![]() |
رواية أشرقت (كامله جميع الفصول) بقلم اسراء صالحالفصل الاول أشرقت ٢٠٢٢/١٢/١٦ الساعة ٦:٠٠ صباحاً في تمام اليوم، يكون قد مر ٦ سنوات على رحلة أشرقت في مجال ريادة الأعمال. رن جرس المنبه يعلن بداية يوم جديد، استيقظت أشرقت، وهي تلعن صوت المنبه، الذي طالما يُذكرها بمضي يوم آخر دون الوصول إلى الهدف. أشرقت بنت طموحة تبلغ من العمر ٢٦ عاماً، تبنت فكرة أن الإنسان يكون سعيد بمقدار الإنجازات التي يُحققها، ولكنها سلكت أصعب الطرق لتحقيق ذلك، وهو مجال ريادة الأعمال، فهناك الإنجاز ملموس ويمكن قياسه، إنجاز أكثر! أموال أكثر!، فالحصول على تمويل يُعني بأن الفكرة ممتازة وناجحة لذلك سعى المستثمرين للإستثمار فيها، لم تأخذ أشرقت في إعتبارها، أنها رهنت سعادتها وحصرتها للأبد في شئ واحد وهو الإنجاز والنجاح، وأن تلك النقطة ستسبب لها التعاسة للأبد مالم تقم بتغيير ذلك الإرتباط الشرطي. أرتد أشرقت ملابسها للإنطلاق إلى ساحة رواد الأعمال، فلكلاً منهم في تلك الساحة مكتب مخصص لإدارة مشروعه، وعلى باب كل مكتب هناك مؤشر يتحرك صعوداً وهبوطاً بناءاً على سعر سهم المشروع في البورصة. أقتربت أشرقت من الساحة، وضربات قلبها تتحرك صعوداً وهبوطاً كذلك المؤشر، لأن لديها تلك العادة عند تلك الساحة، وهي إلقاء التحية على أصدقائها، وإلقاء نظرة سريعة سعر سهم كلاً منهم في البورصة، فهو بالنسبة لها صباح مقارنات وجلد ذات وتكرار السؤال الذي تطرحه على نفسها كل يوم، ما الذي لم أفعله وفعله نشأت رقم 6 ليصبح رائد الأعمال الذهبي لتلك الساحة، وبينما هي فاقدة التركيز غارقة في أفكارها مر من جانبها أحمد العادي ، فهو الشخص المتفاؤل الوحيد في تلك الساحة، فتجده مبتسم على الدوام، يلقي النكات هنا وهناك، ودائماً مستمتع بحياته. " أحمد العادي " :- صباح الخير ياأشرقت. أشرقت :- صباج النور. " أحمد العادي " :- اليوم دافئ ومشمس وينذر بأخبار مشرقة، أتمنى لك يوم سعيد. أشرقت :- شكراً يا أحمد. تخرج أشرقت من دوامة الأفكار التي تمتلئ بها رأسها، وتتمعن في كلام " أحمد العادي " أخبار مشرقة ! دافئ ! يوم سعيد! تتسائل ما سر " أحمد العادي "، هو الشخص الوحيد في ذلك المبنى الذي ليس لديه أهداف وطموحات مثلاً، إلا أنه الوحيد الذي لديه طاقة وحيوية دائماً ينظر للأمور ببساطة، بينما كلاً من تحولت حياته لأرقام، فنشأت رقم 6 رائد الأعمال الذهبي، ميرنا رقم 2 عبقرية حل المشكلات، هيثم رقم القائد، سارة رقم 5 رائدة الأعمال الأكثر شهرة على مواقع التواصل الإجتماعي، " أحمد العادي " لايخضع لمجتمع الأرقام وعلى عكسنا هو الأكثر إستمتاعاً بحياته، وإذا تحدثنا عن رقمي فأنا رقم واحد في محاولات التعافي من التفكير الزائد، وقد بائت جميعها الفشل، وها أنا ذا داخل دوامة التفكير الزائد الذي أصابني بالإرهاق، والأرق، ومازالت أمنيتي أن يرزقني الله البصيرة لإنتقاء أفكاري والتحكم بها وتوجيهها لسعادتي، فما دام لا مفر لي منها على الأقل يجب توجيهها لمصلحتي الشخصية بدلاً من ترك حياتي ومشاعري لها تتحكم بها كيفما شاءت فكما يُقال الإنسان نتاج أفكاره، أما أنا فأشرقت التي لم تشرق بعد... الفصل الثاني من هنا |
رواية اشرقت (كامله جميع الفصول) بقلم اسراء صالح
تعليقات