![]() |
رواية ست البنات الفصل الثاني 2 بقلم إسراء نبيل#ست_البنات ٢ عندما تقدم عمر لخطبتى او بالأحرى تقدمت والدته وطلبت موافقتى على زواجى منه كنت وقتها اقترب من بدايه شهرى الخامس فى الحمل , لم ادرى وقتها بما شعرت , هل كنت سعيده لكى تحقق حلمى الذى تمنيته كثيرا من قبل , ام حزينه لفراق رجل لم ارى منه السوء بل اكرمنى واحبنى حتى وان لم يطل زواجنا سوى شهور قليله جدا , لم ادرى ماذا افعل وبمن استعين فى ذلك الوقت فعندما نظرت لأبى وأخى وجدتهم لم يعترضوا ومع إلحاح والده عابد رحمه الله لم استطيع المقاومه اكثر ولكنى طلبت منها الا يسرى قرارى الان وان تتركنى افكر حتى يحين موعد ولادتى وقتها سأكون استجمعت شتات امرى واستطعت التفكير بعقلانيه اكثر , وبالطبع وافقت وانصرفت هيا وعمر الذى لم يتحدث اطلاقا ً فى تلك الجلسه ولم ارى وجهه مره اخرى الا يوم والدتى لأبنى " تميم " انا من اسميته فهوا لى تميمه الحظ والسعاده الآتى وهبها الله كى تسعد قلبى وتعطى لحياتى معنى , يوم ان رئيته ذلك الصغير احمر الوجه والجسد مغلق العينين رقيق الملامح شعرت ان روحى عادت لجسدى من جديد واقسمت ان ابذل من اجله الغالى والنفيس حتى لا يحزن ابدا , يومها جاء عمر واخته " وفاء " ووالدته وباركا لى على مولودى وكانت دموع الحاضرين تسبق فرحتهم وكل من حمل ابنى شعرت ان روح عابد تكمن بداخله فكان هوا تميمه السعاده للجميع , يومها اقترب منى عمر وهنئنى بقدوم مولودى وحمله و كبر فى اذنه وكان اكثرهم سعاده به , جعلنى اشعر ان هذا الطفل وهب له الله فرصه اخرى ليكون له اب يحبه ويحن عليه وبدء قلبى يميل لاستكمال هذا الزواج . يوم سبوع تميم احضر عمر كافه المستلزمات وحضر السبوع اغلب اهالى بلدتنا مهنئين ومباركين وداعين له بطول العمر ليكن سلفا ً طيبا ً لأبيه فلم اكن وحيده ولم يكن ابنى يتيما ً , وبعد انصراف كافه المدعوون جذبتنى والده عابد لنجلس وحدنا ونتحدث سويا ً - احنا لسه عند اتفاقنا مش كدا ؟ نظرت للأسفل ثم نظرت اليها وسئلتها - انتى متأكده ان داليا موافقه ؟ ربتت على يدى واجابت بسرعه - احنا قولنالها وهيا موافقه ومفيش غيرك انتى اللى تأكدى موافقتك علشان نجهز الشقه منزل اهل عابد عباره عن ثلاثه ادوار وكل دور به شقتان متقابلتان فكان الدور الاول بيت العائله الذى يتجمع به الجميع فالشقتان مفتوحتان على بعضهم البعض , والدور الثانى كانت شقه عمر وداليا ويقابلها شقتى انا وعابد ولكن الان تم اغلاق تلك الشقه نهائيا وتم التبرع بمحتوياتها صدقه على روح عابد وتنوى والده عابد ان تجهز لى الشقه فى الدور الثالث لتكون شقتى انا وعمر , اجبتها بهدوء - ماشى ياماما انا موافقه تهللت اساريرها واحتضنتنى بلهفه وسعاده غامره فأنا اعلم جيدا انها لن تطيق ابتعاد تميم عنها اكثر من ذلك فكل يوم يمر بدون وجوده بجوارها يجعلها تقطع الطريق ركضا ً لرؤيته , وبالفعل بعدما استعدت صحتى واطمئنيت على تميم تم الزواج , بلا مراسم ولا مدعوين فقط كان المأذون معه اخى وابى وعمر ووالدتى وحماتى واخت عمر وقله قليله من الاهل المقربين , كتبوا الكتاب واشهروا الزواج وحملت ابنى وارتديت عبائتى السوداء التى لم اغير لونها منذ وفاه عابد وذهبت معهم الى شقتى الجديده , بمجرد وصولى رئيت داليا تجلس فى ردهه شقه العائله , تلجلت قليلا اثناء دخولى ولكنى استجمعت شجاعتى واقتربت منها ومديت يدى لها كى اصافحها ولكنها لم تبرح مجلسها بل رمقتنى بنظره ناريه جعلت قلبى يزداد خفقانه ولكنى استمريت فى اتجاهى ناحيتها ومددت لها يدى وانتظرت لحظات قبل ان تمد يدها هيا الاخرى وتصافحنى عن بعد , ابتسمت لها وقلبى يتمزق فقد كانت داليا صديقتى فى هذا المنزل والان انقلبت تلك الصداقه لعداء ولكنى اتفهم موقفها جيدا ولن اتضايق منها مهما حدث ففى النهايه انا الدخيله التى اقتحمت حياتهم الزوجيه وفرضت نفسها او بالأحرى فرضتها الظروف , لاحظت والده زوجى ماحدث وحاولت اصلاح الامور فطلبت منى ان اذهب لشقتى لأستريح فاليوم كان طويلا وعرضت على ان تأخذ تميم للبيت معها فهيا تشتاق له كثيرا ً ولكنى اعتذرت منها واخبرتها اننى لا استطيع النوم بدونه واستأذنت منه وصعدت لشقتى , انقبض قلبى عندما فتحتها ودخلت وتذكرت يوم زفافى على عابد وكيف كانت الفرحه تملأ الأجواء والضحكات تصدح فى المكان والزغاريد والغناء والمباركات والتهانى حتى وان كنت وقتها لست سعيده بذلك الزواج ولكن فرحه من حولى كانت تعطينى دافعا ً للسعاده وكيف كان عابد يرقص فرحا ً يومها اكثر من عمر الذى تزوج معنا بنفس اليوم اما الان فأدخل شقتى وحدى حامله طفلى الذى لا اعلم مصيره ولا مصيرى وسط حزن الاخرين وعدم رغبتهم فى وجودى , سميت الله ودخلت وانا ادعوه ان يصلح لى حالى وان يرشدنى للصواب , كانت الشقه مفروشه بأثاث جميل وكأنها لعروس جديده ولكن لا روح فيها , دخلت غرفه النوم كانت تحتوى على سرير كبير فى المنتصف وُضع عليه ملائه بيضاء ومفرش سكرى اللون وبجواره على الجانبين كان هناك كومود صغير عليه مزهريه مضيئه وتسريحه بها بعض ادوات المكياج ودولاب به بعض الملابس الجديده التى اشتريتها فى زواجى ولم ارتديها وهناك بعض الملابس النسائيه الجديده اعتقد ان والده زوجى هيا من اشترت كل هذا , وضعت تميم على السرير فكان نائما ً كالملاك وغيرت ملابسى وارتديت عبائه من المعلقات فى خزانتى وصليت العشاء واستلقيت بجوار ابنى افكر فى كل ماحدث لى منذ تقدم عابد لخطبتى حتى الان , شردت فى تفكيرى ولم يخرجنى منه سوى صوت طرقات على باب شقتى , نهضت من مجلسى وذهبت لأفتح به واذا بى اجد عمر امامى , تلجلت عندما رأيته ودعوته للدخول وانصرفت انا مسرعه احضرت حجابى ووضعته فوق رأٍسي وعدت له وجدته جالسا فى الردهه و تاركا ً باب الشقه مفتوح , بخطوات متثاقله ذهبت اليه فأشار لى بالجلوس فى المقعد المقابل له , كالطفله جلست خائفه مرتجفه اخشى ماسأسمع وكأننى انتظر نتيجتى فى الاختبار , بدء عمر حديثه الخاص معى لأول مره وفاه عابد عمر بصى ياميراس انا جيتلك دلوقتى علشان افهمك حاجات اساسيه فى حياتنا هتريحنا بعد كدا اومأت برأسى بالايجاب وقلت له - اتفضل صمت قليلا ً ثم استطرد عمر انا اتجوزتك علشان ابن اخويا ميبقاش يتيم ولا يتربى مع راجل غريب ويفضل قصاد عنينا نراعيه ونحاجى عليه وعلشان امى حلفتنى برحمه اخويا ماافرط فى ولده , لكن انا عايزك تعرفى كويس انى بحب مراتى وحياتنا مفيهاش اى حاجه تنغصها حتى لو كان لسه ربنا مأردش يكون لنا عيال بس مش مهم احنا بنحب بعض وهيا عندى اغلى من ميه عيل كان وقع كلماته كالسياط تمزق قلبى وتٌدمى جسدى ولكنى ابتسمت له ولم انبس ببنت شفه حتى يٌخرج كل مافى جعبته فاستطرد : عمر انا بقولك الكلام دا علشان تعرفى انك بالنسبه لى اختى ومعتقدش ان قعدتنا دى هتتكرر وابن اخويا ملزوم منى وفى رقابتى وطلباتك كمان فى رقبتى وانتى يابنت الناس هتعيشى معانا وتربى ابنك زى اى ست مابتعمل وانا لحد كدا عدانى العيب مازلت ارسم تلك الابتسامه على شفتاى واتلقى صفعات كلماته وكأنها موجهه لغيرى حتى انهى حديثه وهم بالخروج دون ان انطق بحرف واحد , خرج مسرعا ً وتركنى مازلت جالسه فى مقعدى لا اتحدث ولا اتحرك ولا اشعر ... لا اشعر بأى شئ لا اشعر بحزن ولا بفرح وكأن قلبى نُزع منه الشعور فأصبح جمادا ً لا ينبض ولا يشعر فصرت كالأموات الأحياء اتحرك بلا روح فقط الخوف هوا الشعور الوحيد الذى يجتاح جنبانى واتسائل دوما ماذا يخبأ لى القدر وماذا سيحدث لى هنا .. #يتبع #ست_البنات ٣ لم تدم صدمتى طويلا حتى تذكرت ان لوجودى فى هذه الحياه سبب يكاد يكون سبب كونى جزء منها وهوا ابنى " تميم " ان كنت قد انهرت سابقا ً ودب الحزن والوهن لقلبى وجسدى فلن اتركه يفعل بى ذلك الان , فإن سقطت سيسقط بعدى ولذلك قررت ان أحيا من أجله , خلعت حجابى وتركته على المقعد ودخلت غرفه نومى لأستلقى , لكن اثناء مرورى بجانب المرآه لمحت انعكاسى الباهت , عدت للخلف ونظرت بتمعن لتقاسيم وجهى التى اصبحت عليها , مازلت كما انا بيضاء البشره لكن ليس ذلك اللون الأبيض المطعم بالورى ولكن أبيض باهت كأن الدماء تركت عروقى فارغه , يوجد أسفل عيناى هالات سوداء بدئت فى الأنتشار لتشمل جزءً اكبر , عيناى السوداوتين الواسعتين الآتى كان يتغزل بهما كل من رآنى اصبحتا شاحبتين منكسرتين وشعرى الناعم الطويل فحمى اللون تكسر وتقصف واصبح ضعيفا ً هامدا ً كروح صاحبته , حتى شفتاى المفعمتان بالدماء أصبحتا مرتعشتين , خسرت من وزنى أكثر من عشره كيلوات ومازلت اخسر , للحظات مرت وانا انظر لنفسى وعيناى شبه مغلقتان ليس نُعاساً ولكن يأسا ً ولكنى عندما لمحت تميم تلك الهديه التى اعطانى إياها الله شعرت بالحياه تدب فى عروقى , أخذت نفسا ً عميقا ً وأمسكت بأحمر الشفاه الموضوع أمامى ولأول مره منذ فتره طويله جعلته يلامس شفتاى حتى عادت الحيويه لهم من جديد ومن ثم أمسكت مكحلتى ورسمت عيناى فبرز جمالهما الفرعونى , كنت كلما رئيت الحياه تعود لوجهى كانت قامتى المنحنيه تزداد انتصابا ً حتى اصبحت أنظر لانعكاسى برضا وشعرت ان هامتى وصلت لعنان السماء , فلن يكسرنى أحد ولن أعود للخلف , كان تميم قد استيقظ فحملته ورفعته امام وجهى وقلت له انظر ماذا فعلت بأمك فقد وهبتها حياه أخرى تضاف لحياتها الباهته , قبلته ولعبت معه وشعرت معه بالأنس وكأن حياتى يملأها الكثيرون حتى اغمضنا أعيننا وروحنا فى سبات عميق لم ينتزعنى منه سوى صوت عالى سمعته يتخلل أذنى . استيقظت من نومى فزعه ظننت ان هناك عراكا ً بالأسفل فانتبهت للحديث أكثر فقد كانت نافذه غرفه نومى تطل على القبو المكشوف ومنه على مطبخ الدور الأول حيث شقه العائله , نهضت واقتربت من النافذه لأتبين ماذا يحدث بالأسفل فسمعت صوت داليا تتحدث الى والدة زوجى ولكنى لم اتبين الحديث سوى سماعى لأسمى يتردد اكثر من مره , نظرت للساعه المعلقه على الحائط وكانت تشير للحادثه عشر ظهرا ً , دخلت أخذت حماما ً وارضعت تميم وارتديت عبائتى ونزلت للأسفل , وكلما خطوت للأسفل كلما تبينت حديثهم أكثر وعرفت مما سمعت ان داليا تطالب والدة زوجى بالتنبيه على ان استيقظ باكرا ً واساعدها فى كافه شئون المنزل , عرفت ان مشوارى مع داليا طويلا ً ولكى اتخطاه عليا بالصبر والتغافل فتصنعت اننى لم اسمع شيئا ً وألقيت عليهم السلام وأعطيت تميم لجدته التى ترتد لها روحها برؤيته ودخلت المطبخ مع داليا ووفاء اساعدهم . دخلت والقيت السلام فردت وفاء بسرعه وردت داليا بصوت خافت فابتسمت لهم وامسكت بالأطباق الملقاه فى الحوض وبدئت بغسيلها , وقتها كانت وفاء تجهز الغداء وتضعه فى الأطباق لنتناوله جميعا ً فكانت عاداتنا وقت زواجى بعابد ان نتناول طعامنا سويا ً وهذه طباعنا فى بلدتنا وبيوت العائله التى نتزوج فيها , ولكن وفاء كانت تجهز صينيه خاصه اخرى علمت انها لعمر ولكنى لم القى بالا ً حتى انتهت من اعدادها وتحدثت الينا بمرح - انا جهزت الأكل وحد فيكم بقى يطلعه لعمر علشان يتغدى كانت داليا وقتها تنهى تحضير طبق السلطه عندما سمعت جملة وفاء القت السكينه من يدها وانفجرت فيها كالثور الهائج - انتى اتجننتى ولا ايه ياوفاء ومن امتى عمر بياكل من أيد حد تانى غير مراته حبيبته وبعدين عمر نايم مينفعش حد غريب يدخل عليه قالتها وامسكت بالصينيه المحمله بالطعام واستكملت حديثها بغنج مقصود - اتغدوا انتوا بقى مع بعض وانا هطلع اتغدى مع جوزى أصلى بعرف افتح نفسه كويس قالتها واطلقت ضحكه عاليه اعلم جيدا ً انها تريد بها كيدى ولكنها لا تعلم انه لم يتبقى بداخلى اى مشاعر أنثويه تجعلنى اقع تحت وطأه كيد النساء , لذلك لم التفت لها نهائيا ً واستكملت غسيل الاطباق كأنى لم أسمع شيئا ً وحاولت وفاء استدراك الأمر فأقسمت ان اقوم وستكمل هيا باقى الأطباق حتى اذهب لتميم , وافقت تحت إلحاحها الشديد وذهبت لأرى تميم فوجدته نائم بجوار جدته , اقتربت منهم لأجلس بجوارهم ولكن طرقات على باب البيت جعلتنى اذهب وافتح لأجد امى وابى واخى وخالتى وعماتى أتوا لمباركتى , عندما رأيتهم تعجبت من قدومهم حتى استدركت اننى تزوجت البارحه ولذلك فهم يعتقدون انه زواج حقيقى يأتون ليباركوا ‘تمامه ومعهم كل مالذ وطاب ولكنهم صُدموا عندما رأونى انا من أفتح الباب ولست فى شقتى كعروس جديد ولكنهم احتضنونى وهنئونى ودخلوا القوا السلام على والده زوجى ووفاء ووضعوا كل ما أتوا به , تبادلنا اطراف الحديث وانتهت المقدِمات والسلامات حتى بدئوا فى السؤال عن عمر , تلجلجت والدة زوجى واخبرتهم انه كان هنا الان ولكنه صعد ليبدل ملابسه , ابتسمت وصدقت على كلامها ونادت هيا على عمر واخبرته ان اقاربى هنا فليأتى لإلقاء السلام , مضت الدقائق طويله حتى أتى عمر ومعه داليا متأبطه زراعه , صُدم الجميع عندما رأوا داليا مرتديه عبائه شيفونيه ورديه اللون مُرصعه بالأحجار وعلى وجهها تبرج كامل وكأنها هيا العروس ولست انا من ترتدى عبائه قطنيه كحلية اللون بل وتعمدت الدخول متأبطه زراعه لم تنفك تتركها حتى وهيا تسلم على الجالسين , حتى انتهت فقره السلام وجلسا بجوار بعضهم البعض بعيدا ً عنى . ساد الصمت بين الجميع وابتدت الهمهمات ولم تستطع والده زوجى استدارك الامور كما تفعل كل مره حتى بعد ان حاولت إلهائهم بمواضيع اخرى ولكنها لم تجد استجايه من الجالسين فصمتت هيا الاخرى حتى ناداتنى أمى وأشارت لى بالدخول لغرفه نوم وفاء وحدنا . دخلت هيا وتبعتها وبمجرد دخولى اغلقت الباب خلفى وسئلتنى والشرر يتطاير من عينيها : - ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل اجبتها بهدوء : - الطبيعى ياماما جلست بجوارى على سرسر وفاء وسئلتنى بحده اكثر : - يعنى ايه الطبيعى , ازاى تبقى ليله دخلتك امبارح وينزل هوا مع مراته الاولانيه ماسكين ايد بعض ولا حتى يعبرك كأنك مش موجوده نكست رأسى للأسفل ولم أجب فاستطردت - ريحى قلبى يابنتى الله يرضى عنك رفعت رأسى وانا اقاوم دموعى حتى لا تنفلت رغماً عنى وفسرت لها كل شئ - عمر اتجوزنى علشان تميم ميترباش مع حد غريب وقالهالى بوضوح انى اخته وجوازى منه على ورق علشان ميضمنش انى اتجوز حد غريب واربى ابن اخوه بعيد عنهم نهضت امى من جلستها تكاد تشتعل غيظا ً وعلا صوتها وأحمر وجهها حتى خشيت ان تخرج لهم فيحدث مالا يحمد عقباه ولكنها تمالكت نفسها وردتت بصوت مقهور - لكن دا حرام , انتى لسه صغيره علشان تترهبنى وتعيشى تربى ابنك , دا انتى متجوزتيش غير اربع شهور ومنهم شهرين فى المستشفيات , يعنى دا جزائنا علشان وافقنا تتجوزى اخو عابد , طيب طالما بيحب مراته ومش هيعاملك كزوجه حقيقيه اتجوزك ليه كان سابك تقابلى صاحب النصيب يمكن كان عوضك على جوزاتك اللى اتظلمتى فيها , يعنى تتظلمى معاه ومع اخوه وضعت يدى حول فمها استحلفها ان تخفض صوتها وان تهدئ من روعها فأنا لا اريد هموم جديده واقنعتها اننى راضيه بذلك الامر جدا وأثق ان القدر يخبئ لى الافضل . راحت امى فى نوبه بكاء شديده حتى اوشكت على الصراخ فاحتضنتها وطمأنتها وأستحلفتها بكل غالى الا تتحدث فى ذلك الأمر مع أحد وان توهم من بالخارج اننى سعيده مع عمر ومافعلته داليا غيره نساء لا أكثر , فى البدايه رفضت واقسمت الا ينتهى ذلك الأمر على خير ولكنى حلفتها بحايتى وحياه تميم وأقسمت عليها الا تخبر أحد اذا كانت راحتى تهمها حتى رضخت لمطلبى ومسحت دموعها وخرجنا سويا ً نتصنع الضحك حتى لا نجذب أنتباه أحد , بالطبع كانت أعين الحاضرين تتفرسنا محاوله استكشاف ما دار بيننا فى الداخل ولكن سريعا ً استئذنت امى وطلبت من ابى ان يكونوا ضيوفا َ خفافا ً وألقت السلام دون ان تمد يدها لأحد وكانت اول المنصرفين ولكنها لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيداً ما دار بيننا بالداخل . انصرف الجميع وجلسنا جميعاً لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث , استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه , وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا : - مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا تحولت لهجتها وأجابت بغضب : - ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه , طب ما تقوم تطلعلها احسن استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الغصب - يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى - يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى , انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى ويمزق قلبى , فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه يتبع الفصل الثالث من هنا |
رواية ست البنات الفصل الثاني 2 بقلم إسراء نبيل
تعليقات