامة مرحة: أهلاً بكابتن زياد! عامل إيه ي زيزو مصر الصغير؟!










زياد و قد أعجبه هذا اللقب: الحمد لله، أنا كويس.
نهال بصوت عالي من جوه: مين ال على الباب ي زياد؟!
زياد بحماس: ده عمو أكرم ي ماما، جي اهو عشان نروح نجيب الدهب و نعمل الفرح!... زياد بيبص ل أكرم بتسأول:
مش أحنا بعد ما نجيب الدهب بنعمل فرح! و أنت بتلبس بدلة كبيرة و حلوة.. و توليب بتلبس فستان كبير خالص!!
أكرم بضحك: أيوة ي سيدي هنعمل فرح، و نلبس بدل و فساتين و كل ال أنت عايزه! بس مش هندخل بقاا و لا إيه؟!
محمد و هو بيخرج بسرعة من الاوضة و بيروح على أكرم بسرعة و بيمد أيده بيسلم عليه: أهلاً وسهلاً يبني شرفتنا،
أتفضل أدخل جوا، أنت مبقتش غريب خلاص بقاا، هههههه،
معلش أني مخرجتش استقبلك كنت بصلي و الله!
دخلوا ثلاثتهم إلى الصالون..،
أكرم بإبتسامة مرحة: لا عادي و الله محصلش حاجة! و بعدين حضرتك لسه بتقول أني مبقتش غريب.. يعني عاملني أني فرد من عيلتك يعمي، و بلاش رسميات بينا
ده بعد إذن حضرتك طبعاً؟!
محمد بإبتسامة و هو بيربت على قدم أكرم: طبعاً يبني ده شئ يشرفني!.. أنا عايز أقولك على حاجة ي دكتور! ممكن مش هتفهمها دلوقتي.. بس هتفهمها و هتحسها لما تبقى أب! الراجل مننا في حياته كلها بيفرح من كل قلبه مرتين بس.. المرة الأولى لما بيتجوز و يبدأ حياة جديدة عليه مع شريكة حياته ال بيختارها، و يسلام بقاا لو كان حبها بجد قبل الجواز...
بتبقى حبيبته و مراته و صاحبته، ده أن مكنتش كل حياته! و بيبدأ إحاسيس جديدة و مشاعر مختلفة، و مسؤلية كبيرة بس حلوة جدا... اما الفرحة التانية، لما الواحد مننا بيعرف أنه هيجيله إبن من صلبه على الحياة،
بس مش بيعرف أهمية الطفل ال جااي ده إلا لما يشيله على أيده أول مرة! إحساس جميل، بيفرح، و بيبكي، و بيدفي، و يخوف!! خوف لتكون مش قد المسؤلية! أو أنك تكون مش مقدر نعمة ربنا عليك و تهمل نعمته دي!!
محمد رفع عينه ل أكرم، و عيونه مليانة دموع حب أبوي فطري: أنا بقاا كانت أول فرحتي بـ توليب! لما عرفت أن ليا بنت جاية على الحياة فرحت جدا أنها بنت، بعكس نهال ال زعلت لأنها كانت عايزة ولد، لكن أنا حمدت ربنا و كنت مستني شهور الحمل تخلص، عشان أشوف بنتي و اضمها بين ايديا، و لما شلتها لأول مرة بكيت، و دعيت ربنا أني اقدر اقدملها الحياة ال تسعدها و تريحها! و بدعي ربنا من كل قلبي أني اكون قدرت اقدملها و لو جزء بسيط يسعدها... و ادي الطفلة الصغيرة كبرت، و بقيت دكتورة في الجامعة! و اديني بشوفها و خلاص هتبقى عروسة!
لو ربنا أراد و كملتوا مع بعض، اوعى تظلمها و لا تيجي عليها، اوعى تهينها و لو بنظرة و لا كلمة ملهاش معنى،
اوعى تستعبدها في بيتك! حبها و إحترمها، و اوعى تكذّبها أو تشك في أخلاقها.. خليك واثق من إختيار ربنا ليك.. فاهم يبني؟!!
أكرم و قد ظهر على ملامحه التأثر و بإبتسامة مطمنة، و عيون لامعة: أطمن يعمي، توليب في عينيا و قلبي،طول ما أنا عايش. ثق فيا يعمي بنتك في الحفظ و الصون.
محمد و هو بيمسح دموعه بإيده: ربنا يبارك لك يبني، و يحفظكم من كل شر يا رب.. معلش الكلام اخدنا مع بعض!
هقوم أنادي توليب و نهال، عشان الأشغال ال وراك يبني.
أكرم بإبتسامة هادئة: خد راحتك يعمي!
محمد خرج من غرفة الصالون..، و بعد خمس دقائق تقريباً
بتدخل التوليب بهدوء الصالون، بفستان أسود رقيق و راقي، و خمار كشمير، و شوز أبيض و حقيبة من نفس اللون...
توليب و هي واقفة و بهدوء: السلام عليكم..، ازي حضرتك ي دكتور!
أكرم و هو بيتأمل جمالها الطبيعي، و وجهها الجميل بدون مساحيق تجميل، و قام وقف بهدوء: و عليكم السلام، أنا بخير من ساعة ما شوفتك.. و بيقرب منها ببطء و عينه معلقة بها بحب واضح: أنتي جميلة أوي النهاردة! أنتي إزاي كده؟!
توليب بهدوء: كده إزاي يعني! ما أنا عادية اهو!!
أكرم وقف قدامها مباشرةً و هو بيبتسم بحب و إعجاب:
عادية إيه بس! أنتي ال مش عارفه قيمة نفسك! أنتي...
توليب بجدية: احممم، ميرسي ي دكتور على ذوقك! بس أنا عارفة قيمة نفسي كويس أوي، و مش محتاجة حد يعرفني قيمتي.. لأني عارفاها كويس أوي و حافظاها كمان! ... و بهدوء و نظرة ذات معنى: و يلاا بقا عشان زياد مركز معاك أوي من ساعة ما بدأت رومانسيه! و حضرتك مش واخد بالك خااالص!
أكرم و هو بيلتفت على زياد ال لسه قاعد مكانه متحركش،
و عينه عليهم و مركز معاهم...
أكرم بيضحك بسماجة: منور ي كاابتن و الله! هو أنت قاعد من بدري؟!
زياد بيهز رأسه بإيجاب، بمعني نعم:....
أكرم بنفس السماجة: ااه، و سمعت و شوفت كل حاجة؟!
زياد بيهز رأسه بنعم: كلللل حاجة!
أكرم و هو بيبص ل توليب بجدية مصطنعة: أنا بقول يلاا بينا بقا، مفيش وقت!
أكرم و هو بيتحرك، و بهمس لنفسه: الكاريزما بقت على الأرض خالص!!
توليب ألتفتت عليه و بتسأول: بتقول حاجة ي دكتور؟!
أكرم بسرعة: و لا حاجة، كله تمام!.. اماال فين ماما! أنا مش شايفها يعني؟!
توليب: ثواني هنادي عليها! 
لسه بتلف عشان تنادي مامتها، لقيتها خارجة من اوضتها
ببنطلون أسود من القماش، و يعلوه بلوزة واسعة لونها ازرق، و قطعة قماش صغيرة بالكاد مخبيه شعرها (تربون)،
و رقبتها باينة، و مكياج موضوع بإحترافية شديدة...
نهال و هي بتبص ل أكرم بإبتسامة مرحة: معلش بقاا ي دكتور، أخرت عليكم.. بس زي ما أنت شايف كنت بجهز نفسي، يلاا بقاا عشان منتأخرش أكتر من كده!
أكرم اتصدم بشدة لما شاف نهال خارجة من اوضتها بتلك الهيئة، الغريبة عليه.. فدي أول مرة يشوفها كده، و مش مصدق ال شايفه قدامه، و الاسوء أنها المفروض هتخرج كده معاهم..، أما توليب أتصدمت في البداية من مظهر والدتها، و بعدين بعدت عينها عنها ببرود و جمود، فدي مش أول و لا آخر مرة تشوفها كده، فأمها معتادة على الخروج هكذا بكامل زينتها..،
أكرم بهدوء: احممم، اتفضلوا ي جماعة، يلاا بينا، احممم.
خرج أكرم من البيت، و نزل قدامهم.. توليب ألتفت على والدتها..
توليب بجدية: إيه ده ي ماما؟! حضرتك مش شايفة أنك بالغتي شوية في اللبس و الميك اب؟!.. حضرتك دي مجرد شبكة هنجيبها و نيجي علطول على البيت، مش فرح هو!!
نهال ببرود و سخرية: اسمعي ي بت أنتي! أنا ال أمك مش انتي.. يعني أنا ال أحاسبك مش انتي!! و بعدين أنتي عايزاني ألبس إيه يعني في مناسبة زي دي؟! ردي.. عايزاني ألبس جلابية و لا شوال؟! و لا أعمل زيك و ألف نفسي في الكفن ال بتسميه خمار ده!!
توليب بجدية: على الأقل الكفن ال حضرتك بتقولي عليه ده! بيسترني ي ماما و مغطيني، و الأهم أنه يرضي ربنا!
لكن ال حضرتك لابساه ده ل....
نهال بزعيق و صوت عالي بتهديد: بقولك إيه! أمشي انجري قدامي، و خلي يومك يعدي على خير.. بدل قسماً بالله لأكون مدياكي كفين يعلموا على خلقتك! و تنزلي كده قدام خطيبك! فاهمة ي يست الحجة!
توليب بصتلها بجمود و خيبة، و خرجت من الباب بسرعة بدون ما ترد عليها..
نهال و هي بتقفل الباب، و هي بتبتسم بثقة و فخر بنفسها:
البت بتغير من أمها! هههههه، خايفة ل يقولوا عليها أن هي ال أمي مش أنا!! غيرتها واضحة أوي! أوووف!
و بتنزل على السلم بهدوء و ثقة..
***
في البيت من الداخل، محمد واقف في الصالة بحزن و ندم و قلة حيلة، بعد ما سمع الحوار ال دار بين توليب و نهال..: هونها عليا من عندك يا رب، و يقويكي يبنتي كمان و كمان، و يهديكي ي نهال قبل ما ييجي عليكي يوم و تندمي.. و ساعتها مش هينفعك الندم!.
________________&&&&_____________

بعد نصف ساعة أكرم بيوقف بعربيته قدام محل صاغة باين عليه الثراء و الرقي، و بتنزل التوليب و نهال، و زياد من العربية..
أكرم و هو بيشاور لهم بالتقدم ناحية المحل: أتفضلوا ي جماعة هو ده المحل.. أتفضلوا ادخلوا ماما مستنيانا جوا!
نهال و عينها بتمر على المصوغات المعروضة من زجاج المحل، و عينها بتلمع بطمع: الله الله..! الظاهر أن عريس الهنا أيده فرطة أوي، يا حظك ي بوومة أنتي! اخ منك حظك من السما!
نهال بتشد توليب من دراعها لورا، و بتاخدها على جنب..
نهال و هي بتهمس ل توليب: بقولك إيه! لما تيجي تختاري الدهب، أختاري الحاجات التقيلة ال توزن كده و ليها قيمة،
ابعدي خالص عن الحاجات الخفيفة دي.. خطيبك غني و معاه فلوس، و مش هيستخسر في مراته حاجة.!









توليب اتضايقت من تفكير والدتها و طمعها، و بعصبية: 
ماما لو سمحتي! ارحميني شوية.. أنا انقي ال أنا عايزاه و شايفاه مناسب مش أكتر من كده!.. و أنا أصلا في الحقيقة مش عايزة حاجة خالص.. فسبيني بقاا في ال أنا فيه، لأحسن و الله العظيم رد فعلي مش هيعجب حد! 
نهال بضيق: خلاص يختي خلاص! إيه أنتي انفجرتي؟!
يلاا يختي عشان خطيبك واقف هناك و بيبص علينا!
توليب اخدت نفس قوي، و هدأت نفسها.. و ألتفتت و دخلت المحل ورا مامتها، و راحت تسلم على مامت أكرم،
و قعدت على كرسي بهدوء و برود، و بدأ العامل يعرض قطع الدهب ال عنده، و يطلع أفخم الأنواع و أغلاها! 
بتوصية من أكرم و والدته.. ال لازم مرات أبنها الوحيد تكون لابسه أغلى دهب، طبعاً مش كل واحد بيجيب قيمته!.. و لكن كان ل التوليب رأي آخر..!
»و هل أتفقت امرأتان على شيء واحد من قبل، ربما كان ذلك في التاريخ!
_______________&&&&____________

(في فيلا حسن الهواري..)**

في مساء نفس اليوم، و الساعة قاربت على الواحدة بعد منتصف الليل..، يوسف واقف في بلكونة غرفته بتفكير و شرود طول الليل، و مش قادر ينام من فضوله.. لما حسن رجع بعد غياب لساعتين، و لما سألوا على غيابه!! قال بكل بساطة.. روحت ل دكتورة توليب البيت..! من غير ما يزود كلمة تانية، و طلع على أوضته عشان يرتاح...
يوسف بعصبية و تساؤل: يعني هيكون راح لها ليه يعني؟!
أكيد راح أعتذرلها و لا حاجة.. كأني أنا ال غلطت مش هي! أوووف هو أنا شاغل بالي ليه و مش عارف أنام! ما ال يروح يروح، هو أنا بيهمني يعني!
خرج يوسف من البلكونة، و قفل الباب.. و طفئ أنوار أوضته، و راح على سريره.. و نام عليه...،
بعد ربع ساعة، يوسف عمال يتقلب يمين و شمال و برده النوم معانده..، بيقعد على السرير بزهق و ملل...
يوسف: أنا مش عارف أنام مع أني تعبان جدا و محتاج أنام..!
قام وقف من على السرير، و فتح باب أوضته، و خرج لبرا الفيلا.. في الجنينة الخلفية بتاعة الفيلا، و قعد على مقعد كبير في الجنينة بشرود و إرهاق من قلة النوم، و فضول في الكلام ال دار بين توليب و باباه في بيتها! و هو مش عارف حاجة..
يوسف بحيرة و تفكير: هو أنا غلطت جامد فعلاً! لما عاملتها بالطريقة دي؟! بس هي تستاهل دي بنت باردة و مستفزة أوي..  بس بابا ليه مهتم بيها كده! ده راحلها البيت مخصوص، البنت دي فعلاً مش سهلة..!
فجأة حس بإيد بتتحط على كتفه من ورا...!
حسن بهدوء: منمتش ليه لحد دلوقتي؟! بتفكر في ايه؟!
يوسف بهدوء و هو بيبص قدامه: عادي مش جايلي نوم!
و لا تفكير و لا غيره..
حسن و هو بيبصله بشك: متأكد؟!.. و لا حتى عايز تسأل
على حاجة كده و لا كده..؟!
يوسف بلامبالاة و هو بيهز كتفه: مفيش حاجة تشغل بالي غير شغلي و بس! أي حاجة تانية متهمنيش أصلا..!
حسن بيهز راسه بإيجاب، و هو بيقوم: تمام يبني! أقوم أنام بقاا عشان عندي شغل بدري، و أنت قوم ريح جسمك بقاا عشان تكون فايق في الشغل.. و متبقاش عصبي و تقعد تخانق في دبان وشك!
يوسف بضيق: خلاص ي بابا! أنا مش صغير، أنا عارف أنا بعمل إيه؟!
حسن و هو داخل لجوا الفيلا، و بلامبالاة:ماشي ي يوسف، بس على فكرة! أنا كلمت الدكتورة توليب لما روحتلها البيت.. و أقنعتها بالعافية.. و قالتلي أنها هترجع الشركة من تاني...!
يوسف قام من مكانه بإهتمام و تساؤل: أستنى ي بابا! يعني إيه! يعني هي ال قالتلك إنها هترجع تاني عادي! حضرتك متأكد؟!
حسن بجدية: أماال هتضحك علياا و لا إيه ي يوسف؟!
هو أنا عيل؟!!
يوسف بسخرية و غرور: أنا كنت متأكد أنها هترجع تاني، بس مستنية حد يكلمها! متكبرة على الفاضي و رافعة مناخيرها للسما! و هي مش عايزة تسيب الشغل معانا!
حسن و هو بيربع ايده على صدره و بتساؤل: و إيه بقاا ال يخليها متمسكة بالشغل معانا بالطريقة دي! و خصوصاً بعد ال عملته؟!
يوسف بجمود و هو بيهمس و بنبرة ذات مغزى: من ناحية أنها متمسكة بالشغل في الشركة.. فـ في ال يخليها عايزة ترجع، حضرتك بس ال مش شايفها على حقيقتها ي بابا..! 
حسن بإستفهام: بتقول إيه ي يوسف؟! مش سامع..!
يوسف بجدية: و لا حاجة ي بابا.. و لا حاجة! و هترجع امتى بقاا إن شاء الله؟!
حسن بهدوء و عينه على يوسف: هي هترجع.. بس ده بيعتمد على شخص واحد بس! هو ال يقدر يخليها ترجع في أقرب وقت... أو مترجعش خالص؟!
يوسف و هو بيبص ل حسن بشك: مين هو الشخص ده؟!
أكيد تقصد مر.....
حسن بهدوء: أنت!
يوسف بتسأول و تقطيب جبين بإستغراب: أنا! و عايز مني ايه يعني؟! أنا مش فاهم حاجة..!!
حسن بجدية: يوسف أنت عارف كويس أوي أنك غلطت جامد في البنت.. و ظلمتها و جيت عليها! و طردتها من شركتك و بإهانة قدام كل الشركة كمان! إيه؟! مش شايف نفسك غلطان! ضميرك مش بيأنبك و عايز تعتذر لها على الأقل؟!!
يوسف بغضب شديد و عصبية: أعتذر لها!! أعتذر لمين! ل حتة بت زي دي، متساويش جنية واحد! أنا يوسف الهواري اروحلها عشان أعتذر لها.. أنا مبعتذرش لحد ي بابا! و لو في حد فينا المفروض يعتذر، يبقي هي مش أنا..!
بزعيق و صوت عالي: لو في حد فينا غلط و اتعدي حدوده! يبقى هي برده مش أنا..! 
يوسف مشي بعصبية و غضب شديد من قدام والده..،
حسن بجدية: ده آخر كلام عندك؟!
يوسف ألتفت على حسن بعصبية: أيوة، آخر كلام.. أنا عمري ما أعتذرت لحد، و لا هعتذر ابداً!
حسن بيهز رأسه بإيجاب و بحزن، و ضيق: تمام ي يوسف!
بس عايز أقولك على حاجة.. ع فكرة توليب قالتلي أن أبن حضرتك مش هيعتذر! بس أنا رديت عليها بكل ثقة و قولتلها أنه هيجيلك و هيعتذرلك!.. بس الظاهر أنا طلعت غلطان، و هي كان معاها حق...براحتك ي يوسف، أنا مش بجبرك على حاجة يبني.. ال يريحك.
حسن عدى من جنب يوسف، و ربت على كتفه، و بهدوء:
تصبح على خير!
حسن طلع على أوضته.. يوسف واقف مكانه بشرود و غموض، و عينه مليانة كره و غضب شديد، و سخط عليها
و على تخطيها حدودها معه...
و بعد مرور نص ساعة بيتحرك يوسف في إتجاه أوضته،
بعد إتخاذ قراره، و ما سيفعله مع تلك المتكبرة، ليعلمها درساً لا تنساه.. 
___________'__&&&_____________

(في فيلا حاتم زهران والد رقية..)**

رقية قاعدة على سريرها في أوضتها و قافلة الباب عليها،
و ضامة رجليها لصدرها بخوف، و قلة حيلة.. و جسمها بينتفض بشدة، و دموعها نازلة على وجهها الشاحب الذي فقد بريقه، و أصبح كـوجه جثة هامدة بلا روح، مجرد جسد فقط!.. و عيون دابلة حمراء لم ترى النوم، من ليلة انتهاك روحها البريئة! و جسد*ها الصغير، على يد من! من أطلقت عليه حبيب و تمنته زوجاً لها! و أعتبرته أمانها و مأمنها الوحيد في العالم.. فكانت سكينته هي أول ما طعنتها في الظهر بدم بارد...

بيقاطع شرودها صوت رنين تلفونها، بتمسح دموعها بسرعة و بتقوم تجري عليه بلهفة و أمل أنه يكون مراد.. ،
و بتمسك التلفون.. و بتنزل على الأرض بخيبة أمل، و كسرة و خوف..! لما بتلاقي تارا هي ال بترن مش مراد!
رقية بترمي التلفون على الأرض، و بتدفن راسها بين أيديها و بتبكي بإنهيار تام و مرارة.. و وجع، و إحساس بشع بالغدر و الخيانة.






.
رقية بتهز راسها بخوف: أعمل إيه يا رب! أعمل إيه بس!
يا رب خليك معايا يا رب أنا مليش غيرك.. أنا مقدرش على كل ده لوحدي.. يا رب يا رب.
بترفع رأسها و بتبص قدامها بشرود: هونت عليك تعمل فيا كده! ليه هونت عليه؟! ده أنا حبيتك بجد، ده أنا عملت حاجات غلط علشانك، وو و كنت بكدب على بابا عشان أعرف أخرج أشوفك! بعد كل ده تعمل فيا كده؟!.. ليه ي مراد ليه! ليه تقتلني بإيدك و تسبني أنزف قدامك بدم بارد!
و بصريخ موجع و ألم: ليييييه! لييه دمي كان رخيص عندك؟! يا رب أنتقم منه يا رب، يا رب أنتقم منه.ااااه، ااااه.
و بعد ساعة متواصلة من النحيب، و البكاء، بتمسح دموعها بإيد مرتعشة.. و بتمسك تلفونها.. و بتجيب أسم مراد، و بترن عليه...
مرة ورا التانية ورا العشرة... و لا رد..!
رقية بتنزل التلفون و بتبصله بصدمة: لا لا بلاش تتخلى عني! مش بعد ال عملته.. لا مش هينفع، لا مش هسيبك ي مراد.. مش هسيبك!
________________&&&___________

قبل ذلك بساعات طويلة...بتنزل توليب من عربية أكرم،
 و بتتبعها مامتها و زياد، و والدة أكرم ال باين عليها الضيق، و عدم الرضا.. و أخيراً أكرم بيركن عربيته، و بينزل منها بهدوء.. و بيطلعوا كلهم على شقة محمد ألالفي!
 ‏بيدخلوا كلهم، و بيروحوا على الصالون، و بيلاقوا محمد 
 ‏و محمود والد أكرم قاعدين مع بعض، و بيضحكوا بمرح
 ‏و كأنهم أصحاب من سنين...
 ‏أكرم بيقعد جنب والده على الكنبة و بمرح: تدوم الضحكة 
 ‏و الفرحة على وشكم، بس مش تضحكونا معاكم و لا إيه؟!
 ‏محمود بإبتسامة بسيطة: و لا حاجة يبني.. كنا بنفتكر ذكريات من زمان و تعب كل واحد فينا عشان يبني نفسه!
 و يصلب عوده، و يفتح بيت! و ضحكنا على مواقف كتير صدمتنا و حزنتنا في الماضي، ههههه و ادينا بنفتكرها دلوقتي و بنضحك عليها!
 ‏محمد بإبتسامة حنين لبعض مواقف الماضي: أيوة و الله ي حج! بس الماضي مش كله وحش و بيوجع برده! في مواقف و ذكريات متتعوضش أبداً مهما عشنا، و مهما جربنا مش هننساها و الله.







 ‏أكرم بإبتسامة سعيدة بهذا الجو العائلي: فعلاً و الله، لازم نستمتع بكل لحظة بنعيشها! و نرضي بالحزن و الألم قبل الفرح و الضحك... و لا إيه ي توليب؟!
 ‏توليب فاقت من شرودها على صوت والدها: نعم ي بابا!
 ‏حضرتك بتقول حاجة؟!
 ‏محمد بإبتسامة ذات معنى: يااااه أنتي مش معانا خالص بقاا؟!! ال واخد عقلك يتهناا بيه، هههههه
 ‏أكرم بنظرة حب ل توليب، ال نزلت راسها بإحراج للأرض
 ‏او هكذا ظنوا: يا ريت ميكونش عقلهاا بس يعمي؟!
 ‏كريمة بهدوء و هي بتبص ل توليب: فرجتي بابا على الشبكة ي عروسة و لا لسه؟!
 ‏توليب بهدوء: لا ي طنط لسه!
 ‏كريمة بضيق واضح: طب أفتحي العلبة و اديها لبابا يتفرج عليها! و يشوف ذوق بنته المصون!
 ‏أكرم بتدارك للموقف من قبل ما يبدأ خلاف آخر بين مامته و توليب، زي ما حصل في محل الصاغة: أفتحي العلبة ي توليب، و فرجي عمي و بابا.. 
 ‏توليب فتحت علبة بنفسجية متوسطة الحجم، و قامت تفرجها ل محمد و محمود...
 ‏محمد بفرحة و سعادة لأبنته: بسم الله ما شاء الله! تتهني بيهم يبنتي، و تعيش و تجيب لها ي دكتور، مبروك عليكم ي ولاد عقبال الليلة الكبيرة.
 ‏كريمة بتسأول: و أنت إيه رأيك ي محمود؟!
 ‏محمود بهدوء و رزانة: جُمال جدا اللهم بارك! حاجات بسيطة و رقيقة، بيدل على ذوق عروستنا الغالية.
 ‏كريمة بضيق: ذوق بلدي أوي! بقى ده دهب ده، ده ميلقش بأبني و لا مركزه و لا قيمته! لكن الهانم عايزة تفضحنا بين الناس و تخلي ال يسوى و ال ميسواش يتكلم علينا بالباطل.. و يقولوا علينا بُخلة و مش بنفهم في الدهب!
 ‏محمد بهدوء: هو حد يقدر يتكلم عليكم نص كلمة حتى يست كريمة! الموضوع مش كده ي حجة، توليب بنتي بتحب الحاجات البسيطة دي ال مفيهاش شغل كتير، يعني بترتاح فيها أكتر.. و أنتوا ناس كرم و بيت كرم، محدش يقدر يطعن في ده!







 ‏أكرم بترجي ل والدته: لو سمحتي ي ماما بقاا! أحنا مش نهينا الموضوع ده و خِلصنا منه عند الراجل في المحل؟!
 ‏كريمة بعصبية و غيظ مكتوم: لا أنا مخلصتش كلامي، و لا نهيت مواضيع!.. أنا بس سكت و دوست على نفسي عشان خاطرك أنت بس! لكن أنا مش مقتنعة بكل ال بيحصل ده، و لا داخل دماغي..!
 ‏نهال طلعت بسرعة من المطبخ على صوت كريمة الغاضب
 ‏و حطت صينية المشروبات و الجاتوو على الترابيزة: في إيه بس؟! إيه ال حصل ي كريمة تاني..! توليب عملتلك حاجة ضايقتك؟!
 ‏محمود بهدوء: الدكتورة معملتش حاجة و لا أتكلمت حتى يست نهال! بس كريمة متضايقة شوية و بتعتب على توليب أنها مجبتش دهب تقيل، و يوزن يعني..!
 ‏نهال بتأييد ل كريمة: معاها حق و الله ي حج! أم جوزها
 ‏المستقبلي و عاملة عليها، و عايزة مرات أبنها تبقى أحسن
 ‏البنات، و لابسة أغلى و أفضل الدهب! و ماله!
 ‏كريمة بضيق: مش كده برده ي نهال! أنا مش عارفه بنتك مطلعتش ليكي و في عقلك ليه؟! كنا كلنا أستريحنا دلوقتي، و محصلش كل ده!
 ‏توليب بهدوء: مع إحترامي ل حضرتك ي طنط، أنا أصلا مش بحب الدهب كتير.. و عشان لازم موضوع الشبكة و الكلام ده، أنا مكنتش جبت أصلا!.. أنا بحب البساطة في كل حاجة، و الدهب ال حضرتك اختارتيه مكانش هيناسبني، لأني مش بحب الحاجات المبهرجة و التقيلة دي! فمعتقدش أن دي مشكلة كبيرة أوي كده بالنسبة لحضرتك؟! في الآخر أنا ال هلبس الدهب ده مش حضرتك!
 ‏كريمة بضيق و سخرية: أنا مسألتكيش أنتي بتحبي إيه و بتكرهي إيه؟! عشان تقوليلي الإسطوانة دي كلها.. و مليش دعوة ... لا بذوقك البلدي ده.. و لا حتي بلبسك! أنا كل ال يهمني أبني و شكله و قيمته في وسط الناس!.. و أنتي لازم تحترمي ده و تراعي قيمة الراجل ال هيبقى جوزك!
 ‏توليب كانت بتحاول تتمالك نفسها، و لكن وصل معها الغضب لذروته، و طفح الكيل من تلك المرأة المتسلطة:
 ‏يعني الدهب هو ال هيحفظ قيمة ابنك يعني؟! القيمة الشخص هو ال بيعملها لنفسه من خلال تصرفاته و عقله،
 ‏مش بالدهب و الفلوس! كل ماديات الدنيا مش هتدي قيمة و إحترام لشخص إلا أما يكون هو عاملها لنفسه و بنفسه..! الشخص لو قيمته أتحددت من خلال الدهب و الفلوس.. يبقى شخص رخيص، و عقلية متخلفة فارغة،
و الشخص ده ‏ميلزمنيش!
 ‏أكرم بضيق و هو بيبص ل توليب: براحة ي دكتورة! الكلام مش كده، ماما متقصدش أنها تغلط فيكي ع فكرة،
 ‏هي بس عايزة تجبلك الغالي و ال يليق بقمتك مش اكتر و لا أقل.








 ‏محمود بهدوء: أهدى يبني مش كده، صلوا على النبي ي جماعة..
 ‏الجميع بأصوات متفرقة: عليه أفضل الصلاة والسلام!
 ‏محمد بيحاول يهدي الأوضاع بين الجميع: خلاص بقاا ي جماعة ال حصل حصل بقاا.. المهم أننا جبنا الدهب و الحمد لله، نشوف بقاا الخطوة ال بعد كده، مش نرجع تاني لورا؟! عايزين نفرح بقاا و لا إيه ي أكرم يبني؟!
 ‏اكرم بهدوء: ال حضرتك تشوفوا يعمي.
 ‏محمد بإبتسامة فرحة: خلاص الحمد لله على كده، و فكوا بقاا خلونا نفرح و نهيص بقاا!
 ‏نهال بضحك لتلطيف الأجواء المشحونة: و الله ي كريمة،
 ‏كنا بنقول و احنا جاايين في العربية نروح نهيص شوية و نفرح مع بعض بمناسبة ما جبنا الدهب! و لا أيه رأيك؟!
 ‏كريمة و هي بتمرر عينها على الجميع: ااه طيب مفيش مانع، اهوو أحس أن عندنا فرح فعلاً، بدل الغم ال أحنا فيه ده!!
 ‏نهال بضحك و فرح: إذا كان كده! أقوم أشغلكم السماعات بقاا شوية و نهيص مع بعض.. ثواني و جااية؟!!
 ‏
 ‏محمود بجدية: أستني يحجة نهال.. عايزين نتكلم في المفيد قبل أي حاجة!
 ‏نهال قاعدت مكانها تاني بإهتمام،..
 ‏محمد بإهتمام و تركيز: أتفضل ي محمود، خير؟!
 ‏محمود بيبص ل أكرم، و بيرجع عينه ل محمد مرة أخرى:
 ‏كل خير إن شاء الله! بما أننا عرفنا بعض كويس و اديلنا فترة حلوة مع بعض!، أي رأيك لو خلينا الفرحة فرحتين و نخليها علطول شبكة و كتب كتاب؟!.. أكرم أبني دكتور كبير و ثابت وجوده في مجاله و بيكسب كويس جداً كمان، يعني يكّفيه أنه يفتح بيت و يصرف عليه! و عندنا الدور التاني كله في الفيلا جاهز و كامل من الإبرة لل الصاروخ، فمفيش داعي أننا نماطل في الموضوع! و خير البر عاجله..!









 ‏محمد بجدية: كلامك على راسي من فوق ي حج و الله،
 ‏بس دي بنتي برده و أنا ال هجهزها من كافة كل شيء!
 ‏و إذا كان على كتب الكتاب! فإذا توليب موافقة و معندهاش مانع.. فأنا موافق طبعا، و مش همانع؟! ده يوم السعد و الهناا يوم ما أشوف بنتي عروسة.
 ‏محمود بإبتسامة بسيطة: هنفرح بيهم قريب إن شاء الله ي حج.... محمود بينقل نظره ل توليب الصامتة: إيه رأيك ي عروسة؟! عندك مانع أن كتب الكتاب يكون يوم الخميس الجااي ده؟!
 ‏نهال بسرعة و ضحك: و إيه ال يمنع يعني!! ده يوم الفرح و الهناا.. ههههه، إيه ي توليب نقول مبروك بقاا و لا إيه؟!!

 ‏توليب بجمود و نظرة غامضة: أنا ااااا....

 ‏





بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-