#البريئة_الجزء_السابع
......... مر يومين وانا متعبة بالمشفى زارني والدي وسألني قلت له زلت قدمي وهويت من أعلى فقط لم اكن خائفة على بحر أن يؤذيها لأن عمر قبل أن ينقلني للمشفى وضعني بسيارة صاحبه ودخل وانتشل المفتاح الذي سقط من يدي عندما وقعت
وفتح الباب وأخذ بحر واعطاها للجدة لتعتني بها ومنذ دخولي وهو يقف باب غرفة المشفى اغلب الوقت
يذهب للبيت يطمئن عنهما ويعود فورا
وبعد ثلاث أيام رجعنا للبيت وصعدت للشقة لكن بحر كانت نائمة عند جدتها
قالت الجدة : الحمد على سلامتك اتركي بحر مطمئنة وغارقة بالنوم هنا واصعدي لترتاحي ابنتي
وبعد أن حل الليل دق الباب مستأذنا الدخول بكل هدوء
فأرتجف قلبي وخفق ربما مئة مرة بالدقيقة
عدلت من جلستي بسريري وتناولت ثوب صلاتي من جانبي ولبسته على شعري فمنذ يوم زفافنا لم يلمحني ولو مرة بدونه أو دون حجاب أخر لإنه اعتبرني غريبة ولاداعي أن يرى مني مايفتنه آساساوربما ننفصل عما قريب
كان يريد أن يطمئن عن حالي إذ لم يكلمني بالمشفى أبدا
يبدو أنه نادم جدا بان ذلك من ملامحه ورجفة صوته ونظراته الشاردة باتجاه للأرض إذ لم يرفع نظره باتجاه أبدا
فهم بالاعتذار فقال لي : وأنت ماذنبك ليحدث لك كل هذا بسببي الا يكفيك ماعشتيه بصغرك من عذاب
ماذنبك لتبقين زوجة على الورق إلى هذه اللحظة مع شاب
قلبه شبه ميت كان سيقتلك لولا لطف الله ورحمته
اي صبر تحملين آيتها الشابة الطيبة العفيفة وماالذي يجبرك على كل هذا التحمل وبهذا الشكل ياترى
أنا أسف لك لا استحقك تبا لرجولتي التى تسببت لك
ولو بدمعة واحدة في جوف وظلام الليل وأنت وحيدة كل يوم تناجين الله لإجلي فدعواتكِ الليلية تسربت من بين يديكِ عبرت أذني واخترقت قلبي نعم أنا اسمعك دوما
آراقب تفاصيل تصرفاتك دعواتك والله أنا لست أبكم ولا أعمى ولكن العمى اصابني بقلبي من قبلك بكثير فأصم لساني ولم أكن لطيفا معك حتى ولو بالكلام اعتذر لك عن كل هذا الوجع الذي بات بك بسببي أيتها الفتاة الجبارة
فقلت له : لاتعتذر ياعمر ولاتخف كان حادثا وقضاءا وقدرا
والله اختارني وقدرّ ذلك من حياتي ليمتحن صبري وصلابتي ولو لم أكن قادرة على تحمل هذا الأمر ماوضعني الله بصلب المشهد حتى منذ صغري
لكني متأكدة ومتيقنة أن الله معي في كل مرة ومرة
وهنا يسكن ويطمئن قلبي ولم افقد الأمل بحياة طيبة رغم كل مايحدث معي لإن الله كريم وتعويضاته مذهلة
وإذا اعطى ادهش ثم إني انتظر العوض من الله وحده ليس منك ياعمر انا ادعوا الله بثقة وباليقين ليعاملني بالمعجزات
مشى إلى النافذة وفتحها يترقب السماء بشرود
لابل يتنفس أعلم أنه يختنق من أمر ما شعرت أن شيء ما يخنقه فقلت له بروية عمر: ارجوك لاتفعل هذا بنفسك لست مذنبا
فقال : أنت ماذنبك أن تتحملي عناء تربية طفلة ليست من رحمكِ و .......سكت فجأة ..
فقلت : عمر أكمل وماذا ارجوك لاتعاملني كغريبة
تذكر أنا زوجة لك شرعا حتى ولو لم تلمسني إلى الآن
وأكملت : لقد حفظتُ طفلتك وأمك وبيتك الا احفظ سرك هذا الذي تخفيه ويكاد يخنقك
تكلم لاتجعل شيء بداخلك تكلم القي كل ثقل قلبك هنا بقلبي والله لن اخذلك لن يفيدك أن تبقى هاربا من الألم سيطارك اينما التفت وحتى ولو ذهبت لاقصى الأرض ياعمر هل بفكر كنحن نغير المكان لنرتاح لكن الألم صدقني والندم سيرافقك ما حييت
اخذ يضرب على الشباك حتى جرح ونزفت يده
قلت: عمر نهضت مسرعة من مكاني اليه
فقال : ابقي مكانك اتركيني
تقدمت بخطواتي نحوه ومسكت يده وهو يرتجف فرفض فأخذتها غصبا ورحت امسح الدماء بالمناديل وأخذت قطعة من الشاش عن الطاولة وضمدت له جرحه
فقال : وجراح القلب من يضمدها واجهش بالبكاء
فقلت : ياربي عمر ياروحي تبكي
لاتقولي لي ياروحي ارجوك لقد قتلتُ روحكِ معي بدلا أن احييك بقربي أجرمت بحقك فاسندت رأسه المتعب على كتفي وقلت له لاتجعل شيء بداخلكَ اصرخ وابكي حتى يبتل قلبك فاحتضنني بين يديه بشدة لأول مرة واضعًا رأسه على كتفي شعرت أن جسدي يرتعش من قربه ودموعه
شعرت وكأنه طفل صغير بين يدي وكل ماكان يفعله رغما عنه ودون إدراك ووعي ..
وفجأة ابتعد عني ونظر الي كانت مجرد نظرة ،ولكن
وكأنه اخترق كل المجرات الكونية التى بداخلي
عقلي وقلبي وروحي وعيني عبر عينيه الدامعة وكأنما وقعت بحبه حقا بهذه اللحظة التى لانحسد عليها لا بل هي
المودة والرحمة التى وضعها الله بيننا منذ كتبت على اسمه وجعلنا هكذا لم أرد أن يكون حلما فيثقب قلبي فيتسرب منه كنتُ اريده حقيقة!
فاشاح بنظره فقال : سأحكي لك سرا لكن ارجوك أن لايعلم به أحد سوانا لا أريد أن تعرف بهذا أمي المسكينة!
لم أصدق أنه سيخبرني ذلك بعد مرور ثلاث شهور على زواجنا وقلت له الحمد لله وأخيرا : أنا كلي أذن صاغية تكلم ياعمر لاعليك