رواية غيث البادية الفصل السادس 6 بقلم ملك بركات



رواية غيث البادية الفصل السادس 6 بقلم ملك بركات 







الجزء السادس

 جلست على صخره كبيرة و انا اراقبه من بعيد حتى أسندت ظهري على جزع شجرة و اغمض عيني لدقائق لأجد انامله تداعب خدي .. فأنتفضت بغضب قائلة: انت بتعمل ايه؟
اجابني و هو يرتدي ثوبه: الحشرات هنا بتحب تيجي جنب الورد فلما شافوكي مميزوش بينك و بينهم.
خجلت من مغازلته و لكني تصنعت الجديه قائلة: متهزرش معايا بإيدك لو سمحت
_ حاضر انا اسف
_ عملت ايه مع خالك
_ قالي سيبني افكر
كان سيكمل لينظر بعيد و إبتسم ثم التفت لي قائلا: امي هناك تعالي اعرفك عليها.
ذهبت معه لنجدها جالسه شاردة قاطع تفكيرها غيث حينما قال: يما...في إيش شارده...تعي اخليكي تشردي في جمري.
ردت والده مبتسمة ببشاشة: جمرك صار يطلع في النهار يا ولدي؟
_ اي يما...شوفي.
جذبني إليه و ألقيت السلام على والدته و عرفها على: هي هيا البنت اللي حكيتك عنها
ابتسمت قائلة: و الله زينه يا ولدي...الله يحميكي.
شكرتها و انا لا أعرف ماذا يقصد بالفتاة التي اخبرتك عنها...هل حقا كانت اشغل تفكيره يوما...والدته تشبه لحد كبير نفس عيون العسل التي تمتلكها .. يمتلكها غيث و كأنه لايريد ان ينتمي لوالده بأي صلة.

 عدت إلى منزلي و تعمدت المكوث به فترة طويلة بسبب حاله التشتت التي حلت بي بسبب خال غيث
بقيت قرابه ١٠ ايام في المنزل حتى جأني غيث و كان يطرق الباب و هو يناديني بإسمي بحماسه....وضعت غطاء رأس و فتحت الباب قليلا...وجدته تنحى جانبا و القى نظره للارض قائلا: خالي وافق انك تبقي معانا...انا جيت ابشرك علشان متشليش هم....و حاجه تانيه..رمضان قرب كل سنه و انتي طيبه و بإذن الله اول يوم هتفطري فيه معانا...امي حبيتك و عايزه تشوفك.
لاحظت إبتسامة رقيق تعلو ثغره بينما اجبته انا بإستحياء بالشكر و الموافق على الدعوة للإفطار.
 بقيت في منزلي لا اقابله حتى جاء الشهر الفضيل...و بعد صلاة العصر وجدت غيث ذاهبا إلى منزلي و لكني في ذلك الوقت كنت عائده من المسجد....فلحقت به و أخبرني بأنه أتى لإصتحابي
ذهبت معه و انا خجله من وجوده بجواري بسبب اختلافي عنه حتى في ملبسه...شعر بتوتري كعادته فقال: على فكره انتي ممكن تتعاملي معايا على اساس اني غيث زميلك في النادي....مش شرط يعني تحسي اني مختلف بسبب اللبس البدوي و لهجتي.
_ انا حاسه إني مختلفه عنكوا كلكوا.
إبتسم قائلا: بسيطه يا ستي...بنت خالتي ضحى مستنياكي من إمبارح هخليها تجيبلك لبس نساء سينا و تبقي سيناوية زي عمك غيث
إبتسمت لدعابته ثم طبق علي الصمت كعادتي و توجهت إلى منزله ألقيت التحيه على عائلته ثم قابلت ضحى ابنة خالة غيث و التي كانت الطف فتاة في قبيلته رحبت بي بشده ....أخبرني غيث ان النساء يتناولن الإفطار في مكان مخصص لهن و الرجال في مكان آخر.
صاحت به ضحى قائلة: روح انت يا غيث انا راح دير بالي عليها.
اشعرتني بأنني طفله و هي تتحدث عن عاداتهم و تقاليدهم التي لا تنتهي و بدأت في جعل كل نساء القبيلة يتعرفون علي
اظن بأن غيث أخبرهم بأني عروسه المنتظره!!
حان وقت صلاة المغرب و ارتوى جسدي ببعض المشروبات المثلجه التي أعادت لي نشاطي من جديد...اجتمعنا جميعا حتى نصلي المغرب و كان الرجال أمامنا و النساء في الخلف و كان الإمام شيخ قبيلتهم خال غيث ....ثم توجهنا إلى الطعام .. كان هناك أطعمه كثيرة البعض جيد المذاق و لكن لا أعرف مكوناته و البعض الاخر معروف بالنسبة لي 
أنهيت الطعام و جلست مع ضحى و بعض الفتيات نتسامر سويا حتى طرق غيث الباب ... لأجد جميع الفتيات يغطين رؤسهن ما عدا ضحى
دخل الغيث قائلا لي: شكل ضحى كلت دماغك
احتضنت ضحى بمرح قائلة: دي عسل و انا و هي بقينا صحاب خلاص
ضحك ثم عاد من حيث أتى بعد أن إطمأن عليّ فسألت ضحى بفضول: شكل غيث بيعزك اوي.
ردت بسعاده بلهجه عاميه: غيث اخويا اللي امي ما جبتهوش
_ ايه ده انتي بتتكلمي عامي حلو
_ انا كنت عايشه مع غيث في القاهرة بس بعد كده رجعت سينا تاني.
استعجبت من الأمر فقلت: و اهلك كانوا سيبينك عادي
فهمت ما ارمي إليه قائلة بإبتسامه: غيث اخويا في الرضاعه و من صغري و انا و هو مع بعض
لا أعلم لما شعرت بالراحه من حديثها و لكني تغاضيت عن ذلك الشعور حتى انتهى ذلك اليوم اللطيف و عدت إلى منزلي بعد أن أخبرت ضحى برقم هاتفي لتهاتفني لنتحدث و تؤانس وحدتي.

بقلم ملك بركات

الفصل السابع من هنا 

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-