Ads by Google X

رواية ورد الفصل الرابع عشر 14 والاخير بقلم ندا سليمان

 


 رواية ورد الفصل الرابع عشر والاخير 



قالي "حابه تتكلمي دلوقتي وتحكيلي شفتِ إيه؟"، همست "مش قادره اتكلم"، فقال بحزم "طيب اعملي حسابك بعد كده هتنامي هنا"، بصتله بدهشة فبرر القرار ده بإنه خايف على مارية، الفزع إللي شافه في عينيها من شويه قلقه عليها، وكمان عشان ماما شكت فينا لإن مارية دايماً تحكي إنها كانت نايمة في حضني، أمممم يعني في النهاية قراره ده مش عشاني، قلت بغضب طفولي:
_ بس أنا مش بعرف أنام وحد جنبي

_ يا سلام ومارية بتعمل إيه!
قلت :
_بتنام في حضني










غمزلي وقال :
_ خلاص مش هنام جنبك هنام في حضنك

رجعت لغضبي بداري بيه خجلي وقلت:
_ وسيييييم! إيه إللي بتقوله ده؟! 

قال:
_خلاااص بهزر، ماتقلقيش أنا مؤدب هنام بعيد عنك بمسافة أصلاً وهتشوفي بنفسك

مدد في مكانه واداني ضهره، فضلت بصّاله دقايق بحاول استجمع الشجاعة إلّلي تخلّيني أنام جنبه والمسافة بينّا قريبة أوي كده! مددت جنبه بهدوء، لمجرد إني سامعة صوت أنفاسه غمرني إحساس الأمان، نمت حاسه بالاطمئنان لحد الصبح، حسيت إن جسمي متحاوط بقوة ومش قادره أتنفس بحرية، فتحت عيوني بهدوء وقمت مفزوعة، وقفت جنب السرير فصحي على حركتي وسأل "فيه إيه!!!" قلت بعصبية "إنت بتسأل فيه إيه؟!! هو ده إللي مؤدب وهنام بعيد عنك بمسافة، أنا في حضنك بعمل إيه يا أستاذ!!"
رد بهدوء مستفز "وأنا مالي، واحد نايم في أمان الله لقى واحدة بتدخل حضنه يعترض؟!"
استفزني ردُّه فقلت "إنت إنسان مستفز وأنا مش هنام جنبك تاني"
حط المخدة على راسه وكمل نوم ولا كإنه سمعني، فحدفته بالمخدة التانية وخرجت اتطمن على مارية، فهّمتها سبب الحالة إللي حصلتلي امبارح بعدين نزلنا نفطر.

اتفاجئت بوسيم بيقول إنه هيوصّلني للجامعة في طريقه للشغل، أول مرة يوصّلني رغم إننا كل يوم بنخرج في نفس الميعاد تقريباً ومافكرش مرة يعرض عليّا يوصّلني، كنّا ساكتين طول الطريق لحد ما سأل "نمتِ كويس امبارح؟"، افتكرت وقت ما صحيت ولقيتني في حضنه فاتورّدت خدودي وهمست "أيوه، بس أنا هنام انهارده جنب مارية هكون مرتاحة أكتر"، ماعلّقش على جملتي، وصّلني قدّام المبنى، كان فيه مجموعة من زميلاتي واقفين وشافونا، كانوا بيبصوله بجرأة أشعلت نار الغيرة جوّايا، ماكنتش مركزة في أي حاجة غير










 نظراتهم وإني عوزاه يمشي من هنا في أسرع وقت، وقفت جمبهم فواحدة قالت" ده مين الشاب الوسيم ده يا ورد؟"، علّقت واحدة تانية"ده وسيم بشكل، مش تعرّفينا؟"، قالت التالته وهي مبتسمة "هاي أهلاً وسهلاً" التفت في الاتجاه إللي باصّة فيه ولقيته واقف، قلت بضيق كان واضح في حروفي "إنت لسه هنا! فيه إيه؟؟"، بصّلي وهو مستغرب طريقتي بعدين بصّلهم ففهم سبب ضيقي، لقيته بيبتسم وهو بيدّني الشنطة ويقول" نسيتِ شنطتك يا حبيبتي"، كلمة "حبيبتي" خدتني لعالم تانية، حسيتها برّدت ناري، غمزلي ومشي وهو مبتسم، ابتسامته وكلمة حبيبتي خلّوني التفتلهم وأقول بثقة" ده جوزي يا بنات"، جملتي سكّتتهم فسيبتهم ودخلت المبنى وأنا حاسه إني مبسوطة،الكلمة بصوته فضلت ترن في ودني طول اليوم، رجعت البيت وأنا لسه مبتسمة من الصبح، عيوني بتدوّر عليه في البيت، ماما لاحظت فضحكت وقالتلي "رجع من بدري بس راح يقف مع العمال في شقة علي عشان علي عنده شغل"، رديت وأنا متوترة "ب بس أنا ما سألتش عليه يا ماما أنا أصلاً كنت بدوّر على مارية"، هربت منها ودخلت لبابا لقيته بيذاكر لمارية، قالّها تاخد بريك وسألني عن أحوالي مع وسيم وعن نفسيتي، طمّنته إني مبسوطة وكل حاجة تمام، بعدين هربت من أسئلته هو كمان، وقفت عند باب أوضته ثواني بعدين دخلت أوضة مارية، غيرت هدومي وفضلت قاعدة فيها، قررت أبقى حازمة في قراري، عشان مع كل يوم بيفوت في وجوده قلبي بيتعلق بيه أكتر وانا مش حِمل العذاب ده، نزلت اتغديت وذاكرت لمارية وغصب عنّي كل شوية أبص في الساعة، حاسّه إنه واحشني أوي، الليل جه وهو لسه










 ماجاش، قعدت قدام التليفزيون مع بابا وماما شوية لحد ما جه ميعاد نومهم ونوم مارية، كنت عاوزه أفضل قاعدة لحد ما يرجع بس طلعت أنيّم مارية، وأول ما سمعت صوت عربيته نيّمتها بهدوء ع السرير ومن لهفتي جريت على تحت، عملت نفسي بتفرج ع التليفزيون، استقبلني بابتسامة، ابتسمت بعدين رجعت أكشّر عشان أقدر آخد موقف، قولتله "أحضرلك العشا؟"، قال"ياريت، أنا واقع من الجوع"، حطيتله الأكل فطلب منّي أقعد معاه، ماما قالتلي قبل كده عن العادة دي، مابيعرفش يقعد ياكل لوحده حتى لو حد يقعد جنبه وخلاص من غير ما يشاركه الأكل، عشان كده المرة دي سيبت العِند على جنب وقعدت، سألني عن يومي في الجامعة، افتكرت جملته فتصنّعت الغضب وقلت" وبعدين إنت ازاي تقوّلي حبيبتي قدام زميلاتي!!"، ضحك وقال "مش عارف حسيتك غيرانه من نظراتهم فقلت أديلك بريستيجك يعني قصادهم"، رديت بحدة "نعممممم، غيرانه ده إيه! لأ طبعاً وهغير ليه!! بعدين أصلاً أنا، أنا طالعة أنام تصبح على خير"، كالعادة هربت، أخدت مارية في حضني وحاولت أنام، بعد شوية حسيت باب الأوضة بيتفتح فعملت نفسي نايمة، هزّني بهدوء وندهلي، ماردتش فقال:














_" على فكرة مالحقتيش تنامي، أعتقد اتفقنا هتنامي جوه"، فتّحت عيوني وقولتله:
_" وأعتقد قولتلك مرتاحة هنا أكتر"، قال:
_" طيب إنتِ إللي اخترتِ" 
نام جنب مارية ودفعها ناحيتي فوقعت ع الأرض، قمت وقولتله:
 _ "إنت هتهزر! قوم لو سمحت السرير صغير ومش هيكفّينا"
قال بهدوء مستفز:
_ أنا عاوز أنام جنب بنتي لو مش عاجبك وحاسّه الدنيا ضيقة روحي نامي في الأوضة التانية

ضربت الأرض برجلي بغيظ وروحت الأوضه التانية، أول مادخلتها، ريحته فيها خلّت إحساس الراحة يغمرني، اتمددت ع السرير، غمّضت عيوني وحضنت المخدة إللي كان نايم عليها، معرفش امته فتح الباب ودخل، ماحستش تماماً غير لمّا سمعته بيقول "ولمّا تحضني مخدتي أنا أنام على إيه؟"، قمت مفزوعة وقلت بحروف ملغبطة "إنت إنت هنا ليه؟ وأصلاً أنا كنت متاكدة تعرف كنت متأكدة إنك هتعمل كده عشان كده حطيتها عشان تبقى حاجز بينّا و و وأنا أصلاً هقوم أنام هناك"، مسك إيديّا فاختل توازني وقبل ما أقع لحقني، كنت عاوزة الزمن يقف عند اللحظة دي وأفضل بالقرب ده منّه، نظرة عينيه كانت غريبة المرة دي! خفت أقنع نفسي بإللي شيفاه فيها أعشّم قلبي!












بعدت عنّه فقال" تعالي خلاص هنحط المخدة زي ما إنتِ عاوزه، بس خلّيكِ هنا"، سألت"ليه؟؟"،سكت شوية بعدين قال "صراحة عاوز ابدأ أعود مارية على النوم لوحدها، هي خلاص بتكبر ماينفعش تعتمد عليكِ في إنك تنيّميها كل ليلة"، والمرة دي كمان السبب ماكانش عشاني بس سببه منطقي، رجعت اتمددت في مكاني بهدوء واديتله ضهري، كان نفسي أصحى الصبح ألاقي نفسي في حضنه تاني بس مالقتهوش هو شخصياً جنبي، معرفش ليه قمت مخضوضه بدوّر عليه! فكرة عدم وجوده بقت مخيفة..

مرة عملت نفسي نايمة عشان كنت بحب اتأمله وهو نايم، اتفاجئت بيه بيشيل المخدة وياخدني في حضنه، ابتسمت واتنهدت براحة، والصبح لقيت المخدة زي ما هي ومالقتهوش جنبي زي كل يوم، اتكرر الموضوع ده،وفي يوم صحيت قبله فلقيته حاضنّي ولمّا حسيت إنه هيصحى عملت نفسي نايمة، حط المخدة مكانها وقام يستعد للشغل، فهمت إنه كل يوم بيضمّني ويقوم قبل ما أصحى عشان ما اتخانقش معاه ولا أسيبه وأنام برّه، مش قادره أفسّر تصرفاته، هو بيعمل معايا كده ليه؟! وعاوز يوصل لإيه! واللهفة إللي بقيت بشوفها في عيونه لمّا يشوفني ونظراته ليّا وابتسامته لمّا يسمعني بتكلم هل كل ده بجد ولّا بوهم نفسي! كلّها أسئلة بلا إجابات، الوحيد القادر ع الإجابة وسيم، بس أنا عمري ما هسأل الأسئلة دي وبالتالي هتفضل جوّايا علامات الاستفهام!! 

مرة قمت مفزوعة من كابوس، شفت فيه كل إللي حصل لأزهار من تاني، وسيم أخدني في حضنه لحد ما هديت، كالعادة سأل نفس السؤال "حابه تتكلّمي؟" والمرة دي قلت "أيوه" أنا محتاجة أحكي، محتاجة أعترف قدام حد بإللي عملته،











 محتاجة أموّت إللي جوّايا بالفضفضة لحد واثقة فيه، أنا كنت واثقة في وسيم ومرتاحة في الكلام معاه، عشان كده من غير ما أفكر لحظة ولا أحسبها لقيتني بحكيله كل حاجة حصلت من لحظة موت أمي لحد هروبي من شقة الناس إللي كنت شغالة عندهم ودخولي بيت أهله، حكيتله حتى عن تفاصيل انتقامي، كان بيسمعني باهتمام وصبر، يبتسم لمّا أحكي لحظة حلوة مع أزهار ويحزن لمّا أحكي عن لحظة وجعتني، ودموعه تنزل مع دموعي وأنا بحكي، اهتمامه شجّعني أطلّع كل إللي جوّايا، الغريب إنه بعدها ما قالش ولا كلمة ولا حتى علّق على كلامي أو قالي إني مُذنبه، فسألته "إنت مش هتقول حاجة؟"، فابتسم وقال "أعتقد إنتِ ماكنتيش بتحكي عشان أقول حاجة، كنت بس محتاجة حد يسمع فضفضتك والأسرار إللي تاعبه قلبك وده إللي عملته، تصبحي على خير" بصّتله باستغراب بعدين اتمددت جنبه فسحبني لحضنه وهمس "ماتخافيش، كل إللي مخوّفك انتهى، حاولي تتجاوزي إللي حصل عشان تقدري تتخلّصي من كوابيسك"....

أنا فعلاً من بعد الليلة دي مابقتش بشوف كوابيس، ووسيم مافتحش الموضوع تاني ولا حتّى لمّحله، بالعكس كان بيتعامل عادي جداً ولا كإنه عرف حاجة من أسراري! وده خلّاني أحس إني مرتاحة ويوم مافكرت أفضفض وأطلّع سرّي اخترت الشخص الصح... 
.
.
وأخيراً بعد تأجيلات وطول انتظار جه يوم فرح علي وعلا، فصّلت أنا ومارية نفس الفستان، كان فستان هادي أوي ورقيق، طلبت من البنت إللي عملتلي الميك أب يوم فرحي تعملّي نفسه، المرة دي بصيت على نفسي في المراية وكنت شايفاها حلوة، أول ما وسيم دخل الأوضه وشافني، لمحت نظرة إعجاب في عيونه، مستحيل المرة دي يكون بيتهيألي أو بوهم نفسي، فجأة كشّر وقالي :
_ خففي الميك أب ده لو سمحتِ مش هتروحي كده

داريت ابتسامتي وقلت:
_ ليه يعني وهو وحش؟ 

قال :
_ لا، امسحي حالاً بدون نقاش

حاولت استفزه فقلت :
_يبقى شكله وحش فعلاً 

رد بعصبيية :
_ يا ستي حلوة وزي القمر عشان كده هتمسحيه خالص إيه رأيك بقى 














وده إللي كنت عوزاه، إني أسمع رأيه، إني أسمع إني حلوة منه هو تحديداً بعدها خلاص مش عاوزه أكون حلوة في عيون حد تاني، دخلت غسلت وشّي وخرجت، عملت نفسي متضايقه وسألته "تمام كده ولّا أغسل وشي تاني عشان حضرتك تكون مبسوط!"، ابتسم وقال "على فكرة والله شكلك كده أحلى، بحب البراءة إللي في ملامحك"، جملته قضت على الباقي من ثباتي الانفعالي فخرجت بسرعة بحجة إني هشوف ماما لو عاوزة حاجة قبل ما نمشي....

طول الفرح عينه ماتشالتش من عليّا، وكل ما أبصله، بسرعة يعمل نفسه مركز في حته تانية، كنّا عايشين لحظات الإعجاب إللي بيسبق الحب، اختلاس نظرات وتصرفات وحجج مراهقين لسه بيتعرّفوا على معنى الحب، بس لحظة، معنى كده إن إللي فهمته من نظرات وسيم صحيح!!! معقوله وسيم بدأ يحبّني؟! 
ماكنتش عاوزه الفرح يخلص، كنت مبسوطة باختلاس النظرات إللي كان بينّا، ماكنتش أعرف إن إللي منتظرني مفاجآت أجمل! 

أول ما رجعنا، غيّرت لمارية عشان كانت نعسانه، نيّمتها وروحت الأوضة عشان أغيّر، لقيت وسيم قاعد ع السرير، أخدت هدومي وقبل ما أدخل الحمام قال "على فكرة إنتِ جميلة أوي"، مش هقدر أسكت أكتر من كده، التفتله وسألت :
_ إنت عاوز إيه بالظبط يا وسيم؟ قولتلي قلبك مشغول بحد تاني ومش هتقدر تعيش حياة طبيعية معايا، بعدها رجعت تقولي نبقى صحاب، ودلوقتي تصرفاتك مش تصرفات صحاب، إنت عاوز إيه بالظبط؟!

قرّب منّي فرجعت خطوة لورا، قرّب أكتر فرجعت أكتر لحد ما بقى الحيط في ضهري وهو قدّامي بالظبط، بص في عيوني و قال :














_ أنا كمان سألت نفسي السؤال ده، بس مالقتش إجابة منطقية، من يوم ما كُنّا سهرانين وحضنتيني في لحظة ضعفي كإنك عملتِ حاجة في قلبي شقلبت كيانه! 
عارفة لمّا طفل لأول مرة يدوّقوه حاجة حلوه فيبقى عاوز تاني وتالت مش مجرد بس إنه يدوق؟ ده إللي حسيته، كنت محتاج حضنك أكتر، لقيتني غصب عني بركز في تفاصيلك، تصرفاتك الطفولية أسراني، ضحكتك المبهجة بتخليني غصب عنّي أضحك، شكلك وإنتِ متعصّبه، وإنتِ بتعانديني، كل تفاصيلك سحرتني، بقيت مش عارف أنام كل يوم غير وإنتِ في حضني، عارفة؟ أنا كدبت واتحججت بحجج كتيرة بعيده عن السبب الحقيقي لنومك معايا هنا، أنا كنت مصمم عشان حبيت إحساس الأنس والونس بوجودك، من الآخر أنا شكلي كده حبيتك يا وردي،  فهمتِ الإجابة؟

ماكنتش قادره أنطق، كلامه زلزل قلبي، كإن فيه غشاوه على عينيا ودماغي، همست "ل لأ م مافهمتش"، ضحك بعدين يبدو إنه لقى طريقة تانية يفهّمني بيها، طريقة سكتت فيها شهرزاد عن الكلام المباح......

كنت فاكرة بعد إللي شوفته في حياتي إن قصتي عمرها ما هتنتهي نهاية حلوة زي باقي الحكايات، بس أهه في الآخر انتهت نفس النهاية بجملة "وعاشوا في تبات ونبات وخلّفوا صبيان وبنات...."

#

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-