Ads by Google X

رواية بنتي فين الفصل الثالث عشر 13 بقلم مارينا عطيه

 


 رواية بنتي فين الفصل الثالث عشر



- الحمام يا راويا.    
- ‏حاضر يا ما أديني داخله أهو. 
- ‏خدي بالك من اللي في بطنك يا بنيتي. 
- ‏وهو هيجرى أية يعني يا ما! سبيها على الله.  

ودخلت الحمام و لقيتها مرة واحدة بتصرخ..جريت عليها علشان أشوف مالها..لقيتها سايحة في د..م*ها وقاعدة في الأرض بتصرخ.
لما دخلت عليها بصتلي الكُحل كان سايح في عينها وهي بتبكي! 

- الحقيني ياما، الحقيني.      

كانت بتتكلم بالعافية كانت انفاسها بالعافية..
دخلت عليها ومسكت العيل اللي نزل منها على الأرض..وشالتها بين إيدها..
أمي كانت قاعدة في الأرض وجمبها ستي..جدتها. 

- ها يما طمنيني..! ولد!   
مردتش عليها ستي وفضلت ماسكة العيل ومتنحة فيه ومش راضية تنطق.
- ولد يما صُح..أنا حاسة أنه ولد.    
- ‏بنت..بنت ياراويا...بنيه زي الجمر.   
كنت براقبهم وهما في الحمام..على الأرض..! زمان كانوا بيكونوا بصحتهم أكتر من دلوقتي من الدكاترة وأدوية وكشف وغيره
كان العيل ينزل من بطن امه على الأرض وصحته ميه ميه.
- بنيه....بنيه!!  تاني.       
ردت عليها جدتي.
- أحمدي ربنا عاد محدش لاقي.   












وقتها لما لامحتني باصه عليها ومبتسمة كنت أول مرة أشوف حاجة زي كدة..طفلة يعني متتعداش الخمستاشر واقفة فرحانة أن في اخت هتجيلي وقتها بصت عليا أمي وبغيظ شاورت عليا وقالت في عز تعبها وآلمها ووجعها في عز عيطها! 

- هي دي...هي دي السبب وش نحس عليا وعلى ابوها..ابوها طفش من القرية بسببها وسابني وهملها وهملها وكل شوية يعاود
ياخد مناله مني ويهرب تاني.
هي دي السبب وجابت لنا العار...
ردت عليها بحزن جدتي.
- وهي ذنبها اية بس يا روايا... 
- ذنبها أنها بنيه...بنيه ياما.  
- ‏خلاص أحنا نشيع لربيع يجي يفرح بمولدته. 
- ‏لو عاد ولاقيها بنيه..هيج*تلني ويج*.تلها.    
- ‏طب هتعملي أية عاد..
- ‏ااااه...اااه يما ضهري هينقسم.     
- ‏يا راويا لازم تيجي داياه لصحتك أنتِ وبنيتك.   
- ‏بنيتي! بنيتي..أنا مش عيزاها.        

المشهد بالنسبالي كان غريب..أمي تدخل الحمام تولد..وستي جمبها بتراعيها.
عادي لما أسمع أنه قبل ماعدها تولد..عادي لما أسمع ده من الخوف ولدت ومن الخوف العيل نزل..
لا حنت عليها ولا ربتها..يعني كانت كل مراعيتها من جدتي وهي بالعافية كانت ترضعها! 
كنت بسمعها طول الليل بتبكي وبتصرخ...وتقولها بكل قس..اوة جيتِ لية! جيتِ لية! 
وبعد ست شهور بالظبط جدتي قررت أنها تشيع لأبويا وتجيبه علشان يطمن على أختي وأمي.
وقتها لما شافته أمي جريت عليه وحضنته 
تقوله..وحشتني! وحشتني يا حج..وهو يرد بكل قسا..وة.
"عايزة أية يا راويا" 
- سلامتك ياحج..سلامتك...    
" برضو عملتِ اللي في دماغك وجبتِ بت"
- مين قالك! 
" ولو أنتِ فاكرة علشان أنا برة القرية هبقى مش عارف كل كبيرة وصغيرة وبتجرا فيها!" 
- بت زي القمر تعالي شوف.       
" مهشفش ولا عايز وشها ولا عايز خلقتك واصل"
- طب جولي أنا ذنبي أية! أنا لو بإيدي أجبلك الواد اللي أنت عايزة.      
" تخلصي منها " 
- أية! أخلص من بتي!    
" شلتك وتشليها وأنا مش قاعدلك فيها"  

وقتها العروسة اللي كانت عملهالي ستي وقعت من إيدي وعملت حركة في الاوضة..لما كنت بسد خرم الباب علشان أبص عليهم وأشوفهم بيقولوا أية!! 
لامحني أبويا 
" أنا مش جولت البت دي متقعدتش أهنه"
- أوديها فين.
- ‏أمشي...أمشي يا سك..ينة من هنا.     

قفلت الباب وطلعت على السرير اللي فيه أختي كانت شغالة تعيط.
كنت صغيرة مكنتش عارفة أعمل لها حاجة غير إني أحط صباعي بين يديها وتمسك فيه بعياطها.
" متخفيش..متخفيش يا وردة أنا هخلصك من كل ده" 
معرفش لية مفهمتنيش! 
وقعدت تصرخ وتعيط..تعيط محتاجة أمي تجيلها مع أنها كانت قاسية عليها قوي.

وقتها سمعت قفلة الباب بقوة وامي بتيجي تسحبني من شعري وتض*ربني بالقلم وترميني برة الاوضة وتقفل عليها وأنا أقعد على البلاط في عز البرد! 
اصل يدوب كانت شقتنا أوضة وحمام ضيق وتربيزة عليها الحَلل والبابور وولعة شمعة وفي الصالة مصطبة من الطين وبس! 
قعدت أعيط وأخبط أنادي عليها كنت سامعها بتتوعد لاختي الصغيرة اللي مكملتش سنة وأن نفسها تخلص منها وتخلص روحها معاها.
جت جدتي من ورايا.
" بت يا س..كينة بتعملي أية أهنه" 
بدموع.
" أمي طردتني" 









فضلت تخبط عليها مبتفتحش، لما كانت سامعة منها أنها بتصرخ في وش الصغيرة أختي وكأنها عاوزة تقت..*تلها! 
كس..رت عليها الباب ولما دخلت تشوفها لقيتها قاعدة والصغيرة قاعدة على السرير بتتلوى من الصرخ وأمي في أيدها مق..ص كبير وبصلها بكل قسوة وعايزة تغرز..ة في قلبها
في وقتها جدتي صرخت فيها ومسكتها عنها بالعافية، خدت أختي الصغيرة في حضني وطلعت أجري بيها برة..برة البيت وبرة خالص!

حاولت أهرب معرفتش..قعدت جمب مقلب زب..*الة حطيتها على حجري بحاول أهديها ولكني مكنتش عارفاه أهديها أزاي والليل كان معتم بسواده ومكنش في صوت غير صوت صرخها ولكني احاول احايلها معرفتش..احاول أغطيها بشعري الطويل اللي على ضهري علشان أحميها من البرد اللي إيدها ورجلها بيترعشوا بسببه مفيش فايدة..
حطيها وسطيهم..

أيوة..حاوطت عليها بورق الز..*بالة جايز تتدفى وتبطل عياط، كتمتها خالص علشان تُسكت... بقيت أهدى..أقل برودة أكيد علشان كدة بدأت تُسكت ! 
طلعت أجري واسيبها غصب عني لما سمعت صوت جدتي وهي بتنادي عليا " بت يا س..كينة..يابت" 
أستخبيت..لا معرفتش أستخبى.
نزلت بطولي تحت العربية وجلبيتي أتو...سخت 
وشعري أتملا وساخ...ة الشارع وهمه وسواد ليله.
ولان القرية صغيرة وبيوتها صغيرة ولا فيها شوارع كتير كانت عارفاه تجيبني بسهولة! 
مسكت يدي بقسوة زيها زي أمي.
" على فين يابت أختك فين" 
فضلت تزعقلي. أنا كنت عايزاة أخبيها عنهم، كنت فاكرة أنها هتم..*وتها.
مكنتش عاوزاة يطلع ليها صوت علشان محدش يحس بحركتها ويروح يق..تل*ها وأفضل وحدي، أنا كنت مستنيها تكبر علشان اخدها والعب معاها علشان ملعبش وحدي.
لأني بقيت وحدي من وقت اللي حصلي! 
" أنطجي يابت بدل ما الوي خشمك خالص" 
شاورت على المكان وأنا بعيط رجعت تبُص ليا تاني بعينها الواسعة اللي فيها كحل.
" دفنتِ أختك يا سك..ينة!" 

وقتها صوتت ولاطمت على وشها ورزعتني قلم وشدتني من شعري..
" دفنتِ أختك!!" 
" موت..يها يا سكي..نة...موت*ي أختك!" 

مكنتش بعرف أعمل أي حاجة غير إني اعيط..
أختي اللي كنت بحاول أخبيها منهم..أنا مكنش قصدي أمو..تها..أنا كان قصدي أحميها منهم، كان قصدي أهرب أنا وهي وأروح لمُعتز..مُعتز اللي قال ليا أنه عيحبني..عيحبني قوي واداني وردة حطها في شعري لما كنا في العِشة بأكل الطير بتاعهم.

وشربني أزوزة من عند عم صالح اللي على ناصية حارتهم.
كان بيلمسني بحُب وبيطبطب عليا غير أبوي وأمي اللي كل يوم أسمعهم مش طايقين بعض بسببي! 
اللي كل يوم أسمع منهم اصوات غريبة وأنا جمبهم في اوضة واحدة وكل ده علشان الواد اللي أبوي نفسه فيه.
طب ما مُعتز كان هيبقى الواد اللي بيتمناه لو أتجوزني زي 
ما وعدني..

كل اللي عمله أنه دخلني العِشة واداني الأزوزة أشربها وهو جمبي بيلمسني ويطبطب على راسي.
شربتها ومعرفش مالي، معرفش أية اللي حصلي...أنا فتحت عيني وأنا جلبيتي مش نضيفة...متو*سخة.. 
كل حتة فيها مليانة..آثر..د*.م أنا فكرتني مَرضت..أصل أمي قالت ليا المرض هو اللي بيجيب د..*م دورت على مُعتز ملقتهوش..










حبيبي مشي! هلاقي فين حنية تاني بعده طيب! 

رجعت لأمي وأبوي اللي كانوا برضه ماسكين في بعض بس معرفش المرة دي على أية.
شافتني لاطمت على وشها وسألتني.
- بت يا سك..ينة أية اللي عمل فيكِ أكده.     
" أنا كنت مع معتز" 

مشفتش أي حاجة وقتها غير إني بتجر من ضفيرتي وبتجرني لجوه وأبويا بيشوف منظري وبينزل بالسيخ المولع النار على جسمي كله وشعري! 
مسكني بعزم قوته وفته الشُباك اللي أحنا أصلًا يدوب دورين وراماني منه.
نزلت على ركبتي..وقتها سمعت صوت كسر..تها..سمعت حاجة بتطقطق تحتي! 
ومحستش بأي حاجة تانية بعديها.

كنت شايفة جدتي وهي بتلطم وهي ماسكة أختي، اللي بطلت صوت ومغمضة عينها وبطلت تترعش.
وبتلطم.
أنا مكنتش قادرة أشيلها أكتر من كدة..من عرجة رجلي! أنا كنت عاوزة أحميها.
- قت..*لتي أختك يا قادرة. 
- ‏قت..لت*يها...  

وصلنا للبيت وهي شايلها على إيدها لغاية محطيتها قدام أمي..
كانت إيد أختي باردة قوي وبطلت تلف صوابعها الصغيرة على صباعي.
قعدت أبكي..أبكي بصوت علشان أصعب عليهم.
بس جدتي مسكتني ومسكت المقص.
" لا ياستي لا أنا بحب شعري لا" 
- أخرسـ..ي مسمعش صوتك أخر..سـي يا وش الفقر! 

من وقتها..وأنا عرفت أني كل ست في الدنيا دي بتيجي بشرها وهتبقى شر لكل اللي في بلدها وقررت أني مسكتش وأنتقم..أنتقم من أي ست! 

قصتلي شعري وبقيت زي..زي الولاد بس برضه عمر ما أبويا حبني..وكان عاوز يجوزني بأي شكل ويغ..سل عاري طالما حاول كتير يقتل...ني ومفيش فايدة.
كان دايمًا يقولي أني زي القطط بسبع ارواح عمري ما أم.*وت. 

كنت بجري في القرية زي المجانين أدور على مُعتز ولكنه كان زي الريشة اللي أختفت مرة واحدة وملقتش صاحبها.

الحكاية مخلصتش هنا، الحكاية كل شوية بتبدأ بخط نهايتها.

في ليلة ملهاش ملامح سمعت صوت بيخبط الباب..كان هو...أبوي! 










- أخيرًا جيت.       
كانت أمي بتستقبله بفرحة كبيرة وكأنه شخص كويس بينجدها من اللي هي فيه.
طبعًا في ليلتها كان جاي ياخد اللي هو عاوزه ويمشي زي عادته! بس المرة دي لا..أخد اللي عايزة وقعد! فضل كابت على نفسي لمدة مش كبيرة قوي.
لغاية ما أمي حبلت وشالت..وهو كل يوم يغزي فيها وينادها  
بـ يا أم "الواد" 
كانت أجمل أيام حياتي..كنت باكل أكل نضيف..معرفش ازاي عفى عني كدة! يناديني أنا كمان " تعالي كلي يا سكينة عقبال
 ما تكلي أخوكِ" 
 ‏كلهم فهموني أن العيشة الصح الحلوة النضيفة في عيشة الواد، وأنت كل البنات عار..وأني لازم لما أخلف أخلف ولد ولو معملتش كدة جوزي ممكن يمو..تني.
 ‏وأنا أقتنعت! 
بكل سهولة أقنعت نفسي أني لو جات بنت هعمل زي ما أمي عملت فيا بالظبط! وأكتر..قررت أنت..قم من نفسي فيها.

كل حاجة أتغيرت واتلعنت يوم ولادة أمي..
حضرت الولادة برضه بس المرة دي على سريرها وأبوي برة مستني الفرج! 
كنت قاعدة بعروستي..لا مبقتش عروستي لأني قصيت لها شعرها ومسحت لها اللون الاحمر بمياة النار..علشان تتحول ولد! متبقاش بنت زي.
- ولد يا ما ولد!!! 
سكتت جدتي ومردتش ترد.
- بنيه! أوعي تجولي أنها بنيه!    
ردت عليها بكسرة.
- بنيه..   
وقتها أمي لامحتني وصرخت في وشي تاني وطردتني من الأوضة وهي بتقولي " أمشي يا وش الفقر أمشي من أهنه..أمشي يا فقر..أول خلفتي بت..ما لو كان جه الولد مكنش بقى ده الحال..أمشي يافقر أمشي" 

وطلعت برة بكل جحود أقف قصاد أبويا وأقوله.
" جت لك بنيه...أج*تلها وهي حية" 

وأمشي أسيبه! 
أمشي وأسمع أحسن وأحلى أصوات التع..*ذيب من أبوي لأمي وهي تصرخ تحت إيده.أية المشكلة متصرخ! خليه يمو..تها وهي تعيش لية بعارها! هما فهموني كدة.
أنا كمان حاولت أمو*تني كتير لكن زي ما قالوا ليا 
 " أنا زي القطط بسبع أرواح" 
 ‏
°°°°°°°°°°°° 

مكنتش قادرة أفهم اللي أمي بتحكيه..هي دي حياتها بجد! كل القسوة دي من حياتها هي! ده مرض..أمي مرضية ولازم تتعالج.

كانت قاعدة بتمسح دموعها وهي بتبص ليا بعد محكت ليا القصة.












"- عرفتِ يا جميلة؟ أنتِ مرتاحة كدة!" 
كنت خايفة منها وعليها، كنت خايفة من شرها والشر اللي أتعرضت له.
كنت خايفة لتقوم تعمل فيا حاجة وحاجة في نفسها مش بعيد عليها..مستحيل يكون بعيد أنها تعمل كدة! 
"- مرتاحة لقصتي! لا دي مش قصة فيلم الا مسلسل..دي قصتي!" 
مكنتش قادرة أرد عليها..هرد هقول أية! 
"- عرفتِ لية..إني عمري ما حبيتهم! عرفتِ لية أنتِ كمان عمرك ما حبتيني..لأني أنا..أنا كمان كنت بفتكر نفسي فيكِ" 
الدموع كانت بتلاحق عيني وبتجري ورا بعض..كان قلبي بيتعصر من وجعه.
كنت عاوزة أطلع أجري! 


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-