![]() |
رواية عشق الجزء الثاني من الفصل السابع والثلاثون 37 والاخير بقلم كنزةالجزء الأخير من الحلقة الأخيرة من #عشق عنوان الحلقة: يتشابه الحب و الحرب في شيء واحد، كلاهما يحتاج رجلا. رفعت الأقلام وجفت الصحف وتبين للجميع أن الجميلة خلقت من ضلع الوحش وحش؟! لقد ذهب عصر الوحش وولى عهد العذاب وفتحت صفحة جديدة في قصة حياة الجميلة التي بلمستها السحرية مسدت قلبه فامتلكته وصارت سيدته وملكة علي عرش قلبه وشعاعا أخذ بيده من طريق الضلال لطريق النور والخير لم يعد وحشا بل أصبح خير الزوج وخير الاب وخير العاشق الولهان عاشق ؟! وأي عاشق، لا يشبه في عشقه أي سابق أو نازل، فريد، غريب، مجنون، عشق لا يوصف بل يسرق الأنفاس ويحبسها، عشق محاط بالتساؤلات ولكن الأجوبة تكن داخل عينيه منعكسة علي مقلتيها عندما ننظر في اعينهما يزداد وضوحاً وتجلياً مع كل رمشة، تعالو لننظر بعمق ونفتش عن كل دمعةٍ جامدة أو حُب دفين... ننظر ونمعن النظر حتى نألف أحوالهما ونبصر حقيقة عشقهما فنستغني عن الكلام بالنظراتِ البليغة مع الامير وعشقه مع هزيمة قلبه الاولي والأغنية المرسوخة بذاكرته واول حب بكاه. .......................... كان الإثنين على الارض بينما السنة اللهيب تقترب منهما وتقرب، زادت سعلتها اكثر بسبب الدخان والرؤية محجوبة عنها تماما، لا تحس بشيء غير جسده بمحاذاتها وحرارة النيران حولها، كان الدخان يدخل الى رءتها بقوة، وضعت يدها على بطنها وهي تسعل بقوة لتقول:ستكون بخير ستكون بخير ثم أمسكت به بقوة واقتربت اكثر لتجعله في حضنها رغم كل الألم الذي تحسه لكنها لم تهتم تريد أن تطمئن على حاله فقط، نادته بصوت خافت فقد بح صوتها بسبب السعلة الشديدة :أمير امير، انت بخير ماذا حدث أمير؟ فتح عيونه بصعوبة يسمع صوتها وكأنه يذهب للبعيد البعيد، صدره يعلو وينزل بقوة يطلب الهواء، ارتخى جسمه وهي بين ذراعيها، لم يكن لديه فرصة حتى لقول شيء أو لفعل شيء، لقد كانت الإصابة اسرع منه واقوى. بكت بحرقة وصرخت:ساعدونا ساعدونا ثم حاولت تحريكه وهي تردد:أمير تحدث حبيبي لا تتركني أمير، كلمة ثم تسعل ثم كلمة ثم تسعل. وضعت جاكيته على انفه وقالت:شاركني هذا سنتنفس من خلاله معا، افتح عيونك أمير لا تفعل بي هذا، احست بيديها الملطختين بدمه فقد نزف رأسه بسبب تلك الضربة القوية المفاجأة. رفعتها لترى البقع التي لا يظهر منها إلا لون داكن لكن هي تدرك أنه دم، زاد خوفها ضعفا وزاد تيبس جنينها ببطنها اكثر، الم والم، لكن كأنها خدرت لحظتها حين رأت دمه على يديها، شلت حركتها ولجم لسانها وقطعت أنفاسها اكثر، حبيبها ينزف من رأسه والنيران حولهم ولا أحد يستيجب. احتضنته أكثر وقالت بخوف:انت بخير مجرد ضربة بسيطة انت بخير، لا تفعلها أمير ليس لي سواك ابق معي، افتح عيونك حبيبي قل شيء تحدث معي، ياربي ماذا حدث؟ساعدونا رجاء ساعدونا زوجي ينزف ساعدونا، تنفس أمير تنفس رجاء تنفس. من اين اتتها كل تلك القوة كي تصرخ وكي تحاول إنقاذه كيف؟ لم تفكر حتى ولم تسأل، لا شيء يهم غيره حتى حالها لا يهم ما دام ينزف. حاولت لكن لارد منه لتبق لحظات فقط وهي تحاول معه كذلك ثم بدأت هي أيضا تنهار شيء فشيء لتبدأ عيونها في التثاقل اكثر والنفس يضيق اكثر لكنها واصلت مناداته حتى ذهب الصوت كليا وسكتت. فتحت عيونها ثانية لكن لم تتمكن من اصدار ولو همسا تنظر حولها اقدام تركض، صرخاتها مكتومة، نيران ودخان، الكل ينادي "أسرعوا اسرعوا" وكأنها في حلم أو كابوس لا تفهم منه شيء ثم عادت واغمضتهم وهي تناديه دون أن تخرج صوتها من حلقها. فتح عيونه بعد فترة ببطئ يكاد لا يرى لكنه لم يكن يسمع شيء يشاهد فقط حركة وركض وأضواء. فتحت هي أيضا عيونها لا تستوعب شيء، لكن على عكسه لقد كانت تسمع كل شيء بالإضافة إلى الحركة الكثيرة حولها، كان يبحث عنها من بين تلك الاضواء الساطعة كان يريدها كي يركض إليها وتحتضنه ويفهم منها ما سبب كل تلك الحركة حوله فقد أربكته لانه لم يفهم ما سببها. وجدها ببصره أخيرا لقد كان حالها من حاله محمولة فوق الناقلة تسحب نحو سيارة الإسعاف. وجدته فعادت للحياة، نظرت اليه وصرخت "اميييير" لكن صراخها مكتوما لا أحد يسمعه غيرها. حاول التحرك لكن ما استطاع ينظر إليها فقط وهي كذلك ثم ابتسمت ابتسمت له رغم كل شيء ابتسمت لتريحه لتقول انا بخير لا تقلق علينا نحن بخير فقط كن انت بخير لكن لم يهنئ بتلك الابتسامة حتى فقد أغمي عليه ثانية واغمض عيونه لكن هذه المرة بشكل أسوء. تنهدت ونظرت إليه بحزن ثم اغمضت عيونها هي الأخرى بعده. نقلا الى المشفى. كانوا يجرون عربته بسرعة متوجهين الى غرفة العمليات مباشرة فقد أمر الطبيب بذلك بعد فحصه للحظة الأولى في غرفة الاستعجالات. أما هي فقد استدعوا دكتورتها بسرعة كي تحضر لتأتي سريعا وهنا صادفت كمال عند باب الغرفة يهم بالدخول ليقول بخوف:جيرين ماذا حدث؟ جيرين:شقيقتك ريحان أسعفوها إلى هنا ويقولون حريق سأتفقدها لا تقلق. كمال:سادخل معك جيرين:ممنوع أخي لا يمكنك كمال:لكن يجب أن أطمئن عليها لن اتحمل الانتظار. جيرين:كمال لا تعطلني رجاء. استسلم وتوقف مكانه قائلا:حسنا سانتظرك بقي لحظات عند الباب ثم لم يتحمل ليقرر الدخول. جهز أمير مباشرة بعد أن أجروا له فحوصات وأشعة دقيقة ليدخل الى غرفة العمليات على عجل، تقدم الدكتور الذي اشرف على حالته بالاستعجالات وتحدث مع جراح المخ والأعصاب وقال:دكتور...لقد تعرض المريض إلى إصابة في رأسه وقد أثرت على مراكز مهمة بالمخ وبعض مراكز الاحساس مدمرة. كان دكتور الاعصاب ينظر إلى الأشعة بدقة ثم قال:لنباشر عملياتنا دكتور، يجب أن ننقذه دعنا لا نضيع وقتنا اكثر فالاصابة بليغة أتمنى فقط أن لا تؤدي للإصابة الى شلل كلي. الدكتور المشرف:لنفعل ما يتوجب علينا والباقي سنعرفه حين يستفيق. بدأت الدكتورة بفحص ريحان حيث بدأت هي بفتح عيونها بعد أن أعادها الممرضون لوعيها لكن ما إن فعلت حتى انتفضت من مكانها واهتزت لتنزع عنها قناع الأكسجين ذاك و تردد:أمير، أمير أين هو أين هو؟ امسكتها الدكتورة بقوة وقالت:توقفي ريحان اهدئي رجا اهدئي. نظرت اليها بحزن وقالت:لكن أمير، ثم وضعت يدها على بطنها مرتعبة لتكمل:طفلي زين، ثم نظرت للدكتورة بأسى وأضافت:امير لقد كان ينزف، لتبدأ بالصراخ أكثر تناديه، ركض كمال إليها خائفا فنظرت إليه وقالت:اخي اخي أمير لقد كان ينزف انظر انظر هناك دم بيدي دمه هذا دمه، لقد أصيب لكي ينقذني، إنه يصارع بين الموت والحياة لأنه انقذني، لم فعل ذلك؟انا لا يمكنني دونه، ما كان يجب أن يفعلها ثم سكتت وتذكرت الحادث لتردف:يا الهي لقد أصيب برأسه لقد أصيب في رأسه مباشرة يجب أن أراه لا يمكن اتركوني أنا ماذا أفعل هنا يجب أن اكون معه؟ نظرت الدكتورة الى الممرضة وقالت:جهزي إبرة مهدئة. نظرت إلى الدكتورة برجاء وقالت بصوت خفيض:لكنه يحتاجني ثم إلى كمال الذي كان يتألم وقلبه يعتصر لحالتها تلك لتقول:اخي..ط سكت كمال ولم يستطع قول شيء ما عساه يفعل حالتها غير مستقرة وقلبها غير مستقر فضل الصمت تاركا الدكتورة تقوم بعملها. نظرت اليه جيرين وقالت بحدة:كمال الى إلخارج رجاء، أريد فحصها جيدا. انسحب كمال الى الخارج منكسرا حزينا بصمت تاركا الدكتورة تقوم بما يجب ليتفاجأ بعائلة أمير تتقدم نحو غرفة العمليات. تقدموا نحوه ليقول حكمت:كمال بيك كيف حال ابني وريحان؟؟؟ كمال:ريحان بالداخل لكن حالتها سيئة أما أمير. جافيدان:أمير ماذا؟ تحدث كمال:لقد نقل لغرفة العمليات فورا. كانت الكلمة كرعد دوى على رأس عائلة آل تارهون جميعا، ليس بالشيء الهين أن يصاب الابن وزوجته معا. ركضوا نحو غرفة العمليات تاركين كمال مكانه ليقول:فقط طمئنوني أن خرج الدكتور من فضلكم. فحصت الدكتورة ريحان جيدا وتفقدت الرحم ثم قالت على عجل : أنت تنزفين الرحم مفتوح وقد تتعرضين لولادة مبكرة باي لحظة لو تحركت أكثر، يجب أن لا تفتعلي أي حركة حتى وإن كانت مشيا حتى تستقر حالتك.ط، لا يمكنني تركك تذهبين لأي سبب كان ولا تعرضي نفسك للأذى ثم نظرت لأحد الممرضات وقالت:احضري كيس دم زمرة ثم نظرت لريحان لتجيب:A إيجابي جيرين:سمعت A ايجابي سكنت مكانها وبكت بصمت استسلمت لم تعد قادرة على إضافة شيء ثم مدت ذراعها بهدوء لأخذ الحقنة وهي تبكي وتردد:لكنه يحتاجني هو يحتاجني، تقدمت الممرضة وأعادت وضع قناع الأكسجين على فمها وعدلته ليبدأ صوتها بالانخفاض شيء فشيء حتى سكتت وبقيت تنظر فقط إلى الدكتورة والممرضين وتبكي بصمت وهكذا حتى تمكنوا منها ونامت وهدأت تحت مفعول الأدوية. كان هو بغرفة العمليات الباردة، أضواء فوقه وأطباء حوله، رائحة الموت تحوم ورائحة الحياة تصارعها، هناك على ذلك السرير إما أن تكون نقطة بداية جديدة أم نقطة نهاية. كان يصارع لأجل أن يبقى بجسده وروحه، تعب جسده وأنهكته تلك الضربة القوية لكن الروح ابت الاستسلام لن تستسلم فهي في الخارج تنتظره ولا قدرة لها بالحياة دونه. كان الاطباء يحاولون قدر المستطاع معه كي لا يفقدوه، لكن فجأة أصدر الجهاز صوتا، صوتا ينذر بتوقف النبض، صوتا ينذر بأن الموت يوشك أن يتمكن منه، صوت يعبر عن صرخاته وهو يستنجد بالاطباء كي يغيثوه فلا أحد غيرهم يجيد ترجمة ذلك الصوت وفعل ما يجب أن يفعل كي يغيثوه من الهلاك، هو مخدر لكنه يحسها ويراها لأنها في قلبه، فتحت عيونها فجأة بعد أن نوموها فترة طويلة قصرا، استفاقت فزعة من نومها لتنظر سريعا حولها وتقول:لا لم تذهب هذا فقط حلم لم تذهب. بداخلها شيء ما ينزف كوداع حاد جرحه يؤلم، في وجهها شيء ما يتلاشى، إنه الأمل الذي نبت من بين أنقاض حزنها. قام كمال من مكانه فزعا نحوها وقال:ريحان انت بخير؟ نظرت اليه وسكتت لم تجد ما تقول لكن سرعان ما استوعبت واقعها لتقول:كمال ، كيف حاله؟منذ متى وانا نائمة أمير اجبني هو بخيرصحيح؟ نظر إليها كمال بحزن ثم اقترب ومسح على رأسها وقال:لقد انتهت عمليته وهو لم يستفق بعد. بكت وتحدثت:لماذا لم يستفق ماذا هناك؟ رد وقال:لا تقلقي إنه تحت تأثير المخدر لقد كانت عمليته طويلة لكنه بخير ولقد استقرت حالته. تحركت من مكانها قائلة:يجب أن اكون معه. أمسكها وقال:لا يجب أن تتحركي حالتك غير مستقرة والدكتورة منعتك من الحركة نهائيا. نظرت إليه بحزن وقالت:أترجاك اخي دعني اذهب لا يمكنني البقاء هنا دون ررؤيته قد أموت إن لم اذهب اليه. كمال:لا يمكنك ذلك هناك خطر على طفلك. وضعت يدها على فمها كي تكتم المها وقالت:تكذبون حدث له شيء سيء نعم هو كذلك لقد رأيته في حلمي لقد، ياربي هل يكون توقف قلبه فعلا؟زنعم أنا أحسست به انكم تخفون عني ذلك. حاول إمساكها بقوة ليهدئ من روعها وحركتها الزائدة فهي لم تكن في وعيها الكامل ثم أخذ يرن الجرس لتأتي الممرضة سريعا وريحان تصرخ وتبكي بين يديه. أتت الدكتورة بعد لحظات وباشرت تهدأتها قائلة: سيدة ريحان زوجك بخير صدقيني بخير. ريحان بهلع: لا انكم تكذبون حدث معه شيء انتم تكذبون. نظرت الدكتورة للمرضة لتقول:استدعي الأخصائي النفسي حالا إنها تحت تأثير الصدمة. سكتت ريحان قليلا ثم نظرت لكمال بحزن ثم إلى الدكتورة وقالت:ارجوكم اتركوني اذهب أريد ان أراه، ما نفع حياتي أنا وطفلي دونه؟ ما نفع أن نعيش دونه؟ اريحو قلبي فقط واعدكم أن أعود وألزم مكاني هذا وأستجيب لطلباتكم اخي كمال رجاء. نظر إليها بحزن ثم إلى الدكتورة ليقول:ارجوكي جيرين. تنهدت ثم سحبت كمال جانبا واقتربت منه لتهمس في أذنه وتقول:المشكل ليس في ذهابها، لكن قد تسوء حالتها أن رأته، النزيف لم يتوقف بعد. كمال:هي نائمة منذ 6 ساعات ولا تعي شيء لتراه ولو للحظة. جيرين:حسنا سأطلب منهم إحضار كرسي متحرك وسترافقها الممرضة لهناك لكن للحظات فقط حالتها غير مستقرة وإن عاودها المغص قد تلد في أية لحظة. بعد لحظات كانت الممرضة تدفع الكرسي بريحان نحو غرفة العناية المركزة وكمال بجانبها يجر عمود كيس المصل الموصول بذراعها، كانت جثة فوق ذلك الكرسي لربما الكرسي دافئ اكثر منها، بالية ملطخة بآثار الرماد لا تحس لا بجنينها ولا بنبضات قلبها، سكتت فجأة ولم تتحدث مرة أخرى. اقتربت من الغرفة لتجد الكل هناك. اسرعوا إليها دفعة واحدة يريدون الإطمئنان عليها، حكمت وجافيدان وجوناي وسونا، الكل كان ينتظر أن تستفيق وقد تفاجؤوا حين أتت هي إليهم قبل أن يذهبوا إليها. تحدثت سونا بحزن وقالت:أنت بخير؟ ليضيف جوناي:لم خرجت من غرفتك لم؟ حالتك ليست مستقرة حكمت:ابنتي ما كان يجب أن تتحركي من مكانك انت لست بخير ثم نظر إلى كمال واردف:لم سمحت لها بالقدوم؟ كمال:لقد أصرت لا يمكنني منعها تريد رؤيته لن تتحمل. بينما جافيدان بقيت تنظر إليها بحزن. كانت ريحان تنظر إليهم وكأنها لا تعرفهم وكأنها لم تالف تلك الوجوه التي تحبها، وكأنهم غرباء وليس هذا فقط بل غرباء وقد خافتهم، ثم نظرت إلى باب الغرفة التي هو نائم بها، كانت تبحث عنه كي تهرب إليه وتحتمي من تلك الوجوه التي تنظر إليها وتتحدث بلغة غربية لم تفهمها كانت تريد صدره لتندس به لكن من تريده نائم بالداخل لا يحس بشيء. دخلت غرفة العناية المركزة وتوجهت إليه. اقتربت أكثر وأمسكت يده.ط، نظرت إليه بحزن ثم تنهدت وقالت:لا تتركنا إياك أن تفعلها، قبل أن نشيخ معا على نفس الوسادة لن تفعلها، ستبقى و نؤسس عائلة مكتضة كما طلبت، ستبقى وأعاقبك مع أطفالنا كما طلبت، ستبقى ونشرب قهوة الصباح يوميا ونتحدث بمواضيع كثيرة معها، لن نصمت انا اوافقك، لا يوجد أجمل من اختلاق حديث معك وقت احتساء قهوة الصباح. ثم سكتت قليلا ثم اردفت:أنت قلت سامحيني صحيح؟ أنا سامحتك اكيد لكن لحد اللحظة لم أقلها يعني يجب أن اقولها لك ويجب أن تسمعها مني، انت تقول أنني قوية لكنني لست كذلك، انا طفلة صغيرة ضائعة دونك لا تعرف شيء عن الحياة، ايرضيك أن تترك صغيرتك؟ الكل يخفي عني حقيقة إصابتك لأنه من المفروض أن تكون قد استفقت وفتحت عينيك، أعلم أنها صعبة لكن أنت أقوى من أي شيء، أنت مضاد للألم، لن يخترق صدرك اي شيء لذا ستعود إلينا وانا ساحافظ على زين الرجال حتى تعود اتفقنا؟ سحبتها الممرضة من أمامه وهي تنظر إليه بألم، سحب الجسد لكن الفؤاد بقي عنده ولم يتركه اما هو فقد كان نائما بهدوء وكل جسده موصول بالأجهزة هناك. خرجت لتقترب منهم بحالتها الصعبة تلك ثم تحدثت وقالت:حبا في الله أخبروني ما وضعه؟ انتم لا تساعدونني هكذا انتم تؤذونني أكثر. تقدم حينها جوناي ووضع يده على كتفها وقال:لا نخفي عنك شيء، لحد اللحظة لا نعرف حالته. نظرت إليه والدموع تملأ مقلتيها ثم سكتت لم تتمكن حتى من السؤال أكثر سكتت وهي تنظر إليه وإلى الغرفة. تنهد جوناي وأضاف:عمليته كانت صعبة الضربة كانت بموضع حساس هذا. تحدثت بصعوبة وقالت:هذا ماذا؟ اكمل سونا:هذا كل ما أخبرنا به الدكتور سننتظر حتى يستفيق لنعرف حالته. نظرت للغرفة وأردفت:ولم لم يستفق بعد؟ من المفروض أنه الآن قد استفاق من المخدر هكذا اعرف انا، أو ربما معلوماتي خاطئة يوجد أنواع مخدر يكون مفعولها طويلا صحيح؟ ليجبني أحد سيستفيق حين يزول تأثير المخدر صحيح؟ الكل ينظر إليها بألم وهي كالمجنونة تسأل هذا وذاك تريد فقط بصيص أمل تنكر حقيقة أنه لم يفتح عيونه منذ الحادث تدرك أنه مر نصف يوم وهو غائب عن العالم، مر نصف يوم يرقد بتلك الغرفة موصول بأجهزة تطن وتطن تخرم الآذان، ذلك الذي يرقد هناك هو نفسها وبما أنه لا يستفيق فستبدأ بالإختناق بعد لحظات. اقترب منها كمال ووضع يده على كتفها ورتب عليه قائلا:يجب أن ترتاحي حبيبتي. نظرت اليه وأماءت بالإيجاب قائلة:خذني لغرفتي. نظرت بألم، تنفست بألم ثم تحركت إلى غرفتها وهي تنظر ناحية غرفة العناية، اعيد نفس وضعه حين ظن انها ماتت نفس الحدث ونفس المشهد مع اختلاف الشخصيات. انسحبت من وسطهم صماء بكماء، مجرد جثة هامدة فوق ذلك الكرسي، لقد توالت الصدمات على تلك الفتاة حتى اردتها عجوزا بشعر أسود لا نذير فيه. عادت لغرفتها لتعود لسريرها وتمد ذراعها الموصول بالمصل وتتمدد بصمت، كان كمال واقفا بجانبها ينظر بحزن ثم اقترب ومسح على رأسها وقال:لأدعك ترتاحين. خرج مباشرة ليلتقي عند الباب بجافيدان. نظرت اليه وقالت:أهي بخير؟ كمال:لا أظن. جافيدان:سأتحدث إليها كمال:حسنا أنا سأذهب لاحضار قهوة. دخلت جافيدان ببطئ دون إثارة جلبة ثم اقتربت وريحان التي لاتزال على حالها تضع يدها على بطنها وصامتة. جافيدان:أيمكننا التحدث؟ استدارت ريحان ونظرت إليها لتقول:تفضلي. اقتربت جافيدان منها وهي تنظر إليها بحزن وقالت:كيف حال حفيدي؟ أجابت: يصارع مثل والده زفرت الأخرى بحنق وقالت:والده سيكون بخير ابني قوي لذا حفيدي سيكون بخير إنه يشبه والده. وضعت يدها على بطنها وقالت:لم أقنط يوما من روح الله رغم كل ما مررت به لكن رؤيته ممددا بتلك الطريقة وهو موصول بالأجهزة التي ترن كسرت ظهري، أصابتني بشلل كلي. تنهدت جافيدان واردفت:أنتم عائلته سنده الأول لا يجب أن تضعفي هو يحتاجك أن تكوني قوية اكثر من أي وقت. نظرت ريحان بحزن ثم اردفت:أنا أحاول وسأحاول لأجله فقط سكتت جافيدان عن الكلام ثم التفتت تهم بالخروج وهي تقول:اعتني بنفسك، وحين وصلت لباب الغرفة اعادت النظر لريحان وقالت:آسفة عن كل الذي مضى ريحان، أتمنى أن تقبلي اعتذاري، ثم خرجت من الغرفة تاركة ريحان بمكانها صامتة. عادت واستدارت الى الجانب الآخر حزينة ثم تذكرت أغنيتهم التي يدندنونها معا، تذكرتها وهي تنظر اليه أمامها تذكرت كيف كانا يتشاركانها دوما ابتسمت رغم كل ذلك الوجع وأخذت ترددها بهمس.... كان يراها في أحلامه تركض على رمال الشاطئ بلباسها الابيض حافية القدمين، تنظراليه حينا وتهرب حينا خجلة، لم يركض إليها بل تركها تتحرك أمامه بغنج ليأخذ من ملامحها الجميلة بنهم.، ابتسم وتحدث دون أن يسمعها ليقول:من أين أتيت؟. وكيف اتيت؟ ومتى اتيت؟ لكنها لم تسمعه بل واصلت سيرها على رمال الشاطئ الذهبية تاركة أثرا خلفها بموضع قدميها وهو يتابعها ليضع رجله على نفس الموضع، مشت ومشت بشعرها الذي يتطاير مع الامواج وهو خلفها ثم توقفت وبدأت بمداعبة المد باصابع قدميها كراقصة باليه تداعب خشبة المسرح برؤوس اقدامها مستمتعة بقطعة الخشب التي تعشق حركة قدميها وايقاع الاصابع حتى اقترب منها أكثر ليمسكها من خصرها ويحاوطه بذراعه ويسحبها إليه. نظرت اليه وابتسمت سعيدة فسكت ابتسامتها اسكتته ثم اقترب اكثر وهو ينظر إليها بحب ليطبع قبلة عميقة على جبينها استفاقت فزعة من نومها وفتحت عيونها ثم رددت بحزن:حلم مجرد حلم، لتعتدل وتقول ايضا:كيف نمت دون أن أحس. ثم انتبهت إلى الممرضة هناك التي اقتربت منها سريعا لتقول:كنت سأوقضك وقت دوائك لكن يجب أن تأكلي أولا. نظرت اليها وقالت:ليس لدي شهية الممرضة:انت مضطرة انك تحملين روحا بداخلك. ريحان:منذ متى وانا نائمة؟ الممرضة:منذ فترة طويلة. ريحان:أمير يجب أن أذهب إليه. أوقفتها الممرضة وهي تقول:اهدئي لا يمكنك ذلك، توقفي والا اضطررت لإعطائك منوم. صرخت ريحان بها وقالت:ابتعدي عني، لا يمكنك منعي هل أنا مسجونة لا أريد أن تنوموني الممرضة:سيدتي من فضلك دخلت تالين إلى الغرفة بعد أن سمعت صوت ريحان لتهرول إليها وتقول:هاي هاي على مهلك. نظرت ريحان إليها قليلا ثم قالت:متى أتيت؟ تالين:منذ حوالي 4ساعات وجدتك نائمة لم أشأ ازعاجك ريحان:ينومونني قصرا تالين:لكنه لصالحك انت. ناظرتها بحزن ثم ارتمت في حضنها وباشرت البكاء وهي تقول:انا اموت تالين أموت أشارت تالين للمرضة بالخروج برجاء لتعيد ريحان إلى مكانها وتقول:لكنه حي يرزق مابك؟ أين عشق الصبورة التي تتحمل كل شيء؟ نظرت اليها بحزن ثم اردفت:أتحمل وهو معي لا دونه. تالين:تفاءلي حبيبتي ريحان:أتعرفين كيف هو الآن؟ أريد الذهاب إليه تالين:لا يزال بالعناية المركزة والزيارة ممنوعة لقد سمحوا لك انت فقط بالدخول بطلب من كمال لكن منعت الآن. نظرت اليها ريحان برعب وقالت:ولم يمنعونها؟ تالين:لأنها عناية مركزة هذا طبيعي، حبيبتي أنت تخيفيني عليك اكثر، أنت لست بخير يكفي عنادا، إن كنت تحبينه قاومي وحافظي على نفسك وطفلك، انكما كل شيء يملكه لا تح*رقي قلوبنا عليك وعليه اكثر. ريحان:لكن أريد أن اكون بجواره. تالين:ستكونين اقسم متأكدة سيتحسن مسألة وقت لا اكثر وانت نفذي ما طلبت دكتورتك ولا تعاندي لا أريد ان أراك تتألمين هذا يوجعني. ابتسمت ريحان رغم حزنها وأمسكت يد تالين وقالت:ابقي معي. تالين:أنا هنا وكمال ايضا بالخارج نحن معك لا تفكري بشيء فقط ادعي له بأن يتعافى وأنا متأكدة أن أمير سيتعافى. ريحان:ان شاء الله ان شاء الله تالين:والآن تناولي طعامك وأدويتك وحافظي على هدوئك فقط بعض الوقت وإن توقف النزيف ستتحركين كما تشائين وتكونين بجواره ايضا. ريحان:ليتعافى فقط ولا أريد شيء تالين:ان شاء الله. مر اليوم بطوله بصعوبته بمرارته بامتداد ثوانيه لساعات ودقائقه لايام وساعاته لشهور وامير لم يستفق بعد مازاد من مخاوف الأطباء وأهله ويزيدها ضعف الخوف. رغم ذلك لزمت غرفتها ولم تتحرك تصبر نفسها بأنها مسألة مهدئ قوي بما أن الضربة كانت على الرأس ويجب أن لا يحرك رأسه كثيرا، كالذي كذب الكذبة وصدقها أو كالذي يتعلق بقشة فقط كي لا يقال بأنه فقد الامل. ليمر يوم ويوم ويوم موال، أيام مرت كأنها سنين عجاف خاوية من السكينة خالية من الطمأنينة، لم تهنئ بنوم ولم يستقر لها نفس ولم ينتظم لها نبض، غريبة وسطهم وحبيها نائم في الداخل لم يستفق بعد يربطه بالحياة تلك الأجهزة فقط، كانت تهرب ليلا من غرفتها تتحرك بطئ رغم أن النزيف قد توقف لتذهب إليه وتجلس هناك للحظات فقط رغم أنه حتى المشي البسيط وفيه خطورة عليها. كانت تجلس بجانبه تمسح على صدره وتحنو على قلبه وتردد:ألست من يقول ضعي يدك على قلبي كي يستقر نبضي؟انا كذلك حبيبي نبض قلبي غير منتظم يريد يدك وهي تحنو عليه لكي يهدئ، انفاسي توجعني حين أخرجها بالوسادة ليلا دون حضنك، لا تتركني أمير لا تيتمني حبيبي، لا تكن قاسيا علي فما عهدتك قاسيا على عشق، وهكذا أغلب الايام حتى مر شهر بحاله. لزمت ريحان المشفى شهرا بحاله وينتظرها شهر آخر فقد أقرت الطبيبة بأن تبقى بالمشفى شهرين متتابعين حتى تلد. من الناحية الأخرى كان أمير على حاله يعيش على تلك الأجهزة لم يتغير غير شعره الذي طال قليلا ولحيته التي زادت، على حاله جسمه يستجيب ونبضه مستقر لكن غيبوبته مستمرة. كانت ريحان في أحد تلك الأيام تجلس بجانبه تنظف وجهه وصدره بفوطة مبللة، أنهت تنظيفه وجلست تناظره بحب لكن لحظتها لم تتحمل اكثر لتقوم من مكانها وتقرر الخروج للحديقة وهي تقول:ساذهب للحديقة قليلا حبيبي لن أتاخر. ذهبت لتجلس قليلا بالحديقة على أحد الكراسي. كانت تنظر إلى الأمام لكن لا تبصر اي شيء امامها مهمومة رغم أن الكل كان بجانبها والكل يواسيها ويحاول تسليتها. جلس بجانبها ذلك الرجل الكبير ذو الوقار بشكله الملفت وهيأته الفخمة،لم يستأذن حتى بل جلس بجوارها مباشرة لكنها لم تنتبه له كيف تنتبه وهي لا تبصر ولا تحس. بقيا صامتين مدة من الزمن ثم كسر الرجل حاجز ذلك الصمت وقال:ارى في عيونك حزنا لو وزع على أهل المعمورة ما كفته. نظرت اليه ثم للامام وقالت:لكن لا أريد ان احرره لم أؤذي غيري به؟ ناظرها قليلا ثم اردف:ماذا حدث معك؟ ابتسمت وقالت:لا شيء فقط (وكأنها تريد شخصا غريبا لتفضفض له دون تكلف)، أنا نائمة هناك بأحد الغرف بغيبوبة منذ شهر ولا احد يعلم هل اصبحت صماء أم بكماء ام علني عمياء أو لربما شلل احتمال وارد شلل كلي أو نصفي أو لربما كل هذا مع بعض. تنهد وقال:"وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" قامت من مكانها وتنهدت ثم نظرت اليه وابتسمت وما ان فعلت حتى ردت روحه الظالة عنه لتقول:لم اقنط يوما من روح الله ولن افعل ما دمت حية ارزق شكرا، ثم مشت ليوقفها وهو يقول:انت تشبهينها كثيرا. التفتت ونظرت إليه وقالت:أشبه من؟لكن هي هي شبهته فقد رأته قبلا. نظر إليها وابتسم ليقول:أخذت منها عيون النجلاء، أخذت منها عذوبة الصوت، أخذت منها الابتسامة التي تبعث الأمل، حتى الطيبة كانت منها فقد اخبرتني تالين عن طيبة قلبك، لكن العند والجنون أخذته مني ثم ابتسم واكمل: حين كانت موجودة بعالمي، لكن منذ أن رحلت رحل معها ذلك الجنون فأصبحت رجلا مملا يعيش فقط لأجل أن يعيش لا أكثر يبتعد عن كل ما يوتره كي يحافظ على سلامة قلبه العليل لأنه بالحقيقة أخذت قلبي السليم معها. نظرت إليه بعيون متسعة، لم تستوعب ما يقول:هل هو حقا؟ لتقول بضيق:ماذا؟ ليردف:انت صغيرة العائلة ثم سحب صورة لهم مشتركة ليوريها إياها دون أن تمسكها ويقول:نحن، أنت وتالين وكمال وانا ووالدتك رحمها الله، نعم هي تعرف نفسها وتعرف تالين لكنها لا تعرفه بدأ جسدها بالارتجاف وأثر الصدمة يظهر عليه لم تحرك ساكنا، لم تقترب ولم تمض، قام من مكانه واقترب قليلا ثم قال:ايحق لي أن أطلب احتضانك بعد فراق سنين عجاق طفلتي الصغيرة؟ ما عساها تفعل ما عساها تقول اتمضي ام تبقى؟ لكنها لم تتحمل صدمة تلو صدمة تلو صدمة لم تتحمل الجميلة أكثر انسحبت وضعت بضع خطوات ببطئ ليردف:ايمكنك أن تعودي الي جنوني طفلتي الصغيرة؟ توقفت برهة صامتة، نظرت لبطنها وتذكرت الذي يرقد بالداخل والذي سيصبح أبا ايضا، تذكرت كيف ضحى بنفسه لأجل طفله وام طفله، أيقنت أن الأبوة لا تقل عظمة عن الأمومة فإن كانت الأم الحنان فالأب الامان ولا غنى لنا عن كليهما. استدارت ونظرت إليه بعين دامعه وهمست بين شفتيها:أبي. فتح ذراعيه وقال:اشتقت إلى تالا المدللة. ذهبت إليه، ذهبت واحتضنته، ذهبت وسرت به، ذهبت وأقرت به أباها، واخيرا عاد الأمان والذي وإن وجد بغير البشر لكن يبقى الأب الأمان الاول والسند الأول والحبيب الأول لكل فتاة. ارتمت في حضنه وبكت ليجلسها وهو يمسح على رأسها ووجنتها قائلا:سامحيني لأنني ظننت للحظة أنك مت، سامحيني لانني قصرت وما وجدتك، سامحيني لانني تركتك وحيدة، سامحيني لأنك عشت وهما طوال سنين عمرك وانت تعيشين مع عائلة غير عائلتك. بكت في حضن والدها بكت كثيرا لكنها بكت في صمت موجع ثم تحدثت اخيرا وقالت:لا أريد ان أعيش الماضي، لا اريد ان أتذكر شيء اريد فقط ان أنسى وأبدأ من جديد، تعبت من الالم والصدمات، أريد ان ارتاح. الجميل أنها وجدت موضع طمأنينتها الأول والأبدي أخيرا. بقيت كذلك مدة من الزمن لم يفصلها عن حضنه لحظة لقد كان يشم رائحة طفلته مشتاقا بحرقة. ثم رفعت راسها لينظر إليها ويقول:كنت قد هجرت البلد دون عودة لكن الآن لن اتركها ثانية وانت السبب لقد أعدت لي الثقة في وطني ثم قبل جبينها واكمل:شكرا لأنك لم تحرميني منك اكثر. ثم اقترب كمال وتالين اللذان كان بالسيارة فقد آتيا مع والدهما. جلس كل منهما بطرف لتنظر إليهما بسعادة رغم دموعها وتقول:اي انكم عائلتي؟ تحدث كمال وقال:نعم وانت تالا مراد أوغلو. ابتسمت واردفت:لنجعلها عشق مراد أوغلو وتارهون ايضا. اسماعيل :لا تهمني الكنيات المهم وجودك عشق المهم انك عدت ورددت الي ابتسامتي. تالين:اهاااا نعم هي ردت اليك ابتسامتك طبعا طفلتك المدللة وانا المهضوم حقها. ريحان:الله الله ستبدئين منذ الآن عرفت لتوي أنه ابي، اتركي لي مجالا ياشريرة. تالين:انا شريرة إذا. ريحان:نعم شريرة. كمال:بدأنا منذ الآن أنا انسحب. اسماعيل:هذا اجمل شيء انا مستمتع. تالين:امزح امزح بعد لحظات كانت بغرفته واقفة تنظر إليه ثم اقتربت امسكت يده وقالت بحماس:أمير انظر أتيت لاعرفك على شخص، لن تصدق. من هو فحتى أنا لم أصدق، للحظة ظننت أنني أحلم لكن هذا حقيقة ، أعرفك أبي اسماعيل مراد أوغلو، أي، زوجي أمير تارهون، هيا استفق وشاركني فرحتي استفق واكمل بهجتي ولا تتركني هكذا.... القسم الثاني: اقترب اسماعيل وقبل جبينها وقال:فقط لا تيأسي ولو مر دهر وهو نائم مادام فيه نفس فهو موجود. ريحان:سيعود متأكدة كل شيء جيد يتجاوب مع العلاج ولم ينتكس قط يعني أن جسمه يقاوم لكن هو هكذا يحب النوم بزيادة ربما وجدها فرصة كي ينام. اسماعيل :وجهة نظر. ابتسمت واردفت:لا اصدق الحمد لله الحمد لله عوضني ربي خيرا لو فقط يفعلها ويفتح عينيه وقتها سأكون أسعد مخلوق على وجه الأرض ولن ينافسني في ذلك بشر. اسماعيل :سيحدث متأكد ما بعد الشدة الا الفرج من كان يظن انني ساجدك بعد كل هذه السنين حتى أنني يئست والآن انت تناديني ابي وكذلك زوجك متأكد أنه سيعود لعائلته التي تنتظره بلهفة. ريحان:لا تنسه من دعائك رجاء. اسماعيل: بالتأكيد سافعل أنه صهري. مرت أيام بعدها وظهر من التحقيقات أن الحريق مفتعل لكن ريحان لم تتهم أحدا ولم تشك بأحد فضلت الهدوء اعتبرته قضاء وقدرا وانتهى، كانت لا تزال بالمشفى تحت إشراف دكتورتها ومن جهة أخرى تعتني بأمير كلما سنحت لها الفرصة تذهب إليه كل صباح تتحدث وتسامره وتضحك قصص من هنا وقصص من هناك وكل ليل ايضا، أحضرت كتابا تحبه وكانت تجلس عند رأسه بالساعات تقرأ له مطولا وقد استوقفتها جملة في أحد المرات اعجبتها فأخذت ترددها على مسمعه كل حين وتقول: يتشابه الحب.و_ط الحرب في شيء واحد كلاهما يحتاج رجلا وانا احتاجك حبيبي. واحيانا تستبدل الرواية بالقرآن حيث تجلس وتردد آيات من القرآن عند أذنه حتى يرتاح بها ويطمئن قلبه واحيانا تتهجد وهي بجانبه وتدعو له اواخر الليل وهكذا مضت الايام تلو الايام وهي تنتظره انتظارا يشبه انتظار المطر كي يهطل ايام الصيف الحارة حيث تأبى الشمس الرحيل لكن رغم ذلك يأتي المطر أحيانا ولو كان لفترة قصيرة ثم يذهب ويخرج من بين ثنايا الشمس ألوان قوس المطر تزين السماء فمن لديه رب كريم لن تكسره الأيام حتما. لم تفارقه قط وكأنه موجود تشاركه كل شيء بحب هي وكل عائلتها وعائلته حوله واوزجي ايضا بكلماتها وحنيتها لكن هي أخذت الوقت الأكثر فكانت جارة له حتى بالمشفى. احضرت مجلة واختارت غرفة لطفلهم وهي بجانبه تريه الغرفة والوانها وأخبرته أنهما سيعودان للقصر ويعيشان مع الكل هناك وسيحققون ما تمنو بقي فقط أن يعود إليهم ولا يستسلم ورغم انه لم يستفق لكنها كانت سعيدة، ذلك الأمل الذي بعث في فؤادها تلك الأيام على غير العادة كان أكبر من أن يهزمه اليأس، لم تقنط ولم تمل ولا للحظة رغم أن الأطباء اخبروها أنه يمكن أن لا يستفيق أو لربما أصيب بشلل كلي لكن رغم ذلك عاندت ولم تقنط قط. دخلت ريحان شهرها التاسع واقترب موعد ولادتها وأتت الاطأيام تتوالى وهو لا يزال على حاله، استفاقت في أحد الأيام على ألم وانقاباضات في رحمها وبعد أن أتت الدكتورة وفحصتها تبين أنه موعد ولادتها ولم يتبق الكثير وأن الرحم قد هيأ نفسه للولادة. كانت بغرفته جالسة بجانبه كعادتها نظفت وجهه ويديه ورقبته وصدره بماء دافئ ثم جففته وأخرجت الاغراض وعادت إليه. نظرت اليه بحزن وهي تضع يدها على قلبه وقالت: الم يحن موعد عودتك بعد؟ أنا بحاجة اليك الآن حبيبي طفلنا سيأتي ولا اريد لغيرك أن يؤذن له، اريدك معي فلا أحد يخفف المي دونك، أريد حضنك، اشتقت إليك، الى جنونك، عد حبيبي فقد تعبت دونك. بقيت كذلك مدة طويلة تمسك بيده وتحتضنها وهي تضع وجهها بها مغمضة العينين وتبكي ثم تنهدت وقالت دون النظر إليه:عد الي واعدك وعد شرف انني لن اهرب منك حين تطلب قبلة ثانية عد فقط وقبلني في الشارع أو القصر أو بأي مكان تشاء ولن اعترض رغم انك فضيحة لكن لن أعترض المهم أن تكون بجواري. اتاها صوته فجأة ولو كان ضعيفا لكنه تحدث نعم فتح عينيه منذ مدة لكنه بقي صامتا يستمع لحديثها يتأكد أنها هي وأنها بخير، تحدث وقال بصوتهزالخفيض:لقد وعدتني. رفعت راسها ونظرت إليه دهشة، نعم لقد فتح عيونه اخيرا لقد عاد للحياة لقد قاوم لمدة طويلة ولم يستسلم صارع الموت وصارع وتلقى من الكدمات ما تلقى لكن لم يستسلم قط. ضحكت من جديد، تنفست من جديد، استقر النبض من جديد وتوقف جسدها عن الاهتزاز، تغيرت دموع الحزن في لحظة لتصبح دموع فرح، إنه أمامها يبتسم وينظر إليها بحب لم يكن حلما تأكدت أنه ليس حلما حين اقتربت منه بلهفة وهي تلمس جسده وتردد بفرح:انت لقد عدت الينا ليس حلما صحيح؟ انا لا اتوهم؟ يا الله هو كذلك لقد فتحت عيوونك ولم تتركني اميري لم يتركني. ابتسم واردف وهو يناظرها بحب:لا يمكنني تركك لا استطيع إحزانك. تأملته بسعادة ثم خرجت مسرعة وهي تقول:دكتور نعم يجب أن يراك الدكتور لتخرج وتبدأ في مناداتهم بصوت عال. عادت إليه تبكي فرحا وهي تلامسه متناسية الألم الذي كان يزورها ثم يذهب لتقول بلهفة: حقيقة حقيقة انت تنظر إلي حقيقة الحمد لله الحمد لله لم احرم منك الحمد لله كنت متأكدة أنك لن تتركني وثقت بك ولم تخن ثقتي، الحمد لله الحمدلله. امسك يدها بعد أن حرك يده بصعوبة وقال:اهدئي. حينها دخل الدكتور لتركض إليه وتقول:استفاق دكتور استفاق فجأة أنه يتحدث الي. الدكتور:اهدئي سيدة ريحان واخرجي من فضلك كي نفحصه. توجهت للخارج وهي تنظر لامير وتقول:حسنا حسنا خيرا خيرا سيكون خيرا متأكدة. بقيت في الرواق تنتظر وتدعو خالقا وتنتظر وتدعو وتشد على بطنها فقد زاد الالم اكثر ولم يعد يطاق لكنه تحملت تحملت لأجله كما تحمل هو لأجلها، أمسكت هاتفها واتصلت بمن بالقصر وبشرتهم بالخبر ثم اتصلت بوالدها ايضا لتعيد الهاتف لجيبها وتقف من مكانها تضع يدها على بطنها وتتنفس بقوة وهي تقول:اهدأ زين اعرف أنني تحمست زيادة لكنه بابا عاد الينا اهدئ فقط أنه بخير اعذرني سعادتي لا يمكن وصفها لذا تحركت زيادة. فحص الدكتور امير بشكل جيد بداية من حواسه إلى حركة أطرافه العلوية والسفلية الى ذاكرته، كان فحصا دقيقا طال مدة وهي تنتظر بمر، خرج الدكتور من غرفة أمير لتسرع إليه وتقول:ماذا هناك؟ ابتسم الدكتور واردف:كل شيء بخير أنه بخير، الضربة لم تتسبب في أي شيء سيء وهذه بحد.ذاتها معجزة. وضعت يدها على فمها وقالت:اوووه الحمد لله الحمد للله لكن تألمت ليقول الدكتور:مابك؟ ريحان:لا شيء دكتور مغص لا اكثر. الدكتور:دعي دكتورتك تفحصك والآن يمكنك رؤيته وستأتي الممرضة لتعطيه بعض الحقن. ريحان:شكرا لك دكتور. دخلت وركضت الى ملاذها تحتمي من الظلمة ومن الرعد والبرق ركضت إليه كالمحنونة،ناظرها وهو ممد على فراشه بحب لتضع راسها على صدره مباشرة وتحتضنه بقوة وهي تبكي وتقول:كان صعبا صعبا جدا، أمر من الصبر، تحملت فقط لاجلك تحملت لانني كنت متأكدة بانك ستبقى ولن تذهب. تنهد ثم حاول رفع يده ووضعها على ظهرها وقال:اذا، يتشابه الحب والحرب في شيء واحد كلاهما يحتاج رجلا وانت تحتاجينني.؟؟ رفعت راسها ونظرت إليه وقالت:كنت تسمع؟ ابتسم و أومأ برأسه وقال:منذ أيام لقد حاولت الصراخ أو التحرك كي أستفيق لكن لم أستطع. ابتسمت وأردفت:الحمد لله الحمد لله. ابتسم وقال:لكن وعد الحر دين. ريحان:سمعتني ايضا. أمير:يجب أن توفي بوعودك. ابتسمت ثم مباشرة دنت إليه وضمته بقوة، لم يستطع احتضانها بقوة فاطرافه لا تزال مخدرة لكنه سر وأخذ علاجه منها، عناق في حد ذاته حياة، لكن زادت هي من ضغطها على جسده التعب اكثر حتى آلمته بشدة كادت تخنقه،بعد حين فصلت حضنها عنه واقتربت أكثر وقبلته بنفس القوة ثم اعتدلت تحاول كبت ألم المخاض، ابتسم فرحا وقال:اووووه أفرغت شوقك مرة واحدة لقد آلمتني نظرت اليه ثم إلى الأرض والى المياه التي تنزل منها ببطئ فتحدثت يخوف قائلة :اميييير زين قادم. اتسعت عيونه وارتعب ثم تحدث قائلا:ماذا الآن؟توقيت خاطئ توقيت خاطئ زاد توترها والمها وهي تتنفس وتردد:انه قادم حان وقت الولادة ليعلو صراخها اكثر وهي تستند على السرير وتنظر لبطنها نظر إليها بخوف و وحاول التحرك لكن ما استطاع بعد فهو شبه مخدر بسبب نومه الطويل ويحتاج وقت ليعود للحركة ليقول:اهدئي رجاء وتنفسي تنفسي حبيبتي ثم أخذ يرن الجرس ويكمل:ستأتي الممرضة لا شيء مخيف، أتت الممرضة مسرعة نحوهم دخلت ليصرخ بها:زوجتي ستلد اسرعي. الممرضة:على مهلك سيدي استفقت لتوك من غيبوبة سأنقل زوجتك لقسم التوليد والأمومة وأرسل لك ممرضة, وريحان تتالم وتشد على أسنانها من الوجع وتأخذ انفاسا كثيرة ممتالية ثم نظرت اليه وقالت:سنكون بخير حبيبي لا تقلق سنكون بخير اهتم بنفسك حتى نعود. أخرجت من الغرفة ليزيد.أنينها اكثر وهي بالرواق ثم نقلت لقسم التوليد لتاتي دكتورتها سريعا وتبدأ بتوليدها. كان هو بالغرفة يتالم كما تتألم جاءها المخاض لكنه نال شيء من ذلك الالم في جسده وقلبه، سعيد لكن خائف ومتوتر، لم يكن بيده شيء غير الدعاء فقط، عاد للحياة فجاة لتضيف مفاجأة أخرى له بولادتها، للحظة نسي أنه أصيب وأنه كان نائما لفترة طويلة يفكر فقط بها كان قلبه يدق يكاد يشق صدره من ارتعابه. عاد إليه دكتوره بعد أن طلبه ليتقدم منه ويقول:طلبتني سيد أمير أمير:دكتور أعرف لا يجب أن اتحرك من موضعي فقد يكون هناك خطور على وضعي لكن، إنه طفلي الاول زوجتي تلد وانا بعيد عنها اسمح لي بأن أذهب اليها وسأعود ريثما اطمئن. الدكتور:لكن انت لا يمكنك السير سيد أمير مجرد خطوات وقد تقع انت لم تتحرك لفترة طويلة وعمليتك لم تكن بالسهلة أصلا كثرة الحديث والانفعال قد يؤذيك. أمير:اعلم لكن أنت لديك اولاد بالتأكيد ضع نفسك موضعي، سأطمئن على زوجتي واعود سريعا إنه طفلي الأول رجاء سكت الدكتور قليلا ثم اردف:فقط لأنه طفلك الاول لكن لا يجب أن تتأخر سيد أمير لحظات وتعود لسريرك وحاول أن لا تنفعل كثيرا. كان بغرفتها يجلس على كرسي متحرك ينتظرها بلهفة، الحماس يكاد يتطاير منه بعد أن تمت الولادة طبيعيا، نقلت ريحان الى غرفتها لترتاح لكن قبل أن تدخل سألت عنه لتجبيها الممرضة بأنه نائم تحت تأثير المهدئ. ريحان: أريد أن أراه. الممرضة:ليس الآن ولدت لتوك يجب أن ترتاحي. ريحان:وابني؟ الممرضة:سيكون بجانبك بعد حين. أدخلتها الغرفة لكنها تفاجأت به هناك ينتظرها. تأملته بحب ثم تنهدت وقالت وهي مبتسمة:لا يمكن. ابتسم وقال:أكنت تظنين أنني ساهنئ دون أن اطمئن انك بخير؟ اقتربت لتمددها الممرضة على سريرها ثم انصرفت متمنية لها العافية وامير يناظرها بحب. خرجت الممرضة لتنظر هي إليه وتقول:اقترب. اقترب بكرسيه قليلا الذي أجبر على التنقل به مؤقتا ثم لامست وجهه بيديها وقالت فرحة:مبروك أصبحت أبا. ابتسم بحب ثم أمسك يدها وقبلها بقوة وقال:انا اب أصبحت ابا حقا اصبحت كذلك؟ حقا جاء زين؟ اومأت بالإيجاب وهي تضحك لتقول:نعم جاء زين، جاء من سيحرمك النوم والراحة، جاء من سترضخ لأوامره دونا عن كل الناس، جاء قطعة منك الى دنياي. ابتسم بحب ثم ناظرها طويلا طويلا جدا ثم قال: الجميل في الأمر ليس أنني اصبحت ابا فقط بل الجميل انني اصبحت ابا منك أنه بذرة عشق، سعادتي لا تصفها كلمات سأكتفي بقول أنني أحس بأنني أسعد رجل بالكون ولن ينافسني في ذلك أي رجل. والآن أصبح لدي 3 اسباب لاعيش انت وطفلاي، لقد خفت عليك بشدة وكنت عاجزا ولم اتمكن من الوقوف إلى جانبك وانت تتألمين، تمنيت لو كنت معك حين تلدين لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تحدثت وقالت:حمدا لله على سلامتك يكفيني أنك تنظر إلي وتبتسم، يكفيني أن طفلنا ولد وأنت معنا تتنفس وتبصر وايضا أمامنا عمر طويل سننجب اولاد كثر ووعد مني ستجن لانني ساخنقك كل مرة الد بها، احمد ربك أنك نجوت مني هذه المرة. رد قائلا:وحمدا لله على سلامتك وايضا مبارك أصبحت أما للمرة الثانية بما أنني طفلك الاول وأنت فقط أنجبي لي أطفالا كثر وانا مستعد أن اختنق بيديك في كل مرة. نزلت منها دمعة فرح ثم ضحكت وهي على تلك الحال وقالت:احلى طفل مدلل عندي ولن يأخذ أحد مكانتك اشتقت اليك بشدة. أمير:وانا اشتقت كثيرا لم تفارقي ولا مرة باحلامي. كنت اضمك الى صدري متى شئت. وأحس بك حولي دائما وياتيني همسك كل حين، لقد بقي القلب ينبض فقط لانه كان يحس بك. ابتسمت بحب ولم تتحدث شيء ليكمل هو: هاااا وطبعا انا غيور ايضا غيور بشدة لذا لا تهمليني أبدا أيتها السيدة الصغيرة لان الإهمال يحزنني وقد أعود لغيبوبتي. ريحان:هشش لا سمح الله عشت أصعب ايام عمري وأنت نائم، هل انت بخير الآن؟لا تحس بأي وجع صحيح؟ أمير:غير أنني اتحرك كالاطفال واطرافي ثقيلة بعض الشيء ورأسي كأنه بحجم المشفى كله أنا بخير حبيبتي حتى جرح رأسي وتعافى بشكل كبير هكذا أخبرني الدكتور لا تقلقي لشيء. لامست ذقنه بحنية واردفت:ما كان يجب أن تتحرك من مكانك قد يكون هذا خطرا. أمير:لا تقلقي ساعود لغرفتي ثم إنني لم أتحرك كثيرا وايضا قبلتك منحتني طاقة تكفيني سنينا. هربت ببصرها منه وقالت:آسفة آلمتك أمير:على العكس تماما اعيديها دوما ريحان: حسنا أمير:انظري الي اشتقت لعيون نجلائي لا تهربي نظرت اليه بحب وابتسمت وقالت:كنت مثل المجنونة لمدة طويلة وانا ضائعة ابحث عن النور دونك، خفنا أن...، لا لا دعنا لا نتذكر شيء سيء أبدا لنترك كل شيء بالماضي ونبدأ من جديد بداية جديدة خالية من الحزن. لامس وجنتها وقال:ما دمت معي سنكون كذلك عشقي. دخل الجميع وقتها عائلته وعائلتها ليتعرف أمير على والدها وجها لوجه اخيرا. الكل كان هناك الكل سعيد بأمير الذي عاد إليهم معافا من ح*رب الموت الضروس وريحان التي انجبت لهم فرحا جديدا وبهجة جديدة. بارك الكل لهما بحب لتاتي الممرضة بزين تجر عربته بعد مدة إلى الغرفة. اسرع الكل نحوها يريدون رؤية الصغير الكل تلفت حوله. نظرت إليهم الممرضة وقالت:لأول مرة أرى غرفة ولادة مكتضة هكذا. تالين:لأننا نختلف عن الآخرون، الكل يريد الصغير لكن اوزجي اقتربت اولا وقالت:انا أولا هذا حبيبي انا. نظرت الممرضة إلى ريحان لتومأ لها بالإيجاب لتحمله وتقربه لاوزجي التي قبلته وشمت رائحته وقالت:اهلا بك اخي كنت اظنك فتاة لكن لا بأس حتى انت تبدو لطيفا، ثم حمل الصغير جدته وأجداده وخاله وعمه وعمته وخالته وحتى زوجة خاله نارين ووالده ووالدته ينظران ليقترب أمير من ريحان ويقول:لقد نسي الجميع أنني كنت بغيبوبة لمدة طويلة واستفقت منذ ساعات حتى أنهم اطمأنوا على حالتي وركضا الى زين. ابتسمت وقالت بهمس:دعك منهم أنت مدللي انا فقط أمير:وهذا يروقني اكثر وضعوا الصغير في حضن والده، لقد كانت فرحة لا تصفها غير لمعة العيون قطعة منها ومنه في حضنه، كان طفلا جميلا، نائما بهدوء، ملاك مسح على كل ما هو سيء في حياة امه وأبيه قبلا وأتى بالربيع، ناظرها ونظر إلى طفله، اهتزار صدره من الفرح والتوتر كان باد للجميع لم يتمالك نفسه ليقربه منه أكثر ويشمشمه ثم قال:رائحتك جميلة جدا كأمك، أنا بابا حبيبي، أنا والدك يا قطعة السكر نظر إليها وقال:انا خائف ومتوتر جدا وكانني في امتحان. ضحك الكل مقهقها لتقول تهدؤه: إنه طفلك لا تخف. أمير:ماذا افعل؟ حكمت:أذن في أذن ابنك بني. ابتسم ثم تنهد وهمس في أذنه وقال:(الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله) انت اسمك زين انت اسمك زين. ثم سلمه لأمه وهو يناظرها بحب ليبدأ الآخرون بالانسحاب تدريجيا تاركين أمير وريحان لوحدهم. قبلت صغيرها ثم أعادته لسريره لتأتي الممرضة وتاخذه طالبة من ريحان أن ترتاح ومن أمير ان يعود لغرفته ايضا ليرتاح. نظر إليها بحب ثم قال:والآن ساتركك ترتاحين وأعود لغرفتي وكل حين سأتفقدك. ريحان:لا أنا من سيأتي اليك يجب أن امشي قليلا كما طلبت الدكتورة ثم اقتربت وامسكت يده ليقوم.بتقبيلها بحب ما جعلها تبتسم وتقول :شكرا لانك موجود شكرا لانك إجمل أب بالكون شكرا شكرا. مر 3 ايام بعدها........ تعافت فيها ريحان وتاكدوا من سلامة أمير ايضا، قضت هي وهو تلك الأيام بين غرف بعض تذهب له حينا وياتيها حينا ويقبلها حينا متحججا بالوعد الذي قطعته له وتهرب منه حينا، يتدلل حينا ويدللها حينا، يحمل ابنه بين يديه ويداعبه ومرات يغار،جيرة في الحي ولحقتها جيرة بالمشفى. خرجا من المشفى بعد أن تعافيا ليقررا العودة للقصر أخيرا، وصلا عند باب القصر بعد أن كان الكل بانتظارهم في الداخل، وقفت بجانبه عند باب القصر تنظر لتأخذ مليكة عنها زين وتسبقها الى الداخل. ناظرها باستفهام وقال:ماذا؟ نظرت لباب القصر ثم اليه وقالت:ستكون آخرة مرة اخرج منه. ابتسم وقال:قبل انت تدخلي اريد قول شيء. ابتسمت واقتربت منه وهي تمسح على لحيته وقالت:انا احبك. ابتسم ليقول:كيف عرفت انني ساقولها. ابتسمت واردفت:لانك طفلي، أحس بك وأقرأ لغة عيونك. امسك يدها وقبلها وقال:هيا الكل ينتظر لقد أصبحت عائلتنا مكتضة بطفل واحد فقط فكيف حين يأت الباقون؟ انا مستعجل جدا ليكن بعلمك رمقته بعينها تكتم ضحكتها ويدها بيده يمشيان ببطئ لتقول:لنر بعد شهرين او ثلاث هل ستبقى على رأيك أم ستهرب من البيت كله. أمير:لا احد يهرب من السعادة فكيف ان كانت مطلقة كالتي اعيش؟ ردت وقالت:هيا تعال. تغير قصر الاشباح الى قصر ملون بزهور التوليب من الاحمر إلى الابيض الى البنفسج، اجتمع الكل هناك من عائلته إلى عائلتها إلى نفس واستاذها سيردار والخالة عائشة ومحمد ابنها والدكتور اوزجان الذي كان يحضر مفاجأة لسونا يومها بمساعدة ريحان، عزومة حضرتها جافيدان لاستقبال كنتها وابنها وحفيدها بفرح وقررت دعوة الكل دون استثناء. .الكل مبتسم الكل سعيد الكل متصالح مع الكل، اقفلت مواضيع الماضي وسير الانتقام، رغم أن الكل عرف أن ديمير سبب الحادث بمساعدة نازلي التي هربت إلى ألمانيا لكنهم فضلوا العيش بسلام وترك الماضي وسواده مدفونا بالماضي. في نفس الحفل ونفس الاجتماع طلب اوزجان يد سونا من والدها وأخيها على سنة الله ورسوله بشكل أولي على أن يحضر عائلته لإكمال المراسيم إن وافقت. مرت الايام وزاد دلال أمير متححجا بالمرض كلما رآها تدلل طفله، احيانا يطلب أن ينام في حضنها كما تفعل بطفلها لكن أحيانا كانت تنتقم وتخرج وتتركه معه كي يعنتي به لكنه كان يطلب مساعدة اوزجي دائما كي يخلص نفسه. جن جنونها لكن بالأخير ترضخ لدلاله وتطاوعه رغم تعبها في رعاية الصغير لكن تعود لتندس بصره كل ليلة وتنام كعادتها فهي لا ترتاح الا هناك. مر شهران على ذلك..... استعاد فيهم أمير عافيته وعاد لعمله وكذلك هي وقد عادت للعمل على مطعمها الصغير وترميمه تدريجيا واستطاعت فتحه اخيرا وتحقيق ما تمنت لكن بمساعدة من امير. أصبح لديها اهل تجتمع معهم كل ما أرادت، تجتمع هي وسونا وتالين ونارين واوزجي ومسال أحيانا ويخرجون للتسوق احيانا أو للتنزه تاركتا زين في رعاية جدته، لم تترك يوما يمر دون رؤية والدها الذي كانت علاقتها به جميلة وقوية. تمت خطبة سونا بشكل رسمي من الدكتور اوزجان وكذا انها بدأت بالوقوف شيء فشيء واستعادة الثقة بجسدها الذي هزمها ورماها على ذلك الكرسي لسنوات... عاد اليها الامل والسعادة ماعادت حزينة ولا مهمومة ماعادت ضعيفة ولا خاىفة ونالت السعادة التي يستحق قلبها. مرت الايام والاشهر والسنون المزدهرة 6 سنين باشهرها ولم تعد وتحاوطهم تلك السنين العجاف، توالت الاحداث على عشق واميرها وكل العائلة واستمرت بالاخذ والرد معهم، يوم يحزنون وايام أخرى يفرحون وتلك سنة الحياة لكن في كل ليلة ترجع عشق الطفلة وترتمي بين ذراعي محبوبها وتنام بهدوء، لم تفارقهم سكينة الروح التي وجدوها ببعض يوما. تخرجت ريحان من جامعتها وأصبحت صاحبة شهادة تخصص لغات أجنبية والى جانب دراستها انجبت اختا لاوزجي اسماها والدها كما اتفقا غرام، ابنة عشق وامير وزين الذي كبر وأصبح نسخة من والده في هيئته وفي جنونه اما اوزجي فقد تاقلمت على حقيقة انها متبنات واصلت حياتها مقرة أنها ابنة أمير الحقيقية رغم أنها حزنت في البداية لكن ريحان ومن حولها استطاعوا أن ينسوها تلك الحقيقة الصعبة ولم يحسسوها ولا مرة أنها ليست حفيدة العائلة. جاء يوم افتتاح مطعم عشق والذي سمي كذلك فقد توسعت ريحان في عملها وبمساعدة من امير استطاعت تأسيس مطعم اكبر وبمكان راقي قرابة الساحل بتصميم خاص من المهندس المشهور أمير تارهون. كان المطعم كبيرا وواسعا وعلى الطراز العربي كمطعمها الصغير الذي تركته لنفس لتدير شؤونه لكن هذا اكبر واجمل وافخم وما ميزه أن كلا من عائلته وعائلتها تشاركوا في تجهيزه كل شيء من اناملهم وبحب حتى الجدران علقت عليها لوحات فخمة من جانب ورسومات اوزجي وزين من جانب آخر أضافت بهجة مختلفة للمطعم. كان أمير في الغرفة يتجهز ويستعجلها ويقول:أسرعي عشق سنتاخر هناك معازيم من كبار مهندسي العمارة سيحضرون افتتاح المطعم لقد دعوتهم ليشهدوا على نجاح زوجتي الجميلة وأنها تزين اي شيء تلمسه هيا لا يجب أن نتأخر. تحدثت من الغرفة المجاورة وقالت: اها كل راسي بكلماتك الجميلة هذا لانك تعرف ذنبك. أمير:اهاااا وما ذنبي؟ ريحان:لو كنت ساعدتني في تلبيس الاولاد ما تاخرت( موشح الأمهات 😂) ثم إنني لم ارتد فستاني ولم اضع خماري. كان يعدل قميصه ليرد:حبيبتي انت في كل حالاتك جميلة لا تحتاجين زينة ثم إنك تبالغين اتركي خالتي مليكة تساعدك. تقدمت نحوه لتجده قد تجهز لكنها كانت تحمل علبة بيدها ثم تقدمت وهي تقول:تعرف أنني أحب أن أضع لمستي على كل شيء يخص عائلتي. ابتسم وقال:ونحن لا نستغني عن لمسة عشق لكن أسرعي ثم ما هذه العلبة؟ ريحان:هدية لزوجي تقديرا على تعبه خلال كل هذه الأشهر لاجلي يعني عملت بكل التخصصات لأجلي ولم تشتكي يوما، لمستي الخاصة. امسك العلبة وهو مبتسم وقال:جيد انك اعترفت. ريحان:لا تبدأ أمير: لم أقل شيء. فتح العلبة ليجدها ربطة عنق جميلة. نظر إليها بحب لتقو ل:أعجبتك؟ أمير:امسكي، لتمسك العلبة ثم نزع ربطة العنق التي كان يرتديها وقال:ضعيها أنت. رفعت يدها وهي تحمل ربطة العنق ووضعتها على ياقة قميصه برفق وهو ينظر إليها بجشع. نظرت اليه بعد أن اربكتها نظراته لتقول:لم تقل لي، جميلة؟ ابتسم وهو لا يزال يناظرها بتلك الطريقة ثم سحبها الى صدره من خصرها حتى شهقت ثم انزلت رأسها خجلا واكتست وجنتيها حلة الاحمرار. تحدث وهو يناظرها بتلك الطريقة التي ما تغيرت رغم مرور السنين وقال:هدية من عشقي، زوجتي التي كل شيء منها جميل كيف لا تعجبني؟ أنسيتي يا سيدتي الصغيرة انك الجمال وتاجه؟ وانك القمر وسراجه؟ ثم بقي على حاله ينظر إليها مدة من الزمن. نظرت اليه بحب وقالت بصوتها الرقيق الذي يسحره دائما وعيونها تهرب منه : ألم تكن مستعجلا؟ ابتسم وقال:لا، ثم سكت وهي لا تزال تهرب ببصرها عنه خجلة. ابتسم ثم رفع يده ووضعها على وجنتها وقال:ظهرت شقائق النعمان، أهذا خجل؟ أم صبغة من الله؟ أم دم المهج؟ اخرسها لم تستطع التلفظ بحرف تداري ارتباكها بين يديه وتحاول امساك نفسها كي لا تقع. ثم وضع يده على قلبها وقال:منذ أن خلقت وانا أظن أن نبض قلبي بصدري لكنه خلق هنا في فؤادك انت. نظرت اليه بحب ليبتسم اكثر ثم بدأ بالاقتراب يشتم رائحتها لتقول بصوت خافت:والمعازيم؟ ليجيب بخفوت :علقنا في زحمة سير. احتظنته لتندمج معه وما زادته جنونا على جنونه. وصل اغلب المعازيم للمطعم ولا أثر لريحان وامير المختفيين ولا يردان على الهاتف ايضا. كانت تالين وسونا تتوليان الطاولات وتتفقدانهما كل حين بينما اسماعيل بيك وأحمد بيك تولوا استقبال الضيوف ١وجافيدان ونارين استقبال النساء منهم. الكل هناك عداهما كان الكل يسال اين صاحبة المطعم وزوجها ليحضرا بعد حين راكضين الى الداخل. تقدم حكمت وإسماعيل ليسألاهما في نفس اللحظة:اين كنتم؟ اجاب أمير وريحان في نفس اللحظة:زحمة سير. جافيدان:ابنتي تعالي بجانبنا لتستقلبي ضيوفك أو تفقدي احوال المطعم وانت بني ساعد زوجتك لا تنس انها حامل. أمير:بامرك امي ساساعدها واعود. توجهت للداخل وما أن راتها سونا حتى توجهت نحوها وقالت:اين انت يا مجنونة للحظة ظننت انكما خطفتما. ريحان:تقريبا وهي مبتسمة سونا:لم تضحكين؟ اقترب أمير وقال:اوووه الكل يسأل أين كنتما أين سنكون يعني؟ علقنا في زحمة سير لا اكثر. اتت تالين ناحيتهم هي وجوناي وهي تنظر إلى أمير وتقول:ربطة عنق جميلة صهري. جوناي:هذا اكيد اختيار عشق اخي سيء الذوق. أمير بتذمر: لا والله لو كان ذوقي سيء لما اخترت عشق. جوناي:حالفك الحظ في هذه فقط لا اكثر. أمير:اخرس، هيا أمام در، وريحان تمسك ضحكتها بصعوبة. سونا:مابك؟ منذ أن اتيت وانت تضحكين ضحكة غبية ريحان:اوووه لا تستلميني اهتمي بزوجك فقط أين هو؟ سونا:بالتأكيد يلقي محاضرة في علم النفس على أحد المعازيم. ريحان:لا انت تظلمينه سونا:أعرف لكن ماذا أفعل؟كرهته ولا أطيق رائحته. تذكرت ريحان حالتها في حملها الاول لتقول وهي تربت على كتف سونا:سيمر سيمر بسبب الحمل فقط. تالين:ستبقون هكذا واقفين؟ الى العمل هيا المطعم امتلأ. تم الافتتاح بنجاح. كان حضورا ملفتا لمشاهير من الاعلام وكذا مهندسي العمارة وأصدقاء عائلتها وأصدقاء أمير أيضا. كان الكل منشغلا مع المعازيم يتنقلون هنا وهناك لكن لا أثر لعشق. انشغل أمير مع أصدقائه عنها قليلا ثم بعد ذلك لاحظ أنها اختفت ليقوم بالاتصال بها لكن لم تجب، توجه إلى سونا وسألها عنها لتجيب:لا اعلم أخي كانت هنا منذ لحظات ثم ارحموني اطفالكم والمطعم لا أزال أتعلم المشي يابشر أمير:يييه كم أصبحت عصبية سونا مهددة:ابتعد من امامي أمير. أمير:أين زوجك يمسكك عنا؟ سونا بابتسامة نصر: وجدت له عملا ليختفي من أمامي. أمير:لا حول ولا قوة إلا بالله أريد أن افهم فقط سبب جنونكم فجأة هكذا؟ ثم خرج يبحث عنها في الخارج لربما ذهبت لاستنشاق بعض الهواء لكن لا أثر لها أيضا. للحظة خاف وارتعب، جاء في باله أن مكروها حصل لها لكن جاءه الرد وهو رسالة منها مكتوب فيها"انا انتظرك عند الساحل في المكان الذي عهدنا الهرب إليه من ضغوط الحياة لوحدنا". ابتسم ثم وضع الهاتف بجيبه ونظر ناحية المطعم ليقول:تولوه انتم أنا ذاهب لعالمي الخاص، توجه إلى مكانهم الخاص عالمهم الخاص إلى سكينتهم،اقترب ليجدها هناك واقفة تنتظره. اقترب اكثر متوجها إليها بقلب يرفرف كعاشق رأى محبوبته بعد فراق وهو ينظر هنا وهناك ليجدها قد جهزت المكان طاولة وكراسي وعازف كمان ايضا. وقف أمامها ونظر اليها بحب وقال:الهذا اختفيت؟ اقترب منه وأمسكت بيده وقالت: أحببت أن أبعدك عن توتر الأيام التي مرت. حاوط خصرها بيده وقربها إليها وقال:كل هذا الجمال لي؟ ابتسمت وردت:خلق الجمال ليكون لأميري، ثم امسكته من يده وقالت:تعال لنجلس. كانا يمشيان على رمال الشاطئ تتراقص قدماهما مع كل حبة رمل ذهبية متناغمة مع تراقص نبضات قلبهما والأمواج تعزف نغمة عشق لتلفهما بعشق وترفعهما حد السحاب، كم سمع البحر منهما وكم تلقى من آهاتهما وكم شهد على اوجاعه واوجاعها، كان احيانا يطبطب واحيانا يصد بابه لهما بقوة معلنا العصيان لكن الآن، هو من سيشهد عشقا ويسمع قصة غرام نشأت من بين حطام قلبين. جلس على تلك الطاولة أمامها يحادثها بنظراته، كفا عن الحديث هما اصلا تحدثا كثيرا وكثيرا، بالاخص صباحا مع فنجان القهوة الذي أصبح من المسلمات.ليكتفيا بتامل المقلتين والاستمتاع بلمعتها وانعاس صورتهما في العيون تحدث وقال: أتذكرين ؟اول لقاء لنا. ابتسمت وقالت:اذكر لكن بلا ألم ولا حزن ولا هم، قد لا ننسى لأنها إرادة الخالق وهذه طبيعتنا كبشر لكن كله ماعاد يوجعني البتة، أنت أصبحت جنتي. ابتسم وقال: وكأن البحر أمام عينيك كأنه بركة يسهل علي العبور بين حدودها، في حين شق على مثلى الولوج بين رمشيك لألوذ بذاك البريق القادر على تبديد عتمة الماضى برمته، لقد كلفنى الوصول إليك توبة نصوحة وسلك طريق الإيمان دون رجعة وصلوات فى جوف الليل حتى اقترن دعاء التوبة بذكر اسمك، وأخيرا وصلت واستقرت سفينتى على ضفاف عينيك ليستقبلنى الهوى ينزع عن كتفى الإرهاق الذى أتعب رمشى من طيلة الركض في الطريق إليك... ابتسمت وناظرته بحب ليتأملها هو أيضا مطولا ومطولا دون حديث ثم قام من مكانه وقال:انرقص. مدت يدها ووقفت لينظر هو الى عازف الكمان ويقول:شكرا يمكنك الانصراف. ريحان:لم صرفته؟ أمير:لا أريد أن تتوتري وهو هنا لن ترقصي براحة. ابتسمت وردت: جيد ما فعلت هكذا سأرتاح أكثر وقفا على الشاطئ باقدام حافية وماء البحر يداعب اقدامهم حينا ويتركها حينا ثم وضع يده على خصرها ويدها بيده والأخرى على قلبه ليقول:هكذا حبيبتي كي يكن قليلا والآن ركزي واسمعي. اغمضت عيونها وجبينها على جبينه صامتة ثم قالت:اسمع ماذا؟ أمير:معزوفتنا ريحان:نعم اسمعها أمير:انها معزوفة حبنا التي رقصنا عليها ايام زواجنا. ابتسمت ونظرت إليه وقالت:انها عشق. راقصها مطولا دون تعب وهما يتاملان بعضهما بحب ثم ابتسمت ووضعت رأسها على صدره وقالت:إنها فتاة أيضا انت فزت مرة اخرى وستختار الاسم هذه المرة أيضا. احتضنها اكثر وقال:عشق. نظرت اليه باستفهام وقالت:كيف؟ أجابها وقال:عشق يحب أن يكون اسما موثقا وليس مجرد لقب. أجابت وهي مبتسمة وقالت:عشق اذا، زين، غرام وعشق. ابتسم وقال:بقي شيء واحد. ابتسمت وقالت:انا احبك أمير:وانا احبك. وكعادته قبلها معلنا أنه يحبها وأن هاته الفتاة الجميلة قد أزالت اللعنة عن الوحش وعاد أميرا.... إن للشدة مدة ثم يلقى المرء سعده♥️ #عشق انتهت عشق، انتهى الحزن، انتهى الالم وانت الافراح والليالي الملاح، هي ليست مجرد قصة خططتها بقلمي هي جزء مني تعبت فيها لمدة 6 اشهر كثيرا لكن تعب كللتموه بنجاح. عشق كتبت كي تعاش بتفاصيلها المؤلم منها والمفرح لا كي تقرأ فقط. لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا |
رواية عشق الجزء الثاني من الفصل السابع والثلاثون 37والاخير بقلم كنزة
تعليقات