رواية غيث البادية الفصل الثالث 3 بقلم ملك بركات



رواية غيث البادية الفصل الثالث 3 بقلم ملك بركات 





الجزء الثالث

 اوقفت سيارة أجرة و ذهبت إلى النادي و توجهت مباشرة إلى مدربي حتى نبدأ التمرين بعدها اخبره بأن هذا اخر تمرين لي و أيضا سأقابل غيث....قلبي يؤلمني لفراق من سكنوه يوما
دخلت إلى موقع تدريبي بوجه يسوده الحزن حتى رأني مدربي قال مازحا: يا ساتر يارب مالك ضاربه بوز على الصبح كده ليه
حاولت كتم دموعي و أخبرته بأنني بخير و طلبت منه أن نبدأ 
بعد ساعتان...انتهينا
_ على فكره انتي مش عجباني النهارده مش عوايدك تبقي كده
فرت الدموع من عيني قائلة: بص يا كابتن انا مش عارفه اقولك ايه ... بس تقريبا كده حضرتك مش هتشوفني هنا تاني أو لفترة طويله انا مش قادره احددها
ظهرت على وجهه علامات الحزن و الدهشة قائلا: يعني ايه؟!...هتروحي فين يعني...انتي اكيد بتهزري
سالت دموعي اكثر
و ردفت بصوت باكي: مش بهزر ..انا حصلي مشاكل كتير في عيلتي و همشي علشان احافظ على نفسي
_ اهلك عارفين
_ اه عارفين....انا جيت اودعك يا كابتن...و اقولك انك احسن مدرب و انا حقيقي مبسوطه اني اتعرفت على حضرتك...اشوف وشك بخير
ادرت وجهي للجهة الآخرة و انا لا أرى خطواتي من كثرة الدموع في عيني و من كثرة حزن قلبي
مسحت دموعي عندما لمحت غيث يجلس على إحدى المقاعد...وقفت أمامه أنادي اسمه و لكنه لم يجيب
حتى هززت كتفه فوجدت حاله يثرى عليا كأنه تعرض لما تعرضت له و لكن الفرق انه كان على وجهة بعض الكدمات نظرت له بتعجب 
_ مالك يا غيث؟؟؟ انت اتخانقت مع حد؟!
أدار وجهة في خجل كأنه لا يريد أن أراه بتلك الحاله: مفيش حاجه انا كويس
_ طب ايه اللي حصلك 
صرخ بوجهي في غضب قائلا: قولتلك مفيش حاجه...هو مش تحقيق
 وقفت و انا انظر له بدهشه من ردة فعله حتى قلت: خلاص براحتك...عموما انا مش بحقق معاك...انا كنت جايه علشان اودعك علشان ماشيه
آفاق غيث مما كان فيه و نظر إلي بدهشة و وقف امامي قائلا كأني خذلته: تمشي فين...هو انا ليه كل ما اتعلق بحد يمشي
تعجبت من كلامه حتى اكمل
_ انا اسف لو زعلتك بإنفعالي...بس هتمشي فين...ده انا كنت باجي النادي و انا مبسوط علشانك
ادمعت عيني مره اخرى: و الله ما اعرف انا رايحه فين بس اللي اقدر اقولهولك إن وجودي في القاهرة في خطر عليا
_ خطر عليكي ليه
_ ده حوار كبير مش هينفع اقولك عليه .. لو شاء القدر و اتقابلنا تاني هبقى اقولك
_ و انا لسه هستنى لما يشاء القدر
_ معلش سيبني براحتي...المهم انت فيك ايه؟
نظر لها بحزن قائلا: انا يمكن مبحكيش لحد مشاكلي العائلية بس انا حاسس اني عايز حد يسمعني...انا طول عمري عايش في مشاكل مع ابويا و امي...و دايما في عنف اسري ضدي من ابويا كأنه مخلفني علشان يضربني و متجوز امي علشان يضرابها معايا...طول عمري مش قادر احبه حتى...لما تميت ال ١٦ سنه اشتغلت من وراهم علشان كنت عايز أجر شقه و اخد امي و نعيش فيها بعيد عنه ... و فعلا فضلت اشتغل سنتين لحد ما بقى معايا الفلوس تعيش امي عيشه كويسه و في يوم حصلت خناقه بينهم دخلت البيت لقيته بيضرب امي جامد معرفش ازاي زقيته عنها و مسكته من قميصه و قولتله لو ايدك اتمدت عليها تاني هقتلك..فضل باصصلي و متنح و الجيران اتلموا علينا و خدوه معاهم برا الشقه...و انا كنت بصرخ في الشقه زي المجنون و انا بلم هدوم امي و هي عماله تعيط مش فاهمه انا بعمل ايه...و في أقل من نص ساعه كنت حاطط هدومها كلها في الشنط و نزلت بيها و مشينا...فضلت تقولي يابني انت بتعمل ايه و واخدني على فين .. مكنتش برد عليها لحد ما وصلنا الشقه اللي أجرتها كانت اوضه و صاله و مطبخ و حمام و انا كنت فارشها فرش خفيف كده خالص...و عشنا فيها سنه لحد ما امبارح ابويا عتر فينا و جه و كان بيضربني و انا مقدرتش اعمل حاجه غير اني ابعده عني على قد ما اقدر...مقدرتش حتى أذيه على قد اللي عمله فيا و اديكي شايفه وشي
_ يالهوي هو في اب كده...طب و امك عملت ايه
_ امي أغمى عليها لما شافتنا كده و روحت بيها للدكتور و قالي انها جالها الضغط
 شردت قليلا في حديثه كيف لهذا الغيث ان يمر بمثل كل هذا و مازال محافظا على صحته النفسيه بل و يضحك في وجهي في كل مره يراني فيها...شعرت بالإشفاق عليه...اريد أن اضمه و اخبره ان كل شى بخير و لكن الحياة اختارت له ان يبقى وحيدا حتى و هو يعتقد بأني كنت سأبقى معه...أخبرته بأن لا بأس و حاولت أن اواسيه بأكاذيب المواساة حتى نهضت مودعة له بدموعي التي لا تتوقف
_ اوعديني انك هتبقى كويسه
_ اوعدك
ثم خرجت من النادي و توجهت إلى محطة القطار....و بدأت رحلتي مجهولة الهاوية متوجهة إلى المكان الذي لطالما احبه قلبي
ارض الفيروز سيناء

بقلم ملك بركات

الفصل الرابع من هنا 

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-