رواية مسجون اركاديا الفصل الثاني والاخير
اميره منطقتش ولا كلمه بعدها، ضحكت ومشيت علي شقتها بصتلي بشبق دخلت شقتها وكانت دي اخر مره اشوفها فيها علي مضي اسبوع.
في البدايه شعرت بالرهبه والقرف، بس طعم القبله كان غريب، ظل في شفتي لم يرحل وكأنه اتخذ له سكن علي باب فمي
كنت أشعر بمذاق قبلتها مع كل قطعة خبز تدخل جوفي، كانت تنساب مع الطعام كأنها لعنه تتضخم داخل معدتي.
مش بس كده ، كأنني مرضت من تلك القبله، أصبحت افكر بها حتي في منامي وصحوي، زي الفكره الي مش راضيه تسيب عقلك وكل ما تهرب منها تلاقيها قدامك.
قاومت الانجراف اسبوع، بس مقدرتش اقاوم اكتر من كده، بعد اسبوع الساعه الحادية عشر وخمس دقايق ليلا، لقيتني بخبط علي شقة اميره.
فتحتلي اميره الباب ، سحبتني لجوه وقفلت الباب خلفي، قالتلي
بمياعه مكنتش فاكره انك هتقاوم كل ده؟
مكنتش عارف انا رحت عندها ليه، ولا هيحصل ايه، بس كنت حابب اكون بقربها.
قعدت في الصاله، قالتلي لحظه واحده وراجعه، لأنها كانت لابسه ثوب اسود بغطاء رأس مغطي كل جسمها وكان فيه دخان بخور منبعث من غرفه داخليه، رائحته اغرقت الشقه.
دقائق وخرجت بقميص نوم قصير فوق الركبه، قالتلي انت بتشرب؟
مردتش ، كنت تايه، دخلت المطبخ سمعتها بتصب كأسين، اللحظه دي شفت طيف سيلا خارج من غرفتها تجاه الحمام، نظرت نحوي ، كان وجهها متجهم، همست. ! ارحل!
كانت بعيده عني، لكن سمعت الكلمه في دماغي، اختفت سيلا في الحمام، بس انا كنت ضايع، مش متأكد الي شوفته ده حقيقه ولا خيال، دا انا حتي شربت خمره لأول مره في حياتي لحد ما اميره سندتني لشقتي وانا بترنح.
علي باب شقتي طبعت اميره قبله اخري اكثر لذاذه وطعامه من الي قبلها.
نمت مش عارف كام ساعه، صحيت علي صداع رهيب بياكل دماغي، وشي شاحب، اصفر، عقلي مش قادر يفكر،كأني اصبت بلعنة كروكوس، بس معقول اميره تكون سيمكلاكس؟
دخلت الحمام اتوضاء، يدوبك غسلت وجهي، نسيت اتوضاء، حتي لما فردت السجاده ووقفت فوقيها كنت ناسي صليت ولا لا؟
في الاخر اقنعت نفسي اني صليت.
فردت جسمي علي الأريكه، مره تانيه نمت، كنت منهك جدٱ كأني لم انم منذ اسبوع كامل، من يوم قبلة اميره علي شفايفي
شفت في الحلم زهرة النجمه البرتقاليه، مش بحبها، بتذكرني ب إستيريا ملكة السماء عند الأغريق لما اخذت تبكي عندما نظرت الي الأرض ولم تجد فيها نجوم، فنبت مكان دموعها علي الأرض زهرة النجمه.
في الحلم السماء بتمطر زهرة النجمه اختفت، سيلا طلعت مكانها، مش علي هيئة زهره او شجره؟
لا،... بل علي هيئة رضيعه، ثم طفله، ثم فتاه، قبل أن يحل ظلام وتمطر السماء دم، فجأه تموت سيلا وتختفي.
فتحت عنيه مره تانيه، مش عارف سيلا بتظهر ليه في أحلامي الفتره الاخيره دي؟
صفحة الكاتب على الفيس بوك باسم اسماعيل موسى
كنت اكثر نشاط، عاشان كده بدلت ملابسي وقررت اقضي السهره مع أميره.
بوجه ضحوك يذكرك باالصبايا الي بيتحولو زهور تملي الأرض جمال وطراوه قابلتني أميره !
تيشرت لبني وشورت جينز قصير كان في وشها حاجه غريبه، اميره بتزداد جمال كل يوم عن التاني، أليس هكذا يظن الذين يقعون في الحب؟
لأنهم أغبياء يرون كل شيء جميل ورائع في حبيبهم، لكن منذ متي وانا احب اميره؟
من يوم القبله !
قبله واحده تفعل كل ذلك؟
لماذا أري علي ذراع أميره مرسوم زهرة الجلاديسون ؟
لا أشعر بالخير !
انا متعب حقا ومنهك، لكن اتذكر تلك الزهره كما اتذكر عشبة الميرتل، الاس !
تمددت اميره علي الأريكه متوسده ساقي تحملق في عيني اللوزتين
راسمه علي شفتيها ال MYRTLE
في مرآة الحمام لمحت سيلا تنظر إلينا، وتسألت ان كانت اميره تراها مثلي، لكزت اميره في كتفها، قلت اترين سيلا في المرٱه؟
كنت احتاج ان اعرف ان ما ٱراه حقيقي وليس خيال ابتدعه عقلي، ان يؤكد لي شخص ما أراه.
رفعت اميره رأسها من فوق ساقي مستقبله شفتي بقبله جامحه وهي بتنظر تجاه المرايه، سيلا مختفتش، لسه في المرايه بتبص ناحيتنا
قلتلها شايفاها يا اميره؟
قالتلي لا لا، مفيش اي حاجه، شكلك شربت كتير وسكرت
انا بقول كده برضه
لكن نفي، النفي لا يحتاج تأكيد ، اللحظه حسيت ان دا طيف سيلا فعلا، حتي بعد ما اميره مشيت ناحية المرايه ووقفت قدامها وهي حاطه وسطها بين ايديها وعماله تقول كلام بصوت واطي
مكنتش فاهم بتقول ايه، صورة سيلا في المرايه عماله تخفت وتضعف وترجع تاني تقوي مره ورا مره لحد ما نمت وانا بشوف صورة سيلا بتختفي وتظهر قصاد جسم اميره الجذاب.
سيلا جتني في الحلم، قالت مش هقدر اقعد معاك وقت كتير، الدقايق دول محجوبين عن عيون اميره، انت بتمرض، بتتعرض لسحر لعين من اميره عشان تمتص روحك وتتخلص منك زي ما عملت معايا ومع والدي، انت مش هتقدر تواجهها لوحدك لازم انا اكون معاك، دلوقتي لازم تروح البيت ده وكتبت عنوان حفظته في ذاكرتي، هتلاقي مرايه قديمه مدفونه في قبو البيت داخل صندوق خشب مكتوب عليه تعاويذ وطلاسم.
هات المرايه وارجع بسرعه مفيش وقت.
اختفت سيلا من الحلم،فتحت عينيه لقيت نفسي نايم نفس مكاني واميره واقفه قدام المرايه بتبص لصورة سيلا الي فجأه اختفت
قلت لٱميره انا مروح شقتي ، فعلا مشيت دخلت الشقه، لقيت طيف سيلا مستنيني جوه، قالت متخفش انا مش هسيبك، تأثير اميره منعدم عليك هنا انا حجبت قوتها.
قلتلها انتي بتساعديني ليه، قالت انا مش بساعدك، انا بساعد نفسي علشان انتقم من اميره واخلص العالم من شروره، اميره الي قامت بالأستيلاء علي روحي وقتلتني وقتلت والدي، فجأه قدامي تجسدت كل حاجه اميره بتقتل سيلا بالسحر عن طريق شيطان، بعد كده بتقتل والدها، مش دي المشكله، المشكله ان أرواحهم محبوسه داخل حاجه مش قادر اعرف هي ايه بالضبط .
انا هعمل علي حراسة الشقه دلوقتي لكن مش فتره كبيره ، انت قوم استحم واستعد لمقابلة AUPAL، أبوديس )
هيمنحوك عشبه هتخلصك من ضعفك وانهاكك
مكنتش فاهم بس عملت زي ما طلبت مني.
جلست في وسط غرفه فاضيه مفيهاش اثاث لحد ما وصلت حورية الجبل، هيليكون بجسدها العاري الهزيل وفمها الصامت، قربت مني شاورت لفمي، فتحته، دست داخله عشبة ديزي مخلوطه بالبرغموت والاوكالبتوس بعد كده مشيت.
نام سمعت صوت سيلا ان كنت نايم فعلا مجرد ما خليط العشب دخل جوه معدتي.
تاني يوم الصبح رحت العنوان، البيت الي سيلا قالتلي عليه، كان بيت مهجور، محروق بالنار من الخارج، الشجر محروق وغربان واقفه علي أغصان محروقه بتنعق.
دخلت جوه البيت الي كل جدرانه محروقه وبعضها ساقط علي الأرض، باب القبو كان مسدود بخشب محروق رفعته ورميته بعيد، دخلت القبو، كانت رائحه شنيعه كانت هتخنقني.
تحت لوحه محروقه قعدت احفر لحد ما لقيت صندوق خشب قديم خرجته برا فتحته لقيت مرايه مغلفه مكتوب عليها من الخارج مسجون اركاديا..
سيلا كانت طلبت مني ما احاولش اتخلص من التغليفه الي حاميه المرايه او احاول ابص فيها ابدٱ.
حملت المرايه ووصلت شقتي قبل المغرب يوم ٢٠/ نوفمبر عام!/٨١
يوم مش ممكن انساه طول حياتي.
كانت اميره في شقتها وكان الباب مفتوح ورغم اني لمحتها وبصيت ليها وبصت ليه محصلش اي انجذاب ناحيتها، كان وجهها تعيس لما لمحتني قفلت الباب في وشي علي طول
دخلت شقتي واغلقت الباب، بعدها سندت المرايه علي الجدار وقعدت في مكاني افكر ايه ايه الي بيحصل ده؟
اميره الي كانت بتتمني وصالي وكنت سهران معاها مبارح تعمل كده؟
طيب هي مثلا عرفت اني بتواصل مع سيلا؟
بس ده مش سبب، كان ممكن تسألني عن المرايه او تحاول تقف معايا
تأخرت سيلا في الظهور وقت طويل، ودا الي خلاني افكر اروح عند اميره واحاول اكلمها، معرفش ايه الي خلاني اخد المرايه معايه
خبطت علي باب اميره، بعد شويه فتحت الباب لكن موروب قالتلي امر استاذ احمد!
قلتله طاب فسحي شويه خليني ادخل؟
قالت، انت ست ارمله، عايشه لوحدي، ازاي اسمحلك تدخل عندي!؟
لسعتني شراره جوه أعماق ذهني، قلت انتي بتتكلمي بجد؟
قالت طبعا، مش ممكن اسمح لك تدخل عندي دا حرام
انتي بتستعبطي يابت؟
قالت احترم نفسك استاذ احمد
كنت غاضب جدا، دفعتها من قدامي ودخلت، قلت اوعي تكوني ناسيه الي كان بيحصل بينا؟
قالت استغفر الله، انا عمري ما قعدت معاك لوحدنا!
قلت اها، اكيد انتي عرفتي اني قابلت سيلا واعترفتلي انك قتلتي والدها وقتلتيها هي كمان.
قتلتها ازاي؟ سيلا ميته في بيتها القديم قبل اتجوز والدها، النار ولعت في البيت وحرقتها، كانت واقفه قدام مرايه عريانه وملاحظتش ان النار ولعت في البيت واحترقت
مرايه!؟
زي دي
شلت المغلف من علي المرايه وسندتها علي الحيطه، وقفت انا واميره قدام المرايه، ظهرت صورة سيلا مبتسمه بتضحك، كنا واقفين انا واميره قدام المرايه، سيلا تحولت لكيان سايل خرج من المرايه حاوطنا، سحبنا ناحيته اختفينا جوه المرايه وشبح سيلا تحرر
كنا جوه المرايه انا واميره بنصرخ وسيلا واقفه برا في الشقه جنب جسدي وجسد اميره الي كان بيبصلنا ويضحك هو كمان.
روحي انا واميره محبوسه داخل المرايه مع ارواح اخري بعد ما تحرر شبحها.
انا دلوقتي في مستشفي المجانين عنبر ٢٥٦ واميره كمان، ارواحنا محبوسه في سجن اركاديا الا مكاني بننتظر موتنا.