رواية ليلة في المستشفى الفصل الثاني 2 والاخير بقلم حماده هيكل
كاملة
أخو زوجتي عمل حادثه ..أضطرينا نسافر بالليل وخدنا الطريق الصحراوي لأنه أسرع ،هما عايشين في محافظة تانية تبعد عننا 250 كيلو
في نص الطريق كنت بهدي مراتي وبقولها متخافيش
وان شاء الله خير ..وتقولي دا اخويا الوحيد
انا خايفه يجراله حاجه ماما وبابا ممكن يروحوا فيها
خصوصا وانهم مرضى ضغط وسكر
ادعيله انتي بس يا روحي وربنا يطمنا عليه
بعدها بشوية ..العربية بدأت تهدا
ايه الي حصل !!
مش عارف ..وبعدها وقفت مرة واحده
وبعدين هو دا وقته ..في ايه ؟؟
هنزل اشوف مالها، نزلت فتحت الكبوت بصيت
وعملت كام محاولة لكن مفيش مش راضية تنطق
طب وبعدين هنعمل ايه ؟
مش عارف ..طلعت الموبايل عشان اتصل بأي حد
ييجي ياخدنا او يجيب ميكانيكي معاه ..بس مفيش شبكه
كدا كملت كمان مفيش شبكه
طب والحل ؟
هشاور لأي عربية بقى تاخدنا في سكتها
الطريق كان هادي مفيش حد غيرنا
الجو برد وصوت الرياح مع الاضاءة شبه المنعدمه
خلت الجو مش لطيف ومراتي كمان بتعيط على اخوها
وليلة شكلها مش فايته
بعد ربع ساعه شوفت نور عربية ..شاورت ليها
هدت شوية وكانت ركباها ست في منتصف العمر
وقفت شوية ..وفضلت تبص لنا
لو سمحتي ممكن لو ...
داست بنزين وسابتنا ومشيت
يا بنت ال...
وبعد كام متر وقفت ورجعت بضهرها وقالت
انتوا عطلانين !
اه للاسف ممكن حضرتك تاخدينا في سكتك
معلش اصل مراتي اخوها عمل حادثه و
هاتها وتعالوا
بجد !!
يلا
متشكر جدا ...ركبنا انا ومراتي..انا جنبها ومراتي ورايا
انا متشكر جدا لمساعدة حضرتك لينا
كانت ساكته طول الطريق
حسيت انها حزينه او في حاجة شغلاها
محبتش أتطفل عليها وأسألها
فجأة سألت مراتي ..هو انتي اسمك ايه
مراتي أستغربت من سؤالها وبصيت لها وهزيت راسي
فقالت أنا أسمي آيه
اه واخوكي ؟
مراتي سكتت فرديت انا
اخوها اسمه مصطفى حضرتك وهو شاب محترم
جدا شغال قريب مننا ودايما بيزور أخته
وبيسأل عليها ..
هو عمل حادثه أزاي ؟
الحقيقه متعرفش كل ما في الأمر
ان اختي جالها اتصال من تليفونه ..ولما ردت
لقت صوت وحده بتقولها أن صاحب الفون
عمل حادثه وانه في المستشفى دلوقتي
اخدنا العربية وجرينا بسرعه على الطريق
طب و المستشفى دي فين
اتفضلي دا العنوان ..انا مش عارفه مكانها فين
متقلقش انا عارفاها ؟
فعلا !
اه انا رايحه هناك أصلا دلوقت
ايه الصدفة العجيبة دي ؟ هتزوري حد فيها !
لا انا شغلي هناك ..اه اسفه انا دكتوره ايناس غانم
أخصائي عظام
أهلا وسهلا بيكي يا دكتور ..دي فرصه سعيده
اهلا بيك ..كان نفسي اقابلكم في ظروف احسن من كدا
بس متقلقوش واطمنوا ..خير
يارب يا دكتوره ..مراتي سألتها هي المستشفى بعيد عن هنا
لا أبدا كلها ربع ساعه وهنوصل
فعلا وصلنا في الميعاد
المستشفى كانت عبارة عن مبنى
في منطقة مهجورة ..في عربيتين إسعاف واقفين قدامها ...بوابة حديد وسور كبير ..العامل فتح الباب
ورحب بالدكتوره ..نزلت واحنا معاها ودخلنا المشتفى
العمال والممرضين كان شكلهم غريب شوية
وجوه شاحبه ومفيش على وشهم أبتسامه
دخلنا وروحنا ع الاستقبال والدكتورة سألت
عن مصاب باسم مصطفى طارق لسه واصل من شوية
اه يا دكتور دا دخل العمليات من شوية
مين معاه ؟
الدكتور شوقي
تمام ..اتفضلوا معايا..دخلنا مكتبها
وقالت متقلقوش دكتور شوقي أفضل دكاترة المستشفى
كنت ماسك ايد مراتي وبقولها متقلقيش بأذن الله خير
هو بابا وماما لسه موصلوش ليه ؟
دول أقرب مننا للمستشفى ..غريبة دي
طب اتصلي عليهم كدا
طلعت للموبايل لقته مقفول ..يوووه شكله فاصل شحن
اتصل انت كدا ..حاضر ..غريبة انا كمان موبايلي فاصل
معلش يا دكتورة ممكن شاحن !
اه طبعا اوي اوي ..هات موبايلك
تحبوا تشربوا ايه
لا ملوش لزوم كفاية ذوق حضرتك
لا ازاي انا هبعتلك عامل البوفيه وهروح اشوف
كام حاجة ورايا كدا وراجعه تاني وهطمنكم على اخو المدام
وهبعت حد كمان يحاول يشوفلكم العربية
في ميكانيكي شاطر هنا قريب من المستشفى
بس كدا هنتقل على حضرتك
لا لا أبدا ممكن المفتاح !
بصيت لمراتي وبعد تردد طلعت مفتاح العربية واديتهولها
خرجت وبعد دقايق سمعنا صوت دوشه بره
ودربكه وزي ما يكون في ناس بتجري وبتصرخ
مراتي قالت هو ايه اللي بيحصل
معرفش ايه الدوشة اللي بره دي
خدت الموبايل من ع الشاحن وفتحت الباب وخرجت
لقيت المكان فاضي مفيش حد
دا مفيش حد هنا !
أزاي اومال راحوا فين
روحت ع الاستقبال لقيت الممرضة واقفه
لو سمحتي هو ايه الدوشة اللي حصلت دي
كانت بكتب حاجه..سابت القلم ورفعت دماغها
وقالت دوشة ايه يا فندم !
مراتي صرخت وانا اتصدمت لما لقيت نص وشها
متآكل ومحروق تماما
مراتي شدتني من إيدي وجرينا
وبعدها اتفاجأنا بعامل شايل صينيه واقف قدامنا
انتوا ضيوف الدكتورة إيناس ؟
ها ..ايوه
طب هي بعتاني اشوف تشربوا ايه
نشرب ايه بس ايه ..الموظفه بتاعت
الاستقبال شكلها بقى مريب
مريب أزاي يعني ؟
معرفش نص وشها لقينا محروق ومنظره فظيع
معقول دا !!
ايوه
لا اكيد حضرتك بيتهيألك
احنا الاتنين شوفناها بقولك
طب تعالوا معايا وانا هشوف الموضوع دا
روحنا وقفنا قدامها وكانت بتكتب حاجه
العامل قال ..انسه سامية
رفعت وشها وقالت نعم ؟
واتفاجأنا ..انه وشها سليم وطبيعي
العامل قالنا مش قولت لكم مفيش الكلام دا
ولسه هقوله ..ايوه بس انا
لقيت أن وشه هو بقى متفحم وعيونه زي الجمر
مراتي صرخت ورجعت بضهرها لورا
الممرضة قالت خير يا مدام مالك
بصينا ليها لقيناها رجعت زي الأول ..شكلها مخيف
جرينا انا مراتي بسرعه ولقينا اول أوضة في وشنا
دخلناها وقفلنا الباب ..وسمعنا صوت حد بيتنفس بصعوبه
بصيت ورايا وشوفت واحد مغروس في بطنه
سكين وبيصرخ وبيقول ساعدوني ..انا هموت
فتحنا الباب وجرينا ودخلنا اوضة تانية
لقيت ست قاعده على كرسي متحرك
ملامحها مش واضحه وشعرها نازل على وشها
قالت متخافوش انتوا هنا بأمان
لو سمحتي هو ايه اللي بيحصل ...احنا فين هنا
رفعت شعرها من على وشها ..ولقيناها عباره
عن مسخ مخيف قربت مننا ..ومراتي بتصرخ
وهي بتستخبى ورايا
خليها تسكت انا مبحبش الدوشه
اسكتي بقى يا ايه
مراتي بتعيط ومش قادرة تتمالك أعصابها
والست بتزيد عصبية وهي بتقول
خليها تسكت ..خليها تسكت
وفضلت تتحرك بعصبية بالكرسى وتكسر
كل حاجه قدامها ..ومراتي صراخها بيزيد
وفجأة وقفت من ع الكرسي وقربت مننا
وقالت بصوت عالي ومخيف
أسكتاااااااي
فجأة الباب أتفتح وأترمينا
كان في قوة نزعتنا ورمتنا بره الأوضة والباب اتقفل لوحده
هربنا بسرعه على بره المستشفى ..كان المكان فاضي
تماما ومفيش حد فيه ..والمكان مظلم
خرجنا بره سور المستشفى واتفاجأت لما لقيت
العربية بتاعتي قدامنا ..ركبناها وطلعنا بسرعه
بعيد عن المكان ..بعدها بدقايق تليفون مراتي رن
ايوه يا ماما ..
فينك يابنتي موبايلاتكم مقفولة ايه
معلش يا ماما الشبكه . طمنيني على مصطفى
الحمدلله هو بخير ..كسر في رجله وشوية كدمات
الحمدلله يارب ..طب ممكن تقوليلي فين العنوان بالظبط
وصلنا هناك واطمنا على مصطفى ..ومراتي هديت
سألت حد من الممرضين عن المستشفى اللي كنا فيها
ووصفت له المكان وشكلها
قالي ان دي مستشفى مهجورة من كام سنه
بسبب حريق حصل فيها ...
هي اسمها ايه المستشفى دي
مش فكر بس صاحبها كان الدكتور شوقي عبد المعز
وزوجته الدكتوره ايناس غانم ..الله يرحمهم
ماتوا أثر الأختناق من الحريق ومن وقتها
محدش فكر يجدد المستشفى او يفتحها تاني
وسمعنا انها بقت مسكونه ..والناس بتخاف تقرب منها
تمت
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
