رواية 1622جامعة القاهرة الفصل الرابع 4 بقلم فاطمه عبد ربه




رواية 1622جامعة القاهرة الفصل الرابع 4 بقلم فاطمه عبد ربه 







#رواية_1622
البارت الرابع 
وضعت الزجاجة أمامها على المكتب وسحبت الكرسي لتجلس عليه ثم بدأت بالتحديق إلى الزجاجة بتيه، كانت تتذبذب ما بين رغبتها بالسفر أخيرًا وخوفها من استخدام هذا العمل

لكنها تذكرت أن العمل نجح بإبعاد العريس والعمل الآخر أعادها إلى شكلها الطبيعي، مما يعني أن هذه الساحرة جيدة فيما تفعله!

كانت قد قررت أخيرًا خوض التجربة وتجرع ذلك السائل لكنها نهضت إلى المرحاض لتستحم وتهندم من نفسها؛ فإن كانت ستسافر فيجب عليها أن تسافر بمظهر جيد.

التقطت من خزانتها تنورة سوداء طويلة لكنها مريحة وسترة بيضاء شيفونية في وسطها حزام ذهبي ومن ثم فإنها تحركت لتمشط شعرها البني المموج متوسط الطول أمام المرآة

لم تكن من هواة مساحيق التجميل لكنها وجدت ملمع شفاة بلون هادئ على تسريحتها فقررت الوضع منه
وهكذا أصبحت مستعدة.

وضعت هاتفها المحمول في حقيبتها ووضعت بعض النقود وجواز سفرها والعمل الآخر الخاص بالزواج ومن ثم فإنها أمسكت بالزجاجة وتجرعتها دفعة واحدة
نظرت حولها فلم يحدث شيء، بدأت تتململ في مكانها وهي تنتظر لأي شيء أن يحدث لكن شيئًا لم يحدث

نادت عليها والدتها فتذمرت وهي تصيح " حاضر جاية بايني مش هخلص من البيت ده أبد ... " لم تكد تكمل جملتها حتى شعرت بضوء شديد يضيء في وجهها جاعلًا منها تغمض عينيها بفرح بعدما أدركت أن العمل قد بدأ مفعوله بدأ

بدأت تسمع أصوات غريبة حولها فتوسعت ابتسامتها بمكر ثم صاحت " هلا لندن "

خفت الضوء فجأة لتجد نفسها في وسط منطقة صحرواية لا صريخ فيها ولا حياة

" يالهوي ! أنا روحت الصومال ولا إيه !!! " همست بنبرة باكية وهي تنظر حولها لكن عينيها وقعت على الأهرامات فتنفست الصعداء لكنها سرعان ما صرخت

" يعني أنا ماكنتش قادرة أركب أوتوبيس وأجي الهرم !!"

"طب وربنا لأروحلك يا ساحرة الكلاب إنتي " توعدت وتحركت بصعوبة على الرمال حتى وصلت إلى جانب الهرم الأكبر واستندت على إحدى أحجاره لتلتقط أنفاسها لكن سرعان ما نظرت إلى أبو الهول

ضیقت عينيها إلى أنفه وتمتمت باستغراب " أنت مش مناخيرك اتكسرت في الحملة الفرنسية يا ابني ؟ هما رمموه ولا إيه !! 

وجدت رجل بملابس غريبة بدت من القرن السادس عشر يتقدم منها لكنها نظرت له بسخرية وهمهمت " بيصوروا فيلم ولا إيه ! "
كان الرجل ينظر نحوها باستغراب وسرعان ما سأل بلغة عربية فصحى " من أنت ؟ "

" أنت مال أهلك أمشي ياض من هنا، مش معنى إنك ممثل إني هديك رقمي !

عقد الرجل حاجبيه ولم يفهم شيء لكنه نظر لها من أعلى إلى أسفل وغمز نحوها " بائعة هوى ؟

وأنا هبيع الهوا ليه أنت عبيط !! "

لم يفهم الرجل منها شيء وكان سيرحل لكنها أوقفتها . بقولك يا كابتن مافيش أي موقف ميكروباصات هنا بتروح فيصل ؟ "

ضيق عينيه وأردف " اسمعي أيتها المريبة، لا أفهم منكِ شيء لذا فقط توقفي عن التحدث بتلك اللغة الغريبة . "

" أنت هتستعبط يالا ؟ هو عشان جيت تشقطني وكده وما عبرتکش فهتعملهم عليا ، أخلص قولي أركب لفيصل منين الدنيا كلها صحرا قدامي مش شايفة حاجة ! "

"من أين أنتِ ؟ " سألها في محاولة لفهم أي شيء فأردفت " آه أنت هتستظرف تاني بقى ! خلاص أجري غور في داهية أنا هدور ع الموقف بنفسي جاتك القرف وأنت شبه الناس بتوع العصور الوسطى كده. "

رمقها الرجل بقرف وسرعان ما رحل لتقف هي وتنظر حولها بتيه

هي مصر اختفت ولا إيه !! إيه الصحرا دي !!

بدأت بالتحرك مرة أخرى حتى وجدت شاب يرتدي ملابس جندي من العصور القديمة فأوقفته وهي تسأل بنبرة بلهاء هو ده فيلم صلاح الدين الأثيوبي باين ؟ "

" ماذا ؟ " سأل فضحكت " لا بس عاش أقسم بالله، وأنت جاي عليا افتكرتك فارس بجد ! "

رفع الشاب يده ليمسح بها على ذقنه وأردف " لكنني فارس يا عزيزتي ! "

مدت يدها إليه وأردفت " أهلا يافارس محسوبتك موكوسة.

صافحها ثم غمز " تحبين الفرسان ؟ "

حمحمت ثم حاولت تغيير مجرى الحديث بعد أن شعرت بالحرج " بقولك إيه يا فروسة أركب لفيصل منين ؟ "

"موكوسة من أين أنتِ ؟ "
من فيصل يا إبني ! "
" لست بارعًا في الجغرافيا لكن تعالي معي سأريك الطريق. قال ومد يده نحوها فتحركت معه وهي تردف " روح إلهي ربنا يكرمك ويارب تبقى فتى الشاشة الأول يافارس "

كانت تمشي خلفه وهي تنظر باستغراب نحو كل شيء، المباني العتيقة وملابس الناس واللغة العربية الفصحى التي يتحدث بها الجميع، وسرعان ما شعرت بالرعب يسري . جميع أوصالها فتوقفت فجأة وسحبت يدها من يده فتوقف ونظر إليها وسأل " ما بالك قد توقفت ؟ "

ابتلعت لعابها وسألته بنبرة يغلفها الرعب " هو إحنا في سنة كام ؟ 

" سنة ألف وستمائة وأثنين وعشرون

تأكدت جميع شكوكها فرفعت يدها لتضعها على رأسها وفورًا شعرت بالغثيان لكنها سرعان ما بدأت بالصراخ وهي تندب ياسوادك ياعيشة، ياحظك الأسود ياعيشة، أنا أكيد حد تاففلي في حياتي الي بيحصلي ده مش طبيعي... .

كان ذلك الفارس ينظر لها بدون فهم لكنه تركها تكمل

طب هرجع إزاي !! يالهوي.... " لطمت خديها فأمسك بها الفارس وحاول تهدأتها " موكوسة لا تقلقي، تعالي معي إلى منزلي الآن وبعدها يمكننا إيجاد حل لمشكلتك.

سحبت يدها من يده وأردفت بنبرة باكية " لا سيبني أروح للمكان الي ظهرت فيه، يمكن أكون وقعت من فجوة زمنية ولا ثقب دودي ولا أي نيلة !! "

نظرت حولها بإحباط وهي تسأل " هو فيه هنا ثقبان دودية يافارس ؟ "

... حك الشاب عنقه وأردف بتردد " لقد لقد ، لقد رأيت دودة في منزلي هذا الصباح، هل تريدينها ؟ بإمكاننا العثور على أي دودة.

نظرت له بصمت ورسمت ملامح يائسة على وجهها لكنها شعرت بمعدتها تصدر أصوات غريبة فنظرت نحو الشاب . وأردفت " بقولك إيه أنا جعانة، بتقبلوا شيكات هنا ؟ "

" ألا تريدين رؤية الدودة ؟

" امم لا ماهو بص، أنا أكل الأول وبعدين نبحث عن الدودة، ما بعرفش أفكر وأنا جعانة. "أمسك بيديها بابتسامة متسعة وهو يردف " تعالي امي في المنزل، ستعد لنا الطعام.

مشيت معه بتردد وهي تلمح الابتسامة الواسعة على وجهه فنظر لها وأردف " بالمناسبة اسمي هو حسين وليس فارس، فارس هي مهنتي

" وأنا اسمي عائشة مش موكوسة، موكوسة هي حالتي....

"متزوجة يا عائشة ؟ " سأل فعقدت حاجبيها وأردفت " والله كنت مسافرة أنقي حاجة ملونة أتجوزها، بس حظي الأسود جابني هنا بس لسة معايا العمل بتاع الجواز .

كان حسين يظن أنها متخلفة عقليا لذا فهو أومأ بصمت ونظر لها وأردف " لكنك جميلة ! "

ربنا يكرم أصلك " قالت بابتسامة متسعة

وصلا إلى منزله لتجده مبني من الأحجار الكبيرة البيضاء وبه باب خشبي بني اللون ...
ياترى ايه اللي هيحصل لعائشه بعد كده ؟! 


الفصل الخامس من هنا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1